سؤال .. يحتاج إلى إجابة !!
انه ليدمي القلب حقا حينما نرى الناس وقد تبلدت مشاعرهم ، وتحجرت أحاسيسهم وتجمدت دموعهم ، فلا يتحسسون الواقع بعين حاذقة وبصيرة نافذة ، قلوب قد طبع الله عليها لفرط النوم والأكل والمتعة ، والذنوب والمعاصي فأصبحت ميتة لا تتأثر ، لا تحس ، تعيش في غفلة.. في ضياع.. في شرود عجيب
لقد اختفت المعاني الجميلة التي ترتسم على وجوهنا وتحرك في قلوبنا نبض الإحساس الصادق والصادر من الأعماق فانعدمت الثقة وروح الألفة التي ينبغي أن تكون هي القانون الذي نحتكم عليه في معاملاتنا الشخصية .
وهذا هو عين الواقع الذي نراه ونعيشه بأسف شديد ، ولو استنطقنا واقعنا المرير لشهدنا جفوة بعضنا بعضا وقسوة الضمير وكثرة القيل و القال و مشاكل لا حصر لها .
في هذا الزمن المتحجر الذي ينطوي عل مشاكل معقدة وضغوط عصبية كبيرة متفجرة من التفاوت الكبير بين الميزان المادي والجانب الأخلاقي قد يسمع البعض من أحاديث كبار السن في سمرهم الجميل وأمسياتهم الرائعة وهم يتحدثون بأسف عن ضياع تلك الأخلاق السامية التي عاشوها في زمنهم ، ويلقون بالملامة على هذا الزمن ( الأغبر ) الذي قلب الموازيين رأسا على عقب .
نعم ضاعت الأخلاق تحت الأقدام ، جرفتها سيول الضغائن و الحقد والأنانية والغفلة . فغاية ما نتمناه في حياتنا هذه : أن يحترم بعضنا البعض وان نتعامل بمشاعر إنسانية متدفقة تعرف معاني السمو الإيماني من التسامح والإيثار وإنكار الذات .