New Page 1
قديم 03-01-05, 01:02 PM   #1

منهاج علي
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منهاج علي  







مشوشة

منهج السالكين في رسالة زين العابدين(حق الأم)..


[align=center]... بسم الله الرحمن الرحيم ...[/align]

قال تعالى في كتابه: "وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ أيَّاه وبالوالدين إحساناً".
إن للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن دركه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم.
لقد بذل الوالدان كل ما أمكنهما على المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحمّلا في سبيل ذلك أشد المتاعب والصعاب والإرهاق النفسي والجسدي وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.
ولهذا فقط اعتبر الإسلام عطاءهما عملاً جليلاً مقدساً استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل وأوجب لهما حقوقاً على الأبناء لم يوجبها لأحد على أحد إطلاقاً، حتى أن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً".
لأن الفضل على الإنسان بعد الله هو للوالدين، والشكر على الرعاية والعطاء يكون لهما بعد شكر الله وحمده، "ووصينا الإنسان بوالديه... أن أشكر لي ولوالديك إليَّ المصير.
وقد اعتبر القران العقوق للوالدين والخروج عن طاعتهما ومرضاتهما معصية وتجبراً حيث جاء ذكر يحيى ابن زكريا بالقول: "وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصيا".

وفي رسالة الحقوق المباركة نجد حق الأم على لسان الإمام علي بن الحسين (ع) بأفضل تعبير وأكمل بيان، فيختصر عظمة الأم وشموخ مقامها في كلمات، ويصوِّر عطاها بأدق تصوير وتفصيل فيقول ?: "فحقّ أُمِّك أن تعلم أنَّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطْعِم أحدٌ أحداً، وأنَّها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحةً موبلة (كثيرة عطاياها )، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمِّها، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فَرَضِيَتْ أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظللك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأَرِقهَا، وكان بطنها لك وعاء، وَحِجْرَها لك حواء، وثديها لك سقاءاً، ونفسها لك وقاءاً، تباشر حر الدنيا وبردها لك دونك، فتشكرها على قدرِ ذلك ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه".
بهذه العبارات الندية,والصور الموحية, يستجيش الإمام وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناء, ذلك لأن الحياة وهي مندفعة في طريقها دائماً إلى الأمام حيث الجيل المقبل والذرية الجديدة وقلما توجه اهتماماتهم إلى الوراء حيث الأصل والمنبت أعني بذلك الوالدان الأم والأب.
إن الوالدين يندفعان بالفطرة لإلى رعاية وحماية وتربية أبنائهم مهما كلفهم الثمن فلذلك لايحتاج الآباء إلى توجيه الأبناء كما يحتاجها الأبناء لأن الأبناء سرعان مايشبون ويندفعون بدورهم إلى الزوجات والذرية...
وهكذا تدور الحياة.
جاء رجل إلى الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" فقال له: يارسول الله أي الوالدين أعظم حقاً؟قال "صلى الله عليه وآله وسلم" التي حملته بين الجنبين, وأرضععته الثدين, وحضنته على الفخدين ,وفدته بالوالدين).
فالحديث هذه اليوم حول حق الأم وليس في ذالك إهمالاً منا لحق الأب فالإمام السجاد "عليه السلام"أشار في رسالتة المباركة إلى حق الأب ولكننا هنا نركز الضوء على النزلة الأعلى والحق الأكبر.
لذالك أراد الإمام السجاد"عليه السلام" أيستثير مشاعر الأبناء تجاه أمهاتهم وذالك بتذكيرهم بما تلاقيه الأم من جهد وعناء طوال فترة الحمل والولادة, فهي تحمله كرهاً وتضعه كرهاً كما عبر بذالك القرآن الكريم ولم يتوقف الجهد إلى هذا الحد فهي التي تتكفل بإرضاعه وتغذيته حيث تعطي الأم عصارة لحمها وعظمها في اللبن لوليدها ليحيا وينمو وهي بذالك فرحة سعيدة تقرعينها كلما رأته يكبر أمام عينها شيئاً فشيئاً.. فأنى يبلغ الإنسان في جزاء هذه التضحية؟ فمهما يفعل فهو لايفعل إلا القليل الزهيد!!
كان رجل من النساك يقبل كل يوم قدم أمه فأبطأ يوماً على أخوته فسألوه فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات

وتبرز هنا، أهمية حق الأم من خلال التفصيل والبيان الذي تقدم به الإمام ? بحيث جعله أكبر الحقوق في رسالته المباركة، وأكثر في بيانه، وحثَّ على برّها ووصّى الولد بالشكر لهما كما هي الوصية الإلهية: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن... أن أشكر لي ولوالديك إليَ المصير".

والسلام عليكم..
أختكم:منهاج علي
-----------------------
المصادر:
مجلس الغدير "سماحة السيد ضياء الخباز".
مجلس أم البنين "عليها السلام" للدورات الصيفية..

__________________
قريباًللقضاء الحوائج
"ختمة زيارة عاشوراء"

منهاج علي غير متصل  

قديم 06-01-05, 01:04 AM   #2

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

مشاركة: منهج السالكين في رسالة زين العابدين(حق الأم)..


من كتاب آداب الأسرة في الأسلام أقتبست هذا الباب في حق الوالدين:

للوالدين الدور الأساسي في بناء الاُسرة والحفاظ على كيانها ابتداءً وإدامة ، وهما مسؤولان عن تنشئة الجيل طبقاً لموازين المنهج الاسلامي ، لذا حدّد الإسلام أُسس العلاقة بين الوالدين والأبناء ، طبقاً للحقوق والواجبات المترتّبة على أفراد الاُسرة تجاه بعضهم البعض ، فقد قرن الله تعالى في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والاحسان إليهما بوجوب عبادته ، وحرّم جميع ألوان الاساءة إليهما صغيرها وكبيرها ، فقال تعالى : ( وقَضى ربُّكَ ألاّ تَعبدُوا إلاّ إيّاهُ وبالوالدينِ إحسَاناً إمّا يَبلغُنَّ عِندكَ
الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيماً).

وأمر بالاحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما ، فقال تعالى : (واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيراً ).

وقرن الله تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال : (... أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ ).

وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف ، فقال : ( وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفاً... ).

وتجب طاعة الأبناء للوالدين ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « ... ووالديك فأطعمها وبرهما حيّين كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فإنّ ذلك من الايمان ».

وقرن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) بر الوالدين بالصلاة والجهاد ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، قال : قلت : أي الأعمال أفضل ؟ قال : « الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ ».

ومن حقوق الوالد على ولده كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « لا يسميه باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسبّ له ».

ومعنى (لا يستسب له) أي لا يفعل ما يصير سبباً لسبّ الناس له .

وقدّم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) برّ الوالدة على برّ الوالد لأنّها أكثر منه في تحمّل العناء من أجل الأولاد في الحمل والولادة والرضاع ، عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، قال : « جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال : يا رسول الله ، من أبرُّ؟ قال : أُمّك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أُمّك ، قال ثم من ؟ قال : أباك ».

وكانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قائمة على تكريم من يبر والديه ، فقد أتته أُخته من الرضاعة ، فلمّا نظر إليها سرَّ بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ، ثم أقبل يحدّثها ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها ، فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل له : يا رسول الله ، صنعت بأخته مالم تصنع به وهو رجل ؟! فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : « لأنّها كانت أبرَّ بوالديها منه ».

وقدّم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) طاعة الوالدين على الجهاد ، ففي رواية جاءه رجل وقال : يا رسول الله ، إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي ؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : « فقرَّ مع والديك ، فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة ».

وورد في الحديث أنّه يجب برّ الوالدين وإن كانا فاجرين ، قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : « ثلاث لم يجعل الله عزَّ وجلَّ لأحد فيهنَّ رخصة : أداء الامانة إلى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبر الوالدين برّين كانا أو فاجرين ».

وفي الآية المتقدمة ( واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ ) قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلاّ برحمة ورقّة ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقدَّم قدّامهما ».

وبرّ الوالدين لا يقتصر على حال حياتهما ، بل يشملهما حال الحياة وحال الممات ، قال الامام الصادق (عليه السلام) : « ما يمنع الرجل منكم أن يبرَّ والديه حيّين وميّتين ، يصلي عنهما ، ويتصدّق عنهما ، ويحجّ عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عزَّ وجلَّ ببره وصلته خيراً كثيراً ».

ويجب على الولد الأكبر أن يقضي عن والده مافاته من صلاة وصوم ، أما بقية الأولاد فلا يجب عليهما القضاء عن والدهم ، بل يستحب للرواية المتقدمة .

وحرّم الإسلام عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « من أحزن والديه فقد عقّهما ».

وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال : « أدنى العقوق أفّ ، ولو علم الله عزَّوجلَّ شيئاً أهون منه لنهى عنه ».

وقال (عليه السلام) : « ... ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما ».

وقال (عليه السلام) : « من نظر إلى أبويه نظر ماقتٍ وهما ظالمان له ، لم يقبل الله له صلاة ».

وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « عقوق الوالدين من الكبائر ، لأنّ الله عزَّ وجلَّ جعل العاقّ عصياً شقياً ».

ولا يقتصر وجوب البر وحرمة العقوق على الجوانب المعنوية والروحية ، بل يتعداها إلى الجوانب المادية ، فتجب النفقة عليهما إن كانا معسرين.

وتجب رعاية الوالدين رعاية صحية ، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : إنّ أبي قد كبر جداً وضعف ، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال : « إنّ استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فإنّه جُنّة لك غداً ».

وخلاصة القول : يجب طاعة الوالدين في جميع ما يأمرون به إلاّ المعصية أو ما يترتب عليه مفسدة فلا تجب طاعتهما .

ومع جميع الظروف يجب على الأبناء إحراز رضا الوالدين بأيّ أُسلوب شرعي إن أمكن ، لأنّ رضاهما مقروناً برضى الله تعالى ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « رضا الله مع رضى الوالدين ، وسخط الله مع سخط الوالدين ».

وبرّ الوالدين بطاعتهما والاحسان إليهما ، كفيل باشاعة الودّ والحبّ والوئام في أجواء الاُسرة وبالتالي إلى تحكيم بنائها وإنهاء جميع عوامل الاضطراب والتخلخل الطارىء عليها ، ولا يتحقق ذلك إلاّ بالالتزام بالحقوق والواجبات المترتبة على أفرادها .

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 04-02-05, 11:30 PM   #3

منهاج علي
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منهاج علي  







مشوشة

مشاركة: منهج السالكين في رسالة زين العابدين(حق الأم)..


[align=center].. بسمه تعالى ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاك الله احسن الجزاء اخي الكريم عاشق الحسين على هذه الأظافه
وجعله الله في ميزان اعمالك ..
واتمنى للجميع الفائده من هذا الموضوع,وفقنا الله واياكم لكل مايحب ويرضى..

تحياتي
أختكم :منهاج علي[/align]

__________________
قريباًللقضاء الحوائج
"ختمة زيارة عاشوراء"

منهاج علي غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأم قدوه.... السنابسي وبس منتدى قضايا المجتمع والحوار الجاد 1 21-04-02 03:25 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 05:28 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited