عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-03, 12:31 AM   #1

starnoor2000
عضو فعال

 
الصورة الرمزية starnoor2000  






رايق

زينب اخت الحسين عليهما السلام


زينب اخت الحسين عليهما السلام

كامل البنا


[ALIGN=JUSTIFY] هي زينب بنت فاطمة الزهراء ، بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وأبوها علي بن أبي طالب بن عبد المطلب رضى الله عنه ... ولدت في رجب سنة تسع من الهجرة الشريفة ، وكانت ثانية الإناث ، فقد سبقها مولد الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم رضى الله عنهم أجمعين ... وقد تزوجت وهي حدثه صغيرة بابن عمها عبد الله الجواد بن جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار وولدت له أربعة ذكور هم : علي ، وعون الأكبر ، وعباس ، ومحمد ، بنتاً واحدة هي أم كلثوم . وكانت فصيحة أريبة ، عاقلة أديبة ، ذرية اللسان ، حاضرة البديهة ، لها قوة جنان ، ما فوجئت بأمر إلا ردت عليه .. ولقد كان أهوها الحسين رضي الله عنه يحبها هباً شديداً ، ولا يفارقها في سفر ولا في إقامة ، وكان يستشيرها دائماً في جميع أمورة ، ويحترم رأيها ومشورتها ، ولقد صاحبته في خروه من مكة إلى العراق ، وظلت مرافقته حتى استشهد في واقعة كربلاء المشئومة ، وهناك أخذت مع ابن أخيها علي بن الحسين المعروف بزين العابدين ، وأختها التي كانت تصغرها فاطمة ، وزوجات الحسين وبناته ، إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة ، ثم إلى يزيد بن معاوية في دمشق ، وكان لها مع كل واحد منهما مواقف ومحاورات تدل على علو كعبها ، وقوة حجتها ومنطقا ن وإليها وحدها يرجع الفضل في نجاة علي زين العابدين من ابن زياد الذي كاد يقتله ...
فقد روى المؤرخون الثقات أن عمر بن سعد ارتحل إلى الكوفة بعد قتل الحسين وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان ، وعلي بن الحسين مريض ، فاجتازوا بهم على الحسين وأصحابه صرعى ، فصاح النساء ، ولطمن خدودهن ، وصاحت زينب أخته يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء ! هذا الحسين بالعراء ، مزمل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا ! . فأبكت كل عدو وصديق .. فلما أدخلوهم على ابن زياد ، لبست زينب أرذل ثيابها ، وتنكرت وحف بها إماؤها . فقال عبيد الله : من هذه الجالسة ؟ فلم تكلمه ، فقال ذلك ثلاثا وهي لا تكلمه ، فقال بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة . فقال لها ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم .. فقالت : الحمد الله الذي أكرمنا بمحمد ، وطهرنا تطهيرا ، لا كما تقول ، وإنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر . فقال : فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك ؟ قالت : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتختصمون عنده . فغضب ابن زياد وقال : قد شفى الله غيظي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك . فبكت وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرزت أهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت . فقال لها : هذه شجاعة ، لعمري لقد كان أبوك شجاعاً . فقالت : ما للمرأة والشجاعة ؟ . ولما نظر ابن زياد إلى علي بن الحسين قال ما اسمك ؟ فأجابه ، قال ابن زياد : أو لم يقتل علي بن الحسين ؟ فسكت ، فقال مالك لا تتكلم ؟ قال : كان لي أخ يقال له أيضاً علي فقتله الناس . فقال إن الله قتله . فسكت علي ، فقال : مالك لا تتكلم ؟ فقال : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله . قال ابن زياد : وأنت والله منهم . ثم قال لرجل : ويحك انظر هل هذا أدرك ؟ أني لأحسبه رجلاً . فقال له : نعم قال : اقتله . فتعلقت به زينب فقال يا بن زياد حسبك منا ، أما رويت من دمائنا ، وهل أبقيت منا أحداً !! . أسألك بالله إن كنت مؤمناً إن قتله لما قتلتني معه.
ويروي عن علي بن الحسين أنه قال : إني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها ، وعمتي زينب عندي تمرضني ، إذا اعتزل أبي بأصحابه في خباء له وهو يقول :

يا دهر أف لك من خليـل * كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديــل
وإنما الأمر إلى الجليـل * وكل حي ســالك السبيل


فأعادها مرتين أو ثلاثاً حتى فهمتها فعرفت ما أراد ، فخنقتني ما أراد ، فخنقتني عبرتي ، فأما عمتي فإنها سمعت ما سمعت ، وهي امرأة ، وفي النساء الرقة والجزع ، فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها : وإنها لحاسرة حتى أنتهت إليه فقالت : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة ، اليوم ماتت فاطمة أمي ، وعلى أبي ، وحسن أخي ! يا خليفة الماضي وثمال الباقي !.
وعندما وصلت زينب إلى يزيد في دمشق مع رأس الحسين ، أدخل النساء عليه والرأس بين يديه ، فجعل يزيد يتطاول ليسترها عنهم ، فلما رأينها صحن ، فصاح نساء يزيد ، وولولت بنات معاوية ، فقال فاطمة بنت الحسين : أبنات الرسول سبايا يا يزيد ! ثم قال رجل من أهل الشام : هب لي هذه يا أميرة المؤمنين ، مشيراً إلى فاطمة بنت علي فأخذت بثياب أختها زينب التي كانت تكبرها . فقالت زينب : ولؤمت ما كان هذا لك ولا له . فغضب يزيد ، فقال : كذبت والله ، إن ذلك لي ، لو شئت أن أفعله لفعلته . فقالت : كلا والله ، ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا ، وتدين بغير ديننا . فغضب يزيد واستطار ، ثم قال : إياي تستقبلين بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك . قالت زينب : بدين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك . قال : كذبت يا عدوة الله ، قالت : أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك . فاستحيا يزيد وسكت.
بهذه الحجة القوية ، والبديهة الحاضرة السريعة ، اشتهرت زينب رضى الله عنها ، وترتب على محاجتها لابن زياد ويزيد ، أن خلى بين أسرة الحسين وبين الأسر ، وأمر فعادوا إلى المدينة معززين مكرمين ..
فلقد عادت زينب إلى زوجها وأولادها ، الذين تركتهم في المدينة المنورة ، وظلت بها إلى سنة خمس وستين . وفي رجب من تلك السنة انتقلت إلى الرفيق الأعلى ، ودفنت بالبقيع على الرأي المشهور ، وعمرها ست وخمسون سنة.
ومن ذريتها نشأ معظم أهل البيت الذي توطنوا مصر ، وغيرها من البلاد الإسلامية ...
ولقد عثرنا عند مطالعتنا على بعض الآراء القائلة إن السيدة زينب أخت الحسين رضي الله عنهما قد حضرت إلى مصر في أواخر أيامها وتوطنت فيها ، ولما حضرتها الوفاة دفنت بقناطر السباع ، وهو المكان المعروف الآن باسم السيدة زينب . وإن الشيخ الشعراني وغيره من الأقطاب يقطعون بهذا الرأي . ولكن الروايات المتواترة التي أثبتها المؤرخون الثقات ، وعلماء اللغة الباحثون ، تؤكد أن زينب ابنة علي وفاطمة الزهراء ، لم تحضر إلى مصر ، ولم تبارح الأراضي المقدسة منذ أرسلها يزيد إليها بعد مقتل أخيها الحسين ، وأن المقام الموجود في مصر ، ولم تبارح لأراضي المقدسة منذ أرسلها يزيد إليها بعد مقتل أخيها الحسين ، وأن المقام الموجود في مصر هو للسيدة زينب ابنة الحسين رضي الله عنها لا شقيقته ، وأن الاس قد اختلط عليهم لا تفاق الاسمين ، فلم يستطيعوا أن يتحققوا أيتهما صاحبة المزار في مصر ، وبخاصة إذا علم أن مولد زينب أخت الحسين كان في رجب كما أسلفنا ، وهو الموعد السنوي الذي يقام فيه المولد الزينبي في مصر.
فمن اختلط عليه الأمر من المؤرخين فله عذره الواضح المبين ، ولم نر فيما عثرنا عليه من الأقوال من يشكك في وجود زينب بنت الحسين بمصر ، وإنما الرأي مجمع على أنها جاءت إلى مصر مع زوجها في عقد الدولة العباسية ، ودفنت بها ، وأن مقامها هو المشهور حتى اليوم باسمها ، وإلى جواره ضريح الشيخ العتريس شقيق ابراهيم الدسوقي ، رضي الله عنهم أجمعين ...
على أننا إذا تجازونا عن الناحية التاريخية وما ذهب كل مؤرخ إليه ، مستنداً إلى أدلته ورواياته ، رأينا أنه يستوي أن تكون صاحبة مزار مصر هي أخت الحسين أو بنته ، فكلتاهما من سلالة طيبة مباركة ، فالعمة وابنة أخيها ينحدران من أصل طهره الله من رجس الشيطان ، وحلت بركته في كل مكان ، فليلتمسها كل راغب ، فإن في ميدانها لمتسعا للجميع « إنما يريد الله ليذهب عنهك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ». [/ALIGN]

نور

__________________
اللهم بحق محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلاءفرج عنا و عن كل مؤمن و مؤمنه كل فاقة و بلاء و ارحمنا و من نحب أجمعين و صلى الله على محمد و آله الميامين..

starnoor2000 غير متصل