زينب في حرم ابي الفضل .... هي اول قصة اضيفها في منتدى تاروت الثقافي فأتمنى ان اتلقى انتقاداتكم وارائكم ..... قراء ممتعة ومفيدة
زينب في ضريح أباالفضل العباس
كان مهيباً ووجهة يزهو منه النور كان فعلا قمر كما في روايات اهل البيت ولكنه كان لاينظر الي كان غاضباً ربما لأني اقسمت بعدم زيارته كانت معه امرأة جالسة وتبكي وايضاً هي لاتنظر الي ، لا اعلم كيف اعبر عن مشاعري ، هل الخوف مما قررت منه ، ام الفرح للقياهم ، ام الحزن ام .... لا اعلم لكني كنت انظر اليهما وعيني مغرقة بدموع .....
جَلَست من المنام وهي تشهق وتتنفس بالسرعة ، وكلما تذكرت حلمها أرتجفت خائفة ، وإتجهت إلى النافذة لترى القبة النوراء وتتسائل: أكان هذا أنت ؟، هل من زارني في منامي هو أبوالفضل العباس ؟؟، أستغفر الله ، سيدي العذر العذر ، لبست عبائتها وإنطلقت لجنة كربلاء لباب الحوائج لساقي عطاشى كربلاء أبالفضل العباس – عليه السلام – دخلت من ذاك الباب الذهبي لتنظر لذاك الضريح النوراني الذي يحيطه الناس من كل جانب والكل يصرخ ياأبالفضل .
دخلت وبدءت تخطوا ببطئ ، كل خطوة تقول بسوط منخفض فيها يا آل محمد ، وفي كل خطوة تتذكر فيها ماضيها وتتذكر منظر أختها وهي على فراش المرض .
وبينما زينب تخطوا توقفت قليلاً ليشرد عقلها بمنظر أختها وهي على فراش المرض وهي تخاطبها محاولاً أن ترفع معنوياتها :
- حنان ..هوني على نفسك ..فأنتي بخير ...هذه تربة حسينية وهذا قرآن ضعيه تحت منامك ليفرج الله عنك ..وقد خرجت أمي مع الجارات للحرم ليدعو لك عند باب الحوائج .
عاد فكرها وهي في الحرم العباسي وأكملت خطواتها من جديد ببطئ ، توقفت قليلاً عن المشي وبقيت تنظر الى الضريح المبارك ودموعها تذرف كسيل المطر ، جلست في مكانها وبدأت تتذكر ما أصاب السيدة زينب عليها السلام وهي في الشام عندما طلبت السيدة الرقية عليها السلام أبيها فعندما أحضروا إليها رأس أباعبدالله الحسين – عليه السلام- أحتضنت الرأس الشريف حتى فارقت روحها الدنيا سلام الله عليها ، وهي تتذكر هذه المصيبة العظيمة عينها تذرف دموعاً كشلالٍ قوي التيار وما توقفت حتى .....
تذكرت آخر طلب طلبته منها أختها حنان منها بدءت تتخيلها وقلبها يخفق سريعاً :
- أختي زينب .. هل تحفضي قصيدة ليس الغريب للإمام زين العابدين – عليه السلام - .
- نعم أحفظها ...
- أنشيديها .
- ولماذا ( ليس الغريب ) ياحنان .
- أحس بأنها تحكي عن واقع قريب من سيحدث
- مابك ياحنان أنت صغيرة لتفكري بالموت ....أطال الله بعمرك وحفظك من كل سوء يا أختي .
- أنشيدها يا أختي... .
- ليس الغريب غريب الشام واليمني إن الغريب غريب الغسل والكفني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزني
سفري بعيد وزادي لايبلغني وقسمتي لم تزل والموت يطلبني
ما أحلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
أنا الذي أبلغ الأبواب مجتهدا على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلتاً كتبت ياغفلا ذهبت يا حسرا بقيت في القلب تقتلني
دع عنك عدلي يامن كان يعدلني لو كنت تعلم مابي كنت تعذرني ....إلخ
أغمضت حينها حنان عينها ووضعت رأسها في حجر أختها .
يعود ذهن حنان لحرم أبالفضل – عليه السلام - ، وقفت بعدها وأكملت خطوات بإتجاه الضريح المبارك وفي كل خطوة تقول في قلبها ياعقيلة الصابرين يازينب ثم توقفت وإلتفت إلى خيط لونه أسود فسرحت فيه .
- زينب وهي تربط الخيط : سيدي يا أبالفضل العباس ... لقد شافيت الكثيرين ....شافي أختي سيدي بحق أخيك المظلوم العطشان .... سيدي هذه أختي الوحيدة ....أختي الحبيبة ليس لدي غيرها وهي عيني وروحي في هذه الحياة ...طلبتك سيدي ... .
بعدها استعاذة من الشيطان الرجيم وعادت و مشت خطوات ووقفت مرة أخرى ولكنها توقفت عند مكتبة الزيارات فأخذت كتاباً وبدأت بزيارة أباالفضل العباس عليه السلام .
وهي تقرأ تتذكر ماقالته بعد سمعها نبأ موت أختها حنان :
- لماذا أختي تموت وهي شباب .... أنا ناشدت أبالفضل لماذا لم يلبي لطلبي .... ألست من مواليهم ألست من محبيهم ألم أبكي وأندب وأتذكر مصائبهم ..... لماذا تموت حنان ....لماذا ..لماذا ...لماذا .
بعد ماقالته زينب اقسمت بعدم الدخول لحرم أبالفضل العباس – عليه السلام - .
أنتهت زينب من الزيارة بدءت بعدها وقفت متجهة بأنظارها لضريح المبارك تقدمت وقد أحاط بجسدها هواء بارد ، بدأ جسمها يرتجف حتى أنكبت على الضريح الشريف تقبله وتنادي :
- السلام عليك ياساقي عطاشى كربلاء ... السلام عليك يامقطوع اليدين .... السلام عليك يامن فدا نفسه من أجل أخيه الحسين سيدي اطلب السماح منك ... السلام عليك ياكفيل الحوراء زينب .... السلام عليك ياباب الحوائج يا أباالفضل العباس ... سيدي السماح السماح سيدي العفو العفو .
بعد ان ندبت وبكت حتى ارتاح قلبها وانشرح صدرها وهي تعانق الضريح المبارك عادت للمنزل ووضعت رأسها على الفراش ونظرها وعقلها وقلبها متجه نوح حرم ابالفضل العباس حتى غفت عينها .
حلمت بأن حنان أختها جالسه على كرسي كبير وجسمها يزهو منهو النور وحولها ورود وعطور .. وهي تقول لها لاتنسيني يازينب عند أبالفضل العباس فحاجتي له في الآخرة أكثر من الدنيا .
السلام عليك ياباب الحوائج ياأباالفضل العباس رزقنا في الدنيا زيارتك وفي الآخرة شفاعتك