New Page 1
قديم 20-03-05, 06:53 PM   #1

علي الجمعان
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية علي الجمعان  






رايق

Icon19 من قضاء الإمام علي (ع)


روى أبو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) قَالَ دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) الْمَسْجِدَ فَاسْتَقْبَلَهُ شَابٌّ يَبْكِي وَ حَوْلَهُ قَوْمٌ يُسْكِتُونَهُ .

فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : مَا أَبْكَاكَ ؟

فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ شُرَيْحاً قَضَى عَلَيَّ بِقَضِيَّةٍ مَا أَدْرِي مَا هِيَ إِنَّ هَؤُلَاءِ النَّفَرَ خَرَجُوا بِأَبِي مَعَهُمْ فِي السَّفَرِ فَرَجَعُوا وَ لَمْ يَرْجِعْ أَبِي ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مَالِهِ ، فَقَالُوا مَا تَرَكَ مَالًا ، فَقَدَّمْتُهُمْ إِلَى شُرَيْحٍ فَاسْتَحْلَفَهُمْ ، وَ قَدْ عَلِمْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أَبِي خَرَجَ وَ مَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ .

فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : ارْجِعُوا .

فَرَجَعُوا وَ الْفَتَى مَعَهُمْ إِلَى شُرَيْحٍ .

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : يَا شُرَيْحُ كَيْفَ قَضَيْتَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ .

فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ادَّعَى هَذَا الْفَتَى عَلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فِي سَفَرٍ وَ أَبُوهُ مَعَهُمْ فَرَجَعُوا وَ لَمْ يَرْجِعْ أَبُوهُ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مَالِهِ ، فَقَالُوا مَا خَلَّفَ مَالًا ، فَقُلْتُ لِلْفَتَى هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ عَلَى مَا تَدَّعِي ، فَقَالَ لَا ، فَاسْتَحْلَفْتُهُمْ فَحَلَفُوا .

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : هَيْهَاتَ يَا شُرَيْحُ هَكَذَا تَحْكُمُ فِي مِثْلِ هَذَا ؟

فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ ؟

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : وَ اللَّهِ لَأَحْكُمَنَّ فِيهِمْ بِحُكْمٍ مَا حَكَمَ بِهِ خَلْقٌ قَبْلِي إِلَّا دَاوُدُ النَّبِيُّ ( عليه السَّلام ) ، يَا قَنْبَرُ ادْعُ لِي شُرْطَةَ الْخَمِيسِ ، فَدَعَاهُمْ فَوَكَّلَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ رَجُلًا مِنَ الشُّرْطَةِ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى وُجُوهِهِمْ .

فَقَالَ : مَا ذَا تَقُولُونَ أَ تَقُولُونَ إِنِّي لَا أَعْلَمُ مَا صَنَعْتُمْ بِأَبِي هَذَا الْفَتَى ، إِنِّي إِذاً لَجَاهِلٌ ، ثُمَّ قَالَ : فَرِّقُوهُمْ وَ غَطُّوا رُءُوسَهُمْ .

قَالَ الراوي : فَفُرِّقَ بَيْنَهُمْ وَ أُقِيمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ مِنْ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ وَ رُءُوسُهُمْ مُغَطَّاةٌ بِثِيَابِهِمْ ، ثُمَّ دَعَا بِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبِهِ .

فَقَالَ هَاتِ صَحِيفَةً وَ دَوَاةً ، وَ جَلَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ ، وَ جَلَسَ النَّاسُ إِلَيْهِ .

فَقَالَ لَهُمْ إِذَا أَنَا كَبَّرْتُ فَكَبِّرُوا ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ اخْرُجُوا .

ثُمَّ دَعَا بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ اكْتُبْ إِقْرَارَهُ وَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ .

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : فِي أَيِّ يَوْمٍ خَرَجْتُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ وَ أَبُو هَذَا الْفَتَى مَعَكُمْ ؟

فَقَالَ الرَّجُلُ : فِي يَوْمِ كَذَا وَ كَذَا .

قَالَ : وَ فِي أَيِّ شَهْرٍ ؟

قَالَ : فِي شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا .

قَالَ : فِي أَيِّ سَنَةٍ ؟

قَالَ : فِي سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا .

قَالَ : وَ إِلَى أَيْنَ بَلَغْتُمْ فِي سَفَرِكُمْ حَتَّى مَاتَ أَبُو هَذَا الْفَتَى ؟

قَالَ : إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا .

قَالَ : وَ فِي مَنْزِلِ مَنْ مَاتَ ؟

قَالَ : فِي مَنْزِلِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ .

قَالَ : وَ مَا كَانَ مَرَضُهُ ؟

قَالَ : كَذَا وَ كَذَا .

قَالَ : وَ كَمْ يَوْماً مَرِضَ ؟

قَالَ : كَذَا وَ كَذَا .

قَالَ : فَفِي أَيِّ يَوْمٍ مَاتَ وَ مَنْ غَسَّلَهُ وَ مَنْ كَفَّنَهُ وَ بِمَا كَفَّنْتُمُوهُ وَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَ مَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ ؟

فَلَمَّا سَأَلَهُ عَنْ جَمِيعِ مَا يُرِيدُ كَبَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) وَ كَبَّرَ النَّاسُ جَمِيعاً ، فَارْتَابَ أُولَئِكَ الْبَاقُونَ وَ لَمْ يَشُكُّوا أَنَّ صَاحِبَهُمْ قَدْ أَقَرَّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى نَفْسِهِ ، فَأَمَرَ أَنْ يُغَطَّى رَأْسُهُ وَ يُنْطَلَقَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ .

ثُمَّ دَعَا بِآخَرَ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ .

ثُمَّ قَالَ : كَلَّا زَعَمْتُمْ أَنِّي لَا أَعْلَمُ مَا صَنَعْتُمْ .

فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : مَا أَنَا إِلَّا وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ وَ لَقَدْ كُنْتُ كَارِهاً لِقَتْلِهِ ، فَأَقَرَّ .

ثُمَّ دَعَا بِوَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ كُلُّهُمْ يُقِرُّ بِالْقَتْلِ ، وَ أَخْذِ الْمَالِ .

ثُمَّ رَدَّ الَّذِي كَانَ أَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ فَأَقَرَّ أَيْضاً فَأَلْزَمَهُمُ الْمَالَ وَ الدَّمَ .

فَقَالَ شُرَيْحٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ حَكَمَ دَاوُدُ النَّبِيُّ ( عليه السَّلام ) ؟

فَقَالَ : إِنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ ( عليه السَّلام ) مَرَّ بِغِلْمَةٍ يَلْعَبُونَ وَ يُنَادُونَ بَعْضَهُمْ بِيَا مَاتَ الدِّينُ فَيُجِيبُ مِنْهُمْ غُلَامٌ ، فَدَعَاهُمْ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) .

فَقَالَ : يَا غُلَامُ مَا اسْمُكَ ؟

قَالَ مَاتَ الدِّينُ .

فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) : مَنْ سَمَّاكَ بِهَذَا الِاسْمِ ؟

فَقَالَ : أُمِّي .

فَانْطَلَقَ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) إِلَى أُمِّهِ .

فَقَالَ لَهَا : يَا أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ مَا اسْمُ ابْنِكِ هَذَا ؟

قَالَتْ : مَاتَ الدِّينُ .

فَقَالَ لَهَا : وَ مَنْ سَمَّاهُ بِهَذَا ؟

قَالَتْ : أَبُوهُ .

قَالَ : وَ كَيْفَ كَانَ ذَاكِ ؟

قَالَتْ : إِنَّ أَبَاهُ خَرَجَ فِي سَفَرٍ لَهُ وَ مَعَهُ قَوْمٌ وَ هَذَا الصَّبِيُّ حَمْلٌ فِي بَطْنِي فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ وَ لَمْ يَنْصَرِفْ زَوْجِي ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ .

فَقَالُوا : مَاتَ .

فَقُلْتُ لَهُمْ : فَأَيْنَ مَا تَرَكَ ؟

قَالُوا : لَمْ يُخَلِّفْ شَيْئاً .

فَقُلْتُ : هَلْ أَوْصَاكُمْ بِوَصِيَّةٍ ؟

قَالُوا : نَعَمْ ، زَعَمَ أَنَّكِ حُبْلَى فَمَا وَلَدْتِ مِنْ وَلَدٍ جَارِيَةٍ أَوْ غُلَامٍ فَسَمِّيهِ مَاتَ الدِّينُ ، فَسَمَّيْتُهُ .

قَالَ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) : وَ تَعْرِفِينَ الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا خَرَجُوا مَعَ زَوْجِكِ ؟

قَالَتْ : نَعَمْ .

قَالَ : فَأَحْيَاءٌ هُمْ أَمْ أَمْوَاتٌ ؟

قَالَتْ : بَلْ أَحْيَاءٌ .

قَالَ : فَانْطَلِقِي بِنَا إِلَيْهِمْ .

ثُمَّ مَضَى مَعَهَا فَاسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ مَنَازِلِهِمْ فَحَكَمَ بَيْنَهُمْ بِهَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ وَ أَثْبَتَ عَلَيْهِمُ الْمَالَ وَ الدَّمَ ، وَ قَالَ لِلْمَرْأَةِ سَمِّي ابْنَكِ هَذَا عَاشَ الدِّينُ .

ثُمَّ إِنَّ الْفَتَى وَ الْقَوْمَ اخْتَلَفُوا فِي مَالِ الْفَتَى كَمْ كَانَ فَأَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) خَاتَمَهُ وَ جَمِيعَ خَوَاتِيمِ مَنْ عِنْدَهُ .

ثُمَّ قَالَ : أَجِيلُوا هَذَا السِّهَامَ فَأَيُّكُمْ أَخْرَجَ خَاتَمِي فَهُوَ صَادِقٌ فِي دَعْوَاهُ لِأَنَّهُ سَهْمُ اللَّهِ وَ سَهْمُ اللَّهِ لَا يَخِيبُ [1] .

__________________
اللهم صل على محمد و آل محمد

علي الجمعان غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الصراط المستقيم منتدى الثقافة الإسلامية 8 20-12-09 08:27 AM
النور الحادي عشر عاشق الحسين منتدى الثقافة الإسلامية 2 21-05-02 05:53 AM
الإمام الحسن العسكري عليه السلام . حياته .. نسبة .. وفاته كريكشون منتدى الثقافة الإسلامية 1 21-05-02 02:42 AM
مصائب الامام واستشهاده عليه السلام الصراط المستقيم منتدى الثقافة الإسلامية 3 30-04-02 09:26 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 11:41 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited