عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-07, 10:49 PM   #267

شموع الامل
عضوية الإمتياز

 
الصورة الرمزية شموع الامل  







ملل

رد: موسوعة أسرتى وطفلى.كيف تربين وتتعاملن مع طفلك متجدد


الجوانب الاجتماعية وأثرها على الجنين






* د. زيدان عبدالباقي
تنعكس العلاقات الأسرية السيئة، وما يرتبط بها من صراعات بين الزوجين على الحالة الصحية للجنين، كما ينعكس اتجاه المرأة الحامل نحو حملها على حالتها الانفعالية أثناء الحمل. إذ يلاحظ أن المرأة التي تكره أن تكون حاملاً، أو التي لم تكن ترغب في الحمل، أما لكثرة ما لديها من أطفال أو لحالة الفقر التي تعاني منها، أو لضعفها الجسماني، أو لكراهيتها للزوج... تكون أكثر ميلاً إلى الاضطراب الانفعالي على اعتبار أن الاتجاه السالب نحو الحمل، يصاحبه في العادة نوع من الفثيان والتقيؤ. وذلك بالإضافة إلى أن الانفعالات والاضطرابات وعلم النضج الانفعالي، وما يرتبط بعدم التوافق مع الحمل، من الأمور التي تؤدي إلى ظهور بعض الاضطرابات وانعكاساتها في هذه الحالة، وبصورة أشد في حالة الحمل غير الشرعي.
وهناك بعض العادات الشاذة التي تمارسها نسبة محدودة جداً من الأمهات في شرقنا العربي الإسلامي، مثل تناول الخمور وما يترتب عليها من تغيرات كيمياوية في الدم تنعكس على كمية الغذاء المتاحة للجنين بشكل سلبي من حيث التغذية والتنفس. وهناك بعض المقاقير الطبية مثل (الباربتيورات) Barpiturates وكذلك بالنسبة لتعاطي المخدرات أو الإفراط في التدخين، ذلك أن لهذه السموم تأثيراتها على نمو الجنين. لا سيما وأن الجنين في بطن أمه يتأثر بتدخينها، حيث ينتقل النيكوتين إلى المشيمية، ثم إلى دم الطفل.
1 إلى 35 في الدقيقة، مما يكفي لتفادي النقص الخطير في الأوكسجين. وكذلك النزيف الذي يعقب عملية الولادة، كل ذلك يؤثر تأثيراً سيئاً على المولود، إذ قد يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي المركزي، الذي تكون له نتائج سيئة على النواحي العقلية والحركية مثل الضعف العقلي والصرع وما إلى ذلك.
وقد تؤدي الأسباب السابقة ـ في بعض الحالات ـ إلى الولادة المبتسرة أو غير الناضجة أو التي قد تحدث قبل أن يتم الجنين ((فترة الحمل)) بالكامل داخل بطن أمه، مما يجعله يخرج إلى الحياة، وهو على غير استعداد لهذه الحياة في بعض الأحيان، خارج رحم الأم. وقد يكون ذلك ناجماً عن ضعف الأم الشديد، أما لكثرة مرات الولادة السابقة، أو لضعفها الجسماني نتيجة الإرهاق في التعليم والعمل... والتوترات النفسية التي تعاني منها، مما يعرض الجنين لقدر كبير من الشدة والعناء داخل رحم الأم، وكذلك أثناء خروجه إلى الحياة. ومثل هذا الطفل يكون وزنه ـ في الغالب ـ أقل من وزن الطفل الذي يولد في موعده وتكون أو ضياعه داخل رحم أمه أفضل من أوضاع هذا الجنين. ونتيجة للولادة المبتسرة، أو لنقص وزن المولود، أو لاستخدام الآلات في مساعدة الوليد على الخروج من بطن أمه... يكون هناك احتمال كبير لإصابة مثل هذا الوليد بالخلل العقلي. وقد يعاني من صعوبات كلامية ونقص في التآزر Coordination الحركي، وتطرف النشاط، أما بالزيادة أو بالنقصان، فضلاً عن الصعوبات المرتبطة بعملية ضبط الإخراج. ومن نتائج ذلك أيضاً الإصابة بحالة التشتت، وعدم التركيز الذهني، مما يؤثر على النمو التعليمي للطفل.
وترتبط الناحية العقلية بالجوانب النفسية، حيث يرث المولود ذكاء من يحمل سماته من والديه أو أجداده. ولذلك يقال إن الطاقة العقلية الوراثية تأتي مع الطفل، أو هي الطاقة الولادية الموروثة عن الجهاز العصبي، والتي تحددها ((الجينات)) ثم تتولى البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها هذا الطفل ـ بعد ذلك ـ تتولى تعليمه وتدريبه، وما ينجم عن ذلك من نمو في العقل. وهذا النمو يسمى: الذكاء. وهذا الذكاء تختلف كميته من بيئة إلى أخرى، تماماً مثل البذرة التي تغرس في أرض طيبة، وتسقى بماء عذب، فإنها تنبت وتعطى حصاداً طيباً... بينما بذرة أخرى مشابهة لو غرست في أرض رملية، وسقيت بمياه ذات ملوحة مرتفعة، فإنها لا تعطي حصاداً مشابهاً. وكذلك الحال بالنسبة لعقلية الطفل الذي يوجد مع أبوين متعلمين يكرسان كل أوقاتهما لابنهما، ويساعدانه في دراساته، وفي استثمار أوقاته ونشاطاته بصورة إيجابية، بينما طفل آخر يعيش مع أبوين جاهلين يفضلان ازجاء أوقاتهما بعيداً عن أولادهما... ومن هنا فإن ذكاء الطفل الأول ينمو ويرتفع ويتقدم وتتعدد أبعاده، بينما ذكاء الطفل الثاني ينمو ويتقدم ببطء شديد.
وفي هذا يقول الدكتور حامد زهران، مستنداً إلى أقوال كل من فيليب فرنون Vernon وهب Hebb وبياجيه Piaget إن الذكاء العالي لا ينتج إلا عن الذكاء الوراثي العالي ويحتاج ـ بالضرورة ـ إلى الغذاء العقلي الطيب في البيئة الاجتماعية. ومن ثم فالطفل لابد له ـ عن طريق الوراثة ـ من المخ القادر على تكوين الأفكار واكتساب العادات وتمييز المدركات... ولابد له من الدافع أو الحاجة إلى الاستكشاف والتجريب والاهتمام بالبيئة، بمعنى أن كل طفل بحكم حاجته إلى إشباع دافع الاستطلاع يريد أن يفهم العالم من حوله. ومن جهة أخرى فإن الأفكار والمدركات التي يحصل عليها تتراكم تدريجياً في هذه المحاولات البسيطة، وتيسر له السيطرة الأحسن والفهم الأفضل للعالم من حوله، فهو يحتاج إلى الكثير من المثيرات المادية، والكثير من الأشياء، وخاصة المثيرات من البيئة الاجتماعية، التي يقوم ويوجه بها الكبار من حوله، يوجهون بها أفكاره واتجاهاته وأنماط سلوكه.

شموع الامل غير متصل