خادم الحرمين الشريفين: السعودية ليست بحاجة لبيع أي من استثماراتها السيادية.. والاتفاقية النقدية الخليجية ستخضع للمراجعة قبل التنفيذ... وسعر النفط العادل بين الـ 75 والـ 80 دولاراً للبرميل
أرقام 26/05/2009
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن السعودية لم تقم ببيع أي من الاستثمارات السيادية وأن أموال وموجودات السعودية لم تتأثر جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أنها ليست بحاجة لبيع أي من استثماراتها.
كما أكد الملك عبد الله في مقابلة نشرتها صحيفة السياسة الكويتية اليوم أن حدوث تراجع في أسعار القليل من هذه الاستثمارات لا يحمل في طياته أية خسارة محققة, كونه تراجعاً في القيمة الدفترية فقط، أما إذا كان هناك بيع فإنه بيع لتصحيح مراكز الاستثمار من أجل أداء أفضل ومردود نستفيد منه وكله يجري وفق دراسات وتحليل عالي التقدير من قبل جهاز الدولة المالي.
وأشار إلى أن السعودية ماضية في تنفيذ المشاريع التي تضمنتها الخطط التنموية، ولن يتقلص حجم الانفاق مؤكداً أن السعودية ليست بحاجة إلى ديون داخلية أو خارجية, وستنفق بما لا يسمح بعودة التضخم في مشاريع منتجة، وتعيد ما استثمر فيها من مال وفق سلوك اقتصادي ينمي قوة الدولة الاقتصادية، ويلبي رغبتها في ميزانيات قادمة تكون رقمياً أعلى من سابقتها.
وقال إنه سيتم قريباً الإعلان عن مشاريع كبرى تشمل البنية التحتية والإعمار والصناعة في مدينة ينبع, ومشاريع مياه تبلغ تكلفتها قرابة تسعة مليارات ريال في العاصمة الرياض وحدها.
وفيما يتعلق بالأسعار الحالية للنفط رأى خادم الحرمين الشريفين أن السعر العادل هو خمسة وسبعون أو ثمانون دولاراً للبرميل, ولا سيما في الوقت الراهن, مؤكداً أن النفط مادة استراتيجية مهمة ستزداد حاجة العالم إليه في قادم السنين أكثر من الأعوام الماضية, وسيظل هو عنصر الطاقة الأهم الذي لا بديل عنه.
كما رأى أن تقلبات الأسعار في السوق العالمية مآلها الاستقرار على سعر عالٍ لا متدنٍ للنفط مستقبلاً, مضيفاً "تراجع الأسعار في الفترة الماضية أسبابه معروفة، وقد لا تتكرر في المستقبل على الإطلاق" مشيراً إلى تعاف سريع للاقتصاد العالمي, ومؤشرات لزيادة الطلب على هذه المادة.
وحول مستقبل الاتحاد النقدي الخليجي بعد إعلان الإمارات انسحابها قال الملك عبد الله: "إخواننا في دولة الإمارات هم أبناء أخونا الشيخ زايد- رحمه الله- الذي يعد أحد أركان تأسيس مجلس التعاون الخليجي" مؤكداً أن الاتفاق على الوحدة النقدية سيخضع للمراجعة قبل إقراره أو دخوله حيز التنفيذ وستتمخض عنها نتائج وقرارات من رحم القيم الخليجية التاريخية التي يحرص الجميع على المحافظة عليها كونها تثري علاقات التعاون.
ورداً على سؤال حول هل سيؤثر انسحاب الإمارات من اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية في العلاقات السعودية– الإماراتية قال الملك عبد الله "قد تختلف زعامات دول مجلس التعاون على آراء أو قضايا معينة, ولكن هذا الاختلاف لا يلبث أن يتبدد، سواء في القمم الخليجية أو اللقاءات الثنائية".