عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-07, 09:18 AM   #80

شموع الامل
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية شموع الامل  







ملل

رد: موسوعة أسرتى وطفلى.كيف تربين وتتعاملن مع طفلك متجدد


الأطفال الذين يستيقظون خلال الليل


د. جيري وايكوف
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات مشهورون بأنهم يطالبون بأن تروى لهم القصص أو بأن يحصلوا على المداعبات,أو بأنهم يندسون في سرير أهلهم منذ اللحظة التي يطفئون فيها الأنوار أو يتركونهم فيها ليناموا.تذكروا أن ما يحتاج إليه طفلكم أثناء الليل هو النوم,حتى ولو سماع عشر قصص وشرب أربعة أكواب من الماء لا لشيء إلا ليرى ما تفعلون أو لكي يعيدكم الى قربه.بينوا له أن النوم هو مايعيدكم سريعاً إليه وليس هذه الحيل التي يستخدمها لجذب الانتباه.
ملاحظة :إذا كنتم تجهلون ما إذا كان طفلكم بحاجة فعلاً الى شيء ما,أو أنه يعبر عن رغبة (وهو لا يتكلم بعد,أو لا يفعل غير البكاء,دون أن يقول ما يريده),فعليكم أن تنهضوا وأن تتحقوا مما يحدث فعلاً.فإذا لم يكن طفلكم مريضاً,عليكم بتقبيله وبضمه الى صدركم سريعاً (لمدة لا تزيد عن ثلاثين ثانية ) ثم بمغادرة غرفته.وأعلموه بلهجة حازمة وحنونة بأن الوقت هو وقت النوم لا وقت اللعب.
الإجراءات الوقائية
ناقشوا قواعد النوم في وقت غير وقت النوم
حددوا عدد المرات التي يحق فيها لطفلكم أن يحصل على كأس من الماء أو أن يذهب الى المرحاض قبل النوم.واعلنوا عن هذه القاعدة في وقت محايد لكي يعلم ما الذي ينبغي عمله عندما تحل ساعة الذهاب الى السرير.مثلاً:"يمكنك أن تحمل كتابين الى السرير وأن تحصل على كأس من الماء,وسأقرأ لك قصتين قبل أن تنام".إذا كان الطفل يحب النوم في سريركم,فينبغي اتخاذ قرار بهذا الشأن قبل أن يدلف الى غرفتكم (لاشيء يثبت ما إذا كان نوم الأطفال مع الأهل مفيداً أم مضراً).
عِدوه بمكافأة
قولوا لطفلكم إنه سيحصل على مكافأة إذا ما تقيد بالقواعد:
"إذا بقيت في سريرك طيلة الليل (إذا كان هذا هو القرار المعتمد), للمكافآت أن تشتمل على أطعمة معينة في وجبة الفطور,أو على نزهات في الحديقة العامة,أو على ألعاب وفترات للعب معكم أو أي شيء آخر من شأنه أن يكون ممتعاً لطفلكم.
ادعوه للعودة الى النوم
ذكروا طفلكم بقواعد النوم عندما تضعونه في سريره وذلك لكي تظل النقاشات السابقة حول الموضوع مطبوعة في ذاكرته.
الحلول
ماينبغي فعله
ساعدوا طفلكم على التقيد بالقواعد
تصرفوا بحيث تكون نتيجة الإخلال بالقواعد ردعية,فإذا خالف طفلكم إحدى القواعد بأن طلب أكثر من كأسين من الماء,على سبيل المثال,فينبغي عندئذ أن يأتيه الرد :"أنا آسف (آسفة) لأنك نهضت وخرقت القاعدة في موضوع الماء.لذا,فإنني سأقفل باب غرفتك بحسب اتفاقنا (إذا كنتم فعلاًَ على ذلك )".
طبقوا القواعد بحزم
قوموا بتطبيق القاعدة في كل مرة يقوم طفلكم بخرقها,وذلك لكي يفهم أنكم لا تمزحون.على سبيل المثال,إذا تسلل الطفل الى غرفتكم,فعليكم أن تعيدوه الى سريره وأن تقولوا له :"أنا آسف (آسفة) لأنك جئت الى سريرنا.عليك أن تتذكر القاعدة: كل شخص ينام في سريره.أنا أحبك.الى الغد.".
لا تخلفوا بوعودكم
اكسبوا ثقة طفلكم بأن تعطوه على الدوام المكافآة التي وعدتموه بها في حال احترامه القواعد.
ماينبغي تجنبه
لاتتراجعوا عن وعودكم
بعد وضع القواعد,عليكم ألا تقوموا بتغييرها دون نقاش مسبق مع الطفل .وفي كل مرة لا تقومون فيها بتطبيق القاعدة,تعلمون طفلكم محاولة الحصول على مايريده على الرغم من منعكم ذلك.
لاتتراجعوا امام صراخ الطفل
إذا لجأ طفلكم الى البكاء لأنكم تطبقون القاعدة ,فعليكم أن تتذكروا أنه يتعلم درساً مهماً لصحته: فالليل هو لكي ينام الناس خلاله.احسبوا في كل مرة الوقت الذي يمضيه في البكاء بهدف مراقبة التقدم الذي تحرزونه خلال محاولة القضاء على مقاومته للنوم.إذا لم تتراجعوا,فإن بكاءه سيتناقص تدريجياً حتى يزول تماماً.
لا تلجأوا الى التهديد والتخويف
تهديدات من نوع "إذا نهضت فإن الذئب سيأكلك" أو "إذا لم تتوقف,فسأضربك",ليس من شأنها إلا أن تزيد المشكلة تفاقماً,لأن التهديدات تظل مجرد ضجيج بلا معنى إذا لم توضع موضع التنفيذ.وقد يتسمر الطفل في سريره بفعل الخوف,ولكن الخوف قد يصبح شاملاً بحيث يصاب طفلكم بالرعب من أشياء كثيرة.
لا تخاطبوا طفلكم عن بعد
عندما تصرخون لتهديد طفلكم ولتذكيره بالقواعد وهو لا يراكم,فإنكم تعلمونه الصراخ وتجعلونه يظن أنكم لا تحبونه بشكل كاف لأنكم لا تخاطبونه وجهاً لوجه.
مشاكل سوزي الليلية
عمر سوزي ست سنوات ونصف,وكانت تنام طيلة الليل مذ كانت في الشهر السادس من العمر.إلا أنها,منذ شهر من الزمن,لم تعد تنام إلا بضع ساعات قبل أن تعكر صفو نوم أبويها وهي تصرخ : "ماما! بابا!".
في البداية ,كان أبواها يهرعان الى غرفتها ليكتشفا أنها تريد كأساً من الماء أو بعض المداعبات,أو أن عندها نزوة من النزوات.
وبعد مضي عدة أسابيع على ذلك,أصيب الوالدان بالإنهاك وقررا
مواجهة المشكلة ووضع حد نهائي لنزوات ابنتهما.وهكذا قالا لها قبل العودة الى النوم :"إذا لم تبقي في سريرك,فإنك ستتعرضين للعقاب,أيتها الصبية".لكنهما لم يلبثا أن سمعا سوزي وهي تتسلل الى غرفتهما.جربا معها التهديد والضرب,ولكن كل ذلك لم ينفع.
حاولا إقناع نفسيهما بأنه من الطبيعي أن تستيقظ سوزي في منتصف الليل : فالناس جميعاً يمرون بفترات من النوم الخفيف ومن النوم العميق.ولكنهما كانا يعلمان أيضاً أن بإمكان ابنتهما أن تقرر العودة الى النوم بدلاً من مناداتهما.ولحل هذه المشكلة الصعبة قررا أن يكافئا سوزي عندما تظل في سريرها.وفي مساء اليوم التالي قالا لها وهما يضعانها في سريرها:
"إذا بقيت في السرير ولم تنادينا,فإنك ستنالين جائزة عند الفطور,أما إذا ناديتنا أثناء الليل,فأننا سنقفل بابك,وسيكون عليك أن تظلي نائمة ولن تحصلي على أي جائزة".وهكذا أعلنا القاعدة الجديدة بألفاظ واضحة وبسيطة.
وفي تلك الليلة,نادت سوزي أمها قائلة :"أريد كأساً من الماء!". ولكن أمها لم تتراجع عما توعدتها به.أقفلت الباب ولم تعر صراخها أي انتباه وقالت: "أنا آسفة يا سوزي لأنك لم تخلدي الى النوم بعد أن استيقظت.إنني مضطرة الى أن أقفل عليك الباب,والى اللقاء,صباح الغد".
وبعد ليال ثلاث تم فيها إغلاق الباب بعدما استيقظت سوزي,فهمت هذه الأخيرة أن مناداة أبويها لن تفيدها شيئاً وأن البقاء في سريرها طيلة الليل سيمكنها من الحصول على مكافأة عند حلول الصباح .وفضلاً عن ذلك,لو يشعر الأهل بأنهم باتوا يحصلون على راحة أكبر وحسب,بل إن سوزي كانت تشعر بأنها قد أصبحت كبيرة ومهمة عندما يهنئانها لأنها بقيت في سريرها طيلة الليل.

شموع الامل غير متصل