لكل زاوية في هذا العالم الكبير حكاية ..
حكاية حدثت لأحدهم يوما ما و بقي هذا المكان السجل الذي دون
فصول الأسطورة ..
كم واحد منا وقف يوما وسأل نفسه :
ترى ما هي أروع حكاية جرت على هذا المكان ؟؟؟؟
.................................................. ................
لست أعلم ماذا أقول عنه ..
هل كان لقاء عابر
هل كانت الصدفة وحدها التي دفعتنا للجلوس معا ذلك اليوم ؟؟
أقسم أن قوة أكبر من مجرد الصدفة العابثة هي التي قادتنا إلى ذاك المكان
ربما هو القدر
شيء يجذبنا بقوة عظيمة نحو ما هو لنا
نعم لشيء تملكه أنت ودون ان تدري
لقد كانت لي
و إلا لماذا رأيتها
بل لماذا شعرت و انا أنظر إليها بأني أعرفها
بل و أعرفها منذ سنين تفوق سنوات وجودي
ربما منذ الأزل
قبل أن نصل هذا العالم
كانت تبادلني الإحساس بالإحساس
عرفت ذلك حينما نطقنا معا :
هل رأيتك من قبل ؟؟
كلانا شعر بالإحراج و لكن
اقتربت مني بأدب و طلبت إليّ الجلوس إلى جانبها في المقعد الخشبي
الذي يقع مباشرة أسفل شجرة البلوط الفارعة في الحديقة العامة التي اعتدت كل يوم على ارتيادها
لم أرفض طلبها لأنها لو لم تفعل هي لكنت فعلت انا
لحظات من الصمت مرت دون أن يتحدث بكلمة واحدة
و كنت كلما هممت بقول شيء ما حتى أتفاجأ بها تحاول قول ذات الشيء فنتراجع كلانا
كنت افكر في نفسي :
ترى متى سيحين دوري لأتكلم
عندها قررت التزام الصمت لأمنحها فرصة الكلام
و نسيت أن الذي دار في ذهني قد حدث معها تماما
و طال بنا الوقت و وحدها سيمفونية الصمت ترتل لحنا يصعب على كل الجالسين سماعه
كنت اسمع نبض قلبها
كان يتكلم بلغة لا يفهمها غير قلبي
لقد سأله :
ترى هل تشعر بالذي أشعر به ؟؟؟
لم يتأخر قلبي بجوابه :
نعم
و لكن لماذا نشعر هكذا ؟؟
- لا أعرف
و لكن ربما شيء يجمعنا يوما مازال يجذبنا إليه
يدعي قلبي الغباء و يسأل بسذاجة :
شيء مثل ماذا ؟؟؟
يرد قلبها دون جرح لمشاعري :
شيء مثل الحب
شيء يحدث دون أن تعرف ما هو
تشعر بالضياع عندما يبدأ
تتذبذب بين عقلك و قلبك
بعضهم لايدرك ما هو إلا بعد فوات الأوان
و آخرون تمنحهم السماء فرصة التمتع بهذا الحب لحين من الزمن
يسألها قلبي و قد اعتراه الحزن و الأسى :
أليس هناك من يسكن جنة الحب و لا يغادرها مهما كان ؟؟؟
قالت بصوت مرتفع و قد أمسكت بيديّ الباردتين :
هناك من يمكنهم ذلك
و لكن ثق أن الحب رحلة لا تخلو من عذاب
قد يقسم اثنان أن لا يفترقا و لو توالت عليهم الأحزان
و لكن حتى الدهر لن يعدم الوسيلة للنيل من العشاق
انها سنة تجري بها الأقدار
و منذ البدء و لعنة الحب ما أن تقع في قلب انسان
فلن يطيق عنها بعدا و لو أراد منها الخلاص
من يحب يستحيل أن يكره
حتى و أن سئم الصبر و ناله من المحبوب الهوان
نظرت أليها و قلبي يخفق باضطراب :
ترى ما قصة الحب ؟؟
ومن أين بدأ ؟؟
و كيف السبيل للحصول على حب لا تغتاله الأيام ؟؟؟
قالت و دمعة حبستها :
لطاما طرحت على نفسي ذات السؤال ؟؟
و لكن الحب ليس قصة بدأت
فالشيء الذي يبدأ لابد ان ينتهي
و الحب لا ينتهي أبدآ
- كيف و أنا أرى و أسمع كل يوم عن أبشع الخيانات و أسوء العلاقات التي تبدأ
بالحب و انتهت بالكراهية المطلقة
- اتسمي هذا حبآ ؟؟
إذا أنت لم تعرف معناه حقآ ..
الحب إحساس يولد معك و لايموت إلا عندما تموت أنت
و أحيانا يبقى هذا الحب خالدآ حتى إلى ما هو أبعد من الممات
الحب لا يجتمع أبدآ مع الخيانة و الحقد و أي صفة رديئة تحملها النفوس الصغار
الحب فلسفة عميقة و شعور سام لا يحمله إلا ذوي القلوب السليمة
حتى الوحوش تملك هذا الإحساس داخلها لكنه مع الأيام يضمر في زاوية مظلمة
لأن سوء استخدام الشي يؤدي إلى تلفه
وهذا ما يحصل مع هؤلاء الذين تحسب أن لا قلب لهم
هذه الوحوش ليست بحاجة لمن يضربها او يقتلها ليبين لها مفهوم الحب
بالحب وحده يمكنك أن تخلق الحب حتى في الصخر الصلب
إن أردت أن تعيش حبآ حقيقيآ فلا تبحث عنه
لأنه سيأتيك حيث أنت
الحب قدر
هل تملك ردآ لقدرك
و هو تماما كالسعادة التي نرهق أنفسنا في التنقيب عنها
و هي موجودة في داخلنا
لا تحتاج منا سوى التعريف عنها
اعلم أنك قد عانيت كثيرآ ممن كنت تحب
و لكن
هل سألت نفسك يومآ لماذا انتهى ما كان بينكما في أيام قليلة
لقد حدث هذا لأن الذي جمعكما محض عاطفة عارضة سرعان ما انقضت
فلا تجعل الحزن يقتلك
و تيقن بأن الحب لا يعدم من الوجود
و ستراه يوما في مكان ما
كانت هذه آخر كلماتها قبل أن تتركني ذلك اليوم و ترحل
اليوم أكون قد اكملت عشر سنوات على لقائنا
و ها انا أقف تماما إلى جوار الكرسي الذي حوانا ذلك النهار الدافئ
ما زالت كلماتها ترن في قلبي كنواقيس كنائس نوتر دام
قبل عشر سنوات كنت أجلس على هذا الكرسي دائما و لم يكن يعني لي
سوى " مسند للأتكاء "
و لكنه الآن بدات حكاية أسردها كل يوم على أطفالي
أخبرهم فيها عن قصة مكان شاء القدر أن يكون البداية لأنسان حطمه الحب و في نفس
الوقت كان له العطار
ذات الحب الذي نحسب انه قد يمنحنا السعادة يدمرنا بكلمة او بأقل منها
و هو وحده أيضآ القادر على أن يصنعنا من جديد و يخلق فينا الرغبة في العطاء و الإستمرار
الشمس مالت نحو المغيب
و حكاية هذا المكان لن تنتهي
على الأقل بالنسبة لي
و لأولادي طبعآ
نسيت قبل الوداع أن اخبركم بأن تلك الفتاة قد أصبحت زوجتي
و شيء آخر أوصيكم به و امضي
عندما تنظرون إلى شخص ما
و تجدون ان بينكما قوة جاذبة تدفعكما إلى لقاء بعضكما البعض دون أن تملكا في
هذا الأمر الخيار
فلا تتجاهلا ذلك الإحساس
فالحب يولد نبضة صغيرة
لكنها حتما تكون مختلفة
فعود نفسك من الآن على الإصغاء إلى ضربات قلبك
حتى لا تبكِ حين تعلم بأن الحب قد و لد و مات داخلك دون أن يشعر به أحد " حتى انت " ..!!
تحياااتي ..