اتضح لنا أن الصحيح أن وقتها ما بين صلاة العشاء و بين العتمة ( تلفظ العَتَمة بفتحتين ) ، و عتمة الليل كما في مجمع البحرين : ظلام أوله عند سقوط نور الشفق . و معنى نور الشفق هو ما يسمى بالحمرة المغربية ، و يعني هذا أن هذه الصلاة يؤتى بها ما بين صلاة العشاء و بين أول زوال الشفق
8805 : ( و من صلّى بين المغرب و العشاء عشرين ركعة بني الله بيتاً في الجنة )
قال المظهر : المفهوم من الحديث أن السنة المذكورة في الحديث المار و العشرين في هذا الحديث مع الركعتين الراتبتين .
وقال ابن الصلاح : فيه ندب صلاة الرغائب ، لأنه مخصوص بما بين العشائين فهو يشملها ، من جهة أن اثني عشر داخلة في عشرين ، و ما فيها من الأوصاف الزائدة لا يمنع من الدخول في العموم ، و خالفة ابن عبدالسلام .
و في كتاب الموضوعات لابن الجوزي ( ج 2 ص 124 ) ذكر نفس الرواية التي نقلها في الوسائل و البحار و الاقبال بنفس السند الذي نقلوا به هذه الصلاة و إن كان بتغيير طفيف و زيادة ( ثم قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : و ما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس في رجب ، ثم يصلّي فيما بين العشاء - يعني ليلة الجمعة - و العتمة اثنتي عشر ركعة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليم ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، و إنّا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرات و قل هو الله أحد اثنتي عشر مرة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، فإذا فرغ من صلاته صلّى عليّ سبعين مرة ، ويقول : اللهم صلّ على محمد النبي الأمي و على آله ، ثم يسجد فيقول في سجوده ( سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ) سبعين مرة ، ثم يرفع رأسه فيقول 
رب اغفر وارحم و تجاوز عمّا تعلم ، إنك أنت العزيز الأعظم ) سبعين مرة ، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله حاجته في سجوده ، فإنها تُقضى ... )
ولعل الشيخ القمي اشتبه في ذلك ، إذ نص الرواية ليس فيه شيء من ذلك ، نعم بعض العبارات التي نقلناها عن بعض علماء العامة توهم ذلك ، و لكن هذا الوهم غير صحيح ، إذ بين العشائين كما مر علينا في عبارة المناوي تعني كما هو في الفقه السنّي ( العامي ) أن وقت العشاء لا يكون إلا بعد غياب الشفق ، فعليه تكون الصلاة بين المغرب و العشاء من هذه الحيثية الموجودة في الفه السني ، وليس المقصود بين المغرب و العشاء بالحيثية التي تكون عند الشيعة من الجمع بين الصلاتين .