عندما تتحول المحبة الصادقة إلى شذوذ جنسي !
السلام عليكم
كيفكم ياأعضاء؟
بصراحة الموضوع شدني وعجبني
فاحبيت انقله لكم وأشوف أرائكم فيه
الشذوذ هو مخالفة المألوف والمعتاد , يشد شذوذا أي إنفرد عن الجمهور وندر فهو شاذ , والجنس غريزة طبيعية تؤدي دورا هاما في حياة الانسان الشخصية والإجتماعية , فعبرها يتم الارتباط بين قسمي البشر الذكر والانثى للاستمتاع والاشتراك في بناء حياة معيشية هانئة , ولاستمرار التكاثر والتناسل وتنظيم العلاقات الاجتماعية , وممارسة هذه الغريزة خارج إطارها الطبيعي أي بين الذكر والانثى يعتبر شذوذا ومخالفة للطبيعة والمألوف لذلك يطلق عليه ( شذوذ جنسي ).
البعض لم يعتد على طرح مثل هذه المواضيع ولكن تسليط الضوء على هذه الظواهر مهم جدا لكي نحاصرها ونعالجها , الشذوذ الجنسي موجود في أغلب بلدان العالم ولكن كلامي هنا عن المجتمع السعودي تحديدا وعن الجنسين الذكر والأنثى , وأظن أن وجود الشذوذ الجنسي في كل مجتمع له أسبابه , الصداقة الحميمة شيء جميل ولابد منها ولكن إذا تحولت إلى شذوذ هنا تكمن المشكلة , في سن المراهقة كنت أرى بعض من حولي يعشقون بعضهم البعض , الولد الكبير يعشق الولد الأصغر منه سنا ولابد أن يكون وسيما , العاشق يعامل المعشوق في بعض الأمور مثل زوجته , المعشوق يستأذن العاشق في الخروج من المنزل والعاشق يغار عليه من جميع الناس ويحذره من هذا وذاك وبعض الأحيان يضربه ضربا مبرحا إذا أخطأ في نظره , ويتعذب إذا غاب عنه ويفديه بروحه إذا تحرش به أحدهم , وقد حدثت حالات وفاة فداءا للمعشوق ,سواءا عن طريق التفحيط (يفحط لحبيبه) أوعراك (للدفاع عن حبيبه) والبعض قد سجن, ولكن الأكثر من هذا أن تتحول هذه العلاقة إلى شذوذ جنسي ! أما بالنسبة للبنات فكنت أسمع من قريباتي عن التصرفات الشاذة لبعض البنات مع بعضهن في المدارس والكليات.. ..ومن أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة في ظني هو الفصل التام بين الجنسين وضعف الوازع الديني والفراغ العاطفي والتأخر في الزواج , وفي زمننا هذا لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تلعبه بعض القنوات الفضائية و بعض مواقع الانترنت في ترويج هذا الفساد الأخلاقي .
كتب أحدهم في منتدى سعودي موضوعا قصيرا بعنوان طوفان الشذوذ الجنسي في المجتمع السعودي !! ماذا أصاب الوطن ؟ أنقل بعضه مع شيئا من التعديل :
لقد أصبحت مدارس الأولاد مراكز للإغتصاب والتحرش من قبل الأولاد ببعضهم البعض وفي بعض الحالات أصبحت ظاهرة لا تكاد تثير إستغراب البعض , الطالب يُقبل الطالب الآخر و يتحرش به, ويوميا تصل إلى المرشد الطلابي مالا يقل عن قضية تحرش جنسي واحدة .
ومدارس البنات أصبحت ملتقى للعاشقات ومركز تبادل الرسائل الغرامية التي تسبق لقاءات دورات المياه وأصبحت لا تخلو أي مدرسة من ما يسمى شارع الحب .
سبحان الله ,لكي يحافظوا على المجتمع من الخلوة حولوه إلى مجتمع شذوذي ليصبح الشاب يتمايل لصديقه الشاب والفتاة لصديقتها الفتاة .
تناول الشيخ فوزي آل سيف هذا الموضوع في محاضرة قيّمة بعنوان:
( العلاقة بين الأصدقاء في مضمونها الأخلاقي ) بتاريخ 24/09/1423هـ
أنقل شيئا منها ...
...
لابد من وجود المحبة في الصداقة بين المتماثلين وإلا كانت من غير معنى ,قلب الصداقة وروح الصداقة بين الشاب والشاب أو بين البنت والبنت الأخرى هي وجود المحبة بين الطرفين وإلا مع عدم وجودها لا معنى للصداقة , إذا لا يتميز هذا الشاب في علاقة مع ذلك الشاب الذي لا يحبه , لا يتميز في علاقته هذه عن علاقته مع سائر خلق الله , الصداقة بلا محبة هي صداقة بلا روح و بلا جوهر , ولكن هذه المحبة وهذه العلاقة تحتاج أيضا إلى ضوابط .
الضابط الأول : أن تكون محبة إلهية وفي ذات الله ولا تكون عاطفية محضة , وعندنا روايات كثيرة في هذا الأمر ومنها (أحبب في الله وأبغض في الله ), أي إجعل الذي يشدك إلى هذا الإنسان من محبة اشتراكك معه في محبة الله والإيمان به , إشتراكك معه في الفكر والإيمان , ولذلك من تجليات محبتك لله أن تحب أوليائه وتحب المؤمنين فيه ,في مقابل هذا قد نجد ألوان أخرى من المحبة العاطفية المجردة والمحضة وهذه لا تخلو من إشكال سواءا في مبدئها أو في أثارها ونتائجها .
كتبت لي إحدى الأمهات رسالة تعرض فيها حالة , تقول هذه الحالة موجودة عند بعض البنات لا سيما طالبات المدارس , تقول هناك علاقة الآن ناشئة بين بعض البنات بحيث هؤلاء لايكتفون برؤية بعضهن بعضا في المدرسة بل ما إن يتناولن طعام الغذاء حتى تمر إحداهن على الأخرى ويبقين إلى وقت متأخر من الليل وهذا الأمر يتكرر بشكل يومي ( طبعا إذا كان هذا لمذاكرة الدروس والإجتهاد وماشابه ذلك فهو شيء حسن ) ولكن هي تقول لا وإنما يتعاملن مع بعضهن كالعشاق , كيف أن العاشق إذا تغيب عن معشوقته يتأذى ويتألم ويعاتب عتاب حار ولا يطيق الفراق ويأتي لها بسرعة , تقول هذه الأم في مرحلة أكثر تطورا من ذلك عندما يتعاقدن ويتعاهدن وفاءا منهن للصداقة على عدم الزواج ! تقول البنت أنا أحب هذه البنت فلابد أن نكون وفيات لبعضنا ومن الوفاء لبعضنا أن لا نتزوج لكي تستمر علاقتنا وصداقتنا .
وهذا ليس خاص بالبنات , ذات مرة سألت أحدهم فلان لماذا إنقطع عن الحضور إلى المسجد ؟ فقال يبدو أن وضعه النفسي غير جيد ! فسألته هل عنده اكتئاب أو مشكلة داخلية لنساعده في الموضوع , فقال لا , ولكن لديه صديق في المدرسة يذوب فيه وعلى علاقة قوية معه فقام ذلك الصديق بمصادقة آخرين فهو الآن متأثر أثر نفسي كبير جدا وليس مرتاحا لآخر درجة ويتساءل كيف أن صديقه يصادق غيره ! هذا في حدود معينة إذا نظرنا إلى بداياته , مع بدايات سن المراهقة يكون الشاب عادة صادق في مشاعره إلى درجة كبيرة وصافيا في عواطفه , فإذا وجد صديق له يبادله نفس الشعور غمره بالعاطفة وعمّق علاقته وأحبه حبا جنونيا وهكذا الحال بالنسبة إلى الفتاة مع الفتاة الأخرى .
هذه الفتاة مثلا ممنوع عليها أن تحب شابا خصوصا مع الأوضاع الإجتماعية والشاب كذلك ولا سيما في تلك المرحلة المبكرة من السن , فيحول هذه المحبة إلى صديق في المدرسة أو شريك في النادي ,هذا في أوله لا يشكل خطورة ولكن عندما يفرغ من كل شيء إلا العاطفة , لا يكون ضمن إطار ديني وإيماني لا يكون فيه معنى كمساعدة المجتمع أو نشاط أو في غير ذلك وإنما يكون مقتصرا على مجرد العاطفة , هذه أول مشكلة تبرز في مثل هذه العلاقات , وأكثر من هذا إذا لعب الشيطان في مثل هذه العلاقة , من الممكن في حالات كثيرة أن تتحول هذه العلاقة إلى نوع من الحب الجنسي غير المعلن , فتاة تحب فتاة أخرى حبا قريبا إلى الحالة الجنسية ولكن ليس بإعلان ولذلك هذه الأم كتبت في الرسالة أحيانا نحن نخاف من بعض الممارسات , لا نعلم هل هي حرام أم لا , مثلا عندما تُقبل الواحدة منهن الأخرى قبلات عنيفة وحارة وساخنة وإلى غير ذلك .
في الواقع إذا لم توجه هذه العلاقات توجيها سليما قد تكون طريق للشذوذ وتوجد هناك أمثلة كثيرة تنقل ومن ضمنها حب المعلمة لطالبتها , معلمة لم تتزوج بعد فتنظر إلى هذه الطالبة نظرة خاصة وعند الخروج لرحلة مدرسية تحدث بينهن عناقات مفصلة وطويلة , يخشى من مثل هذه العلاقات أن تتحول إلى لون من ألوان المشاعر الجنسية التي تنتهي إلى شيء من الشذوذ المحرم كالمساحقة مثلا أو كاللواط نعوذ بالله .
فلهذا إقتصار هذه الصداقات والعلاقات على الجانب العاطفي مشكلة , خصوصا في أيام المراهقة سواءا كان شابا أو شابة في حالة من الإندفاع العاطفي وهو في حالة صفاء في أوله ولا يشوبه كدر , وواقعا لا ينبغي من الإنسان أن يشكك في كل علاقة بين طرفين ولكن الخوف هو فيما بعد , عندما تخلو هذه العلاقة من المضمون الأخلاقي والديني ويأتي الشيطان في هذه الأثناء فيزيفها ويحرفها ويدخلها في نفق ينتهي إلى ظلام الشذوذ بين الطرفين .
لابد أن تكون هذه المحبة والعلاقة قائمة على أساس محبة دينية ولابد أن يكون فيها الجانب الإيماني ظاهرا حتى تدوم أيضا وإلا مثل هذه العلاقات لا تدوم , عن أمير المؤمنين عليه السلام (الأخوة بين أهل الدنيا غير دائمة وبين أهل الآخرة دائمة لأن الأولى سببها غير دائم والأخرى سببها دائم ) إذا كانت المحبة قائمة على أساس العاطفة , العاطفة ليست ثابتة ,اليوم أنا مع إنسان في عاطفة قوية منسجمة ايجابية , غدا نختلف فإذا بالأمور تغيرت وكثيرا ما رأينا ذلك .. بينما العلاقة القائمة على سبب أخروي تدوم .
ملاحظة : حكم شرعي يجهله البعض
1_اتفق فقهاء الشيعة على أن اللائط إذا كان بالغا والملوط غير بالغ فإنه تحرم على اللائط أم الملوط وبنته وأخته ولا يحرم على الملوط أحد من قريبات اللائط . ودليل الحكم بالتحريم روايتان معتبرتان, عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام , سئل فيهما عن رجل أتى غلاما , هل تحل له أمه أو أخته ؟ أجاب بالنفي ,لكنهم إختلفوا في التفاصيل التالية :
2-إذا كان اللائط غير بالغ فيرى بعض الفقهاء أنه لا يسبب التحريم
3_وكذلك إذا كان الملوط بالغا فإنه لا يسبب التحريم عند بعضهم
4_إذا كان اللواط بعد الزواج من إحدى قريبات الملوط يرى أغلب فقهاء الشيعة أنه لايسبب التحريم ,لكن البعض يفتي بالتحريم احتياطيا, وسبب الإختلاف ماورد في النص (رجل أتى غلاما) حيث يرى البعض :أن عنوان (رجل) ينطبق على الكبير وليس غير البالغ , وكذلك عنوان (غلام)يطلق على غير البالغ وليس الكبير , بينما يرى آخرون أن المقصود من (رجل) و(غلام)مطلق الذكر , أو يحتمل ذلك .
مصدرتعريف الشذوذ ومضمون الملاحظة : كتاب فقه الأسرة ,,الشيخ حسن الصفار,,ص 135_138
للأمانة منــــــقول