New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > المنتدى الثقافي والأدبي > ركن المنقولات الأدبية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-09, 03:44 AM   #1

جارة القمرn
عضو متميز

 
الصورة الرمزية جارة القمرn  







رايق

Gifmini10 (ديوان نزار قباني)



الاسم : نزار توفيق قباني

تاريخ الميلاد : 21 مارس 1923 .

محل الميلاد : حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة .

حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1944 .

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .

وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .

قصته مع الشعر :
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .

له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .

لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .

يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق

تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1999 يمر عام كامل على اختفاء واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.

وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .

من لديه قصيدة ألى الشاعر الكبير نزار قباني
يتفضل يضعها هنا مشكورآ
جل الود والأحترام لكم
جارة القمر
__________________

جارة القمرn غير متصل  

قديم 29-06-09, 09:28 AM   #2

romanticrose
إداريه

 
الصورة الرمزية romanticrose  






افكر

خمس رسائل إلى أمي


لتكون بداية الديوان عن أقدس المخلوقات البشرية
(( الأم )) ..
صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائره صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

__________________

romanticrose غير متصل  

قديم 29-06-09, 09:29 AM   #3

romanticrose
إداريه

 
الصورة الرمزية romanticrose  






افكر

قصيدة غير منتهية في تعريف العشق


.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،
فكرت كثيرا..
ما الذي تجدي اعترافاتي؟
وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..
صوروه فوق حيطان المغارات،
وفي أوعية الفخار والطين، قديما
نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..
وفوق الورق البردي في مصر ،
وفوق الرز في الصين..
وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..
عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.
ترددت كثيرا..
فأنا لست بقسيس،
ولا مارست تعليم التلاميذ،
ولا أؤمن أن الورد..
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..
ما الذي أكتب يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي..
وتعنيني أنا وحدي..
إنها السيف الذي يثقبني وحدي..
فأزداد مع الموت حضورا..
2
عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..
لم أكن أنظر في خارطة البحر،
ولم أحمل معي زورق مطاط..
ولا طوق نجاة..
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..
واخترت المصيرا..
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..
عنواني على الشمس..
وأبني فوق نهديك الجسورا..
3
حين أحببتك..
لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا
أصبح جمرا مستديرا..
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..
يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..
وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..
وبأن العمر قد زاد اتساعا..
وبأن الله ..
قد عاد إلى الأرض أخيرا..
4
حين أحببتك ..
لاحظت بأن الصيف يأتي..
عشر مرات إلينا كل عام..
وبأن القمح ينمو..
عشر مرات لدينا كل يوم
وبأن القمر الهارب من بلدتنا..
جاء يستأجر بيتا وسريرا..
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..
قد طاب على العشق كثيرا..
5
حين أحببتك ..
صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..
ومذاق الخبز أحلى..
وسقوط الثلج أحلى..
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..
ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..
والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..
وارتشاف القهوة السوداء..
والتدخين..
والسهرة في المسح ليل السبت..
والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،
واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،
أحلى..
والمجلات التي نمنا عليها ..
وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..
أصبحت في أفق الذكرى طيورا...
6
حين أحببتك يا سيدتي
طوبوا لي ..
كل أشجار الأناناس بعينيك ..
وآلاف الفدادين على الشمس،
وأعطوني مفاتيح السماوات..
وأهدوني النياشين..
وأهدوني الحريرا
7
عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..
تعذبت كثيرا..
إنني في داخل البحر ...
وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه
غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.
8
ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟
كل ما تذكره ذاكرتي..
أنني استيقظت من نومي صباحا..
لأرى نفسي أميرا ..

__________________

romanticrose غير متصل  

قديم 29-06-09, 09:31 AM   #4

romanticrose
إداريه

 
الصورة الرمزية romanticrose  






افكر

الوضوءُ بماءِ العْشق والياسمينْ


ينطلقُ صوتي، هذه المرة، من دمشقْ.
ينطلقُ من بيت أُمّي وأبي.
في الشام. تتغيَّرُ جغرافيّةُ جَسَدي.
تُصْبح كُريَّاتُ دمي خضراءْ.
وأبجديتي خضراءْ.
في الشام. ينبتُ لفمي فمٌ جديدْ
وينبُتُ لصوتي، صوتٌ جديدْ
وتصبحُ أصابعي،
قبيلةً من الأصابعْ.
أعودُ إلى دمشقْ
ممتطياً صَهْوَةَ سَحَابَهْ
ممتطياً أجملَ حصانينِ في الدنيا
حصانِ العِشْقْ.
وحصانِ الشِعْرْ ..
أعودُ بعد ستّينَ عاماً
لأبحثَ عن حبل مشيمتي ،
وعن الحلاق الدمشقيّ الذي خَتَنَنِي ،
وعن القابلة التي رَمَتْني في طَسْتٍ تحت السريرْ
وقبضتْ من أبي ليرةً ذهبيَّة
وخرجت من بيتنا ..
في ذلك اليوم من شهر آذار عام 1923
ويَدَاها مُلَطَّخَتانِ بدم القصيدَهْ ....
3
من جهة (باب البريدْ).
حاملاً معي ،
عَشْرَةَ أطنانٍ من مكاتيبِ الهَوَى
كنتُ قد أرسلتُها في القرن الأوّلِ للهُجْرَة
ولكنها لم تصِلْ إلى عُنْوانِ الحبيبْ
أو فَرَمَها مِقصُّ الرقيبْ ..
لذلك.. قرَّرتُ أن أحمل بريدي على كتفي
لعلَّ التي أحببتُها ..
وهي تلميذةٌ في المدرسة الثانويَّة
قبل خمسةَ عشرَ قرناً
لا تزال ترسُبُ في امتحاناتها
تضامناً مع ليلى العامريَّهْ
ومريمَ المجدليَّهْ
ورابعةَ العدويَّةْ
وكلِّ المعذَّبات في الحبِّ .. في هذا العالم الثالثْ.
أو لعلَّ الرقيبَ الذي كان يغتالُ رسائلي
قد نقلوهُ إلى مصلحة تسجيل السيَّارات
أو أدخلوه إلى مدرسةٍ لمحْوِ الأميَّةْ
أو تزوَّجَ ممَّنْ كانَ يقرأ لها رسائلي
منتحلاً إسْمي..
وإمضائي ..
وجُرْأةَ قصائدي ..
4
أعودُ إلى الرَحِمِ الذي تشكّلتُ فيه..
وإلى المرأةِ الأولى التي علَّمَتْني
جُغْرَافِيَّةَ الحُبّْ ..
وجُغْرَافيّةَ النساءْ..
أعودُ..
بعدما تناثَرَتْ أجزائي في كل القاراتْ
وتناثر سُعالي في كل الفنادق
فبعد شراشفِ أمي المعطرة بصابون الغارْ
لم أجد سريراً أنام عليه..
وبعدَ عَرُوسة الزيت والزعترْ ..
التي كانت تلفُّها لي،
لم تعدْ تُعجبني أيُّ عروسٍ في الدنيا..
وبَعْدَ مُربَّى السَفَرجَل الذي كانت تصنعه بيدَيْها
لم أعدْ متحمساً لإفطار الصباحْ
وبعد شراب التُوتِ الذي كانت تعصرُهُ
لم يَعُدْ يُسْكِرُني أي نبيذْ ...
5
أدخل صحنَ الجامع الأمويّْ
أُسلِّمُ على كلِّ من فيهْ
بَلاطةً .. بلاطهْ
حمامةً .. حمامَهْ
أتجولُ في بساتين الخطِّ الكُوفيّْ
وأقطفُ أزهاراً جميلةً من كلام اللهْ ...
وأسمعُ بعينيَّ صوتَ الفُسَيْفُسَاءْ ..
وموسيقى مسابح العقيقْ ..
تأخذني حالةٌ من التجلِّي والإنخِطَافْ ،
فأصعدُ دَرَجاتِ أوَّلِ مئذنةٍ تُصادِفُني
مُنَادياً:
" حَيَّ على الياسمينْ ".
"حيَّ على الياسمينْ ".
6
عائدٌ إليكمْ ..
وأنا مضرَّجٌ بأمطار حنيني
عائدٌ .. لأملأَ جُيُوبي
عائدٌ إلى مَحَارَتي .
عائدٌ إلى سرير ولادتي.
فلا نوافيرُ فرسايْ
عوَّضتْني عن (مقهى النوفَرَهْ)..
ولا سُوقُ الهال في باريس
عوَّضَني عن (سوق الجُمْعَهْ) ..
ولا قصرُ باكِنْغهَامْ في لندنْ
عوَّضَني عن (قصر العَظمْ)..
ولا حمائم ساحة (سان ماركو) في فينيسيا
أكثرُ بَرَكةً من حَمَائم الجامع الأمويّْ
ولا قبرُ نابوليون في الأنفاليدْ
أكثرُ جلالاً من قبر صلاح الدين الأيُّوبي ..
قد يتَّهِمُني البعض ..
بأنني عدتُ إلى السباحة في بحار الرومانسيَّةْ
إنني لا أرفضُ التُهْمةْ .
فكما للأسماكِ مياهُها الإقليميةْ
فإن للقصائد أيضاً مياهها الإقليميةْ .
وأنا ـ كأيِّ سَمَكةٍ تكتبُ شِعْراً ـ
لا أريدُ أن أموتَ اخْتِنَاقاً ....
7
أتجوَّلُ في حارات دمشقَ الضَيِّقةْ .
تستيقظُ العيونُ العسليَّةُ ، خلفَ الشبابيكْ
وتُسلِّمُ عليّْ ..
تلبسُ النجوم أساورها الذهبيةْ ..
