عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-02, 01:56 AM   #4

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

ينكرونها على اهل البيت ويثبتوها لأقل الناس


بسمه تعالى

السلام عليكم

الشكر الجزيل والثناء الجميل للاخ ذوالفقار على هذه التحفة التي أهداها لنا ونفعنا بها اسأل الله ان يديم سلامته ...

المحدّثون عند أهل السنة
إذا كان تحدّث الملائكة مع أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا غلوّاً ، فلنلقي نظرة على كتب الحديث

والسيرة والتاريخ عند أهل السنة ، لنرى كيف يدّعى تحديث الملائكة مع جماعة من رجالهم :

(1) أخرج البخاري في مناقب عمر بن الخطاب – وبعد حديث الغار – عن أبي هريرة ، وأخرج مسلم في فضائل عمر أيضاً عن عائشة : أن عمر بن الخطاب كان من المحدثين .

وقد حاول شرّاح البخاري أن يأولوه بأن المراد أنه من الملهمين أو من الّذين يلقى في روعهم أو يظنون فيصيبون الحق فكأنّه حُدّث ... وهو كما ترى تأويل لا يساعد عليه ظاهر للفظ . ولأجل ذلك قال القرطبي : إنّه ليس المراد بالمحدّثين المصيبين فيما يظنون ، لأنه كثير في العلماء بل وفي العواك من يقوى حدسه قتصح إصابته ، فترتفع خصوصية الخبر وخصوصية عمر .

(2) ممن ادّعى أن الملائكة تحدّثهم عمران بن الحصين الخزاعي المتوفى سنة 52 هـ قالوا : كانت الملائكة تسلّم عليه حتّى اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاماً ، ثم أكرمه الله بردّ ذلك .




(3) ومنهم أبو المعالي الصالح المتوفى سنة 27هـ ، رووا أنه كلّمته الملائكة في صورة طائر .

(4) أبو يحيى الناقد المتوفى سنة 285 هـ رووا أنّه كلّمته الحوراء .

وأمثال هذه المرويات في كتب السّنة غير قليل ، ولم يستنكر ذلك أحد ولم يتّهم أصحابها بالغلو .

ومما يدلّ على عدم الملازمة بين تحديث الملائكة والنبوّة ما رواه الكليني عن حمران بن أعين قال : قال أبو جعفر { الباقر} عليه السلام : (( إن علياً كان محدّثاً )) فخرجت إلى أصحابي فقلت : جئتكم بعجيبة فقالوا : وما هي ؟ فقلت : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان علي عليه السلام محدثاً ، فقالوا : ما صنعت شيئاً ، ألا سألته من كان يحدّثه ، فرجعت إليه .. فقال لي : يحدّثه ملك ، قلت : تقول : إنّه نبي ؟ قال : فحرّك يده – هكذا – أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أوما بلغكم أنه قال : وفيكم مثله ؟ ! .


وفي (( بصائر الدرجات )) هذا الخبر هكذا : عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ألست حدثتني أنّ عليّاً كان محدّثاً ؟ قال : بلى ، قلت : من يحدثه ؟ قال : ملك . قلت : فأقول : إنّه نبيّ أو رسول ؟ قال : لا . بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ، ومثل ذي القرنين { أما بلغك أن علياً سئل عن ذي القرنين ، فقالوا : كان نبيّاً ؟ قال : لا ، بل كان عبداً أحبّ الله فأحبّه وناصح الله فناصحه }

ولا بدّ من الإشارة إلى بعض رواياتنا التي تتحدث عن مصحف فاطمة أنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخط علي عليه السلام :

(1) فعن علي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... وعندنا والله مصحف فاطمة ، مافيه آية من كتاب الله وانه لإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده )) .

(2) عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام : (( ... وخلّفت فاطمة مصحفاً ما هو قرآن ولكنه من كلام الله أنزل عليها إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وحط علي )) .

(3) عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما والله ما فيه حرف من القرآن ، ولكنه إملاء رسول الله وخط علي )) .

هذه الروايات الثلاث تخالف الروايات المستفيضة المتقدمة في حقيقة مصحف فاطمة ، حيث ذكرت أنه (( إملاء رسول الله )) والثانية منها لا تخلو من تهافت حيث جعلته كلاماً من كلام الله أنزل عليها ، وفي عين الحال جعلته من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو كان من إملاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما كان منزلاً عليها بل عليه ، والحاصل أنه لا بد من علاج هذه الروايات أو طرحها والعلاج بأحد وجوه :

1ـ ربما كان ذلك من باب اشتباه الرواي أو الناسخ حيث خلط بين الصحيفة الجامعة التي أملاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي عليه السلام وخطها بيمينه ، وبين مصحف فاطمة الذي بيّنت الروايات أنه حدّث الملك به فاطمة وكتبه علي عليه السلام ، خاصة كون الإثنين واردين معاً في نفس النصوص المذكورة .

2ـ أن يكون المراد برسول الله في هذه الأخبار الملك الذي كان يحدّث فاطمة عليها السلام لا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كما احتمله المجلسي ) .

3- كما يحتمل أن يكون مصحف فاطمة عليها السلام متضمناً لبعض المعارف التي تلقّتها عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإضافة إلى ما تقدّم من الأمور التي كان يحدّثها بها الملك ، ولعلّ الرواية التي تذكر شمول المصحف المذكور لوصيّة فاطمة عليها السلام تقصد هذا . فيصحّ عنئذٍ أنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بهذا الإعتبار ، والله أعلم .

4ـ كما يحتمل أن تكون فاطمة عليها السلام قد تركت مصحفين ، الأول دونت فيه بخط علي عليه السلام ما حدّثتها الملائكة به بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم والآخر دونت فيه بعض العلوم التي أملاها عليها وعلى علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه فيتعدّد الموضوع .

وعلى أي حال فهذا لا يضرّ بمقصودنا ، وهو نفي التهمة التي يتمسّك بها المخالفون ، حيث صرّحت جميع الأخبار – بما فيها هذه الثلاثة المتقدمة – بنفي القرآنية عن مصحف فاطمة .

في نهاية المطاف نذكّر أن المصحف المذكور بقي عند أئمة أهل البيت عليهم السلام يتوارثونه مع بقيّة الكتب المتضمنّة لعلوم الأنبياء والرسل الماضين ، ومع صحيفة الأحكام الجامعة التي أملاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي عليه السلام ...

وقد كان هذا الميراث العلمي يشكل أحد علائم الإمامة الكبرى .

المهمّ هو الإشارة إلى أن مصحف فاطمة كبقية الصحف والكتب لم تنتقل إلى غيرهم عليهم السلام ، ولم تصل إلى شيعتهم ، وليس هناك أي واقع لما يدّعيه افتراءً بعض الكتّاب من كون هذا المصحف متداولاً في بعض مناطق الشيعة ، لا في بلاد الحجاز ولا في غيرها ، والمؤسف أن أصحاب هذه الأقلام يطلقون العنان لأقلامهم دون تدبّر ولا تثبّت ، ويأخذون معلوماتهم من العوام ، ويصدقون كل مقولة للطعن والتشنيع ، فيثبتونها في كتبهم لتصبح بعد ذلك مصادر يعتمد عليها المأجورون والساعون وراء تفريق المسلمين وزرع الفتن بينهم .

نسأله تعالى أن يعصمنا من الزلل وأن يغفر لنا هفوات الفكر واللسان وأن يحفظ المسلمين من كيد الشياطين وأهل الفتن
والسلام

الصراط المستقيم غير متصل