New Page 1
قديم 25-11-07, 02:07 AM   #1

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

(( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


ملاحظة : هذه القصة من وحي خيالي و الشخصيات والأسماء الموجودة في القصة خياليون وغير موجودة في واقع المجتمع وان تشابهت الاسماء فهذا من باب الصدفة لا اكثر
((( ابن الغريب ))) .
هذه القصة مسلسلة إلى أجزاء سيتم عرض كل جزء حالما سنحت الفرصة ، أتمنى أن تستمتعوا في متابعتها .


((( ابن الغريب ))))

الجزء الأول : من البيت إلى المستشفى ... وصول بدر

الساعة 12:30 من ليل السبت 15/رجب/1407هـ ، المكان مدينة سيهات بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، في هذا الوقت كانت رباب تخوض آلام الطلق وهي وحيدة في المنزل لايوجد من يعينها حين توضع ، مازالت تدور في صالة شقتها الصغيرة حتى زاد عليها الألم فرفعت سماعة الهاتف :
- رباب : ألو
- أم مازن : الو ، نعم
- رباب : أم مازن
- أم مازن : اي والله
- رباب : أنا يارتكم رباب
- أم مازن : اهلين جارة كيفك شو أخبارك
- رباب : الحمدلله ، مادري والله وشو أقولك بس ممكن تخلين ريلك أبومازن يوصلني للمستشفى.
- أم مازن : أيه ممكن حبيبتي سلامات شو فيكي
- رباب : لا بس كأني قربت أولد
- أم مازن : اي يالله هلأ بجي أنا وأبومازن

يتحول المشهد فوراً إلى مستشفى القطيف المركزي حيث ولدت رباب وأنجبت ولداً

- أم مازن : بنحمد الله عالسلامتك اختي رباب
- رباب : الله يسلمك
- أم مازن : شو راح اتسميه لصبي
- رباب " بابتسامة ": مادري يا أم مازن بسس وشو رآيك
- أم مازن : الرآي رآيك وشو ما بتسميه خير وبركة
- رباب : أجل بسميه ( بدر )
- أم مازن " وهي تنظر لطفل ": بدر ... أي والله أسم على مسمى .

وفعلاً سمت رباب بدر ( بدراً ) وعاشت وهي على سرير المستشفى أحلام مستقبلها مع بدر وبدت ترسم لوحة سعيدة وكانت متفائلة جداً في هذا المولود الذي سيغير مجرى حيات رباب .


* * * * * * * * * * * *

الجزء الثاني : أمل رباب

يرن هاتف التلفون عند الحاج فيصل سلمان " أبوعلي " بينما كان هو مشغول ومستمتع في مشاهدة التلفاز و شرب السيجارة وإلى أن ينهي الحاج فيصل سيجارة سيبقى الهاتف يرن ويرن ويرن حتى أنهى فعلاً آخر مزة من سيجارته ورفع سماعة الهاتف :
- رباب : ألو
- أبوعلي: آلووو
- رباب : عمي
- أبوعلي: أي عم ... أنتي تبغين بيت منو
- رباب: هذا بيت فيصل سلمان
- أبوعلي: ايه هذا بيته
- رباب : ماعرفتني عمي
- أبوعلي" بإمتعاض ": أيه ألحين عرفتك ... شتبغين ماوصلك مصروفك بعد ليه متصله
- رباب : عمي أنا ولدت ويبت ولد
- أبوعلي: عالبركة يتربى بعزك .. تبغي تقولي شي ثاني
- رباب" والعبرة تخنق في صوتها " : لا مشكور ياعمي ... علي هني ٭ ٰ .
- أبوعلي" ضحك بصوت مرتفع ": هههههه .. علي كنج ماتدرين عنه .. علي هايت .. هايت ولا ادري عنه .. أصلاً أنا مادري إلا عن مُصايبه إلى يتركها فوق ظهري .. لابارك الله فيه ولا في أمه يوم حملت به وجابته ... أنا مشغول يارباب مع السلامة .
-
· 1 : هني أي هنا أي هل هو موجود بالمنزل

أغلق السماعة ، رباب بقيت صامتة ودموعها تنحدر على خدها ، نظرت لإبنها وهو نائم فوق حضنها فقبلته على رأسه لتخفف على نفسها آلام الوحدة والضياع بسبب الجهل عن واقع المستقبل ، رباب ضنت أن بولادة بدر ستبني لنفسها مستقبل وهاهي الآن تضيع في مجهولين مستقبلها و مستقبل إبنها بدر الذي طلق أباه ( علي ) أمه ( رباب ) بعد أسبوع من زواجهما وبدون أي سبب ، لقد وجد علي في رباب لقمة سهلة بإمكانه أن يفرغ رغبته الجنسية فيها فتقدم لها ليخطبها من ( الغريب ) والدها الذي لايحمل الجنسية السعودية ولاغيرها ويعيش في خربة لايملكها في حي النقا في مدينة سيهات ويقتات على فضلات طعام الناس وقليلاً من النقود اللتي يحصل عليها من جمعه العلب وبيعها لبعض المصانع خارج المدينة ، وحتى ( الغريب ) لم يبقى لرباب فقد مات في يوم دَّخلَت إبنته ( رباب ) ولم يعلم عن موته أحد إلا بعد ثلاثة أيام بعد إنتشار رائحة تعفن جسمه داخل الخربة ، أما علي فقد واسا رباب أربعة أيام على موت أبيها ثم طلقها ليحكم عليها هو والزمن حكم قاسي لا للجرم أقترفته سوى أنها إبنت ( الغريب ) الذي لايتشرف أحد بالزواج من إبنته ، بقيت رباب بعد تلك الموجة القاسية في حالة نفسية سيئة جداً تصبح وهي تبكي وتمسي وهي تبكي وماهون على رباب سوى تعهد الحاج فيصل سلمان ( أبو علي ) بدفع آجار الشقة اللتي تسكنها ومصروف شهري قدره 800 ريال ولم يتبرع ( أبو علي ) بذلك إلا بعد إنتشار خبر ماقترفه إبنه ( علي ) بالفتاة وتحقير الناس لعائلته فما كان منه إلى أن يلقي باللوم كله على إبنه الطائش ويري الناس الجانب الإنساني الذي بداخله .

