عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-03, 04:19 PM   #4

اسير
عضو واعد

 
الصورة الرمزية اسير  







رايق

[ALIGN=JUSTIFY]3- ما فائدة تلك النهضة التي أقامها وقتل في سبيلها، كما قُتِلَ أهل بيته فيها؟
نتائج نهضة الحسين (ع):

إن نتائج ثورة الحسين (ع) خالدة تعود إلى المجتمع كله ومنهاجاً للبشر مدى الأجيال في إعلاء الحق وإزهاق الباطل. وهي صرخة نتاجها الحق.ومن فوائدها:

الأول: صد الحكم الأموي الغاشم عن السير في خططه الهدامة التي محورها ((مَحْق الإسلام)) وموادها ملأت صحف التاريخ .. ومنها:

1- معاداة معاوية لأمير المؤمنين علي (ع) ومعارضته له في جميع الحالات واستهانة السيادة الإسلامية ((الخلافة)) وأصبحت الأمة من جراء ذلك لا تعتني بعظمائها ولا يأخذوا أفعالهم مناهج في سيرهم ولم يتبعوا آثاراهم وأقوالهم ولم ينتهوا بمناهيهم فأثّر ذلك فيهم حتى جعلوا القرآن وراء ظهورهم، وعرض بذلك الذل والتقهقر .. إلى أن انتبهوا (بصرخة الحق).

2- قتلهم ونفيهم أصاب الحق والفضيلة والإيمان والجهاد، وكل صحابي جليل ومجاهد قدير أو آمر بالمعروف أو ناه عن المنكر .. كتبعيد أبا ذر الغفاري الصحابي الأكبر الصديق الأمين إلى منطقة الربذة. وسحق ابن مسعود الصحابي الكبير ذو المناقب الجمة وقتله، وقتل عمار بن ياسر الصابر في سبيل الله. وقتل حجر بن عدي الرجل الصالح التقي ورفاقه الأبرار أصحاب أمير المؤمنين. وقتل محمد بن أبي بكر وأشياعه المتقين .. إلى غيرهم من أصحاب الإمام علي (ع) أصحاب الحق والفضيلة والجرأة.

فعلو كل ذلك ليتسلطوا على االأمة ويكونوا ملوكاً حتى أخرج الله من ادخره لإنقاذ دينه "وهو الحسين بن علي (ع)" فنهض تلك النهضة التي بددت كيانهم.

3- تأميرهم كل فاجر فاسق، وكافر منافق على الأمة المؤمنة يعيثون في الأرض فساداً ويكثرون فيها عتواً. كتأمير معاوية على الشام واالوليد على الكوفة، واستخلاف معاوية ابنه يزيد، وتأمير يزيد عبيدالله بن زياد إلى غيرهم ممن يبرأ من الحق من مجركي التاريخ.

4- عداؤهم لأهل بيت رسول الله وإبادتهم، بين قتل وسب وغصب وتشريد وهتك إلى غيرها من الإهانات التي تحط من قوتهم. فكانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام بتراً لحكمهم وصداً لهم وردعاً لعدائهم. وبثورته عليه السلام تنبهت الأمة إلى التأخر الذي أوقعه الحكم الأموي في مجتمعهم فتمسكوا بأهل البيت لإقامة الحق.

الثاني: كشف الحجب عن أعمال تلك السياسة السوداء وبان المقصد الخبيث الذي أكنوه في أعماقهم لإصابة الإسلام والمسلمين.

فأحرق (ع) تلك الأغشية الخلابة الخداعة التي نصبوها ستراً لقبائحهم ومنكراتهم بلهب ثورة شع نورها حتى أوضح الحقائق للعالم أجمع، تلك ثورة أبى عبدالله الحسين التي كانت بدءاً وختاماً فضيحة لبني أمية .. أما ابتداؤها فمن إخراج سيد شباب أهل الجنة من مقره في العراق وحصر الطريق عليه وصده عن الرجوع أو دخول أحد بلدان المسلمين، ثم بعد الحصر في أرض الشهادة حيث أعمال العنف والظلم الشديدين عليه وعلى أهل بيته والغربة في القفر ومنع الماء عنهم ثلاثة أيام بلياليها. وأما انتهاء: فحرق مآوى حرائر الرسول الثواكل وذريته حيث لا مقر ولا مأوى وسبيهم من الطف بأبشع الصور إلى الكوفة ثم إلى الشام وإهانتهم في الطرق والمجالس كأنهم سبايا الترك أو الديلم إلى غير ذلك من المظالم والفجور.

فهذا كله أثّر في أنفس الأمة وأنتج المقصود من إبادتهم واجتثاث أصولهم

الثالث: بث روح الحركة والشعور بالمسؤولية عن الأمة والدين في أنفس المصلحين من المؤمنين وتنبيه الغافلين عن التأخر إلى التقدم والسعادة، فصارت ثورة الحسين (ع) مناهج لهم في ذلك الأوان ودروساً لمن رأى في نفسه الشعور. فما مضت برهة من الزمن على ثورته إلاّ والمصلحون يثبون للإصلاح في وجه الأمويين حيث وثبة أهل المدينة في واقعة (الحرة). وعبدالله بن الزبير والمختار بن عبيدة الثقفي ، وابن الأشتر النخعي ، والتوابون، وزيد بن علي الشهيد ، والحسين بن علي شهيد (فخ).

إلى غيرهم من المصلحين في ثوراتهم التي استوحت النضال ضد الباطل من ثورة أبي عبدالله الحسين (ع).

الرابع: إحياء العزم والقوة اللذان ماتا تلك الفترة في المسلمين. ذلك العزم الذي استولوا به على نصف المعمورة وزلزلوا به عرش الروم. فإنه (ع) أعاد بثورته ذلك الخلق السامي إليهم.. فأخذوا يجاهدون في سبيل الله وينبذون الباطل وأولياءه، ويتبعون الحق ودعاته.

وأخيراً فثورة الإمام الحسين (ع) ينبوع خير أفاضه علينا لنعيش في نعمائه سعداء، ومنار قدس مضى لتسير عليه في الحياة برغد. وهي جهاد روحي متواصل ضد الظلم تبقى آثارها مع الحياة ليجعلها كل من يريد الإصلاح نصب عينيه شعاراً ينهج على سبيله.
[/ALIGN]

__________________
اميري علي ونعم الامير

اسير غير متصل