بسمه تعالى
الاخت الجليلةrahid_1 بعد السلام عليكي
ارجو ان نوفق للاجابة على استفساركي وهو واقعاً استفسار يثلج القلب ويسر المتدين وجود من يسأل ليتعلم ويعلم
اولاً المسائل الابتلائية كل شيْ واجب سوف تسئلين عنه في قبركي ويوم حشرك يطلق عليه المسائل البتلائية (فقه وعقائد وو)وان هذه المسألة وهي التربة الحسينية من المسأئل الابتلائية وقد أحببت ان انحو في الاجابة على سؤالي منحا التفصيل لوجود بعض الاشكالات عند غيرنا علينا لذى ارجو ان يتسع صدركي ويطول صبركي وان ارتي قطع الأسترسال فهو لكي ....
لقد كانت التربة الحسينية من تلك البقع المشرفة التي خصها الله بنوع من الكرامة في جملة من الاَحاديث الواردة في هذا الشأن عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، هذا فضلاً عن أنّ قاعدة الاعتبار المطردة تقتضي التفاضل بين الامكنة والبقاع، إذ بالاضافات والنسب تكون للاَراضي والاَماكن والبقاع خاصة ومزية بها، تجري عليها مقررات كثيرة وتنزع منها أحكام لايجوز التعدي والصفح عنها .....
وأيّ مسلم لا يفرق بين الموضع الذي دفن فيه أشقى الاَشقياء والموضع الذي ضمّ جدث سيد الرسل وخاتم الاَنبياء صلى الله عليه وآله وسلم، بل وأيّ عاقل في هذه الحياة لا يفرق بين بيت الخلاء وبيت الصلاة؟
إذن فبالاضافة يتميز المضاف ويعرف قدره، ومن هنا ينتزع للاَماكن المقدسة حكمها الخاص كبيت الله الحرام، والمسجد النبوي، وكذا سائر المساجد والمعابد والاَماكن المقدسة التي يذكر فيها اسم الله عزَّ وجلّ.
وعلى هذا، نستطيع بقاعدة الاعتبار أن نفسر حنين الاِنسان إلى مكان ونفرته واشمئزازه من مكان آخر، وبهذه القاعدة أيضاً نعرف لماذا جاء
جبرئيل عليه السلام بقبضة من تراب كربلاء وأعطاها للنبي صلى الله عليه وآله فشمها وقبلها وفاضت عيناه بالدموع
ولماذا احتفظت أُمّ سلمة بقطعة من تراب كربلاء وصيرتها في قارورة ؟
ولماذا كانت الزهراء عليها السلام تأخذ من تراب قبر أبيها الطاهر وتشمّه؟
ولماذا عملت سبحتها من تراب قبر أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ولماذا بكى أمير المؤمنين عليه السلام حين مرّ بكربلاء وأخذ قبضةً من ترابها فشمّه وبكى حتى بلَّ الاَرض بدموعه وهو يقول: « يحشر من هذا الظهر سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب »
ترى، أبعد هذا يستكثر على من يعبد الله ولا يشرك بعبادته أحداً، أن يسجد لله على تربة قتيل الله وابن قتيله، وحبيب الله وابن حبيبه، والداعي إليه والدال عليه والناهض به والباذل دون سبيله أهله ونفسه ونفيسه والواضع دم مهجته في كفه تجاه أعلاء كلمته ونشر توحيده وتوطيد طريقه وسبيله؟ ( فما لكم كيف تحكمون )؟
ومن هنا وبغضّ النظر عمّا في تلك التربة من شرف معنوي باعتبارها مذكِّراً ومنبهاً على آيات الصمود الحقّ بوجه الطاغوت، وما فعله آل الله من إيثار الحقّ على مهجهم وما جناه آل الشيطان على أنفسهم، فإنّها لم تكن في الواقع سوى قطعة من تراب طاهر، والمناقشة في صحة السجود عليها كالمناقشة في صحة السجود على أي تراب طاهر، لكونهما من جنس واحد.....
إذ لم تكن تربة الحسين عليه السلام معدناً وإن كانت في واقع الحال أعزّ على قلوب المؤمنين من الذهب الابريز، بل هي من جملة التراب الطاهر الذي جعله الله تعالى مسجداً وطهوراً.......
على أنّ المناقشة في صحة السجود عليها لم نجد لها أثراً قبل بروز الانحراف في الفكر والعقيدة الذي تزعّمه بعض من تمرّنوا على قبول الجهل بشكل عجيب، واعتادوا الكذب الصريح بشكل أعجب من الذين قدّر لهم أن يكونوا دعاة لترويج الباطل وقدر لدعوتهم أن يكون لها أنصار وأتباع .....
وفي الواقع أن معظم صيحاتها المحمومة من قبيل كذبهم على المسلمين بأن الشيعة تبيح لاَنفسها السجود على الصنم! ـ يعنون بذلك السجود على التربة الحسينية ـ قد ارتدت بحمد الله تعالى إلى نحورهم بعد أن عرف المسلمون حقيقة الاَمر وواقعه وأدرك الكثيرون منهم أنّ الاَفواه التي أطلقت تلك الصيحة هي نفس الاَفواه العفنة التي كفّرت أهل التوحيد في كل مكان بعد أن ابتدعت لها مذهباً ضالاً مضلاً ينكر على المسلمين توسّلهم بحبيب الله وصفوته من خلقه، ويبدع عليهم زيارة قبره المطهّر صلى الله عليه وآله وسلم مع أنّ الثابت بالدليل القاطع هو أنّ حرمة النبي صلى الله عليه وآله ميتاً كحرمته حياً.....
ومن هنا أقام المسلمون بشتى مذاهبهم الدليل تلو الدليل على أن الفم الذي يطلق التكفير عليهم كيفما شاء، إنّما هو من القذارة بمكان لا يستحق معه الجواب أو العتاب، ولولا مخافة أن ينخدع الغرّ السليم بتلك الاَكاذيب والاراجيف التي ما أنزل الله بها من سلطان لما ضمّ هذا الفصل زمان أو مكان ....
وقد ارتأينا أن يكون الحديث فيه موزعاً على الفقرات تأتي في حلقات متتاليه حتى لايصاب المتصحف بملل اسأل الله سبحانه التوفيق
أولاً : تاريخ السجود على التربة الحسينية
ثانياً : الالتزام بالسجود على التربة الحسينية
ثالثاً : السرّ في تقبيل التربة الحسينية
رابعاً : حكم السجود على التربة الحسينية
فتاوى فقهاء الشيعة بالسجود على التربة الحسينية
خامساً : آثار وفوائد التربة الحسينية والسجود عليها
1 ـ شفاء من كل داء وأمان من كل خوف
2 ـ اتخاذها مسبحة
3 ـ السجود عليها يخرق الحجب السبعة
4 ـ السجود عليها ينوّر الاَرضين السبع
والسلام عليكم