New Page 1
قديم 04-02-04, 03:52 PM   #16

سلاف
...(عضو شرف)...  







رايق

السلام على الجميع ورحمة الله تعالى وبركاته

وشكراً للأخ الفاضل العزيز عاشق الحسين وجميع الأخوة والأخوات المشاركين والمشاركات في هذا الموضوع.

موضوع النقطة العاشرة الوهابيون وحديث الغدير وقد حاولنا نقل المعلومة بشكلها الصحيح.

مقدمة:

لو حاولنا بكل معنى المحاولة الضالعة في البحث والتدقيق والإستدلال بما لدينا من دلائل وقرائن على أحقية المولاة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه لأمكننا فقأ عين المكذبين والمراوغين الذين يتخذون من دهاليز المغالطة المتعمدة مرتعاً لهم. بالرغم من أن الأحاديث المتواترة والمثبوته في كتب أئمتهم إلا أنهم يأبون سلك الطريق القويم طريق نهج الولاية الإلهية والعدالة التي رسخها الله تعالى في آل محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وأكبر مثال على ما ذكر هي الفئة الوهابية التي تضمر لآل البيت عليهم السلام كل معاني الحقد والشر والتكفير حتى لأحب خلق الله ويالهم من فئة تحاول تضليل الحقائق ونسب كل ما له علاقة بآل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكفر والتكفير بكل من يتبرك بهم أو حتى بذكرهم. (( الوهابية )) أو النواصب والذين يدعون الإسلام وهو منهم بريء لنا هنا مع موقفهم من يوم الغدير المبارك وآية التبليغ وقفة بسيطة نلقي فيها ولو بعض الضوء على مدى إستخفافهم لإقناع العالم بتلفيق الشيعة لموضوع الولاية الإلهية الكبرى.

في السياق التالي والمنقول من بعض المواقع الإسلامية تبيان للمغالطات التي إعتمد عليها الوهابيون في أحاديثهم بالرغم من وجود حقيقة غدير خم في مصادر أئمتهم الأربعة ومسانيدهم.



من العجيب أن يبقى القول الموافق لأهل البيت عليهم السلام في سبب نزول آية التبليغ حياً في مصادر إخواننا السنيين ! لأنه ينسف الأسس التي أقام القرشيون عليها خلافتهم ، وبذلوا جهودهم ليقنعوا بها المسلمين .
ولهذا ترى النواصب يغيظهم وجود حديث الغدير ، وحديث آية التبليغ وأمثاله ، ويودون لو أن شيئاً منها لم يكن موجوداً في الصحاح والمصادر .. وتراهم بدل أن يبحثوها بحثاً علمياً على ضوء القرآن والمتفق عليه من السنة .. يكيلون التهم والسباب للشيعة وعلماءالشيعة لأنهم اطلعوا عليها ، وأخرجوها لهم من مصادرهم!!
قال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/644 :
عصمته من الناس : كان يحرس حتى نزلت هذه الآية : والله يعصمك من الناس ، فأخرج رسول الله رأسه من القبة ، فقال لهم : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله . أخرجه الترمذي : 2/175 ، وابن جرير : 6/199 ، والحاكم : 2/3 ، من طريق الحارث بن عبيد عن سعيد الجريري ، عن عبد بن شقيق ، عن عائشة قالت : فذكره . وقال الترمذي : حديث غريب . وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال : كان النبي يحرس .. ولم يذكروا فيه : عن عائشة .
قلت : وهذا أصح ، لأن الحارث بن عبيد - وهو أبو قدامة الأيادي - فيه ضعف من قبل حفظه ، أشار إليه الحافظ بقوله : صدوق يخطيء . وقد خالفه بعض الذين أشار إليهم الترمذي ، ومنهم إسماعيل بن علية الثقة الحافظ ، رواه ابن جرير بإسنادين عنه عن الجريري مرسلاً .
قلت : فهو صحيح مرسلاً ، وأما قول الحاكم عقب المسند عن عائشة : صحيح الأسناد فمردود ، لما ذكرنا ، وإن تابعه الذهبي .
نعم الحديث صحيح ، فإن له شاهداً من حديث أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نزل منزلاً نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر ، فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي وهو نائم فأيقظه ، فقال : يا محمد من يمنعك مني الليلة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله الله . فأنزل الله : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.. الآية. أخرجه ابن حبان في صحيحه 1739 موارد وابن مردويه كما في ابن كثير 6/198 من طريقين عن حماد بن سلمة : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه. قلت . وهذا إسناد حسن . وذكر له ابن كثير شاهدا ثانيا من حديث جابر رواه ابن أبي حاتم .
وله شاهدان آخران عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي مرسلاً .
واعلم أن الشيعة يزعمون - خلافاً للأحاديث المتقدمة - أن الآية المذكورة نزلت يوم غدير خم في علي رضي الله عنه ويذكرون في ذلك روايات عديدة مراسيل ومعاضيل أكثرها ، ومنها عن أبي سعيد الخدري ولا يصح عنه كما حققته في الضعيفة ( 4922 ) والروايات الأخرى أشار إليها عبد الحسين الشيعي في مراجعاته / 38 دون أي تحقيق في أسانيدها كما هي عادته في سرد أحاديث كتابه ، لأن غايته حشد كل ما يشهد لمذهبه سواء صح أو لم يصح، على قاعدتهم : الغاية تبرر الوسيلة ! فكن منه ومن رواياته على حذر ، وليس هذا فقط ، بل هو يدلس على القراء - إن لم أقل يكذب عليهم - فإنه قال في المكان المشار إليه في تخريج أبي سعيد هذا المنكر بل الباطل : أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالإمام الواحدي .. !
ووجه كذبه : أن المبتدئين في هذا العلم يعلمون أن الواحدي ليس من أصحاب السنن الأربعة ، وإنما هو مفسر يروي بأسانيده ما صح وما لم يصح، وحديث أبي سعيد هذا مما لم يصح ، فقد أخرجه من طريق فيه متروك شديد الضعف ! كما هو مبين في المكان المشار إليه من الضعيفة .
وهذه من عادة الشيعة قديماً وحديثاً ، أنهم يستحلون الكذب على أهل السنة عملاً في كتبهم وخطبهم ، بعد أن صرحوا باستحلالهم للتقية ، كما صرح بذلك الخميني في كتابه كشف الأسرار ، وليس يخفى على أحد أن التقية أخت الكذب ولذلك قال أعرف الناس بهم شيخ الإسلام ابن تيمية : الشيعة أكذب الطوائف . وأنا شخصياًّ قد لمست كذبهم لمس اليد في بعض مؤلفيهم ، وبخاصة عبد الحسين هذا ، والشاهد بين يديك فإنه فوق كذبته المذكورة أوهم القراء أن الحديث عند أهل السنة من المسلمات بسكوته عن علته ، وادعائه كثرة طرقه .
وقد كان أصرح منه في الكذب الخميني فإنه صرح في الكتاب المذكور / 149 ، أن آية العصمة نزلت يوم غدير خم بشأن إمامة علي بن أبي طالب ، باعتراف أهل السنة ، واتفاق الشيعة . كذا قال عامله الله بما يستحق . وسأزيد هذا الأمر بياناً في الضعيفة ، إن شاء الله تعالى . انتهى .
ونقول للباحث الألباني :
أولاً : دع عنك التهم والشتائم وإصدار الأحكام ، وتصنيف من هم أصدق الطوائف الإسلامية ومن هم أكذبها ، فإن السنيين والشيعيين فيهم أنواع الناس .. ولكن النواصب لهم حكم خاص ..
ولا تنس أيها الباحث أن ابن تيمية الذي لم ينصف علي بن أبي طالب عليه السلام لايمكنه أن ينصف شيعته .. وقد دافعت أنت عن علي عليه السلام ورددت ظلم ابن تيمية وإنكاره حديث الغدير ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) فصححت الحديث واعترفت بالحق مشكوراً ، وكتبت صفحات في ذلك في أحاديثك الصحيحة 5/330 برقم 1750 ، ثم قلت في / 344 : ( إذا عرفت هذا فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته : أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعَّف الشطر الأول من الحديث ، وأما الشطر الآخر فزعم أنه كذب ! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ، ويدقق النظر فيها . والله المستعان .
أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله قال في علي رضي الله عنه: إنه خليفتي من بعدي، فلا يصح بوجه من الوجوه ، بل هو من أباطيلهم الكثيرة التي دل الواقع التاريخي على كذبها ، لأنه لو فرض أن النبي قاله لوقع كما قال لأنه ( وحي يوحى ) والله سبحانه لايخلف وعده!!) . انتهى .
ونلاحظ أن الشيخ الألباني الذي انتقد ( تسرع ) إمامه ابن تيمية ، تسرع هو أيضاً وجعل الإخبار التشريعي إخباراً غيبياً ! وشتان ما بينهما .. فلو صح ذلك لانتقض حديثه الذي صححه وأحكمه ، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فهو أيضاً ( وحيٌ يوحى ) فوجب على قوله بأنه إخبار غيبي عما سيقع أن يكون علي ولياًّ لكل المسلمين وسيداً لهم ، وأن يكونوا معه كالعبيد كما كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله .. ولكن ذلك لم يتحقق ، بل لقد هاجموا بيت علي وفاطمة عليهما السلام في اليوم الثاني لوفاة النبي صلى الله عليه وآله أو الثالث ، وهددوا المعتصمين فيه بإحراقه عليهم إن لم يخرجوا ويبايعوا .. ثم أجبروا علياًّ إجباراً على البيعة كما هو معروف ..
فقوله صلى الله عليه وآله : عليٌّ خليفتي من بعدي ، مثل قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وإذا كان الأول إخباراً عما سيقع ، كما ادعى الألباني ، فكذلك الثاني، فكيف تحقق عكسه وصار معنى : من كنت سيده فعلي سيده، أنَّ الرعية أجبروا سيدهم على بيعتهم ؟!
إن الإخبار في الحديثين تشريعي أيها المحدث ، وبيانٌ لتكليف المسلمين وما يجب عليهم ، وليس إخباراً غيبياً عما سيقع ، حتى لايصح وقوع غيره !
ونقول له ثانياً : عندما ضعَّفت حديث سبب نزول آية ( والله يعصمك من الناس) في بيعة الغدير ، هل جمعت طرقه ودققت النظر فيها فقلت ( مراسيل ومعاضيل أكثرها ) ؟
هل رأيت طرق الثعلبي ، وأبي نعيم ، والواحدي ، وأبي سعيد السجستاني، والحسكاني ، وبحثت أسانيدهم فوجدتها كلها مرسلة أو ضعيفة أو معضلة ، ووجدت في رواتها من لم تعتمد أنت عليهم ؟! أم وقعت فيما وقع فيه ابن تيمية من التسرع والتعصب الذي انتقدته عليه؟!
على أي حالٍ ، لم يفت الوقت ، فنرجو أن تتفضل بملاحظة ما كتبناه في تفسير الآية ، وأن تدقق الطرق والأسانيد التي قدمناها ، وتبحثها بموازينك التي تريدها ، بشرط أن لاتناقض ما كتبته في كتبك ، وأن لاتضعِّف راوياً هنا لأنه روى فضيلةً لعلي ، وقد اعتمدت عليه وقبلت روايته في مكان آخر لأنه روى فضيلة لخصوم علي !
ونذكر فيما يلي أسانيد مصدر واحد هو : كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني عبيد الله بن عبد الله بن أحمد العامري القرشي ، تلميذ الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك .
قال في كتابه المذكور ، بتحقيق المحمودي : 1/250- 257 :
244 - أخبرنا أبو عبد الله الدينوري قراءة ، ( قال ) حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق ( بن إبراهيم ) السني قال : أخبرني عبد الرحمان بن حمدان قال : حدثنا محمد بن عثمان العبسي قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال : حدثنا علي بن عابس عن الأعمش عن أبي الجحاف ( داود بن أبي عوف ) عن عطية : عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) .
245 - أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة ( قال : أخبرنا ) علي بن عبد الرحمان بن عيسى الدهقان بالكوفة قال : حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني قال : حدثنا حبان بن علي العنزي قال : حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك .. الآية . ( قال ) نزلت في علي ، أمر رسول الله صلى الله عليه أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
246 - رواه جماعة عن الحبري وأخرجه السبيعي في تفسيره عنه فكأني سمعته من السبيعي ورواه جماعة عن الكلبي .
وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء .
247 - أخبرنا أبو بكر السكري قال : أخبرنا أبو عمرو المقري قال : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثني أحمد بن أزهر قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال: حدثنا عمر بن نعيم بن عمر بن قيس الماصر قال : سمعت جدي قال: حدثنا عبد الله بن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . ثم قال : اللهم اشهد .
248 - أخبرنا عمرو بن محمد بن أحمد العدل بقراءتي عليه من أصل سماع نسخته قال : أخبرنا زاهر بن أحمد قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا المغيرة بن محمد قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال : حدثني أبي قال : سمعت زياد بن المنذر يقول : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له : يا بن رسول الله جعلني الله فداك إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل ولا يخبرنا من الرجل ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) . فقال : لو أراد أن يخبر به لأخبر به ولكنه يخاف . إن جبرئيل هبط على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم ، فدلهم عليها. ثم هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم ، فدلهم عليها . ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم ، فدلهم . ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم ، ففعل . ثم هبط فقال : إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة في جميع ذاك . فقال رسول الله : يا رب إن قومي قريبو عهد بالجاهلية ، وفيهم تنافس وفخر ، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم ، وإني أخاف ، فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) يريد فما بلغتها تامة ( والله يعصمك من الناس ) فلما ضمن الله ( له ) بالعصمة وخوفه أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال : يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه . قال زياد : فقال عثمان : ما انصرفت إلى بلدي بشيء أحب إلي من هذا الحديث .
249 - حدثني علي بن موسى بن إسحاق عن محمد بن مسعود بن محمد قال : حدثنا سهل بن بحر قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة عن الكلبي عن أبي صالح : عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : أمر الله محمداً أن ينصب علياًّ للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا حابى ابن عمه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله إليه : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) الآية، فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم .
250 - حدثني محمد بن القاسم بن أحمد في تفسيره قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن عمار الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي : عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ( وساق ) حديث المعراج إلى أن قال : وإني لم أبعث نبياً إلا جعلت له وزيراً وإنك رسول الله ، وإن علياًّ وزيرك .
قال ابن عباس : فهبط رسول الله فكره أن يحدث الناس بشيء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية ، حتى مضى ( من ) ذلك ستة أيام ، فأنزل الله تعالى : فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك ، فاحتمل رسول الله صلى الله عليه وآله ، حتى كان يوم الثامن عشر أنزل الله عليه ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً حتى يؤذن في الناس أن لايبقى غداً أحداً إلا خرج إلى غدير خم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس من الغد فقال : يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة ، وإني ضقت بها ذرعاً مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما ثم قال : أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . وأنزل الله ( اليوم أكملت لكم دينكم ) . انتهى .
( ملاحظة : كتب هذا الموضوع قبل أن يتوفى الألباني وأرسلت له نسخة من الكتاب .. ولم يجب عليه ) !


خاتمة :

لم نشأ أن نختصر المعلومات المدرجة أعلاه في إعتماد هذه النقطة ذلك لأنها متواترة ومتسلسلة تأخذ القارئ للحقائق بالترتيب بحيث لم نتمكن إلا من نقلها من المصدر كما هي حتى لا يضيع جوهر الحقيقة التي تثبت وبشكل قاطع مدى خلاء عقولهم من الفكر الطبيعي ونبذهم لما هو بديهي موضوع من رب العالمين. نحمد الله حمداً كثيراً على ثباتنا على نهج الرسالة المحمدية وموالات آل العترة النبوية ومسلك الهداية الرحمانية وأستغفر الله لي ولكم وما خاب من إستمسك بكم سادتي وموالي.




التعديل الأخير تم بواسطة سلاف ; 04-02-04 الساعة 11:18 PM.

سلاف غير متصل  

قديم 04-02-04, 07:36 PM   #17

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسم الجبار


بارك الله فيك أختي وشاح والبس لباس العافية بحق محمد والعترة الزاكية



جاء دور الحديث حول شبهات شيخ المشككين الرازي حول حديث الغدير مع الأخت نور علي.

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 05-02-04, 12:23 AM   #18

منهاج علي
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منهاج علي  







مشوشة

السلام على الجميع ورحمة الله تعالى وبركاته


[ALIGN=CENTER]احب ان اشكر جميع الاعضاء المشاركين في هذا الموضوع وعلى التنافس في كتابة المواضيع وشكرا الاول والاخير الى الاستاذ عاشق الحسين فجزاكم الله الف خير ,,,,[/ALIGN]


نقطة البحث هي الحاديه عشره :شبهات الرازي حول حديث الغدير والرد عليه
المقدمه:موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خم وذلك عند نزول الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما اُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) 69/المائدة. وعندها أوقف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الركب وصنعوا له منبراً من أحداج الإِبل خطب عليه خطبته المعروفة ثم أخذ بيد عليٍّ وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فكررها ثلاثاً ثم قال: «من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه أللهم والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» فلقيه الخليفة الثاني فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وقد ذكر الرازي في سبب نزول الآية عشرة وجوه ومنها أنّها نزلت في عليٍّ عليه السلام ثم عقب بعد ذلك بقوله: وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن عليٍّ ـ يريد الباقر ـ ( (1) ) إنّ حديث الغدير أخرجه جماعة من حفاظ أهل السنة وقد رواه ابن حجر في صواعقه عن ثلاثين صحابياً ونص على أنّ طرقه صحيحة وبعضها حسن( (2) ) .
وأورده ابن حمزة الحنفي مخرجاً له عن أبي الطفيل عامر بن واثلة بهذه
الصورة. قال: إنّ اُسامة بن زيد قال لعليٍّ: لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: كأنّي قد دعيت فأجبت إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض إنّ الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن من كنت مولاه فعليٌّ مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه( (1) ) .
وقد ألف في موضوع الغدير من السنة والشيعة ست وعشرون مؤلفاً( (2) ) ولا اُريد التحدث بصراحة حديث الغدير في أولوية الإِمام علي عليه السلام وتقديمه على كافة الصحابة فان الأمر قد أشبع من قبل الباحثين ولكني اُريد أن أسائل الدكتور أحمد شلبي الذي يقول إنّ حديث الغدير لم يرد له ذكر إلا في كتب الشيعة، فأقول له هل هناك شيء من الشعور بالمسؤولية عندك وعند أمثالك ممن يرمون الكلام على عواهنه فأنت تحمل أمانة للأجيال فمن الأمانة هذا القول إنّ كتب أهل نحلتك وحفاظ قومك أوردت الحديث بمصادره الموثوقة فإذا كنت لا تقرأ أو تقرأ ولا تريد أن تعرف فاسكت يرحمك الله فهو خير لك من التعرض أما لنسبة الجهل أو العصبية، ولا يقل عن الدكتور شلبي من يذهب إلى أنّ لفظ المولى هنا إنما يراد منه ابن العم فهو أحد معاني هذه اللفظة المشتركة ولا رد لي على هذا إلا أن أقول: اللهم ارحم عقولنا من المسخ. إنّ هذه مجرد أمثلة من مواقف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في التنويه بفضل عليٍّ عليه السلام ولا يمكن أن تمر هذه المواقف والكثير الكثير من أمثالها دون أن تشد الناس لعليٍّ ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإِنسان الذي هو وصيّ النبي، الذي يشركه القرآن بالولاية العامة مع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم لا بد للمسلمين من إطاعة هذه الأوامر التي وردت بالنصوص والإِلتفاف حول من وردت فيه ذلك هو معنى التشيع الذي نقول: إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هو الذي بذر بذرته وقد أينعت في حياته وعرف جماعة بالتشيع لعليٍّ والإِلتفاف حوله .....



[ALIGN=CENTER]كلام الرازي في مفاد الحديث[/ALIGN]

أقبل الرازي يتتعتع ويتلعثم بشبه يبتلعها طورا، ويجترها تارة، و
أخذ يصعد ويصوب في الاتيان بالشبه بصورة مكبرة فقال بعد نقله معنى الأولى عن جماعة ما نصه:قال تعالى: مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير .

وفي لفظ المولى هيهنا أقول: أحدها: قال ابن عباس: مولاكم أي مصيركم .

وتحقيقه أن المولى موضع الولي وهو القرب، فالمعنى: إن النار هي موضعكم الذي تقربون منه وتصلون إليه .

والثاني: قال الكلبي: يعني أولى بكم .

وهو قول الزجاج والفراء وأبي عبيدة .

و أعلم أن هذا الذي قالوه معنى وليس بتفسير اللفظ لأنه لو كان مولى وأولى بمعنى واحد في اللغة لصح استعمال كل واحد منهما في مكان الآخر فكان يجب أن يقال: هذا مولى من فلان .

ولما بطل ذلك علمنا أن الذي قالوه معنى وليس بتفسير،وإنما نبهنا على هذه الدقيقة لأن الشريف المرتضى لما تمسك في إمامة علي بقوله عليه السلام: من كنت مولاه فعلي مولاه .

قال: أحد معاني مولى إنه أولى .

واحتج في ذلك بأقوال أئمة اللغة في تفسيره هذه الآية بأن
مولى معناه أولى، وإذا ثبت أن اللفظ محتمل له وجب حمله عليه لأن ما عداه إما بين الثبوت ككونه ابن العم (1)
والناصر، أو بين الانتفاء كالمعتق والمعتق فيكون على التقدير الأول
عبثا، وعلى التقدير الثاني كذبا .
وأما نحن فقد بينا بالدليل أن قول هؤلاء في هذا الموضع معنى
لا تفسير وحينئذ يسقط الاستدلال به .

1) هذه غفلة عجيبة وسيوافيك أن النبي
صلى الله عليه وآله كان ابن عم جعفر وعقيل وطالب وآل
أبي طالب كلهم ولم يكن أمير المؤمنين ابن عم لهم فإنه
كان أخاهم، فهذا مما يلزم منه الكذب لو أريد من لفظ المولى
لا مما هو بين الثبوت .


تفسير أخر للرازي 8 ص 93 .

قال في نهاية العقول: إن المولى لو كان يجيئ بمعنى
الأولى لصح أن يقرن بأحدهما كل ما يصح قرنه بالآخر،لكنه ليس
كذلك، فامتنع كون المولى بمعنى الأولى، بيان الشرطية: أن تصرف الواضع ليس إلا في وضع الألفاظ المفردة للمعاني المفردة، فأما ضم بعض تلك الألفاظ إلى البعض بعد صيرورة كل واحد منهما موضوعا
لمعناه المفرد
فذلك أمر عقلي، مثلا إذا قلنا: الانسان حيوان فإفادة لفظ الانسان للحقيقة المخصوصة بالوضع، وإفادة لفظ الحيوان للحقيقة المخصوصة
أيضا بالوضع، فأما نسبة الحيوان إلى الانسان بعد المساعدة
على كون كل واحد من هاتين اللفظين موضوعة للمعنى
المخصوص فذلك بالعقل لا بالوضع، وإذا ثبت ذلك فلفظة الأولى
إذا كانت موضوعة لمعنى ولفظة من موضوعة لمعنى آخر،
فصحة دخول أحدهما على الآخر لا يكون بالوضع بل بالعقل .

وإذا ثبت ذلك فلو كان المفهوم من لفظة الأولى بتمامه من غير
زيادة ولا نقصان هو المفهوم من لفظة المولى، والعقل حكم بصحة
اقتران المفهوم من لفظة من بالمفهوم
من لفظة الأولى، وجب صحة اقترانه أيضا بالمفهوم من لفظة
المولى لأن صحة ذلك الاقتران ليست بين اللفظين بل بين
مفهوميهما .

بيان أنه ليس كلما يصح دخوله على أحدهما صح دخوله
على الآخر: إنه لا يقال: هو مولى من فلان، ويصح أن يقال
هو مولى وهما موليان، ولا يصح أن يقال: هو أولى - بدون من -
وهما أوليان .

وتقول: هو مولى الرجل ومولى زيد، ولا تقول: هو أولى
الرجل وأولى زيد .

وتقول: هما أولى رجلين وهم أولى رجال، ولا تقول: هما
مولى رجلين ولا هم مولى رجال .

ويقال: هو مولاه ومولاك، ولا يقال: هو أولاه وأولاك .

لا يقال: أليس يقال: ما أولاه ؟ لأنا نقول: ذاك أفعلالتعجب لا أفعل التفضيل، على أن ذاك فعل وهذا إسم، والضمير هناك منصوب وهنا مجرور، فثبت أنه لا يجوز حمل المولى على الأولى . إنتهى .

وإن تعجب فعجب أن يعزب عن الرازي اختلاف الأحوال في
المشتقات لزوما وتعدية بحسب صيغها المختلفة،
إن اتحاد المعنى أو الترادف بين الألفاظ إنما يقع في
جوهريات المعاني لا عوارضها الحادثة من أنحاء التركيب
وتصاريف الألفاظ وصيغها، فالاختلاف الحاصل بين المولى
والأولى بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرد الأول منه إنما
حصل من ناحية صيغة أفعل من هذه المادة كما أن مصاحبة
من هي مقتضى تلك الصيغة مطلقا، إذن
فمفاد فلان أولى بفلان، وفلان مولى فلان
واحد حيث يراد به الأولى به من غيره .

كما أن (أفعل) بنفسه يستعمل مضافا إلى المثنى والجمع
أو ضميرهما بغير أدات فيقال: زيد أفضل الرجلين أو أفضلهما،
وأفضل القوم أو أفضلهم، ولا يستعمل كذلك إذا كان ما بعده
مفردا فلا يقال: زيد أفضل عمرو، وإنما هو أفضل منه، ولا يرتاب
عاقل في اتحاد المعنى في الجميع، وهكذا الحال في بقية
صيغ أفعل كأعلم وأشجع وأحسن وأسمح وأجمل إلى نظائرها .

قال خالد بن عبد الله الأزهري في باب التفضيل من كتابه
التصريح: إن صحة وقوع المرادف موقع مرادفه إنما يكون إذا لم
يمنع من ذلك مانع، وههنا منع مانع وهو الاستعمال، فإن إسم
التفضيل لا يصاحب من حروف الجر إلا (من) حاصة،
وقد تحذف مع مجرورها للعلم بها نحو: والآخرة خير وأبقى .

على أن ما تشبث به الرازي يطرد في غير واحد من معاني
المول التي ذكرها هو وغيره، منها ما أختاره معنى للحديث
وهو: الناصر .

فلم يستعمل هو مولى دين الله مكان ناصره، ولا قال
عيسى على نبينا وآله وعليه السلام: من موالي إلى الله .

مكان قوله: من أنصاري إلى الله، ولا قال الحواريون: نحن موالي الله .

بدل قولهم: نحن أنصار الله .

ومنها الولي فيقال للمؤمن: هو ولي الله ولم يرد من
اللغة مولاه، ويقال: الله ولي المؤمنين ومولاهم .
كما نص به الراغب في مفرداته ص 555 .

وهلم معي إلى أحد معاني المولى المتفق على إثباته
وهو المنعم عليه فإنك تجده مخالفا مع أصله في
مصاحبة (على) فيجب على الرازي أن يمنعه إلا أن
يقول: إن مجموع اللفظ وأداته هو معنى المولى لكن
ينكمش منه في الأولى به لأمر ما دبره بليل .

وهذه الحالة مطردة في تفسير الألفاظ والمشتقات
وكثير من المترادفات على فرض ثبوت الترادف فيقال:
أجحف به وجحفه .

أكب لوجهه وكبه الله .

أحرس به وحرسه .

زريت عليه زريا وأزريت به .

نسأ الله في أجله وأنسأ أجله .

رفقت به وأرفقته .

خرجت به وأخرجته .

غفلت عنه وأغفلته .

أبذيت القوم وبذوت عليهم .

أشلت الحجر وشلت به .

كما يقال: رأمت الناقة ولدها أي عطفت عليه .

إختتأ له أي خدعه .

صلى عليه أي دعا له .

خنقته العبرة أي غص بالبكاء .

احتنك الجراد الأرض وفي القرآن: لاحتنكن ذريته . أ
ي استولى عليها واستولين عليهم .

ويقال: استولى عليه أي غلبه وتمكن منه . وكلها
بمعنى واحد .

ويقال: أجحف فلان بعبده أي كلفه ما لا يطاق .

وقال شاه صاحب في الحديث: إن أولى في قوله
صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم .

مشتق من الولاية بمعنى الحب . ا ه‍ .

فيقال: أولى بالمؤمنين أي أحب إليهم .

ويقال بصر به ونظر إليه و رآه وكلها واحد .

وأنت تجد هذا الاختلاف يطرد في جل الألفاظ المترادفة
التي جمعها الرماني المتوفى 384 في تأليف مفرد
في 45 صحيفة (ط مصر 1321) ولم ينكر أحد من اللغويين شيئاً
من ذلك لمحض اختلاف الكيفية في
أداة الصحبة كما لم ينكروا بساير الاختلافات الواردة من التركيب فإنه يقال: عندي درهم غير جيد .

ولم يجز: عندي درهم إلا جيد .

ويقال: إنك عالم .

ولا يقال: إن أنت عالم .

ويدخل " إلى " إلى المضمر دون حتى مع وحدة المعنى .

ولاحظ أم وأو فإنهما للترديد ويفرقان في التركيب بأربعة أوجه .

وكذلك هل والهمزة فإنهما للاستفهام ويفرقان بعشرة
فوارق، وأيان وحتى مع اتحادهما في المعنى يفرقان بثلاث .

وكم وكأين بمعنى واحد ويفرقان بخمسة .

وأي ومن يفرقان بستة مع اتحادهما .

وعند ولدن ولدي مع وحدة المعنى فيها تفرق بستة أوجه .

ولعل إلى هذا التهافت الواضح في كلام الرازي أشار نظام الدين النيسابوري في
تفسيره بعد نقل محصل كلامه إلى قوله:
وحينئذ يسقط الاستدلال به .

فقال: قلت: في هذا الاسقاط بحث لا يخفى .

__________________
قريباًللقضاء الحوائج
"ختمة زيارة عاشوراء"

التعديل الأخير تم بواسطة منهاج علي ; 05-02-04 الساعة 01:38 AM.

منهاج علي غير متصل  

قديم 05-02-04, 01:32 AM   #19

منهاج علي
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منهاج علي  







مشوشة

يتبــــــع


[ALIGN=CENTER]كلمة أخرى للرازي [/ALIGN]

وللرازي كلمة أخرى صعد فيها وصوب فحسب في كتابه " نهاية العقول " إن أحدا من أئمة النحو واللغة لم يذكر مجيئ " مفعل " الموضوع للحدثان أو الزمان أو المكان بمعنى " أفعل " الموضوع لإفادة التفضيل .

وأنت إذا عرفت ما تلوناه لك من النصوص على مجيئ مولى بمعنى الأولى بالشئ علمت الوهن في إطلاق ما يقوله هو و من تبعه كالقاضي عضد الأيجي في المواقف، وشاه صاحب الهندي في التحفة الاثنى عشرية والكابلي في الصواقع، وعبد الحق الدهلوي في لمعاته، والقاضي سناء الله الپاني پتي في سيفه المسلول، وفيهم من بالغ في النكير حتى أسند ذلك إلى إنكار أهل العربية، وأنت تعلم أن أساس الشبهة من الرازي ولم يسندها إلى غيره، وقلده أولئك عمى مهما وجدوا طعنا في دلالة الحديث على ما ترتأيه الإمامية .

أنا لا ألوم القوم على عدم وقوفهم على كلمات أهل اللغة واستعمالات العرب لألفاظها فإنهم بعداء عن الفن، بعداء عن العربية، فمن رازي إلى أيجي .

ومن هندي إلى كابلي .

ومن دهلوي إلى پاني پتي .

وأين هؤلاء من العرب الأقحاح ؟ وأين هم من العربية ؟ نعم - حن قدح ليس منها - وإذا اختلط الحابل بالنابل طفق يحكم في لغة العرب من ليس منها في حل ولا مرتحل .

[ALIGN=CENTER]إذا ما فصلت عليا قريش * فلا في العير أنت ولا النفير[/ALIGN]

أو ما كان الذين نصوا بأن لفظ المولى قد يأتي بمعنى الأولى بالشئ أعرف بمواقع اللغة من هذا الذي يخبط فيها خبط عشواء ؟ كيف لا ؟ وفيهم من هو من مصادر اللغة، وأئمة الأدب، وحذاق العربية، وهم مراجع التفسير، أو ليس في مصارحتهم هذه حجة قاطعة على أن مفعلا يأتي بمعنى أفعل في الجملة ؟ إذن فما المبرر لذلك الانكار المطلق ؟ نعم، لأمر ما جدع قصير أنفه .

وحسب الرازي مبتدع هذا السفسطة قول أبي الوليد ابن الشحنة الحنفي الحلبي في " روض المناظر " في حوادث سنة ست وستمائة من أن الرازي كانت له اليد الطولى في العلوم خلا العربية .

وقال أبو حيان في تفسيره 4 ص 149 بعد نقل كلام الرازي: إن تفسيره خارج عن مناحي كلام العرب ومقاصدها، وهو في أكثره شبيه بكلام الذين يسمون أنسهم حكماء .
وقال الشوكاني في تفسيره 4 ص 163 في قوله تعالى: لا تخف نجوت من القوم الظالمين (القصص): وللرازي في هذا الموضع إشكالات باردة جدا لا تستحق أن تذكر في تفسير كلام الله عز وجل والجواب عليها يظهر للقصر فضلا عن الكامل ] .

ثم إن الدلالة على الزمان والمكان في " مفعل " كالدلالة على التفضيل في " أفعل " .

وكخاصة كل من المشتقات من عوارض الهيئات لا من جوهريات المواد، وذلك أمر غالبي يسار معه على القياس ما لم يرد خلافه عن العرب، وأما عند ذلك فإنهم المحكمون في معاني ألفاظهم، ولو صفي للرازي إختصاص المولى بالحدثان أو الواقع منه في الزمان أو المكان لوجب عليه أن ينكر مجيئه بمعنى الفاعل والمفعول وفعيل وها هو يصرح بإتيانه بمعنى الناصر .

والمعتق بالكسر . والمعتق بالفتح . والحليف . وقد صافقه على ذلك جميع أهل العربية وهتف الكل مجيئ المولى بمعنى الولي، وذكر غير واحد من معانيه الشريك . والقريب . والمحب والعتيق . والعقيد . المالك . والمليك .

على إن من يذكر الأولى في معاني المولى وهم الجماهير ممن يحتج بأقوالهم لا يعنون أنه صفة له حتى يناقش بأن معنى التفضيل خارج عن مفاد المولى مزيد عليه فلا يتفقان .

وإنما يريدون أنه اسم لذلك المعنى، إذن فلا شيء يفت في عضدهم .

وهب أن الرازي ومن لف لفه لم يقفوا على نظير هذا الاستعمال في غير المولى فإن ذلك لا يوجب إنكاره فيه بعد ما عرفته من النصوص، فكم في لغة العرب من استعمال مخصوص بمادة واحدة فمنها: كلمة عجاف جمع أعجف .

فلم يجمع أفعل على فعال إلا في هذه المادة كما نص به الجوهري في الصحاح، والرازي نفسه في التفسير، والسيوطي في المزهر ج 2 ص 63 وقد جاء بالقرآن الكريم: وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف (سورة يوسف) ومنه شعر العرب في مدح سيد مضر هاشم ابن عبد مناف .
[ALIGN=CENTER]عمر والعلا هشم لثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجـــــاف [/ALIGN]

ومنها: إن ما كان على فعلت (مفتوح العين) من ذوات التضعيف متعديا مثل رددت وعددت يكون المضارع منه مضموم العين إلا ثلاثة أحرف تأتي مضمومة ومكسورة وهي: شد . ونم . وعل .
ومنها أن ضمير المثنى والمجموع لا يظهر في شيء من أسماء الأفعال كصه و مه إلا: ها [ بمعنى خذ ] فيقال: هاؤما، وهاؤم، وهاؤن، وفي الذكر الحكيم قوله سبحانه: هاؤم اقرؤا كتابيه .

راجع التذكرة لابن هشام، والأشباه والنظائر للسيوطي .

ومنها: أن القياس المطرد في مصدر تفاعل هو التفاعل بضم العين إلا في مادة (التفاوت) فذكر الجوهري فيها ضم الواو أولا ثم نقل عن ابن السكيت عن الكلابيين فتحه، وعن الغنبري كسره، وحكي عن أبي زيد الفتح والكسر كما في " أدب الكاتب " ص 59، ونقل السيوطي في المزهر 2 ص 39: الحركات الثلاث .
ومنها: أن المطرد في مضارع " فعل " بفتح العين الذي مضارعه " يفعل " بكسره أنه لا يستعمل مضموم العين إلا في " وجد " فإن العامريين ضموا عينه كما في الصحاح وقال شاعرهم لبيد:
[ALIGN=CENTER]لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة * فدع الصوادي لا يجدن غليله [/ALIGN]
وصرح به ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 361، والفيروز آبادي في القاموس 1 ص 343، وفي المزهر 2 ص 49 عن ابن خالويه في شرح الدريدية إنه قال: ليس في كلام العرب فعل يفعل مما فاؤه واو إلا حرف واحد: وجد يجد .

ومنها: إن اسم الفاعل من " أفعل " لم يأت على " فاعل " إلا أبقل . وأورس . وأيفع فيقال: أبقل الموضع فهو بأقل .

وأورس الشجرة فهو وارس . وأيفع الغلام فهو يافع: كذا في المزهر 2 ص 40، وفي الصحاح: بلد عاشب ولا يقال في ماضية إلا أعشبت الأرض . ومنها: إن اسم المفعول من أفعل لم يأت على فاعل إلا في حرف واحد وهو قول العرب: أسأمت الماشية في المرعى فهي سائمة . ولم يقولوا: مسأمة . قال تعالى: فيه تسيمون . من أسام يسيم . ذكره السيوطي في المزهر 2 ص 47 . وتجد كثيرا من أمثال هذه من النوادر في المخصص لابن سيدة، ولسان العرب، وذكر السيوطي في المزهر ج 2 منها أربعين صحيفة .

[ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]
جواب الرازي عما أثبتناه [/ALIGN]
[/ALIGN]

هناك للرازي جواب عن هذه كلها يكشف عن سوئة نفسه قال في " نهاية العقول ": وأما الذي نقلوا عن أئمة اللغة من: أن المولى بمعنى الأولى فلا حجة لهم، إذ أمثال هذا النقل لا يصلح أن يحتج به في إثبات اللغة فنقول: إن أبا عبيدة وإن قال في قوله تعالى: مأويكم النار هي مولاكم: معناه هي أولى بكم .

وذكر هذا أيضا الأخفش، و الزجاج، وعلي بن عيسى، واستشهدوا ببيت لبيد ولكن ذلك تساهل من هؤلاء الأئمة لا تحقيق، لأن الأكابر من النقلة مثل الخليل وأضرابه لم يذكروه إلا في تفسير هذه الآية أو آية أخرى مرسلا غير مسند، ولم يذكروه في الكتب الأصلية من اللغة .
ليت شعري من ذا الذي أخبر الرازي: إن ذلك تساهل من هؤلاء الأئمة لا تحقيق ؟ وهل يطرد عنده قوله في كل ما نقل عنهم من المعاني اللغوية ؟ أو إن له مع لفظ المولى حسابا آخر ؟ وهل على اللغوي إذا أثبت معنى إلا الاستشهاد ببيت للعرب ؟ أو آية من القرآن الكريم ؟ وقد فعلوه .

وكيف تخذ عدم ذكر الخليل وأضرابه حجة على التسامح ؟ بعد بيان نقله عن أئمة اللغة .

وليس من شرط اللغة أن يكون المعنى مذكورا في جميع الكتب، وهل الرازي يقتصر فيها على كتاب العين وأضرابه ؟ ومن ذا الذي شرط في نقل اللغة عنعنة الاسناد ؟ وهل هو إلا ركون إلى بيت شعر ؟ أو آية كريمة ؟ أو سنة ثابتة ؟ أو استعمال مسموع ؟ وهل يجد الرازي خيرا من هؤلاء لتلقي هاتيك كلها ؟ وما باله لا يقول مثل قوله هنا إذا جاءه أحد من القوم بمعنى من المعاني العربية ؟ أقول: لأن له في المقام مرمى لا يعدوه .

وهل يشترط الرجل في ثبوت المعنى اللغوي وجوده في المعاجم اللغوية فحسب ؟ بحيث لا يقيم له وزنا إذا ذكر في تفسير آية، أو معنى حديث، أو حل بيت من الشعر، ونحن نرى العلماء يعتمدون في اللغة على قول أي ضليع في العربية حتى الجارية الأعرابية (1) ولا يشترط عند الأكثر بشئ من الإيمان والعدالة والبلوغ، فهذا القسطلاني يقول في شرح البخاري 7 ص 75: قول الشافعي نفسه حجة في اللغة .

وقال السيوطي في المزهر 1 ص 77: حكم نقل واحد من أهل اللغة القبول .

وحكى في ص 83 عن الأنباري قبول نقل العدل الواحد ولا يشترط أن يوافقه غيره في النقل .

وفي ص 87 بقول شيخ أو عربي يثبت اللغة .

وحكى في ص 27 عن الخصايص لابن جني قوله: من قال: إن اللغة لا تعرف إلا نقلا فقد أخطأ فإنها قد تعلم بالقرائن أيضا، فإن الرجل إذا سمع قول الشاعر :
[ALIGN=CENTER]قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم * طاروا إليه زرافات ووحــــدانا[/ALIGN]
يعلم أن الزرافات بمعنى الجماعات . وذكر أيضا ثبوت اللغة بالقرينة وبقول شاعر عربي . فهذه المصادر كلها موجودة في لفظ المولى غير أن الرازي لا يعلم أن اللغة بماذا تثبت، ولذلك تراه يتلجلج ويرعد ويبرق من غير جدوى أو عائدة، ولا أحسبه يحير جوابا عن واحد من الأسئلة التي وجهناها إليه .

وكأنه في احتجاجه بخلو كتاب " العين " عن ذلك نسي أو تناسى ما لهج به في " المحصول " من إطباق الجمهور من أهل اللغة على القدح في كتاب " العين " كما نقله عنه السيوطي في المزهر 2 ص 47 و 48 .

وأنا لا أدري ما المراد من الكتب الأصلية من اللغة ؟ ومن الذي خص هذا الاسم بالمعاجم التي يقصد فيها سرد الألفاظ وتطبيقها على معانيها في مقام الحجية، وأخرج عنها ما ألف في غريب القرآن أو الحديث أو الأدب العربي ؟ وهل نية أرباب المعاجم دخيلة في صحة الاحتجاج بها ؟ أو أن ثقة أرباب الكتب وتضلعهم في الفن وتحريهم موارد استعمال العرب هي التي تكسبها الحجية ؟ وهذه كلها موجودة في كتب الأئمة والأعلام الذين نقل عنهم مجيئ المولى بمعنى الأولى .

الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب وولاية أمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة والسلام ختام

__________________
قريباًللقضاء الحوائج
"ختمة زيارة عاشوراء"

منهاج علي غير متصل  

قديم 05-02-04, 01:45 AM   #20

ام مهدي
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية ام مهدي  







مشغولة

بسم الله الرحمن الرحيم
وعذراّ عزيزتي نور علي

نظرة في معاني المولى..
ذكر علماء اللغة من معاني المولى السيد غير المالك والمعتق كما ذكروا من معاني الولي الأمير والسلطان مع إطباقهم على اتحاد معنى الولي والمولى: وكل من المعنيين لا يبارح معنى الأولوية بالأمر، فالأمير أولى من الرعية في تخطيط الأنظمة الراجعة إلى جامعتهم، وبإجراء الطقوس المتكفلة لتهذيب أفرادهم، وكبح عادية كل منهم عن الآخر، وكذلك السيد أولى ممن يسوده بالتصرف في شؤونهم، وتختلف دائرة هذين الوصفين سعتا وضيقا باختلاف مقادير الأمارة والسيادة فهي في والي المدينة أوسع منها في رؤساء الدواوين، وأوسع من ذلك في ولاة الأقطار، و يفوق الجميع ما في الملوك والسلاطين، ومنتهى السعة في نبي مبعوث على العالم كله وخليفة يخلفه على ما جاء به من نواميس وطقوس .


ونحن إذا غاضينا القوم على مجيئ الأولى بالشئ من معاني المولى فلا نغاضيهم علي مجيئه بهذين المعنيين، وإنه لا ينطبق في الحديث إلا على أرقي المعاني .
أو أوسع الدوائر، بعد أن علمنا أن شيئاً من معاني المولى المنتهية إلى سبعة وعشرين معنى لا يمكن إرادته في الحديث إلا ما يطابقهما من المعاني ألا ؟ وهي(1): 1 - الرب 2 - العم 3 - ابن العم 4 - الابن 5 - ابن الأخت 6 - المعتق 7 - المعتق 8 - العبد 9 - المالك 10 - التابع 11 - المنعم عليه 12 - الشريك 13 - الحليف 14 - الصاحب 15 - الجار 16 - النزيل 17 - الصهر 18 - القريب 19 - المنعم 20 - الفقيد 21 - الولي 22 - الأولى بالشئ 23 - السيد غير المالك والمعتق 24 - المحب 25 - الناصر 26 - المتصرف في الأمر 27 - المتولي في الأمر .
فالمعنى الأولى يلزم من إرادته الكفر إذ لا رب للعالمين سوى الله .
وأما الثاني والثالث إلى الرابع عشر فيلزم من إرادة شيء منها في الحديث الكذب، فإن النبي عم أولاد أخيه إن كان له أخ وأمير المؤمنين ابن عم أبيهم .


وهو صلى الله عليه وآله ابن عبد الله وأمير المؤمنين ابن أخيه أبي طالب، ومن الواضح اختلاف أمهما في النسب فخؤلة كل منهما غير خؤلة الآخر، فليس هو عليه السلام بابن أخت لمن صلى الله عليه وآله ابن أخته .
وأنت جد عليم بأن من أعتقه رسول الله لم يعتقه أمير المؤمنين مرة أخرى، وإن كلا منهما سيد الأحرار من الأولين والآخرين، فلم يكونا معتقين لأي ابن أنثى واعطف عليه العبد في السخافة والشناعة .
ومن المعلوم أن الوصي صلوات الله عليه لم يملك مماليك رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يمكن إرادة المالك منه .

ولم يكن النبي تابعا لأي أحد غير مرسله جلت عظمته، فلا معنى لهتافه بين الملأ بأن من هو تابعه فعلي تابع له .
ولم يكن على رسول الله لأي أحد من نعمة بل له المنن والنعم على الناس أجمعين فلا يستقيم المعنى بإرادة المنعم عليه .
وما كان النبي صلى الله عليه وآله يشارك أحدا في تجارة أو غيرها حتى يكون وصيه مشاركا له أيضا، على أنه معدود من التافهات إن تحققت هناك شراكة، وتجارته لأم المؤمنين خديجة قبل البعثة كانت عملا لها لا شراكة معها، ولو سلمناها فالوصي سلام الله عليه لم يكن معه في سفره ولا له دخل في تجارته .

ولم يكن نبي العظمة محالفا لأحد ليعتز به، وإنما العزة لله ولرسوله و للمؤمنين، وقد اعتز به المسلمون أجمع، إذن فكيف يمكن قصده في المقام ؟ وعلى فرض ثبوته فلا ملازمة بينهما .
وأما الصاحب والجار والنزيل والصهر والقريب سواء أريد منه قربى الرحم أو قرب المكان فلا يمكن إرادة شيء من هذه المعاني لسخافتها لا سيما في ذلك المحتشد الرهيب: في أثناء المسير، ورمضاء الهجير، وقد أمر صلى الله عليه وآله بحبس المقدم في السير، ومنع التالي منه في محل ليس بمنزل له، غير أن الوحي الإلهي المشفوع بما يشبه التهديد إن لم يبلغ حبسه هنالك، فيكون صلى الله عليه وآله قد عقد هذا المحتفل والناس قد أنهكهم وعثاء السفر، وحر الهجير، وحراجة الموقف حتى أن أحدهم ليضع ردائه تحت قدميه، فيرقي هنالك منبر الأهداج، ويعلمهم عن الله تعالى أن نفسه نعيت إليه، وهو مهتم بتبليغ أمر يخاف فوات وقته بانتهاء أيامه، وأن له الأهمية الكبرى في الدين والدنيا فيخبرهم عن ربه بأمور ليس للإشادة بها أي قيمة وهي: أن من كان هو صلى الله عليه وآله مصطحبا أو جارا أو مصاهرا له أو نزيلا عنده أو قريبا منه بأي المعنيين فعلي كذلك .

لاها الله لا نحتمل هذا في أحد من أهل الحلوم الخائرة، والعقليات الضعيفة، فضلا عن العقل الأول، والانسان الكامل نبي الحكمة، وخطيب البلاغة، فمن الإفك الشائن أن يعزى إلى نبي الاسلام إرادة شيء منها، وعلى تقدير إرادة شيء منها فأي فضيلة فيها لأمير المؤمنين عليه السلام حتى يبخبخ ويهنأ بها، ويفضلها سعد ابن أبي وقاص في حديثه على حمر النعم لو كانت، أو تكون أحب إليه من الدنيا وما فيها، عمر فيها مثل عمر نوح .

وأما المنعم: فلا ملازمة في أن يكون كل من أنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله يكون أمير المؤمنين عليه السلام منعما عليه أيضا بل من الضروري خلافه، إلا أن يراد أن من كان النبي صلى الله عليه وآله منعما عليه بالدين والهدى والتهذيب و الإرشاد والعزة في الدنيا والنجاة في الآخرة فعلي عليه السلام منعم عليه بذلك كله لأنه القائم مقامه، والصادع عنه، وحافظ شرعه، ومبلغ دينه، ولذلك أكمل الله به الدين، وأتم النعمة بذلك الهتاف المبين، فهو حينئذ لا يبارح معنى الإمامة الذي نتحراه، ويساوق المعاني التي نحاول إثباتها فحسب .

وأما العقيد: فلا بد أن يراد به المعاقدة والمعاهدة مع بعض القبايل للمهادنة أو النصرة فلا معنى لكون أمير المؤمنين عليه السلام كذلك إلا أنه تبع له في كل أفعاله وتروكه، فيساوقه حينئذ المسلمون أجمع، ولا معنى لتخصيصه بالذكر مع ذلك الاهتمام الموصوف، إلا أن يراد أن لعلي عليه السلام دخلا في تلك المعاهدات التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله لتنظيم السلطنة الإسلامية، وكلائة الدولة عن الملاشات بالقلاقل والحرج، فله التدخل فيها كنفسه صلى الله عليه وآله، وإن أمكن إرادة معاقدة الأوصاف والفضايل كما يقال: عقيد الكرم، وعقيد الفضل، أي: كريم وفاضل .
ولو بتمحل لا يقبله الذوق العربي، فيقصد أن من كنت عقيد الفضايل عنده فليعتقد في علي مثله، فهو والحالة هذه مقارب لما نرتأيه من المعنى، وأقرب المعاني أن يراد به العهود التي عاهدها صلى الله عليه وآله مع من بايعه من المسلمين على اعتناق دينه، والسعي وراء صالحه، والذب عنه، فلا مانع أن يراد من اللفظ والحالة هذه فإنه عبارة أخرى لأن يقول: إنه خليفتي والإمام من بعدي .

الولاية والمولى


معنى الولاية والمولى في حديث الغدير. لقد اطلعنا على حديث الغدير المتواتر بشكل اجمالي , والعبارة المشهورة التي جات عن رسول اللّه (ص ) في جميع الكتب وهي : من كنت مولاه فعلي مولاه توضح الكثير من الحقائق , وان اصر كثير من كتاب اهل السنة على تفسير كلمة ((المولى )) ((هنا بمعنى الصديق والمحب والناصر)) , لان هذا احد المعاني المعروفة لـ((المولى )).
ونحن نسلم بان احدى معاني (( المولى )) الصديق والمحب والناصر , الا ان ثمة قرائن عديدة تثبت ان المولى في الحديث اعلاه تعني ((الولي والمشرف والقائد))وهي كما يلي بايجاز:.
1 ـ ان قـضية محبة علي (ع ) مع جميع المؤمنين لم تكن امرا خفيا وسرياومعقدا , بحيث يحتاج الى هـذا التاكيد والايضاح , وبحاجة الى ايقاف ذلك الركب العظيم وسط الصحرا القاحلة الساخنة والقا خطبة عليهم لاخذ الاقرارات من ذلك الجمع .
فالقرآن يقول بصريح القول : انما المؤمنون اخوة (الحجرات / 10).
وفي موضع آخر يقول : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اوليا بعض (التوبة / 71).
والـخلاصة , ان الاخوة الاسلامية ومودة المسلمين مع بعضهم من اكثر المسائل الاسلامية بداهة , حـيث كانت موجودة منذ انطلاقة الاسلام , وطالما اكد عليهاالنبي (ص ) مرارا بالاضافة الى عدم كونها مسالة تحتاج الى بيان بهذا الاسلوب الحادفي الاية , وان يشعر النبي (ص ) بالخطر من البوح بها (تاملوا جيدا).
2 ـ ان عـبارة : (( الست اولى بكم من انفسكم )) الواردة في الكثير من الروايات لاتتناسب ابدا مع بـيـان مـودة عـاديـة , بل انه يريد القول بان تلك الاولوية والتصرف الذي لي تجاهكم وانني امامكم وقـائدكـم , فـانـه ثـابـت لعلي (ع ) وان اي تفسير لهذه العبارة غير ما قيل فهو بعيد عن الانصاف والواقعية , لاسيما مع الاخذ بنظر الاعتبارجملة (( من انفسكم )) ( انا اولى بكم من انفسكم ).
3 ـ التهاني التي قدمها الناس لعلي (ع ) في هذه الواقعة التاريخية , لاسيماالتهاني التي قدمها ابو بكر وعـمر , اذ انها تبرهن على ان القضية لم تكن سوى تعيين الخلافة التى يستحق التبريك والتهاني , فالاعلان عن المودة الثابتة لدى كل المسلمين بشكل عام لايحتاج الى تهنئة .
جا في مسند الامام احمد ان عمرا , قال لعلي بعد خطبة النبي (ص ) :.
هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ((200)) .
ونـقـر في العبارة التي ذكرها الفخر الرازي في ذيل الاية : ( يا ايها الرسول بلغ ماانزل اليك ) ان عـمـرا قال : هنيئا لك اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومومنة , وبهذافان عمرا يعده مولاه ومولى المؤمنين جميعا.
وفـي تـاريخ بغداد جات الرواية بهذا الشكل : بخ بخ لك يا ابن ابي طالب مسلم ((201)) .
وجا في ((فيض القدير)) , و ((الصواعق )) , ان ابا بكر وعمرا باركا لعلي بالقول :امسيت يا ابن ابي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ((202)) .
ومن نافلة القول : ان المودة العادية بين المؤمنين ليست لها مثل هذه المراسيم ,وهذا لاينسجم الا مع الولاية التي تقضي الخلافة .
4 ـ ان الـشـعـر الذي نقلناه آنفا عن ((حسان بن ثابت )) بذلك المضمون والمحتوى الرفيع , وتلك الـعبارات الصريحة والجلية شاهد آخر على هذا الادعا , وتشير الى هذه القضية بما فيه الكفاية ( راجعوا تلك الايات مرة آخرى ).
2 ـ.
سائر آيات القرآن في تاييد حديث الغدير. روى كـثـيـر من المفسرين ورواة الحديث في ذيل الايات الاولى من سورة المعارج : ( سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ـ من اللّه ذي المعارج )شان النزول وخلاصتة :.
ان الـنبي (ص ) عين عليا خليفة يوم غديرخم وقال بحقه : ((من كنت مولاه فعلي مولاه )) , فمالبث ان انـتـشر الخبر , فجا ((النعمان بن الحارث الفهري )) ـ (وكان من المنافقين ) ((203)) ـ الى الـنبي (ص ) وقال : لقد امرتنا ان نشهد ان لا اله الا اللّه وانك محمدرسول اللّه , فشهدنا , ثم امرتنا بـالـجهاد والحج والصلاة والزكاة فقبلنا , فلم ترض بكل ذلك , حتى اقمت هذا الفتى (( مشيرا الى علي (ع ) خليفة لك , وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه فهل هذا منك ام من اللّه )) ؟ قال النبي (ص ) (( واللّه الذي لا معبود سواه انه من اللّه )) , فالتفت اليه (( النعمان بن الحارث )) , وقال : ((الهي ان كان هذا حقا منك فانزل علينا حجارة من السما )) وفجاة نزلت حجارة من السما على راسه وقتلته فنزلت آية سال سائل بعذاب واقع .
ما ورد اعلاه يطابق الرواية التي نقلت في مجمع البيان عن ابي القاسم الحسكاني ((204)) وقد نقل هذا المضمون الكثير من مفسري اهل السنة ورواة الاحاديث مع شي من الاختلاف , مثل : القرطبي فـي تـفسيره المعروف ((205)) , والالوسي في تفسير روح المعاني ((206)) , وابوا اسحاق الثعلبي في تفسيره ((207)) .
ويـنـقل العلا مة الاميني هذه الرواية في كتاب الغدير عن ثلاثين من علما السنة (مع ذكر المصدر ونـص الـعـبارة ) , منها السيرة الحلبية , ((فرائد السمطين )) للحمويني , ((درر السمطين )) للشيخ محمد الزرندي , و (( السراج المنير)) لشمس الدين الشافعي , ((شرح الجامع الصغير )) لـلـسـيـوطي , و (( تـفـسـيـر غريب القرآن )) للحافظ ابو عبيد , الهروي ,و (( تفسير شفا الصدور)) لابي بكر النقاش الموصلي , وكتب اخرى .
وقد اورد بعض المفسرين او المحدثين الذين يقرون بفضائل علي (ع ) على مضض اشكالات مختلفة على شان النزول هذا , اهمها الاشكالات الاربعة التالية التي اوردها صاحب تفسير المنار وآخرون بعد ذكرهم للرواية اعلاه :.
الاشكال الاول : ان سورة المعارج مكية , ولا تتناسب مع واقعة غدير خم .
والجواب : ان كون السورة مكية لا يعتبر دليلا على ان جميع اياتها نزلت في مكة , فلدينا العديد من سـور القرآن الكريم التي تدعى بالمكية وكتبت في جميع المصاحف على انها مكية , بيد ان عددا من آيـاتـهـا نزلت في المدينة , وكذا العكس ,فعلى سبيل المثال ان سورة العنكبوت من السور المكية , والـحـال ان آيـاتها العشرالاولى نزلت في المدينة , على ضؤ قول الطبري في تفسيره المعروف , والقرطبي في تفسيره وآخرين من العلما ((208)) .
او سـورة الـكـهـف المعروفة بانها مكية بينما نزلت آياتها السبع الاولى في المدينة استنادا لتفسير ((القرطبي )) , و((الاتقان )) للسيوطي , وتفاسير عديدة ((209)) .
وهـكذا فهنالك سور عدت بانها مدينة بينما نزلت آيات منها في مكة , مثل سورة ((المجادلة )) فهي مـدنـيـة كـمـا هـو معروف , الا ان الايات العشر الاولى منها نزلت في مكة , طبقا لتصريح بعض المفسرين ((210)) .
ومـوجـز الكلام انه توجد حالات كثيرة بان تذكر سورة على انها مكية او مدنية ,ويكتب عليها في التفاسير والمصاحف هذا الاسم الا ان جانبا من آياتها قد نزل في موضع آخر.
وعليه فلا مانع ابدا من ان تكون سورة المعارج هكذا ايضا.
الاشكال الثاني :.
جا في هذا الحديث ان الحارث بن النعمان جا الى النبي (ص ) في الابطح ,ونحن نعلم ان الابطح اسم لوادي مكة , ولاتتلائم مع نزول الاية بعد واقعة الغدير بين مكة والمدينة .
الـجـواب : اولا ان عـبـارة الابـطح في بعض الروايات فقط لا في جميعها , وثانيا :ان ((الابطح والبطحا)) تعني الارض الرملية التي يجري فيها السيل , وهنالك مناطق في المدينة وسائر المناطق يطلق عليها اسم الابطح او البطحا ايضا , واللطيف انه قد اشير اليها مرارا في الشعر العربي .
مـنها الشعر المعروف الذي انشده (( شهاب الدين )) المشهور بـ ((حيص بيص )) في رثائه لاهل البيت (ع ) , عن لسانهم في مخاطبة قاتليهم :.
ملكنا فكان العفو منا سجية ـــــ فلما ملكتم سال بالدم ابطح .
وحللتم قتل الاسارى وطالما ـــــ غدونا عن الاسرى نعفوا ونصفح .
ومن الواضح ان مقاتل اهل البيت (ع ) كانت على الاغلب في العراق وكربلاوالكوفة والمدينة , وما اريق دم في ابطح مكة ابدا , نعم استشهد بعض اهل البيت (ع ) في واقعة ((الفخ )) التي تبعد عن مكة ما يقرب من فرسخين , والحال ان الابطح يجاور مكة ((211)) .
وشاعر آخر يرثي الامام الحسين (ع ) سيد الشهدا قائلا :.
وتان نفسي للربوع وقد غدا ـــــ بيت النبي مقطع الاطناب .
بيت لال المصطفى في كربلا ـــــ ضربوه بين اباطح وروابي .
وثـمـة اشعار اخرى كثيرة ورد فيها تعبير ((الابطح )) او((الاباطح )) لا تعني منطقة خاصة في مكة .
ومـلـخـص الـكـلام , صحيح ان احد معاني الابطح هو بقعة في مكة , الا ان معنى ومفهوم ومصداق الابطح لا ينحصر بتلك البقعة .
3 ـ.
كيفية ارتباط هذه الاية بما قبلها وبعدها. ان بعض المفسرين ومن اجل مجانبة الحقيقة الكامنة في هذه الاية توسل بمبررآخر وهو : ان سياق الايـات الـسـابقة واللاحقة بشان اهل الكتاب لا تنسجم مع قضية الولاية والخلافة والامامة , ولا تتناسب هذه الاثنينية مع بلاغة وفصاحة القرآن ((212)) .
الا ان كـافـة الـمـطـلـعـيـن على كيفية جمع ايات القرآن يعرفون ان آيات القرآن نزلت تدريجيا وبـمناسبات مختلفة , من هنا فكثيرا ما تتحدث سورة ما حول قضايامختلفة , فجانب منها يتحدث عن الـغـزوة الـفـلانـيـة , والجانب الاخر حول الحكم والتشريع الاسلامي الفلاني , وجانب يخاطب الـمـنـافـقين , وآخر يخاطب المؤمنين ,فمثلا لو طالعنا سورة النور لوجدناه تحتوي على جوانب مـتـعـددة , كـل مـنـها ناظر الى موضوع , بد من التوحيد والمعاد ومرورا بتنفيذ حد الزنا وقصة ((الافـك )) , والقضاياالمتعلقة بالمنافقين , والحجاب وغيرها , (وكذلك سائر السور الطوال الى حد ما)بالرغم من وجود ارتباط عام بين مجموعة اجزا السورة .
والـسـر ورا هـذا الـتـنـوع فـي الـمـحتوى ما قيل : ان القرآن نزل تدريجيا وحسب المتطلبات والضرورات وفي مختلف الاحداث , وليس على هيئة كتاب كلاسيكي ابدا بحيث يتابع موضوعا معدا سلفا , على هذا الاساس لامانع على الاطلاق من ان تنزل مقاطع من سورة المائدة بشان اهل الكتاب , ومـقاطع منها في واقعة الغدير ,بالطبع فمن وجهة النظر العامة انهما يرتبطان معا اذ ان تعيين خليفة لـرسـول اللّه (ص )يـتـرك اثـره على قضايا اهل الكتاب ايضا , لانه سيؤدي الى ياسهم من انهيار الاسلام برحيل النبي (ص ).
4 ـ.
لماذا لم يحتج الامام علي (ع ) بحديث الغدير ؟. ان الـبـعـض الاخـر مـن اللاهثين ورا التبريرات يقول : اذا كان حديث الغدير يتمتع بهذه العظمة والـواقـعـيـة فلماذا لم يحتج به علي (ع ) واهل بيته واصحابه ومحبوه عندالحاجة ؟ الم يكن من الافضل ان يستندوا الى مثل هذه الوثيقة المهمة من اجل اثبات خلافة علي (ع ) ؟ ان هـذا الاشـكـال شانه شان سائر الاشكالات فهو ناتج عن عدم الاطلاع الكافي على كتب الحديث والـتـاريـخ والـتـفسير , فلقد رويت احاديث عديدة في كتب علماالسنة ان عليا (ع ) او الائمة او انصارهم قد احتجوا بحديث الغدير , والمدهش هو :كيف غابت عن انظار المشككين ؟.
منها ما ينقله ((الخطيب الخوارزمي الحنفي )) في كتابه ((المناقب )) عن ((عامر بن وائلة )).
قال : كنت مع علي (ع ) يوم الشورى وسمعته يقول لهم : لاحتجن عليكم بمالايستطيع عربيكم ولا عـجـميكم تغير ذلك , ثم قال : انشدكم اللّه ايها النفر جميعا افيكم احد وحد اللّه قبلي ؟ فانشدكم باللّه هل فيكم احد قال له رسول اللّه (ص ) : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ليبلغ الشاهدالغايب غيري ((213)) .
ونقل هذه الرواية ((الحمويني في فرائد السمطين في الباب 58 , وابن حاتم في دررالنظم , وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة )).
كما روى ابن حجر في الصواعق هذا المضمون عن الدار قطني ((214)) .
وفـي كـتـاب الغدير ذكر بحث شامل وبمصادر واسعة حول (( مناشدة )) اميرالمؤمنين (ع ) في مـواطـن عديدة , منها ايام عثمان , وابان خلافته , يوم الجمل , ومرة اخرى في الكوفة يوم صفين , بـالاضافة الى المواضع الستة عشر الاخرى المنقولة من احتجاجات فاطمة (س ) , والامام الحسن (ع ) , والامـام الـحسين (ع ) , وجماعة من الصحابة وغيرهم , التي تحكي عن المعلومات الواسعة لـهـذا الكاتب الكبير من جهة ,ومن ناحية آخرى تبرهن على ان الاحتجاج بهذا الحديث كان موضع اهـتـمام على مدى القرون المختلفة , بالرغم من سعي السياسات الخاصة التي كانت مهيمنة على هذه القضية في التقليل من اهميتها قدر الامكان .
نـظـرا الـى ان الـغـور في هذه البحوث الواسعة يخرجنا عن الهدف الذي نبتغيه ,فاننا نكتفي بهذا المقدار ونحيل الراغبين الى هذا المصدر ((215)) وسائر المراجع .
2 ـ.
آية الولاية . الاية الاخرى التي تعقب قضية الامامة الخاصة , تقول :.
( انـمـا ولـيـكـم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (المائدة / 55).
شان النزول .
روى الكثير من المفسرين والمحدثين في شان نزول هذه الاية انها نزلت بحق علي (ع ).
فينقل السيوطي في ((الدر المنثور)) عن ابن عباس : ان عليا كان راكعا واذا سائل فاعطاه خاتمه , فساله النبي (ص ) من الذي اعطاك هذا الخاتم ؟ فاوما الى علي (ع )وقال : ذلك الراكع , فنزلت اية : انما وليكم اللّه ((216)) 0000.
وفي الكتاب نفسه رويت روايات عديدة بنفس المضمون عن ((ابن عباس )) , و((سلمة بن كهيل )) وعن علي (ع ) نفسه ((217)) .
وروي المعنى نفسه في كتاب ((اسباب النزول )) للواحدي عن ((جابر بن عبداللّه )) , وكذا عن ((ابن عباس )) ((218)) .
يقول المفسر الشهير ((جاراللّه الزمخشري )) في كتاب ((الكشاف )):.
((انـهـا نزلت في علي (ع ) حين ساله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه )) ((219)) ,وينقل الفخر الرازي في تفسيره عن ((عبد اللّه بن سلام )) : لما نزلت هذه الاية , قلت :يارسول اللّه انا رايت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه .
كـمـا ويـروى عـن ابـي ذر قـوله : صليت مع رسول اللّه (ص ) يوما صلاه الظهر فسال سائل في المسجد فلم يعطه احد فرفع السائل يده الى السما وقال : اللهم اشهد اني سالت في مسجد رسول اللّه (ص ) فـمـا اعطاني احد شيئا , وعلي (ع ) كان راكعا فاوما اليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم , فاقبل السائل حتى اخذ الخاتم بمراى النبي (ص ) فقال :اللهم ان اخي موسى سالك فقال : رب اشرح لـي صـدري ـ واشركه في امري فانزلت قرآناناطقا (( سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا )) فنزلت الاية ((220)) .
وبطبيعة الحال فان للفخر الرازي ـ وكالعادة ـ شبهات على كيفية دلالة هذه الاية على الامامة حيث سنشير اليها لاحقا.
ويروي الطبرى ايضا في تفسيره روايات عديدة في ذيل هذه الاية وشان نزولها , اذ تفيد اكثرها ان هذه الاية نزلت بحق علي (ع ) ((221)) .
واوردت طـائفـة اخرى هذه الرواية بعبارات مختلفة في حق علي (ع ) , منها في كنز العمال ج6 , ص 319 حيث ينقل هذه الرواية عن ابن عباس .
كـمـا يـنـقـل (( الـحاكم الحسكاني )) الحنفي النيشابوري من علما القرن الخامس المعروفين في ((شواهد التنزيل )) بخمسة طرق عن ((ابن عباس )) , واثنين عن (( انس بن مالك )) , ومثلهما عن (( محمد بن الحنفية )) , وواحد عن (( عطا بن السائب )) , ومثله عن (( عبد الملك بن جريح المكي )) عن النبي (ص ) آية (( انما وليكم اللّه )) نزلت بحق علي (ع ) عندما تصدق بخاتمه وهو راكع ((222)) .
ونـقـل المرحوم العلامة الاميني الرواية اعلاه ونزول هذه الاية بحق علي (ع ) عن كثير من كتب الـسنة فقارب العشرين كتابا ( مع ذكر دقيق لمصادرها ووثائقها ) , وبامكان الراغبين مراجعة ذلك الكتاب للمزيد من الاطلاع ((223)) .
ونقل هذا المعنى في كتاب احقاق الحق عن كثير من الكتب ((224)) .
والامـر الـلـطـيـف الاخر هو ان شاعر الرسول (ص ) المعروف (( حسان بن ثابت ))اورد هذه القضية في شعره على انها مسالة تاريخية مسلم بها.
فهو يقول في شعره مخاطبا عليا (ع ) :.
وانت الذي اعطيت اذ كنت راكعاـــــ ـــــ زكاة فدتك النفس ياخير راكع .
فانزل فيك اللّه خير ولاية ـــــ وبينها في محكمات الشرائع ((225)) .
ونقرا في القصيدة الاخرى التي رواها ((سبط بن الجوزي )) عن ((حسان )) :.
من ذا بخاتمه تصدق راكعا ـــــ واسرها في نفسه اسرارا ((226)) .
ومـوجـز القول : ان نزول هذه الاية بحق علي (ع ) ليس بالامر الذي يشكك اويرتاب فيه حتى ان مـؤلـف ((مـنـهـاج البراعة في شرح نهج البلاغة )) , يقول : لقد نقلت روايات (( متظافرة )) بل متواترة عن طرق اهل السنة واتباع مذهب اهل البيت (ع )بهذا الصدد.
والمهم هو تبيين كيفية دلالتها على الولاية وخلافة النبي (ص ).
كيفية دلالة الاية على الخلافة . لقد استند في الاية اعلاه على مفهوم كلمة ((الولي )) , وذكر علي على انه ولي المسلمين , صحيح ان لكلمة الولي معاني عديدة كما اشرنا اليها آنفا , فتارة تعني الناصر والصديق , واخرى جات بمعنى المتصرف والحاكم المشرف وكما يقول الراغب : ان اصلها بمعنى ان يحصل شيئان فصاعدا حصولا لـيـس بـينهما ماليس منهما ثم يضيف : ((الولاية )) بكسر الواو بمعنى ((النصرة )) و((الولاية )) بفتح الواو تعني تولي الامر ((227)) .
امـا الـقـرينة الموجودة في الاية فهي تدل على ان ((الولي )) هنا تعني المتولي والمشرف وصاحب الخيار لانها لو كانت تعني الناصر والصديق والمعين لشملت المؤمنين جميعا , كما نقرا في الاية 71 مـن سـورة التوبة : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اوليا بعض )) , بيد ان الولاية في آية البحث اعتبرت منحصرة في حالة خاصة بذلك المتصدق في ركوعه , وكلمة (( انما )) التي تفيد الحصر جات معها (تاملواجيدا).
ان هذا التعبير يجعلنا نتيقن بان ((الولاية )) في الاية اعلاه لا تعني الصداقة والنصرة ( وكذا سائر الـمـعاني المشابهة والقريبة لهذا المعنى ) , وعلى هذا الاساس فلامجال الا ان تكون بمعنى المتولي وصاحب الامر المشرف , الذي توازي ولايته ولاية اللّه والنبي الاكرم (ص ).
والاية التالية : ( ومن يتولى اللّه ورسوله والذين آمنوا فان حزب اللّه هم الغالبون ).
وحـقيقة هذه الاية انها تتمة لمضمون الاية اعلاه , وتلاحظ فيها قرينة اخرى على تفسير الولاية بمعنى تولي الامر والاشراف , لان التعبير بـ ((حزب اللّه ))وانتصارهم على الاعدا يتعلق باقامة حـكـومة اسلامية لا على اساس الصداقة العادية , وهذا يفيد ان كلمة الولي في الاية تعني المشرف والـحـاكم والماسك بزمام امور الاسلام والمسلمين , لان معنى ((الحزب )) هو ضرب من التنظيم والتضامن الاجتماعي من اجل تامين اهداف مشتركة .
شبهات واعتراضات . ان دلالـة الايـة عـلـى الامـامـة والخلافة كما راينا واضحة , ولو كانت هذه الاية قدنزلت بحق الاخرين ربما لم يجر حولها ادنى جدال الـنـاشـئة عن الطائفية , فقد اصر البعض على ايرادالشبهات على صدر الاية وذيلها وشان نزولها ودلالتها من كل جانب .
ويمكن تصنيف هذه الشبهات الى صنفين : فبعضها ذات صبغة علمية ظاهرافيجب الرد عليها بصورة علمية , الا ان البعض يستند الى ما يستشهد به , وكذلك وجود المبررات حسب زعم مثيريها فينبغي ايضا بحثها ونقدها بشكل اجمالي :.
1 ـ الـشـبـهة الاولى التي تعتبر من الصنف الاول هي ان الضمائر والاسماالموصولة التي في الاية جات بصيغة ضمير الجمع , مثل ((الذين آمنوا)) و((الذين يقيمون الصلاة )) و((يوتون الزكاة )) و((هم راكعون )) فكيف والحالة هذه تنطبق على فردواحد.
فالاية تقول : ان اولياكم هم الذين يتمتعون بهذه المزايا اي علي بن ابي طالب (ع ).
الجواب : بالنظر الى شان نزول الاية الذي نقل بشكل مستفيض بل متواتر في كتب الشيعة والسنة لم يـبـق مجال للشك في انها ناظرة الى شخص واحد , وتعبيرآخر : ان الروايات والتاريخ الاسلامي يشهد بان التصدق على السائل في حال الركوع يختص بعلي (ع ) لان القائم بالتصدق واحد , ولم تقم بـه مجموعة من هنا لابد من القول : ان التعبير بصيغة الجمع جا من اجل احترام وتعظيم منزلة ذلك الشخص .
وكـثـيـرا مـا يـشـاهـد في الادب العربي ان جا لفظ الجمع تعبيرا عن المفرد , فمثلاجات كلمة ((نـسـائنـا)) في اية المباهلة بصورة الجمع , بينما المقصود منها فاطمة الزهرا (س ) فقط طبقا لـصـريـح شـان النزول , وفي نفس الاية جات كلمة ((انفسنا))بصيغة الجمع , والحال ان الجميع يسلمون بان لا احد شارك في المباهلة غيرالنبي (ص ) وعلي (ع ) , وجا ايضا في قصة (( غزوة حمرا الاسد )) : الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا.
وهـنـا ذكر الناطق بهذا الكلام كلمة ((الناس )) التي تفيد الجمع بينما جا في التاريخ ان القائل ليس سوى ((نعيم بن مسعود)).
وجا ايضا بشان نزول الاية 52 من سورة المائدة : (( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فهم يـقـولـون نخشى ان تصيبنا دائرة )) اذ نقرا هنا انها نزلت بشان ((عبداللّه بن ابي )) , والحال ان الضمائر هنا جات بصيغة الجمع .
كـما ان الخطاب في الاية الاولى من سورة الممتحنة عام بينما نزلت بشان رجل يدعى ((حاطب بن ابي بلتعة )) , وفي الاية 8 من سورة المنافقين جا الضمير بصيغة الجمع ايضا , يقولون : (لئن رجعنا الى المدينة 000) بينما كان القائل هو ((عبد اللّه بن ابى ).
وكـذلـك في الاية 274 من سورة البقرة : (( الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار ))التي نزلت في حق علي (ع ) طبقا للكثير من الروايات , بينما ان ضمائرها جميعاجات بصيغة الجميع .
وجـات الايـة 215 من سورة البقرة المتعلقة بالسؤال عن الاشيا التي يجب ان ينفقوها : (( يسالونك ماذا ينفقون )) بصيغة الجمع بينما كان السائل هو شخص يدعى ((عمرو بن الجموح )) ((228)) .
ولـكن ما السبب في ان ياتي الكلام بصيغة الجمع في هذه الحالات مع ان المرادشخص واحد ؟ ربما يـكون سببه في بعض الحالات , الاحترام , وفي بعضها اشارة الى مؤازرة الاخرين لذلك الشخص , وبالتمعن في الحالات اعلاه يمكن تمييزحالات الاحترام عن حالات المؤازرة .
فـضـلا عن كل ذلك فنحن نعلم ان ضمير الجمع ((المتكلم مع الغير)) قد استخدم في آيات القرآن فـي حـالات لاحـصـرلـها اثنا حديث اللّه عن نفسه , مع ان ذاته المقدسة لانظير لها في الوحدانية والتفرد , وهو ((احد و احد)) من جميع الجوانب ,وهذا مرده الى ان العظيم يمتلك جنودا مطيعين ومـمثلين لاوامره في ادا مايشا ,وهذا يؤدي الى استخدام ضمير الجميع مع كونه مفردا , وبتعبير آخر ان ضميرالجميع هذا دليل على عظمته وسمو مقامه .
3 ـ الشبهة الثانيه : هي ان من المسلم به ان عليا (ع ) لم تكن له ولاية بمعنى الحكم وقيادة المسلمين في عصر النبي (ص ) , فكيف يتعين تفسير الاية هكذا ؟الجواب على هذا السؤال واضح , فكثيرا ما شـاهـدنـا خـلال التعابير اليومية بان يطلق اسم او عنوان على اشخاص مرشحين او منتخبين لذلك المنصب وان لم يمارسواالعمل به بعد , او بتعبير آخر : انهم يتمتعون بذلك المقام بالقوة لا بالفعل .
فـمـثلا يقوم انسان في حياته بتعيين شخص ما ((وصيا)) له , وبالرغم من كونه حيافاننانقول : ان فلانا وصيه او القيم على اطفاله .
فـاطلاق الوصي والخليفة على علي (ع ) في عهد النبي (ص ) كان من هذا القبيل ايضا , حيث اختاره النبي (ص ) في حياته لهذا الامر باذن من اللّه , واثبت له الخلافة بعد رحيله .
ويـلاحظ هذا المعنى ايضا في الاية 5 من سورة مريم اذ يطلب زكريا من اللّه تعالى : (( هب لي من لـدنـك ولـيـا )) , واسـتجاب اللّه له ووهبه يحيى , ومن المسلم به ان يحيى لم يكن خليفته ووليه ووارثه في حياته , بل عين لما بعد حياته .
ويـشـاهـد نـظير هذا الكلام في واقعة ((يوم الانذار)) (اليوم الذي جمع به النبي (ص ) اقربائه لـيدعوهم الى الاسلام للمرة الاولى ) , فطبقا لما (( المؤرخون ))الاسلاميون سوا من السن ة او الشيعة , ان النبي (ص ) اوما الى علي (ص ) في ذلك اليوم وقال :.
ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوه ((229)) .
فهل يتسبب التعبير اعلاه في خلق مشكلة في عهد النبي (ص ) ؟.
فلا شك من ان الجواب سيكون بالنفي فالتعبير بالولي في آية البحث كذلك تماما.
اما شبهات الفريق الثاني (التبريرات ) فهي عديدة ايضا منها :.
1 ـ قولهم : اي زكاة واجبة كانت متعلقة بذمة علي (ع ) وهو الذي لم يكن يجمع لنفسه من مال الدنيا ؟ واذا كان المراد الصدقة المستحبة فلا يقال لها زكاة ؟.
الجواب :.
اولا : ان اطـلاق الزكاة في القرآن الكريم على الزكاة المستحبة كثير , فكثيرا ماوردفي الكثير مـن الـسور المكية اسم ((الزكاة )) والمراد منها الزكاة المستحبة , اذ ان وجوب كانت بعد هجرة النبي (ص ) الى المدينة .
والايات 3 من سورة النمل , و39 من سورة هود , و4 من سورة لقمان من جملة الموارد التي جات فيها كلمة الزكاة , ونظرا لكون هذه السور مكية فان المراد هوالزكاة المستحبة .
ثانيا : صحيح ان عليا (ع ) لم يدخر من مال الدنيا الا انه كانت تاتيه حصة من بيت المال , ومن المتيقن انـه كـان يـمـتلك واردا بسيطا من مجهوده ايضا , وان الخاتم المذكور من الفضة والظاهر انه كان رخـيصا , على هذا الاساس فان تعلق هذا القدرمن الزكاة البسيطة به (ع ) ليس مستبعدا ابدا , وان المبالغة بما قالوه بشان قيمة ذلك الخاتم لا اساس لها من الصحة على الاطلاق .
2 ـ الا يـتعارض الانتباه الى السائل مع حضور القلب في الصلاة والاستغراق في مناجاة الخالق جل وعـلا (حـتـى عـرف بان نصلا وقع في رجله فاخرجوه اثنا الصلاة ولم يحس ) ((230)) فكيف يتسنى له الانتباه الى السائل اثنا الصلاة ؟ الجواب :.
ان الـذي يـورد هذا الاشكال غافل عن سماع صوت السائل ومساعدته فما قام به علي (ع ) لا يعتبر توجها الى غير اللّه , او الى الذات او الامور الدنيوية , بل انه في واقع الامر توجه الى اللّه .
فـقـد كـان القلب المقدس لعلي (ع ) يشعر بالسائلين , ويستجيب لندائهم فقدمزج عمله العبادي هذا بعبادة اخرى , وتصدق اثنا الصلاة , وكلاهما كان للّه وفي سبيله .
ومـثـل هـذا الاشكال في الحقيقة اشكال على القرآن الكريم , لان اللّه تعالى قدامتدح في هذه الاية اعـطـا الزكاة اثنا الركوع , ولو كان هذا العمل دليلا على الغفلة عن ذكر اللّه فلا ينبغي ان يستند اليها كصفة سامية وفائقة الاهمية .
فهؤلا المتعصبون يريدون في الواقع انكار فضل علي (ع ) فيشكلون على اللّه عز وجل .
انتبهوا هنا الى كلام الرازي فهو يقول : (( وهو ان اللائق بعلي (ع ) ان يكون مستغرق القلب بذكر اللّه حال ما يكون في الصلاة , والظاهر ان من كان كذلك فانه لا يتفرغ لاستماع كلام الغير ولفهمه )) ((231)) .
علينا ان نسال الفخر الرازي ان اذا كان هذا العمل خلافا لاداب الصلاة وحضورالقلب , فلماذا اثنى عليه الباري جل وعلا , واعتبر ولاية المؤمنين حقيقة بمثل هذاالشخص ؟ عـلـى ايـة حـال , فـلا مجال للشك بان سماع صوت المحتاج والاستجابة له في حال الصلاة عبادة مضاعفة حصلت في آن واحد , وعلينا ان نعوذ باللّه من التعصب الذي تبتعد بنا عن الحقائق .
3 ـ ومـن جملة التبريرات التي طرحت هنا بصيغة اشكال هو : ان التصدق بالخاتم على السائل فعل كثير ويتعارض مع الصلاة لـيس هناك ما يدعو للعجب , فعندما يريد الانسان ان لايذعن للواقع فانه يصطنع التبريرات ليحاجج بها , وهو على يقين بان تبريراته واهية ؟ الجواب :.
اولا : ان عـمـلية اخراج الخاتم تمت باشارة بسيطة وعلى ضؤ جميع الفتاوى ليس فعلا كثيرا ولا يوجب الاشكال في الصلاة , لا سيما اذا اشاروا , السائل اخرجه بنفسه .
ثـانـيـا : لقد صرح الفقها بان حتى قتل الحيوان اللادغ مثل ((العقرب )) اثناالصلاة , او رفع الطفل ووضـعه اثنا ذلك , او حساب عدد الركعات عن طريق الحصى , بل وحتى غسل جانب من اللباس او اليد اذا تنجست اثنا الصلاة , لايضربالصلاة , بينما يعتبر اعطا الخاتم للسائل او اخراجه ابسط من ذلك بكثير.
4 ـ يقول المبررون من اين جا علي (ع ) بذلك الخاتم النفيس ؟ والم يكن التختم به اسرافا ؟.
الـجـواب : مـن الذي قال : ان ذلك الخاتم كان نفيسا , ولماذا نصغي ونصدق بمثل ذلك الهرا الفارغ , ونسير رويدا رويدا نحو انكار آية قرآنية ؟.
لـقـد ورد فـي رواية واحدة مرسلة وضعيفة ان قيمة ذلك الخاتم كانت تعادل خراج الشام المسلم به انها اكثر شبها بالخرافة لا بالحقيقة , ولعلها جعلت من قبل الذين وضعوها بقصد التقليل من قيمة هذه الفضيلة العظيمة .
ان فـي مـثل هذه الحالات ليس المهم ينفق فيها بل المهم هو ان الانسان نفسه محتاج الى الشي ويغض الطرف عنه في سبيل اللّه , ويكون هذا الفعل مقرونا بغاية خلوص النية .
فـعـنـدما تنزل سورة كاملة في القرآن وهي (سورة هل اتى ) بسبب اعطا بضعة اقراص من الخبز (وفـي حالة من الجوع طبعا) الى المسكين واليتيم والاسير في سبيل اللّه , فما العجب في ان تنزل آية بشان التصدق بخاتم على فقير اثنا الصلاة .
وامثال هذه الشبهات التي يؤدي التطرق الى ذكرها والرد عليها الى هدر الوقت .
3 ـ.
آية اولي الامر. يـقول تعالى في الاية 59 من سورة النسا : ( ياايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ).
فـي بـحـث الولاية العامة كان لنا كلام مفصل حول معنى هذه الاية ومن هم المقصودون فيها , وكما جرت الاشارة اليه فان الامر بالطاعة المطلقة لـ ((اولي الامر))الى جانب رسول اللّه (ص ) دليل على ان ((اولي الامر)) تشمل الذين هم في منزلة رسول اللّه (ص ) اي اوصياؤه المعصومون , لانه من المتعذر الطاعة المطلقة لغيرالمعصومين (ع ).
وبـالـمـنـاسبة فان جميع الاحتمالات التي قيلت في تفسير ((اولي الامر)) قدبحثت , وراينا عدم وجود معنى صحيح لها الا الامام المعصوم .
ان مـايـجـب ان نضيفه على ذلك هنا ـ في بحث الولاية الخاصة ((خلافة علي (ع ))) ـ , هو بحث اكـثـر تفصيلا حول الروايات التي وردت في المصادر الاسلامية المعروفة (لاسيما مصادر اهل السنة المشهورة ) في دلالة هذه الاية على علي (ع ).
نـقل المفسر المعروف ((الحاكم الحسكاني )) الحنفي النيشابوري خمس روايات في ذيل هذه الاية حيث دلت فيها جميعا صفة ((اولي الامر)) على علي (ع )(كمصداق جلي ).
ففي الرواية الاولى ينقل عنه (ع ) لما قال رسول اللّه (ص ) : شركائي الذين قرنهم اللّه بنفسه وبي وانزل فيهم ( ياايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول ) الاية قلت : يانبي اللّه من هم ؟ قال : انت اولهم ((232)) .
وفـي الرواية الثانية ينقل عن المفسر المعروف ((مجاهد)) ان هذه الاية نزلت بحق امير المؤمنين (ع ) عندما خلفه على المدينة (عندما توجه الى معركة تبوك ).
فـي الـروايـة الـثـالثة ينقل هذا المعنى عن ابي جعفر الباقر (ع ) , وفي الرواية الرابعة ينقل عن ((سـعد بن ابي وقاص )) , قوله : لما نزل رسول اللّه (ص ) لحقه علي (ع ) يحمل سلاحا , فقال : يـارسـول اللّه خـلـفـتني عنك ولم اتخلف عن غزوة قبلها وقد ارجف المنافقون بي انك خلفتني لما اسـتـثـقـلتني هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي فارجع اخلفني في اهلي واهلك .
وروي عنه (ع ) نفس هذا المعنى في الرواية الخامسة ((233)) .
وفـي تفسير ((البحر المحيط)) تاليف ((ابو حيان الاندلسي المغربي )) ومن بين مانقل حول معنى اولي الامر , ينقل عن مقاتل وميمون والكلبي (وثلاثتهم من المفسرين ) :ان المراد منها امرا السرايا او ائمة اهل البيت (ع ) ((234)) .
ثم اثار الموما اليه شبهتين على نزول الاية بحق علي (ع ) :.
الاولى : ان عليا (ع ) كان واحدا , والحال ان ((اولي الامر)) صيغة جمع .
والاخـرى : ان ظـاهر هذه الاية هو ان الناس امروا بان يطيعوا اولي الامر اثناوجود رسول اللّه (ص ) بينما لم يكن علي (ع ) اماما في عهد رسول اللّه (ص ) ((235)) .
وكـان قـد طرح مايشابه هذه الشبهات والاشكالات في آية الولاية , وقد تطرقناالى الاجابة عليها بوضوح هناك , فمن ناحية قلنا كثيرا ما يعني اشخاصا وهم على قيد الحياة , ويقولون او يكتبون : ان فـلانا وصيي , وعليه ان يفعل كذا وكذا , وعلى اولادي اتباعه , ومعنى ذلك هو ان يتعهد القيام بهذه الاعمال بعد ممات الموصي له .
وان قضية ((الجمع )) ايضا كما قلنا لاتتسبب في خلق مشكلة على الاطلاق ,فكثيرا مايطلق الجمع عـلى المفرد في القرآن وغيره من النثر والشعر , وفي الواقع ان ((اولو الامر)) هنا تفيد الجمع وتـشـمـل جميع الائمة المعصومين , وان كان في كل زمان امام ومعصوم واحد , الا انهم سيكونون جمعا في النهاية .
للمزيد من التفصيل بصدد الرد على هذين الاشكالين راجعوا ذيل آية الولاية .
والـجـديـر بـالـذكـر هـو ان فـريـقـا اخر نقل روايات في شان نزول هذه الاية غير((الحاكم الحسكاني )) في ((شواهد التنزيل ))اذ يقولون : انها ناظرة الى خلافة علي (ع ).
مـنهم العالم الشهير ((ابو بكر بن المؤمن الشيرازي )) الذي ينقل في رسالة الاعتقاد(على ضؤ نقل الـمـنـاقـب للكاشي ) عن ابن عباس : ان الاية اعلاه نزلت بحق علي (ع )عندما توجه الرسول الى غـزوة تـبـوك وابـقى عليا في المدينة , فقال له علي (ع ) :اتخلفني على النسا والصبيان ؟ فقال له الـرسـول (ص ) : ((امـا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال : اخلفني في قومي واصلح , فقال عز وجل واولي الامرمنكم )) ((236)) .
يـروي صـاحـب كـتـاب ((يـنـابيع المودة )) الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه عن كتاب ((المناقب )) عن سليم بن قيس الهلالي : ان رجلا جا الى علي (ع ) وساله :ارني ادنى مايكون العبد مـؤمنا , وادنى مايكون به العبد كافرا , وادنى ما يكون به العبد ضالا ؟ فقال له (ع ) : قد سالت فافهم الجواب واما ادنى مايكون العبد به ضالا ان لايعرف حجة اللّه تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي امـر اللّه عـز وجـل عـباده بطاعته وفرض ولايته , قلت : ياامير المؤمنين صفهم لي ؟قال : الذين قرنهم اللّه تعالى بنفسه ونبيه فقال : ( ياايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ) ((237)) .
ان هذه الرواية شاهد على ان اولي الامر حجج اللّه ووكلاؤه .
ووردت عشرات الروايات في تفسير البرهان عن مصادر اهل البيت (ع ) في ذيل الاية كلها تقول : ان الايـة المذكورة نزلت بحق علي (ع ) او بحقه وسائر ائمة اهل البيت (ع ) , بل وفي بعض هذه الروايات جات اسما الائمة الاثنى عشر واحداواحدا ((238)) .
4 ـ.
آية الصادقين . نقرا في الاية 119 من سورة التوبة : ( ياايها الذين آمنوا اتقوا اللّه وكونوا مع الصادقين ).


يتبع

__________________

ام مهدي غير متصل  

قديم 05-02-04, 01:48 AM   #21

ام مهدي
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية ام مهدي  







مشغولة

بسم الله الرحمن الرحيم
يتبع

النقطة التالية هي :المحب والناصر


على فرض إرادة هذين المعنيين لا يخلو إما أن يراد بالكلام حث الناس على محبته ونصرته بما أنه من المؤمنين به والذابين عنه .
أو أمره عليه السلام بمحبتهم ونصرتهم وعلى كل فالجملة إما إخبارية أو إنشائية .
فالاحتمال الأول وهو الإخبار بوجوب حبه على المؤمنين فمما لا طايل تحته، وليس بأمر مجهول عندهم لم يسبقه التبليغ حتى يأمر به في تلك الساعة ويناط التواني عنه بعدم تبليغ شيء من الرسالة كما في نص الذكر الحكيم، فيحبس له الجماهير، و يعقد له ذلك المنتدى الرهيب، في موقف حرج لا قرار به، ثم يكمل به الدين، وتتم به النعمة، ويرضي الرب، كأنه قد أتى بشئ جديد، وشرع ما لم يكن وما لا يعلمه المسلمون، ثم يهنأه من هنأه بأصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، مؤذنا بحدوث أمر عظيم فيه لم يعلمه القائل قبل ذلك الحين، كيف ؟ وهم يتلون في آناء الليل وأطراف النهار قوله سبحانه: (والمؤمنون بعضهم أولياء بعض )
وقوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة .
مشعرا بلزوم التوادد بينهم كما يكون بين الأخوين، نجل نبينا الأعظم عن تبليغ تافه مثله، ونقدس إلهنا الحكيم عن عبث يشبهه .

والثاني: وهو إنشاء وجوب حبه ونصرته بقوله ذلك، وهو لا يقل عن المحتمل الأول في التفاهة، فإنه لم يكن هناك أمر لم ينشأ وحكم لم يشرع حتى يحتاج إلى بيانه الانشائي كما عرفت، على أن حق المقام على هذين الوجهين أن يقول صلى الله عليه

وآله: من كان مولاي فهو مولى علي أي محبه وناصره، فهذان الاحتمالان خارجان عن مفاد اللفظ، ولعل سبط ابن الجوزي نظر إلى هذا المعنى وقال في تذكرته : لم يجز حمل لفظ المولى في هذا الحديث على الناصر . وسيأتي لفظه بتمامه .
على أن وجوب المحبة والمناصرة على هذين الوجهين غير مختص بأمير المؤمنين عليه السلام وإنما هو شرع سواء بين المسلمين أجمع، فما وجه تخصيصه به والاهتمام بأمره ؟ وإن أريد محبة أو نصرة مخصوصة له تربو عن درجة الرعية كوجوب المتابعة، وامتثال الأوامر، والتسليم له، فهو معنى الحجية والإمامة، لا سيما بعد مقارنتها بما هو مثلها في النبي صلى الله عليه وآله بقوله: من كنت مولاه، والتفكيك بينهما في سياق واحد إبطال للكلام .

والثالث: وهو إخباره بوجوب حبهم أو نصرتهم عليه، فكان الواجب عندئذ إخباره صلى الله عليه وآله عليا والتأكيد عليه بذلك لا إلقاء القول به على السامعين، وكذلك إنشاء الوجوب عليه وهو المحتمل الرابع، فكان صلى الله عليه وآله في غنى عن ذلك الاهتمام وإلقاء الخطبة واستسماع الناس والمناشدة في التبليغ، إلا أن يريد جلب عواطف الملأ وتشديد حبهم له عليه السلام إذا علموا أنه محبهم أو ناصرهم ليتبعوه، ولا يخالفوا له أمرا، ولا يردوا له قولا .
وبتصديره صلى الله عليه وآله الكلام بقوله: من كنت مولاه .

نعلم أنه على هذا التقدير لا يريد من المحبة أو النصرة إلا ما هو على الحد الذي فيه صلى الله عليه وآله منهما، فإن حبه ونصرته لأمته ليس كمثلهما في أفراد المؤمنين، وإنما هو صلى الله عليه آله يحب أمته فينصرهم بما أنه زعيم دينهم ودنياهم، ومالك أمرهم وكالئ حوزتهم، وحافظ كيانهم، وأولى بهم من أنفسهم، فإنه لو لم يفعل بهم ذلك لأجفلتهم الذئاب العادية، وانتأشتهم الوحوش الكواسر، ومدت إليه الأيدي من كل صوب وحدب، فمن غارات تشن، وأموال تباح، ونفوس تزهق، وحرمات تهتك، فينتقض غرض المولى من بث الدعوة، وبسط أديم الدين، ورفع كلمة الله العليا، بتفرق هاتيك الجامعة، فمن كان في المحبة والنصرة على هذا الحد فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة رسوله، والمعنى على هذا الفرض لا يحتمل غير ما قلناه .

* (المعاني التي يمكن إرادتها من الحديث) ، لم يبق من المعاني إلا الولي . والأولى بالشئ . والسيد غير قسيميه: المالك والمعتق . والمتصرف في الأمر ومتوليه .
أما الولي فيجب أن يراد منه خصوص ما يراد في الأولى لعدم صحة بقية المعاني كما عرفناكه، وأما السيد (1) بالمعنى المذكور فلا يبارح معنى الأولى بالشئ لأنه المتقدم على غيره لا سيما في كلمة يصف بها النبي صلى الله عليه وآله نفسه ثم ابن عمه على حذو ذلك، فمن المستحيل حمله على سيادة حصل عليها السايد بالتغلب والظلم، وإنما هي سيادة دينية عامة يجب إتباعها على المسودين أجمع .
وكذلك المتصرف في الأمر، ذكره الرازي في تفسيره عن القفال عند قوله تعالى: "واعتصموا بالله هو مولاكم " الحج " فقال: قال القفال: هو مولاكم سيدكم والمتصرف فيكم، وذكرهما سعيد الچلبي مفتي الروم، وشهاب الدين أحمد الخفاجي في تعليقيهما على البيضاوي، وعده في الصواعق ص 25 من معانيه الحقيقية، وحذا حذوه كمال الدين الجهرمي في ترجمة الصواعق، ومحمد بن عبد الرسول البرزنجي في النواقض، والشيخ عبد الحق في لمعاته، فلا يمكن في المقام إلا أن يراد به المتصرف الذي قيضه الله سبحانه لأن يتبع فيحدو البشر إلى سنن النجاح فهو أولى من غيره بأنحاء التصرف في الجامعة الانسانية، فليس هو إلا نبي مبعوث أو إمام مفترض الطاعة منصوص به من قبله بأمر إلهي لا يبارحه في أقواله وأفعاله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
وكذلك متولي الأمر الذي عده من معاني المولى أبو العباس المبرد، قال في قوله: إن الله مولى الذين آمنوا: والولي والمولى معناهما سواء، وهو الحقيق بخلقه المتولي لأمورهم (2) وأبو الحسن الواحدي في تفسيره الوسيط، والقرطبي في تفسيره 4 ص 232 في قوله تعالى في آل عمران: بل الله مولاكم .
وابن الأثير في النهاية 4 ص 246، والزبيدي في تاج العروس 10 ص 398، وابن منظور في لسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) عده من معاني المولى جمع كثير من أئمة التفسير والحديث واللغة، لا يستهان بعدتهم .
(2) حكاه عنه الشريف المرتضى في الشافي .


العرب 20 وقالوا: ومنه الحديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل وفي رواية: وليها .
أي متولي أمرها، والبيضاوي في تفسير قوله تعالى: ما كتب لنا هو مولانا (التوبة) في تفسيره 1 ص 505، وفي قوله تعالى: واعتصموا بالله هو مولاكم (الحج) ج 2 ص 114، وفي قوله تعالى: والله مولاكم " التحريم " 2 ص 530، و أبو السعود العمادي في تفسير قوله تعالى: والله مولاكم " التحريم " (هامش تفسير الرازي) ج 8 ص 183، وفي قوله تعالى: هي مولاكم .

والراغب في المفردات، وعن أحمد بن الحسن الزاهد، الدرواجكي في تفسيره: المولى في اللغة من يتولى مصالحك فهو مولاك يلي القيام بأمورك وينصرك على أعدائك، ولهذا سمي ابن العم والمعتق مولى ثم صار إسما لمن لزم الشئ، والزمخشري في " الكشاف " وأبو العباس أحمد بن يوسف الشيباني الكواشي المتوفى سنة 680 في تلخيصه، والنسفي في تفسير قوله تعالى: أنت مولانا، والنيسابوري في " غرائب القرآن " في قوله تعالى: أنت مولانا .
و قوله تعالى: فاعلموا أن الله مولاكم .
وقوله تعالى: هي مولاكم .
وقال القسطلاني في حديث مر في ص 318 عن البخاري ومسلم في قوله صلى الله عليه وآله: أنا مولاه، أي: ولي الميت أتولي عنه أموره، والسيوطي في تفسير الجلالين في قوله تعالى: أنت مولانا .
وقوله: فاعلموا أن الله مولاكم .
وقوله: لن تصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا .
فهذا المعنى لا يبارح أيضا معنى الأولى لا سيما بمعناه الذي يصف به صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله نفسه على تقدير إرادته .
على أن الذي نرتأيه في خصوص المقام بعد الخوض في غمار اللغة، ومجاميع الأدب، وجوامع العربية، إن الحقيقة من معاني المولى ليس إلا الأولى بالشئ، وهو الجامع لهاتيك المعاني جمعاء، ومأخوذ في كل منها بنوع من العناية، ولم يطلق لفظ المولى على شيء منها إلا بمناسبة هذا المعنى .

1 - فالرب سبحانه هو أولى بخلقه من أي قاهر عليهم خلق العالمين كما شائت حكمته ويتصرف بمشيءته .
2 - والعم أولى الناس بكلائة ابن أخيه والحنان عليه وهو القائم مقام والده الذي كان أولى به .
3 - وابن العم أولى بالاتحاد والمعاضدة مع ابن عمه لأنهما غصنا شجرة واحدة .
4 - والابن أولى الناس بالطاعة لأبيه والخضوع له قال الله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .
5 - وابن الأخت أيضا أولى الناس بالخضوع لخاله الذي هو شقيق أمه .
6 - والمعتق بالكسر أولى بالتفضل على من أعتقه من غيره .
7 - والمعتق بالفتح أولى بأن يعرف جميل من أعتقه عليه ويشكره بالخضوع بالطاعة .
8 - والعبد أيضا أولى بالانقياد لمولاه من غيره وهو واجبه الذي نيطت سعادته به .
9 - والمالك أولى بكلائة مماليكه وأمرهم والتصرف فيهم بما دون حد الظلم .
10 - والتابع أولى بمناصرة متبوعه ممن لا يتبعه .
11 - والمنعم عليه أولى بشكر منعمه من غيره .
12 - والشريك أولى برعاية حقوق الشركة وحفظ صاحبه عن الأضرار .
13 - والأمر في الحليف واضح، فهو أولى بالنهوض بحفظ من حالفه ودفع عادية الجور عنه .
14 - وكذلك الصاحب أولى بأن يأدي حقوق الصحبة من غيره .
15 - كما أن الجار أولى بالقيام بحفظ حقوق الجوار كلها من البعداء .
16 - ومثلها النزيل فهو أولى بتقدير من آوى إليهم ولجأ إلى ساحتهم وأمن في جوارهم .
17 - والصهر أولى بأن يرعي حقوق من صاهره فشد بهم أزره، وقوي أمره، وفي الحديث الآباء ثلاثة: أب ولدك . وأب زوجك . وأب علمك .
18 - واعطف عليها القريب الذي هو أولى بأمر القريبين منه والدفاع عنهم و السعي وراء صالحهم .
19 - والمنعم أولى بالفضل على من أنعم عليه، وأن يتبع الحسنة بالحسنة.
20 - والعقيد كالحليف في أولوية المناصرة له مع عاقده، ومثلهما.
21 و 22- المحب والناصر، فإن كلا منهما أولى بالدفاع عمن أحبه أو إلتزم بنصرته.
وقد عرفت الحال في الولي 23 - والسيد 24 - والمتصرف في الأمر 25 - والمتولي له 26 .


إذن فليس للمولى إلا معنى واحد وهو الأولى بالشئ وتختلف هذه الأولوية بحسب الاستعمال في كل من موارده، فالاشتراك معنوي وهو أولى من الاشتراك اللفظي المستدعي لأوضاع كثيرة غير معلومة بنص ثابت والمنفية بالأصل المحكم، وقد سبقنا إلى بعض هذه النظرية شمس الدين ابن البطريق في العمدة ص 56 وهو أحد أعلام الطائفة في القرن السادس، وتطفح بشئ من ذلك كلمات غير واحد من علماء أهل السنة (1) حيث ذكروا المناسبات في جملة من معاني المولى تشبه ما ذكرنا .
ويكشف عن كون المعنى المقصود (الأولى) هو المتبادر من المولى إذا أطلق كما يأتي بيانه عن بعض في الكلمات حول المفاد ما رواه مسلم بإسناده في صحيحه ص 197 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقل العبد لسيده مولاي .
وزاد في حديث أبي معاوية: فإن مولاكم الله . وأخرجه غير واحد من أئمة الحديث في تآليفهم .


يتبع

__________________

ام مهدي غير متصل  

قديم 05-02-04, 01:49 AM   #22

ام مهدي
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية ام مهدي  







مشغولة

يتبع


القرائن المعينة


متصلة ومنفصلة إلى هنا لم يبق للباحث ملتحد عن البخوع لمجئ المولى بمعنى الأولى بالشئ، وإن تنازلنا إلى أنه أحد معاينه وأنه من المشترك اللفظي، فإن للحديث قرائن متصلة وأخرى منفصلة تنفي إرادة غيره .
فإليك البيان:
(القرينة الأولى):مقدمة الحديث وهي قوله صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم . أوما يؤدي مؤداه من ألفاظ متقاربة، ثم فرع على ذلك قوله: فمن كنت مولاه فعلي مولاه . وقد رواها الكثيرون من علماء الفريقين فمن حفاظ أهل السنة وأئمتهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) راجع ما أسلفناه عن الدرواجكي وغيره وما يأتي عن سبط ابن الجوزي وغيره، فتجد هناك كثيرا من نظرائهما في مطاوي كلمات القوم .

1 ـ أحمد بن حنبل 2 - ابن ماجة 3 - النسائي 4 - الشيباني 5 - أبو يعلى 6 - الطبري 7 - الترمذي 8 - الطحاوي 9 - ابن عقدة 10 - العنبري 11 - أبو حاتم 12 - الطبراني 13 - القطيعي 14 - ابن بطة 15 - الدار قطني 16 - الذهبي 17 - الحاكم 18 - الثعلبي 19 - أبو نعيم 20 - ابن السمان 21 - البيهقي 22 - الخطيب 23 - السجستاني 24 - ابن المغازلي 25 - الحسكاني 26 - العاصمي 27 - الخلعي 28 - السمعاني 29 - الخوارزمي 30 - البيضاوي 31 - الملا 32 - ابن عساكر 33 - أبو موسى 34 - أبو الفرج 35 - ابن الأثير 36 - ضياء الدين 37 - قزأوغلي 38 - الكنجي 39 - التفتازاني 40 - محب الدين 41 - الوصابي 42 - الحمويني 43 - الأيجي 44 - ولي الدين 45 - الزرندي 46 - ابن كثير 47 - الشريف 48 - شهاب الدين 49 - الجزري 50 - المقريزي 51 - ابن الصباغ 52 - الهيثمي 53 - الميبدي 54 - ابن حجر 55 - أصيل الدين 56 - السمهودي 57 - كمال الدين 58 - البدخشي 59 - الشيخاني 60 - السيوطي 61 - الحلبي 62 - ابن باكثير 63 - السهارنپوري 64 - ابن حجر المكي .
وقد ألمعنا إلى موارد ذكر المقدمة بتعيين الجزء والصفحات من كتب هؤلاء الأعلام فيما أسلفناه عند بيان طرق الحديث عن الصحابة والتابعين، وهناك جمع آخرون من رواتها لا يستهان بعدتهم لا نطيل بذكرهم المقال، أضف إلى ذلك من رواها من علماء الشيعة الذين لا يحصى عددهم .
فهذه المقدمة من الصحيح الثابت الذي لا محيد عن الاعتراف به كما صرح بذلك غير واحد من الأعلام المذكورين (1) فلو كان صلى الله عليه وآله يريد في كلامه غير المعنى الذي صرح به في المقدمة لعاد لفظه (ونجله عن كل سقطة) محلول العرى، مختزلا بعضه عن بعض، وكان في معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء، وأبلغ من نطق بالضاد، فلا مساغ في الاذعان بارتباط أجزاء كلامه، وهو الحق في كل قول يلفظه عن وحي يوحى، إلا أن نقول باتحاد المعنى في المقدمة وذيها .
ويزيدك وضوحا وبيانا ما في " التذكرة " لسبط ابن الجوزي الحنفي ص 20 فإنه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) راجع رواة الحديث من الصحابة والكلمات حول سند الحديث .


بعد عد معان عشرة للمولى وجعل عاشرها الأولى قال: والمراد من الحديث: الطاعة المخصوصة، فتعين الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به، وقد صرح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن سعيد الثقفي الاصبهاني في كتابه المسمى بمرج البحرين فإنه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه وقال فيه: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال: من كنت وليه وأولى به من نفسه فعلي وليه .
فعلم أن جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر، ودل عليه أيضا قوله عليه السلام: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته . ا ه‍ .
ونص ابن طلحة الشافعي في " مطالب السئول " ص 16 على ذهاب طايفة إلى حمل اللفظ في الحديث على الأولى .
وسيوافيك نظير هذه الجمل في محله إنشاء الله تعالى .
* (القرينة الثانية) *:
ذيل الحديث وهو قوله صلى الله عليه وآله: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه .
في جملة من طرقه بزيادة قوله: وانصر من نصره، واخذل من خذله .
أو ما يؤدي مؤداه، وقد أسلفنا ذكر الجماهير الراوين له فلا موجب إلى التطويل بإعادة ذكرهم، ومر عليك في ذكر الكلمات المأثورة حول سند الحديث ص 266 - 281 بأن تصحيح كثير من العلماء له مصبه الحديث مع ذيله، وفي وسع الباحث أن يقرب كونه قرينة للمدعى بوجوه لا تلتأم إلا مع معنى الأولوية الملازمة للإمامة .
" أحدها ": أنه صلى الله عليه وآله لما صدع بما خول الله سبحانه وصيه من المقام المشامخ بالرياسة العامة على الأمة جمعاء، والإمامة المطلقة من بعده، كان يعلم بطبع الحال أن تمام هذا الأمر بتوفر الجنود والأعوان وطاعة أصحاب الولايات والعمال مع علمه بأن في الملأ من يحسده كما ورد في الكتاب العزيز (1) وفيهم من يحقده، وفي زمر المنافقين من يضمر له العداء لأوتار جاهلية، وستكون من بعده هناة تجلبها النهمة والشره من أرباب المطامع لطلب الولايات والتفضيل في العطاء، ولا يدع الحق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) في قوله: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .
أخرج ابن المغازلي في المناقب، وابن أبي الحديد في سرحه 2 ص 236، والحضرمي الشافعي في الرشفة ص 27: إنها نزلت في علي وما خص به من العلم .

عليا عليه السلام أن يسعفهم بمبتغاهم لعدم الحنكة والجدارة فيهم فيقلبون عليه ظهر المجن، وقد أخبر صلى الله عليه وآله مجمل الحال بقوله: إن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا .
وفي لفظ إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا راجع ص 12، 13 من هذا الكتاب .
فطفق صلى الله عليه وآله يدعو لمن والاه ونصره، وعلى من عاداه وخذله ليتم له أمر الخلافة، وليعلم الناس أن موالاته مجلبة لموالاة الله سبحانه، وأن عداؤه وخذلانه مدعاة لغضب الله وسخطه، فيزدلف إلى الحق وأهله، ومثل هذا الدعاء بلفظ العام لا يكون إلا فيمن هذا شأنه، ولذلك إن أفراد المؤمنين الذين أوجب الله محبة بعضهم لبعض لم يؤثر فيهم هذا القول، فإن منافرة بعضهم لبعض جزؤيات لا يبلغ هذا المبلغ، وإنما يحصل مثله فيما إذا كان المدعو له دعامة الدين، وعلم الاسلام، وإمام الأمة، وبالتثبط عنه يكون فت في عضد الحق وانحلال لعرى الاسلام .
" ثانيها ": إن هذا الدعاء بعمومه الأفرادي بالموصول، والأزماني، والأحوالي بحذف المتعلق تدل على عصمة الإمام عليه السلام لإفادته وجوب موالاته ونصرته .
الانحياز عن العداء له وخذلانه على كل أحد في كل حين وعلى كل حال، وذلك يوجب أن يكون عليه السلام في كل تلك الأحوال على صفة لا تصدر منه معصية، ولا يقول إلا الحق، ولا يعمل إلا به، ولا يكون إلا معه، لأنه لو صدر منه شيء من المعصية لوجب الانكار عليه ونصب العداء له لعمله المنكر والتخذيل عنه، فحيث لم يستثن صلى الله عليه وآله من لفظ العام شيئاً من أطواره وأزمانه علمنا أنه لم يكن عليه السلام في كل تلك المدد والأطوار إلا على الصفة التي ذكرناها، وصاحب هذه الصفة يجب أن يكون إماما لقبح أن يأمه من هو دونه على ما هو المقرر في محله، وإذا كان إماما فهو أولى الناس منهم بأنفسهم .
" ثالثها ": إن الأنسب بهذا الدعاء الذي ذيل صلى الله عليه وآله به كلامه، و لا بد أنه مرتبط بما قبله أن يكون غرضه صلى الله عليه وآله بيان تكليف على الحاضرين من فرض الطاعة ووجوب الموالاة، فيكون في الدعاء ترغيب لهم على الطاعة والخضوع له، وتحذير عن المترد والجموح تجاه أمره، وذلك لا يكون إلا إذا نزلنا المولى بمعنى الأولى، بخلاف ما إذا كان المراد به المحب أو الناصر فإنه حينئذ لم يعلم إلا أن عليا عليه السلام محب من يحبه رسول الله صلى الله عليه وآله أو ينصر من ينصره، فيناسب إذن أن يكون الدعاء له إن قام بالمحبة أو النصرة لا للناس عامة إن نهضوا بموالاته، وعليهم إن تظاهروا بنصب العداء له، إلا أن يكون الغرض بذلك تؤكيد الصلاة الودية بينه وبين الأمة إذا علموا أنه يحب وينصر كل فرد منهم في كل حال وفي كل زمان كما أن النبي صلى الله عليه وآله كذلك فهو يخلفه عليهما، وبذلك يكون لهم منجاة من كل هلكة، ومأوى من كل خوف، وملجأ من كل ضعة، شأن الملوك ورعاياهم، والأمراء والسوقة، فإنهما في النبي صلى الله عليه وآله على هذه الصفة، فلا بد أن يكونا فيمن يحذو حذوه أيضا كذلك وإلا لاختل سياق الكلام، فالمعنى على ما وصفناه بعد المماشات مع القوم متحد مع معنى الإمامة، و مؤد مفاد الأولى .
وللحديث ألفاظ أثبتها حفاظ الحديث متصلة به في مختلف تخريجاتهم لا تلتئم إلا مع المعنى الذي حاولنا من المولى .

* (القرينة الثالثة) *:
قوله صلى الله عليه وآله، يا أيها الناس ؟ بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، قال: ثم مه ؟ قالوا: وأن محمدا عبده ورسوله، قال: فمن وليكم ؟ قالوا: الله ورسوله مولانا .
ثم ضرب بيده إلى عضد علي فأقامه فقال: من يكن الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه . الحديث .
هذا لفظ جرير وقريب منه لفظ أمير المؤمنين عليه السلام ولفظ زين بن أرقم وعامر بن ليلى، وفي لفظ حذيفة بن أسيد بسند صحيح: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ (إلى أن قال): قالوا: بلى نشهد بذلك .
قال: أللهم ؟ اشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه . يعني عليا .
فإن وقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة وسردها عقيب المولوية المطلقة لله سبحانه ولرسوله من بعده لا يمكن إلا أن يراد بها معنى الإمامة الملازمة

* (القرينة الرابعة) *:
قوله صلى الله عليه وآله عقيب لفظ الحديث: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي بن أبي طالب .
وفي لفظ شيخ الاسلام الحمويني: الله أكبر تمام نبوتي، وتمام دين الله بولاية علي بعدي .
(1) فأي معنى تراه يكمل به الدين، ويتم النعمة، ويرضي الرب في عداد الرسالة غير الإمامة التي بها تمام أمرها وكمال نشرها وتوطيد دعايمها ؟ إذن فالناهض بذلك العبء المقدس أولى الناس منهم بأنفسهم .

* (القرينة الخامسة) *:
قوله صلى الله عليه وآله قبل بيان الولاية: كأني دعيت فأجبت . أو: أنه يوشك أن أدعى فأجيب . أو: ألا وإني أوشك أن أفارقكم . أو: يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب . وقد تكرر ذكره عند حفاظ الحديث كما مر (2) .
وهو يعطينا علما بأنه صلى الله عليه وآله كان قد بقي من من تبليغه مهمة يحاذر أن يدركه الأجل قبل الإشادة بها، ولولا الهتاف بها بقي ما بلغه مخدجا، ولم يذكر صلى الله عليه وآله بعد هذا الاهتمام إلا ولاية أمير المؤمنين وولاية عترته الطاهرة الذين يقدمهم هو صلوات الله عليه كما في نقل مسلم، فهل من الجايز أن تكون تلك المهمة المنطبقة على هذه الولاية إلا معنى الإمامة المصرح بها في غير واحد من الصحاح ؟ وهل صاحبها إلا أولى الناس بأنفسهم ؟

* (القرينة السادسة) *:
قوله صلى الله عليه وآله بعد بيان الولاية لعلي عليه السلام: هنئوني هنئوني إن الله تعالى خصني بالنبوة وخص أهل بيتي بالإمامة كما مر .
فصريح العبارة هو الإمامة المخصوصة بأهل بيته الذين سيدهم والمقدم فيهم هو أمير المؤمنين عليه السلام وكان هو المراد في الوقت الحاضر .
ثم نفس التهنئة والبيعة المصافقة والاحتفال بها واتصالها ثلثة أيام كما مرت هذه كلها ص 269 - 283 لا تلائم غير معنى الخلافة والأولوية، ولذلك ترى الشيخين

أبي بكر وعمر لقيا أمير المؤمنين فهنئاه بالولاية .
وفيها بيان لمعنى المولى الذي لهج به صلى الله عليه وآله، فلا يكون المتحلى به إلا أولى الناس منهم بأنفسهم .


* (القرينة السابعة) *:
قوله صلى الله عليه وآله بعد بيان الولاية: فليبلغ الشاهد الغايب .
كما مر ص 33 و 160 و 198 .
أو تحسب أنه صلى الله عليه وآله يؤكد هذا التأكيد في تبليغ الغائبين أمرا علمه كل فرد منهم بالكتاب والسنة من الموالاة والمحبة والنصرة بين أفراد المسلمين مشفوعا بذلك الاهتمام والحرص على بيانه ؟ لا أحسب أن ضئولة الرأي يسف بك إلى هذه الخطة، لكنك ولا شك تقول: إنه صلى الله عليه وآله لم يرد إلا مهمة لم تتح الفرص لتبليغها ولا عرفته الجماهير ممن لم يشهدوا ذلك المجتمع، وما هي إلا مهمة الإمامة التي بها كمال الدين، وتمام النعمة، ورضى الرب، وما فهم الملأ الحضور من لفظه صلى الله عليه وآله إلا تلك، ولم يؤثر له صلى الله عليه وآله لفظ آخر في ذلك المشهد يليق أن يكون أمره بالتبليغ له، وتلك المهمة لا تساوق إلا معنى الأولى من معاني المولى .


* (القرينة الثامنة) *: قوله صلى الله عليه وآله بعد بيان الولاية في لفظ أبي سعيد وجابر المذكور ص 43 و 232 و 233 و 234 و 237: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي بن بعدي .
وفي لفظ وهب المذكور ص 60: إنه وليكم بعدي . وفي لفظ علي الذي أسلفناه ص 165: ولي كل مؤمن بعدي .
وكذلك ما أخرجه الترمذي، وأحمد، والحاكم، والنسائي، وابن أبي شيبة والطبري، وكثيرون آخرون من الحفاظ بطرق صحيحة من قوله صلى الله عليه وآله إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي، وفي آخر: هو وليكم بعدي .
وما أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 ص 86 وآخرون بإسناد صحيح من قوله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي . الحديث .
وما أخرجه أبو نعيم في الحلية 1 ص 86 بإسناد صحيح رجاله ثقات عن حذيفة

وزيد وابن عباس عنه صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها: كوني . فكانت، فليتول علي ابن أبي طالب من بعدي .
فإن هذه التعابير تعطينا خبرا بأن الولاية الثابتة لأمير المؤمنين عليه السلام مرتبة تساوق ما ثبت لصاحب الرسالة مع حفظ التفاوت بين المرتبتين بالأولية والأولوية سواء أريد من لفظ (بعدي) البعدية الزمانية أو البعدية في الرتبة، فلا يمكن أن يراه ؟ إذن من المولى إلا الأولوية على الناس في جميع شؤونهم، إذ في إرادة معنى النصرة والمحبة من المولى بهذا القيد ينقلب الحديث ويعد منقصة دون مفخرة كما لا يخفى .

* (القرينة التاسعة) *: قوله صلى الله عليه وآله بعد إبلاغ الولاية: أللهم أنت شهيد عليهم إني قد بلغت ونصحت .
فالإشهاد على الأمة بالبلاغ والنصح يستدعي أن يكون ما بلغه صلى الله عليه وآله ذلك اليوم أمرا جديدا لم يكن قد بلغه قبل.
مضافا إلى أن بقية معاني المولى العامة بين أفراد المسلمين من الحب والنصرة لا تتصور فيها أي حاجة إلى الإشهاد على الأمة في علي خاصة، إلا أن تكون فيه على الحد الذي بيناه .

* (القرينة العاشرة) *: قوله صلى الله عليه وآله قبل بيان الحديث وقد مر ص 165 و 196: إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني .
ومر في ص 221 بلفظ: أن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني .
وص 166 بلفظ: إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق ومكذبيهم فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني .
ومر ص 51: لما أمر النبي أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به فانطلق النبي صلى الله عليه وآله إلى مكة فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر بجاهلية ومتى أفعل هذا به يقولوا: صنع هذا بابن عمه ثم مضى حتى قضى حجة الوداع . الحديث .
ومر ص 219: إن الله أمر محمدا أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولايته فتخوف النبي صلى الله عليه وآله أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه . الحديث .
ومر ص 217: لما أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقوم بعلي فيقول له ما قال فقال: يا رب إن قومي حديث عهد بجاهلية (كذا في النسخ) ثم مضى بحجه فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم . الحديث .
ومر ص 217: لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ذرعا وقال: قومي حديثو عهد بالجاهلية فنزلت: يا أيها الرسول. الآية .
هذه كلها تنم عن نبأ عظيم كان يخشى في بثه بوادر أهل النفاق وتكذيبهم، فالذي كان يحاذره صلى الله عليه وسلم ويتحقق به القول بأنه حابى ابن عمه يستدعي أن يكون أمرا يخص أمير المؤمنين لا شيئاً يشاركه فيه المسلمون أجمع من النصرة والمحبة وما هو إلا الأولوية بالأمر وما جرى مجراها من المعاني .
11 - جاء في أسانيد متكثرة: التعبير عن موقوف يوم الغدير بلفظ النصب فمر ص 57 عن عمر بن الخطاب: نصب رسول الله عليا علما .
و 165 عن علي عليه السلام أمر الله نبيه - ينصبني للناس .
وفي قوله الآخر في رواية العاصمي كما تأتي: نصبني علما .
ومر ص 199 عن الإمام الحسن السبط: أتعلمون أن رسول الله نصبه يوم غدير خم .
وص 200 عن عبد الله بن جعفر: ونبينا قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم .
وص 208 عن قيس بن سعد: نصبه رسول الله بغدير خم .
وص 219 عن ابن عباس وجابر: أمر الله محمدا أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولايته .
وص 231 عن أبي سعيد الخدري: لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية .
فإن هذا اللفظ يعطينا خبرا بإيجاد مرتبة للإمام عليه السلام في ذلك اليوم لم تكن تعرف له من قبل غير المحبة والنصرة المعلومتين لكل أحد والثابتتين لأي فرد من أفراد المسلمين، على ما ثبت من إطراد استعماله في جعل الحكومات، وتقرير الولايات، فيقال: نصب السلطان زيدا واليا على القارة الفلانية، ولا يقال: نصبه رعية له أو محبا أو ناصرا أو محبوبا أو منصورا به على زنة ما يتساوى به أفراد المجتمع الذين هم تحت سيطرة ذلك السلطان .
مضافا إلى مجيئ هذا اللفظ في غير واحد من الطرق مقرونا بلفظ الولاية أو متلوا بكونه للناس أو للأمة .
وبذلك كله تعرف أن المرتبة المثبتة له هي الحاكمية المطلقة على الأمة جمعاء، وهي معنى الإمامة الملازمة للأولوية المدعاة في معنى المولى، و يستفاد هذا المعنى من لفظ ابن عباس الآخر الذي مر ص 51 و 217: قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم بعلي المقام الذي قام به .
ويصرح بالمعنى المراد ما مر ص 165 من قوله صلى الله عليه وآله: إن الله أمر أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته فقرب بطاعته طاعتي وأمركم بولايته .
وقوله المذكور ص 215: فإن الله قد نصبه لكم وليا وإماما، وفرض طاعته على كل أحد، ماض حكمه، جايز قوله .
12 - ما مر ص 52 و 217 من قول ابن عباس بعد ذكره الحديث: فوجبت والله في رقاب القوم .
في لفظ، وفي أعناق القوم .
في آخر، فهو يعطي ثبوت معنى جديد مستفاد من الحديث غير ما عرفه المسلمون قبل ذلك وثبت لكل فرد منهم، وأكد ذلك باليمين وهو معنى عظيم يلزم الرقاب، ويأخذ بالأعناق لدة الإقرار بالرسالة لم يساو الإمام عليه السلام فيه غيره، وليس هو إلا الخلافة التي امتاز بها من بين المجتمع الاسلامي، ولا يبارحه معنى الأولوية .
13 - ما أخرجه شيخ الاسلام الحمويني في " فرايد السمطين " عن أبي هريرة قال: لما رجع رسول الله عن حجة الوداع نزلت آية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك . الآية .
ولما سمع قوله تعالى: والله يعصمك من الناس اطمئن قلبه (إلى أن قال بعد ذكر الحديث): وهذه آخر فريضة أوجب الله عباده، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت قوله: اليوم أكملت لكم دينكم . الآية .

يعطينا هذا اللفظ خبرا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله صدع في كلمته هذه بفريضة لم يسبقها التبليغ، ولا يجوز أن يكون ذلك معنى المحبة والنصرة لسبق التعريف بهما منذ دهر كتابا وسنة، فلم يبق إلا أن يكون معنى الإمامة الذي أخر أمره حتى تكتسح عنه العراقيل، وتمرن النفوس بالخضوع لكل وحي يوحى، فلا تتمرد عن مثلها من عظيمة تجفل عنها النفوس الجامحة، وهي الملائمة لمعنى الأولى .
14 - تقدم ص 29 و 36 في حديث زيد بن أرقم بطرقه الكثيرة: إن ختنا له سأله عن حديث غدير خم فقال له: أنتم أهل العراق فيكم ما فيكم . فقلت له: ليس عليك مني بأس . فقال: نعم: كنا بالجحفة فخرج رسول الله . الحديث .
ومر ص 24 عن عبد الله ابن العلا أنه قال للزهري لما حدثه بحديث الغدير: لا تحدث بهذا بالشام .

وأسلفناك ص 273 عن سعيد بن المسيب أنه قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتقيك .
قال: سل عما بدا لك فإنما أنا عمك .

فإن الظاهر من هذه كلها أنه كان بين الناس للحديث معنى لا يأتمن معه راويه من أن يصيبه سوء أولدته العداوة للوصي صلوات الله عليه في العراق وفي الشام، و لذلك إن زيدا اتقى ختنه العراقي وهو يعلم ما في العراقيين من النفاق والشقاق يوم ذاك، فلم يبد بسره حتى أمن من بوادره فحدثه بالحديث، وليس من الجايز أن يكون المعنى حينئذ هو ذلك المبتذل بكل مسلم، وإنما هو معنى ينوء بعبأه الإمام عليه السلام بمفرده، فيفضل بذلك على من سواه، وهو معنى الخلافة المتحدة مع الأولوية المرادة .

15 - احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بالحديث يوم الرحبة بعد أن آلت إليه الخلافة ردا على من نازعه فيها كما مر ص 344 وإفحام القوم به لما شهدوا، فأي حجة له في المنازعة بالخلافة في المعنى الذي لا يلازم الأولوية على الناس من الحب والنصرة ؟ .
16 - مر في حديث الركبان ص 187 - 191: أن قوما منهم أبو أيوب الأنصاري سلموا على أمير المؤمنين عليه السلام بقولهم: السلام عليك يا مولانا ؟ فقال عليه السلام كيف أكون مولاكم وأنتم رهط من العرب ؟ فقالوا: إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه .

فأنت جد عليم بأن أمير المؤمنين لم يتعجب أو لم يرد كشف الحقيقة للملأ الحضور لمعنى مبذول هو شرع سواء بين أفراد المسلمين، وهو أن يكون معنى قولهم السلام عليك يا محبنا أو ناصرنا .
لا سيما بعد تعليل ذلك بقوله: وأنتم رهط من العرب .
فما كانت النفوس العربية تستنكف من معنى المحبة والنصرة بين أفراد جامعتها، و إنما كانت تستكبر أن يخص واحد منهم بالمولوية عليهم بالمعنى الذي نحاوله، فلا ترضخ له إلا بقوة قاهرة عامتهم، أو نص إلهي يلزم المسلمين منهم، وما ذلك إلا معنى الأولى المرادف للإمامة والولاية المطلقة التي استحفى عليه السلام خبرها منهم فأجابوه باستنادهم في ذلك إلى حديث الغدير .

17 - قد سلفت في ص 191، إصابة دعوة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أناسا كتموا شهادتهم بحديث الغدير في يومي مناشدة الرحبة والركبان، فأصابهم العمى والبرص، والتعرب بعد الهجرة، أو آفة أخرى، وكانوا من الملأ الحضور في مشهد يوم الغدير .
فهل يجد الباحث مساغا لاحتمال وقوع هاتيك النقم على القوم، وتشديد الإمام عليه السلام بالدعاء عليهم لمحض كتمانهم معنى النصرة والحب العامين بين أفراد المجتمع الديني، فكان من الواجب إذن أن تصيب كثيرا من المسلمين الذين تشاحنوا، وتلاكموا، وقاتلوا، فقموا جذوم تينك الصفتين، وقلعوا جذورهما، فضلا عن كتمان ثبوتهما بينهم، لكن المنقب لا يرى إلا أنهم وسموا بشية العار، وأصابتهم الدعوة بكتمانهم نبئا عظيما يختص به هذا المولى العظيم صلوات الله عليه، وما هو إلا ما أصفقت عليه النصوص، وتراكمت القراين من إمامته وأولويته على الناس منهم بأنفسهم .
ثم إن نفس كتمانهم للشهادة لا تكون لأمر عادي هو شرع سواء بينه وبين غيره، وإنما الواجب أن تكون فيه فضيلة يختص بها، فكأنهم لم يرقهم أن يتبجح الإمام بها فكتموها لكن الدعوة الصالحة فضحتهم بإظهار الحق، وأبقت عليهم مثلبة لايحة على جبهاتهم وجنوبهم وعيونهم ما داموا أحياءا، ثم تضمنتها طيات الكتب فعادت تلوكها الأشداق، وتتناقلها الألسن حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
18 - مر بإسناد صحيح ص 174 و 175 في حديث مناشدة الرحبة من طريق أحمد والنسائي والهيثمي ومحب الدين الطبري: إن أمير المؤمنين عليه السلام لما ناشد القوم بحديث الغدير في الرحبة شهد نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم سمعوه منه قال أبو الطفيل: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً (1) فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا رضي الله عنه يقول: كذا وكذا، قال: فما تنكر ؟ قد سمعت رسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) كذا في لفظ أحمد، وفي لفظ النسائي: وفي نفسي منه شيء .
وفي لفظ محب الدين: وفي نفسي من ريبة شيء .

الله صلى الله عليه وسلم يقول له ذلك .
فما الذي تراه يستكبره أو يستنكره أبو الطفيل من ذلك ؟ أهو صدور الحديث ؟ ولا يكون ذلك لأن الرجل شيعي متفان في حب أمير المؤمنين عليه السلام ومن ثقاته، فلا يشك في حديث رواه مولاه، لا، بل هو معناه الطافح بالعظمة فكان عجبه من نكوس القوم عنه وهم عرب أقحاح يعرفون اللفظ وحقيقته، وهم أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه فاحتمل أنه لم يسمعه جلهم، أو حجزت العراقيل بينهم وبين ذلك، فطمنه زيد بن أرقم بالسماع، فعلم أن الشهوات حالت بينهم وبين البخوع له، وما ذلك المعنى المستعظم إلا الخلافة المساوقة للأولوية دون غيرها من الحب والنصرة، وكل منهما منبسط على أي فرد من أفراد الجامعة الإسلامية .
19 - سبق أيضا ص 239 - 246 حديث إنكار الحارث الفهري معنى قول النبي صلى الله عليه وآله في حديث الغدير، وشرحنا ص 343 تأكد عدم التئامه مع غير الأولى من معاني المولى .
20 - أخرج الحافظ ابن السمان كما في الرياض النضرة 2 ص 170، وذخاير العقبى للمحب الطبري ص 68، ووسيلة المآل للشيخ أحمد بن باكثير المكي، ومناقب الخوارزمي ص 97، والصواعق ص 107 عن الحافظ الدارقطني عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي: إقض بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا ؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا ؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن .
وعنه وقد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني وبينك هذا الجالس، وأشار إلى علي بن أبي طالب فقال الرجل: هذا الأبطن ؟ فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ثم قال: أتدري من صغرت ؟ هذا مولاي ومولى كل مسلم .
وفي الفتوحات الإسلامية 2 ص 307 حكم علي مرة على أعرابي بحكم فلم يرض بحكمه فتلببه عمر بن الخطاب وقال: له ويلك إنه مولاك ومولى كل مؤمن و مؤمنة .
وأخرج الطبراني إنه قيل لعمر: إنك تصنع بعلي - أي من التعظيم - شيئاً

لا تصنع مع أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه مولاي .
وذكره الزرقاني المالكي في شرح المواهب ص 13 عن الدارقطني .
فإن المولوية الثابتة لأمير المؤمنين التي اعترف بها عمر على نفسه وعلى كل مؤمن زنة ما اعترف به يوم غدير خم، وشفع ذلك بنفي الإيمان عمن لا يكون الوصي مولاه، أي لم يعترف له بالمولوية، أو لم يكن هو مولى له أي محبا أو ناصرا، ولكن على حد ينفي عنه الإيمان إن انتفى عنه ذلك الحب والنصرة، لا ترتبط إلا مع ثبوت الخلافة له، فإن الحب والنصرة العاديين المندوب إليهما بين عامة المسلمين لا ينفي بانتفائه الإيمان، ولا يمكن القول بذلك نظرا إلى ما شجر من الخلاف والتباغض بين الصحابة والتابعين حتى آل في بعض الموارد إلى التشاتم، والتلاكم، وإلى المقاتلة، والمناضلة، وكان بعضها بمشهد من النبي صلى الله عليه وآله فلم ينف عنهم الإيمان، ولا غمز القائلون بعدالة الصحابة أجمع في أحد منهم بذلك، فلم يبق إلا أن تكون الولاية التي هذه صفتها معناها الإمامة الملازمة للأولوية المقصودة سواء أوعز عمر بكلمته هذه إلى حديث الغدير كما تومي إليه رواية الحافظ محب الدين الطبري لها في ذيل أحاديث الغدير، أو أنه أرسلها حقيقة راهنة ثابتة عنده من شتى النواحي .
* (تذييل) * عزى ابن الأثير في النهاية 4 ص 246، والحلبي في السيرة 3 ص 304 وبعض آخر إلى القيل وذكروا أن السبب في قوله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه: إن أسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي إنما مولاي رسول الله .
فقال صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه .
إن من روى هذه الرواية المجهولة أراد حطا من عظمة الحديث، وتحطيما لمنعته فصوره بصورة مصغرة لا تعدو عن أن تكون قضية شخصية، وحوارا بين اثنين من أفرد الأمة، أصلحه رسول الله بكلمته هذه، وهو يجهل أو يتجاهل عن أنه تخصمه على تلك المزعمة الأحاديث المتضافرة في سبب الإشادة بذلك الذكر الحكيم من نزول آية التبليغ إلى مقدمات ومقارنات أخرى لا يلتأم شيء منها مع هذه الأكذوبة، ومثلها الآية الكريمة الناصة بكمال الدين، وتمام النعمة، ورضى الرب بذلك الهتاف المبين،

وليست هذه لعظمة من قيمة الاصلاح بين رجلين تلاحيا، لكن ذهب على الرجل أنه لم يزد إلا تأكيدا في المعنى وحجة على الخصم على تقدير الصحة .
فهب أن السبب لذلك البيان الواضح هو ما ذكر لكنا نقول: إن ما أنكره أسامة على أمير المؤمنين عليه السلام من معنى المولى وأثبته لرسول الله خاصه دون أي أحد لا بد أن يكون شيئاً فيه تفضيل لا معنى ينوء به كل أحد حتى أسامة نفسه ولا تفاضل بين المسلمين من ناحيته في الجملة، وذلك المعنى المستنكر المثبت لا يكون إلا الأولوية أو ما يجري مجراها من معاني المولى .
ونقول: إن النبي صلى الله عليه وآله لما علم أن في أمته من لا يلاحي ابن عمه ويناوئه بالقول ويخشى أن يكون له مغبة وخيمة تأول إلى مضادته، ونصب العراقيل أمام سيره الإصلاحي من بعده، عقد ذلك المحتشد العظيم فنوه بموقف وصيه من الدين، وزلفته منه، ومكانته من الجلالة، وإنه ليس لأحد من أفراد الأمة أن يقابله بشئ من القول أو العمل وإنما عليهم الطاعة له، والخضوع لأمره، والرضوخ لمقامه، وأنه يجري فيهم مجراه من بعده، فاكتسح بذلك المعاثر عن خطته، وألحب السنن إلى طاعته، وقطع المعاذير عن محادته بخطبته التي ألقاها، ونحن لم نأل جهدا في إفاضة القول في مفاده .
ويشبه هذا ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 5 ص 347 وآخرون عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال: يا بريدة ؟ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت: بلى يا رسول الله ؟ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه .
فكأن راوي هذه القصة كراوي سابقتها أراد تصغيرا من صورة الأمر فصبها في قالب قضية شخصية، ونحن لا يهمنا ثبوت ذلك بعد ما أثبتنا حديث الغدير بطرقه المربية على التواتر، فإن غاية ما هنالك تكريره صلى الله عليه وآله اللفظ بصورة نوعية تارة وفي صورة شخصية أخرى، لتفهيم بريدة أن ما حسبه جفوة من أمير المؤمنين لا يسوغ له الوقيعة فيه على ما هو شأن الحكام المفوض إليهم أمر الرعية، فإذا جاء الحاكم بحكم فيه الصالح العام ولم يرق ذلك لفرد من السوقة ليس له أن يتنقصه، فإن الصالح العام لا يدحضه النظر الفردي، ومرتبة الولاية حاكمة على المبتغيات الشخصية فأراد صلى الله عليه وآله أن يلزم بريدة حده فلا يتعدى طوره بما أثبته لأمير المؤمنين من الولاية العامة نظير ما ثبت له صلى الله عليه وآله بقوله صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟


والسلام :)

__________________

ام مهدي غير متصل  

قديم 05-02-04, 01:51 AM   #23

منهاج علي
عضو فعال

 
الصورة الرمزية منهاج علي  







مشوشة

السلام على الجميع ورحمة الله تعالى وبركاته


[ALIGN=CENTER]الأحاديث المفسرة لمعنى المولى والولاية [/ALIGN]

وقبل هذه القرائن كلها تفسير رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه معنى لفظه وبعده مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حذو القذة بالقذة .

أخرج القرشي علي بن حميد في - شمس الأخبار - ص 38 نقلا عن (سلوة العارفين) للموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه لما سئل عن معنى قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه .

قال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه .

ومر في صفحة 200 في حديث احتجاج عبد الله بن جعفر على معاوية قوله: يا معاوية ؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر وأنا بين يديه، وعمر بن أبي سلمة، وأسامة بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، و أبو ذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقلنا: بلى يا رسول الله ؟ قال: أليس أزواجي أمهاتكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله ؟ قال: من كنت مولاه فعلي مولاه أولى به من نفسه، وضرب بيده على منكب علي فقال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ؟ أيها الناس أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر (إلى أن قال عبد الله): ونبينا صلى الله عليه وآله قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم، وفي غير موطن، واحتج عليهم به، وأمرهم بطاعته، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل مؤمن من بعده، وأنه كل من كان هو وليه فعلي وليه، و من كان أولى به من نفسه فعلي أولى به، وأنه خليفته فيهم ووصيه .
الحديث .
فيما أخرجه شيخ الاسلام الحمويني في حديث احتجاج أمير - المؤمنين عليه السلام أيام عثمان قوله: ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا بلى يا رسول الله ؟ قال: قم يا علي ؟ فقمت فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه .

فقام سلمان فقال: يا رسول الله ؟ ولاء كماذا ؟ قال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه .

وسبق ص 196 في حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين قوله: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الناس ؟ إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين و أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله .

فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ؟ ولاء كماذا ؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه .

وروى الحافظ العاصمي في " زين الفتى " قال: سئل علي بن أبي طالب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه .

فقال: نصبني علما إذ أنا قمت فمن خالفني فهو ضال .

يريد عليه السلام بالقيام قيامه في ذلك المشهد (يوم الغدير) لما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله ليرفعه فيعرفه وينصبه علما للأمة وقد مر ذلك ص 15 و 23 و 165 و 217 وأشار إليه حسان في ذلك اليوم بقوله:

فقــــال له: قم يا علي ؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

وفي حديث رواه السيد الهمداني في مودة القربى: فقال (رسول الله): معاشر الناس ؟ أليس الله أولى بي من نفسي يأمرني وينهاني مالي على الله أمر ولا نهي ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ؟ قال: من كان الله وأنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم وينهاكم مالكم عليه من أمر ولا نهي، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، و أخذل من خذله، أللهم ؟ أنت شهيد عليهم إني قد بلغت ونصحت .

وقال الإمام الحافظ الواحدي بعد ذكر حديث الغدير: هذه الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي مسؤول عنها يوم القيامة، روى في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسؤولون .

أي عن ولاية علي رضي الله عنه والمعنى: إنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أم أضاعوها وأهملوها ؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة .

وذكره وأخرج حديثه شيخ الاسلام الحمويني في " فراد السمطين " في الباب الرابع عشر، وجمال الدين الزرندي في - نظم درر السمطين -، وابن حجر في " الصواعق " ص 89، والحضرمي في " الرشفة " ص 24 .

وأخرج الحمويني من طريق الحاكم أبي عبد الله ابن البيع عن محمد بن المظفر قال: ثنا عبد الله بن محمد بن غزوان: ثنا علي بن جابر: ثنا محمد بن خالد الحافظ ابن عبد الله: ثنا محمد بن فضيل: ثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني ملك فقال: يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ فقالوا: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب .

وقال: وروي عن علي عليه السلام أنه قال: جعلت الموالاة أصلا من أصول الدين .

وأخرج من طريق الحاكم ابن البيع: ثنا محمد بن علي: ثنا أحمد بن حازم: ثنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحرنوي عن أبيه عن أبي صادق قال: قال علي: أصول الاسلام ثلاثة لا ينفع واحد منها دون صاحبه: الصلاة .

والزكاة . والموالاة .

ومر (ص 382) عن عمر بن الخطاب نفي الإيمان عمن لا يكون أمير المؤمنين مولاه .

وقال الآلوسي في تفسيره 23 ص 74 في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون .

بعد عد الأقوال فيها: وأولى هذه الأقوال أن السؤال عن العقايد والأعمال ورأس ذلك لا إله إلا الله ومن أجله ولاية علي كرم الله تعالى وجهه .

ومن طريق البيهقي عن الحافظ الحاكم النيسابوري بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب .

وأخرجه محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 172 .

ولا يسعنا المجال لذكر ما وقفنا عليه من المصادر الكثيرة المذكور فيها ما ورد في قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون .

وقوله: سل من أرسلنا قبلك من رسلنا
وما أخرجه الحفاظ عن النبي صلى الله عليه وآله من حديث البراءة والجواز .

فلا أحسب أن ضميرك الحر يحكم بملائمة هذه كلها مع معنى أجنبي عن الخلافة و والأولوية على الناس من أنفسهم، ويراه مع ذلك أصلا من أصول الدين .

وينفي الإيمان بانتفائه، ولا يرى صحة عمل عامل إلا به .

وهذه الأولوية المعدودة من أصول الدين والمولوية التي ينفي الإيمان بانتفائها كما مر في كلام عمر ص 382 صرح بها عمر لابن عباس في كلامه الآخر ذكره الراغب في محاضراته 7 ص 213 عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال: أما والله يا بني عبد المطلب ؟ لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر .

فقلت في نفسي لا أقالني الله إن أقلته، فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين ؟ وأنت وصاحبك وثبتما وأفرغتما الأمر منا دون الناس، فقال: إليكم يا بني عبد المطلب ؟ أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب، فتأخرت وتقدم هنيهة، فقال: سر، لا سرت، وقال: أعد علي كلامك .

فقلت: إنما ذكرت شيئاً فرددت عليه جوابه ولو سكت سكتنا .

فقال: إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها، قال: فأردت أن أقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أفتستصغره أنت وصاحبك ؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى ؟ والله ما نقطع أمرا دونه، ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه .

وفي شرح نهج البلاغة 2 ص 20 قال " عمر ": يا بن عباس أما والله إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا خفناه على اثنين - إلى أن قال ابن عباس -: فقلت: وما هما يا أمير المؤمنين ؟ قال: خفناه على حداثة سنه، وحبه بني عبد المطلب، وفي ج 2 ص 115: كرهناه على حداثة السن وحبه بني عبد المطلب .

والشهادة بولاية أمير المؤمنين بالمعنى المقصود هي نور وحكمة مودوعة في قلوب مواليه عليه السلام، ودونها كانت تشد الرحال، ولتعيين حامل عبأها كانت تبعث الرسل، كما ورد فيما أخرجه البيهقي في [ المحاسن والمساوي ] 1 ص 30 في حديث طويل جرى بين ابن عباس ورجل من أهل الشام من حمص ففيه: قال الشامي: يا بن عباس ؟
إن قومي جمعوا لي نفقة وأنا رسولهم إليك وأمينهم ولا يسعك أن تردني بغير حاجتي فإن القوم هالكون في أمر علي ففرج عنهم فراج الله عنك .

فقال ابن عباس: يا أخا أهل الشام ؟ إن مثل علي في هذه الأمة في فضله وعلمه كمثل العبد الصالح الذي لقيه موسى عليه السلام - ثم ذكر حديث أم سلمة وفيه لعلي فضايل جمة - فقال الشامي يا بن عباس ملأت صدري نورا وحكمة، وفرجت عني فرج الله عنك، أشهد أن عليا رضي الله عنه مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

[ALIGN=CENTER]هذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات
لقوم يذكرون
((الأنعام 136))[/ALIGN]


والسلام ختام,,

__________________
قريباًللقضاء الحوائج
"ختمة زيارة عاشوراء"

منهاج علي غير متصل  

قديم 06-02-04, 12:32 AM   #24

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 06-02-04, 12:34 AM   #25

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

الأختان الكريمتان نور علي و غرام جزاكما الله خيراً على ما تفضلتما به.

قد جاء دور الأخت فدك الزهراء والنقطة 12 وهي خلاصة ما نزل من آيات في الغدير.


ذكرى

أن الغاية من الموضوع هي أثراء الفكر, فهناك الكثير من المؤلفات كتبت في قضية الغدير, ولن نكون أفضل ممن كتب من الأعلام في هذا المجال, فستكون تلك المؤلفات مصدرنا الى الكتابة, ولا بأس من النسخ واللصق ولكن قبل ذلك يجب أن نقرأ ونتمعن فيما سنضعه على صفحات المنتدى وهاهنا تكمن الفائدة "القراءة بتمعن"... والسؤال عندما يكون أمر غير مفهوم.

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 06-02-04, 09:27 AM   #26

فدك الزهراء
...(عضو شرف)...  






رايق

آيات الغدير، جزءٌ من مجموع الآيات التي نزلت في علي وأهل البيت عليهم السلام ، وقد ألَّفَ قدماء المفسرين والمحدثين حتى السنيين منهم، كتباً خاصة في الآيات التي أنزلها الله تعالى في أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله ، وفي الأحاديث التي قالها فيها كتابان معروفان مطبوعان..


وأثناء بحثنا لآيات الغدير الثلاث: ( بلغ ما أنزل اليك من ربك ) و ( اليوم أكملت لكم دينكم ) و ( سأل سائل بعذاب واقع )
وجدناها مرتبطةً بخطب النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ارتباطاً وثيقاً، فكان لا بد أن يشمل موضوعنا بحوثاً في هذه الخطب الست! وما فيها من تبليغه صلى الله عليه وآله الأمة وجوب اتباع الثقلين من بعده: القرآن والعترة، وبشارته الأمة في خطبة عرفات بأن الله تعالى حل مشكلة الحكم فيها، واختار لها من بعده اثني عشر إماماً ربانياً..



آية التبليغ:


يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة-67)


التّفسير

اختيار الخليفة مرحلة إنتهاء الرسالة:

1.إنّ لهذه الآية نَفَساً خاصاً يميزها عمّا قبلها وعّما بعدها من آيات، إنّها تتوجه بالخطاب إِلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وحده وتبيّن له واجبة، فهي تبدأ بمخاطبة الرّسول: (يا أيّها الرّسول) وتأمره بكل جلاء ووضوح أن (بلغ ما أُنزل إِليك من ربِّك)

ثمّ لكي يكون التوكيد أشد وأقوى ـ تحذره وتقول: (وإِن لم تفعل فما بلّغت رسالته).

ثمّ تطمئن الآية الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وكأن أمراً يقلقه ـ وتطلب منه أن يهدىء من روعه وأن لا يخشى الناس: فيقول له: (والله يعصمك من النّاس).


1 ـ عبارة «بلِّغْ» كما يقول الراغب في «المفردات» أكثر توكيداً من «أَبْلِغْ».

وفي ختام الآية إِنذار وتهديد بمعاقبة الذين ينكرون هذه الرسالة الخاصّة ويكفرون بها عناداً، فتقول: (إِنّ الله لا يهدي القوم الكافرين).

2.أسلوب هذه الآية، ولحنها الخاص، وتكرر توكيداتها، وكذلك ابتداؤها بمخاطبة الرّسول (يا أيّها الرّسول) التي لم ترد في القرآن الكريم سوى مرّتين، وتهديده بأنّ عدم تبليغ هذه الرسالة الخاصّة إِنّما هو تقصير ـ وهذا لم يرد إِلاّ في هذه الآية وحدَها ـ كل ذلك يدل على أنّ الكلام يدور حول أمر مهم جداً بحيث أن عدم تبليغه يعتبر عدمَ تبليغ للرسالة كلها.

لقد كان لهذا الأمر معارضون أشداء إِلى درجة أنّ الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان قلقاً لخشتيه من أنّ تلك المعارضة قد تثير بعض المشاكل بوجه الإِسلام والمسلمين، ولهذا يطمئنه الله تعالى من هذه الناحية.

3.هنا يتبادر إِلى الذهن السؤال التالي

مع الأخذ بنظر الإِعتبار تأريخ نزول هذه الآية ـ وهو قطعاً في أواخر حياة الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : تُرى ما هذا الموضوع المهم الذي يأمر الله رسولَه ـ مؤكّداً ـ أن يبلّغه للناس؟

هل هو ممّا يخص التوحيد والشرك وتحطيم الأصنام، وهو ما تمّ حله للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وللمسلمين قبل ذلك بسنوات؟

أم هو ممّا يتعلق بالأحكام والقوانين الإِسلامية، مع أنّ أهمها كان قد سبق نزوله حتى ذلك الوقت؟

أم هو الوقوف بوجه أهل الكتاب من اليهود والنصارى، مع أنّنا نعرف أنّ هذا لم يعد مشكلة بعد الإِنتهاء من حوادث بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع وخيبر وفدك ونجران؟

أم كان أمراً من الأُمور التي لها صلة بشأن المنافقين، مع أنّ هؤلاء قد طردوا من المجتمع الإِسلامي بعد فتح مكّة، وامتداد نفوذ المسلمين وسيطرتهم على أرجاء الجزيرة العربية كافة، فتحطمت قوتهم، ولم يبق عندهم إِلاّ ما كانوا يخفونه مقهورين؟

فما هذه المسألة المهمّة ـ يا تُرى ـ التي برزت في الشهور الأخيرة من حياة رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بحيث تنزل هذه الآية وفيها كل ذلك التوكيد؟

ليس ثمّة شك أنّ قلق رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن لخوف على شخصه وحياته، وإِنّما كان لما يحتمله من مخالفات المنافقين وقيامهم بوضع العراقيل في طريق المسلمين.


نزول آية التبليغ:

على الرغم من أنّ الأحكام المتسرعة، والتعصبات المذهبية قد حالت ـ مع الأسف ـ دون وضع الحقائق الخاصّة بهذه الآية في متناول أيدي جميع المسلمين بغير تغطية أو تمويه، إِلاّ أن هناك مختلف الكتب التي كتبها علماء من أهل السنة في التّفسير والحديث والتّأريخ، أوردوا فيها روايات كثيرة تقول جميعها بصراحة.

إِنّ الآية المذكورة قد نزلت في علي(عليه السلام).

هذا الرّوايات ذكرها الكثيرون من الصحابة، منهم «زيد بن أرقم» و«أبو سعيد الخدري» و«ابن عباس» و«جابر بن عبدالله الأنصاري» و«أبو هريرة» و«البراء بن عازب» و«حذيفة» و«عامر بن ليلى بن ضمرة» و«ابن مسعود» وقالوا: إِنّها نزلت في علي(عليه السلام) وبشأن يوم الغدير.

بعض هذه الأحاديث نقل بطريق واحد مثل رواية زيد بن أرقم.

وبعضها نقل بأحد عشر طريقاً، مثل رواية أبي سعيد الخدري ورواية ابن عباس.

وبعضها نقل بثلاثة طرق، مثل رواية البراء بن عازب، أمّا العلماء الذين أوردوا هذه الرّوايات في كتبهم فهم كثيرون، من بينهم:

وهناك روايات كثيرة منها..

1.وابن الصباغ المالكي في «الفصول المهمّة» الصفحة 27.

2.وجلال الدين السيوطي في «الدر المنثور» المجلد 3 الصفحة 298.

3.والقاضي الشوكاني في «فتح القدير» المجلد 3 الصفحة 57.

وجماعة كثيرون غيرهم أشاروا إِلى سبب نزول هذه الآية.



ثمّة موضوع آخر لابدّ من الإِشارة إِليه، هو أنّ الرّوايات التي ذكرناها فيما سبق تتعلق كلها بنزول هذه الآية في علي(عليه السلام)، أي الرّوايات الخاصّة بسبب نزول هذه الآية فقط، أم الرّوايات الواردة عن حادثة غديرخم وخطبة الرّسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) وإِعلانه وصاية علي(عليه السلام) وولايته، فإِنّها أكثر بكثير من تلك، حتى أنّ العلاّمة الأميني(رحمه الله) ينقل في كتابه «الغدير» حديث الغدير عن 110 من صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مع اسنادها، وعن 84 من التابعين، وعن 360 من العلماء والأُدباء المسلمين المعروفين بما لا يدع مجالا للشك في أنّ حديث الغدير واحد من أوثق الأحاديث المتواترة، ولئن شك أحد في تواتر هذه الرّوايات فإِنّه لا يمكنه أن يقبل أي حديث متواتر آخر.

.

آيـة إكمـال الديـن

متى أكمل الله الدين للمسلمين:

إِنّ أهمّ بحث تطرحه هاتان الفقرتان القرآنيتان يتركز في كنهه وحقيقته كلمة «اليوم» الواردة فيهما.

فأيّ يوم يا ترى هو ذلك «اليوم» الذي اجتمعت فيه هذه الأحداث الأربعة
المصيرية، وهي يأس الكفار، وإِكمال الدين، وإِتمام النعمة، وقبول الله لدين الإِسلام ديناً ختامياً لكل البشرية؟

لقد قال المفسّرون الكثير في هذا المجال، وممّا لا شك فيه ولا ريب أن يوماً عظيماً في تاريخ حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كهذا اليوم ـ لا يمكن أن يكون يوماً عادياً كسائر الأيّام، ولو قلنا بأنّه يوم عادي لما بقي مبرر لإِضفاء مثل هذه الأهمية العظيمة عليه كما ورد في الآية.

وقيل أنّ بعضاً من اليهود والنصارى قالوا في شأن هذا اليوم بأنّه لو كان قد ورد في كتبهم مثله لإتّخذوه عيداً لأنفسهم ولاهتموا به اهتماماً عظيماً

ولنبحث الآن في القرائن والدلائل وفي تاريخ نزول هذه الآية وتاريخ حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والروايات المختلفة المستفادة من مصادر إِسلامية عديدة، لنرى أي يوم هو هذا اليوم العظيم؟

ترى هل هو اليوم الذي أنزل فيه الله الأحكام المذكورة في نفس الآية والخاصّة بالحلال والحرام من اللحوم؟

بديهي أنّه ليس ذلك لأنّ نزول هذه الأحكام لا يوجب إِعطاء تلك الأهمية العظيمة، ولا يمكن أن يكون سبباً لإِكمال الدين، لأنّها لم تكن آخر الأحكام التي نزلت على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، والدليل على هذا القول ما نراه من أحكام تلت الأحكام السابقة في نزولها، كما لا يمكن القول بأن الاحكام المذكورة هي السبب في يأس الكفار، بل إنّ ما يثير اليأس لدى الكفار هو إِيجاد دعامة راسخة قوية لمستقبل الإِسلام، وبعبارة أُخرى فإِنّ نزول أحكام الحلال والحرام من اللحوم لا يترك أثراً في نفوس الكفار، فماذا يضيرهم لو كان بعض اللحوم حلالا وبعضها الآخر حراماً؟!

فهل المراد من ذلك «اليوم» هو يوم عرفة من حجّة الوداع، آخر حجّة قام بها

1 ـ في تفسير المنار، ج 6، ص 155.

النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) (كما احتمله بعض المفسّرين)؟

وجواب هذا السؤال هو النفي أيضاً، لأنّ الدلائل المذكورة لا تتطابق مع هذا التّفسير، حيث لم تقع أيّ حادثة مهمّة في مثل ذلك اليوم لتكون سبباً ليأس الكفار ولو كان المراد هو حشود المسلمين الذين شاركوا النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم عرفة، فقد كانت هذه الحشود تحيط بالنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في مكّة قبل هذا اليوم أيضاً، ولو كان المقصود هو نزول الأحكام المذكورة في ذلك اليوم، فلم تكن الأحكام تلك شيئاً مهمّاً مخيفاً بالنسبة للكفار.


ثمّ هل المقصود بذلك «اليوم» هو يوم فتح مكة (كما احتمله البعض)؟ ومن المعلوم أنّ سورة المائدة نزلت بعد فترة طويلة من فتح مكة!

أو أنّ المراد هو يوم نزول آيات سورة البراءة، ولكنها نزلت قبل فترة طويلة من سورة المائدة.

والأعجب من كل ما ذكر هو قول البعض بأن هذا اليوم هو يوم ظهور الإِسلام وبعثة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مع أن هذين الحدثين لا علاقة زمنية بينهما وبين يوم نزول هذه الآية مطلقاً وبينهما فارق زمني بعيد جدّاً.

وهكذا يتّضح لنا أنّ أيّاً من الإِحتمالات الستة المذكورة لا تتلاءم مع محتوى الآية موضوع البحث.

ويبقى لدينا احتمال أخير ذكره جميع مفسّري الشيعة في تفاسيرهم وأيدوه كما دعمته روايات كثيرة، وهذا الإِحتمال يتناسب تماماً مع محتوى الآية حيث يعتبر «يوم عذير خم» أي اليوم الذي نصب النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً أميرالمؤمنين(عليه السلام)بصورة رسمية وعلنية خليفة له، حيث غشى الكفار في هذا اليوم سيل من اليأس، وقد كانوا يتوهمون أن دين الإِسلام سينتهي بوفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وأن الأوضاع ستعود إِلى سابق عهد الجاهلية، لكنّهم حين شاهدوا أنّ النّبي أوصى بالخلافة بعده لرجل كان فريداً بين المسلمين في علمه وتقواه وقوته وعدالته، وهو علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ورأوا النّبي وهو يأخذ البيعة لعلي(عليه السلام) أحاط بهم اليأس من كل جانب، وفقدوا الأمل فيما توقعوه من شر لمستقبل الإِسلام وأدركوا أن هذا الدين باق راسخ.

ففي يوم غدير خم أصبح الدين كاملا، إِذ لو لم يتمّ تعيين خليفة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ولو لم يتمّ تعيين وضع مستقبل الأُمّة الإِسلامية، لم تكن لتكتمل الشريعة بدون ذلك ولم يكن ليكتمل الدين.

نعم في يوم غذير خم أكمل الله وأتمّ نعمته بتعيين علي(عليه السلام)، هذا الشخصية اللائقة الكفؤ، قائداً وزعيماً للأُمة بعد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم).

وفي هذا اليوم ـ أيضاً ـ رضي الله بالإِسلام ديناً، بل خاتماً للأديان، بعد أن اكتملت مشاريع هذا الدين، واجتمعت فيه الجهات الأربع.

وفيما يلي قرائن أُخرى إِضافة إِلى ما ذكر في دعم وتأييد هذا التّفسير:


1.ـ لقد ذكرت تفاسير «الرازي» و«روح المعاني» و«المنار» في تفسير هذه الآية أنّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعش أكثر من واحد وثمانين يوماً بعد نزول هذه الآية، وهذا أمر يثير الإِنتباه في حد ذاته، إِذ حين نرى أنّ وفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في اليوم الثّاني عشر من ربيع الأوّل (بحسب الروايات الواردة في مصادر جمهور السنّة، وحتى في بعض روايات الشيعة، كالتي ذكرها الكليني في كتابه المعروف بالكافي) نستنتج أن نزول الآية كان بالضبط في يوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام، وهو يوم غدير خم


2. ذكرت روايات كثيرة ـ نقلتها مصادر السنّة والشيعة ـ أنّ هذه الآية الكريمة نزلت في يوم غدير خم، وبعد أن أبلغ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين بولاية علي


ـ إنّ هذا الحساب يكون صحيحاً إذا لم ندخل يوم وفاة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم غدير خم في الحساب، وأن يكون في ثلاثة أشهر متتاليات مشهرات عدد أيّام كل منهما (29) يوماً، ونظراً لأن أي حدث تاريخي لم يحصل قبل وبعد يوم غديرخم، فمن المرجح أن يكون المراد باليوم المذكور في الآية هو يوم غدير خم.

ومن هذه الروايات:

1 ـ ما نقله العالم السنّي المشهور «ابن جرير الطبري» في كتاب «الولاية» عن «زيد بن أرقم» الصحابي المعروف، أنّ هذه الآية نزلت في يوم غدير خم بشأن علي بن أبي طالب(عليه السلام).

2 ـ ونقل الحافظ «أبو نعيم الأصفهاني» في كتاب «ما نزل من القرآن بحق علي(عليه السلام)» عن «أبي سعيد الخدري» وهو صحابي معروف ـ أنّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى في «يوم غدير خم» علياً منصب الولاية ... وإِنّ الناس في ذلك اليوم لم يكادوا ليتفرقوا حتى نزلت آية: (اليوم أكملت لكم دينكم...) فقال النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي تلك اللحظة «الله أكبر على إِكمال الدين وإِتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي(عليه السلام) من بعدي» ثمّ قال(صلى الله عليه وآله وسلم): «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».

3 ـ وروى «الخطيب البغدادي» في «تاريخه» عن «أبي هريرة» عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ آية (اليوم أكملت لكم دينكم ...) نزلت عقيب حادثة «غدير خم» والعهد بالولاية لعلي(عليه السلام) وقول عمر بن الخطاب: «بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم»

وجاء في كتاب «الغدير» إِضافة إِلى الروايات الثلاث المذكورة، ثلاث عشرة رواية أُخرى في هذا المجال.

ورود في كتاب «إحقاق الحق» نقلا عن الجزء الثّاني من تفسير «ابن كثير» من الصفحة 14 وعن كتاب «مقتل الخوارزمي» في الصفحة 47 عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّ هذه الآية نزلت في واقعة غديرخم.


وقد وردت في الآية (55) من سورة النور نقطة مهمّة جديرة بالإِنتباه ـ فالآية تقول: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم

ولمّا كان نزول سورة النور قبل نزول سورة المائدة، ونظراً إِلى جملة (رضيت لكم الإِسلام ديناً) الواردة في الآية الأخيرة ـ موضوع البحث ـ والتي نزلت في حق علي بن أبي طالب(عليه السلام)، لذلك كله نستنتج أنّ حكم الإِسلام يتعزز ويترسخ في الأرض إِذا اقترن بالولاية، لأن الإِسلام هو الدين الذي ارتضاه الله ووعد بترسيخ دعائمه وتعزيزه، وبعبارة أوضح أن الإِسلام إِذا أُريد له أن يعم العالم كله يجب عدم فصله عن ولاية أهل البيت(عليهم السلام).

أمّا الأمر الثّاني الذي نستنتجه من ضمن الآية الواردة في سورة النور إِلى الآية التي هي موضوع بحثنا الآن، فهو أن الآية الأُولى قد أعطت للمؤمنين وعودا ثلاثة:

أوّلها: الخلافة على الأرض.

والثّاني: تحقق الأمن والإِستقرار لكي تكون العبادة لله وحده.

والثّالث: استقرار الدين الذي يرضاه الله في الأرض.


ولقد تحققت هذه الوعود الثلاثة في «يوم غدير خم» بنزول آية: (اليوم أكملت لكم دينكم ...) فمثال الإِنسان المؤمن الصالح هو علي(عليه السلام) الذي نصب وصيّاً للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ودلت عبارة (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ...) على أن الأمن قد تحقق بصورة نسبية لدى المؤمنين، كما بيّنت عبارة: (ورضيت لكم الإِسلام ديناً) إِنّ الله قد اختار الدين الذي يرتضيه، وأقرّه بين عباده المسلمين.

وهذا التّفسير لا ينافي الرواية التي تصرح بأنّ آية سورة النور قد نزلت في شأن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وذلك لأنّ عبارة (آمنوا منكم) لها معنى واسع تحقق واحد من مصاديقه في «يوم غدير خم» وسيتحقق على مدى أوسع وأعم في زمن ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف (وعلى أساس هذا التّفسير فإِنّ كلمة الأرض في الآية الأخيرة ليست بمعنى كل الكرة الأرضية، بل لها مفهوم واسع يمكن أن يشمل مساحة من الأرض أو الكرة الأرضية بكاملها).

ويدل على هذا الأمر المواضع التي وردت فيها كلمة «الأرض» في القرآن الكريم، حيث وردت أحياناً لتعني جزءاً من الأرض، وأُخرى لتعني الأرض كلها، (فامعنوا النظر ودققوا في هذا الأمر).

آية: سأل سائـل بعذاب واقـع
سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَاب وَاقِع(1) لِّلْكَفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)مِّنَ اللّهِ ذِى الْمَعَارِجِ(3) سورة المعارج

سبب النّزول


نقل الكثير من المفسّرين وأصحاب الحديث أحاديث عن سبب نزول هذه الآية وحاصلها: أنّه عندما نصّب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً(عليه السلام) في يوم (غدير خم) قال في حقّه: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» ولم ينقضِ مدّة حتى انتشر ذلك في البلاد والمدن، فقدم النعمان بن حارث الفهري على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وقال: أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه، وأمرتنا بالجهاد والحج والصّوم والصّلاة والزكاة فقبلناها، ثمّ لم ترض حتى نصّبت هذا الغلام فقلت من كنت مولاه فعليٌ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند اللّه.

فقال: «واللّه، والذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من اللّه» فولى النعمان بن حارث وهو يقول: اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه اللّه بحجر على رأسه فقتله وأنزل اللّه تعالى (سأل سائل بعذاب واقع)وما ذكرناه هو مضمون ما روي عن أبي القاسم الحسكاني في مجمع البيان بإسناده إلى أبي عبد اللّه الصّادق(عليه السلام)
1 ـ مجمع البيان، ج10، ص352.

هذا المعني مروي عن كثير من المفسّرين من العامّة، فقد نقل رواة الحديث هذا المعنى بشيء من الإختلاف البسيط.

وينقل «العلاّمة الأميني» ذلك في كتابه (الغدير) عن ثلاثين عالماً مشهوراً من أهل السنّة (مع ذكر السند والنّص) ومن ذلك:

تفسير غريب القرآن (للحافظ أبي عبيد الهروي).

كتاب فرائد السمطين (للحمويني).

كتاب درر السمطين (للشّيخ محمّد الزرندي).


وفي كثير من هذه الكتب علم ورد أنّ هذه الآيات قد نزلت بهذا الشأن، وبالطبع هناك اختلاف بشأن الحارث بن النعمان أو جابر بن نذر أو النعمان بن حارث الفهري، ومن الواضح أنّ هذا الأمر لا يؤثر في أصل المطلب.

بالطبع أنّ بعض المفسّرين أو المحدّثين بفضائل الإمام علي(عليه السلام) من أهل السنّة يتقبلون ذلك، ولكن على مضض وعدم ارتياح، وتمسكوا بإشكالات

التّفسير


العذاب العاجل:

من هنا تبدأ سورة المعارج حيث تقول: (سأل سائل بعذاب واقع)، هذا السائل كما قلنا في سبب النزول هو النعمان بن الحارث أو النضر بن الحارث وكان هذا بمجرّد تعيين الإمام علي(عليه السلام) خليفة ووليّاً في (غدير خم) وانتشار هذا الخبر في البلاد، حيث رجع مغتاظاً إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: هل هذا منك أم من عند اللّه؟ فأجابه النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مصرّحاً: «من عند اللّه»، فإزداد غيظة وقال: اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فرماه اللّه بحجارة من السماء فقتله.

هناك تفسير آخر أعم من هذا التّفسير وأعم منه، وهو أنّ سائل سأله لمن هذا العذاب الذي تتحدث عنه؟ فيأتي الجواب في الآية الاُخرى: (للكافرين ليس له دافع).

وحسب تفسير ثالث يكون هذا السائل هو النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والذي دعا على الكافرين بالعذاب فنزل.

ولكن مع أنّ التّفسير الأوّل أكثر ملاءمة للآية فإنّه منطبق تماماً على روايات سبب النزول.

ثمّ يضيف بأنّ هذا العذاب خاص بالكفار ولا يستطيع أحد دفعه عنهم

سننتظر من باقي الأخوة والأخوات التفصيل في الأيات

__________________
لكل أجتماع من خليلين فرقة
وكل الذي دون الممات قليل

وان افتقاد فاطم بعد أحمد
دليل على أن لا يدوم خليل

التعديل الأخير تم بواسطة فدك الزهراء ; 06-02-04 الساعة 09:34 AM.

فدك الزهراء غير متصل  

قديم 07-02-04, 08:36 AM   #27

جمال الروح
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية جمال الروح  







رايق

آية الأمر بالتبليغ


السلام عليكم
اشكر اخي العزيز عاشق الحسين وجميع الأخوة والأخوات المشاركين والمشاركات في هذا الموضوع.

[ALIGN=JUSTIFY]سلف الايعاز منا إلى أن المولى سبحانه شاء أن يبقى حديث الغدير غضا طريا لا يبليه الملوان، ولا يأتي على جدته مر الحقب والأعوام، فأنزل حوله آيات ناصعة البيان، ترتله الأمة صباحا ومساءا، فكأنه سبحانه في كل ترتيلة لأي منها يلفت نظر القارئ، وينكت في قلبه، أو ينقر في أذنه ما يجب عليه أن يدين الله تعالى به في باب خلافته الكبرى، فمن الآيات الكريمة قوله تعالى في سورة المائدة :

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
(المائدة-67) [/ALIGN]
أسباب النزول

[ALIGN=JUSTIFY]نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة حجة الوداع (10هـ) لما بلغ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم غدير خم فأتاه جبرئيل بها على خمس ساعات مضت من النهار، فقال: يا محمد ؟ إن الله يقرءك السلام ويقول لك: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " في علي " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته - الآية - وكان أوائل القوم - وهم مائة ألف أو يزيدون - قريبا من الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، وأن يقيم عليا عليه السلام علما للناس ويبلغهم ما أنزل الله فيه، وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]وما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الإمامية، غير أنا نحتج في المقام بأحاديث أهل السنة في ذلك .[/ALIGN]
فإليك البيان :-

[ALIGN=JUSTIFY]1 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 (المترجم ص 100) أخرج بإسناده في - كتاب الولاية في طرق حديث الغدير - عن زيد بن أرقم قال لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحى وحر شديد أمر بالدوحات فقمت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال: إن الله تعالى أنزل إلي: بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، وقد أمرني جبرئيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود: إن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام بعدي، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي وشدة إقبالي عليه حتى سموني أذنا، فقال تعالى: ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم .

ولو شئت أن أسميهم وأدل عليهم لفعلت ولكني بسترهم قد تكرمت، فلم يرض الله إلا بتبليغي فيه فاعلموا .

معاشر الناس ؟ ذلك: فإن الله قد نصبه لكم وليا وإماما، وفرض طاعته على كل أحد، ماض حكمه، جائز قوله، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، إسمعوا وأطيعوا، فإن الله مولاكم وعلي إمامكم، ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلا ما أحله الله ورسوله، ولا حرام إلا ما حرم الله ورسوله وهم، فما من علم إلا وقد أحصاه الله في ونقلته إليه فلا تضلوا عنه ولا تستنكفوا منه، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك أن يعذبه عذابا نكرا أبد الآبدين، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق، ملعون من خالفه، قولي عن جبرئيل عن الله، فلتنظر نفس ما قدمت لغد .

إفهموا محكم القرآن ولا تتبعوا متشابهه، ولن يفسر ذلك لكم إلا من أنا آخذ بيده وشائل بعضده ومعلمكم: إن من كنت مولاه فهذا فعلي مولاه، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي .

ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا و وقد أوضحت، لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره .

ثم رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبي صلى الله عليه وسلم وقال: معاشر الناس ؟ هذا أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى: تفسير كتاب ربي .[/ALIGN]

وفي رواية: -
[ALIGN=JUSTIFY]أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره، وأغضب على من جحد حقه، أللهم ؟ إنك أنزلت عند تبيين ذلك في علي اليوم أكملت لكم دينكم .

بإمامته فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إن إبليس أخرج آدم "عليه السلام" من الجنة مع كونه صفوة الله بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، في علي نزلت سورة والعصر إن الانسان لفي خسر (1) .

معاشر الناس ؟ آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارهم أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت.

النور من الله في ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي.

معاشر الناس ؟ سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، وإن الله وأنا بريئان منهم إنهم وأنصارهم و أتباعهم في الدرك الأسفل من النار، وسيجعلونها ملكا اغتصابا فعندها يفرغ لكم أيها الثقلان ؟ ويرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران . الحديث . " ضياء العالمين " .

2 - الحافظ ابن أبي حاتم أبو محمد الحنظلي الرازي المتوفى 327 " المترجم ص 101 " أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أن الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (2).

3 - الحافظ أبو عبد الله المحاملي المتوفى 330 " المترجم ص 102 " أخرج في أماليه بإسناده عن ابن عباس حديثا مر ص 51 وفيه: حتى إذا كان [رسول الله] بغدير خم أنزل الله عز وجل: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . الآية . فقام مناد فنادى الصلوة جامعة . الحديث .

4 - الحافظ أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفى 407 / 11 " المترجم ص 108 " روى في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالإسناد عن ابن عباس: أن الآية نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .

5 - الحافظ ابن مردويه المولود 323 والمتوفى 416 " المترجم ص 108 " أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]وبإسناد آخر
عن ابن مسعود أنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - إن عليا مولى المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس(3).

وروى بإسناده
عن ابن عباس قال: لما أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله أن يقوم بعلي فيقول له ما قال فقال: يا رب إن قومي حديث عهد بجاهلية ثم مضى بحجه فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . الآية .

فأخذ بعضد على ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس ؟ ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ؟ قال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه .قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]وقال حسان بن ثابت :

يناديهم يــــوم الغـــــدير نبـــيهم * بخم وأسمع بالــــرسول مناديــا

يقول: فمن مولاكم ووليــــــكم * فقالوا ولم يـــبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنــــت وليــــنـا * ولم تر منا فـــــي الولاية عاصيا

فقــــال له: قم يا علي ؟ فإنني * رضيتك من بعـــدي إماما وهاديا[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]وروى عن زيد بن علي أنه قال: لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبي صلى الله عليه وآله بذلك ذرعا وقال: قومي حديثو عهد بالجاهلية فنزلت الآية . (كشف الغمة 94).

6 - أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفى 427 / 37 (المترجم 109) روى في تفسيره " الكشف والبيان " عن أبي جعفر محمد بن علي (الإمام الباقر) إن معناها: بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي .

[ALIGN=CENTER]فلما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي فقال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه "
[/ALIGN]

وقال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القايني، نا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي، نا أبو بكر محمد بن الحسن السبيعي، نا علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص، نا حسين بن حكم، نا حسن بن حسين، عن حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . الآية .

قال: نزلت في علي، أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي فقال، من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (4) .

7 - الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 (المترجم ص 109) روى في تأليفه ما نزل من القرآن في علي: عن أبي بكر بن خلاد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن علي بن عابس عن أبي الحجاف والأعمش عن عطية قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي يوم غدير خم (الخصايص 29) .

8 - أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى 468 (المترجم 111) روى في " أسباب النزول " ص 150 عن أبي سعيد محمد بن علي الصفار عن الحسن بن أحمد المخلدي عن محمد بن حمدون بن خالد عن محمد بن إبراهيم الحلواني عن الحسن بن حماد سجادة عن علي بن عابس عن الأعمش وأبي الحجاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

9 - الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفى 477 (المترجم 112) في كتاب الولاية بإسناده من عدة طرق عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ بولاية علي فأنزل الله عز وجل: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . الآية .

فلما كان يوم غدير خم قام فحمد الله وأثنى عليه وقال صلى الله عليه وسلم: ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، وأعز من أعزه، وأعن عن أعانه (الطرائف) .

10 - الحافظ الحاكم الحسكاني أبو القاسم (المترجم 112) روى في " شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل " بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر الأنصاري قالا: أمر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولاية فتخوف النبي أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . الآية .

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بولايته يوم غدير خم [ مجمع البيان 2 ص 223 ] .

11 - الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الشافعي المتوفى 571 [ المترجم 116 ] أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (5).

12 - أبو الفتح النطنزي (المترجم ص 115) أخرج في الخصايص العلوية بإسناده عن الإمامين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق " صلوات الله عليهم " قالا: نزلت هذه الآية يوم غدير خم [ ضياء العالمين ].

13 - أبو عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى 606 [ المترجم 118 ] قال في تفسيره الكبير 3 ص 636: العاشر(6): نزلت الآية في فضل علي ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه . فلقيه عمر رضي الله عنه فقال . هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصحبت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وهو قول ابن عباس، والبراء بن عازب، ومحمد ابن علي .

14 - أبو سالم النصيبي الشافعي المتوفى 652، تأتي ترجمته في شعراء القرن السابع قال في مطالب السئول ص 16: نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .

15 - الحافظ عز الدين الرسعني (7) الموصلي الحنبلي المولود 589 والمتوفى 661 " المترجم 121 " روى في تفسيره [ مر الثناء عليه عن الذهبي ] عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية أخذ النبي بيد على فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (8).

16 - شيخ الاسلام أبو إسحاق الحمويني المتوفى 722 " المترجم ص 123 " أخرج في فرايد السمطين عن مشايخه الثلاث: السيد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني، والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، وبدر الدين محمد بن محمد ابن أسعد البخاري بإسنادهم عن أبي هريرة: أن الآية نزلت في علي .

17 - السيد علي الهمداني المتوفى 786 " المترجم ص 127 " قال في مودة القربى: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة و أخذ بيد على وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى، يا رسول الله ؟ فقال: ألا ؟ من أنا مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه .

فلقيه عمر
فقال: هنيئا لك يا علي بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

وفيه نزلت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . الآية .

18 - بدر الدين ابن العيني الحنفي المولود 762 والمتوفى 855 " المترجم ص 131 " ذكر في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 8 ص 584 في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل .

عن الحافظ الواحدي ما مر عنه من حديث حسن بن حماد سجادة سندا ومتنا، ثم حكى عن مقاتل والزمخشري بعض الوجوه الأخرى المذكورة في سبب نزول الآية فقال: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين: معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه . فلما نزلت هذه الآية أخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه .

19 - نور الدين ابن الصباغ المالكي المكي المتوفى 855 " المترجم ص 131 " ذكر في " الفصول المهمة " ص 27 ما رواه الواحدي في أسباب النزول من حديث أبي سعيد .

20 - نظام الدين القمي النيسابوري قال في تفسيره الساير الداير ج 6 ص 170 عن أبي سعيد الخدري: أنها نزلت في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه . فلقيه عمر وقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي .
ثم ذكر أقوالا آخر في سبب نزولها .

21 - كمال الدين الميبذي المتوفى بعد 908 " المذكور ص 133 " قال في شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام ص 415: روى الثعلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قال في غدير خم بعد ما نزل عليه قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . ولا يخفى على أهل التوفيق أن قوله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم يلائم حديث الغدير . والله أعلم .

22 - جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفى 911 " المترجم ص 133 " قال في الدر المنثور 2 ص 298: أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزل: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك .

وأخرج عبد بن حميد و ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لما نزلت: بلغ ما أنزل إليك من ربك قال: يا رب ؟ إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس ؟ فنزلت و إن لم تفعل فما بلغت رسالته .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - إن عليا مولى المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس .

23 - السيد عبد الوهاب البخاري المولود 869 والمتوفى 932 (المترجم 134) في تفسيره عند قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى . قال: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال في قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك . أي بلغ من فضايل علي . نزلت في غدير خم فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه .

فقال عمر رضي الله عنه: بخ بخ يا علي ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة: رواه أبو نعيم وذكره أيضا الثعالبي في كتابه .

24 - السيد جمال الدين الشيرازي المتوفى 1000 كما مر ص 137، روى في أربعينه نزول الآية في غدير خم عن ابن عباس بلفظ مر في ص 52 .

25 - محمد محبوب العالم (المذكور ص 140) حكى في تفسيره الشهير به (تفسير شاهي): ما مر عن تفسير نظام الدين النيسابوري .

26 - ميرزا محمد البدخشاني [ المذكور ص 143 ] قال في " مفتاح النجا ": الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كثيرة جدا لا أستطيع استيعابها فأوردت في هذا الكتاب لبها ولبابها - إلى أن قال -: وأخرج " ابن مردويه " عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله .

وذكر إلى آخر
ما مر عن ابن مردويه ص 216 ثم روى من طريقه عن أبي سعيد الخدري وفي آخره فنزلت: اليوم أكملت لكم دينكم، وروى ما أخرجه الحافظ الرسعني بلفظه المذكور ص 221 .

27 - القاضي الشوكاني المتوفى 1250 " المترجم ص 146 " في تفسيره " فتح القدير " ج 3 ص 57 قال: أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك .

على رسول الله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - إن عليا مولى المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس .

28 - السيد شهاب الدين الآلوسي الشافعي البغدادي المتوفى 1270 (المترجم ص 147) قال في روح المعاني 2 ص 348: زعمت الشيعة (9) إن المراد من الآية بما أنزل الله إليك خلافة علي كرم الله وجهه، فقد رووا بأسانيدهم عن أبي جعفر وأبي عبد الله رضي الله عنهما: إن الله تعالى أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستخلف عليا كرم الله تعالى وجهه فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له عليه السلام بما أمره بأدائه، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في علي كرم الله وجهه حيث أمر سبحانه أن يخبر الناس بولايته فتخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية فقام بولايته يوم غدير خم وأخذ بيده فقال عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه .

وأخرج الجلال السيوطي في الدر المنثور عن ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر راوين عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - إن عليا ولي المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته .

29- الشيخ سليمان القندوزي الحنفي المتوفى 1293 [ المترجم ص 147 ] قال في ينابيع المودة ص 120: أخرج الثعلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وعن محمد الباقر رضي الله عنهما قالا: نزلت هذه الآية في علي أيضا الحمويني في فرايد السمطين أخرجه عن أبي هريرة، أيضا المالكي أخرج في " الفصول المهمة " عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في علي في غدير خم . هكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي .

30- الشيخ محمد عبدة المصري المتوفى 1323 [ المترجم ص 148 ] قال في تفسير المنار 6 ص 463: روى ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري: أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .[/ALIGN]

__________________
نسالكم الدعاء و براءة الذمة
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعنه الدائمه على أعدائهم الى يوم الدين

التعديل الأخير تم بواسطة جمال الروح ; 07-02-04 الساعة 08:46 AM.

جمال الروح غير متصل  

قديم 07-02-04, 06:09 PM   #28

خادم بقية الله
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى


[ALIGN=JUSTIFY]السلام عليكم
أخوتي / أخواتي الأعضاء
بوركت جهودكم الميمونة في إثبات واقعة الغدير الأغر ...
نكمل المشوار ...
آية إكمال الدين
قال تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " (3) سورة المائدة
فعن زرارة عن أبي جعفر الباقر " ع " قال : آخر فريضة أنزلها الله الولاية " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " فلم ينزل من الفرائض شيئا بعدها حتى قبض الله رسوله " ص " ...
هذه الآية المباركة جائت متممة لفضائل الأمير علي " ع " التي سبقتها ، أمثال آية الولاية " إنما و ليكم الله ... " و آية المباهلة ، و كذلك آية المودة و آية الهداية " و لكل قوم هاد " و غيرها من الآيات الدالة على أفضلية أمير المؤمنين علي " ع " عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال : سمعت أبا عبدالله الصادق يقول : لما نزل رسول الله " ص " عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل و قال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك قل لأمتك " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بولاية علي بن أبي طالب وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا و لست أنزل عليكم بعد هذا ، قد أنزلت عليكم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و هي الخامسة ، و لست أقبل هذه الأربعة إلا بها ...
و عن أبن أذينة قال سمعت زرارة عن أبي جعفر : أن الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الأخرى ، فكانت الولاية آخر الفرئض فأنزل الله " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " فقال أبو جعفر : يقول الله لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة ...
و عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله " ع " قال : تمام النعمة دخول الجنة ...
بعد ذكر بعض من الروايات الدالة في شأن نزول آية إكمال الدين في الإمام علي " ع " نأتي الآن إلى ذكر الواقعة من طريق الخاصة و العامة :
أولاً : من طريق الخاصة - الشيعة - عن فرات بن إبراهيم الكوفي قال حدثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني قال حدثنا عبد الله بن علي بن المتكول الفلسطيني عن بشر بن غياث عن سليمان بن عمرو العامري عن عطاء بن سعيد عن ابن عباس - رض - قال بينما النبي و علي بن أبي طالب - ع - بمكة أيام الموسم إذ ألتفت النبي لعلي و قال : هنيأ لك و طوبى لك يا أبا الحسن إن الله قد أنزل عليّ آية محكمة غير متشابهو ذكري و إياك فيها سواءا فقال " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " بيوم عرفات - عرفة و يوم جمعة ، هذا جبرئيل يخبرني عن الله ، أن الله تبارك و تعالى يبعثك - أنت - و شيعتك ركبانا غير رجالة - رجال - على نجائب - النجائب - فرحلها النور - نور - فتناخ عن قبورهم فيقال لهم اركبوا يا أولياء الله ، فيركبون صفا معتدلا أنت إمامهم إلى الجنة ، حتى إذا صاروا إى الفحص ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة فتذري في وجوههم المسك الأذفر ، فينادون لهم بصوت نحن العلويون فيقال لهم : إن كنتم العلويون فأنتم الآمنون " لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ " الذين " لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ...
و أما كيفية إخبار النبي " ص " للقوم بإكمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب فقد مر في المشاركات السابقة " للأخوة / الأخوات الأعضاء في قصة الغدير " فلا داعي لتكرارها ، و إن ما ذكرناه هو نزول الآية على النبي " ص "
و لا يخفى أن هناك من علماء الشيعة الإمامية من يقول بأن نزول آية إكمال الدين ، كان في يوم الغدير ، بعد التبليغ بولاية الإمام أمير المؤمنين علي " ع " و سواءا هذا القول أو غيره فالآية نزلت في أمير المؤمنين بلا شك و لا ريب .
أما نزول الآية من طرق العامة - أهل السنة و الجماعة - :
ما حكاه عن أبي نعيم الأصفهاني ، في كتابه ( ما نزل من القرآن في علي ) من أنه روى بسنده عن أبي سعيد الخدري : أن النبي دعا الناس إلى علي في غدير خم ، أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم ، و ذلك يوم الخميس ، فدعا عليا فأخذ بضبعيه - بيديه - فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله " ص " ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " ...
فقال رسول الله " ص " الله أ:بر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي ، و بالولاية لعلي " ع " من بعدي ، ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و أخذل من خذله ، فقال حسان - الشاعر - أئذن لي يا رسول الله " ص " أن أقول في علي أبياتا تسمعهن ، فقال - أي النبي - : قل على بركة الله .
فقام حسان فقال : يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ، ثم أنشأة أبياته المعروفة الآنفة الذكر " ...
أخوتي / أخواتي " حفظكم الله و رعاكم ...
بعدما تبين لنا سبب نزول آية إكمال الدين و إتمام النعمة ، يأتي المقرضون - و الذين يلقبون بالنواصب - لينفوا نزولها في علي " ع " ، و يعترضوا بإشكالاتهم عليها ، فيقول أحدهم :
1- إن الآيتين «بلغ ما أنزل إليك من ربك » و آية «اليوم أكلت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي » أولا آية «بلغ ما أنزل إليك من ربك» رقمها 67 في سورة المائدة و آية «اليوم اكملت لكم دينكم» رقمها ثلاث , و كما نسمع في الروايات أن آية البلاغ نزلت قبل آية الإكمال , لكن في القرآن نجدها بعد آية الإكمال , كيف ذلك ؟
فنجيب عليه بالقول : إن القرآن الكريم رتبت آياته من قبل رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" بأمر الوحي عن الله تعالى ، ولا علاقة لذلك بترتيب السابق واللاحق في النزول ، وهذا ما يسمى بالنظم ، أي نظم آيات السورة بحسب أغراض ومصالح معينة تظهر أسبابها عندنا وقد تخفى أسباب بعضها كذلك .
واعلم إن آية "بلّغ ما أنزل إليك" إذا أخذنا ترتيب الآيات ـ وهو ما نسميه بسياق الآيات ـ بنظر الاعتبار فإن سياق الآيات لا تساعد على قولنا أنها نزلت في علي "عليه السلام" ، بل إن الآيات التي قبلها والتي بعدها تتحدث عن أهل الكتاب ، فالآية التي قبلها " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم ... إلى آخر الآية ، ووردت الآية التي بعد آية بلّغ ما أنزل إليك هي قوله تعالى : (قل يا أهل الكتاب لستم على شيءٍ...) إلى آخر الآية مع أن اليهود والنصارى في ذلك العهد النبوي لم يكن لهم شأنٌ وخطر ، فهم ليس بأهل قوةٍ ولا شوكةٍ ولا سطوة حتى يخشى رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" منهم إن هو بلّغ الإسلام ، فإن الإسلام عند نزول الآية قد أعزه الله تعالى بقوته وتمكنت سطوته فلا معنى لخوف النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" من النصارى في تبليغ الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك فإن الآية تشير إلى تبليغ أعظم وأمر أخطر لم يألفه المسلمون وسيرتاب منه المنافقون ، ويتزعزع لعظم خطره أهل الجاه والدنيا ، وهذا الأمر هو تبليغ ولاية علي "عليه السلام" الذي لا يطيقه المنافقون والذين في قلوبهم مرض ، فإنهم سيحاولون إلى التصدي لجهوده "صلى الله عليه وآله وسلّم" لذا أخبره تعالى إن الله سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم ، مع أن الروايات من قبل الفريقين تؤكد أن آية بلّغ ما أنزل إليك قد نزلت في تبليغ ولاية علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، مما يعني أن ترتيب الآيات وسياقها لا علاقة له بمعنى الآية وسبب نزولها ، لذا فلا عليك أن ترى تقدّم آية " اليوم أكملت لكم دينكم " على آية " يا أيّها الرسول بّلغ ما أنزل إليك " فإن روايات السنة والشيعة كلها متفقة على نزولهما في تبليغ ولاية علي "عليه السلام" .
ثم يأتي مرة أخرى ليقول : هل الروايات القائلة بنزول الآيتين في شأن الإمام علي (ع) متواترة ، و بالأخص آآية التبليغ ؟ .
فنجيب : أمّا الروايات التي تقول بنزول الآيتين في علي "عليه السلام" فهي متواترة عندنا وعند أهل السنة ، وفي ذلك روى حديث ابن سلاّم في صحيح النسائي في تفسير قوله تعالى : (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك ... .) وفي كتاب المتفق أخرج الخطيب كذلك هذه الروايات . راجع المتفق الحديث 5991 . وفي كنز العمال الحديث 6137 ج 6 ص 405 وراجع ذلك في تفسير الثعلبي عند تفسيره هذه الآية إلى غير ذلك من المصادر . وهي تؤكد تواتر روايات النزول في تبليغ ولاية علي "عليه السلام" .
هنا يأتي آخر ليقول : إنكم معشر الروافض - الشيعة - تقولون بتواتر نزول آية إكمال الدين في علي " كرم اله وجهه " بينوا ذلك ؟ .
نقول : نعم إن أعمدة كتبكم و مصادركم أثبتت ذلك ، و إليك بعض منها :
1- تأريخ الكامل 2 ص 134.
2- إمتاع المقريزي ص 548 .
3- وتاريخ ابن كثير 6 ص 332 وعده مشهورا .
4- والسيرة الحلبية 3 ص 382.
5- الدر المنثور 2 ص 259 .
6- الاتقان ج 1 ص 31 " ط سنة 1360 " .
7- الولاية للسجستاني .
8- المترجم ص 112للحافظ الحاكم الحسكاني . و غيرهم من المصادر ...
و سأضع بين عينيك الكريمتين هذه العبارة " الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463، روى في تاريخه 8 ص 290 عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
فهل بقي شك في نزولها في علي بن أبي طالب . و لا مجال لأن يقول القائل أن الحديث ضعيف أو موضوع لأن رواة الحديث كلهم ثقات هذا من جهة ، من جهة أخرى تواتره يغني عن السؤال في سند الحديث ، فلا مجال للمكابر و المعاند أن يشكل على الحديث - أعني به حديث آية إكمال الدين بولاية علي " ع " - ...
[ALIGN=CENTER][TABLE="width:70%;"][CELL="filter: glow(color=green,strength=5);"][ALIGN=center] كلا إنه تذكرة
فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله
((سورة المدثر))[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE][/ALIGN]
و السلام . [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][TABLE="width:70%;"][CELL="filter: glow(color=royalblue,strength=5);"][ALIGN=center]خادمكم :
خادم بقية الله الأعظم " عج " . [/ALIGN]
[/CELL][/TABLE][/ALIGN]

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة خادم بقية الله ; 08-02-04 الساعة 10:22 PM.

خادم بقية الله غير متصل  

قديم 08-02-04, 01:28 AM   #29

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى


أتمنى أن تنهي الأخت فدك الزهراء النقطة الموكلة أليها وهي الحديث حول آية سأل سائل بعذاب واقع لكي يتسنى للأخ جمال الروح أن يضع أعمال ليلة ويوم الغدير لأن ليلة غداً ستكون ليلة الغدير.

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 08-02-04, 04:37 AM   #30

السائل
موقوف  







رايق

[ALIGN=CENTER]أحلى البشائر
وأطيب وأعطر وأرَقّ التحيات
وأحَرّ التهاني
لمولانا العظيم العزيز صاحب العصر والزمان
عجَّلَ الله فرجه الشريف
ولمراجع الدين العظام حفظهم الله تعالى
ولكلِّ محب لآل محمد عليهم الصلاة والسلام

بمناسبة تتويج مولانا وحبيبنا وشفيعنا وعِلَّة إيجادنا
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعلى ابن عمه وآلهما أفضل الصلاة والسلام
*****
جاء في الحديث الشريف عن رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)أنه قال كما ينقل جابر بن عبدالله الأنصاري وحذيفة
((عليٌّ خير البشر فمن أبى فقد كفر))[/ALIGN]

السائل غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 02:19 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited