New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-03, 01:49 PM   #1

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

دروس في العقائد الاسلامية


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أيها الاخوة الاعزاء
نعتزم في هذه الايام فتح درس خاص بالعقائد فمن عنده أي أقتراح يوضعه هنا للدراسة ..
علماً بأن هذا اليوم تلقينا خبر رحيل المرجع الديني الكبير وحجة الله المعظم وآيته العظمى السيد علي البهشتي أعلى الله مقامه الشريف وخلف الله علينا بأحسن الخلف بتعجيل الفرج لمولانا صاحب الزمان عليه السلام
لذلك سوف يتأجل الشروع في الدرس لمدة ثلاث ليالي أكراماً لهذا المرجع الكبير وتمشياً مع السيرة العطرة لعلمائنا الابرار حيث أن الحوزات العلمية تعطل الدروس في مثل هذه المناسبة ..
وعليه نستغل المناسبة ونرفع التعازي لمولانا الامام المهدي عليه السلام ومراجع الامة العظام والعلماء الاعلام والسادة الكرام ولكم أيها الاخوة المؤمنون
والسلام


التعديل الأخير تم بواسطة المحرر الإسلامي ; 18-05-03 الساعة 11:23 PM.

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 17-05-03, 05:40 AM   #2

فارس حزن
عضو فعال  







رايق

[ALIGN=CENTER]اخي المحرر الإسلامي
هذا ما نحتاجة فعلاً
ونتمنى لكم التوفيق

فارس حزن[/ALIGN]

فارس حزن غير متصل  

قديم 17-05-03, 07:14 AM   #3

لجين
اسم الضمير

 
الصورة الرمزية لجين  







رايق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا أخي الكريم00

ولقد فرحت جدا بموضوعك الهادف00

وفقك الله لما تسعى 00


نسئلك الدعاء

__________________
[frame="7 80"]
[glow=FFFF33][glow=FF9900]نسألـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك م الدعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء[/glow][/glow]
[/frame]

لجين غير متصل  

قديم 18-05-03, 06:02 AM   #4

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسم تعالى

الأخ العزيز المحرر الأسلامي

نحن في الانتظار على احر من النار

والسلام

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 18-05-03, 08:01 AM   #5

مدون حر
.:: مؤسس المنتدى ::.

 
الصورة الرمزية مدون حر  







تعبان

اول المنتسبين


الأخ الكريم المحرر الإسلامي ...

بداية موفقة والى الأمام وفعلاً نحن نحتاج الى مثل هذه الأطروحات التي طالما كان

لها الأثر الكبير ...

موفقين ان شاء الله

__________________

مدون حر غير متصل  

قديم 18-05-03, 11:42 PM   #6

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

بسمه تعالى
السلام عليكم
الاخوة الاعزاء
فارس حزن ,عاشق الحسين ,نضال .الاخت لجين مرحباً بكم معنا في هذا الدرس الذي أرجو أن يكون خالصاً لوجهه الكريم ...
غرض هذا الدرس هو عموم الفائدة للاخوة الاعضاء حتى يتمكنوا من درأ الكثير من الطعون التي ألصقت بالشيعة الامامية من خلال الكتاب أوالفضائيات أوالمدارس النظامية وهذه الحملات لاتزال مستمرة منذ العصور الاولى الى يومنا هذا إما جهلاً أو تجاهلاً بعقائد الشيعة الامامية ومسالكهم الدينية ..
ومن هذا المنطلق نحن سوف نلخص أهم الدروس في هذا الجانب حتى يسهل لكل الاخوة قراءة الكتب العقائدية والدخول في المسائل الكلامية
واليوم نشرع في الدرس بإذن الله تعالى
والسلام

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 19-05-03, 12:02 AM   #7

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

ماهو المقصود من المعرفة ؟


بسمه تعالى
السلام عليكم
درسنا اليوم حول المعرفة
المطلب الاول : ما هو المقصود من المعرفة ؟
المقصود من المعرفة أيها الاخوة هو حصول العلم لدى الإنسان بالجزئيات القابلة للإدراك عن طريق الحواس الخمس ، فلو حصل للإنسان علم بجزئيات شيء أصبح الإنسان عارفا بذلك الشيء ، و قد يُراد به إدراك الجزئي و البسيط المجرد عن الإدراك فيقال مثلا " عرفت الله " و لا يقال " علمت الله " .
وهنا يمكن أن نتسائل ونقول ماهو المراد من معرفة الله سبحانه وتعالى ؟

ونقول أن المراد من معرفة الله سبحانه و تعالى الإطلاع على صفاته الجلالية [نشير لها فيما يأتي] و الجمالية [نشير لها فيما يأتي] بقدر الطاقة البشرية ، و أما الإطلاع على الذات المقدسة فما لا مطمع فيه لأحد .
ماهي الصفات الجلالية والجمالية ؟
الصفات الجلالية : هي تلك الصفات التي تُجِلُّ الله تعالى و تُنَزِّهَهُ عن جميع أنواع النقص ، كالجهل و الموت و العجز و ما إليها و تسمى أيضا بالصفات السلبية .

الصفات الجمالية : هي تلك الصفات التي تعني ثبوت كل مقتضيات الكمال لله تعالى ، و تسمى أيضا بالصفات الثبوتية ، لأنها صفات وجودية ، أمثال الحياة و العلم و القدرة و العدل ...وسيأتي الكلام حولها مخصلاً

وعلى العموم المعرفة ذات مراتب و درجات أشار إليها العلماء و طبقوا أمثلتها على معرفة النار تقريبا للذهن ، و قسّموها كالتالي :

1. معرفة النار عن طريق السماع بوجود شيء حارق يلتهم الأشياء و يجعلها رماداً إذا ما وصلت لها ، و تعتبر هذه المعرفة أدنى مرتبة من مراتب المعرفة .

2. معرفة النار عن طريق مشاهدة الدخان و من ثم الحكم بوجود النار باعتبار أن الدخان هو من آثار النار .

3. معرفة النار عن طريق الاستضاءة بالنار و الاستفادة المباشرة من حرارتها .

4. معرفة النار عن طريق الاحتراق بالنار ، و هذه الأخيرة تُعد أعلى مرتبة من مراتب المعرفة .

هذه هي مراتب المعرفة بصورة مختصرة كما ذكرها العلماء ..
وللدرس تتمة إن شاء الله سبحانه وتعالى في اليوم القادم
إذا في أي ملاحظة على الاسلوب أو قصر أو طول الدرس
أو سؤال تفضلوا جميعاً
والسلام


التعديل الأخير تم بواسطة المحرر الإسلامي ; 20-05-03 الساعة 08:52 AM.

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 20-05-03, 09:06 AM   #8

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

بسمه تعالى
السلام عليكم
المطلب الثاني :
[ALIGN=CENTER]هل هناك دليل على وجوب تحصيل المعرفة [/ALIGN]

إخواني وأخواتي الاعزاء .. لا يستطيع أي إنسان أن ينكر أن هناك أسئلة كثيرة يطرحها الإنسان على نفسه بصورة مستمرة منذ أن عرف نفسه ، و هو إذ يسعى للحصول على ما يقنعه من الإجابات الصحيحة ، فهو إنما يسعى ـ في الواقع ـ وراء معرفة الإجابة الصحيحة لثلاثة أسئلة رئيسية حائرة تتشعب منها سائر الأسئلة .

أما الأسئلة الرئيسية فيمكن حصرها في ما يلي :

1. من أين أتيتُ أنا الإنسان إلى هذا العالم ؟ ـ أي معرفة الماضي ـ .

2. لماذا أتيتُ إلى هذا العالم ؟ ـ أي معرفة الحاضر ـ .

3. إلى أين سأذهب في ما بعد ؟ ـ أي معرفة المستقبل ـ .

و هذه الأسئلة يطرحها الإنسان على نفسه بحكم ما وهب الله له من العقل و التفكير ، و يجد نفسه ملزماً على السعي وراء الحصول على الإجابات الصحيحة المقنعة لهذه الأسئلة الآنفة الذكر .

هذا و إن من حق كل إنسان معرفة ما يخُصّ حياته التي يعيشها ، كما يحق له معرفة حالته السابقة لهذه الحياة ، و له أيضا حق معرفة ما سيلحق به بعد حياته هذه ، بل العقل يحكم بوجوب تحصيل المعرفة بالنسبة إلى هذه الأمور .

ثم إن البحث والتحري عمّا سبق يُحدد للإنسان مساره و يمنحه فرصة لانتخاب مناهج مادية أو إلهية بعد فرزه للصالح منها .

هذا من جانب ، و من جانب آخر فإن أي تقدم يمكن أن يحققه الإنسان في حياته ، إنما يتحقق بوجود برنامج دقيق و تخطيط صائب ، ثم العمل بذلك البرنامج و الأخذ بذلك التخطيط ، و من الواضح جدا أنه لا يمكن وضع أي برنامج و رسم أي تخطيط للحياة إلا بعد معرفة صحيحة و دراسة واقعية للحياة نفسها و لما يدور حول الإنسان ، فيجب على من يريد رسم برنامج لحياته و التخطيط لها أن يحصل على المعرفة بالمكان و الزمان و المبدأ و المعاد ، و ما إليها من الأمور الأخرى ، كي يوفّق لوضع برنامج دقيق و رسم مخطط سليم يتوصل بهما إلى شاطئ السعادة و الفلاح .

هذا و إن الإنسان لا يستغني عن تحصيل المعرفة مع كل خطوة يخطوها و مع كل عمل يقوم به ، و إلى هذه الحقيقة تُشير الأحاديث المروية عن المعصومين ( عليهم السَّلام ) .

فعَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ ... : " ياكُمَيْلُ مَا مِنْ حَرَكَةٍ إِلَّا وَ أَنْتَ مُحْتَاجٌ فِيهَا إِلَى مَعْرِفَةٍ ... "


و عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً " .

و عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ ، أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ ، وَ الثَّانِي أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ ، وَ الثَّالِثُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ ، وَ الرَّابِعُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ " .

و لاشك أن الأمر الرابع لا يقل أهمية عن بقية الأمور الثلاثة الأخرى ، ذلك لأن المعرفة بالهدف وحدها لا تكفي في الوصول إلى الهدف ، بل لا بد لضمان الوصول إلى الهدف المنشود معرفة المخاطر و المعوقات التي تمنع أو تعرقل الوصول إليه ...
المطلب الثالث :
[ALIGN=CENTER]طرق المعرفة و أدواتها المعترف بها في الإسلام [/ALIGN]

يستعين الإسلام لمعرفة الكون ، و للوصول إلى الحقائق الدينية بثلاثة أنواع من الأدوات مع أنه يعتبر لكل واحد منها مجالا مختصا به ، و هذه الأدوات هي :

1. الحِسّ ، و أهم الحواس هما حاستا السمع و البصر .

2. العقل الذي يكتشف الحقيقة في مجال محدود و خاص ، منطلقا في ذلك من أصول و مبادئ خاصة .

3. الوحي الذي هو وسيلة لارتباط ثلة ممتازة و مميزة من البشر بعالم الغيب .

و بإمكان البشرية جميعا أن يستفيدوا من الطريقين الأوليين في معرفة الكون و في فهم الشريعة كذلك ، بينما الطريق الثالث خاصّ بمن شملته العناية الإلهية ، و أبرز نموذج لهذا النمط من الناس هم رُسُل الله و أنبياؤه الكرام .

هذا مضافا إلى أن أدوات الحسّ و ما يسمّى بالحواس الخمس ، لا يستفاد منها إلا في مجال المحسوسات ، كما لا يستفاد من أداة العقل إلا في مجال محدود يملك العقل مبادئه .

على حين يكون مجال الوحي أوسع نطاقا و أكثر شمولية ، كما أنه نافذ في جميع الأصعدة سواء في مجال العقيدة أو في إطار الوظائف و التكاليف .

و لقد تحدَّث القرآن الكريم حول هذه الأدوات الثلاث في آيات متعددة نذكر هنا نموذجين منها :

1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

و المراد من الأفئدة في الآية ـ و هي جمع فؤاد ـ بقرينة لفظَتي : " السمع " و " البصر " هو العقل البشري .

على أن ذيل الآية المذكورة الذي يتضمن أمراً بالشكر يفيد أن على الإنسان أن يستفيد من هذه الأدوات الثلاث لأن الشكر يعني صرف كل نعمة موضعها المناسب .

2. و حول " الوحي " قال سبحانه و تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } .

إن الإنسان المتدين يستفيد ـ في معرفة الكون و الحياة و العقيدة و الدين ـ من الحسّ ، و لكن غالبا ما تكون المدرَكات الحسية أساسا و منطلقا لأحكام العقل أي أن تلك المدرَكات تصنع الأرضية للفكر و حُكمه ، كما أنه قد يستفاد من العقل و الفكر في معرفة الله و صفاته و أفعاله و تكون حصيلة كل و احدة من هذه الطرق و الأدوات مقبولة و نافذة و معتبرة في اكتشاف الحقيقة و معرفتها ...
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
والسلام

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 20-05-03, 11:09 AM   #9

شروفه
عضو شرف

 
الصورة الرمزية شروفه  






رايق

تسلم أخي المحرر الاسلامي
فعلا نحن بحاجة للمعرفة

شروفه غير متصل  

قديم 21-05-03, 04:58 AM   #10

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسم المولى

أخي الجليل المحرر

ورد النهي عن الأئمة المعصومين عليهم السلام عن التفكير في الله وتقدير عظمته, فعن مولانا الصادق ع:

" اياكم والتفكير فأن التفكير في الله لا يزيده الا نهيا"

وعن امير المؤمنين ع انه قال: "ولا تقدر عظمة الله بقدر عقلك فتكون من الهالكين".

فكيف يمكن التوفيق بين المعرفة وبين النهي؟؟

والسلام

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 24-05-03, 06:09 PM   #11

عام-1
عضو فعال  







رايق

نحن معكم والله الموفق

تحياتي

عام-1 غير متصل  

قديم 26-05-03, 01:48 AM   #12

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

بسمه تعالى
السلام عليكم
إنقطعنا عنكم لخلل فني
الاخت شروفة نشكر لكِ هذا التواجد
الاخ عاشق الحسين المعرفة للوصول للخالق تختلف عن التفكر في الذات التحديدها والعياذ بالله والمنهي عنه الامر الثاني فكل شيء يرتسم في ذهنك عن الخالق جل شأنه فهو مخلوق مثلك وستأتي الاجابة بالتفصيل خلال الدروس القادمة
الاخ عام-1
وجودكم شرفٌ لنا
ومعكم محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين
والسلام

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 26-05-03, 02:02 AM   #13

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

بسمه تعالى
السلام عليكم
المطلب الرابع من مطالب الدرس هو
[ALIGN=CENTER]المعارف التي لا يستغني عنها الإنسان المؤمن [/ALIGN]

أيها الاخوة المعارف التي حثّ الإسلام على تحصيلها و لا غنى عنها كثيرة نذكر أهمها في هذا الدرس :

معرفة الله جَلَّ جَلالُه :

إن معرفة الله سبحانه و تعالى أساس كل خير و هي رأس العلم و أعلى المعارف و أوجبها ، فأول العلم معرفة الجبار .

أما حدود ما يلزم علينا تحصيله من المعرفة بالنسبة إلى الله تعالى فهي كما بيّنها الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) عندما سُئل عن ذلك .

جاء رجل إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قال : ما رأس العلم ؟

فقال ( صلَّى الله عليه و آله ) : " معرفة الله حق معرفته " .

قال السائل : و ما حق معرفته ؟

فقال ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أن تعرفه بلا مثل و لا شبه ، و تعرفه إلها و احدا خالقا قادرا ، أولا و آخِراً و ظاهرا و باطنا ، لا كفو له و لا مثل له ، فذاك معرفة الله حق معرفته " .

معرفة الكون و الطبيعة :

يقول الله العظيم في كتابه الكريم : { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... } .

و يقول تعالى أيضا : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } .

و المؤمن لا يستغني عن التفكر في خلق السماوات و الأرض لتثبيت إيمانه و ترسيخ دعائم عقيدته .

معرفة الإنسان نفسه :

هذه المعرفة أيضا من ضروريات المعارف التي أكد الله تعالى في القرآن الكريم ، و كذلك الأنبياء و الأئمة المعصومون ( عليهم السَّلام ) على تحصيلها ، و أهمية هذه المعرفة واضحة جداً إذ أن الجهل بالنفس يعتبر من الموانع الرئيسية التي تقف بوجه الإنسان إذا أراد معرفة ما يحيط به ، خصوصا إذا أراد معرفة الله تعالى ، و من عرف نفسه فقد عرف ربه(كما في الدعاء المشهور عن الامام زين العابدين عليه السلام ) و لقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية معرفة النفس حيث قال :

1. { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } .

2. و قال تعالى أيضا : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } .

أما الأحاديث فهي كثيرة في هذا الباب نشير إلى نماذج منها في ما يلي :

1. قال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : " معرفة النفس انفع المعارف " .

2. و قال ( عليه السَّلام ) أيضا : " كيف يعرف غيره من يجهل نفسه " .

3. و قال ( عليه السَّلام ) أيضا : " نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس " .

4. و قال ( عليه السَّلام ) : أيضا " من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة و علم " .

معرفة التاريخ :

إن لمعرفة التاريخ و التدبر في أدواره أهمية كبرى و دوراً هاما في اكتشاف الحقائق بهدف الاستفادة من تجارب الماضيين و تحاشي الوقوع فيما و قع فيه الماضون من أخطاء و اشتباهات و عدم تكرارها ، كما و إن معرفة التاريخ تعطينا فرصة اكتشاف إيجابيات الأمم السالفة و العمل بها اختزالا للوقت و الجهد و تجنبا للإسراف في الطاقات و الإمكانيات ، و لذا فإننا نجد القرآن الكريم يَحُثُّ على تحصيل هذه المعرفة حيث يقول :

1. { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ ... } .

2. { ... فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } .

ثم إن من يُعرض عن تحصيل هذه المعارف سيكون محجوبا عن معرفة الله سبحانه و تعالى و سننه في الكون .

معرفة الحجة و الإمام :

نظرا لأهمية مسألة الإمامة و القيادة في الإسلام ، نجد أن هناك أحاديث كثيرة تحث على معرفة الإمام الذي هو حجة الله على خلقه ، و كما هو واضح فان المراد من الإمام هنا هو النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و أوصيائه المعصومون في كل عصر .

يقول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) : " إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين ، و صلاح الدنيا ، و عزّ المؤمنين ، إن الإمامة أسّ الإسلام النامي ، و فرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد ، و توفير الفيء و الصدقات ، و إمضاء الحدود و الأحكام ، و منع الثغور … " .

و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " بني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية " .

قال زرارة : فقلت و أي شيء من ذلك أفضل ؟

فقال : " الولاية أفضل لأنها مفتاحهن ، و الوالي هو الدليل عليهن ... " .

و قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : " اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً و إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ و بَيِّنَاتُهُ " .

وتأكيدا على ضرورة معرفة الإمام و الحجة نجد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) يقول : " من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية " .

وعن الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الْإِخْتِصَاصِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ( عليه السَّلام ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً إِمَامٍ حَيٍّ يَعْرِفُهُ " .

قُلْتُ : لَمْ أَسْمَعْ أَبَاكَ يَذْكُرُ هَذَا يَعْنِي إِمَاماً حَيّاً .

فَقَالَ : " قَدْ واللَّهِ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) " .

قَالَ و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّى الله عليه و آله ) : " مَنْ مَاتَ و لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ يَسْمَعُ لَهُ و يُطِيعُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ".

و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " من بات ليلة لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " .

نسأل الله أن يجلعنا من المتمسكين بحبل محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام
والسلام

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 26-05-03, 01:15 PM   #14

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

بسمه تعالى
السلام عليكم
نتواصل معكم في الدرس وهو لايزال حول المعرفة
المطلب الخامس من مطالب الدرس :
[ALIGN=CENTER]حول المعرفة عند المتكلمين [/ALIGN]

المعرفة المعتبرة و المعترف بها عند المتكلمين هي تلك المعرفة القائمة على الأسس التالية :

1. أن تكون المعرفة قطعية بحيث يمكن الجزم بها ، أما المعارف الظنية أو الوهمية أو الشكية فلا اعتبار لها .

و في هذا المجال يقول الله العظيم في قرآنه الكريم : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } .

و يقول سبحانه و تعالى أيضا و هو يذمّ الذين يتبعون الظن : { … وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } .

و يقول عز من قائل أيضا : { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } .

فكل معرفة خارجة عن إطار العلم القطعي مرفوضة عند الإسلام و عند المتكلمين ، و لذلك فإننا نرى أن كثيرا من الآيات الكريمة تنتقد و تذم المقتفين سنن الآباء و الأجداد بلا دليل قطعي واضح ، و بلا علم بصحة أدلة الآباء و الأجداد .

و بهذا الشأن يقول الله العظيم : { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } .

و يقول جل شأنه : { ... قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } .

و هكذا فان الإسلام يدين المنطق الرجعي القائم على تقديس مذهب الآباء و الأجداد ـ لكونهم آباء و أجداد لا لصواب منطقهم ـ لأن ذلك ينفي العقل الإنساني و يرفض تطور التجارب البشرية ، و يصادر الموضوعية في معالجة قضايا السلف ، و الغريب أن هذا المنطق الجاهلي يسود حتى اليوم على العالم ، و يظهر تارة على شكل عادات و تقاليد خرافية مطروحة باسم " آثار الآباء " ، و تارة باسم الحفاظ على المآثر القومية و الوطنية ، لذا فيجب عدّ هذا المنطق الرجعي من أسباب انتقال الخرافات من جيل للآخر ، و من الواضح أنه ليس المقصود طبعاً هجرة تقاليد الآباء و عاداتهم كلها ، بل الصحيح هو تحليل عاداتهم و أخذ ما انسجم منها مع العقل و المنطق و طرح ما يُنافي العقل منها .

إذن فالعادات و التقاليد المنسجمة مع العقل و المنطق يمكن عَدُّها تراثا قوميا يستحق الحفظ ، أما الاستسلام التام و التقليد الأعمى لطريقة الآباء و الأجداد فليس له مبرر و هو الرجعية بعينها .

2. أن تكون المعرفة نابعة عن أدوات المعرفة الحسيّة و القلبية أو العقلية ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم : { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .

فالسمع و البصر هما رمزا الأدوات الحسيّة ، كما أن الفؤاد هو كناية عن العقل و الإدراكات الصحيحة الفكرية ، فالحس و العقل هما المعتمدان عند المتكلمين من بين أدوات المعرفة لأنهما الأكثر صوابا و الأعظم نتيجة ، ذلك لأن العلم لا يحصل إلا عن طريق الفؤاد أي العقل (كما تقدم).

ثم انه لاشك و إن معرفتنا للعالم الخارجي لا تحصل بصورة مباشرة و إنما تتم عن طريق السمع و البصر و ذلك بعد التقاط المعلومات الصوتية و التصويرية و إرسالها إلى عقولنا بغية فهمها و تحليلها و الاستنتاج منها ...
وهذا تمام الكلام في المعرفة
وننتقل الى بحث آخر في الدرس القادم
والسلام

المحرر الإسلامي غير متصل  

قديم 27-05-03, 11:24 AM   #15

المحرر الإسلامي
عضو فعال  






رايق

بسمه تعالى
السلام عليكم
قبل طرح الدرس هل هناك إقتراحات أو ملاحظات على الاسلوب
على الدرس لماذا لا أرى قراء
أنتظر التعليق
هذا اليوم فقط
وسأعود لاكمال الدرس
والسلام

المحرر الإسلامي غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دروس في الفقه خاص بالمرأة الصراط المستقيم حواء الديني 86 05-08-09 07:09 AM
الحكومة الاسلامية في نهج البلاغة البحاري منتدى الثقافة الإسلامية 0 23-05-02 02:45 PM
الزخرفة الاسلامية ذو الفقار البتار منتدى الفنون 0 21-04-02 07:38 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 10:09 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited