عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-07, 10:31 PM   #236

شموع الامل
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية شموع الامل  







ملل

رد: موسوعة أسرتى وطفلى.كيف تربين وتتعاملن مع طفلك متجدد


ما هي المهارات التي يكتسبها الأطفال الذين ينشأون نشأة أدبية؟




* د. عبدالرؤوف أبو السعد
إن الأطفال الذين ينشأون نشأة أدبية يحققون اكتساب المهارات التالية :
أ ـ التعبير باللغة والرسم عن أفكارهم، وإحساساتهم لتنمية قدراتهم على الاستفادة من ألوان الثقافة وفنون المعرفة، وإعدادهم للمواقف الحيوية التي تتطلب القيادة والانتماء، والتمسك بالجدية، والاستفادة في الوقت نفسه من مباهج الحياة.
ب ـ التذوق اللغوي والأدبي، يحقق للأطفال مجالات وآفاقاً أوسع في تعاملهم واحتكاكهم الاجتماعي والإنساني ويعالج سلبيات الأطفال المتمثلة في انطوائهم وعزلتهم، وخجلهم، وتهيبهم، وارتباك مواقفهم. وتخرجهم هذه القدرات اللغوية، وتذوق الأدب من إطار عيوبهم الشخصية والاجتماعية إلى إطار أوسع من النشاط والحيوية والتعاون والإقبال على الحياة.
ج ـ القدرة على القراءة الواعية، وعلى تقدير قيمة الكلمة المكتوبة فكرية ووجدانية، ومن ثم إعداد الأطفال لتولى أعمال إذاعية، ومسرحية، وصحفية، وأعمال علاقات عامة.
د ـ إذا كان بعض الباحثين يرون اللغة ذات بعد واحد كما في القواميس، فإن الأدب. يمكن الأطفال من معرفة الدلالات المعجمية، ويزودهم بالدلالات الثانوية الموحية ويخلق لهم من خلال تذوقهم، واستعمالاتهم أبعاداً جديدة عن طريق المجازات، التي هي في الحقيقة، استعمالات لغوية تدل على الذكاء، وحسن توظيف اللغة، وضرورية لتنمية التعبير وإمكاناته وتجديد طرائقه .. بل هنالك مَن يرى أن اللغة كلها مجازات.
وفوق هذا كله .. فدورنا كبير تجاه الطفل، والاقتراب من عالمه، ووضع هذا العالم، في خندق مساو لهمومنا الوطنية والقومية، وعلينا لذلك أن نبصره، بمعنى الثقافة العربية الشاملة للإيمان بعدم التفرقة بين العلم والدين، بين العقل والطبيعة، وقوانين الحياة، وأن الإنسان الحق هو مَن يستفيد من الإنجازات الحضارية المعاصرة، مع الأخذ في الاعتبار بدور التراث في جوانبه الإيجابية المضيئة، وأن الله خلق هذا الكون لخير الإنسان، وليبدع هذا الإنسان ويبتكر ما فيه صلاح دنياه وآخرته .. وهكذا تكون تربية الطفل بمنهج عقلاني تربوي جمالي رشيد، وهذا هو أثمن ما نحرص عليه من ((أدب الطفل)).
هـ ـ الأدب فن .. والفن موطن الجمال، وعلاقة الذوق بالفن، قائمة على تنمية الإحساس بالجمال لدى أطفالنا .. فالأدب، وهو لون من ألوان الفن، قادر على تغذية مخيلة الطفل بكل ما يثير ويمتع. لكن بشرط أن يكون الخيال الذي نحرص على تقديمه لأطفالنا، قائماً على علاقات سببية، وتتبعية، ولهذا اعتبر الأدب المقدم للأطفال، وسيلة ناجحة للكشف عن قدرات الأطفال الابتكارية، وموهبتهم الإبداعية ويتأكد هذا أكثر، حينما يكتسب هذا الأدب بلاغته، وقيمه الجمالية من الصور اللغوية الأسلوبية التي تؤكد ولاءها لعالم الطفل، والمواقف البسيطة ذات الكثافة الإنسانية، التي يعيشها الأطفال، أو حلم طفل بامتلاك لعبة، أو القيام برحلة تحمله إلى أرض أحلامه .. وهكذا يرتبط الأدب بالتذوق الطفولي.
و ـ إن الأدب في أفقه الأوسع، مجموعة من التجارب والخبرات .. وعندما نقدم شيئاً منه لأطفالنا إنما نقصد إلى أن الأطفال، لم يخوضوا أية تجربة شخصية مؤلمة، ولم يستطيعوا التعرف على معنى وماهية الخوف القابع في أعماقهم، ولهذا فإنهم يجدون في أدبهم، تعويضاً عن ذلك في تلك الشخصيات، والأحداث، والمناسبات التي يتضمنها أدبهم .. فكاتب أدب الأطفال العظيم هو القادر بحق، على التعبير عن مشاعر الخوف العميقة لدى أطفالنا، والقادر ـ أيضاً ـ على أن يبتكر لهم مشاعر، وأحاسيس، تربطهم بالحياة بشكل أجمل.

شموع الامل غير متصل