عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-02, 09:47 AM   #1

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

مصحف فاطمة عليها السلام بين الحقيقة والأوهام


بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله

لقد قرأة هذه الدراسة التي قام بها أحد الاجلاء وحيث اني أجد فيها عظيم فائدة لذا انقلها لكم لتعم الفائدة ..والجدير بالذكر أنني قمت بأجراء بعض التعديلات حتى تناسب هذا المنتدى لذا اشير الى ذلك للأمانة ........
أن من جملة التراث العلمي الذي كان يتوارثه أئمة أهل البيت عليهم السلام (( مصحف فاطمة )) الذي دوّن فيه علم ما يكون ، مما سمعته الزهراء عليها السلام من حديث الملائكة بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم كما سنرى من خلال النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة ، وقد كانوا عليهم السلام يحدثون أصحابهم أحيانا عن تلك العلوم المدوّنة عندهم في هذا الكتاب ويبيّنون حقيقته .

نعم لقد أثار مصحف فاطمة حفيظة العديد من الكّتاب ، واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت عليهم السلام تارة باستغلال اسمه – باعتبار أنه يطلق عليه ( مصحف ) – وجعله باباً لأنهامهم بأنّهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدّفتين والمتداول بين المسلمين قاطبة فيوقعون الناس في وهم بأن مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة ، وتارةً أخرى بأن الإعتقاد بمصحف فاطمة يعني الإعتقاد بنزول الوحي بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويرتّبون على ذلك نتائج عديدة ، منها : أنّ الشيعة يعتقدون بنبوّة فاطمة وعلي عليهما السلام .

وفي هذا الباب نتعرّض للبحث عن حقيقة مصحف فاطمة عليها السلام ونعالج الشبهات التي تثار حوله ، والضّجة المفتعلة التي يطلقها هؤلاء الكتاب الذين ينقصهم الإطلاع الكافي والدّقة العلمية – إن أحسنت الظنّ بهم – أو تنقصهم الأمانة والإنصاف .

المصحف في اللغة :

المصحف – مثلثة الميم ، من أصحف بالضّم – أي جعلت فيه الصحف وسمي مصحفاً لأنه أصحف أي جعل جامعاً
للصحف المكتوبة بين الدّفتين .

وبناءً عليه ، فالمصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الكريم . ويشهد لذلك ما رووه في وجه تسمية المصحف مصحفاً ، فقد روى ابن أشته في كتاب المصاحف أنه لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر : التمسوا له إسماً ، فقال بعضهم السِفر ، وقال بعضهم : المصحف فإنّ الحبشة يسمونه المصحف . قال : وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسمّاه المصحف .

ونحن لا نوافق على مضمون هذه الرواية لأننا نعتقد أن القرآن جمع في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكلمة المصحف من أصل عربي فلا معنى للاتيان بها من الحبشة ، لكن أوردناه لإقامة الحجة على من يقبلها .

فالمصحف كل كتاب أصحف وجمع بين الدّفتين ، لكن كثرة استعماله في القرآن الكريم أوجبت انصراف الأذهان إليه ، وهو لا يكفي لحمل ما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام التي تتحدّث عن مصحف فاطمة على المصحف المعروف ، خاصة مع وجود التقييد بإضافته إليها عليها السلام .

ويؤيد ذلك استعمال كلمة المصحف بمعنى الكتاب من قبل المسلمين في القرن الأول فقد قيل في خالد بن معدان : ( كان علمه في مصحف له أزرار وعري )

مصحف فاطمة في أخبار أهل البيت عليهم السلام :



(1) عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام ))

(2) عن أبي حمزة أن أبا عبد الله عليه السلام قال : (( مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله وإنّما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات الله عليهما ))

(3) عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن ))

(4) عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (( إن عندي ... ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآناً ))

(5) عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما والله ما هو بالقرآن ))

(6) عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( ... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن ))

(7) عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم عليه السلام قال : (( عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن ))

(7) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (( وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت :

وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ))

هذه الروايات وأمثالها تدلّ على أنّ مصحف فاطمة الذي يعتقد الإمامية أنه عند أئمتهم وضمن ميراثهم العلمي ليس المصحف الذي فيه القرآن الكريم ، وأنه كتاب آخر يتضمّن علماً ، لكن ما هو ذلك العلم ؟ تشير إليه بعض الروايات عن أهل البيت عليهم السلام منها :

1ـ سئل الصادق عليه السلام عن محمد بن عبد الله بن الحسن فقال : (( ما من نبيّ ولا وصيّ ولا ملكٍ إلاّ هو في كتاب عندي – يعني مصحف فاطمة – والله ما لمحمد بن عبد الله فيه إسم ))

2ـ روي عن الوليد بن صبيح أنه قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : (( يا وليد إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام فلم أجد لبني فلان فيه إلا كغبار النعل ))

3ـ عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال :

(( يا فضيل ، أتدري في أي شيء كنت أنظر قبيل ؟ )) قال : قلت : لا ، قال : (( كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك { الأرض } إلاّ وهو مكتوب فيه اسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً )) .

4ـ عن سليمان بن خالد قال : قال : أبو عبد الله عليه السلام : (( ... وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة ... ))

5ـ عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (( إن الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله وسلّم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل ، فأرسل الله إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك ، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً ، قال : ثم قال : أما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ))

يتبيّن من خلال هذه الروايات أن مصحف فاطمة عليها السلام ليس قرآناً ، وليس بكتاب أحكام ، فهو مغاير لكتاب علي عليه السلام الذي أملاه عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي ورد ذكره في أخبارهم عليهم السلام إلى جنب مصحف فاطمة ، وسمّوه بالجامعة تارة والصحيفة أخرى وكتاب علي عليه السلام غالباً .

وليس هناك أيّ رواية توهم كونه قرآناً ، فضلا عن كونها ظاهرة في ذلك ليتمسك بها من يفتّش عن المطاعن وعلى فرض وجودها فإن الروايات المستفيضة الواضحة صريحة والتي قدّمنا طائفة منها تقتضي رفع ذلك التوهم أو الظهور ولو تمّ وسلّم

هذا وسوف نتعرض الى معنى انها عليها السلام محدثة وهل هناك من هو محدث وماذا يراد من هذه الصفة

والسلام

الصراط المستقيم غير متصل