عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-13, 11:39 PM   #6

الكشاف
عضو متميز  






افكر

رد: أسئلة تتقلقل في النفس


** الدرس الأول : هي سنة من سنن التاريخ أن البعض يبيع نفسه من أجل متاع الدنيا ... والذين يجب أن نهتم بهم هم من باع نفسه لله عز وجل وأخلص بعد أن تغلغل الإيمان في مشاش عظمه .. ألا ترون أبا عبد الله الحسين عليه السلام كرر أكثر من مرة أثناء مسيره إلى العراق .. بل حتى في ليلة العاشر من المحرم ... كرر أكثر من مرة أن من أراد أن يعود فليعد ويتركه ... لأن أباعبد الله ما كان يريد مواكب عريضة ولا حيوش جرارة يتباهى بها ولا سلطانا دنيويا يفاخر به صعاليك العروش الأموية .. فمنزلته المقدسة في السماء أعلى وأقدس من أن يضع نفسه مقابل أحد .. إنما خرج بأبي هو وأمي لأمر واحد صرح به هو بنفسه ألا وهو الإصلاح في الأمة واستخلاص أهل الإيمان من بين أهل الشيطان ... بعد أن انتشر الضلال والانحراف وباع الناس أنفسهم للشيطان زرافات ووحدانا

لذلك بكى الحسين عليه السلام في كربلاء أن هؤلاء يدخلون النار بسببه ....
ولذلك لما اعتذر عبد الله بن الحر الجعفي من الالتحاق بالحسين وقال له إن فرسي بألف وسيفي بألف ... رفض الإمام هذا التعويض ... فلاشيء يعوض النفس المنحرفة على انحرافها وبقائها في صف الضالين المضلين

لو كان الإمام الحسين عليه السلام يحتاج قوة وبأس قبيلة بني حن ويتلهف لكل سيف وكل فرس يضاف إلى معسكره ... لقبل ما عرضه عبد الله الجعفي .. ولكنه عليه السلام كان ينظر إلى أمر آخر .. وهو أن يأتيه الناس – لا ينصروه هو وينقذوا جسمه من السيوف والرماح بل لينصروا دينه ودين جده المصطفى ... فينقذوا الدين من يزيد وحزب يزيد ....

ولذلك لما ابتدأت الحرب بمقتل أبي عبد الله عليه السلام .. لم تتوقف الحرب هناك ...
بل تبع ذلك هدم الكعبة واستباحة المدينة واغتصاب بنات الصحابة وحملهن سفاحا
ولعل البعض ممن يأخذ علينا الإساءة إلى الصحابة باللسان ... ليته يقرأ ما فعلت جيوش يزيد بمكة والميدنة
وهي حرب بدأها يزيد بقتل الرمز الأكبر في مكة والمدينة

إذن خلاصة الدرس الأول أن الحسين عليه السلام لم يكن يريد هؤلاء ليعينوه
بل يريدهم لينقذوا أنفسهم من الضلال إلى واحة الإيمان
وعلى هذا فلا نحزن كثيرا إذا أعجبتنا قبيلة لشجاعتها ...
وحين نصنف الناس فصفة التقوى أهم من صفة الشجاعة

هذه هي النقطة التي يجب أن نتذكرها حين نواجه الضالين والمضلين في هذه الأمة ويتباهون بأن الأمويين حشدوا من حولهم الشخصيات وقضوا على خصومهم بكافة الوسائل .... فراح هؤلاء يتبجحون بقولهم ( إن بني أمية أهل خبرة بالسياسة بينما علي بني أبي طالب كان جاهلا بالسياسة ولذلك خسر الهاشميون اللعبة وربح الأمويون ) ... فالجواب على ذلك أن عليا وآل علي كانوا يتمتعون بشيء اسمه التقوى ... وهي أمر لا يعرف عنه الأمويون شيئا ... بل هي أمر لا يعرفه الضالون والمضلون الجدد في عصرنا هذا . حيث أنهم منافقون .. ومن صفات المنافق أنه ( إذا خاصم فجر ) ... فليست لديه تقوى تمنعه من شيء .

أتريدون دليلا على أن السياسة في يد أمير المؤمنين وهو الذي لم يشأ أن يطلق عنانها ؟؟؟
الأدلة كثيرة ... ومن بينها أنه إذا كان مع معاوية داهية يستعين به واسمه عمرو بن العاص ... فقد كان مع أمير المؤمنين داهية دهماء اسمه قيس بن سعد بن عبادة .... وقد قال قيس ( لولا نهي أمير المؤمنين لمكرت مكرا تضج منه العرب !!! ) .... فقد منعه أمير المؤمنين أن يمكر بأحد . لأن أمير المؤمنين هو تجسيد التقوى ... وأمير الأمويين هو تجسيد للغدر والمكر ... والإسلام يمنع الغدر والمكر



نختصر الدرس الأول أن الأمويين يريدون السلطان وقد اشتروا ضمائر الناس وخدعوهم بثمن بخس لكي يوصلوهم إلى ما يبتغون .. .أما أهل البيت عليهم السلام فقد كانوا في حياتهم متوجهين إلى رضون الله وحنة عرضها السموات والأرضين فكانوا يريدون أن يأخذواالناس معهم إلى الجنة

هذا هو الفرق .... سواء كان في مواجهة أبي سفيان لرسول الله صلى الله عليه وآله أو مواجهة معاوية لأمير المؤمنين عليه السلام أو مواجهة يزيد لأبي عبد الله الحسين أو مواجهة بقية الطغاة لأهل البيت عليهم السلام

__________________
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين

الكشاف غير متصل