New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-10, 06:26 AM   #1

سيد عدنان
_:: عضوية الإمتياز ::_

 
الصورة الرمزية سيد عدنان  







حزين

Ico30 حديث الكساء ( دروس تربوية وفضائل هاشمية )


(1)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآله الطاهرين
من منكم أيها الكرام من لم يقرأ أو يستمع إلى حديث الكساء المروي عن بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسيدة نساء أهل الجنة البتول الزهراء عليها السلام
لا أعتقد أن هناك من يجيب بالنفي
قد لا أبالغ إن قلت أن كلكم أيها المؤمنون قد قرأتم أو إستمعتم إلى هذا الحديث الجليل واستلهمتم منه الدروس العظيمة ونلتم بقراءتكم له الخير والبركة والأجر والثواب
وما موضوعي هذا إلا تذكير بتلك الدروس من خلال العلاقة بين الزهراء عليها السلام وأبيها وبعلها وبنيها ولنبدأ معا باستلهام تلك الدروس التربوية على بركة الله
1- إفشاء السلام حيث أن كل من دخل على الزهراء عليها السلام من أولئك الصفوة قد بدأ كلامه معها بإلقاء السلام عليها بدأا بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وانتهاءا بأمير المؤمنين علي عليه السلام وهذا درس تربوي يعلمنا كيف نبدأ الكلام مع بضعنا البعض فحتى الصغار كحسن وحسين عليهما السلام قد بدأا حديثهما مع أمهما بالسلام وهي التحية المباركة التي بها يحلو الحديث وتدوم الألفة بين الآباء وأبنائهم والأخوة فيما بينهم وعلامة واضحة للعلقة الطيبة والمحبة الدائمة بين أفراد المجتمع
2- إرساء روح العلاقة الطيبة بين الأم وأبنائها من خلال رد الزهراء عليها السلام للسلام على طفليها حيث قالت للحسن عليه السلام ( وعليك السلام يا قرة عيني وثمرة فؤادي )

وردت على الحسين عليه السلام بالمثل
وهذا الإسلوب يمثل رسالة إلى أمهاتنا في كيفية التخاطب مع أبنائهن خصوصا الصغار منهم حيث أنهم بحاجة ماسه إلى العاطفة والكلمات الطيبة التي تزرع في نفوسهم الحب فينشأوا نشاة طيبة مباركة يبذلون الخير ويعملون ما فيه الخير حابين لأبناء جلدتهم ومحبوبين من كل من يتعامل معهم
3- نستلهم من نفس المقطع السابق درس مهم آلا وهو الإطراء والمدح من قبل الأمهات لأبنائهن فهذا فيه إعطاء الطفل ثقة بنفسه خصوصا أن هذا الإطراء جاءه من أحب الناس إليه وهي أمه فعلينا أن نكون كذلك في تعاملنا مع أبنائنا
لا أن نتعامل معهم بالذم والإهانة وتحطيم شخصيتهم بالكلمات الذميمة التي تقلل من قدرهم وتجعلهم في إضطراب دائم
4- الإستئذان عند الدخول ويتبين هذا الدرس العظيم من خلال إستئذان تلك الصفوة على رسول الله صلى الله عليه وآله في الدخول معه تحت الكساء وبما فيهم حسنا وحسينا وهما طفلان صغيران
نعم إن الإستئذان أمر محبوب يحث عليه ديننا الحنيف وهو من مكارم الأخلاق
ومن هنا على الآباء أن يعلموا أطفالهم الصغار الإستئذان فذاك يجنبهم الكثير من المواقف والمشاهد التي لا يجوز لهم مشاهدتها خصوصا في غرف النوم الخاصة
فكم سمعنا من حكايات أوقعت الآباء في إحراجات مع أبنائهم لعدم تعليمهم الإستئذان عليهم في الدخول إلى غرف النوم الخاصة ولا يتوقف الأمر على إحراج الآباء من مشاهدة أبنائهم للحالة التي هم عليها وإنما يتعدى ذلك إلى رسوخ هذه المشاهد في أذهان الأطفال وقد يطبقوها مع بعضهم البعض مما يؤدي إلى فساد الأسرة وانحالها
لقد عشت معكم لحظات مباركة وطيبة من خلال هذه الدروس الجميلة التي إستلهمناها من حديث الكساء

(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرينثم السلام عليكم أيها الكرام ورحمة الله وبركاتهيسرني أن أواصل موضوعي هذا بموضوعي السابق عن حديث الكساء ومع هذا المقطع المبارك والذي جاء فيهفقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سمواتي إني ماخلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحيةً ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئةً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا لمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء،، فقال الأمين جبرائيل ياربِ ومن تحت الكساء ؟؟ ،، فقال عز وجل هم أهل بيت النبوة،، ومعدن الرسالة،، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها،،نعم إن هذا المقطع المبارك يبين المنزلة العظيمة لهؤلاء الأنوار بحيث أن الكون وما يحويه من أفلاك وأجرام وشموس وأقمار وبحار قد خلقت من أجلهم وسخرت لهم فأي عظمة نالوها وبأي عمل حصلوا عليها أيمكن أن يسخر الله هذا الكون بما يحويه لأناس قد يخطئون ويعصون وتصدر منهم ما يسخط الخالق العظيم والعادل الحكيم والذي لا يظلم أحدا من خلقه أبدا ؟فهل من عدله وحكمته وفضله وإحسانه أن يولي الكون لأناس تصدر منهم ولو مثقال ذرة من ظلم ؟الجواب لا يمكن ذلك لأن فيه خراب الكون وفساده واضطراب المعايير والنظم التي سنها الله لاستمرار الحياة بالدقة التي نشاهدهاومن هنا يتبين لنا أن هؤلاء الأطهار ومنذ أن كانوا أنوارا عاهدوا الله أن لا يعصوه قيد أنملة حيث شرط عليهم الزهد في درجات الدنيا فشرطوا له ذلك وعلم منهم الوفاء فقبلهم وقربهم وجعلهم سادة الكون وأعطاهم ما لم يعطي أحدا من العالمين لذا نشر عليهم رحمته وأفاض عليهم كرمه اللا محدود نظير تقواهم وزهدهم وخشوعهم في عبادتهم له والذي تأتى لهم من خلال معرفتهم به ومن حيث عرفوه عبدوه ولاقوا الأذى في في جنبه فصبروا واحتسبوا أمرهم إليه فجزاهم بأن جعلهم أفضل الخلق حيث عصمهم من الزلل وآمنهم من الفتن وطهرهم من الدنس وأذهب عنهم الرجس وبارك فيهم وفي أعمالهم وجعلهم سفن النجاة والرحمة الواسعة والحبل المتين والصراط المستقيم الموصل إلى جنات النعيم فهنيئا لمن سلك نهجهم وتمسك بهم ولم يحيد عن خطهم ليفوز برضا ربهم ويكون في جوارهم على منابر من نور مبيضة وجوههم ضاحكة مستبشرة ناعمة منعمة بنعيم مقيم وفوز عظيم عطاءا غير مجذوذ من رب العالمين
(3)


