مما لا ينكر ولا شك فيه ما للبكاء على أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) وزيارته من أثر عظيم فهما يطهران ويخففان وطأة بعض أنواع الذنوب كتلك التي يعتبر ارتكابها مساً بعقيدة الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) وتقصيراً في أداء حقهم وكذلك للذنوب الخاصة بين العبد وربه وليس فيها للآخرين حق يلزم أداؤه أو طلب الصفح منهم من أمثال تأخير التوبة التي ترتبط بالله تعالى عن أعمال ارتكبت بحق الله سبحانه وتعالى لا كذنب التهمة أو الغيبة أو السرقة أو الكذب على الآخرين أي مجموعة الذنوب التي يكون فيها مس أو تجاوز أو اعتداء على حقوق الآخرين حيث أن التوبة عليها تستوجب أداءها أو تبرئة الذمة منها أو التعويض عنها بالشكل الذي يرضي صاحب الحق فيها.
وخلاصة القول :: إن ما يتعلق بحقوق الآخرين لا تكفي التوبة عليه بمجرد البكاء على الحسين (ع) وزيارته فإنهما يطهران ويكفران عن نوع خاص من الذنوب وليس عموم الذنوب .
*&*&*&*&*&*&*&*&*&
ثواب البكاء على الحسين عليه السلام ومصائب سائر الائمة عليهم السلام ، وفيه أدب المأتم ...
( 1 ) : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال : قال الرضا عليه السلام : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ( 1 ) .
( 2 ) : القطان والنقاش والطالقاني جميعا ، عن أحمد الهمداني ، عن ابن فضال ، عن أبيه قال : قال الرضا عليه السلام : من تذكر مصابنا فبكى وأبيك لم تبك إلى آخر الخبر ( 2 ) .
( 3 ) : أبي ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ( 3 ) .
( 4 ) : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن سليمان بن مسلم الكندي ، عن ابن غزوان ، عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة وكتمام سرنا جهاد في سبيل الله .
ثم قال أبوعبدالله : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب .
________________________________________
( 1 ) أمالى الصدوق المجلس 17 الرقم 4 .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ج 1 ص 294 .
( 3 ) تفسير القمى ص 616 .
تحيــــــ نسألكم الدعاء ـــــــاتي