عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-07, 08:16 PM   #216

شموع الامل
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية شموع الامل  







ملل

رد: موسوعة أسرتى وطفلى.كيف تربين وتتعاملن مع طفلك متجدد


ويمكن أن يحدث اختلاف أو تأخر عند طفل عن الأطفال الآخرين ويكون هذا التأخر طبيعياً كفرق فردي من طفل لآخر, وعادة يتم التعامل مع حالات التأخر اللغوي الطبيعي بالمزيد من الاستثارة اللغوية أي تحفيز اكتساب المهارة التي لاتزال تنقص الطفل, أو تعريضه لمواقف وخبرات تساعده في اكتسابها وتوفير البيئة والوسائل المساعدة, والأهم توفير الشريك الذي يعزز الهدف من اكتساب هذه المهارة وهو التواصل بها مع الآخرين, فمثلا قد لا يبدأ الطفل بطلب حاجاته لفظيا (كلاميا) ويبقى على استخدام الوسيلة الأقل تطورا وهي البكاء, وعند البحث والتدقيق نجد أن الأهل لا يعطون الطفل فرصة لتطوير مهارة الطلب اللفظي حيث يستجيبون مباشرة للبكاء بتحقيق مراد الطفل. بل إن بعض الأهل يستبقون الطلب بتلبية الحاجة (تجهيز الأكل وقت الأكل) فلا يعود الطفل يشعر (بحاجة) لاستخدام الكلمات لطلب ما يريد.
ومثال آخر منتشر هو استخدام أطفال في الرابعة والخامسة من أعمارهم لصيغ طفل في الثانية من عمره من حيث النحو وعدد الكلمات. وأيضا عند البحث نجد أن الأهل يعاملون هذا الطفل على أنه أصغر ويقبل منه أسلوبه البدائي في الحديث إما دلالا وإما عدم وعي بالتطور المناسب.
والمهم هنا التأكيد على انه ليس كل تأخر أو اختلاف في كلام الطفل هو طبيعيا ولاينبغي التهاون وسماع كلام الجارات أو بعض الأصدقاء مثل أن ابن عمه تكلم وهو في الخامسة أو أن كلامه بقي غير واضح إلى سن الثامنة وغير هذا, لأن كل طفل هو حالة خاصة والسبب الأكثر أهمية هو عدم تجاهل أن هذا التأخر قد يكون مؤشرا لمشكلة أخرى وكما هو معلوم فإن الاكتشاف المبكر هو أفضل الطرق وأقصرها لتقليص وتقليل أثر هذه المشكلة.
- أمثلة لبعض المشاكل التي يكون تأخر الكلام عرضاً من أعراضها:
أؤكد مرة أخرى أن أي تأخر في المهارات يتجاوز فيه الفرق بين مستوى الطفل والمستوى الطبيعي يجب ألا يتجاوز 6-12 شهراً, فبعد ذلك تصبح الأمور جدية بما فيه الكفاية لندرك بأن هناك مشكلة يجب التنبه إليها, وهذه بعض الأمثلة على ذلك: الطفل الذي لا يلتفت لمصدر الصوت أو لا يجفل من الأصوات العالية أو لا يستجيب لصوت أمه أو يهدأ لأي صوت بشري قد يكون في الواقع لا يسمع هذه الأصوات ولذلك لا يستجيب لها.
أما إذا وصل الطفل مثلا لعمر 2-3 سنوات, ولايزال يستخدم كلمات مفردة أو مقاطع في حديثه وليس كلمات, فيجب التأكد من قدراته الاستيعابية (لأن القدرة الاستيعابية تفوق التعبيرية غالبا) أما إذا وصل العمر إلى 5 سنوات مثلا فينبغي التأكد من قدرات الطفل الذهنية (المستوى العقلي).
أما عدم وضوح الكلام عند 3-4 سنوات بنسبة 70% على الأقل, فقد تكون دلالة على مشكلة تدعى عدم تناسق الألفاظ, ورغم أنها مشكلة نادرة فإنها موجودة ومن أفضل طرق التعامل معها هو البدء بالتدريب المبكر. أما إذا كانت هناك كلمات, فإن قلب الكلمات بشكل ملاحظ قد يكون مؤشراً لوجود هذه المشكلة (مثل تكاب - تباك - بتاك بدلا من كتاب).
وهناك مشكلة التوقف أو إعادة مقاطع من الكلمات قد يكون مظهرا من مظاهر التأتأة (مع ملاحظة أن معظم الأطفال يمرون بين 2-5 سنوات بما يشبه التأتأة, لكنه يكون مظهر عدم طلاقة ويعود إلى الطفل يكون في مرحلة اكتساب لغة) فيجب هنا التأكد من حدة المشكلة وطريقة الإعادة ومرات الإعادة وهكذا (مثل أأأنا اسمي سسسامر).
ومظهر آخر من المظاهر التي ينبغي التنبه إليه هو عدم استجابة الطفل لاسمه عند مناداته وعدم إطاعة الأوامر اللفظية, فقد يكون هذا عرضا لمشكلة سمعية أو مظهراً من مظاهر التوحد أو مشكلة تدعى صعوبة الاستيعاب للكلام المسموع (سماع الكلام لكن عدم فهمه).
ومثال آخر هو إعادة الكلمات كترديد مثل الشريط دون قصد أو فهم ما يقوله حتى ولو كانت جملة صحيحة أو كلامه واضحا, وهذا قد يكون مؤشرا لأحد أعراض التوحد أو ضعف القدرة الذهنية.
ومثال آخر هو عدم تطور الصيغ النحوية واستخدام الأدوات اللغوية مثل الجمع - المؤنث والمذكر مع الفعل المضارع - فقد يكون السبب مشكلة في السمع أو ضعفا في القدرة الذهنية أو صعوبة تعلم لغة شفهية (قد تتطور لتصبح صعوبة في القراءة والكتابة).
وكذلك عدم ثبات المفاهيم مثل الألوان - الأعداد - الأشكال - المفاهيم المكانية - العلاقات (فوق/تحت - طويل/قصير) قد يكون مؤشراً لضعف ذهني أو صعوبات تعلم في المستقبل.
وأحب أن أشير هنا إلى التنبه إلى أن مشاكل السمع لا تعني الصمم, فهناك تراوح في مشاكل السمع من بسيط إلى متوسط إلى شديد إلى حاد.
والنقطة الأخرى هي التنبه إلى عدم حدوث تراجع في القدرات اللغوية أو الكلامية لأن ذلك قد يكون مؤشراً لوجود مشكلة توحّد - أو عرض من أعراض الحبسة الكلامية (إذا كانت هناك إصابة أثّرت في الدماغ مثل ارتفاع الحرارة - الحوادث - الصدمات).


شموع الامل غير متصل