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرينالزهراء طيب
وكل ما يصدر منها فهو طيب يصل أريجه إلى قلب كل مؤمن ليفوح عطرا زاكيا يشتمه كل من إقترب منه من خلال سلوكه وأخلاقه فإن كان فكر صاف واستعداد طيب لتلقي ذلك العطر فستجذبه رائحته ويتشبث به ولا يفارقه أبدا وإن كان مزكوما لا يمكن له أن يشتم تلك الرائحة وذلك السلوك المبارك لوجود مانع يمنعه من ذلك وهو خبث النفس ودناءتها وحب الدنيا وحلاوتها المزيفة والتي توحي له بأن رائحة زخرفها وزبرجها أزكى من تلك الرائحة التي زكاها الله جل وعلا فيسير كالأعمى نحو تلك الرائحة وحينما يصل إلى شفير جهنم ينفتح أنفه وتصله رائحة جهنم النتنة وحينها يتنبه إلى أنه كان يسير وراء رائحة الجحيم حينها يصرخ بأعلى صوته رب ارجعون ويأتيه الجواب إخسئوا فيها ولا تكلمون نعم أيها الكرام إن حديث الكساء هذا الحديث القدسي وصل إلينا برائحته الزكية من خلال تلك الحوراء الإنسية والتي تعبق روحها بأريج الجنة لتفوح فضائله وتعبق دروسه وينتشر طيب مقاطعه ليكون هدية ثمينة من الزهراء إلى شيعتها ومحبيها يتباركون بقراءته ويستلهمون الفضائل والقيم من حروفه وكلماته فترتقي أرواحهم وتسمو نفوسهم وتصلح أعمالهم وتطيب كلماتهم ويكونون دعاة حق للدين المحمدي الأصيلوفي هذه اللحظات المباركة سيكون الحديث حول المقطع المبارك والذي جاء فيهفقال عليٌ لأبي يارسول الله أخبرني مالجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند الله ،، فقال النبي والذي بعثني بالحق نبياً،، واصطفاني بالرسالة نجيباً،، ما ذُكر خبرُنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض،، وفيه جمعٌ من شيعتنا ومحبينا إلاّ ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة،، واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا فقال عليٌ إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة هنيئا لكم أيها المؤمنون بهذا الولاء والذي من خلاله نلتم الخير وتلقت عقولكم كلام الأنوار الزاهرة فحفظتموها وتدارستموها فيما بينكم تجتمعون في مجالسكم لتعطروا أنفاسكم بأزكى العطور وتطيبوا مسامعكم بالمسك والكافور الصادر من فيه من يتشرف بقراءته فيعلوا هذا العطر ليصل إلى الملكوت الأعلى فيجذب ملائكة الرحمة فتنزل حافة بكم ناشرة عليكم رحمة الباري داعية لكم بالمغفرة إلى أن تتفرقوا فتعود محملة بأزكى العطور فتتلقاها أقرانها من الملائكة فتسألها في اشتياق عن مصدر هذه الرائحة فتخبرها بأنها قد قدمت من مجلس للمؤمنين يذكر فيه حديث الكساء فتحاول النزول لالتماس ذلك العطر الزكي فيأتها الجواب بأنهم قد تفرقوا فيزداد إشتياقها إلى أن تجد مجلسا آخر فيه ذكر هذا الحديث المبارك فتتعطر بعطره وهنيئا لكم تلك البشارة من أمير المؤمنين عليه السلام والتي بدأها بالقسم وختمها بالقسم وفي صدرها البشارة لكم بالفوز نعم إن الجلوس والتذاكر في فضائل آل محمد لهو الفوز العظيم والرحمة الواسعة والبركة الدائمة فتعسا لمن حرم هذه الرحمة وهذه البركة وهذا الفوز
(4)


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرينها نحن ذا نختم رحلتنا بالوقوف عند المحطة الأخيرة لحديث الكساء المروي عن بضعة المصطفى صلى الله عليه وآله بعد أن تجولنا سوية في معاني كلماته التي تحمل التربية والتعليم والفضائل والقيم والمكانة العظيمة لرواد هذا الحديث عند الله جل وعلا والبشارات المباركة للمؤمنين الذين تجمعوا يتذاكرون فضائله ويلتمسون البركة من قراءتهم له من قبل خالق الكون العظيم والغفور الرحيم والعزيز الحكيم وقد توقفنا من خلال تجوالنا في محطات ثلاث المحطة الأولى في إستلهام الدروس التربوية التي يحتاجه كل فرد منا في تعامله والمحطة الثانية تعمقنا خلالها في المنزلة العظيمة والمكانة السامية لرواد هذا الحديث المبارك من خلال بيان التحف والهدايا التي تكرم بها رب العباد على عباده المكرمين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعينوالمحطة الثالثة بينا فيها الرحمة النازلة على المؤمنين المجتمعين لقراءته من خلال الملائكة الحافين بهم والمستغفرين لهم وامتزاج أريج العطر الزاكي من أنفاسهم بزغب الملائكة الحافين بهم وفي محطتنا الأخيرة هذه سنقف على الجوائز القيمة التي وهبها الله للمؤمنين من خلال جلوسهم وتذاكرهم لهذا الحديث المبارك فقال أبي رسول الله يا عليُّ والذي بعثني بالحق نبيا واصطفاني بالرسالة نجيا ماذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلا وفرج الله همه،، ولا مغموم إلا وكشف الله غمه ولا طالب حاجةٍ إلا وقضى الله حاجته .. فقال عليٌ إذاً فزنا وسُعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسُعدوا في الدنيا والآخرة ورب الكعبة. والحمد لله رب العالميننعم كل منا له طلبة يرجو تحقيقها من أكرم الأكرمين فالمريض يرجو الصحة والفقير يرجو الغنى وذو الكرب يرجو تفريج كربته ومن ابتلى بغم يرجو من الله كشف غمه والسبل لتحقيق ذلك كثيرة والوسائل متعددة وأفضلها على الإطلاق من خلقهم الله رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين وحيث أن هذا الحديث المبارك يجمع هؤلاء الصفوة في مكان واحد وتحت ظل كساء واحد وفيه بيان المنزلة العظيمة التي أولاها الله إياهم وقد روي عن طريق الواسطة التي جمعت الأئمة العظام بالنبي الكرم صلى الله عليه وآله ومن يرضا الله لرضاها ويغضب لغضبها وحيث أن إجتماع المؤمنين تحت سقف واحد يتذاكرون هذا الحديث الطيب فيه رضا فاطمة وحيث أن رضاها رضاه جل وعلاكان من حق هذا المؤمن على الله أن يعطيه طلبته ويحقق له مأربه ويقضي له حوائجه ويسعده في دنياه وآخرته من هنا أتت البشارة من قبل سيد الأكوان وخيرة البشر محمد صلى الله عليه وآله جوابا على سؤال أمير المؤمنين عليه السلام مالجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند اللهوهو العليم بذلك ولكن أراد من أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبين هذه البشارات وهذه الجوائز للمؤمنين ليقبلوا بأرواح راضية على قراءته فجاء الجواب يحمل البشارة العظيمة والجوائز القيمة للمؤمنين القارئين له مقرونا بالقسم العظيم من رسول الله ببعثته العظيمة وباصطفائه على جميع الأنبياء والمرسلين بأن الله قد حبا هؤلاء المؤمنين بالجوائز التالية1- التفريج عن المهمومين2- كشف غم المغمومين3- قضاء حوائج المحتاجين 4- جاءت على لسان أمير المؤمنين وهي الفوز بجنات النعيم والسعادة الدائمة في الدنيا والآخرةخلاصة القولحديث الكساء يمثل محفل تكريم يتكون من عدة فقرات الفقرة الولى دروس في التربية وصلت إلينا من خلال رواده الأطهارالفقرة الثانية تكريم خالق الأكوان لخيرة خلقه وتسخير الكون بما فيه لهم يعملون فيه بأمرهالفقرة الثالثةبيان الرحمة النازلة على من حضر ذلك الحفل البهيج واستغفار الملائكة لهالفقرة الأخيرة تكريم الحاضرين لتذاكر خبر اصحاب الكساء بإيهابهم الجوائز القيمة والسعادة الدائمة في الدنيا والآخرةختام القولأدعو الله لي ولكم أن يجعلنا من الذاكرين والمتذاكرين لهذا الحديث الطيب والنائلين للجوائز القيمة من خلال تذاكرنا له ودوام السعادة الدائمة علينا في الدنيا والآخرة

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

سيد عدنان غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حديث الكساء باللغة الانجليزية حواء تاروت منتدى الثقافة الإسلامية 1 28-07-09 10:18 PM
يوم الغدير الأغر - بمشاركة كوكبة من أعضاء المنتدى عاشق الحسين منتدى الثقافة الإسلامية 44 18-12-08 01:48 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 02:02 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited