عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-02, 04:31 PM   #1

شروفه
عضو شرف

 
الصورة الرمزية شروفه  






رايق

الطفل والتربية الجنسية


قد يقف الأهل عاجزين عن كيفية شرح أو توصيل المعلومات الجنسية لأطفالهم وذلك لحساسية ودقة الموضوع فالقضايا المرتبطة بالجنس كيف نشرحها لأطفالنا؟ هل نقول لهم الحقائق كما هي، أم نكتفي بنصفها، أم نتخلص من الرد بجواب شافٍ مكتفين بإعطائهم ردوداً هامشية؟

إن المشكلة التي يمكن أن تحدث في هذه المسألة هي أن الأهل لا يتمتعون جميعهم بمستوى ثقافي واحد وليس لهم القدرة على القيام بهذه المهمة أصلاً لذا فإن الطفل سوف يتلقى ثقافته الجنسية إما من المدرسة أو من رفاقه وفي عصرنا الحالي أصبح من السهل على الطفل أن يعرف أي شيء يريده من الانترنيت ووسائل الإعلام.


تقول الاخصائية في علم النفس (اني بورين) معلقة على هذا الموضوع (يرغب الراشدون المعاصرون بالتحدث مع أولادهم عن أمور الجنس والحب، وبدلاً من اعطائهم الاجابات الموجزة والبسيطة يميلون إلى الشرح المطول والمعقد فلا يأخذون بعين الاعتبار مستوى نضوج هؤلاء الأولاد بشرحهم المعمق والمفصل يطلبون من الأولاد جهداً يفوق قدراتهم وسنهم لفهم كل تلك المعطيات).

من المتعارف عليه لدى الكثير إن الفرد في سن المراهقة فقط يشعر بحياته الجنسية على نحو مفاجئ، وهذا الاعتقاد فيه كثير من المغالطة، فالطفل يشعر بتلك الغريزة الجنسية بسن مبكرة فقد يبدأ بالشعور بالغريزة في سن السنة أو السنتين أو حسب المثيرات التي يتعرض لها، وكل ما يحدث في سن المراهقة هو حدوث بعض التغييرات الفسيولوجية فقط والتي تظهر بشكل واضح، وعلى ذلك يجب تزويد الطفل منذ ولادته بالحقائق في الوقت المناسب، وبالأسلوب المناسب قبل أن يلجأ إلى الأساليب الشاذة التي تعود عليه بالضرر. والتي قد يتعلمها من مصادر غير صحيحة.

وفي عصرنا الراهن أصبح الأطفال يعرفون أكثر مما يتخيل الوالدان لذلك فإن الصراحة هي أسلم السبل للتعامل مع الأولاد لأنهم ومن خلال احتكاكهم بأطفال آخرين سيتعرفون على أمور كثيرة عن الجنس. وقد يكون الطفل ابن الثالثة من العمر، مثلاً، راغباً في معرفة أكثر مما يود الوالدن إطلاعه عليه، وأحياناً أكثر مما يعرفه الوالدن فعلاً عن أمور الحمل والولادة. لذلك إن سؤال الطفل البريء عن هذه الأمور، قد يكون غير مسموح به من قبل الأمهات والآباء الذي قد يحسون إلى جانب الإحراج، بالعجز التام والحيرة والارتباك فلا يستطيعون الرد بسرعة أبو بصراحة لذا على الأهل عدم الشعور بالعجز عندما يسمعون أسئلة أولادهم عن هذا الموضوع. كما أن الأساليب التوضيحية للأطفال في هذه الأيام، أيام التلفزيون والكتب والمجلات، تجعل من غير المعقول إقناع الطفل بالقصص وطرق السرد التي كان يلجأ إليها آباؤنا وأجدادنا لأنها لا يمكن أن تقابل بالتصديق والإقتناع بل بالشك أحياناً.. لهذا فليس هناك داعٍ لوضع العقبات في طريقة التربية الجنسية حيث أن الأطفال إذا لم يستطيعوا أن يحصلوا على إجابة شافية من الآباء فإنهم سيبحثون عنها، ويجدانها في مكان آخر مما يعود بأكبر قدر من الأضرار.


اكتشاف الطفل لأعضائه التناسلية

عندما يكمل الطفل عامه الأول يكون قادراً على الإشارة إلى أي عضو من أعضائه، وهكذا يبدأ عند الطفل الاستكشاف فلا ينصرم العام الثاني من عمره، حتى قد يمتلئ ولعاً بالتعرف الى كل ما يحيط به، أي استعداداً للمس كل ما تقع عليه عيناه، وتلمس سائر أعضاء جسمه أيضاً، ولا سيما ما كان محجوباً أو لا يستطيع أن يلمسه ومما لا شك فيه تمتد محاولات الاستكشاف هذه إلى الأعضاء التناسلية أيضاً، وأن يكتسب الطفل أحاسيس معينة عند لمسه لتلك الأعضاء، أحاسيس قد تطغى على أحاسيسه الأخرى. لا ضرر على الطفل ـ ذكراً أو أنثى ـ من لمس تلك الأعضاء ولا داعي للقلق من جراء ذلك. ولكن يجب الحذر من تكرار ملامسة الطفل لأعضائه التناسلية لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى انحرافه الجنسي فيما بعد فالطفل سوف يتعود الاستمناء مما يعود عليه بالضرر في المستقبل لذا على الأهل أن يراقبوا الطفل وعدم تركه مدة طويلة لوحده.

ولا يقتصر حب استطلاع الطفل على أعضائه هو، بل يتعدى ذلك الى أن يعقد المقارنات ويطرح الأسئلة عن الفروق التي يلمسها، فقد يقارن الأطفال الذكور والأناث بين أعضاء بعضهم البعض ثم قد يسأل الطفل مثلاً: لماذا كانت أمي أنثى؟ وقد يدهش الصبي لعدم تشابه أعضائه التناسلية مع أعضاء اخته التناسلية ويتصور بأن اخته قد تعرضت لعملية ما أو حادث جعلها هكذا.

ولتحسين اجاباتنا علينا بالدرجة الأولى تحديد الأسئلة التي يطرحها هم علينا فهنالك أسئلة لا تصعب الإجابة عنها، وهناك أخرى محرجة، والرد البسيط المباشر هو خير ما يشعر الطفل بأن لجسمه أهمية، ويمهد السبيل نحو حوار مجد وفعال.

ولكن قد لا يكون الرد سهلاً دائماً، بحيث يصعب على الأهل متابعة اكتشاف الطفل او الطفلة لأعضاء جسمها لا سيما إذا كان الوالدن يتلقيان اسئلة كثيرة من أطفالهم ولكن من المهم أن تتذكر الأم أن شعور طفلتها إزاء جسمها، إنما هو انعكاس لشعور الأم نفسها عند طفولتها، فإذا كانت الأم ما تزال حتى اليوم تحس بشيء من الضيق لأن والديها قد حرماها عند صغرها من اكتساب المعلومات الضرورية، وإذا كانت تريد ان تجنب طفلتها عند كبرها مثل هذا الشعور، فعليها أن تحاول فهم مشاعرها، ومن حسن الطالع أن هذا مجال يستطيع فيه الكبير أن يلزم الهدوء والواقعية، وهكذا فإنه يستطيع أن يتعلم كيف يخاطب طفله بصراحة وبشكل طبيعي.

وقد اعتبر خبراء التربية أن أهم وسيلة للتربية الجنسية هي الصدق في كشف الحقائق للطفل وان تكون هذه الحقائق صادقة مع الأخذ بعين الاعتبار اختيار اكثر المفردات اختصاراً ومساساً للحقيقة قدر الإمكان وبدون توسع.

وقد تبرز الخطورة هنا في إسراف الوالدين في سرد الحقائق فيحملان الطفل بذلك على الضياع، ويعقدان أموراً يجب أن تكون بسيطة, ويجب على الوالدين ان يعلما عندما يطرح طفلهما عليهما سؤالاً كهذا، إن الطفل لا يكون قد خطر بباله أنه ربما يسعى للوصول الى تفسير تام.وشرح وافٍ عن كل الأمور التي يجهلها، فكثير من الحقائق المتصلة بالحمل والولادة يمكن تأجيلها. لذلك فإن من المهم أن يكون الوالدان على أهبة الاستعداد للرد على كل سؤال يمكن أن يطرحه صغيرهما والاصغاء التام له لأنهما عن طريق الإصغاء الجيد الى السؤال يستطيعان ان يكتشفا أي الأجوبة التي يود الحصول عليها. فإذا سأل الطفل سؤالاً فإن على الوالدين أن يطلبا منه الإفصاح عما يريد معرفته على وجه التحديد أو ما هو بحاجة الى معرفته، وعليهما ألا يحولا من التوسع بعد ذلك وذكر أكثر من التفصيلات لأن تلك التفاصيل يمكن أن توصلهما إلى موضوع لا يمكنهما أن يخوضا فيه أو لا يمكن أن يردا على سؤال الطفل.

في البداية يجب ألا نبدأ التربية الجنسية إلا بعد أن يسأل الطفل وتكتشف الأم رغبته في المعرفة ويمكن أن يكون ذلك في سن السنتين والثلاث سنين ونصف، حينها على الأم أن تجيب بصدق وصراحة وبساطة كما لو كانت تجيب على أسئلة عادية، ولا داعي للتفصيل والشرح الممل الطويل لأن الطفل لا تكون عنده في البداية أية فكرة عن صلب المشكلة فيكفي توجيهه نحو الطريق الصحيح، وهذا العمر يكتفي الطفل بالأجوبة البسيطة جداً لأنه لا يفهم كل شيء، وهو يعاود السؤال مستوضحاً أكثر بعد لحظات أو شهور طالباً معلومات أوسع وهو يحس بالراحة والطمأنينة كلما أجبناه بصراحة والعكس صحيح.


نماذج من أسئلة الأطفال

ولابد من ذكر شيء هام جداً بهذا الصدد يجب على الوالدين إدراكه: أن يكون الوالدان حسني الإطلاع على دقائق الموضوع الذي يودان تفسيره، وأن يحسنا الاستماع الى كلام الطفل لكي يتعرفا الى الشيء الذي يود معرفته. فبماذا يجيب الوالدان عنه إذا كان سؤال الطفل عن الموضع الذي خرج منه إلى الحياة؟ فيجرب الوالدن هذه الطريقة: (ينمو الطفل في بطن أمه). وعند الحديث عن هذا الأمر من الضروري ألاّ نتكلم بانزعاج أو أن نشرح لهم عن الحمل بأن يؤذي الأم أو يربكها بل يجب القول بأن الأم والطفل متصلان ومرتبطان برابطة قوية وصميمية حتى لا يشعر الطفل بأن تكون الطفل أو إيداعه في بطن أمه هو شيء مؤلم أو غير مرغوب فيه.

وإذا سأل كيف يأخذ الطفل في النمو هل ينمو تلقائيا. أم أن الأم (معنية) للاضطلاع بهذا العمل كيفما اتفق؟، إذا أبدى الطفل مثل هذا الإلحاح فلا حرج في الرد عليه: (إن إنجاب الطفل هو قرار يتخذه الأب والأم معاً، فهما يسهمان في إيداعه بطن الأم).

وسؤال آخر هو (لماذا لا يكون الصبيان مثل البنات؟) على الأم أن تجيب الصغار أنهم سوف يصبحون آباء، أما البنات فسوف يصبحن أمهات، وعند هذا الحد يجب أن تتوقف الأم، لأنها بهذه الكلمات القصيرة ذكرت أهم الظروف الجنسية، وقد لا يدرك هذا الأمر الطفل إلا بعد زمن، وسوف يكون مرتاحاً لتفسيرها.

وقد يتبادر للأطفال سؤال هو (كيف يولد الأطفال؟) (لماذا هذه المرأة لها بطن كبير؟) فالأم هنا مدعوة الى ربط السؤالين رغم أن الطفل لا يلقيهما بنفس الوقت. عليها أن تشرح له: إن الطفل يكون في بطن الأم، قريباً من قلبها.. عليها أن تستعمل تعبير (قريب من القلب) لأنه يعطي معنى عاطفياً حاراً. نضيفه لكلمة بطن حتى لا يأخذ الحمل عند الطفل معنى هضمياً مما يسبب له الاضطراب، وبوسع الأم ان تشرح للطفل بأن الجنين مرتاح في بطنها ولا يمكن له العيش إلا في هذا المكان. إن التربية الجنسية لا تتوقف عند حدود المعلومات التقنية، بل يجب أن نضفي مناخ العاطفة والحب الذي يكمن في هذه الأشياء.

والسؤال المهم الآخر والذي يمكن أن يطرحه الطفل للأهل أنه (كيف يدخل الابن في الأم؟ وكيف يخرج منها؟ على الأم أن تشرح للطفل كيفية تكوين الجنين بالمقارنة بينه وبين البذرة فهو كالبذرة في البستان وعندما يكبر الطفل وينضج، ويجب القول له بأن الطفل يخرج بقدرة إلهية وعلى الأم أن تحترم الحقيقة، فجوابها الصادق يُرضيه، ولو أنه لا يفهمه إلا قليلاً قليلاً، وهذا شيء حسن لأن التربية الجنسية يجب أن تكتمل خطوة خطوة لأن الطفل يجب أن لا يعرف كل شيء دفعة واحدة بل على الأم أن تختار المعلومات المناسبة لقولها للطفل في العمر المناسب
.

التكرار ضروري

إن مواضيع الجنس لا تعالج دفعة واحدة، وإنما يجب أن يكون الجنس مادة لأحاديث ومناقشات عديدة تجري مراراً وتكراراً مع الطفل. وبدء الحوار والنقاش حول هذه المواضيع يكون أيسر وأسهل إذا جاء في سن مبكرة، فبدء الحوار حولها يزداد صعوبة متى بلغ الصغار سن المراهقة.

إذا ما تبين من النقاش أن الطفل أو الطفلة لا يعلمان الشيء الكثير عن الذكورة والأنوثة، فإن ذلك يجب ألا يثير في نفس الوالدين إحساساً بالحرج أو نقص التفسير بل يجب عليهما الاسترخاء والاكتفاء بالمعلومات اليسيرة القابلة للتكاثر مع الأيام، وألا يحسا بضاغط يضغط عليهما للبوح بمعلومات مكثفة لأن ذلك كفيل بزيادة حيرة الطفل.

ومن المؤكد أن الطفل سوف يتعلم من كل مكان أو معلومة فالأسرة ول بيئة يتلقى الطفل منها معلوماته وبعدها المدرسة والأصدقاء المجتمع ككل. إذاً فلا يمكن للأهل أن يكونوا المصدر الوحيد الذي يشبع فضول الطفل لمعرفة أمور كثيرة ومنها الجنس.




من مجلة الكلمة الطيبة

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	êومم3.jpg‏
المشاهدات:	93
الحجـــم:	22.7 كيلوبايت
الرقم:	2732  

 

شروفه غير متصل