يدق الباب :
- رباب : مين ؟
- أم مازن : أنا جارتك إم مازن
تفتح الباب وبإبتسامة تقابل جارتها ...
- رباب : هلا والله إم مازن
- أم مازن : ياهلا فيك ... شو أخبارك يا أم بدر
- رباب : بخير الحمدلله .. أحوالك إنتي
- أم مازن : بشكر الله ... إتصلتي بأبوه لصبي .
- رباب : إيه إتصلت .. وياليتني ماتصلت
- أم مازن : خير إنشاء الله .. شو صار معك
- رباب : ولاشي .. رفعها أبوه .. أبوعلي ... وقال لي إنه مو موجود في البيت
- أم مازن : طيب قلتي لأبوه إنك جبت صبي .
- رباب : قلت له وقال لي يتربى بعزك وسكر السماعة بوجهي
- أم مازن : شو قليل أدب هالمخلووق .. شو ماعندنوا إحساس لهالحيوانات .. بجيبوا أولاد وبيرموهن هيك .. روحي إشتكي عليهن .
- رباب : أشتكي لمن ؟!
- أم مازن : عند الشرطة أو أي حدا تاني .
- رباب : يا أم مازن انا من لي أشان يروح ويجي ويوديني .. بعدين انا مو قدهم ولا قد المشاكل ... لي الله .
- أم مازن : الله بياخذ بحئك من هالظلام .

وهكذا بقيت رباب صامدة عازمة على إكمال مشوار الحياة لتحيي إبنها ففي داخلها قهراً وألم ومع ذلك فهي لم تفقد الأمل وأملها كان بإبنها الذي سيكبر وهو سعودي وبأوراق رسمية تثبت ذلك وظنت رباب بأن الجنسية اللتي سيحملها إبنها ستكون فاتحة خير لمستقبله ومستقبلها ، رباب نموذج المرأة القوية اللتي تسير في كفاح وتضع في نصب عينيها أمل رغم مئات المطبات اللتي تعرقل عليها تقدمها لهذا نحو هذا الأمل .
********

الجزء الثالث : بدر .. وحيد


الساعة 8:30 مساء يوم 16/ رمضان / 1407هـ ، المكان شقة رباب حيث كانت متوسدة في وسط الصالة و بدر يبكي بجانبها وهي لاتسمعه ، غريبٌ يا رباب أنك لاتسمعين صوت بدر أليس هو روحك وحياتك ومستقبلك ، أصراخه ضعيف أم أن نومك ثقيل ، إنهضي يا رباب إن بدر يبكي ويصرخ وهاهو الباب يطرق لابد أنها جارتك أم مازن قد سمعت صوت بدر أمازلتي لاتسمعيه .
- طق طق " أم مازن تطرق الباب" : يا أم بدر .. أفتحي الباب .. يا أم بدر مشان الله افتحيه .." نظرت لزوجها " أبو مازن إعمل شي يمكن المرآة فيها شي .
- أبو مازن : شو بعمل يعني
- أم مازن : إكسروا للباب
- أبو مازن : إكسر الباب !!!
- أم مازن : إيه إكسروا
تردد أبو مازن في كسر الباب ولكنه قرر كسره فلا حل آخر سوى هذا الحل ، دخلت أم مازن شقة رباب وكانت الشقة مظلمة و رباب متمددة في وسط الصالة ، ركضت إليها أم مازن ولاكن كان شبح الموت أسرع من إم مازن وما كان بكاء بدر إلا على والدته ، لقد ماتت رباب ، ماتت وخلفت بدراً يتيم ماتت رباب فمن لبدر اليوم ومن له غدا ، لقد كانت متفاءلة كثيراً في أن تعيش وتربي بدراً ويعوضها عن باقي حياتها ، قررت الكفاح لأجل بناء مستقبل إبنها و ضمان أن لايكون مصيره كمصيرها ولكن كان الموت عليها قاسياً وهكذا هو الموت دائماً ما يبعدنا عن أحباءنا عندما نكون نحن في أمس الحاجة لهم ، وهاهي تجهز لتدفن فمن في جنازتها ومن سيقيم عليها العزاء أودعت في آخر مكان لها في الدنيا في حفرة ضيقة كضيق الدنيا اللتي عاشتها رباب ، رباب اليوم أغلقت صفحة حياتها ولكن أبقت في الحياة بدراً ليصارعها .


- أم مازن : وهلأ ... شو بنعمل بصبي
- أبو مازن : شو بعرفني .. بنوديه لأبوه
- أم مازن : وشو عرفنا بمكان أبوه
- أبو مازن : عم تسأليني لألي!! .. أسألي حالك .
- أم مازن : بئلك عندي حل
- أبو مازن : ئولي شو الحل اللي عندك ؟!
- أم مازن : جدُ لبدر بجي كل شهر بيعطي المرحومة أم بدر مصروفها .. شو رأيك بننطر حتى آخر الشهر وبنخلي بدر عندنا .
- أبو مازن : أنا ماعندي مانع .. بس ئولك ماراح يزعل جدو لبدر
- أم مازن : بيزعل .. قول إنشاء الله بياخذوا لإبن إبنُه .. هذا إزا ما أخذوا وزدوا في شارع .
- أبو مازن : اوف اوف ... لشو بيزدوا
- أم مازن : مابعرف يا أبو مازن ... بس الله يستر على هالصبي .

* * * *
اليوم 29/رمضان/1407هـ ، الزمان : 10:00 مساءاً ، المكان : أمام شقة المغفور لها بإذن الله رباب إبنت الغريب ، حيث كان أبو علي يدق الباب كي يسلم طليقة إبنه ( علي ) مصروفها أو نفقتها الشهرية ولكن مامن مجيب ، أحتار عقل أبوفيصل أين ذهبت المرأة وليس من عادتها الخروج من منزلها ، بعد إنتظار قليل قرر المضي وعدم العودة ولكن شاء الله أن يخرج أبومازن من شقته فيقابل أبوعلي ، فرح أبومازن وقال :
- أبو مازن : السلام عليكم
- أبوعلي: عليكم السلام والرحمة .... أنت ساكن هنا في هذي الشقة
- أبو مازن : ايه انا ساكن هون وأنا جار أم بدر
- أبوعلي : أيه أهلاً وسهلاً .... يالله في امان الله
- أبومازن : وين يا بو علي مابدك تعرف وين هي أم بدر زوجة إبنك
- أبوعلي: رباب .. وش دراك إنها مو في البيت لايكون هي في بيتكم وانا ادقدق الجرس عليها .
- أبو مازن : أم بدر يا بو علي عطتك عمرها
- أبوعلي: رباب ماتت .... متى ؟!
- أبو مازن : قبل جمعتين
- أبوعلي: قبل اسبوعين ... وليه ماخبرتونا
- أبو مازن : والله حاولنا اندور بإغراض المرحومة عن ارقام .. لكن للأسف ماعنده مفكرة أرقام نقدر من خلالها نوصل لألكن .
- أبوعلي: إنالله وإناليه راجعون .. كلنا لها والله يرحمها .. عموماً ماقصرت ويالله في آمان الله .
- أبو مازن : شو يا بو علي ... على وين؟!
- أبوعلي : وشي اللي شو .. خلاص المرآة وماتت وأكيد دفنتوها .. لايكون مخلينها للحين بالثلاجة .
- أبو مازن : لا يا بوعلي بسس بدر .
- أبو علي : بدر أي بدر؟!
- أبو مازن : بدر إبن إبنك !!
- أبوعلي: اي إبن المرحومة .. وهو وين ألحين ؟
- أبومازن : بدر بالحفظ والصون وهو عنا عم تعتني فيه أم مازن طول الفترة الماضية وهلئ بجيوه إلك .
- أبوعلي : والله ماقصرتوا ورايتكم بيضة يابومازن ... وعالعموم خذ هذي لفلوس وفوقهم ذي وخلوا الولد عدكم لين أشوف له دبره .
- أبومازن : بسس يا.. بو بدر
- أبوعلي: لابس ولا شي .. سويت جميل كمل جميلك وأنا ماراح أقصر وياكم راح أرسل لكم كل شهر مصروف الولد وقيمة تربيتكم ... ولا المرحومة ماكان إلها خاطر عندكم .. مع السلامة .

نزل بعدها من سلم العمارة ليذهب ، ذهب أبوعلي ويظن بذهابه أنه كسب الجولة ، طبيعة التربية اللتي عاشها أبوعلي جعلته قاسي وعمله في الصحراء وإختلاطه مع البدو عززت هذه القساوة في أبو علي ، ذهب ولم يبالي بل لم يهتز له شئ فهاهو يعيد الروتين المعتاد كل شهر بإرسال المال دون تحمل أي مسؤولية حقيقية أو دفع ثمن حقيقي لأخطاء تربيته لإبنه علي .

أما أبومازن فسترجع وفوض أمره إلى الله وقبل ببدر إبن له بجانب إبنه مازن الذي يدرس في إحدى جامعات الشام ، دخل منزله ونقل لزوجته ماجرى بينه وبين ابوعلي فصمتت ونظرت لبدر ودموعها تذرف على خدها تعاطفاً معه .
***************************************
* الجزء الرابع : طبول حرب الخليج الثانية



اليوم 15/ 1/ 1411 هـ حيث كان أبومازن و أم مازن يحضران شنطة سفرهما لأنهما نويا الرحيل بعد دخول جيش (نظام صدام) الكويت فقد كانا يخشيان كما خشي كل السعوديون بأن تكون بلاد نجد و الحجاز الهدف الثاني لصدام بعد الكويت حيث كانت المنطقة تشهد استقبال الكثير من اللاجئين الكويتين في الاراضي السعودية وكانت رواياتهم عن ماجرى في أرضهم من قتل وتجزير يبث في نفوس ابناء المنطقة الخوف من أن يكون صدام قد اتخذ من السعودية الهدف الثاني بعد الكويت وبالذات انه كان يطالب قبل غزوه الكويت الدولتين " السعودية و الكويت " بإسقاط الديون اللتي تتكبدها على عاتقها العراق من حرب الخليج الأولى.

عملية التوظيب للسفر تجري بصمت بين ابومازن وأم مازن حيث كان الهدوء يعم المكان ولاتسمع سوى صوت بدر وهو ينادي أم مازن ( ماما ) كانت تنظر اليه وعيناها مغرقة بالدموع فقد عاشت معه حين ولد وربّته بين ذراعيها فقد كانت ام حقيقية له ، ليس بلأمر الهين ان تتركه اليوم مع غريب آخر قد يحسن تربيته وقد لايحسن ذلك ، جرى الخوف في قلب أم مازن على صغيرها فنظرت لزوجها ودموعها تذرف على خديها :
- أبومازن: إتصل مره تانية على أبوفيصل بلكي رجع من العراق والله مو هين على قلبي بترك الصبي مع غرباء مابيعرفوا للصبي .. الصبي ربي معنا وبيعرفنا واحنا اهله ... والله مو هينه بتركه هيك .
اخذت بدر الى صدرها واشهقت بالبكاء ، بينما ابومازن استرجع وتقرب اليها وقبلها على رأسها وقبل بدر واخذها بين ذراعه :
- حبيبتي احنا هلئ ولا بعدين لازم نرجع عالشام وبما ان الحرب دقت طبولها فشو بيقعدنا هون .. لاتنسي ان احنا عندنا ولد وقاعد لوحده بالشام وقلبه معنا هون .. هين عليكي تتركي بدر ما هين عليكي تتركي مازن ... شو راح يصير لبدر ... انشاء الله جدوه راح يرجع من العراق وبياخذه من الجيران .
زاد بكاء ام مازن فأم مازن تعلم جيداً بأن ليس لبدر اهل غيرهم بل اعتبرت بدر ابن ثاني لها وربما اقتنعت في قرارة نفسها بأنه سيعيش معها الدهر كله ولم تضع لإختلاف الجنسية وغربتها أي موازيين فالعشرة والتربية ربطتها ببدر فأعمتها عن باقي الحقائق لذلك وعلى أن الولادة هي عملية صعبة تكاد أن تأخذ معها روح الأم إلا أنها قد لاتكون كقوة المعاشرة والتربية فالتربية والعشرة رباط قوي يجمع البشرية صعب فكه لذلك ( من رباني كمن ولدني ) و قيل في المثل ( من علمني حرفاً كنت له عبداً ) وعلى أن بدر كان ينتمي لأسرة جده فيصل سلمان ألا أن اسرته الحقيقية واللتي تجمعه معهم روابط الرحم لم تحن وتضمه كما ضماه ابو مازن و أم مازن .

نام بدر في حظنها بينما هي كانت تجول بفكرها حول مصيره إذا تخليا عنه وتركاه لدى غرباء لايعرفان عنهما سوى مايعرفه الجار عن جاره ، نظرت لزوجها الذي تمدد على الفراش :
- أم مازن : انا مش طالعه بكرة عالشام .
بقي أبو مازن صامتاًلم ينطق بشئ ولم يعترض أو يبدي بل بقي ينتظر منها أن تكمل
- أم مازن : بدر إبني متل ما مازن إبني ربيته في حظني وعطيته من حناني .. مازن شب كبير وهو في الشام بآمان أنا قابله بشو ماراح يحصل لي مع بدر في الأيام الجايه .
أعتدل أبو مازن في جلسته وبقي ينصت لكلام زوجته :
- أم مازن : الولد مش آمانة عندنا الولد إبننا وأنت بتعرف هالحكي مضبوط انت بتعرف وانا بعرف انه جد بدر ماراح ياخذه منا ... اصلا هو مابدو اياه .... الولد ماعندوا في هالدنيا غيرنا .
مسك بيدها ونظرا اليها وأبتسم :
- أبومازن : خلاص راح نبقى هون واللي كاتبه الله راح يصير .
نظرت ام مازن اليه و وجها قد شقته ابتسامتها رغم استمرار جريان دموعها .. قَبّل ابو مازن يدها وقرر المغامرة في البقاء في الغربة من أجل بدر .