تحطُّ الحمائمُ من أبْراجها ..
وتُسلِّمُ عليّْ ..
تخرجُ لي القِطَطُ الشاميَّةُ النظيفَهْ
التي وُلِدَتْ مَعَنا ..
وراهقتْ معنا ..
وتزوَّجتْ مَعَنا ..
لتُسَلِّمَ عليّْ ...
تضعُ قليلاً من الماكياج على وجهها ..
شأن كلِّ النساءْ ..
تصنعُ لي قهوةً طيِّبَهْ .
وتُعَرِّفُني على أولادها .. وأصْهارِها .. وأحفادها ..
وتخبرني أن أكبر أولادها ..
سيتخرجُ هذا العامَ ، طبيباً من جامعة دمشقْ
وأن أصغرَ بناتها تزوَّجتْ من أميرٍ عربيّ
وسافَرَتْ معهُ إلى الخليجْ ..
تكرُجُ الدَمْعَةُ في عيني ..
وأَستأذِنُ بالإنصرافْ ..
وأنا مطمَئِنٌّ على شجرة العائلَةْ
ومُسْتَقْبَلِ السُلالاتْ ...
8
أتَغَلْغَلُ في ( سُوق البُزُوريَّةْ )
مُبْحِراً في سُحُب البَهَارْ
وغمائمِ القرنفُلِ ..
والقِرفةِ ..
واليانسُونْ ..
وبماء العِشْقِ مرَّاتْ ..
وأنسى ـ وأنا في سُوق العطَّارينْ
جميع مستحضرات (نينا ريتشي ) ..
و (كُوكُو شانيلْ ) ...
ماذا تفعل بي دمشقْ ؟
كيف تغيِّرُ ثقافتي ، وذوقي الجماليّْ ؟
فَيُنْسيني رنينُ طاساتِ (عرقِ السُوسْ)
كونْشِرتُو البيانو لرحْمَا نينوفْ ..
كيف تُغيِّرني بساتين الشامْ ؟
فأصبحُ أولَ عازفٍ في الدنيا
يقودُ أوركِسترا
من شجر الصفصافْ!!
9
جئتُكُمْ ..
من تاريخ الوردةِ الدمشقيّةْ
التي تختصرُ تاريخَ العطرْ ..
ومن ذاكرة المُتَنبِّي
التي تختصرُ تاريخَ الشِّعرْ ..
جئتكمْ..
والأَضاليا ..
والنَرْجِسِ الظريفْ
التي علَّمتني أول الرسمْْ ....
جئتكم..
من ضِحْكَة النساءِ الشاميَّاتْ
التي علَّمتني أول المُوسيقى ...
وأول المراهقةْ ..
ومن مزاريبِ حَارَتِنا
التي علَّمَتْني أول البكاءْ
ومن سجادة صلاة أمي
التي علمتني
أول الطريق إلى الله ....
10
أفتحُ جوارير الذاكرهْ
واحداً .. واحداً ..
أتذكَّرُ أبي ..
خارجاً من معمله في (زُقاق معاويَهْ)
كأنه غَمَامةٌ من عطر الفانيليا ..
أتذكر عربات الخيلْ ..
وبائعي الصَبَّارَةْ ..
التي تكاد ـ بعد بَطْحَةِ العرقِ الخامسَةْ ـ
أن تسقطَ في النهرْ ...
أتذكر المناشفَ الملوَّنَهْ
وهي ترقُصُ على باب (حمَّام الخياطينْ)
كأنها تحتفل بعيدها القوميّْ .
أتذكرُ البيوتَ الدمشقيَّةْ
بمقابض أبوابها النحاسيةْ
وسُقوفها المُطرَّزةِ بالقَيْشَاني
وباحاتها الجُوَّانيةْ
التي تذَكِّرُكَ بأوصاف الجنةْ ....
11
البيت الدمشقيّْ
خارجٌ على نصِّ الفَنِّ المعماريّْ .
هندسةُ البيوت عندنا ..
تقومُ على أساسٍ عاطفيّْ
فكلُّ بيتٍ .. يسندُ خاصرةَ البيت الآخرْ
وكلُّ شُرفةْ ..
تمُدُّ يدها للشرفة المقابلهْ ..
البيوتُ الدمشقيّةُ بيوتٌ عَاشِقَةْ ...
وتتبادلُ الزياراتِ ..
ـ في السِرِّ ـ ليلاً ....
12
عندما كنتُ دبلوماسيّاً في بريطانيا
قبلَ ثلاثينَ عاماً .
كانت أميّ ترسل لي في مطلع الربيعْ
في داخل كلِّ رسالَةْ ..
حُزْمَةَ (طَرْخُونْ) ...
وعندما ارتابَ الإنجليزُ في رسائلي
أخَذُوها إلى المخْتَبَرْ ..
وَوَضعُوهَا تحت أشعَّةِ الليزِرْ
وأحالوها إلى سكوتلانديارد ..
وعندما تَعِبُوا منّي .. ومن (طَرْخُوني) ..
سألوني : قل لنا بحقِّ اللهْ ...
ما اسمُ هذه العُشْبَةِ السحرية التي دَوَّخَتْنَا ؟.
هل هي تعويذة ؟
أم هي دواءْ
أم هي شفْرةٌ سِريَّة ؟
وماذا يقابلُها باللغة الإنجليزيَّة ؟ ...
قلتُ لهم: صعبٌ أن أشرحَ لكم الأمرْ ..
(فالطرخُونْ) لغةٌ تتكلَّمُها بساتين الشام فقط ..
وهو عُشْبَتُنا المُقدَّسَةْ ..
وبلاغتُنَا المعطَّرةْ ..
ولو عرف شاعركم العظيم شكسبير (الطرخونْ)
لكانت مسرحياتهُ أفضلْ ..
وباختصارْ..
إنَّ أمي امرأةٌ طيبّةٌ جداً .. وتُحِبُّني جداً ..
وعندما كانت تشتاقُ لي ..
كانت تُرْسِلُ لي باقةَ (طرخُونْ)..
(فالطرخونُ) عندها، هو المعادل العاطفيّ
لكلمة (يا حبيبي) ...
أو لكلمة ( تقبرني)..
وعندما لم يفهم الإنجليز حرفاً واحداً من مُرَافَعتي الشعريةْ ...
أعادوا لي (طَرْخُوني) .... وأغلقوا محضرَ التحقيقْ ....
13
عائدٌ إليكمْ ..
من آخِرِ فضاءات الحُريَّةْ
وآخِرِ فَضَاءاتِ الجُنُونْ.
في قلبي ..
شيءٌ من أحزان أبي فراس الحَمَدانيّْ
وفي عينيَّ ..
قَبَسٌ من حرائق ديكِ الجِنِّ الحمصيّْ
مُشْكِلَتي ..
أن الشعر عندي هو بَرْقٌ لا عقلَ له.
وزلزالٌ ..
رُبما ركبتُ حصانَ الشعرْ ..
برعونةٍ .. ونَزَقْ ..
ولكنني .. لم أُغَيِّر سُرُوجي
ولم أشتغلْ سائساً بالأُجرهْ ..
أو شاعراً بالأُجرَهْ ..
صحيحٌ .. أنني ربحتُ أكثر من سِبَاقْ
وحصلتُ على مداليَّاتٍ ذهبيةٍ كثيرةْ
وصحيحٌ .. أن الشعبَ العربيّْ ..
طوَّقني بأكاليل الغارْ..
إلا أن أحزاني ..
كانت دائماً طويلةً كسنابل القمحْ ..
فلقد كُسِرَتْ ساقي ألف مرهْ ..
وكُسِرتْ رقبتي ألفَ مرَّهْ ..
وكُسِرَ عَمُودي الفقريُّ ، مليونَ مرهْ
وإذا كنتُ أقِفُ أمامكمْ على المنبرْ
وأنا بكامل لياقتي الجَسَديَّةْ ..
فلأنَّني ..
أقفُ على عظام كِبْريَائي ....
14
مِنْ (خان أسعد باشا)
يخرجُ أبو خليل القباني
بقُنْبازِهِ الدَامَسْكُو ..
وعمامَتِهِ المُقَصَّبَهْ ..
وعينيهِ المسْكُونتينِ بالأسئلَهْ ..
كعَيْنَيْ (هامْلِتْ) ...
يحاولُ أن يُقدِّمَ مسرحاً طليعياً
فيطالبونَهُ بخيمة قَرَه كُوزْ ..
يحاولُ أن يقدِّمَ نصَّاً من شكسبيرْ
فيسألونَهُ عن أخبار الزيرْ ...
يحاول، أن يجد صوتاً نسائياً واحداً
(يا مالْ الشامْ يا شامي)..
فيُخَرْطِشُونَ بواريدهُمْ العُثمانيَّةْ
ويُطلقونَ النار على كل شجرةِ وردْ..
تحترفُ الغِناءْ ...
يحاولُ أن يجد امرأةً واحدَهْ ..
تردِّدُ وراءَهُ :
(يا طيرَهْ طيري يا حمامَهْ)..
فيستلُّونَ سكاكينَهُمْ
ويذبحون كل سلالات الحمام..
وكل سلالات النساءْ ...
بعد مئةِ عامْ...
إعتذرتْ دمشقُ لأبي خليل القبَّاني
وشيَّدتْ مسرحاً جميلاً باسْمِهْ
وصارت أغنية (يا مال الشامْ، يا شامي)
نشيداً ، رسمياً مُقرَّراً
على كلِّ مدارس الإناث في سوريَّهْ ....
15
ألبِسُ جُبَّةِ محي الدين بن عَرَبيّْ
وأهبطُ من قِمّة جَبَلِ قاسيونْ
حاملاً لأطفال المدينةْ ..
خَوْخا ..
ورُمّاناً ..
وحلاوةً سِمْسِمِيَّهْ ..
ولنسائها ..
أطواقَ الفيروزْ ..
وقصائد الحبّْ ...
أدخلُ ..
في نَفَقٍ طويلٍ من العصافيرْ ..
والمنثورْ..
والياسمينِ العراتليّْ ..
أدخُلُ في أسئلة العطرْ..
تضيعُ منّي حقيبتي المدرسيةْ
والسَفرْطاسُ النحاسيّْ
الذي كنتُ أحملُ فيه طعامي ..
والخَرَزَةُ الزَرْقاءْ ..
التي كانتْ تُعلِّقُها أُمّي في صدري .
فيا أهْلَ الشامْ..
مَنْ وجدني منكمْ.. فليرُدَّني إلى (أم المعتزّ)
وثوابه عند الله ..
أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشامْ
فمن وجدني منكمْ.. فليُطْعِمْني حبة قمحْ ..
أنا وردتُكُمْ الدمشقيَّةُ .. يا أهل الشامْ
فمنْ وجدني منكُمْ ، فلْيَضَعْني في أول مِزْهريَّهْ
أنا شاعركمْ المجنونُ .. يا أهل الشامْ
فمن رآني منكمْ .. فليَلْتَقِطْ لي صورةً تذكاريةْ
قبل أن أشفى من جنوني الجميل ..
أنا قمركمُ المشردُ .. يا أهل الشامْ
فمن رآني منكمْ ..
فليتبرَّعْ لي بفراشٍ .. وبطانيةِ صوفْ ..
لأنني لم أنمْ منذُ قُرُونْ ...
فيا أهْلَ الشامْ..
مَنْ وجدني منكمْ.. فليرُدَّني إلى (أم المعتزّ)
وثوابه عند الله ..
أنا عصفوركم الأخضر.. يا أهل الشامْ
فمن وجدني منكمْ.. فليُطْعِمْني حبة قمحْ ..
أنا وردتُكُمْ الدمشقيَّةُ .. يا أهل الشامْ
فمنْ وجدني منكُمْ ، فلْيَضَعْني في أول مِزْهريَّهْ
أنا شاعركمْ المجنونُ .. يا أهل الشامْ
فمن رآني منكمْ .. فليَلْتَقِطْ لي صورةً تذكاريةْ
قبل أن أشفى من جنوني الجميل ..
أنا قمركمُ المشردُ .. يا أهل الشامْ
فمن رآني منكمْ ..
فليتبرَّعْ لي بفراشٍ .. وبطانيةِ صوفْ ..
لأنني لم أنمْ منذُ قُرُونْ ...

__________________

romanticrose غير متصل  

قديم 29-06-09, 01:57 PM   #5

رَذاذُ المــطرْ~
آذانـــي الدهر

 
الصورة الرمزية رَذاذُ المــطرْ~  







اللهام

رد: (ديوان نزار قباني)


كم أعشـــق هذه القصيدة ..!
"سميتُكَ الجنوب "

السمفونية الجنوبية الخامسة

1

سميتك الجنوب

يا لابسا عباءة الحسين

وشمس كربلاء

يا شجر الورد الذي يحترف الفداء

يا ثورة الأرض التقت بثورة السماء

يا جسدا يطلع من ترابه

قمح وأنبياء

اسمح لنا ...

بأن نبوس السيف في يديك

اسمح لنا..

أن نعبد الله الذي يطل من عينيك

يا أيها المغسول في دمائه كالوردة الجورية

أنت الذي أعطيتنا شهادة الميلاد

ووردة الحرية..

سميتك الجنوب

يا قمر الحزن الذي يطلع ليلا من عيون فاطمة..

يا سفن الصيد التي تحترف المقاومة..

يا سمك البحر الذي يحترف المقاومة..

يا كتب الشعر التي تحترف المقاومة..

يا ضفدع النهر الذي

يقرأ طول الليل سورة المقاومة..

يا ركوة القهوة فوق الفحم،

يا أيام عاشوراء،

يا شراب ماء الزهر في صيدا،

ويا مآذن الله التي تدعو ة الى المقاومة

يا سهرات الزجل الشعبي،

يا لعلعة الرصاص في الأعراس،

يا زغردة النساء،

يا جرائد الحائط،

يا فصائل النمل التي

تهرب السلاح للمقاومة...

2

سميتك الجنوب

يا من يصلي الفجر في حقل من الألغام

لا تنتظر من عرب اليوم سوى الكلام...

لا تنتظر منهم سوى رسائل الغرام

لا تلتفت الى الوراء يا سيدنا الإمام

فليث في الوراء غير الجهل والظلام

وليس في الوراء غير الطين والسخام

وليس في الوراء إلا مدن الطروح والأقزام

حيث الغني يأكل الفقير

حيث الكبير يأكل الصغير

حيث النظام يأكل النظام..

سميتك الجنوب

سميتك الشمع الذي يضاء في الكنائس

سميتك الحُناء في أصابع العرائس

سميتك الشعر البطولي الذي

يحفظه الأطفال في المدارس

سميتك الأقلام، والدفاتر الوردية

سميتك الكتابة السرية..

سميتك الرصاص في أزقة (النبطية)

سميتك النشور والقيامة

سميتك الصيف الذي تحمله

في ريشها الحمامة

سميتك الجنوب

سميتك المياه. والسنابل

وشتلة التبغ التي تقاتل

ونجمة الغروب

سميتك الفجر الذي ينتظر الولادة

والجسد المشتاق للشهادة

يا آخر المدافعين عن ثرى طروادة

سميتك الثورة، والدهشة والتغيير

سميتك النقي، والتقي، والعزيز، والقدير

سميتك الكبير أيها الكبير

3

سميتك الجنوب..

سميتك الجنوب

سميتك النوارس البيضاء، والزوارق

سميتك الأطفال يلعبون بالزنابق

سميتك الرجال يسهرون حول النار والبنادق

سميتك القصيدة الزرقاء

سميتك البرق الذي بناره. تشتعل الأشياء

سميتك المسدس المخبوء في ضفائر النساء

سميتك الموتى الذين بعد ان يُشيعُوا

يأتون للعشاء

ويستريحون الى فراشهم

ويطمئنون على أطفالهم

وحين يأتي الفجر، يرجعون للسماء..

سميتك الجنوب

يا أيها الطالع مثل العشب من دفاتر الأيام

يا أيها المسافر القديم فوق الشوك والآلام

يا أيها المضيء كالنجمة، والساطع كالحسام

لولاك ما زلنا على عبادة الأصنام

لولاك كنا نتعاطى علنا

حشيشة الأحلام

اسمح لنا بأن نبوس السيف في يديك

اسمح لنا أن نجمع الغبار عن نعليك

لو لم تجئ يا سيدي الإمام

كنا امام القائد العبري

مذبوحين كالأغنام...

يا سيد الأمطار والمواسم

يا ثووة شعبية تحمل في احشائها التوائم

سميتك الحب الذي يسكن في الخواتم

سميتك العطر الذي يسكن في البراعم

سميتك السنونو

سميتك الحمائم

4

يا سيد الأسياد، يا ملحمة الملاحم.

البحر نص أزرق يكتبه علي

ومريم تجلس فوق الرمل كل ليلة

تنتظر المهدي.

وتقطف الورد الذي يطلع من أصابع الضحايا

وزينب تخبئ السلاح في قميصها

وتجمع الشظايا

وتحمل السلاح للموتى الذين

يقطنون داخل المرايا..

فاطمة تجئ من صور، وفي ثيابها

رائحة النعناع والليمون

فاطمة تجيئني، وشعرها

يشبه هذا الزمن المجنون

فاطمة تأتي.. وفي عيونها

خيل، ورايات، وثائرون

هل الحروب يا ترى..

تعمق السواد في العيون؟؟

سيذكر التاريخ يوما قرية صغيرة

بين قرى الجنوب،

تدعى (معركة).

قد دافعت بصدرها

عن شرف الأرض، وعن كرامة العروبة

وحولها قبائل جبانة

ومفككة...

من بحر صيدا يبدأ السؤاال

من بحرها..

يخرج آل البيت كل ليلة

كأنهم أشجار برتقال

من بحر صور..

يطلع الخنجر، والوردة، والموال،

ويطلع الأبطال..

5

سميتك الجنوب

سميتك الأجراس والأعياد

وضحكة الشمس على مزايل الأولاد

يا أيها القديس، والشاعر، والشهيد

يا طلقة الرصاص في جبين أهل الكهف

ويا نبي العنف..

ويا الذي أطلقنا من آسرنا

ويا الذي حررنا من خوف.

يا أيها السيف الذي يلمع بين التبغ والقصب

يا أيها المُهُر الذي يصهل في برية الغضب

إياك أن تقرا حرفا من كتابات العرب

فحربهم إشاعة..

وسيفهم خشب..

وعشقهم خيانة

ووعدهم كذب

إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب

فكلها نحو.. وصرف، وأدب

وكلها أضغاث أحلام، ووصلات طرب

لا تستغيث بمازن، أو وائل، أو تغلب

فليس في معاجم الأقوام

قوم اسمهم عرب!.

يا سيدي: يا سيد الأحرار:

لم يبق إلا أنت.

في زمن السقوط والدمار

في زمن التراجع الثوري..

والتراجع القومي،

والتراجع الفكري،

واللصوص والتجار

في زمن الفرار..

الكلمات أصبحت، يا سيدي الجنوب،

للبيع والإيجار

والمفردات يشتغلن راقصات

6

في بلاد النفط.. والدولار..

لم يبق إلا أنت

تسير فرق الشوك والزجاج

والاخوة الكرام..

نائمون فوق البيض، كالدجاج

وفي زمان الحرب، يهربون كالدجاج!

يا سيدي الجنوب:

في مدن الملح التي يسكنها الطاعون والغبار

في مدن الموت التي تخاف أن تزورها الأمطار

لم يبق إلا أنت،.

تزرع في حياتنا النخيل، والأعناب، والأقمار

لم يبق إلا أنت.. إلا أنت.. إلا أنت

فافتح لنا بوابة النهار...

__________________
لن آبـه إن غبت أنت ..وغبتُ أنا ..~

رَذاذُ المــطرْ~ غير متصل  

قديم 30-06-09, 12:57 AM   #6

بلاقيود
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية بلاقيود  







ملل

رد: (ديوان نزار قباني)


أحمر أحمر أحمر

لاتفكر أبداً ..فالضوء أحمر
لاتكلم أحداً ..فالضوء أحمر
لاتجادل في نصوص الفقه ، أو في النحو ، أو في الصرف أو في الشعر ، أو في النثر إن العقل ملعون ، ومكروه ، ومنكر

* * *

لاتغادر فنك المختوم بالشمع
فإن الضوء أحمر
لاتحب امرأة ..أو فأرة
إن ضوء الحب أحمر
لاتضاجع حائطا ، أو حجراً ، أو مقعداً
إن ضوء الجنس أحمر
إبق سرياً ...ولاتكشف قرارتك
حتى لذبابة
إبق أمياً ..ولاتدخل شريكاً في الزنى أو في الكتابة
فالزنى في عصرنا أهون من جرم الكتابة

* * *

لاتفكر بعصافير الوطن
وبأشجار ، وأنهار ، وأخبار الوطن
ولاتفكر بالذين اغتصبوا شمس الوطن
إن سيف القمع يأتيك صباحاً
في عنازين الجريدة
وتفاعيل القصيدة ..
وبقايا قهوتك
لاتنم بين ذراعي زوجتك
إن زوارك عند الفجر
موجودون تحت الكنبه

* * *
لاتطالع كتباً في النقد أو في الفلسفه
إن زوارك عند الفجر
مزروعون ، مثل السوس ، وفي كل رفوف المكتبة
إبق في برميلك المملوء نملاً ..وبعوضاً ..وقمامة
إبق من رجليك مشنوقاً إلى يوم القيامة
إبق من صوتك مشنوقاً إلى يوم القيامة
إبق من عقلك مشنوقاً إلى يوم القيامة
إبق في البرميل حتى لاترى
وجه هذي الأمة المغتصبة

* * *

أنت لو حاولت أن تذهب للسلطان
أو زوجته ، أو صهره المسؤول عن أمن البلاد
والذي يأكل أسماكاً ..وتفاحاً ..وأطفالاً
كمت يأكل من لحم العباد
لوجدت الضوء أحمر

* * *

أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً
نشرة الطقس ..وأسماء الوفيات ..وأخبار الجرائم
لوجدت الضوء أحمر
أنت لو حاولت أن تسأل عن سعر دواء الربو
أو أحذية الاطفال ...أو سعر الطماطم
لوجدت الضوء أحمر
أنت لو حاولت أن تقرأ يوماً صفحة الأبراج
كي تعرف ما حظك
أو تعرف مارقمك مابين طوابير البهائم
لوجدت الضوء أحمر

* * *
أنت لو حاولت أن تبحث عن بيت من الكرتون يأويك
أو سيدة _ من بقايا الحرب _ ترضى أن تسليك
..أو ثلاجة مستعملة
لوجدت الضوء أحمر

أنت لو حاولت أن تسأل في الصف ...لماذا ؟
يتسلى عرب اليوم بأخبار الهزائم ؟
ولماذا عرب اليوم زجاج بعض فوق يتكسر ؟
لوجدت الضوء أحمر

* * *

لاتسافر بجواز عربي ..
لا تسافر مرة أخرى لأوربا..
فأورباء _ كما تعلم _ ضاقت بجميع السفهاء
أيها المنبوذ والمشبوه ، والمطرود من كل الخرائط
أيها الديك الطعين الكبرياء...
أيها المقتول من غير قتال
أيها المذبوح من غير دماء
لاتسافر لبلاد الله ..إن الله لا يرضى لقا الجبناء ...

* * *

لا تسافر بجواز عربي
وانتظر كالجرذ في كل المطارات ..فإن الضوء أحمر
لاتقل باللغة الفصحى : أنا مروان ، أنا ولاء ، انا عدنان أو سحبان
للبائعة الشقراء في (هارودز )
إن الاسم لا يعني لها شيئاً
وتاريخك _ يا مولاي _ تاريخ مزور

* * *
لا تفاخر ببطولاتك في ( الليدو )
فسوزان ..وجانين ..وكوليت
وآلاف الفرنسيات لم يقرأن يوماً
قصة الزير وعنتر .
أنت تبدو مضحكاً في ليل باريس
فعد فوراً إلى الفندق ..إن الضوء أحمر

* * *

لا تسافر بجواز عربي ..بين أحياء الغرب
فهم من أجل قرش يقتلونك ..
وهم في حين يجوعون مساءً _ يأكلونك
لا
لا تكن ضيفاً على حاتم طي
فهو كذاب ..ونصاب
فلا تخدعك آلاف من الجواري
وصناديق الذهب

* * *

ياصديقي
لاتسر وحدك ليلاً
بين أنياب العرب
أنت في بيتك محدود الاقامه
أنت في قومك مجهول النسب
ياصديقي :
رحم الله العرب ...

__________________

بلاقيود غير متصل  

قديم 30-06-09, 01:01 AM   #7

بلاقيود
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية بلاقيود  







ملل

رد: (ديوان نزار قباني)


الى متى اعتكف؟
عنها ..ولا اعترف
اضلل الناس
ولونى باهت منخطف
وجبهتى مثلوجة
ومفصلى مرتجف

أيجحد الصدر الذى
ينبع منه الصدف
وهذه الغمازه الصغرى
وهذا الترف
تقول لى:قل لى..
فأرتد ولا اعترف
وأرسم الكلمه فى الظن
فيأبى الصلف.
وأذبح الحرف على
ثغرى فلا ينحرف
يأسرها .. ماذا يهم الناس
لو هم عرفوا..
لا..لن اروى كلمة عنها
فحبى شرف ..
لو تمنعون النور عن
عينى..لا اعترف
لو تمنعون النور عن عينى..
لا .. ولن اعترف …
لن اروى كلمة عنها …
لأنى أحبها ….
من أعماق قلبى
لها… ولها فقط
اعترف
فحبى شرف

__________________

بلاقيود غير متصل  

قديم 30-06-09, 01:04 AM   #8

بلاقيود
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية بلاقيود  







ملل

رد: (ديوان نزار قباني)


ياتونس الخضراء جئتك عاشقاً
وعلى جبيني وردةٌ وكتابُ
إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت لغنائه الأعشابُ
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لايكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسرٌ
قطعاً، فعمري الموج والأخشاب
لم أنس أسماء النساء وإنما
للحسن أسباب ولي أسباب
يا ساكنات البحر من غرناطة
جف الشذا وتفرق ا لأصحاب
أين اللواتي حبهن هواية
وغيابهن.. وقربهن.. عذاب
اللابسات قصائدي ومدامعي
عاتبتهن فما أفاد عتاب
أحببتهن وهن ما أحببنني
وصدقتهن ووعدهن كِذَابُ
إني لأشعر بالدوار فناهد
لي يطمئن وناهد يرتاب
هل دولة الحب التي أسستها
سقطت علي وسدت الأبواب
تبكي الكؤوس فبعد ثغر حبيبتي
حلفت بأن لا تسكر الأعناب
أيصدني نهد تعبت برسمه
وتخونني الأقراط والأثواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي؟
أدعو رباب فلا تجيب رباب
أأحاسب امرأة على نسيانها
ومتى استقام مع النساء حساب؟
ماتبت عن عشقي ولااستغفرته
ماأسخف العشاق لو هم تابوا
قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل.. وسنابل… وقباب
الفل يبدأ من دمشق بياضه
وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدأ من دمشق فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب
والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشآم وشاعر جواب
والحب يبدأ من دمشق فأهلنا
عبدوا الجمال وذبوه وذابوا
والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب
والدهر يبدأ من دمشق وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها تتشكل الأحقاب
بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي
هذا المساء ومن هو العراب؟
أأنا مغني القصر ياقرطاجة
كيف الحضور؟ وماعلي ثياب
ماذا أقول؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب
فمآدب عربية وقصائد
همزية… ووسائد…. وحباب
لاالكأس تنسينا مساحة حزننا
يوماً ولا كل الشراب شراب
من أين يأتي الشعر؟ حين نهارنا
قمع وحين مساؤنا ارهاب
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا
فبأي شئ يكتب الكتاب؟
والحكم شرطي يسير وراءنا
سراً فنكهة خبزنا استجواب
الشعر رغم سيلطهم وسجونهم
ملك وهم في بابه حجاب
من أين أدخل في القصيدة ياترى؟
وحدائق الشعر الجميل خراب
لم يبق في دار البلابل بلبل
لا البحتري هنا ولا زرياب
شعراء هذا اليوم جنس ثالث
فالقول فوضى والكلام ضباب
يتكلمون مع الفراغ فما هم
عجم إذا نطقوا ولاأعراب
اللاهثون على هوامش عمرنا
سيان إن حضروا وإن هم غابوا
يتهكمون على النبيذ معتقاً
وهمُ على سطح النبيذ ذباب
الخمر تبقى إن تقادم عهدها
خمراً وقد تتغير الأكواب
من أين أدخل في القصيدة ياترى
والشمس فوق رؤوسنا سرداب
إن القصيدة ليس ماكتبت يدي
لكنها ماتكتب الأهداب
نار الكتابة أحرقت أعمارنا
فحياتنا الكبريت والأحطاب
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة؟ ما الرؤى؟
أولى ضحايانا هم الكتاب
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم
حظ البغايا مالهن ثواب
ياتونس الخضراء هذا عالم
يثري به الأمي والنصاب
فمن الخليج إلى المحيط قبائل
بطرت فلا فكر ولاآداب
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر
ثوباً وترفل بالحرير قحاب
هل في العيون التونسية شاطئ
ترتاح فوق رماله الأعصاب
أنا ياصديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً
فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد لكن ماهناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ماكنت أحسب أنهم أعراب
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب
قبلاتهم عربية من ذا رأى
فيما رأى قبلاً لها أنياب
ياتونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز… ومخافر… وكلاب
والعالم العربي إما نعجة
مذبوحة…. أو حاكم قصاب
والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب
والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه وربك الوهاب
والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون فسادة ودواب
ياتونس الخضراء كيف خلاصنا؟
لم يبق من كتب السماء كتاب
ماتت خيول بني أمية كلها
خجلاً وظل الصرف والاعراب
فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى…. فلا عمر ولا خطاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
من ذا يصدق أن مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب
ماهذه مصر فإن صلاتها
عبرية… وإمامها……. كذاب
ماهذه مصر فإن سماءها
صغرت وإن نساءها أسلاب
إن جاء كافور فكم من حاكم
قهر الشعوب وتاجه قبقاب
بحرية العينين ياقرطاجة
شاخ الزمان وأنت بعد شباب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة؟
أم أن حبي التونسي سراب
أنا متعب ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر ياترى أعصاب
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة معشاب
لا تعذليني إن كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ماعليه نقاب
إن الجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب؟
فتحملي غضبي الجميل فربما
ثارت على أمر السماء هضاب
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب والأحباب
وإذا قسوة على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الأهداب
فلربما تجد العروبة نفسها
ويضئ في قلب الظلام شهاب
ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الأعشاب
قرطاجة قرطاجة قرطاجة
هل لي بصدرك رجعة ومتاب؟
لاتغضبي مني إذا غلب الهوى
إن الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورة
والله جل جلاله التواب

__________________

بلاقيود غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لمحبي نزار قباني فقط المنار المنتدى الثقافي والأدبي 53 10-06-03 05:56 PM
رعد بندر يهاجم نزار قبانى شروفه المنتدى الثقافي والأدبي 4 19-11-02 07:53 AM
نزار قبانى شروفه المنتدى الثقافي والأدبي 3 18-11-02 03:27 AM
أسألكَ الرحيلا ........... نزار قباني اسير المنتدى الثقافي والأدبي 1 20-08-02 07:57 PM
الى من يعشق شعر نزار قباني الصراط المستقيم المنتدى الثقافي والأدبي 5 17-05-02 05:38 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 07:56 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited