New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > منتدى قضايا المجتمع والحوار الجاد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-03, 11:10 PM   #16

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

الأخ الغالي المنطق الحر عذرا على التأخر في الرد, مداخلتك قيّمة ومفيدة اتمنى منك المواصلة.

فيما يأتي سأجيبك عن اهمية حسن الظن, اما الفقرة الثانية من السؤال فسأفرد لها موضوعا خاصا لأنها احد النقاط الاساسية في البحث.


ظن السوء يؤدي الى التمزق والضياع كما اشر القرآن الكريم اذ يقول جل وعلا:

(وظننتم ظّن السوء وكنتم قوماً بوراً)

اي حينما يكون سوء الظن موجودا فسيمنى القوم بالأخفاق والتمزق.

وعلى هذا الاساس امرنا الاسلام ان نحمل عمل الآخرين على محمل الخير مهما صدر منهم اعمال قد تبدو في اعيننا غير لائقة فقد جاء في الحديث الشريف:

"أحمل فعا اخيك المؤمن على سبعين محمل"

وأمرنا ايضا ان لا نصدق في الأخ المؤمن كلام الواشين ودعايات المغرضين وسموم المنافقين, يقول الحديث الشريف:

" ضع امر اخيك على احسنه, حتى يأتيك ما تقبله منه"

فما دام هناك مجال لتفسير أعماله ففسرها تفسيرا حسنا الا اذا رايت شيئا لا يمكنك ان تغالط نفسك فيه.

يقول حديث آخر "ولا تظن بكلمة خرجت من اخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا"

وهذا بالطبع يحتاج الى ان ننطلق في تقييم تصرفات الآخرين من منطلق حسن الظن الثقة المتبادلة لا سوء الظن.

قصة طريفة:

دخل جماعة قرية فرأوا رجلاً يخرج من خربة وبيده سكينة كبيرة وعليها آثار الدم.

وحينما دخل بعضهم الخربة وجدوا بها رجلا مقتولا فأخدوا صاحب السكينة الى الامام علي ع وشهدوا ان هذا الرجل قاتل, وجاءوا بجثة القتيل الا ان الرجل حامل السكينة اصر أنه ليس قاتلا.

قالوا له: كيف تدعي انك بريء ولقد رأيناك وأنت خارج من الخرب وبيدك سكينة عليها قطرات من دم جديد؟

وبعد التحقيق في القضية تبين انه كان محقا فقد كان قصابا قام لتوه بذبح خروف بقرب الخربة وبعد أن اتم الذبح اراد ان يقضي حاجته فأحتاج الى الحمام فلم يجد فذهب الى تلك الخربة وقضى حاجته.

وتزامن مع وجوده هناك وجود جثة ذلك القتيل الذي قتل على يد رجل آخر فكان ذلك مثارا للشك فيه.

وهناك قصص كثيرة على تزامن عملين في آن واحد مع وجود الأختلاف بين العاملين.

فما دام اننا نرى في حياتنا الحقيقية بعض الحوادث التي نصدر عليها احكاما خاطئة ثم يتبين أن لا علاقة بين هذه الحوادث الا في تزامن وقوعها فلا يجوز منا حينما نسمع كلمة او نرى فعلا ان نحمله محملا سيئا.

فنحن لا نعلم الغيب لذلك لا يجوز لنا ان نفسر كل عمل نراه من شخص تفسير سيء, فالشيطان هو الذي يلقي بذرة سوء الظن في قلب الانسان والا أنت لا تعلم الغيب.

يقول الأمام علي ع:

" لا يفسدك الظن على صديق أصلحه اليقين"

فما دامت علاقتك مع الآخرين قائمة على اساس الثقة الحسنة واليقين السليم فلا تدع الظن يفسدها عليك...

يقول الامام زين العابدين ع:

" المؤمن اخو المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء الظن به"

ويقول امير المؤمنين ع:

"من عرف من اخيه وثيقة دين, وسداد طريق, فلا يسمعن فيه اقاويل الرجال,اما انه قد يرمي الرامي وتخطيء السهام ويحيل الكلام".

ويقول ايضا:

"من اطاع الواشي ضيّع الصديق"

اذن لترفل علاقتنا مع الآخرين في جو حسن الظن والثقة المتبادلة ولا نسمعن فيهم واشيا ولا نصغي عليهم لفاسق.



اتمنى ان يكون الموضوع مفيد وفيه الأجابة الوافية...

اخوك
عاشق الحسين

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 05-08-03, 05:32 PM   #17

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسم الله الفرد الصمد والصلاة والسلام على من لا يشابهه في الخلق والخلق أحد محمد وعلى آله الذخر والسند والمعتمد...


أخي العزيز المنطق الحر هانحن نعود للموضوع من جديد راجين شمول الفائدة للجميع.

نقطة البحث في هذه المرة هي:

هل أنت مسؤول عن سوء ظن الآخرين بك؟

نعم قد تكون انت السبب في سوء ظن الناس بك ووقوعهم في المحرم فتكون شريكا معهم في المعصية عندما تضع نفسك موضع التهمة, وسوء الظن, يقول رسول الله ص:


"رحم الله من جبَّ الغيبة عن نفسه".

اما الفرد الذي يضع نفسه في مواضع التهمة ثم يقول "دع الناس يغتابوني فسوف احصل على أجر عظيم"....فأنما يجني على نفسه بغير حق ويناقض نص الحديث القائل:

" اتّقوا مواضع التهم"

وجاء في حديث آخر

"من عرض نفسه للتهمة, فلا يلومّن من اساء به الظن".

وأنما تمنع الأحاديث الاسلامية ذلك حتى لا يتفشى سوء الظن بين الناس لكي لا يتمزق المجتمع الاسلامي من داخله.

وبكلمة ان الأجواء الصالحة في المجتمع السليم هي حسن الظن فعلينا ان ننمي هذه الأجواء ونرفع دائما الشعار القائل:

" لا سوء ظن مطلقا, ولا ثقة مفرطة, بل حسن ظن دائما"..

يقول الصادق ع:

" لا تثق بأخيك كل الثقة, فان سرعة الاسترسال, لن تستقال".

ويقول أمير المؤمنين ع:

" ابذل لصديقك المودة, ولا تبذل له كل الطمأنينة, واعطه المواساة, ولا تفض اليه كل الاسرار, فاذا فعلت ذلك توفي الحكمة حقها, والصديق واجبه".



ولنا رجعة مقرونة بتوفيق الله وحفظه

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 06-08-03, 11:04 PM   #18

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

الأخ الفاضل "المنطق الحر" ومن اطروحاتكم ومشاركاتكم نستفيد..

قلت

"فليس بالضرورة أن الإنسان مسؤل عن سوء ظن الآخرين به"

نعم هو كذلك ما اقوله هو ان الروايات المنسوبة لآ بيت المودة عليهم السلام تحث عن البعد عن مواطن الشبهة حتى لا تتسبب في معصية الآخرين...

أما من يتجرأ على العلماء فهذا في حقيقة الآمر انما أغتاب, فأذا كانت غيبة المؤمن محرمة وهي اشبه بأكل لحم الأنسان لأخيه, إذ يقول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)

فما بالك بغيبة عالم؟؟


للاسف الشديد لقد ابتلى مجتمعنا الموالي بمثل هؤلاء الناس, الذي ربما لا يعلم من امور دينه سوى الأسم ومع هذا يقف موقف تقييم لهذا العالم او ذاك, متناسيا انه مسؤول عن كل كلمة وكل تصرف يوم المثول امام من يعلم ما تكنه الناس وما يضمره الفؤاد.


أما الهمازين الذين يتلذذون بقذف الأخرين و تشويه صورهم وسيرتهم:


انما يدخل هذا في دائرة البهتان وهو ان تقول في مسلم ما يكرهه و لم يكن فيه.

فان كان ذلك في غيبته كان كذبا و غيبة، و ان كان بحضوره كان اشد انواع الكذب. و هو اشد اثما من الغيبة و الكذب قال الله سبحانه:

«و من يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا و اثما مبينا» .

و قال رسول الله-صلى الله عليه و آله-: «من بهت مؤمنا او مؤمنة، او قال فيه ما ليس فيه، اقامه الله على تل من نار، حتى يخرج مما قاله فيه‏» .



لا تنسانا من الدعاء

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 19-08-03, 10:49 PM   #19

ملكة الحزن
عضو شرف

 
الصورة الرمزية ملكة الحزن  







رايق


بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بان اشارك معكم

من العقبات الرئيسية في نسف عرى علاقاتنا الاجتماعية هي سوء الظن بالآخرين ، لذلك القرآن الكريم يقول :
( اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن اثم )
هناك بعض الناس متفرغين تماماً لمثل هذه الأمور ،يملكون قلوب معقدة لذلك تراهم يفسرون كل عمل تفسيراً معكوساً.
فأن صلى أحد أمام الناس قالوا هذا مرائي ، و ان صلى في الخفاء قالوا هذا تارك لصلاته ! هم باختصار من ( لا يعجبهم العجب ولا الصيام حتى في رمضان ) ، هم من الفئة التي تجعل الحديث عن الناس مثل ( العلك في فمهم )

كثيرا ما تسيء الظن بأخيك و هو أفضل منك ، و كثيرا ترى شخصا فتستصغره وتذكره بسوء و هو أحسن منك ، لذلك جاء في الحديث الشريف :
( احمل فعل أخيك المؤمن على سبعين محملا)

لكم هذه القصة :
جاء رجل إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) و قال : أتعرفون فلانا ؟ قال الامام : نعم ؟ قال : أني أشك في ولايته لكم . قال الامام : كيف ؟ قال : كنت معه عند أحد كبار الامراء في بغداد فسأله هذا الامير عنك فقال : لا اعتقد بإمامته ، فقال الامام الكاظم ( عليه السلام ) : ان الرجل أفقه منك ، فلا تسئ الظن به ، و يبدو أن الرجل كان من الطيبين فتأثر كثيرا و قال : يا ابن رسول الله ماذا افعل حتى اصلح خطأي ؟ فليس لي مال حتى أعطيه ، فسكت الامام و لكن الرجل بادر وقال : اني أهب له يوم القيامة ثواب نصف اعمالي ، فقال الامام : الآن خرجت من النار . إنك قد تظن باخيك سوءا ، ولكنه قد يملك عملا صالحا يقوده إلى الصلاح الكامل ، بينما تملك أنت عملا سيئا يسوقك إلى الفساد فالنار.

يروى ان شخص كان يحضر الارواح ، و يوما ما احضر روحا ، فسألها عن وضعها فاجابه صاحبها بانه في وضع سيء جدا وهو يعذب
سأله هل كان مؤمنا في الدنيا يصلي ؟ ويصوم ؟ ويبر الوالدين ؟ و يزكي ؟ و يعمل الاعمال الخيرة .. فقال نعم ..

اتعلمون لماذا كان يعذب ؟!!!!!

لقد قال : لأني كنت سئ الظن بالآخرين


و بهذا اكتفي

تحياتي
~أخت محبة~

__________________
[flash=http://www.tarout.info/montada/uploaded/maleekah.swf]WIDTH=370 HEIGHT=200[/flash]
[align=center]يقولون
إني كسرت رخامة قبري.. و هذا صحيح
و إني ذبحت خفافيش عصري .. و هذا صحيح
و إني اقتلعت جذور النفاق بشعري .. و حطمت عصر الصفيح
فإن جرحوني ..
فأجمل ما في الوجود غزال جريح
[/align]

ملكة الحزن غير متصل  

قديم 23-08-03, 12:27 AM   #20

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

أختي الكريمة ملكة الحزن

أسعدنا تواجدكم مجددا بيننا ونتمنى أن نرى مشاركاتكم وتعليقاتكم المفيدة وما مشاركتم في هذا الموضوع الا شاهدا على كلامي...


دمتي موفقة لكل خير

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 23-08-03, 04:02 AM   #21

ساجد
موقوف  







رايق

[ALIGN=CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين علي عليه السلام

هل سألت نفسك يوماً لماذا تستغيب

قد لا تحتاج الى عناء كثير للإجابة على ذلك ؛ لانك ستلجأ الى مفتاح المعاصي لتبرأ لنفسك هتك أعراض المؤمنين أمام الناس طلباً للعذر.

ولكن هذا لن يفيدك؛ لانك تعلم أن السبب الحقيقي غير ما أعلنته.

(بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).

إن عملك هذا لا يكشف عن حسن سريرتك، مهما حاولت التصنع والتلون بلباس غير لباسك، والتمظهر أمام الناس بانك إنسان متخلق محب للخير؛ بل قد تصل بك الحال الى التقنع بقناع القداسة والايمان، وهنا تكمن الخطورة العظمى.

لا تستغرب كثيراً إذا ما حاولنا الغور في أعماق نفسك، لنستكشف أن حقيقة الايمان لم تر النور في قلبك المظلم. إنه مليء بالحقد والكراهية والجهل والكفر بانعم الله.

أترغب في رؤية صورتك على أي حال هي؟ وصورة عملك في الدنيا؟

هل رأيت يوماً كلباً جائعاً يلتهم جيفة تفوح منها الروائح النتنة؟

أتعلم إنك لا تختلف عنه، بل وضعك أسوء منه.

أتعلم ماذا رأى رسول الله (ص) ليلة الاسراء؟ رأى أناساً يجرحون وجوههم بأظافرهم، وعندما سأل عنهم، كان الجواب إنهم كانوا يغتابون الناس ويتحدثون في أعراضهم.

أتعلم أن الزنا والربا مع الوعيد الشديد بالعذاب لمرتكبهما. إلا أن عملك أشدعذاباً منهما.

لماذا تريد أن تقنع نفسك؟ أن ما قمت به انجازاً يستحق التقدير والثناء.

لقد كشفت عن ضعفك وعن عقدة الحقارة التي تسيطر عليك، بل أكثر من ذلك لقد كشفت عن كفرك بعدل الله. وأظهرت عدم رضاك عل قضائه.

إنك عنصر مفسد في المجتمع، تريد أن تنقل أمراضك اليه،

ولكن ماذا تستفيد؟


التقليل من كرامة المؤمنين في أعين الناس.

كشف عورات المؤمنين واظهار عيوبهم.

أتريد التباهي وسط الناس بانك انسان برئ من هذه الصفات.

هل ادخال السرور على مخاطبيك يكون على حساب اعراض الناس وعوراتهم؟

قد تكون ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الارض.

كل ذلك لا غرابة فيه؛ لان قلبك نمى على اكل لحوم الناس والتعرض لاعراضهم، فماذا عساه أن يكون؟ فالارض تعطي ما يزرع فيها.

ألا تفكر في مصلحة نفسك قليلاً؟ نحن نعلم وأنت على هذه الحال أنك لست أهلاً للتفكير في مصلحة الآخرين؛ لان تفكيرك لا يتعدى الأنا.

يا انسان فكر في دنياك اذا كنت ممن لا يريدون العمل للآخرة.

إسأل نفسك كيف تصبح انساناً متخلقاً يحترمك الصغير ويقدرك الكبير،

اعرف كيف تحافظ على حقوق الآخرين حتى يحافظ على حقوقك.

فأنت لست خالٍ من العيوب والاخطاء، (فكما تدين تدان).

حافظ على أعراض الناس حتى يحافظ الناس على عرضك.

بالله عليك ماذا ستجيب رسول الله (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) غداً عندما تعرض أعمالك عليهم وأنت تفوح منك رائحة أنتن من الجيفة، ألا تخجل من ذلك، أتدري أن عوراتك ستعرض على الخلائق جميعاً.

أتدري إن كرامة المؤمن عند الله عظيمة، وبعملك هذا أعلنت الحرب على الله، ويل لك ثم الويل.

إن الله سيتتبع عوراتك ويفضحك حتى ولو كنت جليساً في بيتك.

أتعي هذه الكلمات ـ إنك في صف من يحاربون الله، إنك في صف الشيطان.

إستيقظ قبل فوات الاوان ـ ولا تتهاون في ذلك أبداً.

تذكر دائماً موقفك أمام رسول الله (ص) لانك ارتكبت مخالفتين ـ الاولى إنك استغبت المؤمنين. وتحدثت في اعراضهم.

والثانية: إنك كذبت رسول الله (ص) والائمة المعصومين (عليهم السلام). ولم تعطي أي اعتبار لكل ما قالوه في التحذير من الغيبة، ولكن أقفلت مسامعك وصديت عنها.

لا تقبل لنفسك أن تكون جندياً مطيعاً للشيطان وحزبه؛ لانهم سيتبرؤا منك وقت الحساب.

تذكر صورة أعمالك وصورتك (يوم لا ينفع مال ولا بنون).

لا تدع النفس الامارة بالسوء أن تسوقك الى حيث تشاء ـ الجمها بلجام التقوى ـ .

واطلب المغفرة من الله وتوسل بالرسول (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) واطلب الصفح من المؤمنين سراً وعلانية مهما استطعت الى ذلك سبيلاً. (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) [/ALIGN]

ساجد غير متصل  

قديم 21-11-03, 10:04 PM   #22

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

الأخ الكريم ساجد


الغيبة موضوع آخر قد يكون الطريق الى الوصول أليه اتباع سوء الظن, يقول السيد مرتضى الشيرازي في هذا المقام:

" ... أن (سوء الظن) أفضل أحبولة للشيطان يوقع بها بين المؤمنين وهي الجسر الطبيعي نحو الفتن والحروب وهي (المقدمة الموصلة) لرواج سوق الغيبة والتهمة والتدابر والاختلاف..."


تحياتي

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 21-11-03, 10:11 PM   #23

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

نكمل الموضوع من حيث توقفنا

ترى ما السر في خباثة سوء الظن وتحريمه؟

يقول المحقق النراقي في الجزء الأول من كتاب جامع السعادات:

( و السر في خباثة سوء الظن و تحريمه و صدوره عن خبث الضمير و اغواء الشيطاء: ان اسرار القلوب لا يعلمها الا علام الغيوب، فليس لاحد ان يعتقد في حق غيره سوء الا اذا انكشف له بعيان لا يقبل التاويل، اذ حينئذ لا يمكنه الا يعتقد ما شاهده و علمه، و اما ما لم يشاهده و لم يعلمه و لم يسمعه و انما وقع في قلبه، فالشيطان القاه اليه، فينبغي ان يكذبه، لانه افسق الفسقة، و قد قال الله:

«ان جاءكم فاسق نبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة‏» .

فلا يجوز تصديق اللعين في نباه، و ان حف بقرائن الفساد، ما احتمل التاويل و الخلاف فلو رايت عالما في بيت امير ظالم لا تظنن ان الباعث طلب الحطام المحرمة، لاحتمال كون الباعث اغاثة مظلوم. و لو وجدت رائحة الخمر في فم مسلم فلا تجز من بشرب الخمر و وجوب الحد، اذ يمكن انه تمضمض بالخمر و مجه و ما شربه، او شربه اكراها و قهرا. فلا يستباح سوء الظن الا بما يستباح به المال، و هو صريح المشاهدة، او قيام بينة فاضلة. )


وما هي الأسباب التي تؤدي الى سوء الظن بالآخرين؟

بقلم: السيد مرتضى الشيرازي

من أسباب سوء الظن

1/ تسويل الشيطان وكيد إبليس:

قال تعالى: (إنما يريد الشيطان ليوقع بينكم العداوة والبغضاء في الذين آمنوا) ذلك أن (سوء الظن) أفضل أحبولة للشيطان يوقع بها بين المؤمنين وهي الجسر الطبيعي نحو الفتن والحروب وهي (المقدمة الموصلة) لرواج سوق الغيبة والتهمة والتدابر والاختلاف ولذلك ورد في الحديث «احمل فعل أخيك على أحسن محمل» و«وعلى سبعين محمل»، لماذا؟ لأنك بذلك تسد الطريق على الشيطان وتقطع حبائله وانشوطته بسلاح (حسن الظن بالمؤمنين) وغير خفي أن (سبعين) في الرواية لا يراد به العدد والرقم المحدّد بل المراد به التكنية عن الكثرة. ولذلك قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم) وكم من حوادث طلاق أدّت إلى تدمير عوائل كاملة كان منشؤها سوء الظن؟ وكم من صراع دموي بين أخوين أو أسرتين أو قبيلتين كان قد قدّم شرارتها (شيطان سوء الظن)؟ وكم من مؤسّسات وتنظيمات وتجمعات (انهارت) نتيجة (سوء الظن)؟ فهذا يظن أن ذاك (أخفى) عنه سرّاً وذاك يظن أن هذا قد (تجاوزه) وتخطى حدوده والثالث يظن أن صاحبه قد (وشى) به عند أصدقائه أو مسؤوله وانتقص منه، فقابله بالمثل وردّ عليه الكيل كيلين وهكذا وهلمّ جراً.

2/ يقول في جامع السعادات (سوء الظن بالخالق والمخلوق) وهو من نتائج الجبن وضعف النفــــس، إذ كل جبان ضعيف النفس تذعن نفسه لكل فكر فاسد يدخل في وهمه ويتبعه، وهكذا نجد أن ضعف النفس وضعف الأعصاب أيضاً هو من أسباب سوء الظن بالمؤمنين -ج1، ص280-.

3/ (العجب) وهو استعظام النفس، و(الكبر) من أهم أسباب سوء الظن بالآخرين ولذلك ورد في الحديث الشريف: «ويلكم عبيد السوء ترون القذى في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم»، إنّ من يستعظم نفسه وعمله ويرى في ذاته ومناهجه الكمال (وهذا هو العجب)، ويرى نفسه (فوق الآخرين) وأعلى مرتبة منهم (وهذا هو الكبر)، يستفزّه أن (لا يقوم صاحبه له في المجلس) أو (أن يسبقه أخوه إلى عمل خير) أو (أن يسمع الناس يمتدحون منافسه) فيثير فيه كوامن سوء الظن فيفسّر كل ظاهرة من تلكم الظواهر تفسيراً سلبياً كي تسقط نفسه عن عليائها وبرجها العالي الذي تخيله لنفسه: (إنه لم يقم لي حسداً)، وقد (سبقني إلى عمل الخير) ليسقطني عن أعين الناس و(الناس يمتدحون أخلاقه ويشيدون بفضائل أخلاقه) لأنه ماكر يحسن التصنّع..، هكذا وهلمّ جراً.

4/ خبث الباطن: فإنّ من تعوّد على الحيلة والمكر والخديعة (يتصوّر) الآخرين كذلك و(يترجم) تحركه لهم بتلك اللغة وبنفس النغمة، ومن كانت كلماته سلسلة من الأكاذيب لا يستطيع أن يرى غير الكذب ثم الكذب ثم الكذب في كلمات الآخرين.

ومن لم يؤلّف، ولم يدرس، ولم يؤسّس و… إلا رياء وسمعة وحباً للشهرة يزن الآخرين بنفس الميزان ويقيسهم بنفس المقياس، وهكذا يحسب (ذاته) مرآة للآخرين يرى فيهم ما هو متأصل فيه ويكتشف فيهم وما كان عليه أن يكتشفه من نفسه.

5/ القياس والتعميم: فقد يصطدم المرء بحقيقة مرّة يكتشفها فجأة في صديق، أو عالم، أو عامل فيفقد ثقته بكل الأصدقاء والعلماء والعاملين، إن (قياس) سائر الإفراد وسائر الحالات على هذا الفرد والمصداق، وان (تعميم) حالة معيّنة وعينة خارجية لكل الحالات والمصاديق يعد من أكبر أخطاء الإنسان ومن أكبر عوامل سوء الظن (فالجزئي لا يكون كاسباً ولا مكتسباً) و(الاستقراء الناقص) ليس بحجّة و(الاستقراء المعلّل) منه ليس بمتحقّق في المقام بشهادة الروايات والعقل وبناء العقلاء. إن (التوازن) ورؤية القضايا بعيداً عن أية (صدمة) عاطفية هو المطلوب وهو ما تقتضيه الحكمة وهو مؤشر النضج والكمال.



تحياتي

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الحسين ; 21-11-03 الساعة 10:17 PM.

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 26-01-04, 03:36 AM   #24

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى


الآثار المترتبة على سوء الظن:


من أهم الآثار ما لخصته نصيحة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (ع) يقول فيها: «واعلم يا علي أن الجبن والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن»


سوء الظن والأجرام:

ويرى السيد مرتضى الشيرازي أن هناك علاقة بين سوء الظن و الأجرام اذ يقول:

عندما نقوم بدراسة سيكولوجية لفلسفة (الجريمة) و(الإجرام) عند الطغاة، وعندما نسبر أعماق مجاهيل شخصية كمعاوية وهتلر وصدام، نكشف أنّ من أهم بواعث الجريمة ومن أقوى علل الاستبداد والطغيان: (الخوف المريع) و(الجبن الشنيع) و(الحقد القطيع).

وعندما نحلّل عاملي الخوف والجبن، نجد أن (سوء الظن) يكوّن (الخلفية) و(الإطار) من جهة، وهو يتفاعل مع هذين العاملين لينتج من بدأ من (الحقد) (والعَمَهْ) كما يقول جل وعلا:( نذرهم في طغيانهم يعمهون) ، وكما يلد (الحقد) سوء الظن يفرز سوء الظن أيضاً من بدأ من الحقد.

الى أن يقول:

فسوء الظن بدور القيم الأخلاقية واعتبارها زيتاً يصبُّ على النار يغذّي في المرء حالة الخوف الذي يدفع المرء للإجرام كوسيلة مضمونة لتحقيق الأمن - كما يخال- وهو أيضاً يتفاعل داخل النفس ليزرع فيها حقداً دفيناً يتنامى بشكل مضطرد ليحرق الرطب واليابس وليحوّل رياض الحب والإخاء إلى (محرقة) لا ترى فيها إلا رماد العداوة والبغضاء ومزيداً من العنف والإجرام.

والخوف والحقد يتفاعلان أيضاً في أعماق النفس لينتجا مزيداً من سوء الظن وهي (عجلة) لا تدور إلا لتقضي على الإنسان قبل أن تقضي على الآخرين.

إن افضل طريقة لتحطيم سعادتك أن تتمسك بهذا الثالوث المشؤوم، واقصر طريق لتدمير أي تجمّع أو حزب أو عائلة أن يستخدم رب العائلة أو مدير التجمع وقائد الحزب (قنبلة سوء الظن) الموقوتة التي تتموج باستمرار لتنسف (شبكة العلاقات الاجتماعية) ولتستأصل (نور الإيمان) من كيان الإنسان (تتموج) و (تتوالى) تفجّراتها كما القنابل العنقودية...


سوء الظن والتجسس والغيبة:


ويقول الشهيد الثاني:

(.... ومن ثمرات سوء الظن التجسس ، فإن القلب لا يقنع بالظن ويطلب التحقيق ، فيشتغل بالتجسس وهو أيضا منهي عنه ، قال الله:
{ ولا تجسسوا } .. فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنها في آية واحدة ، و معنى التجسس أنه لا تترك عباد الله تحت ستر الله ، فتتوصل إلى الاطلاع وهتك الستر ، حتى ينكشف لك ما لو كان مستورا عنك كان أسلم لقلبك ودينك).

من الاسباب الباعثة على الغيبة عشرة أشياء قد نبه الصادق ع إجمالا بقوله أصل الغيبة يتنوع بعشرة أنواع شفاء غيظ و مساعدة قوم و تصديق خبر بلا كشفه و تهمة و سوء ظن و حسد و سخرية و تعجب و تبرم و تزين .



سوء الظن والحياة الزوجية:


من المشاكل التي تعترض الحياة المشتركة هو التشاؤم وسوء الظن الذي يهدد السلام العائلي بالخطر ؛ ذلك أنه ينسف في بدايته عرى التفاهم ، وبالتالي يفجر الصراع.

إن سوء الظن ينسف أول ما ينسف أساس الاتحاد بين الزوجين ويفقدهما القابلية على الاستمرار ، إذ يتجلى ذلك من خلال الأحاديث الخاملة والتعبير عن الاحتقار ورؤية الحياة من خلال منظار مظلم وأنها مليئة بالآلام التي لا يمكن علاجها .

من الأخطار الأخرى التي قد تنجم عن سوء الظن هو زوال الإحساس بالعزة والكرامة مما يجعل حياة الزوجين في معرض خطر داهم ، إذ أن الحياة الزوجية تتطلب من كلا الطرفين حماية الطرف الآخر ، وحالة سوء الظن تعني زوال هذا الجانب وانكشاف الواقع إذا صح التعبير .



كانت تلك جملة من الآثار وسيكون موضوعنا في الرم ةالقادمة عن الحلول المقترحة للقضاء على هذه الآفة المهلكة.

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 02-02-04, 10:04 PM   #25

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى


طرق معالجة سوء الظن


يقول الشيخ النراقي في كتاب جامع السعادات:

ثم طريق المعالجة في ازالته-بعد تذكر ما تقدم من فساده و ما ياتي من فضيلة ضده-انه اذا خطر لك خاطر سوء على مسلم، لا تتبعه، و لا تحققه و لا تغير قلبك عما كان عليه بالنسبة اليه، من المراعاة و التفقد و الاكرام و الاعتماد بسببه، بل ينبغي ان تزيد في مراعاته و اعظامه و تدعو له بالخير، فان ذلك يقنط الشيطان و يدفعه عنك، فلا يلقى اليك خاطر السوء خوفا من اشتغالك بالدعاء و زيادة الاكرام. و مهما عرفت عثرة من مسلم فانصحه في السر و لا تبادر الى اغتيابه، و اذا وعظته فلا تعظه و انت مسرور باطلاعك على عيبه، لتنظر اليه بعين الحقارة، مع انه ينظر اليك بعين التعظيم، بل ينبغي ان يكون قصدك استخلاصه من الاثم، و تكون محزونا كما تحزن على نفسك اذا دخل عليك نقصان، و ينبغي ان يكون تركه ذلك العيب من غير نصيحتك احب اليك من تركه بنصيحتك، و اذا فعلت ذلك جمعت‏بين اجر نصيحته و اجر الحزن بمصيبته و اجر الاعانة على آخرته.


بينما يطرح السيد مرتضى الشيرازي هذه الحلول

1/ أسئ الظن بنفسك واحسن الظن بالمؤمنين، واستكشف مواطن الخلل والنقص في ذاتك فـ«طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» وتذكّر حديث موسى (ع) مع الرب في قضية ذلك الكلب. ولذلك يقول الإمام السجاد (ع): «اللهم صلِّ على محمد وآل محمد ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها».

2/ حاسب نفسك يومياً، وقف لها بالمرصاد، كن أنت الحاكم على الوساوس لا المحكوم قال الإمام علي (ع): «مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار» وفي رواية «محبة الأشرار..»، فإن (مجالسة الأشرار) عامل و(محبتهم) عامل آخر.

3/ ابتعد عن عوامل الإثارة والتشويش: ابتعد عن الصديق النمّام وقد ورد «لا يدخل الجنة قتات» أي نمّام. اقطع على نفسك حبال التفكير السلبي، ولا تسترسل في التفكير باستنباط بغيض نابع من سوء الظن.

4/ أصلح سريرتك وطهّرها من رذائل الأخلاق فلربما كان وراء (سوء الظن) الحسد أو الحقد والغضب. أو الكبر والعجب وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (ع): «واعلم يا علي أن الجبن والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن» وقال النبي موسى (ع) للشيطان: «فاخبرني الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال الشيطان: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه». وفي الموثق عن الإمام الباقر (ع): «أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه زلاّته يعيره بها يوماً».

5/ ضع أمثال هذه الرواية نصب عينيك دائماً، فعن الإمام الصادق (ع): «لا تدع اليقين بالشك والمكشوف بالخفي، ولا تحكم ما لم تره، بما تروي عنه، قد عظم الله أمر الغيبة وسوء الظن بإخوانك من المؤمنين».

6/ تذكر أن (المحبة) و(الألفة) من أكبر نعم الله التي امتنّ بها على عباده، فلا تضيعها بـ(سوء الظن) قال تعالى: (لو أنفقتَ ما في الأرضِ جميعاً ما ألّفتَ بين قلوبهم ولكنّ الله ألّفَ بينهم) (فأصبحتُم بنعمتِه إخواناً)، وفي الحديث «لا يغلب عليك سوء الظن فإنه لا يدع بينك وبين صديقك صفحاً».

7/ تذكر أن (سوء الظن) يحوّل حياتك إلى جحيم، ويفقدك أحباءك وأصدقاءك ويجعلك تتآكل من الداخل لتفقد صحتك وعافيتك وأعصابك فقد قال أمير المؤمنين (ع): «سوء الظن يفسد الأمور ويبعث على الشرور» و«سوء الظن يردي صاحبه وينجي مجانبه» و«من كذب سوء الظن بأخيه، كان ذا عقل صحيح وقلب منشرح».

8/ تذكر أن لكلّ فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه من الاتجاه فـ(كما تدين تدان) وانك لا تحصد من سوء الظن إلا سوء الظن فـ(القلوب سواقي) و(القلب يهدي إلى القلب) و(ما اضمر امرؤ شيئاً إلا وظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه). فإذا أردت أن يسيء الناس بك الظن فأسئ بهم الظن حتماً! وهل يجني الجاني من الشوك العسل؟.

9/ أعرف: إن سوء الظن مفتاح الشرور وبوّابة الآثام فإنه يجرُّ الإنسان جرّاً نحو الغيبة والتهمة والنميمة ويدفعه دفعاً نحو التجسّس على الآخرين وتتبع عوراتهم ففي الصحيح عن الإمام الباقر (ع) عن رسول الله (ص): «يا معشر من أسلم بلسان ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فمن تتبّع عثرات المسلمين تتبّع الله عثراته ومن تتبّع اللهُ عثراته يفضحه» - الأخلاق للسيد شبر، الباب السادس-

10/ وأخيراً علينا أن نعلم أن الشريعة الإسلامية أرست قواعدها على (حسن الظن بالمؤمنين) في شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

فـ(أصالة الصحة) و(قاعدة اليد) و(سوق المسلمين) و(غيبة المسلم) و(هنّ مصدقات) و.. و.. وغيرها من القواعد الجارية في الاقتصاد والاجتماع والأسرة، كلها تكشف عن أن الأصل والقاعدة بنيت على التفسير بالأحسن. فلك أن تشتري أية بضاعة من سوق المسلمين، رغم احتمال كونها مسروقة وعليك أن تعتبر إمارة الملك فتشتري منه، وتشهد له في المحاكم، رغم احتمال كونها عارية أو مغصوبة. ولك أن تتزوج – دائماً أو متعة - بالمرأة لا بمجرّد دعواها أنها غير متزوجة أو أن عدتها قد انتهت فقط، بل لمجرّد أنها قد وافقت على أن تتزوج بك حتى دون أن تصرّح لك بأنها خلية أو لا عدّة لها أو ما أشبه ذلك. وغيبة المسلم من المطهرات رغم الاحتمال بل الظن بأنه لم يطهر ملابسه أثناء غيبته.



ويبقى لنا موضوعان وهما سوء الظن بالخالق ومحاسبة النفس

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 15-11-08, 12:07 PM   #26

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

رد: هل اسأت الظن بأخيك أذن ؟؟


سلام عليكم

طلب مني أحد الأخوة موضوع سوء الظن فرجعت اليه ... فقلت دعني أرفعه فلربما هناك من يستفيد!

تحياتي

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 01:41 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited