عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-08, 02:13 AM   #9

المنهال
مشرف الأسلامي

 
الصورة الرمزية المنهال  






رايق

رجواب مختصر


بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله
اختنا الفاضلة نورس الايمان والحب
اعتذر لعدم دخولي في الايام السابقة وذلك لوجود مناسبة عندنا ولنقطاع النت عنا وعليه ارجو قبول عذري على التأخير في الرد على استفساركم
الجزء الاول
مولاتي الجليلة .. لا اشكال أن معرفة آل محمد ( عليهم السلام ) بحقيقة المعرفة صعبة المنال الا لمن خصه الله بعنايته ومع هذا نحن مطالبون بمعرفتهم فعلى معرفتهم تتوقف الكثير من العبادات ولا يخفى عليكم ان المعرفة مراتب ولتقريب الفكرة نذكر مثال :
البكاء على آل محمد ( عليهم السلام ) وإقامة المآتم وتفسير ابتلاءهم ومحنهم ونحو ذلك كل هذا يختلف باختلاف الاعتقاد بحقيقة محمد وآل محمد (صلى اله عليه وآله )
فإذا كان شخص يبكي على الحسين ( عليه السلام )

*لأنه ظلم وسلب حقه
*لأنه معصوم
*لأنه ابن الرسول الكريم
فإنه إذا عرف مقام الحسين الحقيقي من الله تعالى عندها يغشى عليه بمجرد سماع ذكر الحسين عليه السلام
فمن هو الحسين ؟
الحسين الذي يعلم بتفاصيل واقعة عاشوراء ومع ذلك اقدم وهو يصرح للجميع : " كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء "
الحسين الذي كان يستطيع ان يفني وجودهم بولايته التكوينية أو بدعائه المستجاب : " ياسماء قري ويا ارض استقري فأنا حجة الله على الخلق "
ومع ذلك صبر لعشقه الشهادة وعشق لقاء الله وجواره
فاذا تعمق الانسان في معرفتهم وعرف هذا الجانب من حقيقتهم فان البكاء يختلف عنده وصبر الحسين يعظم عنده أيضاً
أليس معرفة آل محمد وسعة علمهم وقدرتهم في التصرف بالكون تزيدنا فيهم حباً وقرباً ؟!

وعليه كلما تعرفنا على ساداتنا وعرفنا مكانتهم كان القرب منهم والذوبان فيهم والحرص على رضاهم هو هدفنا وحتى البكاء واظهار الحزن عليهم يزداد لانه ناتج عن علم وعقيدة واطمئنان لمعرفتنا بهم (صلى الله عليهم أجمعين )
فهناك من يبكي على الحسين( عليه السلام )مثلاً لتأثير الضمير..لماذا؟

لان الامام مظلوم
او لمجرد العاطفة الانسانية
أو لسماع الفاجعة فينفعل
ولكن هذاالبكاء ليس اعمق من البكاء الناتج عن احاطة بمعرفتهم فنحن نعتقد أن كل حركات وسكنات آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) يختلف تفسيرها باختلاف معرفتهم ..
فهذا مولانا الصادق عليه السلام يتضرع لله من اجل تلك الدمعة والصرخة فيقول "وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا , وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا "
مثال ثاني
حول سلطان الزمان عليه السلام الحجة المنتظر ارواحنا فداه
نحن اذا عرفنا ماأولاه الله اياه من قدرة وعلم حيث جعل بيده تسخير الجن والانس والجبال والسماء وجنودهما ومع هذا نجده ينتظر قضاء الله في الخروج كل يوم جمعة
..

ويصبر لماذا ؟
لانهم عباد مكرمون لايسبقونه بالقول (صلى الله عليهم أجمعين )
الامر المؤسف
نقرأ في هذه الايام ونسمع في مختلف القنوات والوسائل أن القول بقدرتهم وعلمهم واحاطتهم بالامور وغير ذلك ان هو الا غلو بآل محمد صلى الله عليهم أجمعين

هؤلاء يقيسون الاشياء بذهنهم الخاص
وبعقلهم الشخصي
ومعلوماتهم الناقصة
ومعرفتهم المكتسبة من جراء مجتمعات خاصة
أو جهة معينه
ولبعدهم عن القرآن ينتج عنه التكذيب بحقيقة آل محمد صلى الله عليهم أجمعين
ولو أنهم تدبروا في آيات القرآن وتأملوا فيها بعيداً عن خيالاتهم لوجدوها تعكس الفضل والمقام لاناس اطاعوا الله واخلصوا له وهم قطعاً دون آل محمد صلى الله عليهم أجمعين فكيف بآل محمد وهم سادة الخلق الذين لا يقاس بهم أحد وهم علة وجود هذا الكون بأسره !!
الآن انتقل معكم الى قول الله تعالى في سورة الكهف : " إن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا . . .
وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله

وتحسبهم ايقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال . . ."
وهذه دعوى للتأمل في هذه الايات المباركة الشريفة والتدقيق فيها واكتفي بالنقل للتدبر
من مقامات آل محمد
الامام الصادق عليه السلام يشير الى مقاماتهم عليهم السلام بقوله " ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه ، فلا تجحدوه وردوه الينا . . . "
وايضا هذا قول الامام الكاظم عليه السلام في نفس الصدد :

" إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزت له قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله والرسول والى العالم من آل محمد ( عليهم السلام ) ، وانما الهالك ان يحدث أحدكم بالحديث أو بشئ لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا ، والله ما كان هذا ، والانكار لفضلهم هو الكفر "

الجزء الثاني

اختنا الفاضلة
« عرى » بضم العين وفتح الراء جمع العروة بالضم والسكون ، وعروة الكوز والقميص معروفة ، والعروة أيضا من الشجر الشيء الذي لا يزال باقيا في الأرض ولا يذهب وقد يراد بها الأصل على سبيل التشبيه ويجوز هنا إرادة جميع هذه المعاني أما الأولان فعلى سبيل المكنية والتخييلية كما شارنا سابقاً وتفصيل ذلك بأن شبه الايمان بالظرف الذي لا يتم ولا يحمل مع ما فيه إلا بالعروة أو بالقميص الذي يحيط باللابس وأثبت لها العرى وأراد بها الأحكام والأخلاق والآداب اللازمة للإيمان التي هي متمسك الإيمان ولا يتم الايمان الا بها ..ولا يخفى عليكم أن للامامة آلات لا تتم الا بها مثل الكتب والسلاح والعلم وغيرها فمن لا يملك كتاب ينص عليه فليس بإمام ومن لا يملك السلام المدافع فليس بإمام ومن لا يملك العلم ليس بإمام وهكذا وايضا الايمان لا يتم الا بآلاته وهي الأحكام والأخلاق والآداب اللازمة للإيمان ..
فمن لا يتعلم لاحكام ويعمل بها ليس بمؤمن لانه سيقع في المحاذير الشرعية
ومن لا اخلاق له لا دين له ولا ايمان له فهذه لوازم للإيمان لا يكون الانسان مؤمن الا بتوفرها فيه
هذا واشكرهذه الاثارة المباركة
والسلام
__________________


ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام .
وقال عليه السلام : لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته .

المنهال غير متصل