عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-12, 06:13 AM   #2

الزهراء عشقي
...(عضو شرف)...

 
الصورة الرمزية الزهراء عشقي  







فرحانة

رد: ذكرى وفاة الأمام الصادق عليه السلام




اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

ذكرى استشهاد صادق آل محمد 25 شوال






الحكّام المعاصرون

عاصر الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه حكومتين، فشهد نهاية الحكومة الأُمويّة وتلاشيها، وبداية الحكومة العبّاسيّة واستحكام سيطرتها. وكان حكّام زمانه هم:

أ ـ من بني أُميّة:

1. عبدالملك بن مروان ( 65 ـ 86 هجريّة )
2. الوليد بن عبدالملك ( 86 ـ 96 هجريّة )
3. سليمان بن عبدالملك ( 96 ـ 99 هجريّة )
4. عمر بن عبدالعزيز ( 99 ـ 101 هجريّة )
5. يزيد بن عبدالملك ( 101 ـ 105 هجريّة )
6. هشام بن عبدالملك ( 105 ـ 125 هجريّة )

وهو الذي دسّ السمّ للإمام الباقر عليه السّلام.. قيل: بواسطة إبراهيم بن الوليد. فكان أن بدأت إمامة الصادق عليه السّلام في بقية مُلك هشام

7. الوليد بن يزيد بن عبدالملك ( 125 ـ 126 هجريّة )
8. يزيد بن الوليد بن عبدالملك، الملقّب بـ « الناقص » ( 126 ـ 126 هجريّة )
9. إبراهيم بن الوليد
10. وأخيراً: مروان بن محمد، الملقّب بـ « مروان الحمار » (126 ـ 132 هجريّة)

وهؤلاء العشرة كلّهم من آل مروان بن الحكم، نهجوا على نهج أبيهم في معاداة أهل البيت النبويّ حبساً وقتلاً وتشريداً

ثمّ صارت المسوّدة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة 132 هجريّة، فتسلّق العبّاسيون قصر الإمارة والحكم

ب ـ من بني العبّاس:

1. عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب، الملقَّب بـ « أبي العباس السفّاح » ( 132 ـ 136 هجريّة )
2. ثمّ ملك أخو السفّاح: عبدالله أبو جعفر المنصور الدَّوانيقيّ (136 ـ 158 هجريّة)
وقد جمع هذا إلى حقده على أئمّة أهل البيت عليهم السّلام كثرة الشك والريبة على حكمه من الآخرين، إضافةً إلى ولعه بالدماء، لا سيّما الدماء العلَويّة

أهم الوقائع والأحداث

عاش الإمام الصادق صلوات الله عليه مرحلة عصيبة من حياة الأُمّة الإسلاميّة، عكست آثارها عليه وعلى أهل بيته والعلويّين، وعلى أصحابه وخاصّته المخلصين الموالين له ولآل الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وكان من أهمّ الوقائع التي مرّت عليه:

شهادة والده الإمام محمّد الباقر سلام الله عليه سنة 114 هجريّة، فتحمّل ـ بعد فاجعته تلك ـ أعباء الإمامة ومسؤولياتها العظمى

شهد الإمام الصادق عليه السّلام ثوراتٍ ونهضات علويّةً عديدةً هنا وهناك، وكان من أهمّها نهضة عمّه الشهيد زيد بن عليّ عليهما السّلام سنة 121 هجريّة، وثورات آل الإمام الحسن عليه السّلام في عصر حكم المنصور

عاصر الإمام الصادق عليه السّلام مرحلة الصراع الأُمويّ ـ العبّاسيّ، التي انتهت لصالح بني العبّاس واستلامهم السلطة. وقد استثمر سلام الله عليه تلك الظروف التي شُغل بها المتكالبون على الحكم.. فاهتمّ بتوعية المسلمين ونشر معارف الدين وشرائع الإسلام، ووسع أبعاد المدرسة العلميّة لأبيه الإمام الباقر عليه السّلام

وكان من جهاده العلميّ أن ظهرت له مساهمات مباركة، منها: اتخاذه الجامع النبويّ الشريف معهداً بثّ فيه العلوم الإسلاميّة. وقد وفدت عليه وفود المتعلمين من أرجاء البلاد، قال الأُستاذ سيّد الأهل: وأرسَلَت الكوفة والبصرة وواسط والحجاز إلى جعفر بن محمّد أفلاذَ أكبادها، ومِن كلّ قبيلة، ورحل إليه جمهور الأحرار وأبناء المَوالي من أعيان هذه الأُمّة من العرب وفارس

وقد استطاع الإمام عليه أفضل الصلاة والسّلام أن يُحصّن الأُمة يومها من تيّارات الأفكار الغريبة والهجينة، وأن يُفنّد دعوات التضليل والتشكيك، ويُفشِل الفرق التحريفيّة التي ظهرت في عصره

بعد أن تمكّن العبّاسيّون باسم الدعوة المُدّعاة لأهل البيت النبويّ من إحكام السيطرة على الأوضاع السياسيّة والاجتماعية.. بدأوا تحرّكهم ضد أولاد رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ خشيةً منهم على أنفسهم وسلطانهم. فشدّدوا رقابتهم، وأعملوا ضغوطاتهم، وأخذوا يمارسون سياسة التهديد والتنكيل والإيذاء

وكان من جملة الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة العباسية استدعاء الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه من مدينة جدّة المصطفى صلّى الله عليه وآله إلى بغداد؛ لقطع دروسه التي كان يلقيها على آلالاف من طلبته ورواته ووفّاده، ولفرض الرقابة الكاملة على داره التي أمست له كالسجن، لكونها محلاًّ لإقامته الجبريّة، ولقطع الصلة بينه وبين مُريديه وأصحابه والموالين له ولآل النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم

وبدأ أبو العبّاس السفّاح باستدعائه حَسماً للوساوس التي هيمنت على مخيلته وقلبه من أن القاعدة الشعبيّة للإمام ستتّسع، وبذلك ستكون مهدّدة للنظام الجديد. ثمّ أشخصه المنصور العبّاسيّ إلى العراق مرّات متعدّدة، وفي كلّ مرّة يتّهمه ويتهدّده ويذكر له أخبار الوشاة والمغرضين من أنّ الإمام الصادق عليه السّلام يعدّ العدّة للنهوض بثورة في وجه العبّاسيّين.. هذا، إضافةً إلى ما كان يصدر من المنصور من أساليب توهينيّة وأخلاق سيّئة في محادثته وتعامله مع الإمام الصادق عليه السّلام

وقد همّ المنصور بقتله مرّات، إلاّ أنّ الله تعالى صرفه، حتّى بلغ القضاء الإلهيّ مبلغه





شهادته

قال السيّد عليّ بن طاووس: إنّ مِن العجَب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد.. في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه بعد تكرار الآيات الباهرات، حتّى يكرّر [ المنصور ] إحضارَه للقتل سَبعَ دفعات [ أو تسع مرّات ]... تارةً يأمر رزّام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام وهو سلام الله عليه في الحِيرة، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر، حيث قال قيس بن ربيع: حدثني أبي الربيعُ قال: دعاني المنصور يوماً قال: أما ترى ذلك الذي يبلغني عن هذا الحُسَينيّ ؟! قلت: ومَن هو يا سيّدي ؟! قال: جعفر بن محمّد، واللهِ لأستأصِلَنّ شَأفَتَه. ثمّ دعا بقائدٍ من قُوّاده فقال: انطَلِقْ إلى المدينة في ألف رجلٍ فاهجمْ على جعفر بن محمّد وخُذ رأسَه ورأسَ ابنهِ موسى في مَسيرِك

وتارة يأمر بإحراق بيته، وقد فعلوا. ثمّ لم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة حتّى شَرِك في دمه وقَتلَه مسموماً بالعنب. فاستُشهد سلام الله عليه يوم الاثنين في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 هجريّة ، وله من العمر 68 سنة ـ أو 65 سنة ـ متأثّراً بذلك السم الحادّ الذي دسّه إليه أبوجعفر المنصور الدوانيقي على يد عامله على المدينة محمّد بن سليمان


مدفنه

قال المسعوديّ: ودُفن عليه السّلام بالبقيع مع أبيه [ الباقر عليه السّلام ] وجدِّه [ السجاد عليّ بن الحسين عليهما السّلام ]، وقيل أنّه سُمّ. وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رُخامة مكتوب عليها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مُبيدِ الأُمم، ومُحيي الرِّمم، هذا قبرُ فاطمة بنتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله سيّدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد رضي الله عنهم

وربّما المقصود بـ ( فاطمة ) في الخبر هذا هي فاطمة بنت أسد رضوان الله تعالى عليها أُمّ أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام

وقد رُوي عن عيسى بن داب قال: لمّا حُمِل أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السّلام على سريره ( أي: تابوته ) وأُخرج إلى البقيع ليُدفن، قال أبو هريرة الأبّار العِجليّ:

أقـولُ وقـد راحوا بـه يَحمِلونَهُ على كاهِلٍ مـن حـامِليهِ وعاتق
أتَدرونَ ماذا تَحمِلونَ إلـى الثَّرى ثَبيراً ثَوى مِن رأسِ علَياءَ شاهِق
غداة حثا الحاثون فوقَ ضـريحه تُراباً.. وأولى كان فوق المَفارِقِ

ثبير: اسم جبل. المفارق: جمع لمفرق الرأس

وكان للإمام الصادق عليه السّلام قبر إلى جانب قبور آبائه وأجداده عليهم السّلام في البقيع عليه قبة وله مزار يُزار، حتّى الثامن من شوّل سنة 1344 هجريّة، إذ هُدّمت ظُلماً، لمحو آثار بيت الوحي والرسالة، وطمس ذكر آل النبيّ الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام

وصيّته

روى أبو أيّوب الخُوزيّ قال: بَعثَ إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل، فدخلتُ عليه وهو جالس على كرسيّ وبين يدَيه شمعة وفي يده كتاب، فلمّا سلّمتُ عليه رَمَى الكتابَ وقال: هذا كتاب محمّد بن سليمان يُخبرنا أن جعفر بن محمّد قد مات... ثمّ قال لي: اكتُبْ. فكتبت صدر الكتاب، ثمّ قال: اكتُب: إن كان قد أوصى إلى رجلٍ بعينه فقدِّمْه واضرب عنقه ( أي ضرب عنق المُوصى إليه )

قال أبو أيّوب:

فرجَعَ الجواب إليه أنّه قد أوصى إلى خمسة، أحدهم أبو جعفر المنصور نفسه، ومحمّد بن سليمان، وعبدالله وموسى ابنَي جعفر، وحميدة. فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل!















__________________
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي

الزهراء عشقي غير متصل