New Page 1
قديم 18-07-09, 12:05 AM   #1

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

بكاء قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


منذ أيــام قلائل قالت لي أختي أريدك أن تقرأي هذه القـصـة فأنها سأتغير لك حياتك
قرأتها وبكيت وبكيت وعُجبت لصبر هذا الشاب المتفأئل بالأمل
قصة الشاب " عبدالله العواد"

أتمنى لك ياسيدي كــل التوفيق
* /
/ *

كُــتبت بواسطة عبدالله العواد "معانق الظلام"



اسمي / عبدالله العوَّاد ..

عمري / 29 سنَـة ..


مواهبي / الرسم , العزف على جميـع الآلات والتلحين بألحان شرقيَّة وغربيَّة , الإخراج , التصوير , تصميم الأزياء . الكتابة , وغير ذلِك ..




مِن نجاحاتي /


.
/



الـسلام عليكمـ ..
مسـاء الخيـر ..,
حان الوقت للإعتراف وأن أكشف حقيقتي ..
وحان الوقت لكي أزيح قناع الظلام عن وجهي .. رضى من رضى فيما كتبه الله لي بحادثة أصبحت لي منذ صغري . وأبى من استكبر بأمر الله , إنها لحكمة قد كتبها الله للناس ..
ومن هنا سترون صورتي .. وسترون قصتي الحقيقيَّة في قسم القصص ..
أصبحت لا أبالي عن حقيقتي , كتمتها وأخفيتها لأن كثيراً بعد ماعرف حقيقتي إختفى وتمثَّل أمامي .. والآن فإن غاب شمسي عن حياته فاليعلم بأن شمسي ستشرق في أرض أخرى ..
إنه فقط لمن يتقبَّل بما أنا عليه سأرحب به ..


نظـراً لإنشغالـي هذه الأيـام للإستعـداد والتجهيـز لـ " برنـامج - ألـوان " في إحـدى القنـوات الفضائيَّـة وتصويـر فيلـم وثائقـي عن قصَّـة حياتي وإبداعاتـي وسوف أتوجه قريباً في الـ 11 المقبـلة إلى الريـاض إن شاء اللهـ .. وغير ذلِك سيكـون ظهـوري في أكثـر مِن صحيفـة محليَّة أتمنى من الله أن يـمدّنـي بالقـوَّة والتركيـز لإبـراز مايكفـي لكي أكـون راضيـاً عن نفسـي أكثر ..
سأكـون منشغـلاً هذه الأيام بقلَّـة حضوري المنتـدى وأتمنى أن تدعـوا لي بالخيـر ..
من سيفـرح بهـذا الشأن بأني مِن أبنـاءهذا الوطن خاصَّة وتـم ترشيحـي مِن مبدعـي المملكـة عامَّـة فله الشكـر والتقديـر ..


/


أعلم بأني سأدخـل بدوَّامة كبيـرة مِن ضغـوطات ظهـوري كثيراً في الإعـلام , ولكِن سأقبَـل بذلِك برغم أني كنت أرفضها منذ زمـن .. أما الآن فحـان وقـت الوقـوف ..


إدعـوا لي بالتوفيـق ..


سفيـر مبدعـي المملكـة :-/ عبدالله العـوَّاد


( الحمدللهـ الحمدللهـ - هذا مِن فضـل ربِّـي )


" معانِـق الظـلام " ..















(( /.. عَ ـبَـثُ الـذ ِّكريَـاتـْ ..\ - قِصَّة حياتي ! ))




قِصَّة حَياتي , ليسَت قِصَّة أًسْطـُوريَّة أو مِن سَرد الخيال ! ..




إنها قِصَّة واقعِيَّة خُتِمَتْ علَى أوراقُ رِزنامَة الـ ( أيَّامـ )




وحَبَكتهـا الـ " أقـدَار " لتكـون شاهِدَة مِنْ بِدايَة عَصْري إلَى هَـذا الوَقْت ..




فقِِصَّتي تحْتاج إلى مجلَّدات ورُبَّما إلى مكتبَة كبيرة تحتفِظ بأوجاعـي ..


/




ومِن هُنـاَ أخَذت قَلَمِي وإلتفتٌّ إلى دفتـري لكي أحمله بحذَر




ونفضت نشاز الغـُبار مِن ظهره . الذي حمَل عبء كبير مِن هذه الدُنيا .. كُنت مُتردِّدَاً لأكتب عَن حياتي ., ولكِن ليشهَد لي التَّاريـخ ليدوّنـهُ في حياتـي قَبْل مماتـي ..


( ألسُن النـار وَأدَت برَاءَتي )



تنَفَّس الصَّبَاح في قريتنا مُعلِناً صحوتَه مِن سبات عميق , وانبعثَت رائِحَة قهوَة الصَّباح لِتحَظى بشرف إنساكبُها في فنجان ( والـدي ) , ليذهَب بعدها إلى العمَل والكفاح في سِلك التعليـم ..,


أتَى ضيوفاً لوالـدتي مِن الصديقات مايُقارِب 11 إمرأة , معتادات على زِيارَة بعضهُنَّ في كُل صباح جزءاً مِن روتين تقاليد صِلَة الرّحم وتبادًل الأحاديث في صباح كل يوم ..


كُنَّا كالعادة أنا وأخي الذي يكبُرني بـ ( سنتيـن ) نلعب ونمرح كباقي الأطفال وكان عمري حينها ( 3 سنوات ) ..


إنشغَلَت والدتي في المطبَخ لتحضير القهوَة للضيفات


فـ 11 إمرأًة يحتاج إلى جهد كبير لتقديم كرم الضيافَة لَم يعدها بيتُنا الصغيـر مِن قبل ..!


أحسَّت والدتي بالخوف على حياتنا وكان في داخلها شعور غريب . أخذتنا ووضعتنا في غُرفة بعيدة عن أعيـن الضيفات خوفاً مِن العيـن ..


ولكِن بائَت محاولتها بالفشـل , فقد كنت أنا وأخي لا نسأم مِن الحركة والنَّشاط خرجنا إليهُن فكنت أدردِش معهُن وألهو أمامهن وألعب مع أخي ..


بعدها أتى إليَّ أخي حامِلاً بيده علبَة ( كبريت ) لأتفاجأ بِها وأفرَح وأخذني معه إلى غُرفَة مُجاوِرَة مِن أمام أعينهُنَّ لنقفل الباب مِن غير لم يشعرن بذلِك بسبب إنشغالهن بالأحاديث ودردشَة النسوان الروتينيَّة ..


لم تكُن الغرفة تحتوي على مـواد سريع الإشتعال , فقد كانت خاليَة مُجرَّد القليل مِن الجرائِد فقد كانت الغُرفَة تحت الصِّيانَة لعمل طلاء الجدران وسرير واحِد ودولاب صغير . الغرفة كانت مُحكَّمَة بعدَم دخول الهواء بِها لم تكن بِها نافِذة .. ولم يكن الباب يحتوي على فتحَة صغيرة لخروج الهواء مِن الغرفة ..


-----


وضعت يدي مغلقاً شفتاي ..


أفكِّر كيف سأكمل كتابة ذلِك الموقِف ! .


سأجمع قواي لأكتب .. فتلك الأحداث لَم أنساها ثانية واحِدَة ..


-----



/


أشعل أخـي عـود الثِّقَاب لنشبِع فضول الطفولة ..


وأسقطنا عيدان الثقاب على الأرض ../


بدَت النار تكبر فـ تكبر , ولم نستطِع التحكٌّم بِها . لم نصرَخ , لم نستنجِد , لم نبكي رغم خوفنـا ..


إكتفينـا فقَط بالـ ( صَمْت ) ..!


حاولنا الهرب لنفتح الباب , ولكِن لم نستطع ذلِك .. وهربت سريعاً تحت السرير , إلتفت لأبحث عن أخي ووجدته أخذ بقطعة


الـ " سجَّادة الصلاة " ليغطِّي نفسه بها .. ناديته لكي يختبيء معي ورفضَ ذلِك ..


..


كالعادة يحكين الضيفات وتتعالى أصواتهُنَّ ووالدتي مشغولَة بإعداد القهوَة ..


بلحظَات إلتهمتنا النيران كانت نظرتي الأخيرة ألقيتها تجاه أخي وبعدها لم أدري عن نفسي ..


لم تحظى الغرفة بأن تتنفَّس أو تعطي إنذاراً بخروج الدخَّان أو شيئاً بسيطاً مِن رائحتها فقد كانت الغرفة مقفلة بإحكام ..


/


وضعت والدتي القهوة وتوّجهت إلى الغرفة التي وضعتنا بِها . كانت تشعر بشيء غريب بداخلها , أحسَّت بشيء تجاهنا فقلب الأم يحس ويشعر قبل حدوث أي شيء ..


لم تكن والدتي مرتاحَة قبل الحادِث بيوم ..


فلم تجدنا وذهبت مسرعة إلى الضيفات وسألتهُنَّ بأين ذهبا أطفالها وأشّرن جميعهن إلى الغرفة المقابلة أمام أعينهن . مسكت والدتي مقبض الباب لتتفاجأ بلسعة حرارَة النار مُعلناً لها نهاية حيَاة أطفالها ..


صرخت وصرخن كل من في البيت , واستنجدوا بالنَّاس والجيران ليذهبوا سريعاً إلينا حاولوا أن يكسروا الباب ولكِن منعهم النار مِن الإقتراب ..


فقريتنا لم تكن بها خدمة الهاتِف , فدائماً قريتنا تصلها الخدمات متأخِّرَة كالعادَة .. ووالدي كان يعمل بعيداً عننا ..


جمعوا الناس الفؤوس لكسر الباب وإقتحموا النيران الكبيرة ليبحثوا عننّا وسط الدخَّان الكثيف .. وحملونا سريعاً إلى مستشفى الـ ملك فهـد الجامعي ( التعليمي ) ..


أتاه الخبر والدي متأخِّراً لينصدم بهذه الطامَّة متوجِّهاً معنا إلى المستشفى . فكل من رآنا في المستشفى مِن زائرين ومرضى وأطباء وممرضي المستشفى على سرير الطواريء قالوا بيأس ترتسِم على ملامحهم الحزن بأن لاهناك أمَل لنا أن نعيش ..


توّجهـوا بِنا سريعاً إلى غرفة العمليَّات حاول أكثر مِن طبيب محاولة أن يعيدونا إلى الحياة ولكِن دون جدوى بعد أكثر مِن ساعتين ..


خرج الطبيب لوالدي وعيناه تدمع حزناً على إخبار والدي بأننا قد " توفـّينا " ..


كان الخبر صفعة في وجه والديّ وإنتحبت والدتي بالحزن وانذرفت عينا والدي , وأخذ الطبيب يغطِّي وجوهنا بالوشاح الأبيض ..


بكى والدي قائلاً :- على الأقل يحيا واحِداً من أطفالي ..


وإذا شاء اللهـ أن تكون إرادته فوق كل شيء الذي إن قال كُن فيكـون , وإذا بي أسعل مِن ترسّبات ثاني أكسيد الكربون الذي إمتصَّه جسدي النحيل ليحاول أن يخرج من صدري لتبتديء الرئَة تعمل كي أتنفَّس , إستغرب الدكتور ووالداي وذهبا إلي سريعاً ليتفاجئوا بمشيئة الله أن تمَّت ..


----



عادَت لي الحياة مرَّة أخرى . ولكِن ليس ذلِك الطِّفِل ذات الملامِح الجميلة ذات العينين الواسعتين , ذات الثغرة المُبتسِمَة ذات الأنامِل النَّاعِمَة ..


فقد كانت عيناي مضمّدتين بالشاش , وكنت أتنَّفس بواسِطَة فتحة مِن رقبتي .. وكنت أشرب الحليب بواسطة أنبوب موصلة بِها ..


كنت أريد أن أبكي , لم يكن لديَّ صوت .. كنت أريد أن أرى لا أرى سوى الظلام ..


كنت أريد أن أضع يداي على وجهي لم أستطِع فكلها ملفوفة بالشاش ..


لم يتركوني والدي لحظة .. وكانوا يبكون بسبب ليس لديَّ صوت ولا أستطيع أن أبكي ..


مجرَّد يتحشرجَ صدري ويرتعش ..


ذهبا بي الطَّاقم الطبِّي لممارسَة تجاربهم على جسدي الصغير , وجعلوني منهج تعليمهم الطبِّي لمزاولة تجاربهم


أخذوا الكثير مِن جلدي ومزّقوه أكثر مِن ما مزّقتها النيران , إلى أن أصبح جسدي مشدوداً بسببهم ..





( رِحلَة المعاناة ) !




حوّلوني بعدها إلى مستشفى الملك فيصل التخصّصي بالرياض ليمارسـوا بي تجاربهم إلى أن تركوا المسألة أكثر تعقيداً . بعدها قصّوا الشاش مِن على عيني لينتظروا نتيجة هل سأرى بعدها أم لا ..


بكيت نتيجة لا أرى شيئاً فقد كنت أبكي مِن غير صوت .. حاول أبي تهدأتي والطاقم الطبِّي . إلى أن خلدت للنوم ..


توَّجَه والدي مسرعاً بأوراقي لوزارة الصحَّة , ماطلوا الموضوع ليتوجّه والدي جزى الله المسئول بالأجر لمساعدة والدي لوصول أوراقي إلى مقام الملك / فهد بِن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله . وصدر بالأمر السَّامي بعلاجي إلى الخارِج في بريطانيا – مستشفى لندن كلينك ..


---


لَن أنسى وقفَة هذا الملِك العظيم , ملِك الإنسانيَّة فدائِماً أدعوا له بالرحمَة والمغفرة لن أنسى وقفته الصَّادِقَة مع والدي ومتابعة علاجي بتحمل جميع التكاليف ..


يتبع

<<<

__________________

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 18-07-09, 12:21 AM   #2

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


مستشفى لندَن كلينك –( بريطانيا )


حملوني من الطائرة متوجّهين بي إلى المستشفى , ليجتمع أكثر من دكتور متخصِّص بقسم الحروق وجرَّاحين خبراء ليكتشفوا أفكاراً جديدة لإعادة ماهدمه مستشفى الخبر التعليمي والتخصّصي ..


/

ليصدر الدكتور أمراً إلى إستخدام طرق جديدة لعمليَّات التجميل .. وبعد أكثر مِن 18 ساعة أخرجوني مِن غرفة العمليَّات بحال أفضل ووضعوا شاشاً حول عيناي فقد أجروا عمليَّة إعادة بناء من جديد لتفتح عيناي بعد أسبوع لينتظروا النتيجة ..

فكانت إجابتي لوالدي وطاقم خبراء الأطباء بإبتسامتي فرحاً برؤية وجه والدي الذي لم أراه منذ بداية حادثَة الحريق ..

وفرِحَ الأطباء بإرتسامة السعادة على محياي ليكملوا مراحِل إعادة البناء وعدت أتنفَّس من فمي وأصبحت أنطق وأتكلَّم , لكن كان والدي يساعدني أن آكل طعامي لأن يداي أصبحت تحتاج إلى إعتياد إلى إستخدام وظائف جديدة لكي أستعملها..

كان المتخصّصين سعداء لسرعة تجاوبي مع محاولة أن تعود لي كل وظائف جسدي فضلاً إلى ذكائي ..

إستقرَّت صحّتي بعد مكوث أكثر مِِن 9 أشهر ليعطوا والدي مواعيداً كثيرة لمتابعة علاجي
]



( مُمارسة طفولتي تحتاج إلى حذر )


دخلت الصف الأوَّل إبتدائي متأخَِّراً بسبب علاجي وكنت أتابع دراستي في بريطانيا بعد أمر الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله بتكملة دراستي هُناك وكنت أحب الدراسة والتعلُّم كنت شمعة لاتنطفيء لشغفي للتعليم وكنت أحوز على المراكز الأولى ..

لم تمنعني دراستي أن أمارس طفولتي بالخروج مع والدي في بريطانيا لكي أذهب ألعب مع من هُم في سنِّي .. كنت أذهب إليهم وكلّي حماس بتوجيه الكرة لي ولكن تفاجأت بأني قد ملأت في ملعبهم الرعب ليهربوا تاركين الكرَة لي ..

إلتفتّ إلى والدي لا أعلم ماسر هروبهم , فلاحظت والدي يبتسِم لي ودمعته سالت من عيناه وكأنَّه يقول لي بداخله , ( لم ترى شيئاً حتى الآن ) ..!

فقال لي :- ألم تسمع والدتهم تناديهم للغداء؟ ..

سألته /- والكُرَة ؟! ..

إبتسم والدي :-/ خذها لك ..



كان أبي دائماً يبتسِم لي ويضحك وكنت أرى عكس ذلِك في داخله .. كنت أعلَم بأنه يبكي لأجلي . كنت أعلم بأنه يخبِّيء عنِّي شفرَة مستقبلي كيف سيكون غداً ..


سأكمـل لكم باقـي الأحداث - واعذرونـي على ركاكـة أسلوبي في الكتابة وافتقـاري للمعاجم اللغوية والنحويَّة ..



( أنا والطائِـرَة )



حينما أركب إلى الطائرَة تستقبلني المضيفة بحرص وإهتمام مبتسمة لي وبعدها تأتي لوالدي لتقول له :-



لقد إختاره كابتن الطائرة ليكون صديقه في مقصورة القيادة .. ليسعد والدي لتمدّ المضيفة يدها لي ذاهباً معها إلى كابتن الطَّائرَة ليمد يده مصافحاً ليسألني :- ما إسمك؟ ..



/ عبدالله ..



كابتن الطائرة :- لقد تم إختيارك أسعد طفل في طائرتنا مارأيك ؟..



فرحت بذلك وألبسني قبّعته ودردش معي ثم أخذني إلى الركَّاب مرتدياً قبّعته على رأسي وصّفقوا الجميع بهذا التكريم .. فدائماً حينما أذهب إلى أي رحلة عبر الطائِرَة



يحتفوا بي بالتكريم وبالهدايا وجميع أنواع الشيكولاته التي أحبّها ..



نسيت أن أقول معلومَة بأني تعلَّمت اللغة الإنجليزيَّة بسرعة فائقة في بريطانيا وأجيد اللهجة البريطانيَّة في ذلك الوقت أحببت الطائرات وأصبحت أشتري ألعاباً كلها طائرات كنت أحلم دائماً بالتحليق ومعانقة الغيوم البيضاء ..



( الحياة إمـرأة )




برغم المسشتفيات حرمتني مِن حضن أمي وأصبحت هي أولى بإحتضاني لم أنحرِم من تعويض الحنان غير أني أشتاق إلى حضن أمي ..



فقد كانت هُناك ممرضة تدعى بـ صوفي أو صوفيا إلى حتَّى الآن أتذكَّر إسمها , كرّست وقتها وطلبت ساعات إضافيَّة برعايتها لي .. فهي تعلم بأني أعاني مِن قِلَّة النوم ولا أستطيع أن أنام إلا عبر قراءتها لي قصصاً مِن الأدب الإنجليزي والغناء معها واضعاً رأسي على حضنها إلى أن يغلبني النعاس وبعدها أنام ..



كانت تقبِّل خدِّي كل مساء .. كانت تفكِّر بسعادتي كانت تراقبني حتى وأنا نائِم .. كانت تنام بجانبي لتشعرني بالأمان ..



طلبت بعدها من مدير المستشفى بمنحها إجازة كل أسبوع يوماً خاصاً لي لتذهب بي إلى مدينة الألعاب والسينما والمطاعِم وإستأذنت مِن والدي لتتمّ الموافقة مِن مدير المستشفى وحضنتني وهي تبكي بسعادة ..



فقد كانت تساعدني بالإستحمام وتمشِّط شعري وفي إرتداء ملابسي وتحملني على ظهرها تركض بي بسعادة ونتغنَّى في الشَّارع ..



أهدتني يوماً من الأيام بقلم "أحمر" كي أرسم ..



فقالت :- هل تعرف أن ترسم ياعبدالله ؟! .. الرسم جميل أنظر إلى الألوان , أُشْعُر بِها ..



أخذت القلم حاولت أن أرسم لم أجيد لصعوبة إستخدام يدي شعرت بالألم كالعادة في يداي .. وأمسكت يدي بعدها وقبّلتها ومنعتني من المواصلة ..



حاولت بعدها تدريبي أن أستخدم يداي وطلبت منها أن أعتمد على نفسي كيف أغلق أزرَّة ملابسي وكيف أمسك الكأس لكي أشرب ..



شعرت بالسعادة بعدها بأنني إستطعت أن أعتمِد على نفسي كما كنت أتمنى ..




( صَدمَة موجِعَة ! )




أتت بي الممرضة بعد أشهر حزينة الملامح . لم أكن أعلم ماذا بها ..سألتها وكانت تبكي ولا تجيب علي ..



إمتلكني الخوف بعدها ..



سألت كل طاقم من يعمل في جناح المستشفى ولم يجيبوا علي فهم يخبئون عني سراً أحاول أن أكتشفه ..



وإذا أجدها تحمل حقيبتها !! ..



تودَّع زميلاتها وأنا وقفت لاحراك .. هذا ماكنت أخشاه !!



ثم إقتربت لي ودموعها لم تتوقَّف , بكيت وسألتها :- إلى أين ؟! .. صوفي ماذا تفعلين ؟! ..



قالت :- سأرحل , لم أكن أريد أن أقول لك ذلك ولكنني لا أستطيع أن أرحل بلا أن أقابلك , فأنا أحببتك كإبني ومن الصعب أن أذهب عنك بلا كلام . أريدك ياعبدالله قوِّي فسوف تسعدني إن رأيتك تبتسم .. واصل حياتك ياعبدالله .. فأنا سوف أذهب مع أهلي إلى وطني وإنتهت مدَّة خدمتي هُنا , ليتني لم أعرفك لا أعلم ماذا سأفعل حينما أسافر بدونك ..



إنفجرت بالبكاء واحتضنتني لتهدأتي لكنها بكت معي وبكى من كان في المستشفى من أجلنا ..



أمسكت يدها وهي تحاول أن تبتعد , أمسكتها وضغطت أكثر على معصمها قائلاً لها متوسلاً بأن لاتتركني وترحل ..



إلى درجة خدشت يدها من قوَّة الصدمة وهي لم تشعر بسبب حزنها وذهبت ..



نعم ذهبت ..



ذهبت تلك الفتاة الحنونة التي وقفت بجانبي وساعدتني وكانت تحكي لي القصص وتحضر لي الحليب الساخن وقطع البسكويت قبل أن أنام ..



ذهبت تلك الفتاة التي تفرح في إجازتها الأسبوعية لتصطحبني معها إلى المطاعم ومدن الألعاب , التي كانت تحملني على ظهرها وتركض بي ونتغنَّى سويَّة ..



ذهبت ثم رحلت تلك الفتاة التي سخّرت حياتها وضحَّت بالكثير من أجلي ..



----




عدت سقيماً لا أتكلم .. ولا أنام , مجرد أبكي .. لم أعد أستطع أن أقفل أزرَّة ثوبي , لم أعد أشاهد الرسوم المتحرَّكة بدونها .. كل الأشياء التي كنت أقوم بها معها قد توقَّفت .. شعرت بعقارب الزمن قد توقَّفت وغطّتها أوراق الخريف .. حاول الكثير مساعدتي من المستشفى لكن دون جدوى أن أعود كما كنت في السابق ..



/




بعدها بأسبوع . لاحظت في نومي بأن هناك مايراقبني من خلف الباب .. حينما كنت أصحى في الصباح أتفاجأ بهدايا تملأ أريكتي ..



تفاجأت وفرحت توقَّعت بأنها من ( صوفي ) أخذت بالهدايا كانت هناك رسائل بها لا أعرف أن أقرأها , فلقد تعلّمت فقط التحدّث بالبريطانية ولكن لم أتعلَّم القراءة والكتابة الإنجليزيَّة ..



أخذت بالرسائل ذهبت إلى إحدى السيّدات لتقرأها , كتمت القراءة وقالت إذهب إلى غيري ليقرأها لك ..



ثم ذهبت إلى الكثير وإمتنعوا من قرائتها لي ..



احتفظت بالرسائل بجيبي ..



ومضيت أياماً أفكر عن محتوى الرسائل , سألتهم إنها من صوفيا ؟ وامتنعـوا بالجواب ..



كالعادة نمت فتحت عيناي بعدها وهربت إمرأة لم أستطع أن أراها وأفقت مرتعباً وصرخت وطلبت النجدة ..



سألت إحدى الممرضات بأن هناك إمرأة تراقبني وكانت قريبة مني ولكنني لم أستطع أن أراها لأن كانت الغرفة مظلمة ..



رأيت في وجه الممرضة بأنها تمثِّل علي , فقالت :- لم أرى أحداً ..



إبتسمت وقلت لها :- تكذبين . أنا ذكي لايمر علي هذا الشيء ببساطة ..



ولكن كانت المرأة أذكى مني .. عرفت بأني سأمثِّل بالنوم ولم تعد تأتي كل يوم ..



( موهبَـة إكتشفتها سانـدي ) ..


ذهبت إلى قاعة الألعاب الخاصة في المستشفى , جلست بعيداً عن الأطفال ..
كانت المختصَّة بالقاعة تراقبني من بعيد . حاولت الإقتراب ولكنها فضَّلت أن تراني من بعيد ..
رأتني ألعب لوحدي أخاطب نفسي كأني أخاطب طفلاً آخر يشاركني أشيائي ..
وفجأة رأيت أقلاماً ملوَّنَة بالقرب من طاولتي ..
أخذتها وبحثت عن ورقة .. وفجأة رأيت يداً خلفي مدّ لي بالورقة , إلتفت فقد كانت الإختصاصيَّة مبتسمة لي قائلة لي :- خذ ياعبدالله ..
إستغربت بأنها تعرف إسمي ..
فقالت :- أنا أعرفك منذ زمن , وأنت طفل ذكي يجب أن أكتشف عالمك قريباً ..
رأيت بأقلام الألوان وقلت لها :- أحب هذه الألوان , فقد كانت صوفيا تعطيني منها ..
أخذت الورقة ووضعتها على الطاولة , بدأت أفكر وأفكِّر ساد بي بالصمت , كنت أتمَّعن الورقة البيضاء .. فقد كانت ورقة كبيرة ..
ثم أخذت بالأقلام لأرسم أول رسمة برغم كانت يداي تؤلمني وهي ( وردة حمراء ) ..
إنبهرت الإختصاصيَّة ورأيت السعادة في محيّاها وأعطتني ورقة أخرى ورسمت بها لا أعلم ماذا رسمت بالورقة الثانية .. ثم أخذت تعطيني وتعطيني .. ثم سكتت ووضعت عيناها بعيناي وقالت :- هل تعرف ؟! ..
قلت :- ماذا ؟! ..
ذهبت إلى التلفاز وفتحته لي ووضعت لي شخصيَّة كرتونيّة كنت أحبها .. السيِّد " قطـار " ..
وقالت :- هل تعرف أن ترسمه؟! ..
فقلت لها :- لا ! لم أجرّب ..
فقالت :- حاوِل ..
أمسكت بالورقة ثم رسمته , وأتت إلي مسرعة وتفاجأت .. ثم ذهبت إلى مدير المستشفى لتحكيه عني ..
---
بعد أيام أتت لي بألوان جديدة وأوراق كبيرة وقالت :- سوف نعمل لك ( أول معرض في مستشفى لندن كلينك للأطفال ) ..ولكن سيشاركك الأطفال أيضاً في المعرض ..
إبتسمت وقبلت التحدِّي وبدأت أرسم في كل وقت لأملأ قاعة الألعاب بالرسومات ..
أخفت الإختصاصيَّة المفاجأة للمدير وقالت له :- لاتدخل أرجوك ممنوع الآن .. سترى موهبة عبدالله قريباً , ثم بعدها ضحك وذهب قابِلاً للقوانين ..



( ولادَة أول موهبَة من مواهبي )

أقامـت المستشفى بتعليق لوحاتي قبل دخول مدير المستشفى وكبار الشخصيَّات ومنهم
( والدي ) , ووضعوا تلك الإضاءات الجميلة وبعض التنسيقات على الحائط .. وبدأوا الناس تدخل إلى المعرض بعدما قص المدير شريط الإفتتاح ودخل ليرى إحدى لوحاتي بها إسمي كتبتها الإختصاصيَّة بالخط الإنجليزي .. إنبهر المدير وإلتفت إلى الإختصاصيَّة يسألها :- هل حقاً هذا من يد عبدالله؟!! ..
أجابت وهي تضحك :- نعم عبدالله التي رسمها . وأكثر اللوحات هنا رسمها عبدالله ..
إبتسم المدير مفتخراً بي وصافحني بحرارة وقبّلني والدي سعيداً ومسروراً من موهبتي ..
فقال لي والدي :- من أين لكَ هذا؟! ..
قلت له :- مِن " ساندي " ..
فقال :- من هي ساندي ! ..
أشرت عليها بسبّابتي وهي كانت الإختصاصية تدعى بـ " ساندي " ..



( مجتمع متحضِّـر )

بعد عودتي إلى أرض الوطن بعد سنين طويلة ..
تعبت كثيراً أصبحت غريباً في هذا المكان , لم أعتد على تفكير مجتمعي ..
الكل يراني بإستغراب ويبعد أطفاله سريعاً عني , لم أعد أستطيع أن أذهب إلى مدينة الألعاب كبريطانيا رغم بأني ألعب لوحدي . ولكن هنا حتى إن لعبت لوحدي لم يدعوني
حتى في ممارسة بسيطة من حقوق خصوصيَّاتي ..
أصبحت أذهب إلى المدرسة بمرافقة أبي وشعور الخوف يرافقني أيضاً ..
رغم ذكائي وبأني من الأوائل , لا أرفع يدي أشارك الطلاَّب كي لايلتفتوا إلي .. كنت أختار آخر الصف كي أرتاح قليلاً من فضول نظرات البشر لي ..
أتى إلينا مدرِّس الفنيَّة طالباً أن نرسم عن " حرب غزو العراق للكويت " , وسألنا أن نرسم ..
أتتني الشجاعة ووقفت وتوّجهت إليه ونظرات الطلاَّب تلاحقني مددت يدي له كنت أريد منه الطبشـورة ..
إستغرب المدرِّس وأعطاني الطبشورة بيدي , وأخذت المسَّاحة ومسحت شرحه عن رسم حرب الكويت ..
وبدت برسم لوحة كبيرة على السبُّـورة . وانبهروا وأولهم المدرس ..
فقال للطلاَّب :- صفّقوا له ..
رسمت برج التحرير وطائرات الهليكوبتر ترسل الصواريخ إليها ورجال المقاومة الكويتيَّة تردّ هجومهم ..
فقال لي :- أنت ترسم بإحساس ..
وذهب ليسأل والدي عنِّي ..
وبدأ الإهتمام بموهبتي , وامتنعت بمساعدته أن أقوم بمعرض للمدرسة ..
فقلت له :- أنا أرسم على مزاجي , لا أحد يملي علي ما أرسم هل فهمت ؟! ..
كنت عنيداً في حصَّة الفنيَّة .. حينما يأتي المدرِّس بموضوع رسمة نرسمها , أخذت كرَّاستي وأرسم موضوع آخر ..
وهذي كانت بداية " تمرُّد الرسَّامين " ..
الرسَّامين دائماً متمرِّدين في أحاسيسهم وشعورهم ..
يحبّون الحريَّة ويقدسّونها كثيراً ..
وحينما أذهب إلى البيت أقرأ كتباً غير كتب دراستي ..
كتُب علميَّة ودينيَّة كان والدي يحتفظ بها في مكتبته الصغيرة ..
كان الكتاب كبيراً على مستوى سنِّي وكان كبيراً أيضاً بحجمه فحينما أجلس يكون الكتاب يملأ مساحة ساقيي ..
تذكرَّت أحد الأقارب كان يراقبني حينما أقرأ وأسافر إلى عالم آخر , قال لأبي :- إنتبه لإبنك من أعين الناس . فهو نادر وجوده ..
رفعت رأسي أنظر إليه كيف آبهاً فيما قاله ..
كانوا إخوتي حينما يريدوا أن يذهبوا إلى أي مكان أو إلى مدينة ألعاب أمتنع بالخروج بسبب نظرات الناس تجاهي .. فأقول لوالدي إذهب بهم فأنا لن أخرج إعتدت وأحببت الوحدة .. ولكِن والدي يمتنع أمام إخوتي من أجل مشاعري ويأجِّل الخروج في يوم آخر ..
ثم حاولوا بي أن أخرج معهم ووافقت من أجلهم ليس من أجل نفسي .. كنت أشعر بالخوف والتوتُّر ذهبت معهم وكنت أمشي وأنا لا أشعر بخطوات قدماي ..
وبدأ الإستكشاف من أعين الناس . وتلفظ بعضهم بكلمات قاسية ووقحة ..
لم أستطع أن ألعب كباقي أخوتي . كنت فقط أنظر إليهم من بعيد ..
بعدها بسنة فكّرت أن ألعب ولكن كانت هناك فكرة أن أغطِّي وجهي بالشماغ لكي أمارس حريّتي ..
ركبت لعبة السيَّارة , شعرت بالراحة والفرح بأن ليست هناك عدسات بشريَّة تراقبني , وفجأة إصطدمتني سيَّارة من خلفي وفجأة سقط شماغي وعقالي ..
ووقفوا الأطفال بسيَّاراتهم متفاجئين من وجهي وشكلي وإلتفت حولي ورأيت كل الناس عمّهم الصمت يتهامسون ..
وبسرعة تركت السيَّارة وشماغي وعقالي وهربت سريعاً بالخروج من الساحة .. وكانوا الأهل ينادوني إلى أن ذهبت إلى بعيد من غير لا أشعر .. إلى أن ضعت ..
أضعت مكان أهلي حاولت أن أسأل لكني لم أستطع خوفاً من تجريحي ..
وبعدها سمعت صوت المايكروفون بمناداة إسمي أن أتوجه إلى الباب الرئيسي إلى أن وصلت وقاموا بتوبيخي ..
تغيَّرت شخصيتي لم أكن ذلك الطفل الذي كان في بريطانيا .. أصبحت شخصيتي مهشَّمَة من مجتمعي , أصبحت كثير الإنطوائيَّة وكنت أتناول الطعام بعيداً عن أهلي بسبب أصبحت لديَّ عقدة من شكلي ..
وحينما أعود إلى بريطانيا لإكمال مواعيد عمليات التجميل هناك , أعود على ماكنت عليه من شخصيتي الجميلة والمرحة فتعود الثقة إلى نفسي ويستقبلونني هُناك بالإحترام والتقدير ..
إكتشفت بداخلي حبي للموسيقى , وعزفت على البيانـو فقد كنت أحب هذه الآلة , ثم توجّهت إلى آلة العود وهي أصعب شيء لأناملي , ولكن لحبي لكوكب الشرق منذ صغري ورياض السنباطي تحدّيت هذه الآلة وعزفت أرقى الألحان وأصعبها بإصبع واحد فقط .. لينبهر الكثير مني بإستغراب , ثم توجّهت لآلة الكمان وهي أصعب من العود وتحدّيت هذه الآلة وأجدتها بالألحان التركيَّة ..
ثم إكتشفت نفسي أجيد تأليف الموسيقى ومجال التلحين .. وبعدها هوايتي للتصوير والإخراج . والكتابة والفضل يعود لإنطوائي عن الناس ..




King Of A.R.T

أصبحت في كل المدارس معروفاً بريشتي وكانت لي بصمة واضحة في كل لوحة .. رفعت رؤوس الكثير من المدارس وحزت على جوائز كثيرة على مستوى المنطقة الشرقيَّة وكانوا لي متابعين من خارج المدرسة .. ولكن كانت الجوائز تذهب للإدارة وأنا لا أحصل على شيء , فقط كلمة شكر يلقونها في طابور الفصل ..
كان إسمي يمر كل أسبوع أو كل شهر بإنجازات لوحاتي في بعض المعارض , ومن بعدها توقَّفت عن العطاء ..
كنت أدعي نفسي بـ لقب Bad Brush
" صاحب الريشة السيئة " رمزاً لي كتحدِّي للرسَّامين من الطلاَّب ..
أصبحت أجرب رسوماتي على الطاولات وأبواب الفصل والسبّورات .. وكان المدرِّس حينما يتفاجأ ويغضب من هذه الرسومات يعرف بأنها لي ..
تمرَّدْت كثيراً وشاكست وأصبحت شخصيَّة أخرى ..



( صاحب الظل الطويل )

بعدها بأشهر كانت تأتيني جوائز من شخص مجهول الهويَّة يعطيها المدرسة لإهدائي تقديراً على رفع رأس مدرسة منطقتي ..
تفاجأت بمدير المدرسة يلقي بالمايكروفون كلمة شكر وتقدير وكنت دائماً أسهى في الطابور لا ألقي إهتمام بأي شيء ونظرة البرود وعدم المبالاة إلى أي شيء فقال :- فاليتقدَّم الفنَّان ( عبدالله العوَّاد ) إلى المنصَّة لإستلام هديّته ..
إستغربت وكل أنظار الطلاَّب إلتفتت إلي ..
( إيه مين قدِّك عبدالله , أوووه الله لنا .. إيه من حقِّك يافنَّان , يارسَّام .. يالخطيـر )
كانت هذه الكلمات التي أسمعها ووجهي غير مبالي ..
لشعوري بالإحباط بعد جهد كبير لرفع كثيراً من المدارس ..
أخذت هديّتي وهي عبارة عن ( ألوان ماركات باهضة الثمن وكرَّاسات وشهادة شكر وتقدير ورسالة تحتوي بها أن أعود إلى ساحة معركة المنافسة لرسَّامين المدارس ) ..
سألت المدير وبعض المدرّسين من صاحب هذه الهديَّة لكي أشكره , إمتنعوا بالجواب لشرط صاحب الهديَّة أن لايخبروني عن إسمه ..
أخذت المايكروفون وشكرته ونزلت من المنصَّة وأعطيتها المدير لكي يعطيني إياها في حال خروجنا من دوام المدرسة ..
أصبحت أفكِّر بهذا الرجل وسألت الكثير عنه .. ولكن دون جدوى ..
سمعت بأنه يحضر إلى معرض مدرستي بشخصيَّة مجهولة وغامضة لحضور رسوماتي ..
سعدت كثيراً بذلك برغم أني لم أعرفه لحتى الآن , ولكن بعد جهد كثير من البحث . سمعت بأنه من منطقة ( حزم أم الساهك وصديق له من منطقة " أبو معن " ) ..
حزنت قليلاً بأن هذا الذي يدعمني ليس من منطقة الدريدي أو مِن أم الساهك ..
ولكِن كان فخراً لي بأن لديَّ معجبين ومتابعين لفنِّي ..





( ضجيج حرم المدرسة )

وجدت الكثير مِن عداوة بعض الطلاَّب من غير لا أعلم ..
فكانت تُسرق كرَّاساتي ورسوماتي ومحاولة تقليدها , ولكِن يبقى الأصل رغم الفرع وإن حاولوا كنت محسـوداً بريشتي ..
كنت أعود بعد فترة الفسحة أجد كرَّاستي قد سُرِقَت من طاولتي إلى درجة أصبحت لا أحملها معي في حقيبتي مرَّة أخرى , تعرَّضت برسائل تهديد بداخل طاولتي , وجواسيس مكوَّنة مِن قروبات ..
كنت لا أهتم بهذه الرسائل ولا أحتفظ بها , فقط كنت أمزّقها وأرميها في القمامة ..
حاولوا تشويه سمعتي بشتَّى الطرق , فكنت أحضر معي كرَّاسة خالية من رسوماتي . وكان هذا الشيء يغضبهم لأرى بها خرابيش وبعض من قطرات العصير عليها ..
كانت مراحلي المتوسطة والثانوية بالنسبة لي مؤلمة ولكن تحتوي على الكثير من إنجاز رسوماتي ..
وكنت أمتلِك شخصيَّة هادئة وأحياناً مرحَة .. كان لدي أصدقاء وكان لدي معجبين , كنت شخصيَّة غامضة رغم وضوحي مع الناس ..
كنت لا أعرف أن أتناول فسحتي حينما أرى بعض من الطلاَّب الفقراء ليس لديهم مالاً لكي يأكلون , كانوا فقط يأتون كفاحاً للعلم ..
كنت أخجل أن أتناول فطوري أمامهم .. كنت أخجل أن أرتدي ثوب جديد وصديقي ليس لديه مايرتديه محتفظاً بثوبه القديم ..
كنت أفكِّر هل أشتري بعض الفطور لمن أراهم لا يتناولوا فطورهم يومياً أمام عيني؟! ..
شعرت إن فعلت ذلك ستكون فكرة سخيفة .. وربما سأجرحهم ولهذا أصبحت أتناول فطوري بعيداً عنهم وأحياناً لا أأكل حرصاً على أن أشعر مايشعرون به ..
وجدت الإحساس صعب , كنت كثير الإحساس بالآخرين كانت الدمعة سهلة السقوط من عيناي رغم تكتّمي ..




( معاناتي في إكمال العلاج )

بعدما كبر سَن الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله .. أهملتني الجهات المسؤولة عن علاجي وقدَّمت أوراق موعدي في بريطانيا إلى وزارة الصحَّة وكان ردّ جوابهم لم أكن توقّعها قائلاً لي:- أمر الورقة التي لديك أصبحت عديمة الفائدة أو بالأحرى منذ أيام الفراعنة , فحاول أن تجدد الأمر مرَّة أخرى ..
تفاجأت وانصدمت من تعامل هذا الموظَّف وسألته :- هل أنت بكامل قواك العقليَّة لكي تقول بكلام خطير لست بصاحبها؟! ..
فلم يجاوبني ..
أرسلت أوراقي مع وزارة الصحة مرَّة أخرى بضرورة علاجي وأخذت أوراقي سنة ونصف السنة وفات موعد علاجي لأنصدم من جهات مسؤولة في وزارة الصحَّة أن أكمل علاجي في مستشفى الملك فيصل التخصّصي , لم أقبل بذلك فقد تعقّدت من المستشفيات في السعودية فهم من دمّروا حياتي ..
حتى كنت أتذكَّر إنزعاج الدكتور المتخصص بعلاجي في بريطانيا سائلاً والدي :- في أين أولى عملياته أجريتموها له ؟ ..
فقال :- مستشفى الملك فهد الجامعي التعليمي بالخبر والتخصصي ..
فقال منزعجاً :- لقد عقّدوا عملياته وأصبح جلده مشدوداً بسببهم أين ذهبوا بباقي جلده , وكيف لديهم الجرأة بعملية الترقيع في جلده .. فرجاءاً لاتعالجوه مرَّة
أخرى هناك إلى أن نبحث له عن إختراع جديد لإكمال علاجه فدراسة وضعه تحتاج إلى 10 سنوات ..
----
بعد الـ 10 سنوات , حاولت أن أعود إلى بريطانيا .. ولكن حكم القوي على الضعيف .. رضيت أن أكمل علاجي في مستشفى فيصل التخصصي بالرياض بعدما أصر دكتور التجميل هناك بأنه قادر على علاجي . فقد دمَّر حياتي بإمكانه أن يكتب تقرير عن صعوبة الأمر . ولكنه يريد أن يقوم بتجاربه بي ..
ذهبت هناك وأجرى لي عمليَّة بيدي اليمنى فقد لإصبع إبهامي , كانت عملية سخيفة بالنسبة لي أخذت 16 ساعة وصلت إلى مرحلة الخطر بسبب زيادة جرعة المخدَّر بجسدي , أصبحت بعدها بغيبوبة .. وبعدما صحوت من هذه الكارثة .. رأيت يدي وتألَّمت كنت أعاني من آلام حادَّة وأعطوني أدويَّة مهدئَّات لكي لا أشعر بالألم وبعدها إكتشفت فخذي ..
فخذي قد قطعوا جزءاً كبيراً من جلدي عانيت بآلام حادة لدرجة أبكي بهستيريا على خلق الآلام لي والعذاب غير تدمير يدي مرَّة أخرى ..
مكثت شهرين أعاني من الآلام .. أصبحت لا آكل ولا أنام من صدمتي النفسيَّة .. كنت أدعي على الظالمين في وزارة الصحَّة بما فعلوه بي ..
بعدها أتى إلي الدكتور وسألني :- ماذا باقي تريدنا أن نفعل بِك ..
كان سؤالاً فعلاً إجراميّ المعنى ..
فقلت هل تريد أن تمزّقوا وجهي وتمارسوا به أبشع أعمالكم؟! ..
فقال بكل برود ووقاحة :- أعتذر لا أستطيع أن أكمل علاجك فعمليَّاتك معقَّدة ..
نظرت إليه بغضب شديد :- ماذا تقول؟؟؟!!! .. بعد كل هذا تقول هذه الكلمات بسهولة؟ إذاً لماذا لم تجعلني أن أواصل علاجي في بريطانيا .. أنتَ دكتور وقح وسخيف تباً لك دمّرت مستقبلي كيف سأتحمَّل سخافة مجتمعك كيف سأصبر على عقولكم النتنة ونظراتكم القذرة ..
تباً لك أعد إلي أحلامي . أعد إليَّ أيامي .. أعد إليَّ مستقبلي لقد دمّرتوه .. أقسم لك لن تخرج إلا تنتهي من كتابة تقرير إكمال علاجي في بريطانيا ..
قال بكل برود رغم خوفه من ردَّة فعلي :- أنا الآن إنتهى فترى دوامي سأكتب لك التقرير غداً..
نهضت من سريري رغم إحساسي بألم كبير كان سيفقدني الوعي :- ستكتب الآن رغماً عن أنفك .. لقد سئمت صبري وإحتمالي لن أدعك تخرج من هنا إلى حينما تنتهي من كتابة التقرير ..
خاف الدكتور من الفضيحة إن لم يكتب لي التقرير وشعر بتأنيب الضمير وأنا أبكي على حالي وعلى ظلم ما أراه وماجنوه في حقي ..
فكتب في نهاية التقرير أعتقِد بأنه يحتاج أن يكمل علاجه في نفس المستشفى في بريطانيا , وحينما قرأت أنا هذه العبارة .. أ‘طيته الورقة مرَّة أخرى وقلت له :- أعد كتابة صيغة التقرير مرَة أخرى واحذر لإنتقاؤك الكلمات فاكتب من الواجب علاجه في نفس المستشفى التي يتعالج بها من بداية مرحلة علاجه ..
كتب الدكتور مرَّة أخرى ولكن كتب ( أرى من المستحسن ) فكرهت سخافته وأخذت الورقة وقلت له : لاتتحرَّك من مكانك إلا بعد توقيعك لترجمة ورقتي وختمها ..
ذهبت بأوراقي إلى موظف الترجمة
في مستشفى الملك فيصل وأمرت بترجمتها حالاً فقال لي الموظف :- تعال بعد غد ..
قلت له :- لن أبرح مكاني أريد الترجمة باللغة العربية والإنجليزيَّة حالاً لو سمحت الأمر خطير وضروري ..
بعدها إنتظرت ساعتين لترجمة الورقة لكي أعود بعدها إلى الدكتور ووقّعها وطلبت الختم من موظف الترجمة مرَّة أخرى ..
شقيت وتعبت لكي أطالب بحق أخذه مني الدكتور ..
وذهبت بأوراقي مرّة أخرى إلى وزارة الصحَّة ليأتيني أمر علاجي بعد أشهر طويلة كالعادة لأنصدم بعلاجي في مستشفى القوَّات المسلَّحة ..
كسرت كل شيء أمامي مزّقت أوراقي وصوري وكل شيء حتى رسوماتي كرهتها ..
تعبت كثيراً من بعد طول إنتظار لأكمل علاجي لأتفاجأ بهذه الأخبار السيئة ..
أصبحت أكره الدراسة وأهملتها .. أصبح لديَّ شرود وتفكير وخوف من مستقبل صحّتي ومستقبل حياتي ..
أصبحت أرسب وواصلت لكي لا أفشل ولكن دون جدوى إلى الصف الثاني ثانوي , وبعد ما أتت أوراق إختبارات النصف الأول لم أكمل الورقة ورميت قلمي وورقتي وإندهش المدرِّس من ردّة فعلي والطلاَّب وخرجت من المدرسة ولم أكمل إختباراتي وأخذت حقيبتي لكي أذهب إلى الرياض معلناً عدم الإستسلام بعلاجي ..




( معاناتي مع الجهات المسؤولة )

ذهبت إلى جريدة الرياض لأشكي عن حالي بعد ضعف دمَّر جسدي , وتحدَّثت مع الصحفي عن تماطلهم بعلاجي في بريطانيا .. وكتب عني وطلب مني أن أرسم الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله كان في وقتها ولياً للعهد , فقلت للصحفي بأني أصبحت أكره الرسم لا أعرف أن أرسم فطلبني أن أحاول .. فرسمت الملك عبدالله أجمل رسمة رسمتها بحياتي بالقلم الرصاص فقط ..
ونشرت الجريدة خبر قصة حياتي وعن منعهم إكمال علاجي , ولكن بصيغة أخرى وكأني أنا المتهَّم ..
وعرضت الجريدة فقط عني في آخر صفحة الجريدة وكانت مجرَّد سطوراً بسيطة .. برغم بأن هناك أفضل من حالي بكثير كتبوا عنه كل صفحة الجريدة عن معاناته ..
ونشروا عن حياتي في يوم الخميس رغم بأني قد طالبتهم بأن ينشروا الخبر عني في وقت دوام الموظفين كالأيام العادية وليست في أيام الإجازات الأسبوعيَّة ..
لم يتصل بعدها أي مسؤول أو أي أحد .. ومنهم من أتصل وقال سنساعده للعلاج وكانت مجرَّد فقط وعوداً كاذبة ..
إتصلت سيّدَة على الجريدة تدعى بأم عبدالله تريد أن تساعدني بمبلغ بسيط من المال ورفضت ذلك ..
فكان طلبي أريد أن أكمل علاجي لكي أستطيع مواصلة حياتي وتقبّل المجتمع لي للحصول على وظيفة ..
بعدها توّجهت بالجريدة إلى قصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز , وعانيت هناك من الوقوف من الصباح إلى وقت العصر فقد منعوني رجال الأمن بالدخول أو وصول فقط الجريدة إلى الملِك , رغم بعضهم أقل مني ظروفاً وأفضل مني حالاً قد دخلوا عليه وهناك عنصريَّة قبليَّة إستفادت من لقاء الملك .. وأنا عانيت من التعب ومن ضربة الشمس فقلت للعسكري :- فقط أدخل الجريدة جزاك الله خير فأنا لا أريد سوى العلاج وإن أتاني المال أعدك بأنها ستكون لك ..
أنا لا أريد مالاً أنا عزيز نفس لا أرضى بالذلَّة ..
رفض بدخول جريدتي فقد كان قاسياً ليس لديه شفقة ..
وبعدها أتى رجل ماذا أراه من معاناته فقد كانت
معاناته لاشيء وأدخله حينما عرف بأنه ينتمي من أي قبيلة ..
إنصدمت من هذه الحركة وصرخت بأعلى صوتي :- حرام عليك يا أخي حس .. ماتستحي إنت على وجهك ايش هذا عنده مثل ماعندي علشان تدخله؟! .. أنظر إلى حالي أنظر إلى معاناتي غير أني رسمت الملك بيدي .. أنظر إلى الجريدة ركِّز عليها ..
قال بكل وقاحة :- الله يشفيك ..
وقلت له :- هذا الذي قدرت عليه؟
ثم نظر الجريدة عسكري آخر وقال :- هل أنت الذي رسمته؟ ..
قلت والدموع قد جرحت وجهي :- نعم نعم أنا الذي رسمته .. هل كان إهتمامك بالرسمة أم إلى معاناتي؟! ..
لم يجب علي وأخذ الجريدة وذهب بها إلى الداخل ليعطوني بعدها موعداً في ثاني يوم صباحاً في الساعة 8 وذهبت إليهم ونادوا بي .. فرحت وقلت أتى الفرج من الله , سخر الله لي عباده الصالحين ..
حضرت صباح اليوم التالي , متحمِّساً بأني سوف أدخل على الملك لأحكي له معاناتي .. سيغطي تكاليف علاجي وأستطيع بعدها إجراء كل عمليّاتي لأواصل حياتي بعدها وسيتقبّلني مجتمعي المتحضِّر وسوف أتوظَّف وأبني مستقبلي ..
أذنوا لي بالدخول وطلبوا مني أن أجلس في قاعة الإنتظار .. تخيّلت كيف سأتكلم مع ملك الإنسانيَّة وأحكي له كل شيء ..
أتى إلي رجل يرتدي عباءة سـوداء وسألني :- أنت عبدالله العوَّاد الذي رسمت الملك عبدالله ؟! ..
فقلت له :- نعم انا هـو ..
وذهب وأتى إلي أكثر من 3 أشخاصاً يسألوني نفس السؤال وأنا رافعاً حاجباي من إستغرابي ..
بعدها أتى إلي صاحب العباءة السحريَّة وقال لي :- تقدَّم هنا تعال وقِّع ..
وسألته :- أوقِّع على ماذا؟ هل سأرى الملك عبدالله ؟ متى سأدخل عليه ؟! ..
إبتسم إبتسامة سخرية وقال :- قال تدخل عليه قال ..!! الملك عبدالله إنعجب بلوحتِك وإشتراها منِّك . تعال وقِّع على هذا الشيك..
قلت له :- لا أريد مالاً أريد إكمال علاجي في بريطانيا وأنا أعطيتكَ أوراقي وتقاريري الصحيَّة وغيرها لوحتي , وقصّتي التي في جريدة الرياض ..
فقال :- هل تريد الشيك أو لا؟ ..
حزنت وإكتفيت بأن آخذ القلم لكي أوقِّع من غير لا أرى ماهو المبلغ بالشيك , وقَّعت وأنا مغمضاً عيناي , فقال:-
لماذا توقِّع وأنتَ مغمض العينين ؟! ..
فقلت له :- أعلم بأن المبلغ إن كانَ كبيراً سيغمى علي في قاعتكم الموَّقرة فمن المستحسن أن أرى الشيك خارج قاعتكم لكي يحملونني الناس إن فقدت الوعي –

ههه ..
وقَّعت على الشيك وذهبت به إلى الخارج . فتحت عيني وأنا أسمِّي وأبارك , فكان المبلغ ( 10 آلاف ريال سعودي )
لم أعلِّق على شيء , كنت أظَّن بأني سأحصل على مبلغ كبير لكي أكمل علاجي أو سأعمل بمشروع صغير يدير حياتي لأني أعلم لن يتقبّلني المجتمع ليوظّفونني ..
حمدت ربي وشكرته كثيراً فالقناعة كنز لايفنى ..
ذهبت بالشيك إلى البنك وكان هناك طابور أحتاج إلى وقوف عدّة ساعات لكي أصرفه , ونظرة الناس كانت تزعجني . فتوجّهت إلى مدير الفرع ودخلت عليه :- السلام عليكم .. ممكِن طال عمرك تخدمني أصرف هالشيك لأن وضعي وظروفي ماتسمح لي أوقِّف في الطابور وغير نظرة الناس لي تزعجني وتسبب لي الإختناق ..
فرحَّب بي وطلب مني الجلوس , ثم أخذ ينظر إلي قاطباً حاجبيه , كأني رأيتك من قبل ! ..
سألته :- أين ؟ ..
حاول أن يتذكَّر , فقال :- ..نعم نعم في جريدة ولكن لا أعلم أي جريدة
فقلت له :- الرياض ..
فقال :- نعم .. هاه هل وجدت نتيجة وإتصالات؟! ..
ضحكت , وكتمت حزني وقلت له :- إن شاء الله خير إلى حتَّى الآن لم أجد مساعدة في علاجي .. ممكِن تصرف لي هذا الشيك ؟! ..
فقال لي :- من عيوني .. أعطني رقم هاتفك لو سمحت لكي أحاول مساعدتك في علاجك أو توظيفك ..
فرفضت ذلك وبعدها تردَّدت وأعطيته رقمي .. ولم أجد منه إتصالاً ولا شيء , أعلم بأن هناك الكثير يضرب صدره لي من غير أن أطلبه ليعطيني وعوداً كاذبة ويعلِّق بي الأمل إلى وقت غير معلوم ..
صرفت الشيك وشكرته كثيراً وخرجت لكي أواصل رحلتي الطويلة للبحث عن الأمل المفقود . توّجهت إلى إمارة الرياض ولم أجد نتيجة , ثم إلى الأمير الوليد بن طلال ولم أجد نتيجة فكل قصر أمير هناك
جنوداً ومسؤولين أعظم من سـور الصيِّن العظيم هم دائِماً العقبة أمامي لكي أدخل على الأمراء أو لكي تصل أوراقي لهم , وكانت لاتصل إليهم كانوا يمنعوها العسكر ومن تحتهم .. كانوا يحسدون الرزق قبل أن يصل ..



( مرحلة اليـأس )
وصلت إلى مرحلة اليأس , بعد تعب دام سنين ..
تعبت من الوقوف أمام القصـور , وأمام الإمارة . وركوب الليموزينات ومشي الكيلو مترات تحت الشمس , وأنام أحياناً في الليل خارج سور القصر لكي أنتظر نتيجة .. ليس لديَّ بعدها ما آكله ولا أشربه ..
إلى أن أتى الفرج أن أذهب للمنطقة الشرقيَّة لآخذ مبلغ الـ3 آلاف ريال ( سنوياً فقط ) وضعوني من ذوي الإحتياجات الخاصة والمعاقين . وأنا لست من ضمن هؤلاء الأسماء ولا أرضى لنفسي أن أكون ذلك ..
فليس لديَّ إعاقة ولست متهَّم من ذوي الإحتياجات الخاصة ولكن مجتمعي إتّهمني بهذا المسمَّى ..
أخذت المبلغ الـ 3 آلاف ريال لكي أواصل مسيرتي للبحث عن أمل علاجي وأن أتوظَّف ..
ولكِن دون جدوى , وقلت سأذهب بأوراقي الصحيَّة مرَّة أخرى إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لأسأل الطبيب هناك ماذا أفعل بتقاريري , هل أعلقها أو أبلّها وأشرب مائها ! ..
فسألته :- هل أذهب بها مرًّة أخرى إلى وزارة الصحَّة ؟
فضحك وقال :- لن تساعدك وزارة الصحَّة بشيء إذهب بها إلى الأمير عبدالعزيز بن فهد . كلي ثقة بأنه الرجل المناسب..



نظرت إليه بنظرة باردة لأني أعلم ماذا سيفعلون الجنود القساة هناك ..



ولكن قلت سأجرب فهذه المرَّة الأخيرة ..



أخذت بالجريدة ذهبت إلى قصر الأمير وكالعادة يمنعوني الجنود من الدخول ويدخلون من لديهم واسطة ومن يعرفونه عليه ..



تعبت من الوقوف تحت الشمس فكنت واقفاً من الـ 9 صباحاً إلى الـ 2 ظهراً ..



فطلبت من الجندي أن يرحم حالي فقلت له :- لا أحتمل أن أذِّل نفسي إلى أحد , إفعل هذا الشيء لربّك ولآخرتك لا أريد سوى العلاج .. حالتي صعبة سأموت إن لم أتعالج ..



لم يحركه ساكن ..



إفجرت من البكاء بسبب التعب فقد وصلت إلى درجة اليأس والظلم ومعاملتي القاسية وقلت :- حرام عليكم ياناس ربي راح بيعاقبكم ياويلكم من الله فيني ..



وإذا هناك موظَّف رأى الجريدة من الداخل فأمرمهم بدخولي ..



ودخلت وأنا أمسح وجهي من التعب ومن الدموع ..



وطلبت كوباً من الماء بسبب نقص جسمي من السوائل ووقوفي الطويل على قدماي في الخارج ..



حاولت أن أرتاح من غير أن لا أتكلم ..



فسألني أن أعطيه الجريدة , أعطيته الجريدة ويداي ترتجف من التعب .. وألقى نظرة عليها وابتسم :- أنت الذي رسمت الملك عبدالله ؟! ..



فقلت :- نعم , وكان التعب على وجهي ..



فقال :- ماذا تريد من الأمير ؟ ..



فقلت له :- أريد أن أعود إلى بريطانيا لإكمال علاجي ..



وشرحت له رحلتي الطويلة لكي أبحث عن العلاج ومماطلة الجهات وغير ذلك الجريدة لم تفعل أي نتيجة ..



فقال :- إذهب وانتظر مننا إتصال ..



خرجت من مكتب الأمير وأنا أعلم مجرَّد وعوداً كاذبة ..

فقلت :- يارب الباقي عليك لقد سعيت وفعلت المستحيل فيارب الباقي عليك ..



أتاني إتصالاً من مكتب الأمير عبدالعزيز بن فهد يسألوني إلى أي بلد أريد العلاج فيه , فقلت لهم بريطانيا فقالوا له بأني أستطيع أن أجوب العالم في أي مكان أريد العلاج , فقلت لهم نفس جوابي لأنه المكان الوحيد الذي يستطيعوا علاجي ..



وبعد 9 أشهر أتاني إتصال منهم للإستعداد وأن أذهب إليهم لآخذ المبلغ للسفر ..



ذهبت وأعطوني شيكاً بـ ( 20 ألف ريال )



عملتنا ليست قوية أمام العملَة الإسترلينيَّة ولم أسألهم عن المسكن والمشرب هناك , كنت أظن نظامهم كنظام علاجي على حساب الملك فهد يرحمه الله ..



وسافرت وكلي سعادة عاد الأمل إلى حياتي .. ذهبت إلى دكتورة الملحق الصحّي السعودي هناك وتفاجأت وفرحت برؤيتي بعد 15 سنة , فهي لم تتغيَّر رغم بأني قد تغيّرت كثيراً عندها من ملامحي ..
أخذت هناك شقَّة بسيطة حاملاً معي المواد الغذائية قد إشتريتها من السعودية لكي لايذهب مالي كنت خائفاً من غدر الأيام بي ..
فكل هناك غالي , وقد ذهبت في فترة الصيف ليس كالعادة أذهب إلى فترة الشتاء .. غلاء الأسعار في بريطانيا في الصيف جداً رهيبة ..
ذهبت بعدها إلى أفضل دكتور في العالم كان هناك في مستشفى لندن كلينك عقد لفترة محدودة ودخلت عليه وإبتسم بعد فحصي وقال :- ستكون أفضل بـ 98 % ..
إستغربت وفرحت كثيراً فهي نسبة كبيرة غير النسب التي أسمعها في مستشفى الملك فيصل كـ 10% أو 5% وأقل ..
..
ولكن طلبَ مني أن أذهب معه إلى الغرفة لكي يفحص جلدي ووجد جلدي مشدوداً , وقطب حاجبيه قائلاً :-
المسألة معقَّدة هنا , يجب أن أجد حلاً لاتخف .. سنحاول الآن بأن نعدل بشفتاك على عدَّة 5 مراحل . تعال بعد 3 أسابيع القادم لنبدأ العمليَّة ..
بريطانيا للعلاج فقط وليس لدي وقت للترفيه والسياحة ..

بعدما أجريت الجراحة بشفتاي .. باقي 4 مراحل لأكملها
لم يتوقف الدم من شفتاي وقالوا لي المستشفى أستطيع الآن أن أعود إلى شقّتي لأتابع المراحل الباقية بعد أسبوع .. نقص مالي فلم يعد شيئاً وغير ذلك أرخص شقَّة وجدتها بـ 700 جنيه إسترليني في كل 4 أيام ..
إستغربت بأن ليس هناك مبلغاً غير الـ عشرين ألف ريالاً حينما سيطول مدَّة علاجي وذهبت إلى دكتورة الملحق الصحّي وشرحت لها وضعي وقالت:- إبحث لك عن واسطة في الرياض فليس لدي ما أساعدك ..
تفاجأت من ردَّة فعلها وتوّجهت إلى السفارة واستقبلت السفير في وقتها حينذاك الدكتور / غازي القصيبي ..
كنت أرتدي قناعاً طبياً حولي شفتاي لأن الدم لم يتوَّقف وسألني عن القناع فقلت له بسبب العمليّة .. وبكيت بأني لم أعد أحتمل هذه الطريقة التي فعلها ماتحت مكتب الأمير من غدر وتخّلي الدكتورة للملحق الصحي ..
وأعطاني ظرفاً يحتوي على 1500 جنيه إسترليني ..
وسألته هل أعود بعدما تكتمل النقود فقال لانستطيع مساعدتك فهذه مساعدتنا فقط لك ..
ذهبت إلى المستشفى وقابلت الدكتور وقلت له عن وضعي وقال تحتاج إلى سنة ونصف ليكمل لي العلاج ..
فقلت له ليس لدي مال كافي ماذا أفعل .. فقال لن تراني مرَة أخرى فهذا من حسن حظّك بأنك موجود الآن هنا ..
فطلبته أن يساعدني فأعطاني موعداً أن أعود إلى السعودية ثم أعود إليه بعد 6 أشهر .. خفت من جديد بأني لن أعود إلى بريطانيا بعدما تعبت سنين لكي أتعالج .. فتوكّلت على الله ..
وذهبت بعدها إلى دكتور الملحق الصحي وحكيت لها القصة .. وتخلّت عن مساعدتي وقلت لها سأعود وقالت لي لن تعود وتحدّتني في أنها لن تساعدني بدخولي بريطانيا مرة أخرى ..
وقلت لها :- الله أكبر منك وسأعود إن شاء الله , الآن علمت لماذا أبي يكرهك لأنك ليس في قلبك ذرَّة رحمة ..
حينما عدت إلى شقّتي متعباً والدموع لم تتوقَّف ..

أخذت بحقيبتي للعودة إلى الوطن وعلاجي لم يكتمل في ظرف فقط أقل من شهر عانيت من أحداث كثيرة , وكان الواقي على وجهي ..
.. نقص مالي فلم يعد شيئاً وغير ذلك أرخص شقَّة وجدتها بـ 700 جنيه إسترليني في كل 4 أيام ..

تحطّمت آمالي وأحلامي وكل شي إنهدَم أمام عيني ,
كسرت كل شيء أمامي رميت حقيبتي وملابسي . أصابتني هستيريا بسبب سخافتي وغبائي ..
حاولت أن أهدأ , ولكن كيف أهدأ بعد سنين أجري لمعاملاتي وتكبدت العناء لأتمم علاجي , ذهب كل شيء هباءاً منثوراً لرحلة لم تدم أقل من شهر !!!! ..
وعملية من أصغر العمليات وباقي الكثير لأجريها !!! ..
تثاقلت قدماي حاملاً حقيبتي وكلّي إحباط ويأس , فليس لي إلا البكاء , حينما ذهبت قبل أن أركب الطائرة .. نظرت خلفي إلى بريطانيا , كيف لي أن أتركها بهذه السهولة بعد حرب إثبات وجودي لكي أكمل علاجي ..

عدت بعدها إلى المملكة ..


يتبع

<<<



__________________

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 18-07-09, 12:22 AM   #3

اوان الورد
عضو شرف

 
الصورة الرمزية اوان الورد  







قلق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


اي وبعدين؟؟ اندمجت ويه القصه

__________________
والله واخذكم الموت ياأحباب

اوان الورد غير متصل  

قديم 18-07-09, 12:41 AM   #4

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


( العـودة إلى الـوطََـن )




أخذت بأوراقي لمكتب الأمير وانتظرت سنة ولم يجيبوا علي وذهبت بعدها إلى جريدة الجزيرة لأشكي لهم القصة وبأني لم أعد أريد علاجاً فقط إنتهيت من هذه المسألة وكتبوا الجريدة عكس الكلام الذي حكيته لهم وكأن مابين السطور بأني أنا قد لعبت بالمال ..
لم يذكروا بأنهم أعطوني 20 ألف ريال لكي يضحكوا عليهم العالم .. فقط ذكروا بأنهم أعطوني مبلغاً لم يكن كافياً لإمضائي هناك سنة وبضعة أشهر ..
طلبت من الجريدة بأني أبحث عن وظيفة لكي أكمل حياتي وأعيش ..
إتصل مكتب الأمير على الجريدة وغضبوا بكتابة بأني قد فقدت الأمل بالعلاج وأني الآن أريد فقط الوظيفة وقالوا لي بأنهم سيتابعوا موضوع علاجي وسأعود إلى بريطانيا . وبعدما أتاني الخبر من الجريدة إتصلت عليه وقالوا لي :- ليس لك عندنا شيء ..
!!!


----

( مستقبـلي وحياتي هدمها مجتمعي )


تركت أمر العلاج ولم أعد أفكِّر به , وتوّجهت بمكافحتي للبحث عن وظيفة لكي أتعيَّش بها ..
ذهبت كثيراً إلى الإمارة وماطلوا موضوعي ومن ثم إلى مكتب العمل وماطلوا موضوعي أيضاً كلها في وضع الإنتظار ..
تقدَّمت مع أصحابي للبحث مع وظيفة وهم أقل مني شهادة وخبرة وتوظّفوا وأنا لم يوظّفوني بحجَّة بأن مظهري الخارجي لايؤهلّني .. نعم كان هذا جواب كل مدير يقولها لي بوقاحة وهو يعلم بأن هذا ماكتبه الله لي وبأن هالشيء ليس بذنبي وكأن دينه ليس بالإسلام لم يقولوها لي في الغرب لكي أسمعها من مجتمعي ..
توظّفوا أصحابي وتزوّجوا واشتروا لهم بدل السيَّارة سيَّارتان وأنجبوا الأطفال وأنا على حالي إلى أن أصبحت بلا تفكير وبلا شيء ..
شككت بنفسي بأني لست بإنسان .. لدرجة كرهت نفسي كثيراً .. عدت إلى بيتي بعد سنين طويلة كنت أحارب من أجل صحّتي ومستقبلي في الرياض .. عدت إلى بيتي محطَّم , مكسور . لم أعد أشعر بتذوّق الأشياء ..
بعدها حاولت أن أرضى على ما أنا عليه بدون شيء .. وكثير من يقول لي لماذا لاتذهب إلى الأمير الفلاني لماذا لاتذهب إلى الشخص العلاّني لماذا لاتذهب إلى الجمعيّة الخيريَّة لماذا لاتذهب إلى الجريدة الفلانيَّة ..
وكان يسود حياتي الصمت بلا إجابة عليهم , مجرَّد السكوت . فقط أتأمل وأتأمَّل , أنتظر قراراً من السماء ..
بعد سنوات كثيرة أصبحت أشعر بألم في قلبي ذهبت لكي أفحص فكانت الأشعة والتحاليل وكل شيء سليم ..
إنجرحت في المرَّة الأخيرة من أذيَة الناس لي , وأحسست بنوعاً من الصداع .. لم أستطع أن أرى شيئاً مجرَّد غشاوة أمام عيني .. لم أستطع التنفّس أو حتَّى أقف على قدماي , أصبحت خطواتي متثاقلة لأذهب بسرعة إلى الداخل عند أهلي لأسقط عليهم.. ذهبوا بي سريعاً إلى الطواريء فكنت أمر بأوقات عصيبة فكانت ضربات القلب رهيبة وتحوَّل وجهي إلى لون أصفر , بردت أطرافي لدرجة أبرد من الثلج .. كانت رجلي اليسرى ترتعش ..
عشت لحظة لم ولن أنساها .. أتى إلي الدكتور لفحص نبضات قلبي وهلع من الضربات السريعة فقد كانت خياليَّة , أصبح لديَّ النظر ينخفض . بدأ الظلام بالهبـوط على وجهي .. صرخت بسرعة طالباً الماء فقد جف ريقي لدرجة لحتى ريقي لم أستطع أن أبلعه , سارع الدكتور وهو يركض بسرعة إلى الممرضات لجلبهن لكي يضعوا لي المعدَّات الصحيَّة ..
حاولوا إدخال الإبرة في يدي ولكن لم يستطيعوا بسبب كانت عروقي ضيَّقة جداً لأن ضربات القلب السريعة لعبت دوراً في تضييقها ..
طلب مني الدكتور أن أهدأ قليلاً , لكن إزدادت حالتي سوءاً .. وأدخلوا الإبرة في المصل ..
بعد ساعة وبضع دقائق هدأت النبضات وسألني منذ متى أعاني من هذه الحالة فقلت له لأول مرَّة تأتيني هذه الحالة في حياتي وهي اليوم ..
تحسّنت حالتي وذهبت إلى البيت في الساعه الـ 3 فجراً ..
وعادت لي في السَّاعة الـ 5 صباحاً .. لم أستطع أن أقف على رجلي فذهبت حبـواً أو زحفـاً إلى أهلي لأستنجِد ..
وذهبوا بي سريعاً مرَّة أخرى ولكِن إلى مستشفى آخر ..
عملوا لي التحليل كما عملوا لي المستشفى السابق وبعض الفحوصات والأشعة فكل شيء سليم ..
شعرت بضغط برأسي وتعرَّق رغم برودة أطراق يداي وقدماي .. لدرجة أصبح الإحساس والشعور ببرودة جسمي تتصاعد .. ليجف ريقي , نبضات القلب لم ترحمني ففي كل نبضه تخرج من صدري وكأن قلبي يريد أن يخرج من مكانه .. الحمدلله دائماً ذكر الله بلساني رافعاً سبَّابتي ..
كنت أقول :- يارب لاتأخذ روحي إلا وأنت راضي عني ..
يارب , يارب .. أشهد بأنك إلهي وإله العالمين لامعبود سواك ..
أتى إلي الدكتور يقرأ بأوراقي بتمّعن وكان منزعجاً قليلاً فسألني :- ماذا يزعجك؟! ..
قلت له :- أشعر بكذا وكذا ..
فقاطعني :- أنا لم أسألك عن الحالة . سألتك مالذي يزعجك !! ..
فقلت :- لا شيء ..
فقال :- بلى . حينما حملناك على السرير كنت تبكي وتقول " حسبي الله ونعم الوكيل " .. من هم؟! ..
فاستغربت وسألته :- هل أنا قلت كذا ؟ !!! ..
إستغرب الدكتور وقال :- ألم تكن واعياً حينما قلت هذه الكلمة التي تردّدها؟! ..
فقلت وأنا منذهل :- لا والله .. الله يشهد لم أقلها ..

وذهب ليكتب عني تقريراً بأني لا أشتكي من شيء فكل الفحوصات سليمة رغم نبضات القلب قد سمعها من نفسه بأنها خيالية السرعة وإصتدامها بالقفص الصدري ..
ذهبت إلى مستشفيات كثيرة لإجراء الفحوصات فكلها كانت سليمة رغم بأني أعاني كثيراً من الحالة الغريبة وكنت أسقط طريحاً أكثر من 5 مرَّات في المستشفيات يومياً لدرجة بأنهم قد ملّوا منِّي ..
ففي كل مرَّة يحملوني كالجثَّة الهامدة مغمض العينين أذكر الله وأقول كلمة حسبي الله ونعم الوكيل وأنا أبكي
بمرارة .. من غير لا أشعر !

( حالـة غريبـة )


أصبحت لا أنام بالأسبوع إلا فقط مرَّة واحِدَة لمدَّة فقط نصف ساعة .. لم يكفيني النوم ليريح بدني وأحياناً أذهب للمستشفى أبكي شاكياً صعوبة نومي وشهيّتي للأكل ..
فيعطوني إبرة مهديء فيستغرب لا أستطيع النوم ..
ذهبت بعدها لمن يقرأ علي القرآن وشكيت له حالتي الغريبة , وبأني أعاني إن نمت في هالنصف ساعة من كوابيس مخيفة و لاأستطيع حتى أن آكل أو حتَّى أشتمَّ رائحة الأكل لكي لا أتقيأ ..
/
قرأ علي ولم يلاحظ بي أي شيء ولكنه قال لي :- أنتَ معيون ..
فضحكت ساخراً :- أرجوك لاتمزح فليس لديَّ مجال للضحك ..
فقال :- لو كان مسَّاً لعالجتك ولكن العين صعب جداً علاجه ويحتاج إلى وقت طويل ..
ضحكت عليه ساخراً مرّة أخرى :- مع إحترامي الشديد لك , أنا أؤمن بالعين ولكن لا أؤمن به أن يحصل لي . فماذا لديَّ لكي أصاب بالعين .. فلو سمحت شكراً على مساعدتك وجزاك الله خير ..
ذهبت إلى شيخ آخر , وقال لي :- أنت ممسوس ومعيون ومحسود أيضاً ..
وضحكت عليهم جميعاً ..
تواصل المرض بي وإزداد سوءاً وأصبحت طريح الفراش في البيت لا أستطيع أن أتحرَّك . ويأست المستشفيات منِّي وحوّلوا أوراقي إلى دكتور مختَّص بهذه الأمراض ..
وعمل لي الفحوصات والأشعة والتحاليل ورأى بأني سليم الأعضاء لا أشتكي من شيء ..
وطلب مني أن أحكي له حكايتي ورفضت ..
أصر بأن أحكي له حكايتي , فقلت له :- لن أضعف ولن أشكي .. فرجاءاً ليس لديَّ وقت لهذه الأمور .. أريدك فقط أن تعالجني , أريد فقط أن أعرف مالديّ ..
فقال نسبة الأدرينالين تُفرز في دماغك أكثر من نسبة إفرازها في جسم الإنسان الطبيعي بـ 16 مرَّة ..
ولابد هناك من صدمة جعلت هذه الإفرازات تفرز بغزارة في جسمك وبسبب الترسبّات التي كتمتها وصبرت عليها وتحمَّلت كل هذا لم يقوى جسمك أن يتحمّله رغم قوَّة قلبك وإيمانك وحصل هذا الشيء رغماً عنك حتى وإن قاومت ..
إستغربت .. وصمت لفترة طويلة متفاجئاً كيف وصلت إلى هالمرحلة !! ..
لن أرضى بالضعف .. ولن أقبل ..
أعطاني أدوية تقاوم هذه الإفرازات وغير ذلك أدوية مقاومة للإدرينالين ..
رفضت أن آخذها فقلت سأعالج نفسي بنفسي ..
وعدت إلى البيت لكي أصلي صلاة إستخارة .. في السجدّة الثانية إختنقت وأصابني هبوط كبير في الضَّغط بسبب أني لا آكل ولا أنام جيِّداً , وإستلقيت على الأرض أحاول تهدأة أعصابي .. وبدأ يداي بالإرتعاش والإحساس ببرودة الأطراف ناديت أمي من الخوف وهرولت إلي سريعاً فطلبت منها بآنية ماء دافيء لكي تغسل به جسمي وخاصة أطراف أصابعي , غير الشيء الغريب أن تضع لي ماءاً بارداً على رأسي بسبب الحرارة , بدأ وجهي يصفَّر ورفضت الذهاب للمستشفى لأني قد مللت ذلك وأيضاً المستشفيات كانوا يسألون عني مستغربين من وضعي لدرجة الصيدلاني كان يسأل ..
فقلت لوالدي وأنا أشعر بأن الظلام سيسكن عيناي :- أمي إني أحبكم كلّكم اعلمي بأني أحبك وأحب والدي وأخوتي فإن مُت فتبرّعوا بجسدي لمن يحتاج , أرجوك إرفعي يدي اليمنى فلا أقوى على حملها أريد أن أرفع سبَّابتي ..
بدأت بذكر الله وبدأت أمي تقرأ علي وهي تبكي واضعة رأسي حول كفّيها الدافئتان ..
فتحت أزرَّة ثوبي بسبب تنفسّي أصبح صعباً , ووضعت الماء في داخل فمي لكي أشرب فقد لاحظت شفتاي قد جفَّت ..
مسحت دموعي فكانت دموعي كالشلال , فكانت تمسح فلا يكفي علبة المناديل لتمسحها ..
أصبحت تناديني لكي أسمعها , فلا أسمع إلا صوت القرآن برأسي أقسم بالله وربي يشهد بأني كنت أسمع القرآن بداخل رأسي , وغير ذلك فقط نبضات قلبي .. كان صوتها رهيباً ..
بدأت أسمع كالصدى ..
وأرى فقط وجه أمي واخوتي حولي ينظرون إلي ..
وحملني أخي سريعاً إلى المستشفى ,حملني كالعادة كالجثة الهامدة , وكان الدكتور حينما يرفع يدي أشعر بوخزات وكأنها أسلاك كهربائيَّة بجسمي ..
نهش المرض جسمي كنهش الأشياء المستسعرة ..
كنت لا أسمع إلا القرآن وكنت أردد معه رافعاً سبَّابتي وأحياناً أجد صعوبة أن أحمل كفِّي فجعلتها على السرير رافعاً بها ..
كنت أتذكَّر طفولتي .. كنت أتذكر وجه أمي وأبي واخوتي .. كنت أتذكَّر حبي للناس ومعاملتهم لي وغدرهم وكل شيء تمر بي كشريط سينمائي ..
وذهبت بي أخي إلى الدكتور الذي كان يريد أن يعطيني الأدوية التي قال لي عنها لكي تخّف نسبة الأدرينالين من رأسي وقلبي ..
بدأت آخذ العلاج أكثر من 3 أشهر لا فائدة . فقلت للدكتور لقد عرفت علاجي الآن فسألني ماهو فقلت :- الصلاة في جوف الليل وقراءة القرآن ..





( بداية الوقوف على سطح الأرض )

حينما تأتيني الحالة الغريبة . أنهض سريعاً لكي أتوضأ وأصلِّي لكن المرض كان يمنعني من الوقوف أو الذهاب إلى دورة المياه لكي أتوضأ .. فحينما أتوضأ كان تزداد حالتي سوءاً ولكن تحدّيت وأصرّيت أنا أعاقِب هذا المرض أشد عقاب وأن أتكِّل على الله وأعتمد عليه ..
كانت أمي حينما تراني أحبـو للذهاب كانت تريد أن تحملني وكنت أرفض مساعدتها لكي أعتمد على نفسي وأن أكون قوياً فقد إعتدت أن أكون عاتياً أمام الظروف والصعاب ..
ففي كل خطوة أخطوها وأنا أحبـو تزداد نبضات القلب لدي وهبوط الضغط , ولكن أقسم بالله وبربي العظيم بأني كنت أواصل وأواصل ..
فقد كنت آخذ ربع ساعة لكي أصل إلى دورة المياة وهي قريبة جداً يستطيع الشخص أن يصل إليها بخطوتين ..
في كل خطوة أقف خمس دقائق أو أكثر لكي تهدأ نبضات القلب وأعاود الكرَّة بالخطوة وأقف وهلَّم جرَّه ..
توضأت وصلّيت وبعد صلاتي إتصل بي شخص وقال :-
إقرأ ذكر الصباح والمساء .. فقلت له :- دائماً أقرأ ولكن النوم لديّ قليل ..
فقال لي كم تقرأ المعوَّذات :- فقلت له 3 مرات ..
فقال هذا علاج سيخلّصك من عذاب قلة النوم :- إقرأها 30 مرَّة وسترى نتيجة عجيبة ..
صدّقته سريعاً لأنها أمور إيمانية خاصة بإعتمادي على الله وتصديقي به ..
قرأت بعدما صلّيت في جوف الليل كثيراً وقرأت القرآن ثم بعدها ذهبت لكي أنام وأصبحت لا أنام إلا بالنور حينما قرأت المعوَّذات 30 مرَّة غير آية الكرسي لم أستطع أن أكملها فقد غلبني النعاس ونمت لأول مرَّة من بعد معاناة 5 شهور مِن قلًَّة النوم لمدَّة 4 ساعات وكأني قد حطَّمت الرقم القياسي بهذه النتيجة , فرحت وشعرت بالراحة جزاه الله خير ..
بدأت بمعالجة نفسي بالصلاة بآخر الليل وقراءة القرآن وأصبحت أغصب نفسي لأتناول أي شيء ..
والحمدلله بدأت بالتحسّن بنسبة 40 % ..

( سجـود مَلَك البَحـرْ )





ذهبت في يوم من الأيام إلى مقهى الإنترنت وكان خفقان قلبي تتضارب ولكن إعتدت على ذلك وأصبح الشيء لديّ شيء طبيعي .. دخلت الماسنجر وجدت إحدى الصديقات


كانت تسألني عن غيبتي فيما يقارب سنة وبضعة أشهر ..


أعطني وصلة موقِع بأنهم يحتاجون إلى موهوبين في قناة الإخباريَّة لم أعيِّر هذا الشيء إهتماماً فقد تقدّمت في قناة سما دبي لبرنامج ( غيِّر حياتي ) على ما أعتقد بأن كان مسمَّى البرنامج هكذا , يجرون عمليات تجميل لمن يحتاج ويحكون عن قصَّة حياته , أرسلت لهم إيميلاً ورقمي وكل أوراقي الصحيَّة المصوّرة لديَّ فقد كانت آخر ما أملك لأن أوراقي الصحيَّة الأصليَّة من بريطانيا قد حرقها قريبي أمام عيني ودمَّر حياتي بعد كل هذه الثقة ..



فقلت لها :- لا أريد شيئاً . لا علاج لا موهوبين لا مستقبل .. أريد أن أعيش باقي حياتي بسلام ..


أصرَّت علي بأن لا أستسلِم فلم تكن معتادة أن تراني بهذا الضعف وقالت لي بأني مثلها الأعلى في الصبر والكفاح ..


فضحكت ساخراً :- ماذا تقولين أنتِ ؟! .. نحن مجتمع كذَّاب وعودنا كاذبة ليس لدينا ضمير لانرسم الإبتسامة على وجه المحتاج , فقط لدينا إعلام نحب أن نظهر وجوهاً مبتسمة جميلة وكلها تمثيل بتمثيل ..


توسَّلت أن أجرب للمرَّة الأخيرة وأن أبعد التشاؤم مني واليأس وأن أحاول , ورضيت لأنها أعتبرها كأختي وهي تعرفني أكثر من 6 سنوات ومؤمنة بما لديّ ..


وأرسلت رسالة لإحدى الأخوات تعمل في قناة فضائية فكانت من خيرة نساء الأرض التي عرفتهم في حياتي والحمدلله ..


فيها مواهبي المتعدَّدة وصوري وكل شيء ورقم جوَّالي ..


بعد أسبوع من تماطلي ويأسي من أي موضوع في حياتي أحسست بأن هناك خبر يجب أن أعرفه وكان النت لديّ صعب لدخوله فأذهب إلى مكان بعيد عن بيتنا لكي أدخل المقهى من هناك ..


ووجدت رسالة بمبروك لقد تم إختيارك ..


لم أصدِّق ذلك حينما قرأت الرسالة ولم أعيره إهتماماً فأتى إلي الإتصال من القناة بتفاجئي بالخبر فقد كان صحيحاً ..


إنذهلت وفرحت وذهبت إلى البيت لأصلي شكراً وحمداً لله ...


بعد شهر من تنسيق القناة معي ووضع كل تفاصيل مواهبي وحياتي ..


---


كنت نائماً فحلمت ///


حلمت في منامي بأني كنت بداخل أعماق المحيط ..


وجدت قوَّة المحيط بالداخل كان يتحرَّك بقوَّة وإذا أتفاجأ بشخص كبير عظيم الهيئة , كان ضخماً لدرجة لاتوصف كنت أمامه كالنملة من كبر حجمه ..


كان وجهه جميلاً يسجد ويقوم من سجوده ..


وإذا جد عالِماً من العلماء بجانبي وسألته :- من هذا ؟! ..


وأنا منذهلاً من عِظَم حركته ..


فقال لي :- هذا ملك من الملائكة يدعى بملك البحر ..


إنهمرت دموعي من الخشوع لدرجة بكيت بشدَّة مبتسماً وذهبت إلى جانبه لكي أسجد معه ..


صحوت من نومي وعلامة الإستغراب في وجهي ..


لأول مرًَّة أشعر براحة داخل صدري ..


بدأت ألمس صدري ورأسي وقمت أحرك خصلات شعري بإحساسي بشيء غريب بداخلي ..


خرجت من الغرفه ولم أغسل وجهي .. رأيت والدتي وقلت لها عن حلمي , بعدها قلت :- أشعر بأن قراراً من السماء سوف يأتي ..


إستغربت والدتي من كلامي ولم تعيرني إهتماماً , فقلت لها مرَّة أخرى :- أمي سيأتي خبر سيسرّني من الله تعالى سترين ذلِك ..


مرَّت 3 أيام وأنا أنتظِر نتيجة حلمي ..


ذهبت إلى صلاة الظهر وحينما سجدت بخشوع دعوت قائلاً :- يارب أسمعني اليوم بخبر سعيد في حياتي ..


بعدما خرجت من المسجد وإذا بعشر دقائق يأتيني إتصالاً !!


لم أهتم وتردّدت أن أرفع السمَّاعة .. فقلت سأجرِّب :- نعم ..


/ الأخ عبدالله العوَّاد ؟ ..


قطبت حاجبي :- نعم انا هـو من معي ؟! ..


وإذا يقول لي :- إذهب لكي تستلِم وظيفتك في المكان الفلاني ..


لم أصدقه فقلت له :- من أنت ؟ أرجوك لاتمزح معي فأنا لم أعد أشتهي المزاح ..


فأصر علي بتصديقه وقال إنتظر إتصالاً من مدير الفرع في منطقتك سيتّصِل عليك ..


سألته :- هل تعرفني ؟ من أنت ؟ أو من أرسلك إلي ؟! ..

لم يجاوب علي وقفل الجوال ..


وقفت كالمحنَّط .. كنت ممسكاً بجوَّالي واضعها على أذني لم أنزلها .. ,


إنهمرت دموعي , إرتعش صدري .. رفعت رأسي إلى السماء متعجِّباً وابتسمت ..


كنت كالمجنون في حركتي هذه ..


ومن شدَّة سعادتي واستغرابي بأن ربِّي كان سيفاجأني بنتيجة ستسرّني على صبري وغير دعائي الذي لم يتأخر بخمس دقائق . بسرعة أشَّرت لليموزين ليوجّهني بسرعة إلى المستشفى ..


خفقان قلبي من السعادة إزدادت ولم أستطع أن أتنفس ..


على صعوبة الأمر كنت مبتسماً ودموعي تنهمر بغزارة ..


قائلاً بخشوع وأنا أبكي :- سبحانك سبحانك سبحانك ..




*
*
ما العمى أن تفقد العين الضياء
العمى أن تفقد النفس الأمل
والذي يسمع أصوات الرجاء
لا يبالي إن عرى السمع كلل




أودع الرحمن أرواح العباد
طاقة هازئة بالمستحيل
فإذا ما لامست عزم الفؤاد
حققت كل عظيم وجليل

*

*
جزى الله أختي في القناة خير جزاء ووفقها في حياتها ووفق من تحبهم يارب ..


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعلامية الاخبارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي عبدالله أو معانق الظلام


استغرقت وقتا في التفكير والرد هنا

فمن وقت قراءتي لموضوعك هذا وحتى هذه اللحظة , لا أعرف ماذا اكتب لكم
لذا سأكتب كل كلمة تخطر .. ولن أعيد قراءة ماسأكتبه إلا بعد إرساله كرد في الموضوع

عبدالله العواد

كما هي الصدفة دائما وأقدار نجبر طوعا في خوضها لنستمتع بمعاني الأمل والنجاح من خلال مسيرتنا في الحياة

هكذا هي الحياة .. طريق مستقيم لها فروع وإستراحات
لها مشاعر مختلطة بين الإندفاع والتروي .. بين الحكمة والتجارب .. بين الفرح والحزن ..

مفارقات كثيرة ومصادفات أكثر تلون أيامنا بكل جميل مفرح

لكن الإنسان الناجح هو من يستغل كل الظروف ويجلب معه مجموعة من الأصدقاءالذين إلتقوا ببعضم صدفة... ليواصلوا مشوارهم ويتميزوا بين قرنائهم

كل إنسان له مميزات كثيرة ونقاط جميلة ... المهم الدفعة الأولى والأقوى من ذات الشخص حتى يكتشف مابنفسه من روائع

وماوجدته في أخي عبدالله العواد
نقاط كثيرة تجعله جميلا رائعا ....كروعة الماء وسط السحاب
تحتاج تلك السحب الى محفزات حتى تتساقط منها حبات المطر وتشعر الأرض كلها بها

فلم أفعل شئ حتى الآن سوى إنني صادفت كلمات منه عبر رسالة صامتة تحمل بين سطورها معاني كثيرة ... فهو من قدم نفسه وبادر طمعا في التميز

أنت من يستحق كل هذا الموضوع ... فأنت رجل من نور .. ساعدتني في الوصول إليك

وكل يوم أقدم قصة عنك لأولادي وزوجي وأضرب لهم المثل بك ، وحين تجتاحني ظروف قاسية لا أستطيع تحملها ... أفتح رسالتك وأقرأها بتكرار
لأتأقلم مع ظروفي وأوظفها حتى أستطيع أن أقف على أول عتبة القوة والنجاح



فأنا مازلت قزمة في عالم أخي عبدالله العواد ..........

مازلت قزمة بالنسبة للقب إعلامية ... صدقاً فأنا أبسط من ذلك
موظفة بسيطة .. لا يطلق علي مسمى إعلامية أبداً

عبدالله العواد علمني أشياء كثيرة ، تعلمت القوة والعزيمة والإصرار على النجاح
.
.
.
.
ومازلت أتعلم ....






وأشكرك على كلامك عني والله كثير عليا
-"اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي مالا يعلمون [واجعلني خيراً مما يظنون]"

أرجو من الله بأن أكون عند حسن ظن الجميع

شكرا لكم
كتب عني كل هذا الكلام الذي اخجلني حقا
شكرا لمن قرأ ولمن عقب

شكرا لإستضافتكم لي
شكرا لأخي عبدالله العواد شكرا
شكرا للوقت الذي خسرتموه لقراءة ردي

وقبل كل هذا الشكر لله على نعمه علي وبلغني الله مقاصدي وبلغكم


لكم الود







وتوّظفت وشعرت بسعادة لم أشعر بها من قبل وتوالت الإتصالات علي من كل جهة بأخبار سعيدة بحياتي ..


والآن أعيش حياة جميلة والحمدلله .. أتمنى بأن قصّتي الحقيقيَّة تزرع لكم الأمل وأن لاتتذمّروا بأتفه الأمور وأن تعلموا بأن الله مع الصَّابرين كما قال تعالى وبشِّر الصابرين .. فقد أحببني الناس بِلا شعور وكثيراً ماقال لي بأنه أحبني وانجذب لي بدون شعور أو سبب والحمدلله الذي أحبني وأحبب الناس بي ..



يتبع
<<<

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة بـــيــنـه ; 18-07-09 الساعة 12:55 AM.

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 18-07-09, 01:03 AM   #5

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


( .-+-. ليمُـوزِينْ و اسْتِخْبـارَاتْ .-+-. )

.
/

كـان يومـي شاقـاً غير وقوفـي لفتـرَة طويلة في الطَّريق لبحـث عن سيَّارة ليموزيـن في الحادية عشـر ليلاً .
في الريـاض ,.
كان ليـلاً قارِساً مع هطـول المطـر يتساقَـط على رأسي .. فحينما تتوقَّف لي سيَّارة ليموزين وانحني لكي أفتح البـاب بحمـاس يهرب سريعـاً قبل أن أكلّمـه ..
أكثر مِن 3 سيَّارات ليموزيـن بنفس الطريقة , بعدها أشرت بيدي غير آبِهـاً لتتوقَّف سيارة ليموزين أخرى فلم أفتح البـاب لكي أكّلمه فإذا فتح لي النافذة يسألني :- إلى أين ,.
فقلت له :- المطـار ..
فوافق لكي أركب , لا أعلم حتى وإن ركبنا السيَّارة بمالنا ننتظِر منهم الموافقة وكأنهم يخدموننا مجَّاناً ! ..
بدأت بالسلام .. وكانت كتفاي ترتعش من البرد ..
كان وجهي نحو الأمام لا أريد أن ألتفت إلى أي شيء , أريد فقط أن أرخي أعصابي قليلاً . كنت أحتاج إلى كأس دافيء من القهوة ولكن ليس لديَّ وقت لكي أوقفه إلى كوفي شوب لكي أشتري لي كوباً صغيراً ربَّما الـ ( موكا ) أو الـ ( كابتشينو )

فقال لي لكي يلفت إنتباهي :- كيف حالك يا أخي ؟! ..
فقلت له بإجابة سريعة :- بخير ..
فوجّهت ناظري كالعادة إلى جمال الإضاءات واللافتات الإعلانيَّة , فكانت إنعكاس الإضاءات الهادئة تلفت إنتباهي مع قطرات المطر تعكس الألوان على أرض الشوارع ..
كنت دائِماً أسرح في السيَّارة وإلى الآن ..
أفكِّر بأشياء كثيرة بـ ( لا شيء ) ..!
فقال لي بصوت عالي متحمساً وهو يقـود السيَّارة :- الحياة متعبة أليس كذلِك ؟! ..
فقلت له بصوت خافِت :- الناس سيئة , فالحياة جميلة ..
فضحك وقال لي :- النَّاس , النَّاس .. أضحكتني .. لاتقل أنا منهم ! ..
---
لم أجب عليه ..
فقال لي :- الناس تخطيء ومنهم من يظلم نفسه كثيراً , فقد أركبت شخصين كانوا في وضع سُـكْر لم أكن أعلم .. فسترت عليهم ومن ستر على أخيه المسلم فرَّج كربته يوم القيامة ..
بعدها إلتفت إليه ..!
لأول مرَّة ألتفت إليه وشد إنتباهي بعد أكثر من ربع ساعة ..
فقال لي وأصبح دوره بأن رأسه لم يكن موجهاً نحوي وأكمل :-
صدّقني أنا أحسدك يارجل ..
قطبت حاجبي بإستغراب وابتسمت بإبتسامة سخرية فقلت له :-
ماذا ؟؟؟! ..
سائق الليموزين :- والله أحسدك ..
لم أستوعب على ماذا يحسدني فسألني :- ماذا أخذ الله منك وأعطاك ؟ ..
فقلت :- جمالي ..
فقال :- وماذا أعطاك ..!
فقلت :- الكثير والكثير .. أنا رسَّام وأكتب وكل شيء وغير ذلِك أحب الناس وأشعر بالآخرين وأحب الخير أشياء كثيرة لا أستطيع ذكرها ..
فقال لي :- فقط هذه الأشياء ؟! ..
فرفعت حاجبي مستغرباً ..
فقال لي :- وروحك ؟ ..
لم أجيب عليه لأني أعلم بأن الناس لاترى الروح ..
فقال :- روح تجذب عزيزي , اعلم هذا الشيء , صدّقني أنا أحسدك ..
فقلت له :- لاتحسدني ولا شيء , فإن أردت هذه الأشياء مني خذها لك أعلم بأنك تغبطني ليس حسـداً ..
فقال :- لا بل أحسدك هههه .. ليس هذا المهم عندي , المهم محبَّة الله لك ..
فاصغيت وأنا أنظر أمامي السيَّارات كيف إجتمعت في مكان واحِد عند إشارة المرور ..
فكانت فرصة أن أصغي أكثر حينما ذكر الله تعالى ..
وأكمل :- أنا مثلاً لو رأيت محتاج سأعطيه عشرة ريالات , فالله سيعطيني أجره , ولكن في نفس الوقت إن أعطيت نفس هذا المحتاج عشرة ريالات ستأخذ أضعاف ما أعطاني الله من أجر مني هل تعلم ؟! ..
نظرت إليه مركزاًً بصري في عينه ..
فقال :- إن أصابتني شوكة في رجلي ستمحى لي بعضاً من ذنوبي , ولكن أنت ستمحى لكَ أكثر ولكن لاتطمع أن تدوس الشوك كلَّه وتبلشنا معاك..
فضحكت .. وضحك معي ..
شعرت بعدها بالطمأنينة دخلت إلى قلبي , برغم أني لم أخلوا
من الحسد حتى في مظهري ..
وكانت سعادتي بأن الله تعالى لم يبلي أي إنسان على وجه الأرض إلا وله شأن عظيم من بين كل الناس وبنعمة كبيرة يحسد عليها وهم لايعلمون ..
بعدها حينما وصلت إلى المطار , أوقفني قليلاً ثم أخرج محفظته ليريني هويّته الشخصيَّة وإذا هو

















( يعمل في الإستخبارات ) ..
تفاجأت وانصدمت في تلك اللحظة ..
فسألته :- لماذا إذاً تقود الليموزين وتبحث عن رزقك ؟! ..
فقال :- أنا لا أحتاج إلى الليموزين ولكِن هذا جزء من عملي في الإستخبارات , المهم لأول مرَّة أعطيك هذا الخبر فقط أنت
وأي خدمة تريدها فأنا موجود واعتبرني أخوك الكبير.. أصابني الذهول وأعطاني رقم هاتفه وقال بيوم من الأيام سوف يأتي إلى المنطقة الشرقيَّة مع عائلته ويريد أن يراني هناك , وبعد عدَّة أيام هاتفني وقال بأنه متواجد بكورنيش الدمَّام وحاولت أن آتيه ولكن لم أجد مواصلات وانحرجت كثيراً وغير ذلِك بعد أيام ضاع رقمه من جوَّالي ! ..




جمال الخلق أفضل من جمال ... يغطي قبح خلق في مليح
فكم من سوء خلق في جميل ... وكم من حسن نفس في قبيح



مسعود سماحة



يتبع

<<







__________________

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 18-07-09, 01:08 AM   #6

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"




( منديـل و دمـوع ) ..




هذا الموقف لا أحد سيصدّقه نعم لا أحد سيصدِّق هذه القصَّة الغريبة التي حدثت لي في منطقة الرياض ..
أولاً سأقسم بالله العظيم بأن حدث معي هذا الموقف قبل سرد القصَّة ..
كان في رمضان ..
كانت أجواءاً روحانيَّة , وصوت الآذان لم يتوقَّف معلناً عن صلاة العشاء وصلاة التراويح ..
كان هُناكَ إماماً لم أسمع قط بمثل تلاوته .. فأنا أحب تلاوته فتلاوته ليست ككل التلاوات التقليديَّة التي أسمعها دائِماً فأنا أحب نوعاًً من الأصوات الصوت الرخيم لا أعلم كيف أوصف الصوت فصوته خشناً كصوت الإمام ....
ومن جمال صوته كل مناطق الرياض يذهبون للصلاة خلفه برغم بيوتهم بعيدة بكيلومترات .. صوته يجذب الجميع .. صوته وقراءته وتلاوة تجويده بإحكام خاصة نطقه للغَّة العربيَّة كانت فصحى .. فهناك فرق في اللغة العربيَّة بين الفصحى الحقيقيَّة والفصحى المستحدثة ..
آه ليت لدينا إمام في منطقتنا مثل قراءته .. عكس الذين نسمعهم الآن لايجيدون التجويد ومتى يتحكَّم بالإدغام بغنَـة وغير ذلِك ..
كنت أسير إلى المسجِد مبتسماً فترتيله يشعرني بالأمان والرَّاحة النفسيَّة ..
لم أجد لي مكان إلا وسط المسجد بعدما حاولت أن أخطر الصفوف لكي فقط أن أكون مكاناً عند الصفوف الأولى ..
فكنت في الوسط ..
صلّيت العشاء وبدأنا بالتراويح ..
كنت لا أريد الإمام أن يتوقَّف من القراءة . لأول مرَّة أشعر بلذَّة الخشوع , عند كل كلمة أصغي لها ..
بعدها بدأ صدري يرتجِف خشوعاً ..
وكأني أسمع القرآن من جبل شامِخ يرسلها إلى مسامعي ..
بدأت الدموع تنهمر ..
إلى أن وصلنا للركعة الأخيرة مع الدعاء ..
بدأت دموعي تنهمِر أكثر ويرتجف صدري وأصبحت لا أقوى على الوقوف كدت أن أسقط على وجهي ..
لولا إمساك شخصاً لي على اليمين ..
لم أنسى تلك اللحظة أبداً مهما حييت ..
وبعد أن تم إنتهائي من صلاة العشاء والتراويح والدعاء ..
جلست أحاول أن أكفِّف دموعي وإذا يداً ممسكاً منديلاً وأنا رأسي نحو مكان سجودي ..
والتفت وإذا أرى رجلاً وسيماً ملتحياً وجهه يشع نوراً , كان مبتسماً لي , أقسم بالله ..
أخذت المنديل منه ومسحت دموعي سريعاً 5 ثواني لكي أشكره غير المنديل لن يمسح كل دموعي فمسحتها سريعاً لكي ألتفت إليه وأشكره باسماً ..
لم أجده ..!
إلتفت خلفي .. لم أجد هذا الرجل ..!
كيف هذا ؟! ..
أين ذهب ؟ ..
هل كنت أحلم؟! أو أحلام يقظة ؟! .. أو بسبب بكائي الذي كان بيني وبينه صراعاً لكي لايخرج صوتي أمام المصلّين وكنت أحبس أنفاسي لكي لا أحد يسمعني ..!
لم أصدِّق ذلك ..!

فكل الصفوف جالسة فلم تنتهي من قيامها للخروج ..
لم أجد أحداً واقفاً متوجهاً للأبواب التي خلفي ولم تفتح بعد ..
إلتفت يميني وجدت رجلاً أسمر البشرة وليس هو ..
إلتفت يساري وجدت طفلاً كان بجانبي ..
صعقت من الموقف ..
هل كان بشراً ؟! ..
كيف يكون بشراً واختفى بـ 5 ثواني أو أقل فقط ؟! ..
هل كان ملكاً ؟! كيف يكون ملكاً والمنديل الذي منه بيدي ؟! ..
أصابني الذهول والتعجّب ..!
وبعدها قمت أول الناس لكي أراه ربَّما خارج المسجد لم أجد أحداً غير الأحذية ..!
أخذت المنديل ووضعته في جيبي , لكي أحتفظ بهذه الذكرى الغريبة ..
بكيت ولا أعلم لماذا بكيت وأنا أمشي إلى الشقَّة ..

ربَّما من سعادتي بهذا الموقف الغريب .. وربَّما بسبب خشوعي في المسجد ..

هل بكاء سعادة ؟ أو بكاء من الموقِف الغريب ؟ .. أو بكاء من ذلك الوجه الجميل الذي رأيته ؟ ..
لم أنم في ذلك اليوم وكل مرَّة أخرج المنديل وأنا أفكّر من هذا وكيف وأين ؟! ..
أفكار كثيرة طغت على عقلي ..
بعد عدَّة أيام إختفى المنديل من جيبي , !
من أخذ المنديل؟! ..
غضبت وبدأت أبحث عنه وقلبت الشقَّة في كل زاوية غير ملابسي برغم بأن ثوبي معلَّقاً بالشمعدان ..
وأسأل من كان في الشقَّة من أصحابي ..
من أخذ المنديل ؟! .. إعترفوا هذا المنديل غالي علي من أخذه ؟ ..
الكل فكَّر بأن المنديل الذي أسأل عنه من فتاة ..!
فقلت لا , هذا منديل لا أستطيع ذكر قصّته لكم . فلم تصدّقوني ..
حاولوا أن يستمعوا لقصّتي ولكِن لم أقل لهم ذلك ..
شعرت بالإحباط وبكيت بعدها حسرة عن ذلك المنديل ..
وهذا ماحصــل ..





يتبع
<<<



__________________

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 18-07-09, 01:20 AM   #7

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


( -_. وارتَفَع صَوْتُ الحَـقّ ._-)


هذه القِصَّـة ليست بـمنسوخَة مِن عالم الخيال , أنها حقيقة حدَثَت لي في إمارَة الرِّياضْ
حيث ذهبت بتقاريـري الصحيَّة هُناك وشهاداتي . لأريهم بأني لم أعد أريد أن أكمل عمليَّات التجميل أريد فقط وظيفة كي أحفظ ماء وجهي ..
لماذا لا أريد أن أكمل علاجي؟ فهم حوّلوني إلى مستشفى القوَّات المسلَّحة وهم يعلموا بأن جميع المستشفيات السعوديَّة هي من دمَّرت مستقبل علاجي وعقّدوها بتجاربهم السخيفة ..
إنتظرت طويلاً بعدما سلَّمت أوراقي هُناك . إلى أن نادوا بي وفرحت متجهاً إليهم , ولكِن وجّهوني إلى مسؤول كبير هُناك فقالوا دعه فقط يوقِّع على ورقة طلبك للوظيفة .
فذهبت إليه واستقبلني بإستقبال عادي وقال :- ماذا تريد؟ ..
فقلت له :- أريد وظيفة كي أحفظ ماء وجهي . لا أريد شيئاً آخراً بعد الآن .. لقد تنازلت عن كل شيء من أجل أن أعيش بسلام ..
فقال لي :- سأوّجه لكَ خِطاباً إلى مكتب العمل ..
فقلت له مقاطِعاً :- أرجوك لا .. إنهم لايبالون لأحد خاصة مثل وضعي .. أريد فقط منك توجيهاً إلى أي وظيفة . فقلمكَ يكفي وقلمك صوت دولة بأكملها ..
فقال لي :- أعدكَ إن لم يعملوا بورقتي هذه . عد لي وستجد مايسرّك ..
أخذت خطابة بالقلم ( الأخضـر ) لا أعلم لماذا إستخدَم هذا اللون بالذات وختم الورقة بعدها وذهبت متوجهاً إلى مكتب العمل لأعطي الخطاب لمدير مكتب العمل . وأنا مستغرب بمظهره . لحية طويلة ثوب قصير ملامح حادَّة غرور إلى درجة الغطرسة .. أخذ ورقتي قرأها بلمح البصر وكأن يعلم عن اللون الأخضر ماتفسيره ووضعها جانِباً ..
استغربت منه وقلت :- إنها ورقة مِن الإمارة ! ..
فقال :- أعلم ..
فقلت :- إنه خطاب موجَّه لكَ أنت عنِّي ! ..
فقال :- أعلم . تعال لنا بعد أسبوع ..
فقلت له :- لن أبرح مكاني . فالمسؤول قال لي إن لم تجد منهم تجاوباً تعال لي غداً ..
فأعطاني مدير مكتب العمل الورقة غير مبالياً فقال خذها وعد إليه إذن ..
نظرت إليه نظرة غضب واستحقار على وقاحة تصرفه معي وانتظرت اليوم الثاني صباحاً لم أنم من الغضب ..
دخلت عليه في الساعة الـ 10 صباحاً إلى المسؤول في الإمارة وطرقت الباب ودخلت بورقتي له فقال لي بوجه غاضب :- نعم خير أبوي ؟! ..
إستغربت منه فقلت :- لقد وعدتني إن لم يتجاوبوا معي آتيك مرَّة أخرى وستساعدني ..
فقال لي بسرعة :- أخرج مِن هنا ..
تسمَّرت مكاني ! .. فقلت له :- تطردني؟! ..
فقال :- قلت لك اخرج من هنا الآن ..
فقلت له :- أين كلمة الرجال ؟! .. وثانياً أنت مسؤول فالله لم يضعك هنا إلا لكي تخدم المواطنين فقط ليكن بعلمك فلم يضعك الله تعالى إلا إختباراً لك ..
فلا تفرح ..
وكرر علي بصوت أقوى :- قلت لك إمسك الباب ..
نظرت إليه بعين غضب والدموع انهمرت سريعاً وارتجف صوتي قائلاً له :- حسبي الله ونعم الوكيل فيك . رفعت يدي داعياً ربي عليه :- يارب يحترق قلبك ويعاقبك بأحد أبنائك بالحريق . ياحي ياقيوم الله لايوفقك ..
خرجت من مكتبه بغضب وكنت أبكي إلى أن وجدت عسكري كان يتابعني منذ زمن . كان متعاطفاً بسبب حالتي فمسك كتفي وهدّأني قليلاً وسحب الورقة من يدي ونظر إليها وقال لي :- باللون الأخضر ..
فضحك بسخرية ..
مسحت دموعي ونظرت إليه فقلت :- مامعناها ؟
فقال لي :- معنى اللون الأخضر . يعني جاملوه وطنّشـوووه ..
انصدمت ولم أصدّقه :- صحيييييييييييييح؟؟؟؟
فقال لي :- لو كان باللون الأحمر معناها إعملوا الآن حالاً ..
أخذت ورقتي لأدعها دليلاً عليه ليوم القيامة ..
أتاني إتصالاً من أحد الأصدقاء يسألني ماذا فعلوا لي الإمارة وقلت له كل القصة وأنا أبكي من القهر وغير مالي الذي إستنفذ من المواصلات لكي أبحث عن لقمة عيشي وإثبات وجودي في هذه الحياة . فقلت له :- دعيت عليه . دعيت عليه يامحمَّد ربي بياخذ حقي منه .. جالس بخواتم الألماس في كل أصابعه كأنه بنت وبتوقيع واحد منه قلمه صوت دولة .. حاطينه مسؤول بس جالس يعمل صفقات مع ناس تلبس بشوت ودق سوالف وشرب قهاوي . بس اصبر عليه إذا هو قوي ربي أقوى منه ..
----



أقسم بالله لم أنم في تلك الليلة إلا و أوراقي بجانبي من القهر ..
لم يمـر أسبوعين أتاني إتصال من الصديق محمَّد قائلاً :- عبدالله وش سوّيت إنت ؟! ..
إستغربت فلم أستوعب كلامه فقال :- دعوتك سبحان ربك صابته ..
قلت له :- مين ؟! ..
فقال :- المسؤول ..!
فقلت :- كيف ؟! ..
فقال لي :- إبنه إحترق ومات ..
لم أصدِّق . شعرت بقشعريرة في بدني من الصدمة ..
فقلت له :- تكذب أنتَ تكذب ..
فقال لي :- يوم أمس حصل حادثة تفجير من الإرهابيين في مجمع قرطبة .. وهناك كان ابن المسؤول إحترق ومات من التفجير . واذا لا تصدِّق اشتري الجريدة واقرأ الخبر ويكون بعلمك بأن هذا ولده الوحيد وفلذَّة كبده وهو في العشرينات قد مات مخموراً وبوضع غير محترم مع فتيات ..

ذهبت سريعاً لكي أشتري الجريدة وفعلاً قرأت بأن ابن فلان قد مات ..
أصابتني قشعريرة في بدني بخوفي من الله وبإستجابته لدعوة المظلوم .. ارتجفت يداي من الخوف والخشوع والذل تجاه ربي ..
بكيت نادِماً على دعوتي عليه .. ندمت ندماً شديداً بذلِك ..



---
بعد أيَّام ذهبت للسؤول مرَّة أخرى .. ودخلت عليه .. فنظر إلي متألِّماً ونادِماً على تصرفه معي في السابق ..
نظرت إليه وسألته :- لم آتي لكي أتشمَّت عليك . أتيت لأعزّيك وأقوم بالواجب علي .. ولكِن هُناك كلمة يجب أن تسمعها بأن الله فوق الجميع ..
وقف المسؤول لكي يخدمني فقلت له :- لا أريد شيئاً منكَ بعد الآن .. ولكِن دع هذه التجربة في قاموس حياتك ..
خرجت وقبل أن أغلق الباب وجدت وجهه أصابه التعب والدموع قد سالت من عيناه فدمعت عيني وأغلقت الباب وعدت إلى حيث ما أتيت ..





بِـنزف // عبدالله العوَّاد ..




تمت

دمتم بخير

__________________

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 18-07-09, 01:50 AM   #8

غروك وغيروك
عضو متميز

 
الصورة الرمزية غروك وغيروك  







مبسوطه

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


اللة يعطينا انشاء اللة من الصبر

__________________
شكرا لجميع من سقطوا من عيني لانهم اتاحوا لي المجال كي ارى غيرهم

غروك وغيروك غير متصل  

قديم 18-07-09, 02:19 AM   #9

قفص الحرية
م.الألعاب والأنيمــــي

 
الصورة الرمزية قفص الحرية  







رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


حزينة
ماشاء الله عنده صبر مو طبيعي
يسلمووو ع القصة
__________________
صمتـ

قفص الحرية غير متصل  

قديم 19-07-09, 04:08 PM   #10

بـــيــنـه
براءة قلـب ღ

 
الصورة الرمزية بـــيــنـه  







رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


Invincible & غرورك وغيورك & قفص الحرية


عطرتم صفحتي
جعلنا الله واياكم من الصابرين


بينآت
__________________

بـــيــنـه غير متصل  

قديم 24-07-09, 02:25 AM   #11

فـــــــــــداء
كاتب متميز

 
الصورة الرمزية فـــــــــــداء  






رايق

رد: قــصـة أبكتنـي " عبدالله العــواد"


يسلموووووووووووو ع القصة الحزينة والمؤثرة

جعلنا الله من الصابرين
__________________

فـــــــــــداء غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة العبادلة ...روووووعه SanfoOoOora ركن القصة والرواية والمسرح 4 12-05-09 08:48 PM
المقبولون بكلية المعلمين بالدمام فتى تاروت المنتدى التعليمي 4 03-08-03 12:42 PM
~:: اختيار ماجد عبدالله بالفيفا ::~ ملاك القلوب المنتدى الرياضي 2 04-02-03 11:35 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 06:16 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited