New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-09, 10:27 AM   #1

الجوارح
عضو واعد  







مندهشة

Best رسالة في حقيقة سورة التوحيد - للشيخ الأوحد قدس سره


رسالة في حقيقة سورة التوحيد
الشيخ الأوحد قدس سره
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وبعد فيقول العبد المسكين أحمد بن زين الدين الإحسائي أنه قد أرسل إليَّ السيد الجليل والسند النبيل الأوحد الممجد السيد محمد بمسائل طلب مني جوابها على غير ما يذكره المفسرون ظاهرا وشدد في الطلب وأطل وأسهب وكان القلب متشتتا والعزم متهافتا ليس لي وجدان من اختلاف أحوال الأخوان والزمان ولكن لا يمكنني غير إجابته وإسعاف طلبته فكتبت ما تيسر وتركت ما طال أو تعسر إذ لا يسقط الميسور بالمعسور وإلى الله ترجع الأمور.
قال سلمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الله الذي لا يرد سائله ولا يخيب آمله بابه مفتوح لسائليه وحجابه مرفوع لآمليه وصلى الله على مفتاح كنوز أسراره محمد وآله الطاهرين سادة أهل أرضه وسمائه أما بعد فأقول يا مفتاح كنوز أسرار أهل العصمة مولانا وقبلتنا وقرة أعيننا وأستاذنا ومحي نفوسنا من جيرة الشكوك والشبهات وشمس سماء الحسن والكشف والفضل والمجد والفيوضات أشرف العلماء الأولين والآخرين وزبدة قاطبة العرفاء السابقين واللاّحقين ومعدن الحقائق الإلهية وبحر المعارف الربانية وصاحب النفس القدسية اللاهوتية الرؤوف الرحيم البر الحليم الذي قصرت ألسن الأقلام عن بلوغ حقيقة جلاله وحسن كماله كما يليق به مفقود القدر فخر خواص أهل العصمة شيخنا الجليل مولانا الجميل مستجمع الحقائق والمعارف مشكاة أهل العلم والمعرفة وباب مدينة أسرار أهل العصمة الشيخ أحمد بن زين الدين سلمه الله من الآفات والبليات وحشره الله مع ساداته في بحبوحة الجنان أن عبدكم السائل بنان فيوضاتكم الأمل بجنابكم أن لا ترد حقيقة سؤالي وأن تكشف الغطاء بحقيقة مسألتي بحق الله العلي الكريم الذي لا يرد سائلا عليك وبحق سادتك الأطهار بين لي حقيقة سورة التوحيد من أولها إلى آخرها.
أقول: حقيقة سورة التوحيد لبيانها وجوه كثيرة لا يدخل حصرها تحت علمنا وإنما نتكلم عليها بما يحضرنا حال الخط مما نعرف مما أذن ببيانه فنقول قد قام الإجماع ودلت النصوص بأن بسم الله الرحمن الرحيم آية منها فتدخل في المسئول عنها حيث علم بالنص أن هذه السورة تسمى نسبة الرب كما رواه في التوحيد عن الصادق عليه السلام (أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم ثم نزلت قل هو الله أحد) انتهى.
دل ذلك على أن البسملة مشتملة على النسبة إلا أنها على جهة الباطن والتأويل والإشارة إلى ذلك على سبيل الاقتصار هو أنه روى عن الصادق عليه السلام (الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله) وفي رواية (ملك الله) فنسب نفسه بأنه ذو البهاء وهو الضياء والمراد به ما تدعه من الوجود بمشيئة وهو إشارة إلى العقل الكلي المشار إليه بقوله تعالى ((مثل نوره كمشكاة فيها مصباح)) الآية.
وماله من الرؤوس والوجوه العقلية وهي عقول جميع الموجودات وهي أشعة ذاته وإنه ذو السناء وهو نور الضياء والمراد به ما سواه من العين بإرادته وهو إشارة إلى النفس الكلية وهو المشار إليها بقوله (ولا أعلم ما في نفسك) وهي اللوح المحفوظ مع مالها من الرؤوس والوجوه النفسية وهي نفوس جميع الموجودات وهي أشعة ذاتها وإنه ذو المجد والكرم هنا والملك على الرواية الأخرى يراد به ما يراد بالمجد والمراد به ما حدده من المفعولات بقدرة وهو إشارة إلى عالم الملك من الأجسام والأعراض والنسب والأوضاع وغير ذلك فكانت العوالم الثلاثة نسبة له لأنها أثر فعله والمراد بالنسبة الصفة أي وصف نفسه لهم بصفة فعله وأثره وذلك لأن الفعل صفة الفاعل والأثر صفة المؤثر والباء إشارة إلى المفعولات العقلية والسين إشارة إلى المفعولات النفسية والميم إشارة إلى المفعولات الجسمانية وهذه المراتب الثلاث ظواهر النسبة ومراكب بواطنها والأسماء الثلاثة التي هي مسميات (بسم) وهي الله الرحمن الرحيم مقوماتها وبواطنها وذلك لان اسم الله هو المراد من الباء والمشار بها إليه واسم الرحمن هو المراد من السين والمشار بها إليه واسم الرحيم هو المراد من الميم والمشار بها إليه وبيانه أن تقول الله سبحانه هو المنسوب والألوهية تنسبه والباء محلها وصورتها والرحمن تعالى هو المنسوب والرحمانية نسبتها وهي الرحمة التي وسعت كل شيء والسين محلها وصورتها والرحيم عز وجل هو المنسوب والرحمية نسبته وهي الرحمة المكتوبة والميم محلها وصورتها فالباء صورة الألوهية التي هي صفة الله سبحانه وهي الجامعة لصفات القدس كالسبحان والقدوس والعزيز والعلي وما أشبه ذلك ولصفات الإضافة كالعليم والسميع والبصير والقادر والمدرك وما أشبه ذلك ولصفات الخلق كالخالق والرازق والمعطي وما أشبة ذلك والسين صورة الرحمانية التي هي صفة الرحمن تعالى وهي الجامعة لصفات الإضافة وصفات الخلق والميم صورة الرحيمية التي هي صورة الرحيم عز وجل وهي الجامعة لصفات الخلق وهو سبحانه وصف نفسه لعبادة وتعرف لهم بنسبته في صفته كما أشرنا إليه فقال ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فالألوهية جبروت في الدهر العلوي والباء صورته في رتبتها ومحلها والألف القائم في الله صورته معناها والرحمانية ملكوت في الدهر السفلي والسين صورته لرتبتها ومحلها والألف المبسوط في الرحمن صوره معناها والرحيمية ملك في الزمان والميم صورته لرتبتها ومحلها و اللف الراكد في الرحيم صورته معناها والظاهر لهذه الصفات الثلاث في السرمد أظهراها في مراتبها فتعرف بصفاته بجميع مخلوقاته فقد تضمنت البسملة لنسبته سبحانه لعباده بالتلويح كما أشرنا إليه وبالتصريح كما هو ظاهر الأسماء الثلاثة وهي الله الرحمن الرحيم وفيها إشارة إلى ما تضمنته السورة لأن سرها في البسملة وذلك أنه قال بسم الله الرحمن الرحيم فوصف نفسه بالشيئية ونفاها عن غيره إلاّ به، ألا ترى كيف جعل العوالم الثلاثة المسماة بالجبروت والملكوت والملك المشار إليها بحروف بسم اسما لصفاته الثلاث والصفات الثلاث اسما له في ظهوره بها فكان هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يكن له كفوا أحد.
ثم اعلم أن البسملة اسم الله الأعظم وفي الدعاء (أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم) وإنما قال الرضا عليه السلام (أن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها) لأن لفظ البسملة الاسم اللفظي الذي هو سواد العين أقرب إلى الاسم المعنوي الذي هو بياض العين والتمثيل مأخوذ من ظاهر الظاهر فإن البياض عبارة عن البساطة والسواد عن التركيب ولو أوخذ من الباطن لعكس لأن النور في السواد لا في البياض ولما كان كلامه عليه السلام في اللفظ ناسب أن يقول أقرب إلى الاسم الأعظم إذا الاسم هو المعنوي الذي هو الصفة المشتملة على التجريد والتفريد والتوحيد والتمجيد والتحميد ونحن لما كان كلامنا في اللفظ والمعنى بل في المعنى ناسب أن يقول هو الاسم الأعظم لان الاسم الأعظم له أربعة أركان الأول التوحيد الحق والثاني القائم به والثالث الحافظ له والرابع التابع فيه فالأول الله والثاني الرحمن والثالث الرحيم والرابع باسم هذا باعتبار الصفات وباعتبار الذات ما روى عن الكاظم عليه السلام (فالأول لا إله إلا الله والثاني محمد رسول الله والثالث نحن والرابع شيعتنا ولا إله إلا الله هو التوحيد والحق وهو توحيد الله في ذاته) وقال تعالى ((لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد)) وتوحيده في صفاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وتوحيده في أفعاله ((الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون)) وتوحيده في عبادته ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)) والبسملة مشتملة على الأربعة أركان في الظاهر والظهور والمظهر الأول الظاهر بالإلوهية والثاني الظاهر بالرحمانية والثالث الظاهر بالرحيمية والرابع الظاهر بـ (بسم) وأما الظهور فظهور الظاهر فظهوره فيما لكل ركن في وأما المظهر فهو ظهور الظاهر في المظهر له فهي الاسم الأعظم لأن سر الكتب في القرآن وسر القرآن في الفاتحة وسر الفاتحة في البسملة ولا ينافي هذا أن سر البسملة في الباء وسر الباء في النقطة لدخول ذلك لما كان أشرف الأكوان كون الاسم الأعظم والوجود مبينا عليه وجب أن يكون أول الرحمن الرحيم وذلك مقتضى المطابقة ولما تجلى لوجوده ونسب نفسه للمكلفين وخصوص السائلين بما يخفى من الإشارة نسب نفسه لهم بما يظهر من العبارة وذلك لهم بهم فأمر نبيه أن قل يا محمد (هو) أي الرب المسؤول عن نبيه الظاهر لهم بهم ليتنبهوا أو يثبت الثابت المحتجب عن درك الأبصار والحواس أو قل يا محمد (هو) الذي أمرك أو (هو) الله أحد أي الذي أدعوكم إلى عبادته (أحد) أي التام في وحدانيته الكامل في أحديته أحد يعني الله واحد في ذاته و أحد في صفاته وأحد في أفعاله وأحد في عبادته فالواحد صفة الأحد فكان الواحد بعدد بسم الله الرحمن الرحيم ولايتهم إلا بالأحد فهو معنى بسم الله الرحمن الرحيم وإليه الإشارة بقوله تعالى (وإذا ذكرت ربك بالقرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) وإنما قال أحد ولم يقل واحد لأن الواحد لا يستوعب مراتب التوحيد الأربع إلا بتكرره إذ لا يقال الواحد في أكثر من مرتبة من مراتب الأحد لأن الواحد صفة الأحد كما تقول زيد قائم زيد قاعد زيد راكب فواحدية الذات غير واحدية الصفات وهي غير واحدية الأفعال وهي غير واحدية العبادة فالأحد لا يتغير في صفاته والصفات يتغير في مراتبها كزيد فإنه لا يتغير في صفاته وكالقائم والقاعد والراكب فإنها تتغير في مراتبها بخلاف الأحد ولأن الواحد يدخل في العدد ولو يضم آخر إليه ولهذا قال أمير المؤمنين عليه السلام (واحد لا بتأويل عدد لأن الواحد قد يدخل في العدد فإذا أتريد استعماله في حقه تعالى احتيج إلى قيد أو تتمة كما فعل عليه السلام بخلاف الأحد ولأن الواحد لا يستوعب الكثرة في وحدته تقول ما في الدار واحد ويجوز أن يكون فيها اثنان لأنه وجه من وجوه الأحد كما هو شأن الصفة بخلاف الأحد فإنه يثبت بثبوته القليل والكثير إذا قلت في الدار واحد وينتفى بانتفائه القليل والكثير إذا قلت ما في الدار واحد وفيه تنبيه وإشارة إلى القيومية في كل شيء ولذا قيل أن لواحد تسعة عشر وتمامه أحد يعني أن الأحد يراد منه معناه لا عدده فيكون عشرين وهي كاف الكون المستديرة على نفسها التي هي علة الموجودات وقولنا يثبت بثبوته القليل والكثير لا نريد ان ثبوت الكثرة به إنما هو لانبساط معناه على الأفراد المتعددة على سبيل الشمول أو البدلية ليصدف عليه أنه كل أو كلي وإنما نريد أنه فرد بكمال البساطة وإنما بتناول الكثير لوجوه له ومظاهر مع وحدته تحدث عنه عند الكثرة وتعدم عند الوحدة ولهذا اختص بسورة التوحيد ولذلك سميت هذه السورة سورة التوحيد بخلاف واحد فإن حصول البساطة المطلقة إنما هي بتخصيص إرادة لها غير أصل الوضع لاستعماله في الأنواع والأجناس والمركبات وأما قول بعضهم إذا كان لفظ الله علما وجزئيا لزم أن يكون لفظه أحد في (قل هو الله أحد) لغوا فينبغي أن يحمل الأحد على الواحد حينئذ يشكل تسميتها بسورة التوحيد لا أن يقال تسميتها باعتبار آخرها على طريقة عموم الاشتراك لأنه يراد بلفظ أحد أحد معنييه أولا والآخر ثانيا انتهى .
ففي أن جزئيا أن أريد به المعنى الاصطلاحي لا يصح لاستلزامه لكي يدخل هو مع مشاركة من الأفراد الموجودة ولو بالفرض تحت أي تحت الكلي وان أريد به معنى التشخص له يصح الاستلزام معنى التحديد وإن أريد به معنى البساطة والتفرد الحقيقي لم يكن حمل أحد عليه لغوا فلا حاجة إلى التكلفات ولما امتنع في حقه تعالى أن يكون كليا أو جزئيا أو كلا أو جزءا أو عاما أو خاصا أو مطلقا أو مقيدا أو مبهما أو متعينا احتيج في إطلاق واحدا عليه إلى تخصيص إرادته ليكون موافقا لمعنى أحد فإن معنى أحد البساطة والوحدة المتنزهة عن الكلي والجزئي والكل والجزء والعموم والخصوص والإطلاق والتقييد والإبهام والتعيين وغير ذلك في أصل الوضع وتناوله لشيء من ذلك إنما هو بتخصيص إرادة ما استعمل فيه من عموم وخصوص وحكاية وغير لك ولهذا لا تقول في فصيح الكلام زيد أحد الأعلى معنى لحكاية أو إرادة أخرى وتقول في فصيح الكلام زيد واحد وتقول الله أحد في فصيح الكلام بأصل الوضع ولا تقول الله واحد إلا بتخصيص إرادة التوحيد البحت فافهم .
ولما كانت الوحدة المستفادة من الواحد لا تنافي مطلق الإشارة من دلالة اللفظ ولهذا قلنا أن الأحد هو الواحد في ذاته الواحد في صفاته الواحد في أفعاله الواحد في عبادته فلا يعم المراتب كما يعمها الأحد لم يحسن جعله في صورة التوحيد لما يراد بها من نفي مطلق الإشارة ردا عليهم حين قالوا هذه آلهتنا نشير إليها فأشر أنت إلى إلهك فأنزل الله سورة الوحيد بالأحد الذي لا يجامع مطلق الإشارة ولو عقلية ولو في بعض المظاهر إذ لا يفقد في شيء قال تعالى ( ولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد) يعني موجود في غيبتك وفي حضرتك وقال تعالى ( وما كنا عن الخلق غافلين) وذلك بعد أن أتى بقوله (قل هو الله أحد ) لأنه نسبته بالهاء إلى ثابت وأنه ليس في جهة وإلا لكان مقصدا للإشارة وبالواو التي يشار بها إلى نفي الجهات الست والله علم بالتغايب بالاستعمال على الذات الموصوف بجميع الكمالات المنزهة عن كل ما يستلزم النقصان وقال الخليل بن احمد أنه مرتحل بقوله : تعالى ( هل تعلم له سميا ) ولأنه لو حكمنا باشتقاق كل اسم لزم الدور أو التسلسل فلا بد أن تؤول الأسماء إلى جامد ولأن يكون هو الاسم الكريم أولي والحق أنه مشتق واختلف فيما اشتق منه فقيل انه مشتق من لاه الشيء إذا خفي وقيل من لاه بمعنى تحير لتحير العقول في عظمته وقيل من لاه بمعنى غاب لأنه لا تدركه الأبصار وقيل من لاه بمعنى بعد لبعد كنه عن الإدراك وقيل إله بالمقام إذا قام به لعدم تغيره وتنقله وقيل من لاه يلوه بمعنى ارتفع لارتفاعه عز وجل عن تمييز الوصف وقيل من وله الفصيل بأمه إذ ولع بها لأن العباد مولهون أي مولعون بالتضرع إليه وقيل من إله بمعنى فزع لأن الخلق يفزعون إليه وقيل من أله بمعنى سكن لأن الخلق يسكنون إلى ذكره وقيل من ألهيه وهي القدرة على الاختراع وقيل من أله بمعنى عبد والإله هو المستحق للعباد أو المألوه أي المعبود والأخير هو المروي عن أهل العصمة عليهم السلام وكل جهات الاستقامات المذكورة باعتبار عزته لا بعد فيها فلما وقع محمولا على هو أو بدلا منه أو حقيقته ما عنى بالشان منه وهو أي هو نبه على ثابت بكناية هويته بالهاء غائب عن إدراك العقول والحواس لا يطلب في جهة من الجهات الست الظاهرة والباطنة لخفاء ظهوره بالواو ومحمولا عليه أحد الذي يدل بأصل وضعه على البساطة المعراة عن الكلية والجزئية والجزء والكل والعموم والخصوص والإطلاق والتقييد وغير ذلك عن مقصد الإشارة مطلقا يعني لا في الوقت ولا في المكان ولا في الرتبة ولا في الجهة ولا في الكم ولا في كيف ولا غير ذلك كان أي الله مرادا منه مفاد المحمولية والموضوعية الذي هو مقتضى صحة التوسط ومفيدا لهما بالإطلاق التغليب الاستعمالي بالذات وبالصفة للاتصاف بصفة القدس وصفات الإضافة وبصفات الخلق والأجل ذلك ناسب أن تكون هذه السورة سورة التوحيد وحسن توجيه من وجه قوله عليه السلام ( إن الله علم سيكون أقوام متعمقون فأنزل سورة التوحيد والآيات من سورة الحديد ) إن المراد أنه سبحانه أراد إعجازهم بهما بحيث لا يبلغون المراد منهما لأن المراد ليقتصروا عليها وقال الباقر عليه السلام ( الله معناه المعبود الذي إله الخلق درك ماهيته والإحاطة بكيفيته وقال عليه السلام ( الأحد الفرد المتفرد والواحد بمعنى واحد) قوله عليه السلام (بمعنى واحد فيما يجتمعان فيه بالوصف لا فيما يفترقان فيه ) وقد مرت الإشارة إلى ذلك وعنه عليه السلام عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال ( الصمد الذي لا جوف له والصمد الذي قد انتهى سؤدده والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب والصمد الذي لا ينام والصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال الأول هو الذي لا مدخل فيه لغيره من مباين أو مماثل أو مشابه أو مشارك من ذات أو صفة أو فعل أو أثر من جميع المداخل أو الإدراكات ولو بالفرض ولاعتبار أو التوهم والتجويز والثاني هو الذي يستغني عمن سواه ويحتاج إليه من سواه.
((ولا تمكن فيه المساواة سواه لأن احتياج كل من سواه إليه صفة كمال والمساواة تستلزم فواتها وعدمها نقص لا يجري على الوجوب والغنى المطلق والثالث هو الذي لا يحتاج إلى مدد من غيره من طعام وشراب ظاهرين وباطنين كالتعلم فإن العلم طعام وشراب قال تعالى (فلينظر الإنسان إلى طعامه) أي إلى علمه من أين يأخذه (إنا صببنا الماء صبا) أي العلم وكعبادة الغير ومنه قوله عليه السلام في حق الملائكة طعامهم التسبيح والتقديس وكالوجود والإيجاد قال العسكري عليه السلام (وروح القدس في الجنان الصاقورة ذاق من حدائقها الباكورة) وكالاستعانة والاستجارة وأمثال ذلك ويجمعها الحاجة الممتنعة من الأزل والرابع هو الذي لا يجري عليه الغفلات ولا البدوات كالرضاء والغضب والغفلة والتوجه والنوم واليقظة والذكر والنسيان وما أشبه ذلك من صفات الأفعال والخامس هو الذي لا تتغير ذاته ولا تتبدل صفاته ولا تختلف حالاته وقال الباقر عليه السلام (كان محمد بن الحنفية رضى الله عنه يقول الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره يعني الذي اعتماد وجوده وصفاته وقوامه بذاته وقال الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناهي يعني الذي يدخل كل ممن سواه تحت قهاريته ولا يدخل تحت قاهريه أحد وسئل علي بن الحسن عليه السلام عن الصمد الذي لا شريك له ولا يؤده حفظ شيء ولا يغرب عنه شيء يعني الصمد (هو الذي تفرد بالصفة والفعل والملك والعبادة وبه قوام كل شيء ولا يغفل عن شيء وعن زيد ابن علي بن الحسين عليه السلام (الصمد هو الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون والصمد هو الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأشكالا وأزواجا وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند يعني هو العام القدرة فليس عنده ايجاد شيء أسهل من إيجاد آخر وهو الذي يخترع أصناف البدايع على ما يطبق الحكمة البالغه من غير أن يحذوا فيها وحذو غيره وهو الفرد الأحدي المعنى فلا ضد له يخالف ذاته ولا شكل له غير علمه الذي هو ذاته ولا مثل له إلا ما عرف من صفاته وأظهر من آياته ولا ند له مشارك في صفاته الذاتية وعن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه عليهم السلام (أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليهما السلام يسألونه عن الصمد فكتب إليهم بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فإني سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من قال بالقرآن بغير علم فليتنبؤ مقعده من النار وأن الله سبحانه قد فسر الصمد فقال الله أحد الله الصمد ثم فسره فقال لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لم يلد لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي يخرج من المخلوقين ولا شيء لطيف كالنفس ولا يتشعب منه البداوات كالسنة والنوم والخطرة والهم والحزن والبهجة والضحك وبالبكاء والخوف والرجاء والرغبة و(السامة) والجوع والشبع تعالى أن يخرج منه شيء و أن يتلود منه شيء لطيف او كثيف ولم يولد لم يتولد من شيء ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابة من الدابة والنبات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الإذن والشم من الأنف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب وكالنار من الحجر بل هو الصمد الذي لا من شيء ولا في شيء ولا على شيء مبدع الأشياء وخالقها ومنشئ الأشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفناء بمشيئته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلكم الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا أحد وعن جابر بن يزيد قال (سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من التوحيد فقال أن الله تعالى أسمائه التي بها وتعالى في علو كنهه واحد توحد في التوحيد في علو توحيده ثم اجراه على خلقه فهو واحد صمد قدوس يعبده كل شيء ويصمد إليه كل شيء ووسع كل شيء علما فأشار إلى أن الصمد هو الذي يعبده من سواه وهو الذي يصمد إليه بالحوائج وهو الذي أحاط بكل شيء عن داود القاسم الجعفري قال (قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما الصمد قال السيد(؟) وإليه في القليل والكثير يعني الذي يحتاج إليه في كل شيء من خلق ورزق وحياة وممات وما يتشعب عنها ويترتب عليها بقوله وأشار لم يلد ولم يولد إلى وصف المعبود المشار إليه بهو المبين بقول الله تعالى الموصوف بأحد الذي هو الصمد الذي لم يلد يعني لم يخرج منه شيء ذات أو صفة أو فعل ذاتي أو عرضي وذلك ما أشار إليه الحسن عليه السلام مفصلا فيما كتبت لأهل البصرة إذ من كان كذلك كان مختلفا متغيرا متهافتا ولم يولد يعين لم يخرج من شيء كما مر من ذات أو صفة أو فعل ذاتي وعرضي على نحو ما ذكر في الحديث المذكور أولا زيادة على ما أشار إليه عليه السلام ألا مما هو متفرع عليه فلا يفيده ولم يكن له كفوا أحد يعني لم يكافيه أي يشاكله ويماثله ويعادله ويساويه ويخالفه أو يضاده أو يناده في ذاته أو في صفاته أو في فعله أو في عبادته أو في غناه وفاقته من سواه إليه أو في قيوميته أو في قيامه على كل نفس بما كسبت أو في إحاطته بما سواه أو تدبيره وتقديره أو في ملكه أو في تصرفه أو أمره أو في هويته أو في إلاهيته أو في أحديته أو في صمديته أو في استغلاله وتفردا أو في إثباته على حاله أو في معرفته أو في آياته أو في أمثاله أو في كلامه أو في شيء ما أو ليس له صاحبة ولا ولد ولو فرضا أو توهما أو احتمالا أو اعتبارا في كل جهة من جهات الفروض المحتملة والتوهمات الجايزة في حال من الأحوال لا إله إلا هو الكبير المتعال وقال بعض أرباب البيان وجدنا أنواع الشرك ثمانية النقص والتقلب والكثرة والعدد وكونه علة او معلولا والأشكال والأضداد فنفى الله سبحانه عن صفته نوع الكثرة والعدد بقوله هو الله أحد ونفى التقلب والنقص بقوله الله الصمد ونفى العلة والمعلول بقوله لم يلد ولم يولد ونفى الأشكال والأضداد بقوله ولم يكن له كفوا أحد فحصلت الوحدانية البحت انتهى.

ثم اعلم أن أحد في أول الصورة كما أشرنا لك يدل على محض البساطة والوحدة العادية عن الكلية والجزئية والعموم والخصوص والتشكيك والتواطئ والترادف وغير ذلك فلا يتيح معرفته باثبات غيره ولا بنفيه كما مر وإنما تصح معرفته به عند نفي غيره فأحديته أحدية حقية بخلاف أحد في آخر السورة فإن أحديته أحدية حقيقية لغوية أي على ما يعرفه أهل اللغة فصدقة على القليل والكثير إثباتا ونفيا إنما هو يتناول لفظه المطلق لغة بخلاف أحد في أول السورة كما مر وروي أن النبي صلى الله عليه وآله بعث سيرته واستعمل عليها عليا عليه السلام فلما رجعوا سألهم فقالوا كل خير غير أنه قرءبنا في كل صلوة بقل هو الله أحد فقال لم فعلت هذا قال لحبي بقل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وآله ما أحببتها حت أحبك الله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرء قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة ) وعن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله صلى على سعد بن معاذ فقال لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه سبوع ألف ملك وفيهم جبرئيل يصلون عليه فقلت يا جبرئيل بما استحق صلواتك فقال يقرء قل هو الله أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا ) وعن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام (قال من قرء قل هو الله أحد مره واحد فكأنما قرء ثلث القرآن وثلث التوراة والإنجيل وثلث الزبور) وصلى الله على محمد وآله .
قال سلمه الله وتفسير آية النور من أولها إلى آخرها أقول يريد تفسير آية النور وهو قوله تعالى (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) إلى قوله (بكل شيء عليم) بغير ما ذكره المفسرون ولقد شافهني بذلك مرادا وكان من أصعب الأمور على النفس التفاتا إلى قول الصادق عليه السلام ما كل ما يعلم يقال وما كل يقال حان وقته وما كل ما حان وقته حضر أهله ونهيه) عليه السلام حيث يقول لا تحدث بما تسارع العقول إلى إنكاره ولكن لا يسقط الميسور بالمعسور فأقول قال تعالى (الله نور السماوات والأرلاض) أي هادي من في السماوات والأرض ومنورهم وموجدهم بالنور من النور ومزينهم بالهادين من الأنبياء والأوصياء والعلماء والمؤمنين ومعطيهم ما ينفعهم والمحسن إليهم والمنعم عليهم وراحمهم ووليهم إلى مصالحهم ودالهم على ما فيه نجاتهم والمعنى أنه تعالى نور السماوات والأرض بما ذكره (؟) إنه أوجدهم بمشيئته وأقامهم بأمره وعرفهم نفسه بنفسه وأنفسهم بأنفسهم وفتح لهم أبواب رحمته بطاعته وخص السماوات والأرض بالذكر مع إرادته دخول فلك المحدد والكرسي وسائر الأفلاك الكلية والجزئية لأنهما المعروفان عند عامة الناس وخص المذكورات بالذكر دون الملائكة والإنس والجن والشياطين وساير الحيوانات مطارح الأنوار وخزائن الأسباب وعلل الأشياء ويجوزان يكون المعنى أنه سبحانه ينور السماوات والأرض ومن فيهن من الخلائق بما جعل فيها من أسباب ارزاقهم وما يوعدون وان يكون المعنى أنه تعالى نوّر السماوات والأرض بالصالحين من خليقته أما بما يدعون اليه أو بما يدعونه له او بما يدعون به او بما يدعون فيه فان البيوت التي يعبد فيها يزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض أوالمراد سموات العقول بما فيها من انوار معرفتة وارضى النفوس بما فيها من أنوار طاعته وتحقيق أنوار تلك بهذه او اظهار انوار هذه بتلك او لتلك بانفسها فالله عز وجل نور السموات والأرض بكل معنى والنور هو الظاهر في نفسه المظهر لغيره اما أنه سبحانه المظهر لغيره فكما اشرنا اليه فهو نور واما انه الظاهر في نفسه فلأن كل ظاهر سواه فانما ظهر بفضل ظهوره وغيب ما سواه ظهوره فهو اظهر من كل ما سواه قال الحسين عليه السلام ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاشاره هي التي توصل اليك وذلك لان الظاهر بظهور يكون اظهر من ظهوره وليس شي من خلقه الا وهو ظهوره ويجوزان يكون معنى الظاهر في نفسه انه ظاهر بمعناه اي يقصد بأسمائه وصفاته ومعرفته مثل هداه لما سواه وايجاده او ما اشير اليه سابقا وانه لا يراد بهذا النور ما يراد من الاول والمراد بالمثل بفتح الثاء الوصف او الذكر او الاثر ونفس المضاف اليه اي مثل هو نوره او الدليل على نوره او هيكل نوره والمراد من النور الايجاد او الوجود او الموجود او هداة او ظهوره او نور الايمان به في قلوب أهل السماوات والارض أو هو القرآن أو نوره في صدور الذين أوتوا العلم أو سبحات جلاله الدالة على توحيده في ذاته وصفاته و أفعاله وعبادته وعلى عدله أو أمره الذي قامت السماوات والأرض أو وحيه أو جهة الباقي بعد فناء كل شيء أو نوره الأدلة الدالة على توحيده أو مثل نور من آمن به كما في قراءة أبيّ أو نوره قيومية صمديته لمن صمد إليه أو هو محمد صلى الله عليه و آله كما دلت الأخبار المتكثرة عليه أو رسالته صلى الله عليه وآله قال تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجه من الظلمات إلى النور بإذنه) أو هو الإمامة قال تعالى (ويهديهم إلى صراط مستقيم ) أو العقل الأول وهو الاسم الذي أشرقت به السماوات والأرضون أو أنوار العرش الأربعة أو العلم مطلقا أو اللوح المحفوظ أو هو الولي عليه السلام قال تعالى ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) وغير ذلك .
(كمشكاة فيها مصباح) المشكاة الكوة في الحائط غير النافذ يوضع عليها الزجاجة ثم يكون المصباح خلف الزجاجة فينبعث نور المصباح من الزجاجة ويقع على حائط الكوة وينعكس منه إلى الزجاجة فيكون نور المصباح ونور الزجاجة ونور الحائط ينعكس بعضها على بعض والمصباح السراج وقيل المشكاة القنديل والسراج الفتيلة والأولى أن يقال المصباح هو السراج المنير وقال تعالى (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) والسراج هو مجموع النار والدهن وذلك أن النار بقوة حرارتها تلطف الأجزاء الدهنية المقاربة لها حتى يكون بحرارتها ويبوستها تحيلها دخانا فينفعل ذلك الدخان عن النار بالنور والحافظ للدخان أجزاء دهنية مقاربة للدخانية تنش لقربها من النار وتمد الدخان المنفعل بالضوء عن النار بالتدريج لألا يتلاشى الدخان ويضمحل فتنطفئ النار والفتيلة ركن للدهن في السراج لأن الدخان مستحيل من الدهن ومن الفتيلة ولا يلزم تساوي الأجزاء ولا أن يكون من الفتيلة وقال عبدالرزاق الكاشي صفة وجوده وظهوره في العالمين بظهورهما به كمثل مشكاة فيها مصباح أو هي الإشارة إلى الجسد الظلمانية في نفسه وتنوره بنور الروح الذي أشير إليه بالمصباح وتشبكه بشباك الحواس وتلألؤ النور من خلالها كحال المشكاة مع المصباح (المصباح في زجاجة) أي السراج في زجاجة والزجاجة القلب المستنير بنور الروح والعقل والفتيلة علقت الدم والدهن الدم الأصفر القائم بالعلقة الذي يحمل طبائع الأربع والدخان ما اعتدل نضجه من أبخرة الدم الأصفر وقد يكون بمشاركة العالقة واستنارة الكوة من الزجاجة بإشراق المصباح عليها كاستنارة الجسد بنور الحياة وما يلزمها من القوى من القلب بإشراق النور أو العقل عليه وهو مثل ذلك وذلك مثل الاستنارة العالم من المحدد بها يفيض على الأفلاك وما فيها من الأرواح والقوى والأشعة المنبسطة منها على ما تتعلق به من العالم السفلي لانتظام الأقوات بإشراق العقل الأول عليه وظهوره بما أودع فيه من الخزائن المشار إليها بقوله تعالى(وإن من شيء إلا عندنا خزائنه) وقوله تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون) فهو ما أودع من الخزائن أو غيره من التسخير للأفلاك يقدر لها ما أودع فيها من التقدير الذي به النظام (الزجاجة كأنها كوكب دري) أي كوكب يشبه الدر في صفائه بضم الدال وتشديد الباء وقد تكسر الدال وقرء بتخفيف الياء والهمزة بعدها من درء لأنه لشدة نوره بدرء الظلام أي يدفع ذلك القلب كأنه كوكب يشرق بجوهرية صفائه ونوريته وبما يشرق عليه من نور الروح فإن قلت فأي إشراق في المحدد المشبه بالزجاجة المشرقة قلت أن إشراقه على الأفلاك وما فيها من الكواكب أعظم من إشراق الكوكب الدري لأنه صاحب التسخير لها فهو يمدها بقوته ويمد الشمس بعقله فتمد زحل والقمر ويمدها بنفسه فيمد الشمس المشتري وعطارد ويمدها بطبيعته وتمد المريخ والزهرة فهو بحركته بقدر مكث أشعتها على مطارحها من العالم السفلي فلا إشراق أعظم من هذا (يوقد من شجرة مباركة زيتونه ) الشجرة شجرة الزيتون ودهنها أصفى من سائر الأدهان وأضوء لا سيما في السراج وقيل أنها أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان ومنبتها منزل الأنبياء وسميت مباركة لأنه قد بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم والشجرة هي النفس وتطوراتها وتشعب تعلقات أفعالها كل منها بما يليق له من الجسد والجسم أغصان لها وما يترتب على ذلك من الأحكام الوجودية والتشريعية ثمرات لها قال تعالى ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال ) أي الأجساد والأجسام أو انه جمع جبلة وهي الطبيعة وذلك على تفسير ظاهر الظاهر (بيوتا) وهي مطارح ارتباطاتها وأفعالها من الأجساد والأجسام والطبائع (ومن الشجر) أي النفوس كما مر (ومما يعرشون) من تعلقات أفعال النفس بالأجساد والأجسام ثم (كلي من كل الثمرات) وهي مقتضيات تلك النسب الحاصلة من تلك التعلقات المقتضية للأحكام الشرعية المستلزمة بامتثالها والقيام بها لاستنارة القلب والطبيعة والجسم والجسد بنور العقل والروح لاستمدادها بتلك الأعمال بواسطة العقل والروح من المبدأ الفياض والشجرة هي الشجرة الكلية والحقيقة المحمدية ومقام ( أو أدنى) والمشيئة والإرادة والإبداع والاختراع سميت بذلك بتشعب وجوه تعلقاتها بذرات الوجوه التي لا تتناهى في مراتب الإمكان (شعوبا وقبائل) فمنها شعب ومنها غصون كلية ومنها جزئية ومنها ورق ومما ذكر أكون وأعيان ومقدرات ومقتضيات وممضيات وإمكانات وجواهر وأعراض وإضافات ونسب وأوضاع وكتب وآجال وأقوات وغير ذلك وهي مباركة لبركة آثارها قال تعالى ( أن بورك من في النار ومن حولها ) أي شجرة الإخلاص لله وحده لا شريك له في مراتب التوحيد الأربع فإنها شجرة خضراء ناعمة طيبه مباركة (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) (لا شرقية ولا غربية) لا يضئ عليها ظل شرق ولا غرب بل هي على سواء الجبل تطلع الشمس عليها وتغرب أو ليست بشرقية لا تصيبها الشمس إذا غربت أو إلا إذا غربت ولا غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت أو إلا إذا طلعت أو ليست من شجر الشرق فتغلب عليها حرارة الجهة فيضعف زيتها ولا من شجر الغرب فتستولي عليها البرودة كذلك ولكنها من شجر الشام الذي جهته أقرب إلى اعتدال الشجر أو أن الشجر شجرة النبوة وهي إبراهيم عليه السلام لأن أكثر الأنبياء عليهم السلام منه وذلك آثار البركة قال تعالى ( وباركنا عليه وعلى إسحاق) أو لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صلبه الذي هو أصل البركة وفرعها ومصدرها وموردها وتلك الشجرة لا شرقية أي لا نصرانية تصلي إلى الشرق ولا غربية أي يهودية تصلي إلى الغرب قال تعالى (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكنه على سواء السراط كان حنيفا مسلما ) ولا شرقية مدعية لحال الطلوع من شرق الصدور من النور كالروح المجردة عن الارتباط وتعلق الانحطاط ولا غربية منكرة لمبدئها لغلبة طبيعتها وغلظ مادتها كالأجساد بل هي على سواء الصراط جامعة بين انكسار الانحطاط وقوة الانبساط أو مطمئنة لا أمارة بالسوء ولا لوامة تلوم على الخير والشر بل مطمئنة أو لا شرقية غالية وغربية قالية أو لا شرقية مسرفة ولا غربية مغترة أو لا شرقية متعززة على المؤمنين بل هي ذليلة عليهم ولا غربية متذللة للكفرين بل هي عزيزة عليهم أو لا شرقية ناصبة للدين ولا غربية تابعة للجاحدين بل شاكرة لنعمة رب العالمين أو لا شرقية تثبت الألوهية والمعبودية بشيء من المخلوقين ولا غربية تجحد ولاية أمير المؤمنين عليه السلام أو لا مدعية ما ليس لها ولا منكرة لما لها أو لا قانطة من رحمة الله ولا آمنة لمكر الله (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) أي تكاد قابليتها تظهر في الكون والتحقق لشدة تأهلها للوجود وقربها من فوارة النور بما لها من رجحان زيتها قبل الإيجاد أو يكاد زيتها لصفائه من نفسه وانعكاس نور الزجاجة عليه بمعونة انعكاس ما في المشكاة يظهر في نفسه ويظهر غيره (ولو لم تمسسه نار) ينفعل عنها وذلك لقوة نضجه واعتدال هوائه وحسن بنيته أو تكاد النفس الأمارة واللوامة التي كانت فيه صلى الله عليه وآله وسلم لحفظ وجوده أن تفنى ظلمتها لقربها من المبدأ لقلة ظلمتها لأنها هي رأس نقطة مخروط الظلمة الضدية للعقل فتكون بذاتها مطمئنة وإن لم يستول عليها نور العقل أو تكاد أرض الميتة وأرض الجرز التي هي مغرس أغصان الحكمة ومنشئ هياكل التوحيد وأرض الإمكان التي هي ذوات محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام إن تنبت بتلك الأشجار المباركات والأغصان الباسقات ولو لم يقع عليها ماء الوجود من سحاب المشيئة المتراكم أو تكاد الماهية أن تنوجد لقرب رتبتها من المبدأ لأن رأس مخروطها مساوق لقاعدة الوجود بالنسبة إلى الإيجاد والاختراع قبل أن توجد بتبعية الوجود (نور على نور) يعني أن المشكاة المستنيرة بنور الزجاجة المنيرة بذاتها المستنيرة بالمصباح المنير نور على نور أو أن صدر محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو صدر علي عليه السلام أو الأئمة عليهم السلام أو المؤمن المستنير بنور القلب المنير بذاته المستنير بنور العقل والروح أو العلم نور على نور أو أن الأمثال والأدلة المؤيدة بنور الحكمة أو العقل أو العلم المستندة إلى القرآن المستنيرة بحكم ظاهره وظاهر ظاهره وباطنه وباطن باطنه وتأويله وباطن تأويله نور على نور أو إن مشكاة إبراهيم عليه السلام وزجاجة إسماعيل ومصباح محمد نور على نور أو إن مشكاة عبدالمطلب وزجاجة عبدالله ومصباح محمد صلى الله عليه وآله وسلم نور على نور أو هو المؤمن المستغرق في الله إن أعطى شكر وإن ابتلي صبر وإن حكم عدل وإن قال صدق وإن وعد وفى وإن ظلم عفى وإن نظر اعتبر وإن صمت فكر وإن تكلم ذكر فهو حي بين لأموات كلامه نور وصمته نور وعلمه نور ونظره نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى نور فهو نور على نور أو حسه نور وفكره نور وخياله نور وعلمه نور وقلبه نور وفؤاده نور فهو نور على نور (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله لمعرفته ومعرفة معانيه وأبوابه ورسله وأوليائه ومحبيهم من يشاء أو يهدي الله لدينه وإيمانه من يشاء والدين والإيمان والمعرفة قد يجتمع بعضها مع بعض وقد يفترق فبين كل وكل عموم وخصوص من وجه أو يهدي لأجابته من يشاء أو للنبوة والولاية والإسلام أو لمعرة نفسه المستلزمة لمعرفة ربه أو لهداه قال تعالى (أولئك الذين هدى الله) فبهديهم اقتده أو لمعرفة القرآن والإهداء بهداه أو البصيرة في الدين أو لمعرفة الأشياء كما هي أو لمعرفة الوجود المستلزم لمعرفة المعبود أو لمعرفة تقوى اليقين أو لمعرفة التفقه بالدين أو الأحكام الشرعية أو للعلم والعمل أو للتقرب بالنوافل المستلزم للمحبة الموجبة للعلم بالله والقيام بأمر الله ويضرب الله الأمثال للناس بخلقهم أنفسهم وبخلق الأشياء كإنزال المطر مثلا للدنيا مثلا وللبعث وكالآيات الدالة على الأبواب الدالة على المعاني الدالة على التوحيد وآيات الأنفس والآفاق وضرب الله الأمثال للخلق من أنفسهم وبآياته الدالة على توحيده ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وولاية الأئمة وبها لأوليائه عليهم السلام قال تعالى( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) وقال ( سنريهم آياتنا في الآفاق ) كما ضرب هنا لنوره نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بالمشكاة والزجاجة والزيت والسراج ( وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) وقال تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وغير ذلك والأمثال جمع مثل محركا كالسبب وأسباب أو جمع مثل بكسر الميم وسكون الثاء كحمل وأحمال فالأول تشبيه لصفة المؤثر بإيجاد الأثر والثاني تمثيل لصفة المؤثر بإيجاد الأثر والثاني تمثيل لصفة المؤثر لصفة الأثر (ويضرب الله الأمثال) للحق لأن الحق بالمثال والباطل بالجدال (والله بكل شيء عليم) بما يوافق الطباع المتباينة والأذواق المختلفة في تعريفهم ودعائهم لما يحييهم بالمثال والأمثال والحكمة والجدال والأشواق والأحوال والأفعال والأقوال وبالعلوم والأعمال وذلك لطف بالمكلفين ليدعوهم بالتي هم أحسن إقامة للحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينه ويحي من حيي عن بينة وعن الباقر عليه السلام أن قوله (كمشكاة فيها مصباح) وهو نور العلم في صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والزجاجة صدر علي عليه السلام علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصار صدره (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) يكاد العالم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتكلم بالعلم قبل أن يسأل نور على نور إمام مؤيد بنور العلم والحكمة في أثر إمام عليه السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك من لدن آدم إلى وقت قيام الساعة هم خلفاء الله في أرضه وحججه على أرضه لا تخلو الأرض من واحد منهم وعن أحدهم عليهم السلام ما معناه (مثل نوره) هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم (كمشكاة) هو صدر علي عليه السلام (فيها مصباح) نور العلم من محمد صلى الله عليه وآله وسلم في صدر علي عليه السلام (المصباح في زجاجة) الحسن بن علي عليهما السلام (الزجاجة) هو الحسين عليه السلام (كأنها كوكب دري) فاطمة عليها السلام تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض (يوقد من شجرة ) علي بن الحسين عليهما السلام (مباركة) محمد بن علي الباقر عليهما السلام (زيتونة) جعفر بن محمد عليهما السلام ( لا شرقية) موسى بن جعفر عليهما السلام ( ولا غربية ) علي بن موسى عليهما السلام ( يكاد زيتها يضئ) محمد بن علي الجواد عليهما السلام ( ولو لم تمسسه نار ) علي بن محمد الهادي عليهما السلام ( نور على نور ) الحسن بن علي العسكري عليهما السلام (يهدي الله لنوره من يشاء ) القائم المهدي عليه السلام . وروي أحاديث كثيرة في تفسير هذه الآية الشريفة بالأئمة عليهم السلام بغير هذه الرواية وبغير ترتيبها وهذا الاختلاف مع اتفاق معانيها فيهم عليهم السلام وهذا الذي أشرنا إليه فيه كفاية لأولي الألباب في بيان هذه الآية الشريفة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
قال وبين حقيقة الفرق بين النبوة والولاية .
أقول النبي في ظاهر اللغة هو الإنسان المخبر عن الله تعالى سبحانه بغير واسطة بشر سواء كان له شريعة كالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسائر الرسل صلوات الله عليهم أم لا كيحيى عليه السلام وسائر الأنبياء وهو مشتق من أنباء أي أخبر عن الله تعالى أو من نبا ينبو بمعنى ارتفع لنه ارتفع وشرف على غيره وربما فرق بين النبي والرسول بأن النبي من ليس له شريعة والرسول له شريعة وبأن النبي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك الذي يوحى إليه في الإيحاء والرسول يرى في المنام ويسمع ويعاين والرسول قد يكون من غير البشر بخلاف النبي وروى أن الأنبياء مائة ألف وعشرين ألف نبي أو مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي على اختلاف الروايتين المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا كعدة أصحاب بدر وكعدة أصحاب القائم عليه السلام وأما الولاية بفتح الواو وهي الربوبية قال الله تعالى (هنالك الولاية لله الحق) وقد تكسر الواو وبالكسر بمعنى ولاية السلطان والملك وقد تفتح الواو فالولي هو المتولي للأمور وتدبيرها والمربي لها فالنبوة هي أخبار ورسالة عن أوامر الملك ونهيه والولاية هي تولي سلطنة الملك ومملكته وتدبيرها والنظر فيها والنبي لما كان حاملا لأمر الملك ونهيه إلى الرعية لزم أن تكون له ولاية ليتصرف في تبليغ الرسالة وتقويم الرعية على حسب مراد الملك فكانت الولاية لازمة للنبوة ولا عكس فكل نبي ولي ولا عكس والأصل في ذلك أن الظاهر إذا ثبت دل على وجود الباطن والباطن لا يدل على وجود الظاهر فالولاية روح النبوة ونفسها قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام (أنت مني بمنزلة الروح من الجسد ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم (أنت نفسي التي بجنبي ) .
قال :وما المراد من أن الولاية باطن النبوة وما حقيقة معناها .
أقول : قد تقدم في المسألة التي قبل هذه جواب هذه المسألة فراجعه فإن النبوة الرفعة والشرف أو الإخبار عن مطلب الغير ولا يكون ذلك حتى يتسلط ويطلع على وضع الأشياء من التكاليف مواضعها ولا يكون ذلك حتى يتولى من قبل الأمر على المكلفين ليتصرف كما أمر وهو الولاية فكانت الولاية باطن النبوة فافهم.
قال : وما معنى الحديث (الله داخل في الأشياء لا كدخول شيء في شيء وخارج عن الأشياء لا كخروج شيء عن شيء ) .
أقول : أعلم أن الأزلي داخل في الأشياء وخارج منها بحال واحد فهو ليس داخل فيها ولا خارج منها دفعة وهذا لا شك فيه أما أنه داخل فلأنه لو لم يكن داخلا لخلت منه ومن خلا من شيء كان محصورا والمحصور حادث لاحتياجه إلى المكان والجهة فإنه يقال هو في كل شيء إلا هذا الشيء ولو لم يكن خارجا لاشتملت عليه ولزمه الحواية والمحوي حادث لاحتياجه إلى ما حواه وإلا لم يحوه فعلى هذا كان داخلا خارجا دفعة وهو معنى ليس بخارج ولا داخل دفعة ويلزم من ذلك أن خروجه ليس بمزايلة وإلا لكان دخوله بملاصقة وبالعكس فالمزايل محصور فيما زايله والملاصق مشابه لما لاصقه وقوله داخل لا كدخول شيء في شيء فيه لحاظان أحدهما أن دخوله لو كان كدخول شيء لزمه الحواية والملاصقة ويلزم من ذلك الاجتماع والاقتران ومن كان كذلك كان مشابها وحادثا كما قلنا وثانيهما انه شيء فإذا قلنا داخل فيها فلو كان الشيئان متساويين لزم ما ذكر من المحذورات فيجب أن يكون المراد من شيئيته غير ما يراد من معنى الشيئية المفهومة لأن الشيئية التي هي بحقيقة الشيئية لا يدرك معناها من شيئية غير لأن هذه مشتقة من شاء فالشيء شيء شيء لأنه شاء وصدر عن المشبه الشيئية بحقيقة الشيئية بخلاف ذلك وخلافه فلا مثل له ولا ضد ولا ند وأما الشيء في الشيء دخولا وخروجا فمن مرحلة واحدة فالشيء في الشيء يلزمه الملاصقة والاقتران ولو معنى وخروج شيء من شيء يلزمه المفارقة و الجهة والحصر فلما كانت شيئية ليست كشيئية الأشياء وكان دخوله فيها لا كدخول شيء في شيء بل دخوله عين خروجه فخروجه بلا مفارقة عزلة بل مفارقة صفة ودخوله بلا ملاصقة حلول ومشابهة بل بملاصقة قيومية وإحاطة فافهم .
قال : وما معنى ( يا نعيمي وجنتي ويادنياي واخرتي ) في المناجاة للسجاد عليه السلام .
أقول : معنى كون الله نعيمه أن حبه ولذة مناجاته ومشاهدة أنوار جلاله عند العارف نعيم مقيم لم يخلق الله في الوجود نعيما ولا لذة أعظم منها وإليه الإشارة بقوله تعالى في الحديث القدسي في حق الخصصيين من المؤمنين قال تعالى
( وإذا تلذذوا أهل الجنة بمأكلهم ومشاربهم تلذذوا بمناجاتي وبكلامي ) وباقي السؤال مع ملاحظة هذا .

الجوارح غير متصل  

قديم 13-12-09, 12:38 PM   #2

عاشق الحوراء
م. منتدى الحياة الزوحية

 
الصورة الرمزية عاشق الحوراء  







مبسوط

رد: رسالة في حقيقة سورة التوحيد - للشيخ الأوحد قدس سره


اهلا بك اخي عبوسه
اثابك الله على الموضوع القيم حفظك الله من كل شر
__________________
- نسالكم براء الذمة -

عاشق الحوراء غير متصل  

قديم 16-12-09, 03:49 PM   #3

الزهراء عشقي
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية الزهراء عشقي  







فرحانة

رد: رسالة في حقيقة سورة التوحيد - للشيخ الأوحد قدس سره




اللهم صل على محمد وال محمد
،
كل الشكر لك ع الطرح
سلمت يمناك ع الاختيار الموفق
لاعدمناك ولاعدمنا جديدك
سلمت ودمت بألف خير
__________________
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي

الزهراء عشقي غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القرآن الكريم ختمة كاملة بصوت الشيخ عامر الكاظمي [ mp3 ] TAROUT12 منتدى القرآن الكريم 4 08-02-10 03:15 AM
القارئ محمود رمضان ظل وقمر منتدى القرآن الكريم 8 08-01-10 12:32 PM
استمع للقرآن الكريم بصوت الرادود نزار القطري همس المشاعر منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 4 26-10-09 10:19 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 10:35 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited