عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-02, 05:55 AM   #2

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

بسمه تعالى

تتمة الخطبة

يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان فإن قولك يحيي قلوبنا ويزيد في إيماننا . فقال : حبا وكرامة ، ثم نهض ( عليه السلام ) قائما وخطب خطبة بليغة تشوق إلى الجنة ونعيمها وتحذر من النار وجحيمها ، ثم قال ( عليه السلام ) : أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : تجتمع في امتي مائة خصلة لم تجتمع في غيرها فقامت العلماء والفضلاء يقبلون بواطن قدميه وقالوا : يا أمير المؤمنين نقسم عليك بابن عمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل والجاهل قال : ثم إنه حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فصلى عليه وقال : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي وبما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالأمر من ذرية ولد الحسين وإلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونوا على حقيقة من البيان فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال ( عليه السلام ) : إذا وقع الموت في الفقهاء وضيعت امة محمد المصطفى الصلاة واتبعوا الشهوات وقلت الأمانات وكثرت الخيانات وشربوا القهوات واستشعروا شتم الآباء والامهات ورفعت الصلاة من المساجد بالخصومات وجعلوها مجالس الطعامات وأكثروا من السيئات وقللوا من الحسنات وعوصرت السماوات فحينئذ تكون السنة كالشهر والشهر كالاسبوع والاسبوع كاليوم واليوم كالساعة ويكون المطر قيظا والولد غيضا ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة وضمائر ردية من رآهم أعجبوه ومن عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأنجس من الكلب وأروغ من الثعلب وأطمع من الأشعب وألزق من الجرب لا يتناهون عن منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك وإن أمنتهم خانوك وإن وليت عنهم اغتابوك وإن كان لك مال حسدوك وإن بخلت عنهم بغضوك وإن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت ، يستحلون الزنا والخمر والمقالات والطرب والغناء ، والفقير بينهم ذليل حقير والمؤمن ضعيف صغير والعالم عندهم وضيع والفاسق عندهم مكرم والظالم عندهم معظم والضعيف عندهم هالك والقوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ، الغنى عندهم دولة والأمانة مغنمة والزكاة مغرمة ويطيع الرجل زوجته ويعصي والديه ويجفوهما ويسعى في هلاك أخيه وترفع أصوات الفجار ويحبون الفساد والغناء والزنا ويتعاملون بالسحت والربا ويعار على العلماء ويكثر ما بينهم سفك الدماء ، وقضاتهم يقبلون الرشوة وتتزوج الإمرأة بالإمرأة وتزف كما تزف العروس إلى زوجها وتظهر دولة الصبيان في كل مكان ويستحل الفتيان المغاني وشرب الخمر وتكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وتركب السروج الفروج ، فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء ، وتحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزهة والأوساط للتجارة والفقراء للمسألة وتبطل الأحكام وتحبط الإسلام وتظهر دولة الأشرار ويحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته والصايغ في صياغته وصاحب كل صنعة في صناعته فتقل المكاسب وتضيق المطالب وتختلف المذاهب ويكثر الفساد ويقل الرشاد فعندها تسود الضمائر ويحكم عليهم سلطان جائر وكلامهم أمر من الصبر وقلوبهم أنتن من الجيفة ، فإذا كان كذلك ماتت العلماء وفسدت القلوب وكثرت الذنوب وتهجر المصاحف وتخرب المساجد وتطول الآمال وتقل الأعمال وتبنى الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظايم النازلات فعندها لو صلى أحدهم يومه وليلته فلا يكتب له منها شئ ولا تقبل صلاته لأن نيته وهو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس وكيف يحتال على المسلمين ويطلبون الرياسة للتفاخر والمظالم وتضيق على مساجدهم الأماكن ويحكم فيهم المتالف ويجور بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضا عداوة وبغضا ويفتخرون بشرب الخمور ويضربون في المساجد العيدان والزمر فلا ينكر عليهم أحد ، وأولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر ويرعى القوم سفهاؤهم ويملك المال من لا يملكه ولا كان له بأهل لكع من أولاد اللكوع وتضع الرؤساء رؤوسا لمن لا يستحقها ويضيق الذرع ويفسد الزرع وتفشو البدع وتظهر الفتن ، كلامهم فحش وعملهم وحش وفعلهم خبث وهم ظلمة غشمة وكبراؤهم بخلة عدمة وفقهاؤهم يفتون بما يشتهون وقضاتهم بما لا يعلمون يحكمون وأكثرهم بالزور يشهدون ، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا ، ومن علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع ، والفقير مهجور ومبغوض والغني محبوب ومخصوص ، ويكون الصالح فيها مدلول الشوارب ، يكبرون قدر كل نمام كاذب وينكس الله منهم الرؤوس ويعمي منهم القلوب التي في الصدور أكلهم سمان الطيور والطياهيج ولبسهم الخز

........................................يتبع

الصراط المستقيم غير متصل