New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية > ركن سين جيم العقائدي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-02, 05:14 PM   #1

ابن الجزيرة
مبتدئ  






رايق

لماذا قعد الإمام علي عليه السلام عن المطالبة بحقه ؟


في البداية شكرا لكم على المنتدى (سين جيم) اللذي قل نظيره في باقي المنتديات وهذا إن دل على شيء إنما يدل على حرص أهالي الجزيرة على رغبتهم في نشر الوعي والثقافة الدينية في ربوعها ، لكم منا خالص الشكر وجزا الله خيرا القائمين عليه خير الجزاء .

عندي بعض الأسئلة والإشكالات العقائديه والفقهية سوف أنزلها تباعا أتمنى أن أجد من يجيبني عليها وله من الله جزيل الثواب .

من المعروف عند الشيعة أن الإمام علي عليه السلام هو الخليفة الشرعي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولكن القوم منعوه من تسلم الخلافة ؟

ولكن نحن نعلم بأن الإمام علي عليه السلام أشجع الناس وأقواهم ، فلماذا سكت عن حقه ؟
ولماذا لم يحاربهم ؟

أتمنى أن أجد لديكم إجابة على سؤالي ؟

__________________
تاروت در وياقوت ومرجان
ولؤلؤ ساحر الألوان فتان

ابن الجزيرة غير متصل  

قديم 01-05-02, 10:52 PM   #2

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

لملذا سكت الامام عن حقه ؟لم يجد الانصار ولم يحاب لخوفه عليهم م الارتداد


بسمه تعالى

السلام على مولانا ابن الجزيرة بعد الشكر لكم على هذا التفاعل بالسؤال لتفعيل المنتدى نجيبكم على سؤالكم بختصار وارجو ان يكون نافعاً.........


السؤالكم هو((ولكن نحن نعلم بأن الإمام علي عليه السلام أشجع الناس وأقواهم ، فلماذا سكت عن حقه ؟
ولماذا لم يحاربهم ؟

والجواب مفصلاً

إعلم أنه لا صعوبة في الجواب عن هذا السؤال لمن تأمل الأمر ، لأن الله تعالى إذا علم أن المصلحة الدينية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله في إمامته وفرض طاعته ، وقد فعل ذلك النبي صلى الله وعليه وآله بأمره تعالى .

وإذا كانت المصلحة في تدبيره لأمور الأمة ، إنما يتم بتمكينهم له من النظر والتدبير والأمر والنهي والحل والعقد ، وجب أن يأمرهم بتمكينه ويوجب عليهم التخلية بينه وبين تدبيره ، وقد فعل ذلك على أوجه الوجوه فخالفوا وعصوا واتبعوا الهوى المردي ، وعدلوا عن الحق المنجي .

فقامت له جل ثناؤه بذلك الحجة عليهم ، لأنه أزاح علتهم فيما به تتم مصلحتهم ، وفعل ما يتم به ذلك من مقدوره ، وهو النص والدلالة والحجة والأمر بالتمكين وإيجاب التخلية ، ونفي ما هو في مقدورهم من التمكين والتخلية اللذين لا يتم التصرف إلا بهما ، فهم الملومون المعاتبون على فوت مصلحتهم

وهو تعالى المشكور على فعله بهم . وليس يجوز أن يكرههم ويلجأهم إلى التمكين ، لأن ذلك يبطل التكليف ، ويسقط استحقاق الثواب ، والمجزي بالتكليف إليه .

وأما المحاربة : فإن كان الغرض في تكليفها أن يرجع القوم عن الباطل إلى جهة الحق

فقد يجوز أو يعلم أو يغلب في الظن في أحوالهم أنه بذلك لا يرجعون ، فلا طائل إذن فيها .

وإن كان الغرض في المحاربة ما يجب في جهاد الباغي على الإمام الخارج عليه العادل عن طاعته ، فإن ذلك كله إنما يجب مع التمكين والقدرة والأنصار والأعوان ، ولم يكن شئ من ذلك في تلك الأحوال . وهذا كاف في سقوط فرض المحاربة

إلا أنا كنا نريد أن تعلموا بأن العلة في الكف عن المحاربة الخوف من ارتداد القوم ، فيجب أن نعدل عن الجواب بغيره من أنه غير متمكن من ذلك انعقد الناصر وما جرى مجرى ذلك .

فنقول : إذا كانت المحاربة إنما يتكلف لوجوب الجهاد الباغي الشاق للعصي ، فقد يجوز أن نعلم أنها تؤدي إلى فساد في الدين من ردة عنه أو ما أشبهها فيقبح استعمالها ، لأنها مفسدة ، وليس ذلك بموجب أن يكون نفس الإمامة هي المفسدة ، أو تدبير الإمام أمور الأمة وتعريفه لهم ، لأن المفسدة هاهنا منفصلة عن الإمامة نفسها ، وإن عرضت في المجاهدة لمن خالف الإمام الذي هو مصلحة الأمة أما تدبير الإمام يتم ، وذلك لا يتم إلا بالنص عليه

وإيجاب فرض طاعته ، والاستفساد الذي ذكرناه غير وراجع إلى شئ من ذلك ، بل هو راجع إلى المحاربة من بغى على الإمام وخالف طاعته وإمامته ، وذلك منفصل عن نفس الإمامة .

وان الجهاد المارق عن الدين ومحاربة الباغي عن الإمامة ، إنما يجب إذا لم يعرض فيها استفساد يسقط وجوبها بل قبحت ، ولا شئ من الواجبات إلا ومتى عرض فيها وجه قبح سقط وجوبها

ارجو ان يكون الجواب واضح وشافي ونسألكم الدعاء

والسلام

الصراط المستقيم غير متصل  

قديم 02-05-02, 05:13 AM   #3

ابن الجزيرة
مبتدئ  






رايق

شكرا لكم أخانا العزيز الصراط المستقيم على الإجابة ،

لكن اقول لك الصراحة واجهت صعوبة كبيرة في فهمها ، فهي غامضة بعض الشيء

أتمنى أن تكونوا أكثر وضوحا في إجاباتك لكي يستفيد الجميع .


شوي ...شوي ... علينا

ولك مني خالص التحية

__________________
تاروت در وياقوت ومرجان
ولؤلؤ ساحر الألوان فتان

ابن الجزيرة غير متصل  

قديم 02-05-02, 05:52 AM   #4

ذو الفقار
عضو واعد

 
الصورة الرمزية ذو الفقار  






رايق

الأخ العزيز ابن الجزيرة تحية طيبة وبعد
إضافة إلى ما قاله لكم الصراط المستقيم دامت تأييداته ، لعل وعسى أن تكون واضحة لكم ولغيركم :

والجواب على ذلك بعدة أوجه :

1- جواب نقضي :
إن الله سبحانه وتعالى لا اظنكم تنكرون قدرته ومع ذلك قتل انبياؤه ورسله وادعى فرعون الربوبية مكانه .. وما زال المؤمنون يقاسون الويلات من الكافرين .. اترى انه لا يقدر على ردعهم ام ان الله سبحانه وتعالى له حكم هو قاضيها ..
وهو يمهل ولا يهمل ..
فما جرى على علي اذن الله به ليملي لهم ليزدادوا اثما ..

2- حفظا للدين وشريعة سيد المرسلين من الضياع والإنهيار :

إن عليا عليه السلام كان متفانيا في الله سبحانه وتعالى ، فلا يريد شيئاً لنفسه ، ولا يطلب المصالح الشخصية ، بل أثبت في حياته وسلوكه أنه عليه السلام كان وراء المصالح العامة ، وكان يبتغي مرضاة الله تعالى بالحفاظ على الدين ، وإبقاء شريعة سيد المرسلين .
ولا يخفى أن الإسلام في ذلك الوقت كان بعدُ جديداً ولم ينفذ في قلوب أكثر معتنقيه ، فكانوا مسلمين بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، لذا كان الإمام علي عليه السلام يخشى من حرب تقع بين المسلمين إذا جرد السيف لمطالبة حقه بالخلافة التي كانت له لا لغيره ، أو مطالبة فدك لفاطمة عليها السلام ، أو مطالبة إرثها من أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله ، الذي منعها إياه أبا بكر ، فسكت علي وسكن لكي لا تقع حرب داخلية ، لأنه كان يرى فيالمطالبة بحقه في تلك الظروف الزمنية زوال الدين ، وإفناء الإسلام لو وقعت حرب بين المسلمين . وقد كان أكثرهم ينتنظرون الفرصة حتى يرتدوا إلى الكفر .

لذلك جاء في الروايات أن الزهراء عليها السلام عندما رجعت من إلقاء خطبتها العظيمة في المسجد خاطبت أبا الحسن عليه السلام وقالت :
يابن أبي طالب ..اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل ، وخانك ريش الأعزل ! هذا ابن أبي قحافة يبتزمي نحلة أبي وبلغة ابني .... الخ .

فأجابها أمير المؤمنين عليه السلام : نهنهي عن نفسك يابنة الصفوة وبقية النبوة ، فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري .... ألخ
وبينما هو يكلمها ويهدأها وإذا بصوت المؤذن قد ارتفع فقال لها علي عليه السلام : يابنت رسول الله ! أتحبين أن يبقى هذا الصوت مرتفعا ويخلد ذكر أبيك رسول الله (ص) فاحتسبي واصبري .
فقالت حسبي الله وأمسكت .

3- وصية وصاها إياه رسول الله صلى الله عليه وآله فحواها أن يصبر على ما سوف يحدث بعده ، وإن وجد 20 نفرا يحاربون معه يخرج ويحارب بهم ، لكنه لم يجد حتى 9 أنفار .

وإليك هذه الرواية التي تبين بعض تفاصيل الحادثة :

(البحار) ج 28 ص 227 روايه 14 باب 4 (آيه)
شى عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه عن جده قال ما اتى على على
ع يوم قط اعظم من يومين اتياه فاما اول يوم فيوم قبض رسول الله ص و
اما اليوم الثانى فو الله انى لجالس فى سقيفه بنى ساعده عن يمين ابى
بكر و الناس يبايعونه اذ قال له عمر يا هذا ليس فى يديك شىء منه
ما لم يبايعك على فابعث اليه حتى ياتيك فيبايعك فانما هؤلاء رعاع
فبعث اليه قنفذا فقال له اذهب فقل لعلى اجب خليفه رسول الله ص
فذهب قنفذ فما لبث ان رجع فقال لابى بكر قال لك ما خلف رسول الله
ص احدا غيرى قال ارجع اليه فقل اجب فان الناس قد اجمعوا على
بيعتهم اياه و هؤلاء المهاجرون و الانصار يبايعونه و قريش و انما انت
رجل من المسلمين لك ما لهم و عليك ما عليهم و ذهب اليه قنفذ فما
لبث ان رجع فقال قال لك ان رسول الله ص قال لى و اوصانى اذا
واريته فى حفرته ان لا اخرج من بيتى حتى اؤلف كتاب الله فانه فى
جرائد النخل و فى اكتاف الابل قال قال عمر قوموا بنا اليه فقام ابو
بكر و عمر و عثمان و خالد بن الوليد و المغيره بن شعبه و ابو عبيده
بن الجراح و سالم مولى ابى حذيفه و قنفذ و قمت معهم فلما انتهينا
الى الباب فراتهم فاطمه صلوات الله عليها اغلقت الباب فى وجوههم
و هى لا تشك ان لا يدخل عليها الا باذنها فضرب عمر الباب برجله فكسره
و كان من سعف ثم دخلوا فاخرجوا عليا ع ملببا فخرجت فاطمه ع فقالت
يا ابا بكر ا تريد ان ترملنى من زوجى و الله لئن لم تكف عنه لانشرن
شعرى و لاشقن جيبى و لاتين قبر ابى و لاصيحن الى ربى فاخذت بيد الحسن و
الحسين ع و خرجت تريد قبر النبى ص فقال على ع لسلمان ادرك ابنه
محمد فانى ارى جنبتى المدينه تكفئان و الله ان نشرت شعرها و شقت
جيبها و اتت قبر ابيها و صاحت الى ربها لا يناظر بالمدينه ان يخسف
بها و بمن فيها فادركها سلمان رضى الله عنه فقال يا بنت محمد ان
الله بعث اباك رحمه فارجعى فقالت يا سلمان يريدون قتل على ما على
صبر فدعنى حتى آتى قبر ابى فانشر شعرى و اشق جيبى و اصيح الى ربى
فقال سلمان انى اخاف ان يخسف بالمدينه و على بعثنى اليك يامرك ان
ترجعى له الى بيتك و تنصرفى فقالت اذا ارجع و اصبر و اسمع له و
اطيع قال فاخرجوه من منزله ملببا و مروا به على قبر النبى ص قال
فسمعته يقول يا ابن ام ان القوم استضعفونى و كادوا يقتلوننى و
جلس ابو بكر فى سقيفه بنى ساعده و قدم على ع فقال له عمر بايع فقال
له على ع فان انا لم افعل فمه فقال له عمر اذا اضرب و الله عنقك
فقال له على اذا و الله اكون عبد الله المقتول و اخا رسول الله ص
فقال عمر اما عبد الله المقتول فنعم و اما اخو رسول الله ص فلا حتى
قالها ثلاثا فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فاقبل مسرعا يهرول
فسمعته يقول ارفقوا بابن اخى و لكم على ان يبايعكم فاقبل العباس و
اخذ بيد على ع فمسحها على يد ابى بكر ثم خلوه مغضبا فسمعته يقول و
رفع راسه الى السماء اللهم انك تعلم ان النبى ص قد قال لى ان تموا
عشرين فجاهدهم و هو قولك لى كتابك ان يكن منكم عشرون صابرون
يغلبوا مائتين قال و سمعته يقول اللهم و انهم لم يتموا عشرين حتى
قالها ثلاثا ثم انصرف .

وهذه رواية أخرى :

(البحار) ج 10 ص 373 روايه 5 باب 21 (آيه)
1- قال و اخبرنى الشيخ ادام الله عزه قال سئل ابو الحسن على بن ميثم
رحمه الله فقيل له لم صلى امير المؤمنين ع خلف القوم قال جعلهم بمثل
سوارى المسجد قال السائل فلم ضرب الوليد بن عقبه الحد بين يدى عثمان
فقال لان الحد له و اليه فاذا امكنه اقامته اقامه بكل حيله قال فلم
اشار على ابى بكر و عمر قال طلبا منه ان يحيى احكام الله و يكون دينه
القيم كما اشار يوسف على ملك مصر نظرا منه للخلق و لان الارض و
الحكم فيها اليه فاذا امكنه ان يظهر مصالح الخلق فعل و اذا لم يمكنه
ذلك بنفسه توصل اليه على يدى من يمكنه طلبا منه لاحياء امر الله
تعالى قال فلم قعد عن قتالهم قال كما قعد هارون بن عمران ع عن
السامرى و اصحابه و قد عبدوا العجل قال ا فكان ضعيفا قال كان كهارون
حيث يقول يا ابن ام ان القوم استضعفونى و كادوا يقتلوننى و كان
كنوح ع اذ قال انى مغلوب فانتصر و كان كلوط ع اذ قال لو ان لى
بكم قوه او آوى الى ركن شديد و كان كهارون و موسى ع اذ قال رب
انى لا املك الا نفسى و اخى قال فلم قعد فى الشورى قال اقتدارا منه
على الحجه و علما منه بان القوم ان ناظروه و انصفوه كان هو الغالب و
لو لم يفعل وجبت الحجه عليه لانه من كان له حق فدعى الى ان يناظر فيه
فان ثبت له الحجه اعطيه فلم يفعل بطل حقه و ادخل بذلك الشبهه على
الخلق و قد قال يومئذ اليوم ادخلت فى باب ان انصفت فيه و صلت الى
حقى يعنى ان ابا بكر استبد بها يوم السقيفه و لم يشاور قال فلم زوج
عمر بن الخطاب ابنته قال لاظهاره الشهادتين و اقراره بفضل رسول الله
ص و اراد بذلك استصلاحه و كفه عنه و قد عرض لوط ع بناته على قومه و
هم كفار ليردهم عن ضلالهم فقال هؤلاء بناتى هن اطهر لكم فاتقوا الله
و لا تخزون فى ضيفى ا ليس منكم رجل رشيد .

وعذرا للإطالة

__________________

ذو الفقار غير متصل  

قديم 03-05-02, 04:43 AM   #5

ابن الجزيرة
مبتدئ  






رايق

شكرا لكما أخواي العزيزان الصراط المستقيم - وعذرا على تجاسرنا عليكم ، ولكن كما قلنا لتعم الفائدة - ، وذو الفقار ، على ما أتحفتمانا به من إجابة شافية .

إلا أنه هناك سؤال آخر يتعلق بنفس الموضوع وهو :

لماذا لم يباشر الإمام علي عليه السلام موضوع المحاججة مع الخليفة الأول بدلاً عن فاطمة عليها السلام ؟

هذا ولكم جزيل الشكر على خدمتكم للمذهب

__________________
تاروت در وياقوت ومرجان
ولؤلؤ ساحر الألوان فتان

ابن الجزيرة غير متصل  

قديم 03-05-02, 09:36 PM   #6

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

يقول عليه السلام" احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة "


بسمه تعالى

الاخ الكريم ابن الجزيرة حياكم الله ودام عليكم هذه الاريحيه

سألتم ايدكم الله وقلتم

لماذا لم يباشر الإمام علي عليه السلام موضوع المحاججة مع الخليفة الأول بدلاً عن فاطمة عليها السلام ؟

هذا السؤال غير واضح حبذا لو توضحون أي محاججة تعنون ؟

الاان يكون سؤالكم عن الخلافة ويكون السؤال هل طالب الامام بالخلافة ام أعتمد على الزهراء عليها السلام ؟هل هذا هو سؤالكم؟اذا كان هذا سؤالكم نجيب عليه بالتالي :

نقول : انه عليه السلام لم يكتم رأيه في بيعة السقيفة و أنه كان ناقما على ما اسرعوا إليه من بيعة ابي بكر ، وكان يعدها غصبا لحقه ، فلم يلاق الحادث إلا بالاستغراب والاستنكار كما يبدو من كلمات كثيرة منبثة في نهج البلاغة وغيره وأهمها الخطبة الشقشقية .

وأقل ما يقال في انكاره تخلفه عن البيعة حتى ماتت فاطمة الزهراء عليها السلام .

على ان من الظلم نقول : ان الامام تخلف عن البيعة ، وهو صاحب الامر الذي يجب أن يؤتى إليه ، وإنما الحق أن نقول : إن الناس هم الذين تخلفوا عنه تأمل جيداً.

وأول اعلان له عن رأيه كان عند خروجه في اليوم الثاني من السقيفة بعد البيعة العامة - كما في مروج الذهب - فقال لابي بكر : " أفسدت علينا أمرنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا " . وهذا القول صرخة في وجه الاستئثار عليه ، وتصريح بعدم الرضى بما تم ، وليس علي عليه السلام ممن يداجي أو يخاتل ولا ممن تأخذه في الله لومة لائم .

ولذلك هم كانو يفرون من التحرش به قبل تمام البيعة خوف اعلان خصومتهم ، فنرى ابا بكر في جواب كلامه السابق يعترف له ويقول : " بلى ! ولكن خشيت الفتنة " .

ويسكت التأريخ عن ذكر جواب الامام ، أفتراه اقتنع بكلمة ابي بكر أو أغضى عن جوابها أو التأريخ أهمل الجواب !!

ولكن عليا نفسه يقول من خطبة له عن هذه الحادثة : " فلما قرعته بالحجة في الملا الحاضرين هب كأنه لا يدري ما يجيبني به "

ولئن فرض انه سكت هذه المرة فانه لم يترك الدعوة إلى نفسه واستنكار حادث السقيفة

وان بايع بعد ذلك فلم يبايع عن طيبة خاطر واطمئنان إلى الوضع ، وهو الذي يقول بالصراحة في الشقشقية : " فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا "

ثم التأريخ يحدثنا انه لم يبايع إلا بعد أن صرفت عنه وجوه الناس بموت فاطمة الزهراء ........

وكم تذمر وتظلم من دفعه عن حقه مثل قوله من كلام له في النهج : " فو الله ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى يوم الناس هذا " ويشير بهذا اليوم إلى عصره في خلافته .......

هذا هو الصريح الواضح من رأي الامام في بيعة السقيفة وما وقع بعدها . ويكفي النظر في الشقشقية وحدها ، غير ان التأريخ قد يحاول ان يكتم هذه الصراحة ، لانه لا ينكر على كل حال ان عليا مع الحق والحق مع علي ، فلا يمكنه ان يتهمه بالحيدة عن طريق الحق إذا اعترف بهذا الرأي منه ، وهو - أعني التأريخ - يريد ان يصحح ما وقع يوم السقيفة الذي لا يصح من دون رضى صاحب الحق وموافقته !!!!!!

على اي حال ان موقف الامام واضح وان سيرته معهم ومن كثير من أقواله التي منها قوله في الشقشقية عن حربه لاهل الجمل ومعاوية : " أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها " . فانظر إلى موقع كلمته : " لسقيت آخرها بكأس أولها " ، فانه يريد أن يقول :

ان زهدي بالدنيا يدعو إلى أن أترك حقي في المرة الاخيرة كما تركته في المرة الاولى ، ولكن الفرق كبير بين الحالين : ففي الاولى لم تقم علي الحجة في القتال لفقدان الناصر دون هذه المرة ، فلا يسعني ان اعرض عنها هذه المرة واسقيها بالكأس الذي سقيت به اولها يوم طويت عنها كشحا وصبرت على القذى ........

وأصرح من ذلك ما كان يقوله : " لو وجدت اربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم " وهذا ما عده معاوية من ذنوبه ، وذلك فيما كتب إليه من قوله : " فمهما نسيت فلا أنسى قولك لابي سفيان لما حركك وهيجك لو وجدت اربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم ، فما يوم المسلمين منك بواحد " ، ولم ينكر امير المؤمنين عليه السلام هذا القول في جوابه على هذا الكتاب .

وفي التاريخ مقتطفات تؤيد ذلك ، كما في تأريخ اليعقوبي : إن اصحابه الذين كانوا يجتمعون إليه طالبوه بمناهضة القوم وتعهدوا بالنصرة ، وكأنهم ظنوا ان قد بلغوا العدد المطلوب " 40 ذوي عزم " فقال لهم : اغدوا على هذا محلقي الرؤس ، وهو إنما يريد ان يريهم انهم لم يبلغوا المنزلة التي تقام بها الحجة ، فلم يعد عليه إلا ثلاثة نفر . وإذا كان هذا رأيه في المناهضة للقوم يبلغ - يا سبحان الله - هذه الشدة والصرامة فماذا تراه صانعا؟

اخي الكريم ابن الجزيرة اسمع امامك يتحدث هو
عن نفسه ولاحظ موقفه الدقيق ، إذ يقول من الشقشقية :

" وطفت ارتئي بين أن أصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء ؟

يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه "

ثم يبين لنا كيف ان يده جذاء من خطبة ثانية . " نظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم على ؟ تأمل جيداً

هو إذن بين امرين لا ثالث لهما : اما المغامرة بما عنده ؟ اهل بيته ، واما الرضوخ للامر الواقع ، اما الحالة الاولى ؟

فيها خطر على الاسلام لا يتدارك فانه إذا قتل هو وآل بيته ارتفع الثقل الثاني من الارض " عترة الرسول " وافترق عن عديله القرآن الكريم وهناك الضلالة التي لا هداية معها

وقد قال النبي : " لا يضلوا ما ان تمسكتم بهما أبدا " أو " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " .....

واما الحالة الثانية:

فان في الصبر على هضم حقوقه اضاعة لوصية النبي ، وتعطيل لنصبه اياه اماما وخليفة من بعده ......

فأي الامرين هو اولى بالرعاية لحفظ بيضة الاسلام ؟

وأنى لنا ان نتحكم في ترجيح أحد الامرين ، ونعرف الامام واجبه في هذا الامر ؟ !!!!!!

وما بالنا نذهب بعيدا أخي الكريم

فانا نعرف ما صنع الامام ، انه استسلم للقوم وبايع كما بايع الناس بالاخير ، وقد قرر الرأي الاخير بعد ان طفق يرتئي بين ان يصول بيد جذاء أو يصبر على طخية عمياء عندما قال : " فرأيت الصبر على هاتا احجى " فسدل دونها حينئذ ثوبا وطوى عنها كشحا . على انه لا يضيع وجه الرأي على الناظر في هذا الامر ليعرف كيف كان الصبر أحجى ، لانه لو نهض في وجه القوم مع قلة الناصر وحسد العرب له وترات قريش عنده ، لكان المغلوب على أمره ، وعندئذ يصبح نسيا منسيا ، ولربما لا يحفظه التأريخ إلا باغيا بغى على الدين كأولئك اصحاب الردة ، فقتل " بسيف الاسلام " واضيع مع ذلك النص على خلافته فتأمل ايدك الله

أرجو ان أكون قد جاوبت على سؤالك وان لم يكن هو مرادك من السؤال فتفضل ووضح لنا السؤال ونسألكم الدعاء

والسلام

الصراط المستقيم غير متصل  

قديم 09-05-02, 06:51 PM   #7

ابن الجزيرة
مبتدئ  






رايق

شكرا لك عزيزي الصراط المستقيم على إجاباتك المميزة ، وهناك أيضا سؤال آخر طرق ببالي وعذرا للإطالة وهو :

لماذا لم يباشر الإمام بنفسه المواجهة عندما قدم القوم ، فلماذا لم يفتح الباب بدلا من فاطمة عليها السلام ؟ ولماذا جلس ينتظرها وهو يسمع صوتها تستغيث من ألم عصرة الباب ؟؟؟؟

ولكم منا جزيل الشكر

__________________
تاروت در وياقوت ومرجان
ولؤلؤ ساحر الألوان فتان

ابن الجزيرة غير متصل  

قديم 10-05-02, 05:16 AM   #8

ذو الفقار
عضو واعد

 
الصورة الرمزية ذو الفقار  






رايق

إن لكل منهما دور


قد اختل فهم البعض -ومنهم من يحسبون على الشيعة - لهذه الحوادث وحاولوا تضعيف بعضها لا لإنعدام الدليل بل لسوء فهم مسالة الأدوار التي يقوم بها المعصوم ، وعندما لم يستوعبوا الحدث يالشكل الصحيح سجلوا عدة علامات استفهام حول حوادث دار الزهراء (ع) وموقف الصمت الذي مارسه أمير المؤمنين (ع) .

ومن أجل أن يتضح الأمر نقول وبكل بساطة :

لقد مارست الصديقة الزهراء (ع) دور المعارضة ، لأن موقعها الشامخ يسمح لها بذلك بينما التجأ الإمام علي عليه السلام إلى السكوت وعدم الإحتجاج ، وليس ذلك إلا لفهمهما عليهما السلام للدور الموكول إليهما حسب طبيعة الأحداث وما يفرضه الواقع والمصلحة الكبرى للرسالة .

فمثلا لو كان الإمام علي (ع) قد اعترض واحتج ، فإن ذلك يعني دخوله في حرب داخلية مع المناوئين وفتح باب الصراعات ،وتحول الأمر إلى نزاع على مقام السلطة -حسب فهمهم - وهو ليس مأمور بذلك .

بينما تحركت الزهراء (ع) لأن الأمة تتحرك وتتفاعل معها بشكل اكبر لأنها بنت النبي (ص) وسيدة نساء العالمين وان من أغضبها فقد أغضب أباها محمدا " ص " ومن آذاها آذاه وكتابهم يتضمن " ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة " ثم يشهدون ويصححون أن أبا بكر أغضبها وآذاها وهجرته ستة أشهر حتى ماتت ، ثم وكيف تصدق العقول ان سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة تدعى باطلا وتطلب محالا وتريد ظلم جميع المسلمين وتاخذ صدقتهم وتموت مصرة على ذلك ، ما يقبل هذا عقل صحيح ولا يعتقده ذو بصيرة .

لذلك نجحت (ع) في تسجيل احتجاجها وغضبها على الخليفتين ووصل إلينا ذلك الإحتجاج الذي هو بمثابة إدانة للخليفتين وهو وثيقة للحكم عليهما ، لأنهما أغضبا الله تعالى بإغضابهما فاطمة (ع) لأن فاطمة مظهر غضب الله تعالى ورضاه .

فالزهراء عليها السلام أدت رسالتها في الحياة وقامت بدورها الرسالي على أتم وجه ووقفت موقفا مشرفا أدانت فيه ابا بكر وعمر
فهذا البخاري ينقل روايات الرسول في فضلها :

البخاري في صحيحه ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني .
وفي رواية اخرى : يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما أذاها .
وفي آخرى : من أغضبها أغضبني ومن آذاها آذاني .
وفي آخرى : يسرني ما يسرها ويغضبني ما يغضبها .

ثم ينقل مسلم في صحيحه :في خبر طويل يذكر فيه ان فاطمة هجرت أبا بكر ولم تكلمه حتى توفيت ولم تؤذن أبا بكر يصلي عليها .

أرجو أن تكون الإجابة واضحة

__________________

ذو الفقار غير متصل  

قديم 10-05-02, 06:55 PM   #9

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

بسمه تعالى

السلام عليكم

الاخ ابن الجزيرة لكم التحية

الاخ ذوالفقار زاد الله فيما أعطى ووهب

اضافة على ماذكرته اخي الجليل في اجابتك على سؤال الاخ ابن الجزيرة البار

لماذا لم يباشر الإمام بنفسه المواجهة عندما قدم القوم ، فلماذا لم يفتح الباب بدلا من فاطمة عليها السلام ؟ ولماذا جلس ينتظرها وهو يسمع صوتها تستغيث من ألم عصرة الباب ؟؟؟؟
لو تتبع ابن الجزيرة ماهو كتب جواباً على الاسألة السابقة لوجد الجواب واضح ....ولكن لي اجابة حول هذا السؤال اقول ان تصدي السيدة الزهراء الى القوم اعلان الى المظلومية الى هذا اليوم لو تصدى لهم الامام لقتلوه بحجت انه مناوأ لهم او خارج عليهم وبسكوت الامام احبط تلك المؤامرة الخبيثة التي احاكوها من اجل الفتك بالامام
حيث انه لم يتوقعو من الامام عدم التصدي لهم كانوا يتوقعون منه التصدي لهم واذا تصدى لهم حينئذ يقتلوه ويذهب دمه كغيره من من قتله الجن مثلاً هذا اولاً

وثانيا :ان تصدي الزهراء لهؤلاء القسات اثبات للامة ان هؤلاء لايتورعون عن ارتكاب اي شيئ من أجل الدنيا
وهي بتصديها تعلن للامة ان هؤلاء لم يراعوا الرسول في وديعته التي اودعها الامة والتي يجب على الامة المحافظة عليها

وثالثا :لتأكد ان هؤلاء مسوخ هذه الامة

والسلام

الصراط المستقيم غير متصل  

قديم 12-05-02, 02:43 AM   #10

ابن الجزيرة
مبتدئ  






رايق

شكرا لكما أخواي العزيزان وجزاكم الله خيرا

__________________
تاروت در وياقوت ومرجان
ولؤلؤ ساحر الألوان فتان

ابن الجزيرة غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ردود على شبهات حول الشيعة ملاك القلوب منتدى الثقافة الإسلامية 2 19-07-11 03:27 AM
صلح الإمام الحسن عليه الصلاة و السلام الصراط المستقيم منتدى الثقافة الإسلامية 8 20-12-09 08:27 AM
يعتبر نفسه شيعياً وإن كان مسيحياً! -- انطون بارا فتى الشرقيه منتدى سيد الشهداء عليه السلام 5 04-02-08 07:35 PM
لماذا تحب الامام علي عليه السلام السنابسي وبس منتدى الثقافة الإسلامية 3 03-02-08 10:20 AM
الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) العفريت منتدى الثقافة الإسلامية 1 23-08-02 02:30 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 11:17 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited