الزهراء عشقي ...(عضو شرف)...
الشيخ الفضلي يتناول الدرس اللغوي في النجف الأشرف والتعريف برجالاته
الكتاب: الدرس اللغوي في النجف الأشرف بين القرنين الخامس والخامس عشر الهجريين تأليف: الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي نشر: مركز الغدير للدراسات والنشر ـ بيروت الطبعة: الثانية 1433ه - 2012م الصفحات: 227 صفحة من القطع الوسط بذل نبينا الكريم محمد (ص) ما استطاع من قوّة لنشر الدعوة الإسلامية في ربوع شبه الجزيرة العربية. وقد تمكّن من إقامة الدولة الإسلامية على ربوع هذه الجزيرة. وبعد رحيله إلى الرفيق الأعلى، انتشر الإسلام خارج هذه الجزيرة، في العراق والشام ومصر وفارس وغيرها. وقد ساهم المسلمون في تحديث تلكم البلدان التي دخلت في الإسلام حديثًا، فظهرت العديد من المراكز المدنية الإسلامية، اشتهر بعضها بالجانب الفني، وبعضها الآخر بالعلمي. وكان من تلكم المدن العلمية التي لا يزال حضورها بازغًا إلى اليوم الحاضر: مدينة النجف التي شرّفها الله بمرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فيها. فقد أنشأ فيها الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ره) (ت 460ه) مدرسته العلمية، ومنذ ذلكم التاريخ وهي تواصل العطاء العلمي والفكري، وبخاصّة فيما يرتبط بالعلوم الشرعية وفق المذهب الإمامي. وإلى جانب العلوم الشرعية، عُرفت النجف بالدرس اللغوي فيها، وذلك بسبب ارتباطه بالدرس الفقهي. وهو الجانب الذي يندر أن يتركّز البحث حوله والالتفات إليه. وقد خصّص الشيخ الدكتور الفضلي كتابه هذا لإلقاء الضوء على هذا الجانب المغيب عن الدراسات اللغوية الحديثة، مبتدئًا بربطه بالدرس اللغوي البغدادي عبر الشيخ الطوسي (القرن الخامس الهجري)، وانتهاءً بالعصر الحاضر (القرن الخامس عشر الهجري)، ومرورًا بما بينهما من عصور وعهود. وقد توقّف كثيرًا لدراسة المنهج اللغوي عند صاحب شرح الكافية في النحو والشافية في الصرف رضي الدين الاستراباذي (ت 686ه) الذي أثبت انتماءه للمذهب الإمامي وأنه أحد أعلام فقهاء المذهب النجفيين، خلافًا لما تذهب إليه بعض مصادر التراجم الأخرى. وقد حوى الكتاب ترجمةً لأكثر من مئتيّ لغوي من لغويي النجف الأشرف خلال ألف عام، قسّمهم المؤلّف حسب القرون الهجرية. وفي القرون التي تلي القرن العاشر الهجري، رتّب المؤلّف أسماء اللغويين فيها ألفبائيًّا لتسهيل الرجوع إليهم.