في غمرة الحب
و عنفوان العشق
نشرت أشرعتها . .
نثرت الورود على الطرقات
رصفت بالورد و الزهر
شوارع المدينة
كانت تترقب حضوره
عند شبابيك الانعتاق
بطهرها و عفافها
كانت تناديه
يا أملي و اشواقي
يا شمسي و اشجاري
أقبل . .
أقبل . .
أقبل و حطم شباك آلامي
كانت براكين العشق
تشعل جسدها نارا
كانت تنتظر هطول المطر
بعد اقتراب السحابة السوداء
لم تستطع مقاومة اغراء المطر
استسلمت
أسدلت شعرها
كشفت عن مفاتن جسدها . .
لاستقبال قطرات المطر
شعرت بنشوة عارمة
و بارتعاشة
لم تعهدها من قبل
و قطرات المطر تتدحرج
ببطء شديد على جسدها المنهك
حلقت بخيالاتها بعيدا
أفاقت بعد توقف المطر
و أدركت انه أنبت في أحشائها
ثمرة الخطيئة
و تيقنت بعد اختفاء الغيمة السوداء
انها صارت ضحية
سرعان ما تحولت فرحتها
الى تعاسة و شقاء
فكلما كبرت النبته . . زادت معاناتها
وكبر همها
فلمن تبوح بقصة المطر
و هي لا تجرؤ حتى على الأنين
و بعد ان اينعت النبتة
و بانت تضاريس ماتخفي في أحشائها
اضطرت الى اخبار اهلها
بقصتها و المطر
جثت أمامهم كقطة مستسلمة
بكت بحرقة و ألم
تساقطت دموعها حمما
بعد أن جرفت معها كل بقايا
الحب و الاخلاص و الوفاء
و العشق للمطر
لم يرحمها و لم يتعاطف معها أحد
أرادوا أن يتبخر ما تبقي من أثر المطر
أشعلوا نيران الشرف
أحرقوها . .
ماتت . .
تلذذ الناس بأكلها بعد موتها
و رددوا جميعا وهم يضحكون
أنشودة المطر
* * *
مع أطيب تمنياتي للجميع بالصحة و السعادة . .