انتهت حرب الخليج الثانية بهزيمة نظام صدام وعاد اللاجئون الكويتيون لأوطانهم ولم يتأثر المواطنين ولا المقيمين بالحرب ، أبو علي ( فيصل سلمان ) عاد من العراق قبل بدء حرب تحرير الكويت بعد ان علق في الحدود العراقية عشرين يوم .

* الجزء الخامس : اللقاء الأول

الزمان 11/ 7 / 1421هـ المكان سيهات بجانب الإشارة الأولى من شارع 15 بجانب مجمع الحطيبي التجاري حيث كانت الإشارة حمراء و ( علي فيصل ) متجهاً إلى حي السلام بسيهات رن حينها هاتف جواله ... نظر الى شاشة الهاتف كان المتصل ( نوال ) زوجته اعاد الجوال لرفه في السيارة وتجاهل الإتصال ، محاولاً تناسي الإتصال قام برفع مسجل السيارة حتى فتحت الإشارة وقبل ان يحرك السيارة قرر الرد اخذ الهاتف وتحرك بسيارته اجاب بـ ( نعم .. ) ثلاثة أحرف قالها وإذا بـسيارة من نوع كابريس88 متجهاً بإتجاه علي وتضرب سيارته اللتي من نوع هوندا سيفك .

نقل ( علي فيصل ) على إثرها إلى مستشفى القطيف المركزي وكانت حالته صعبة فقد وصل المستشفى مغشاً عليه .. ادخل الى طوارئ المستشفى المركزي بالقطيف وتلقى الإسعافات الأولية وتلاحق عليه بعدها ابواه فيصل سلمان و أم علي وزوجة علي .



حيث كان أبومازن يستعد للصلاة رن هاتف المنزل ... قرر تجاهل المكالمة ولكن هناك فضول يدفعه لمعرفة من المتصل ؟! تراجع عن قراره واتجه لسماعة الهاتف :
- آلو ..
- آلو .. بابا
- بدر .... من وين عم تحكي يابدر
- بابا انا بالتوقيف
- التوقيف .... ليش شو صاير
- عملت حادث بالسيارة واخدوني عالتوقيف .
- عملت حادث !!! وهلئ أنت شو أخبارك منيح ؟؟
- ايه منيح ..بسس ... بابا فيك تجي لعندي عالتوقيف .
- ايه اكيد فيني ... هلئ بجي .

اغلق سماعة الهاتف وكان قلبه يخفق ويرسم مئة سؤال وسؤال ... لماذا بدر في التوقيف وبدأ يرسم التوقعات حتى لحظة وصوله إلى توقيف القطيف .. دخل المركز كاللهفان الحائر يسئل من كل جهة ( أين إبني ؟؟ ) حتى وصل لبدر فستقبل إبنه بين ذراعيه وتفقد صحته و جسمه حتى تأكد من سلامته لقد كان في قلب أبومازن شعور الخوف على الإبن ، شعورٌ لا يحس فيه إلا أب حقيقي ياترى هل هذا الخوف والحنان متواجد في قلب علي ؟؟!!.
جالس بجانب إبنه وبدأ بينهم حوار :
- كيف صار الحادث ؟؟
- بئلك بابا بسس ماتزعل .... كانت الإشارة صفرة وكنت جاي مسرع قبل ماتقلب حمرة ماكان عندي وقت بكبس عالفرامل كان ممكن تتزحلق من عندي السيارة لو عملت هيك ... وهيك قطعتها لللأشارة وضربت سيارة هوندا جديدة .
- وصاحب السايرة كيفوا ؟؟
- صاحب السيارة ... مابعرف شو اخباروا .. فيك بابا تروح تشوف لي شو صار معوه ؟؟ .
- اكيد بدي رووح لو صار إلو شي راح ندخل في مشاكل كبيرة .. انشاء الله ماصر إلأه شي.

خرج من المركز أبو مازن إلى مستشفى القطيف المركزي باحثاً عن حادث حصل قبل ساعتين في مدينة سيهات ، وجد أبومازن مراده في طوارئ القطيف المركزي ولكنه وقف جامداً عندما عرف صاحب السيارة ( علي فيصل سلمان ) أنه ابو ( بدر ) أنه والده الفعلي ... الافكار والمخططات إنمحت من فكر ابومازن وصار همه لو عرف بدر ؟؟ وكيف سيقابل فيصل سلمان بعد ان غير ابومازن عنوانه بعد إدخال بدر المدرسة فوراً وقطع اتصالاته به ... خرج ابومازن من مستشفى القطيف المركزي متحيراً ماذا يفعل ؟؟!

عاد لمنزله وجلس يفكر ... ما الحل ؟! ، ماذا أفعل ؟! ، اسئلة كثيرة وافكار متشتتة كانت تمر بأبومازن وبينما هو على حاله إذا بالهاتف يرن ... من المتصل لابد انها الشرطة أو بدر أو .. قطع هذه الوسوة برفع سماعة الهاتف :
- آلو .. مين
- كيفك بابا
- مازن .... " تنفس الصعداء " كيفك يا ابني ؟!
- منيح كيفك بابا وكيفوا بدر انشاء الله منيح .... ماما هون وبدى تكلمك
- آلو كيفك ابومازن .. شو اخبارك كيفوا بدر .. انشاء الله كلكم منيحين .
- بخير يا أم مازن كلنا بخير لادير بال ... انا وبدر بألف خير حتى هو هلئ برا البيت طلع يذاكر مع اصحابوه .
- منيح كتير ... شنو قلبي عم بيدق عليه وخايفانه كتير عليه من بعد حلمت امبارح .
- خير اشناء الله ؟؟!!
- حلمت يا ابومازن انوا فيصل سلمان عم يذبح الصبي ومن قعدت الصبح وانا خايفة كتير من هالحلم وهلئ ارتحت بعد ماطمنت عليكم .

انهى المكالمة أبومازن وزاد قلبه خوفاً .. تعوذ من الشيطان مراراً وعاد للتفكير .






( حمد لله على سلامتك ) قالها ابوعلي ووجه ملئ بالسعادة لسلامة إبنه وشاركته الفرحة زوجته ( ام علي ) و نوال زوجة علي .
( حمدلله على سلامتك ياعلي ) قالتها نوال وهي جالسة بجانبه تريد ان تثبت له كم كانت خائفة عليه .
( الحمدلله اللي الله سلمتك يا وليدي من هالحادث وحسبي الله على من كان السبب ) ام علي ولو تعلم على من تتحسسب .. مسكينة ام علي تريد مواساة إبنها وتخفيف آلمه ولو تعلم على من تدعي.

علي الذي كان يتألم حيناً ويدعي ذلك حيناً آخر نظر لأبوه بنظرة البريئ المسكين :
- أي والله الحمدلله على السلامة بغيت ارووح فيها .... مادريت يبا اللي صقعنا وينه ؟؟
- ألا دريت يقولون اللي صقعك بزر[1] عمره 14 سنة ... الشره مو على هالبزر الشره على اهله اللي عطوه السيارة اشان يذبح في خلق الله .... ولاتخاف يا علي انا اربيهم واخذ حقك وزيادة.

[1] : أي صغير

الجزء السادس : بدر في التوقيف


عندما كان يسافر بدر مع ابويه إلى شام كان ينظر في البلاد نظرة التطور والحضارة ويضع الفروق في العمران الحضاري بين الشام و السعودية ، اليوم بدر عرف أن الأمر الوحيد الذي ربما ستتشابه فيه البلدان هو ( السجن ) الذي هو عبارة عن غرفة تكدست فيها كومة من الأوساخ جمعت مع بشر خالفوا القانون أو النظام دون الإكتراث لأحوال الموقوفين الصحية أو الخوف عليهم من الأمراض الجرثومية اللتي قد تنتج عن هذه الأوساخ اللتي يعيشون بينها ، بدأ ينظر من حوله هو أصغرهم سناً كان ينظر الى كل شخص نظرة مطولة وكأنه يعلق في داخله على كل منهما ، يقترب من بدر أحدهم ويجلس بجانبه ثم يسلم عليه ويقدم له علبة السجائر فاتحاً اياها .. بدر هز رأسه وقال ( مابدخن ) إبتسم وسأله :
- من وينا إنت ؟
- من الشام ..
إبتسم مجدداً واكمل حواره
- إيييه عالشام ... اتصدق انا كل سنة اروح الشام ولا أزهق منها ... ياشيخ ديرتكم حياة

بقي بدر ساكتاً ومازال الخجل يسيطر عليه وربما الخوف من غرابة الشخص الذي بجانبه وأكمل زميله في التوقيف حديثه :
- انت من وينا في سوريا
- انا من قلب الشام
- أنا والشباب كل سنة نرووح الشام إنجمع طول السنة حق انرووح في الصيف الشام وبس انروح على طول ننزل الشام حق الوناسة.. حتى السيدة مانزورها إلا آخر يوم إذا جينا نطلع انزورها ونرووح ... نروح الارض السعيدة و كازينوهات و ......
بدر كان يستمع إليه وهو مستغرب من هذه الشخصية اللتي تعمل طوال السنة بكد وتعب وفي أقسى الأعمال ليصرف ماله بعدها في أتفه الأمور .. بدر تربى في منزل عايش فيه الغربة و تعلم من ابويه ان موطنه هو الشام وكم كان يشتاق إلى الشام في كل عام ، تعلم بأن والده أغترب لكي يعيشه ويعيش أخوه الذي خلق في الدنيا وبدر يراه في الشام ، تعلم بأن أبويه لم يعودا للشام من أجله ولأجله ، إن المفهوم والمنطق في الوجود في الحياة الذي تربى عليه بدر يختلف تماماً عن مفهوم هذا الشاب الذي أجبرته ظروفه الصعبة عن التخلي عن دراسته وإجباره للعمل في سوق السمك .


الجزء السادس : المواجهة

لم يكن يشغل أبومازن أمر قطع بدر الإشارة بقدر ما يشغله أمر تحويل بدر إلى السجن في حال عدم تنازل ( علي فيصل ) عن بدر ، وفي نفس الوقت كان يخشى من المواجهة .

تعب من كثر التفكير والوقت الذي لديه قصير ، إذا لم تواجهم يا أبامازن فسيعرفون لوحدهم ، قرر المواجهة لعلى وعسى ان تنجح ، توجه أبامازن إلى مستشفى القطيف المركزي حيث يرقد علي وفي وقت الزيارة ، كان ابوفيصل حينها يجلس بجانبه ابنه ويداريه كالطفل الصغير... وفجأة .

أنتبه
- ابوفيصل : أنت !!!
بثقة يجيب :
- ابومازن : ايه انا يا ابوفيصل .... لشو مستغرب .. جاي أطمن على إبنك علي .
بشمئزاز وتكبر :
- ابوفيصل : وش ذكرك بعلي طول هالسنين
- ابومازن : جايك في الحكي يا أبوفيصل .. ( نظر لعلي وهو يبتسم ) بس الأول نطمن على علي .. كيف صحتوا ؟!
- ابوفيصل : علي بخير والحمدلله ... قول وش عندك .
- علي : يبا منهو ديه [1]؟؟
بحرقة وقهر يجيب :
- ابومازن : انا ياعلي اللي حافظت على الآمان اللي أعطاك الله اياها 14 سنة ومستعد حافظ عليها باقي عمري وماكنت اتمنى يوم بعتاز إلكم ولا كنت بتمنى يوم إبني بدر يعتاز إلكم او يعرف انكم موجودين ولو لا الأقدار اللي خلتني بجي لعندكم كان ماشفتوا وشيي الى يوم الحساب .
- ابوفيصل : ولد ولدي شفيه يا ابومازن ... اخلص وقووول
- علي: ولد ولدك أي ولد !!!
- ابومازن : إبني بدر هو اللي تسبب في حادث إبنك علي وبدي منك يا اوبفيصل تتنازلوا عنه .
- ابوفيصل : بدر ولدنا وهذا أبوه ... ومافي ابو يسجن ولده واحنا بنتنازل مو عشانك ... عشان ولدنا ... واما على التربية فيا ابومازن حقك كان يوصلك لو ما خفيتك طول هالسنين وحقك محفوظ عندنا وبيوصل لك .
- ابومازن : وبدر ؟؟!!
- ابوفيصل : بدر الحين بنتنازل عنه .

وانطلق بعد انهاء الاجراءات القانونية اللازمة ابومازن ومعه ابوفيصل في سيارة واحدة معاً إلى توقيف القطيف وكان بدر ينتظر هناك المفاجأة اللتي ستقدم له .

استقبل بدر ابومازن بتقبيل يده ومن ثم نظر مطولاً إلى ابوفيصل وسلم عليه مستغرباً ، ابوفيصل كانت في نظراته نظرات فرح وسرور لرؤية ابن ابنه الذي اصبح رجلاً .
- ابوفيصل : الساعة كم الحين يا بدر ؟؟
- بدر : 8 الصبح
- ابوفيصل : الساعة 10 الصبح انت برى هالمبنى ... شرايك ؟!
- بدر : عن جد .... بشكرك عمو كتير .

بدر كان ينظر لأبيه ابو مازن بفرح شديد ... ولاحظ ان ابيه كان ينظر اليه بنصف ابتسامة وعيناه تود لو تسقط الدموع المحتسبة في داخلها ، ابومازن بدأ خائفاً من ابتعاد بدر الذي سعى في تربيته 14 عام حتى سكن روحه كما سكن روح امه ، ابو مازن بدأ خائفاً مما تخفي له الأيام القادم .

[1] ديه : أي هذا .. من هذا

الجزء السابع : إنه إبننا

- حمدلله على سلامتك يابني .
قبل يد ابيه وشكره .

بدر كان ينظر لأبيه الذي يتصرف بشكل غريب فمزاجه شبه سيئ ولا يظهر عليه أي مظهر من مظاهر الفرح بخروجه بالسلامة ، بقي الصمت هو السيد طوال الطريق بينما ابومازن اكتفى بلإستماع الى الراديو ونشرة الأخبار ، وصلا الى سيهات ولكن إنحرف ابومازن عن طريق المنزل وتوجه ناحية الواجهة البحرية بسيهات حيث دار حولها ثلاث مرات وهو ساكت دون نطق بشئ وبدر ينظر وهو مستغرب وينتظر زبدة هذه الافعال حتى توقف ابومازن تحت كبري سيهات حيث المكان منقطع ولايرتاده احد .
وبهدوء قرر ان يفتح الموضوع مع ابنه بعد ان كان يتأمل معه البحر ويتسليان برميه بالحجر :
- بدر إبني بدي ئولك كلام ولازم تستوعبه وتتقبله دون إنفعال .
- شوفي يابي ... ماما ومازن بهم شي؟؟ .
- كلن بخير والموضوع مابيخصهم ... بخصك انت ... انت وبس ... بتعرف يا ابني انه انا و امك ( ام مازن ) مشش امك وابوك اللي جابوك ... واللي مابتعرفوا انه ابوك الحقيقي موجود وحي.

علامات التعجب تحبط بدر وشلال الدموع بدأ ينهمر :
- ششو قلت يابي ... ابي اللي كان هو السبب في ولادتي على هالعالم حي مشش ميت .
- ايه يابني حي وعايش .

بدأ يمسح دموع عينيه بعد ان احتضنه ابوه عند صدره ليخفف عليه هول الصدمه :
- طيب يابي .. وينو عني ليش ماسئل فيني... ليش ماهو رباني مثل ماكل ابهات بربوا اولادهم .
- يابي والله مابعرف شو بقوول لك .
- طيب ليش هلأ قلت إلي ... ماكنت انا بخير بدون مابعرف عنه شي .
- انا قلت لك يابي لنه ابوك هلأ بدوا إياك .
اعتدل عن حضن ابيه و وقف على رجليه وبدأ وجه المحمر يتصبب عرق شديد وبصوت مرتفع :
- ومين قال هو ابي .. او انا بدي اياه .... وينو عني طول هالسنين .. انا مشش ابنوه ... انا إبنك انت .... انت ابي وبس .
- بدر ... ماتصعبه عليي الله يرضى عليك ... انا مش ابوك انا اللي ربيتك ... ابوك بدوا اياك ترجع إله هلأ ... وإذا مارجعت إله ماراح تشووف بيت يظلك .

سكتا بعدها واركب ابومازن بدر السيارة وعادا للمنزل ، بدر دخل غرفته ورما نفسه على سريره وبدأ ببكاء شديد ، بينما ابومازن كان يستمع لبكاء بدر من خلف الباب وعيناه يسيل منها دموع الحسرة والقهر والألم ، هي ليست بالمدة القصيرة فقد اعطى ابومازن وام مازن لبدر الكثير منهما حتى اعتقدا انهم لن يفترقوا عنه ابداً ولكن هاهي الأمانة اللتي استودعها لديهم الحاج فيصل سلمان ستعود إليه دون خدوش او رتوش وجاهزة على أتم وجه .


الجزء الثامن : لحظة فراق

- فيصل سلمان : ها قلت للولد
- ابومازن : ايه قلت إلو .
- فيصل سلمان : وشنو كانت ردة فعله ؟.
- ابومازن : انت شو تتوقع ردة فعله ... اب مابيسأل عن ابنه 15 سنة كيف بدك تكون ردة فعل الصبي لما يقول ابوه هلأ بدي اياك .
- فيصل سلمان : عن اللغو والهرج اللي مامنه فائدة وقوم يالله قول للولد جدك ينتظرك بياخذك لبيتك .

إنطلق ابومازن ليقدم على خطوة هي اصعب خطوة يمر بها في حياته ، أي قلب لديك يا ابومازن واي قلب لديك يا ابوعلي فسبحان من خلق وفرق ، يدخل ابومازن شقته ويطرق باب غرفة ابنه ويدخل بعدها .
بدر كانت عيناه زرقاوتان يبدو انه ذرف دموع كثيرة ، صورة بدر بهذه الحالة كانت قاسية على قلب ابومازن ولكن ومع ذلك قرر ابومازن ان ينهي الجزء الذي لعبه في قصة مثلها منذ 15 سنة ... لقد تعب من هذا الدور ( بدر .. جدك ينطرك تحت ) قالها وخرج من الغرفة ، بينما بدر بقي الجثة اليابسة اللتي ماعادت تستوعب كل هذه الصدمات المتتالية ، خرج من غرفته ونظر لأبيه وعيناه مغرقة بالدموع ( خلاص ... بروح مع رجال غريب ... وانت ابي ) ابومازن الذي وضع رأسه على يده بكى ايضاً ولأول مرة امام ابنه وماكان لديه جواب سوى البكاء ، بعدها خرج بدر لجده الغريب عنه ليلقاه لأول مرة .


لها تتمة .....



إنتهاء جزء العرض السادس من القصة



أنتظر التتمة



تحياتي
__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

التعديل الأخير تم بواسطة منتظر ; 17-12-07 الساعة 06:33 AM.

منتظر غير متصل  

قديم 26-11-07, 12:34 AM   #2

pink lady
عضو متميز

 
الصورة الرمزية pink lady  







رايق

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


يسلموو ع القصه



ننتظر الأجزاء الباقيه..(مو تتأخر)



تحياتي..
__________________

pink lady غير متصل  

قديم 26-11-07, 12:43 AM   #3

قصه شهد
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية قصه شهد  







حزين

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


اخي منتظر
القصه عذااااب..ورائعه
وفي قمه الروعه

ننتظر الاجزاء القادمه
وانا من المتابعين

فالقصه اعجبتني بدايتها
موفق
اختك
ودوع
__________________



وحشتوني

قصه شهد غير متصل  

قديم 26-11-07, 01:02 AM   #4

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pink lady
 
يسلموو ع القصه





ننتظر الأجزاء الباقيه..(مو تتأخر)




تحياتي..
  

إنشاء الله ما بتأخر وبكرة بإذن الله سأعرض الجزئين الثالث والرابع.. اسعدني كثيراً مرورك .

تحياتي
__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

منتظر غير متصل  

قديم 26-11-07, 01:05 AM   #5

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصه شهد
 
اخي منتظر

القصه عذااااب..ورائعه
وفي قمه الروعه

ننتظر الاجزاء القادمه
وانا من المتابعين

فالقصه اعجبتني بدايتها
موفق
اختك

ودوع
  



الحمدلله ان بدايتها اعجبتك
وترى الأكشن مابدى بعد
أشكرك اختي الوديعة قصة شهد على مرورك الطيب
وعلى فكرة لك الفضل في قراري عرض ماكتبت من قصص
في المنتدى فقد اسعدني ردك كثيرا في قصتي ( زينب في حرم ابا الفضل )

تحياتي

__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

منتظر غير متصل  

قديم 26-11-07, 02:09 AM   #6

زهرة الحب
عضو مؤسس  







حزين


بدايهـ موفقهـ
وأسلوب رائعـ ,,

متابعة لقصتك أخي منتظر ولا تتأخر علينا بالجزء الجديد..

أختك
__________________
حنان الوالدة غالي وقليلة كلمة الغالي
ولا الدنيا تعوضها إذا تركت محل خالي

زهرة الحب غير متصل  

قديم 26-11-07, 02:49 AM   #7

قلب أبيض..
...(عضو شرف)...  






رايق

جميل .. بس عليك ملاحظات :.
- الخط " ترى عويناتنا بتروح فيها "
- هذه نصيحة :
لا تجعل من الحوار مادة للأحداث .. يعني لا تكثر من الحوار .. على العكس بالسرد
حاول توازن بين لغة الحوار ولغة السرد .. بحيث لا تفوق لغة على لغة ..
احياناً طول الحوار يشتت القاريء ..


وبالتوفيق يا خووي

قلب أبيض.. غير متصل  

قديم 27-11-07, 12:00 AM   #8

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


زهرة الحب

يشرفني تواجدك ومتابعتك

قلب ابيض
ملاحظاتك جميلة زين انك نبهتيني لأنك كنت متحير في النقطتين وتسلمي ويشرفني متابعتك

تحياتي

__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

منتظر غير متصل  

قديم 27-11-07, 12:01 AM   #9

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

تتمة القصة


الجزء الثالث : بدر .. وحيد


الساعة 8:30 مساء يوم 16/ رمضان / 1407هـ ، المكان شقة رباب حيث كانت متوسدة في وسط الصالة و بدر يبكي بجانبها وهي لاتسمعه ، غريبٌ يا رباب أنك لاتسمعين صوت بدر أليس هو روحك وحياتك ومستقبلك ، أصراخه ضعيف أم أن نومك ثقيل ، إنهضي يا رباب إن بدر يبكي ويصرخ وهاهو الباب يطرق لابد أنها جارتك أم مازن قد سمعت صوت بدر أمازلتي لاتسمعيه .
- طق طق " أم مازن تطرق الباب" : يا أم بدر .. أفتحي الباب .. يا أم بدر مشان الله افتحيه .." نظرت لزوجها " أبو مازن إعمل شي يمكن المرآة فيها شي .
- أبو مازن : شو بعمل يعني
- أم مازن : إكسروا للباب
- أبو مازن : إكسر الباب !!!
- أم مازن : إيه إكسروا
تردد أبو مازن في كسر الباب ولكنه قرر كسره فلا حل آخر سوى هذا الحل ، دخلت أم مازن شقة رباب وكانت الشقة مظلمة و رباب متمددة في وسط الصالة ، ركضت إليها أم مازن ولاكن كان شبح الموت أسرع من إم مازن وما كان بكاء بدر إلا على والدته ، لقد ماتت رباب ، ماتت وخلفت بدراً يتيم ماتت رباب فمن لبدر اليوم ومن له غدا ، لقد كانت متفاءلة كثيراً في أن تعيش وتربي بدراً ويعوضها عن باقي حياتها ، قررت الكفاح لأجل بناء مستقبل إبنها و ضمان أن لايكون مصيره كمصيرها ولكن كان الموت عليها قاسياً وهكذا هو الموت دائماً ما يبعدنا عن أحباءنا عندما نكون نحن في أمس الحاجة لهم ، وهاهي تجهز لتدفن فمن في جنازتها ومن سيقيم عليها العزاء أودعت في آخر مكان لها في الدنيا في حفرة ضيقة كضيق الدنيا اللتي عاشتها رباب ، رباب اليوم أغلقت صفحة حياتها ولكن أبقت في الحياة بدراً ليصارعها .


- أم مازن : وهلأ ... شو بنعمل بصبي
- أبو مازن : شو بعرفني .. بنوديه لأبوه
- أم مازن : وشو عرفنا بمكان أبوه
- أبو مازن : عم تسأليني لألي!! .. أسألي حالك .
- أم مازن : بئلك عندي حل
- أبو مازن : ئولي شو الحل اللي عندك ؟!
- أم مازن : جدُ لبدر بجي كل شهر بيعطي المرحومة أم بدر مصروفها .. شو رأيك بننطر حتى آخر الشهر وبنخلي بدر عندنا .
- أبو مازن : أنا ماعندي مانع .. بس ئولك ماراح يزعل جدو لبدر
- أم مازن : بيزعل .. قول إنشاء الله بياخذوا لإبن إبنُه .. هذا إزا ما أخذوا وزدوا في شارع .
- أبو مازن : اوف اوف ... لشو بيزدوا
- أم مازن : مابعرف يا أبو مازن ... بس الله يستر على هالصبي .

* * * *
اليوم 29/رمضان/1407هـ ، الزمان : 10:00 مساءاً ، المكان : أمام شقة المغفور لها بإذن الله رباب إبنت الغريب ، حيث كان أبو علي يدق الباب كي يسلم طليقة إبنه ( علي ) مصروفها أو نفقتها الشهرية ولكن مامن مجيب ، أحتار عقل أبوفيصل أين ذهبت المرأة وليس من عادتها الخروج من منزلها ، بعد إنتظار قليل قرر المضي وعدم العودة ولكن شاء الله أن يخرج أبومازن من شقته فيقابل أبوعلي ، فرح أبومازن وقال :
- أبو مازن : السلام عليكم
- أبوعلي: عليكم السلام والرحمة .... أنت ساكن هنا في هذي الشقة
- أبو مازن : ايه انا ساكن هون وأنا جار أم بدر
- أبوعلي : أيه أهلاً وسهلاً .... يالله في امان الله
- أبومازن : وين يا بو علي مابدك تعرف وين هي أم بدر زوجة إبنك
- أبوعلي: رباب .. وش دراك إنها مو في البيت لايكون هي في بيتكم وانا ادقدق الجرس عليها .
- أبو مازن : أم بدر يا بو علي عطتك عمرها
- أبوعلي: رباب ماتت .... متى ؟!
- أبو مازن : قبل جمعتين
- أبوعلي: قبل اسبوعين ... وليه ماخبرتونا
- أبو مازن : والله حاولنا اندور بإغراض المرحومة عن ارقام .. لكن للأسف ماعنده مفكرة أرقام نقدر من خلالها نوصل لألكن .
- أبوعلي: إنالله وإناليه راجعون .. كلنا لها والله يرحمها .. عموماً ماقصرت ويالله في آمان الله .
- أبو مازن : شو يا بو علي ... على وين؟!
- أبوعلي : وشي اللي شو .. خلاص المرآة وماتت وأكيد دفنتوها .. لايكون مخلينها للحين بالثلاجة .
- أبو مازن : لا يا بوعلي بسس بدر .
- أبو علي : بدر أي بدر؟!
- أبو مازن : بدر إبن إبنك !!
- أبوعلي: اي إبن المرحومة .. وهو وين ألحين ؟
- أبومازن : بدر بالحفظ والصون وهو عنا عم تعتني فيه أم مازن طول الفترة الماضية وهلئ بجيوه إلك .
- أبوعلي : والله ماقصرتوا ورايتكم بيضة يابومازن ... وعالعموم خذ هذي لفلوس وفوقهم ذي وخلوا الولد عدكم لين أشوف له دبره .
- أبومازن : بسس يا.. بو بدر
- أبوعلي: لابس ولا شي .. سويت جميل كمل جميلك وأنا ماراح أقصر وياكم راح أرسل لكم كل شهر مصروف الولد وقيمة تربيتكم ... ولا المرحومة ماكان إلها خاطر عندكم .. مع السلامة .

نزل بعدها من سلم العمارة ليذهب ، ذهب أبوعلي ويظن بذهابه أنه كسب الجولة ، طبيعة التربية اللتي عاشها أبوعلي جعلته قاسي وعمله في الصحراء وإختلاطه مع البدو عززت هذه القساوة في أبو علي ، ذهب ولم يبالي بل لم يهتز له شئ فهاهو يعيد الروتين المعتاد كل شهر بإرسال المال دون تحمل أي مسؤولية حقيقية أو دفع ثمن حقيقي لأخطاء تربيته لإبنه علي .

أما أبومازن فسترجع وفوض أمره إلى الله وقبل ببدر إبن له بجانب إبنه مازن الذي يدرس في إحدى جامعات الشام ، دخل منزله ونقل لزوجته ماجرى بينه وبين ابوعلي فصمتت ونظرت لبدر ودموعها تذرف على خدها تعاطفاً معه .

__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

منتظر غير متصل  

قديم 27-11-07, 02:06 AM   #10

قلب أبيض..
...(عضو شرف)...  






رايق

متابعين .. بجد الأحداث مشوقة وغير متوقعة ..

بس لا تطول

قلب أبيض.. غير متصل  

قديم 28-11-07, 12:20 AM   #11

عاشقة الإمام المنتظر
عضو مميز

 
الصورة الرمزية عاشقة الإمام المنتظر  







رايق

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


قصة جميلة جدا وبدايتها فيهاا حماس وحزن يعني شكلها فيها معاناة


واصل وأنا من المتابعين

اتمنى ان تصدر الجزء التالي بأقرب وقت

__________________
(أعذروني على غيابي الطويل)أسألكم الدعاء

عاشقة الإمام المنتظر غير متصل  

قديم 28-11-07, 12:52 AM   #12

البتول العذراء
عضو شرف

 
الصورة الرمزية البتول العذراء  






حزين

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


متابعين

بداية جميلة و مشوقه

ننتظر البقية

__________________

البتول العذراء غير متصل  

قديم 28-11-07, 01:10 AM   #13

منتظر
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منتظر  







ملل

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


بإذن الله سيكون عرض الأجزاء في يوم وترك اي بعد يوم يوم ثم يعرض الجزء الذي يليه وبإذن الله لن نطيل عليكم القصة كثيراً وسأحاول تعديل بعض مضامينها وعرض الجزء الذي يليه يوم غد .

تحياتي لكل متابعين القصة وأشكر ردودكم المشجعة

تحياتي

__________________
التوقيع مخالف لضوابط المنتدى .

منتظر غير متصل  

قديم 29-11-07, 02:58 AM   #14

قصه شهد
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية قصه شهد  







حزين

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


رائع جداً

وحنا بالانتظار
متابعه لك عزيزي

__________________



وحشتوني

قصه شهد غير متصل  

قديم 30-11-07, 03:00 AM   #15

عاشق السماء
.: إداري :.

 
الصورة الرمزية عاشق السماء  







افكر

رد: (( ابن الغريب )) قصة إجتماعية مسلسلة " حصرياً "


ما شاء الله عليك أخوي منتظر

أنت رائع فيما كتبت أناملك

فالقصة تحاكي واقعاً يعاش من قبل بعض الناس الذينا مات إحساسهم

تحياتي لك أخي الكريم

__________________

عاشق السماء غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 08:32 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited