عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-13, 01:39 PM   #2

أميري حسين
عضو نشيط  






رايق

أصلين في اختيار الزوج؛ شروط الزواج 2


ملاك أفضل فتى و أفضل فتاة

من هو الأفضل من الأولاد؟

لقد أشرنا سابقا و لعدة مرات بأنك لا تتزوج إلا بمن اختارها الله لك، لكن المهم قوله هنا، هو أن هذا الأمر لا يعني أن تقف مكتوف الأيدي أمام مسألة الاختيار. بل المفروض القيام بالواجب على الوجه الصحيح، و تأمل من الله أن يكون سعيك مؤثرا. و القيام بهذه الوظيفة على أحسن وجه، بحاجة إلى ملاك صحيح تسير عليه.
فالسؤال الأساسي عند الشباب في أوان زواجهم هو: من هو الفتى الأفضل للاختيار؟ و من هي الفتاة الفضلى لذلك؟ أي ماهي خصوصيات الفتاة و الفتى الأفضل و ميزاتهم؟

ندخل أولا في ميزات الأفضل من الفتيان:

إن العريس الجيد، هو الذي نشأ في أسرة نالت الأم في أحضانها المحبّة الوافية من أبيه، وتواضعت الأم في المقابل لزوجها؛ فعندئذ لا يمكن للولد أن يكون معقدا. و الولد المتعادل غير المعقد من الممكن العيش معه و الوقوف معه في معترك الحياة.
فهذا الفتى و بسبب كونه قد ورث الاعتدال الروحي من أسرته، ولأنه لم يتعلم منها القسوة، و لم ير في داخل الأسرة التغافل عن حقوق الآخرين، و قد رأى السلوك الحسن المتقابل بين والديه بشكل جيد، فحتى لو كان يختلف مع الفتاة في بعض الصفات والخصوصيات، لكنه وبسبب تعادله الروحي سيتماشى مع هذه الاختلافات بسهولة و لا يجعلها تؤثر على سعادتهما.
أيتها الفتيات؛ لو اخترتن فتى لا يملك تعادلا روحيا بسبب كونه لم يرث هاتين الخصلتين من أسرته التي عاش في كنفها، فما عسى أن تكون النتيجة؟ تارة تجديه يطلب منك محبة فائقة على اللزوم. و قد يطلب منك تواضعا متزايدا. و قد يظهر أحيانا إعجابا بنفسه. و من الممكن أن تجدين في هذا الولد كثيرا من المسائل التي تعود منشأها إلى عدم التعادل في الشخصية الكامنة فيه. و قد يقول لك: أنا و منذ زواجي بك لم يتحقق ما أريده و لم يومّن حبي و عاطفتي؛ فهلا يأتي شخص ليقول له: من تكون أنت لتتكلم هذا الكلام؟! لقد صادفني كثير من هذه النماذج في جلسات المشاورة التي أعقدها مع الآخرين. أفلا يقول له قائل: زوجتك تستحملك بصعوبة؛ فمن كثرة العقد التي تحملها صار واضحا بأن أباك لم يكن يضفي على أمك المحبة و أن أمّك لم تكن تتواضع لأبيك. و لهذا السبب صرت غير متعادل.
خلاصة القول: لابد للولد أن يمتلك تعادلا روحيا و هذا التعادل لا يؤمن إلا من داخل بيت والديه. فهذه الأسرة التي تتكون من أب عطوف على زوجته لا يقسو عليها بتاتا، و من أم متواضعة قبال زوجها ولا تجرح كرامته، يمكن أن يتلقى فيها الولد التربية الصالحة الكاملة. لهذا فهو أنسب و أفضل من غيره للزواج حتى و إن كان من الناحية الايمانية في المستوى الأدنى من الايمان، وكان ما عداه يظهر منه أن إيمانه في مستوى أعلى منه لكنه غير متعادل للأسباب المتقدمة.
الشخص المتعادل من الممكن أن يكون سير رشده المعنوي منظم و متطور، و من لا يملك التعادل الروحي، من الممكن أن يصاب بالتقلبات و التغييرات و قد يظهر منه سلوك غير مأمول. و قد يؤدي عدم تعادله يوما ما إلى ظهور سلوك شاذ و ممارسات بذيئة منه.

من هي الفضلى من البنات؟

من هي الأنسب للزواج من غيرها من البنات؟ الجواب هو: أن القاعدة المتقدمة هي الحاكمة هنا أيضا: أي البنت التي نشأت و ترعرعت في بيت يحكم فيه هذين الأصلين الذهبيين المتقدمين. أي أن الأم تتواضع فيه للأب و لاتجرح كرامته أمام أولادهما ولا يحصل بينهما تخاصم أمام أولادهما، حتى لو كان بينهما خلاف قد يؤدّي إلى خصام. وأن أبيها لا يجرح قلب أمها. على كل حال؛ فكل بنت نشأت في بيت لا يجرح فيه أبوها قلب أمها و لا قلبها، فهي متعادلة روحيا.
أما البنت التي نشأت في بيت لم تتلقّ فيه أمّها المحبة الكافية من أبيها، و تبعا لذلك تحمل الأم في المقابل الحقد و الضغينة تجاه هذا الأب، فنراها تنزعج ولأبسط اشتباه يصدر منه، و كثيرا ما تسيئ الظن به. حتى نرى بعض البنات لايرغبن بالرجال؛ لماذا؟ لأن الأصل في الرجال في أذهانهن أنهم غير صالحين؛ إلا إذا ثبت خلاف ذلك؛ و سبب هذا التصور هو عدم السلوك الحسن لأبيها في داخل الأسرة أو أن الأم ممن تسيئ سمعة زوجها. فقد لا يكون الأب مقصرا كثيرا بيد أن الأم دائما ما تكون متذمرة من زوجها و تتكلم عنه بكلام سيء أمام أولادها، لقد أثرتُ هذين الأصلين الذهبيين في وسط أساتذة الحوزة العلمية و أساتذة علم النفس الجامعيين و قدمته لتحقيق علمي باعتباره عصارة جميع المسائل التي يجب مراعاتها و تحققها في الأسرة. و طلبت منهم أن يدلوا بدلوهم و يذكروا نتائج أخرى لو كان هناك شيء آخر يستحق الذكر إلى جانب ما ذكرت. وهدفي من هذا الكلام هو أن هذا كلام علمي قد اشتغلت عليه كثيرا. و سأتناول هذا الموضوع أكثر في أثناء البحث. أنتم يلزمكم أيضا مراعاة هذين الأصلين في حياتكم المستقبلية، أي على الرجل أن يحرص على عدم جرح قلب زوجته، و على المرأة الحرص على أن لا تخدش كرامة زوجها. أما ما نقول: أن على الاثنين أن يتحابوا فيما بينهم و يحترم أحدهما الآخر و يتواضع له و يؤثره على نفسه و أن يكونوا منطقيين فيما بينهم و ... و ... كل هذه الوصايا صحيحة، لكن العناصر الأساسية في المسألة هي نفس الأصلين المتقدمين.

أميري حسين غير متصل