عندَ بابِ المدرسة

[ناصر2002]

عندما تذهب للمدرسه لأحضار ابنك او ابنتك
وفي وقتِ الانتظار هذا .. سَتَجِدُ نفسكَ أمامَ مناظِرَ مُتعدّدةٍ من هؤلاءِ النّاس.. فمنها ما يُزعِجُك ويُقلِقُ راحتك.. ومنها ما يُفرِحُك ويُدخِلُ السرورَ إلى قلبك ..



فتعالوا أيّها القُرّاءُ الكرام لتتأمّلوا معيَ صورةً رائعةً ومشهداً بهيجاً ..

يقومُ بهِ والِدٌ مع ابنته كلَّ يوم. إنّهُ أبٌ كغيرِهِ من الآباء في صورته الظاهرة .. لكنّهُ حديقةٌ مملؤةٌ بالرحمة والأدب .
. وورودٌ متنوّعةٌ من العطفِ والحنان في صورَتِهِ الحقيقيّة .. انتظارٌ وتحفّزٌ من الأب لابنته ..

فما إن يتحقّق أنَّها قد خرجت إلاّ ويُقْبِلُ عليها ، فيأخُذُ منها حقيبتَها ويضع يده على كتفها كالصديقين ، ثمَّ يسيرانِ إلى سيّارتهم ..

إنّهُ مشهدٌ قصيرٌ في وقته .. لكنّهُ عظيمٌ في دلالتِهِ ومضمونه
قارِنوا معيَ أيّها الفُضلاء هذا المشهدَ الرائعَ ببعضِ الصوَرِ الأُخرى التي تَقَعُ على نفسِ المسرح (عندَ بابِ المدرسة)....


· أحدُ الآباء ينتظِرُ في السيّارةِ حتّى مجيءِ ابنتهِ إليه ..·

وآخرُ ينتظِرُ ابنتَهُ حتى إذا ما رآها سارَ مباشرةً إلى سيّارته لتقومَ هي بمتابعتهِ وكأنّها دابةٌ يقودها صاحِبُها ...

· وثالِثٌ ينتابُكَ الشكُّ في الوهلةِ الأولى في أنَّ هذه البنت هي ابنته لشدّة الجفاءِ منه إليها .. فلا ابتسامةَ في وجهها .. ولا بشاشةَ عندَ قدومها .. بل ولا السلامَ عندَ اقترابها ..·

ورابِعٌ مشغولٌ بتهيئة كلماتِ العتابِ والتأنيبِ التي سيصُبّها على ابنته صبّاً بسببِ تأخُّرِها في الخروج ..·



وأمّا صاحِبُنا فقد احتوى قلبُهُ ابنتَه .. فأصبحَ يحوطُها بسياجٍ من العاطفةِ الصادقةِ والحنانِ الفيّاض حتّى يسلِّمها بإذنِ الله إلى مَنْ يُكملُ معها المسير ..






وإنّي سائِلُكم يا أولي الألباب فأقول :
أوَ تظنّونَ أنَّ مفهومَ التربيةِ والرّعايةِ عندَ هذا الأبِ الخَلُوقِ لا يتجاوَزُ حدودَ الطعامِ والشرابِ والكِساء ؟ ..
أم أنَّهُ قد أدركَ المعنى الحقيقيّ والجانِبَ الأساسي من جوانِبِ التربية ..
ألا وهو تربيةُ الروح .. وتنميةُ العقل .. والسموُّ بالفؤاد ؟..

ثمَّ إني أُتبِعُ هذا السؤال بآخر فأقول :


أوَ تظنّونَ أيضاً أن هذهِ الفتاةَ سَتَجِدُ في نفسها فراغاً عاطفيّاً تُحاوِلُ بسببهِ البحثَ يميناً وشمالاً عمّن يملؤُهُ لها ؟..
حتّى وإن كانَ عبرَ تواصُلٍ حرام ؟..
أم أنّها تملِكُ من استقرارِ النفسِ .. وسعادةِ القلبِ .. وطمأنينةِ الروح ما تغتني به حتّى يُيسِّرَ الله لها الزّوج الصالح والذرّية الطيّبة ؟..

آهٍ ما أكثر الظالِمينَ لفتياتِهم .. وما أكثر المحروماتِ من أدنى عباراتِ الحُبِّ والعطفِ والحنان ..

وتأمّلوا في هذه الكلمات ( يا حبيبتي ، يا بُنَيّتي ، يا عُمري ، يا حُلوة ، يا رائعة ...) .. فمعَ جمالِها وسهولةِ نُطقها إلاّ أنَّها ستبقى صعبةً على كثيرٍ من الأفواه ..

وفي المقابل .. تأمّلوا في هذه الكلمات ( يا غبيّة ، ، يا جاهله ، يا فاشِلة ... ) .. فمعَ شناعتِها وقُبحِ معناها إلاَّ أنّها دَيْدَنُ كثيرٍ من الألسُن تِجاهَ الفتياتِ والزوجات .. وليست المشكلةُ الكُبرى أن تقالَ لهم تلك العِبارات فحسب .. وإنّما .. في أن يكون القائلُ لها هو والِدُها أو والِدتُها .. وأمامَ الناس في أحايينَ كثيرة .. وإنَّ مما يَزيدُكَ غيضاً .. أن يأتي إليكَ ذاك الأبُ الذي هذه صورته وتلكَ سجيّته ليحكي لكَ استغرابَه من حالاتٍ بدأت تمرّ بها الفتاة .. فَشَلٌ في الدراسة .. انطواءٌ وغُموض .. صداقاتٌ مُبعثرة .. كلماتٌ قبيحة ..مفاجآتٌ مُرّة .. بل ربّما أخَذَ يُعلّلُ لكَ استغرابَه ويقول : لا أدري كيفَ انحرفَ أولادي أو أحدُهم عن جادّة الصّوابِ معَ أني وفّرتُ لهم كلّ شيء ؟!


وأقول : لعلّكَ قتلتهم بما وفّرتَهُ لهم .. فماذا وفّرتَ لهم أيُّها الأبُ الحاذِق ؟ أَطَعامٌ وشراب ؟! .. وكِساءٌ وثياب ؟! وملاهٍ وألعاب ؟! .. ثمَّ ختمتها بقنواتٍ فاضِحةٍ وخراب ؟!
وأمّا أهمُّ شيء فلم تُقدّمهُ لهم بعد !!

إنَّهُ أنت .. إنّهُ وجودُكَ وتوجيهُك .. إنّهُ مزاحُك ومُداعبتُك .. إنّهُ عطفُكَ وحنانُك ..


إنَّ في قلوبِ الأولادِ فراغاً لا يملؤُهُ أن تُحضِرَ لهم الدُنيا بحذافيرِها .. وإنَّما هو شيءٌ يسيرٌ من الحُبّ .. ورحمةٌ غامِرةٌ نَبَعت من القلب .. ألا فلتُدرِكِ المعنى الحقيقيَّ لكونِكَ أبا .. ولا تكن ممّن عَرَفَ الحقَّ فجانَبَهُ وأبى ..


و لباقي من التوجيهات اتركه للأستاذة الكريمه سروجودي و لكم انتم اخواني/اخواتي الكرام


اتمنى اني و ضعت الموضوع في المكان المناسب
و ان لم يناسب ارجو من مشرفتنا وأستاذتنا الغاليه/سروجودي
ان تنقله للمكان المناسب
مع التحيه للجميع

اخوكم /ناصر2002

[ريامي]

كثيييييرا ماكنت أرى هذه المشاهد أخي ..
قليلة تلك العواطف ؛؛ كثيرة تلك الا عواطف ..
فما صورته نعم هو موجود بيننا وبكثره عبارات لايحبذ المرء ذكرها ولكن ذكرها بالنقد قد يصحح من كلمات ناطقيها من افكارهم وهمجيتهم في التعامل
اتمنى ان تزول هكذا (إعاقات ) في مجتمعنا ولو كان صحيح الجسد ولكنه معاق في لسانه وعقله .

تسلم اخوي ناصر على هذه اللفته المهمه وعسى ان تنفعهم الذكرى

تحياتي ::
ريا
مي

[..سر وجودي..]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. موضوع جميل جدا ورائع ويتكلم عن الابوة الجميلة والتي يفتقدها الكثير.. ليس فقط الاباء.. حتى نحن الامهات احيانا بدون وعي اوشعور نخطئ في سلوكنا مع بناتنا..
اضرب لك مثال..
عندي بنوتة الله يحفظها طبعها هادئ جدا جدا يعني باردة وعلى هونها في كل شي.. احيانا ننزل للسيارة ونتركها تقفل الباب وتخلص امورها وننتظر في السيارة واذا جت ننهال عليها بكلمات مازحة دون ان ندري مثل..((ها فرغ الملا))..((ولدت لو بعدها)) ((حمد الله عالسلامة ويش جابت))((حارستي الدور..))((قسمتي العصير..)) ومن هالكلام..
بصراحة ماكنت اتوقع انها تنحرج من هالتعليقات او هالمزح .. احيانا تضحك واحيانا تزعل..
بس ماجا على بالنا ان هالموضوع ممكن يؤثر على ابنائنا سلبا..
جميل ان ننتبه لانفسنا لنتفادى هذه الاخطاء وجميل ان نحاول ان نغير من اسلوبنا والفاظنا..
اخي ناصر موضوع جميل يستحق ان نقف عنده مطولا. واعذرني لاني سانقله لمنتدى قضايا المجتمع والحوار الجاد..

[Senior Presiden]

حكم يا أخ ناصر

لله درك

[ام الهواشم]

حكيك درروالله.....وموضوعك
مشكله البنت في مجتمعنا هي في عدم وجود شخص من داخل الاسره يتعاطف معها ويكون قريب منها...
علينا ان نكون اسر متحابه لنحميهم من الانحراف...
يعطيك العافيه على هيك موضووع

[عاشق السماء]

الإنسان مجموعة مشاعر وأحاسيس مختلفة
يتأثر بالاحداث التي تدور من حوله
بيدنا تقديمها بالصورة الجميلة والرائعة
بيدنا تقديمها بصورة جافة وخشنة
موضوعك جميل ويستحق التمعن في كلماته وجني الفائدة
من معانيه النبوية
تقبل تحياتي السماوية أخي العزيز ناصر

[أم فيصل]

تسلم اخوي ناصر على طرح هيك موضوع

[الماهري]

يسلموووووووو

اخوووووي ناصر الطرح

[الكشاف]

الله يخلي هالأنامل اللي سطرت الموضوع


فعلا لا بد أن تكون عاطفة الحب فياضة في أجواء أسرنا وخاصة تجاه البنات . وحتى بغض النظر عن الانحراف فإن الأمر الطبيعي أن تكون للأب عاطفة أبوة نحو بناته وعند البنات عاطفة نحو أبيهن ويكون صديقهن وأخاهن الكبير وهن أخواته الصغار

[اللاهوت الأعظم]

موضوع يستحق القراءة

خاصة بالصور التي وضعتها أخي الكريم

صورة جميلة مقابل صور قاسية ...

ستكون تلك الصورة موجودة في قلبي

إلى أن يحين موعد الزواج ورؤية من هم للحياة
روحها ومبسمها الرائعين..

أخي ناصر 2002

موفق لكل خير..

تحياتي

أخوك/اللاهوت الأعظم.

[صديق]

موضوع جدًا جميل اخ ناصر والخارج من القلب يدخل سريعاً الى القلب .
ويستحق ان تجمع ماتكتب وتطبعه في كتيب وتسميه (لمسات قلبيه في فن الحياة الأسريه )

[ياوديعة علي]

يعطيك ربي العافيه والله موظوع جدا جدا حليو ومهم
الحمد لله عشت حياتي ماعندي ابو حتى لااشوف هذي الي ابوها حط ايده على كتفها انجان اصرخ

[ناصر2002]

الشكر موصول لكم جميعاً مقروناً بصدق الأمنيات
فعل و الله انتم او فياه
شكراً لتفاعلكم
شكراً جزيل لكل من عطر هذه الصفحة سواء كان برد او بالقرأة