ضوء القمر الساحر

[طيف]

حين تضطرب أعصابك فتش عن القمر
تؤثرأشعة الشمس كما هو معلوم على جميع الكائنات الحية نباتا كانت او حيوانا او أنسانا فتهبها الماء والحياة والبهاء وبفقدان هذه الأشعة يفقد النسان الكثير من قوته ونشاطه بل يفقد حياته وذلك لحرمانه من الكثير من التفاعلات الكيمائية الضرورية لتغذية جسمه بينما تؤثر أشعة القمر تأثيرا خاصا سحريا يتناول النفس والروح أولا ثم الأعصاب ثانيا ولهذا نجد المهلمين والشعراء والمحبين والدباء يستلهمون وحيهم في ضوء القمر ويحلقون في أجواء الخيال ليكرموا الجمال ويتقنوا الأبداع .....تحمل نفوسهم الشفيقة أشعة القمر الفضية الرقيقة
وكان الأنسان منذ قديم الأزمان يعتقد بان للقمر تأثيرا فعالا على مصيره وعلى كل مايتعلق به من أمور دنياه ... وقد خرجت الآن أبحاث العلم عن عالم الخرافة والأسطورة لتدخل في نطاق العلم والبحث الدقيق ومن بين الذين يدرسون هذه الأمور على نطاق واسع الدكتور (ليونارد دافتز ) في جامعة ديوك المريكية الذي قضى مدة طويلة من عمره في دراسة التيارات الكهربائية المتولدة داخل جسم الأنسان ويقول الدكتور ( أنه قد ثبت بأن الأنسان عبارة عن جهاز كهربائي في تركيبه يصعب علينا أن لا نصدق أنه يتأثر بأوجه القمر المختلفة ) وقد توصل الدكتور إلى أكتشافات هامة إثر أختبارات طويلة قام بها مع عدد من تلامذة الجامعة ودلت البحاث على ان في جميع الكائنات الحية حتى الشجار والجراثيم الصغيرة دورة كهربائية منتظمة تتعادل مع دورة القمر الشهرية
وقد قام بعض العلماء بغجراء بعض التجارب على الأشجار فربطت جذوعها بأسلاك كهربائية خاصة تتصل بأدوات وآلات دقيقة للتسجيل فثبت لهم بان التيارات الكهربائية المنبعثة من هذه الأشجار كانت تتأثر مع دورات القمر
أما تأثير القمر على الكرة الأرضية بوجه عام فأمر لا يحتاج إلى برهان وأهمها علاقة القمر بالمد والجزر كما أن المد والجزر يؤثران على التيارات الجوية التي تؤثر بدورها على ذبذبات الراديو وقد أكدت التجارب كذلك أن القمر يؤثر على جهاز الساعات الثمينة الدقيقة يعود سببها إلى تغير وجه القمر وأختلاف دوراته وأشعته
ومع أن الخرافات تتحدث بكثرة عن القمر وتأثيره على النباتات فإن في جنوب أفريقيا زهرة من فصيلة ( الأيريس ) تتأثر بأشعة القمر تأثرا مباشرا كما أن هناك ديدانا بحرية في المحيط الباسيفيكي لا نخرج من أحجارها لتبيض إلا إذا أخترقت أشعة القمر صفحة المياه
ويؤثر القمر على الأنسان تأثيرا ملحوظا وقد لاحض الدكتور (رافتز ) أن القمر عند أكتماله يؤثر على أمزجة الطلبة القلقين فيزيد في أضطرابهم وكانت أحوالهم تتحسن نوعا ما بعد أنقضاء هذه الفترة كما أن مرهفي الأحساس تضطرب أعصابهم بتاثير أشعة القمر وخاصة عندما يكون بدرا .... وهكذا يثبت في القرن العشرين ماقاله ( باراكليوس) في القرن السادس عشر من ان اضطراب المجانين يتضاعف كلما سطع نور القمر والذي لاحضه الدكتور (رافتز ) أن القمر يؤثر على امزجة المصابين بمرض عقلي والمعروف ان القانون الأنجليزي في القرن الثامن عشر كان يميز بين حالات الجنون العادية وحالات الجنون التي تتأثر بالقمر ويسمونها ( لوناتيك)
ولاتزال الأبحاث العلمية جادة في هذا المضمار فبينما يبذل قسم من العلماء جهد طاقتهم للوصول للقمر لأكتشاف عالم جديد يتابع الأطباء عميق دراستهم لتاثير ضوء القمر على النفوس والأجسام
مع تحياتي
طيف