New Page 1
قديم 07-11-07, 05:08 AM   #1

المنهال
مشرف الأسلامي

 
الصورة الرمزية المنهال  






رايق

ماهو العرفان وما مفهومه وكيف نوفق له ؟


بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله
اخي الكريم عاشق السماء مرحبا بكم
سؤالي : ما معنى العرفان وما مفهموه ؟ وما هي طرق التوفيق والحصول عليه؟

العرفان : العلم ، وهو و " المعرفة " من مصادر عرف ..
ويطلق " العرفان " على علم معرفة الله . والعرفاء : العلماء ، والذين يسلكون مسلك العرفان ، ومفرده : عارف ، وعريف . والعريف : القيم والسيد العارف بسياسة القوم ، ويقال العريف : النقيب ( من ينقب عن أمور القوم ) ، وهو دون الرئيس ..
وبالدقة العرفان : هو عبادة الله سبحانه عن حب وإخلاص إلا عن رجاء ، وثواب ولا عن خوف وعذاب ، فالعرفان إذن طريق من طرق العبادة ، عبادة الحب والإخلاص ، ولا عبادة الخوف والرجاء ..
فقد ورد في الحديث القدسي . " لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل والعبادات حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها "
قال بعض أهل الإشارة : المراد بالحديث ، ان أهل العرفان إذا تخلو عما سوى الحق وانقطع عنهم كل شئ ، حتى انقطعوا عن النظر إلى أنفسهم ونياتهم ، ذلك هو معنى قوله : لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل ، فإنه أشار بالنوافل إلى هذه الانقطاعات ويسمونها درجات التجلية ( التخلية خ ل ) فيصير العارف متصلا بالحق ، فيرى كل قدرة مستغرقة في قدرته ، وكل علم مستغرقا في علمه ، وكل حياة مستغرقة في حياته ، بل وكل موجود مستغرقا في وجوده . فيصير ذلك العارف متخلقا بأخلاق الله تعالى ، لكونه مظهرا تاما للحق تعالى في جميع صفاته وأفعاله ، كما أشار إليه قوله تعالى : " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " . ومنه قوله ( عليه السلام ) : ( ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية بل بقوة ربانية ) وذلك هو مقام الفناء ( معه ) ..
ويمكنك ان تتأمل معي في هذه الرواية عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : قول الله عز وجل : ( من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ؟ من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها ...

الامام عليه السلام اراد أن يقول :أن الحياة الحقيقية عند أهل العرفان هي حياة النفس الإنسانية وهي اتصافها بالهداية والعلم والإيمان والأخلاق المرضية وسائر الكمالات الانسانية ، والمراد بإحيائها جعلها متصفة بهذه الصفات ، والإحياء في الآية وإن لم يكن مختصا به لكنه من أفراده تأويلا بل هو من أعظم أفراده كما يرشد إليه الحديث الآتي ..
وهنا لنتأمل بعض مقاطع من خطب لامير المؤمنين عليه السلام وهي من طرق التوفيق :
من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول :
ولعل المراد أن من أمسك عن الفضول من الأفعال والأقوال وهي ما لا ينفع وإن لم يكن موجبا للعقوبة عدلت عقول أهل العرفان رأيه واعتقاده وحكمت باستقامته وتزكيته لأن استقامة الظاهر بسبب استقامة الباطن ووجود المسبب دليل على وجود السبب .
ومن حصر شهوته فقد صان قدره :
لعل المراد بحصر الشهوة حبسها على القدر اللايق بها عقلا ونقلا وهو الوسط بين الأفراط والتفريط المقتضي للعفة المندرجة تحتها أنواع كثيرة من الفضائل كما ذكره المحقق في علم الأخلاق ويتبعها الاعتدال في القوة الغضبية والعقلية ..
أما الغضبية : فلأنها معينة للشهوية في تحصيل مطالبها بالغلبة والتسلط فإذا اعتدلت اعتدلت ..
وأما العقلية : فلأن فسادها بفساد هاتين القوتين وغلبتهما عليها فإذا اعتدلتا اعتدلت ووقعت في الوسط المقتضي للعلم والحكمة ومن هنا ظهر أن حصر الشهوة يتسبب لصيانة القدر وحفظ المنزلة عند الخالق والخلائق إذ قدر الرجل إنما هو باعتبار الكمال الحاصل من الإعتدال في تلك القوى ..
ومن أمسك لسانه أمنه قومه ونال حاجته:
في القاموس : القوم الجماعة من الرجال والنساء معا أو الرجال خاصة أو تدخل النساء على التبعية والأمن ضد الخوف وفعله من باب فرح يعني من أمسك لسانه عن الأقوال المضرة بالفعل أو بالقوة كان قومه منه في أمن ونال حاجته منهم ومن غيرهم لميل القلوب إليه وهما فائدتان له في الدنيا وفائدته في الآخرة كثيرة ..

وبذل المعروف : فمن بذل معروفه استحق الرئاسة ، وصنائع المعروف نفي مصارع السوء ، وأن للجنة بابا يقال له : المعروف ، لا يدخله إلا أهل المعروف ، وإن الله تعالى إذا أدخل أهل الجنة الجنة أمر ريحا عبقة طيبة فلزقت بأهل المعروف ، فلا يمر أحد منهم بملأ من أهل الجنة إلا وجدوا ريحه ، فقالوا : هذا من أهل المعروف

التقوى :عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : لا يقل عمل مع تقوى ، وكيف يقل ما يتقبل .

وعنه ( عليه السلام ) : أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه .

وعن الصادق ( عليه السلام ) : ما نقل الله عز وجل عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه الله من غير مال ، وأعزه من غير عشيرة ، وآنسه من غير بشر .
وقال ( عليه السلام ) للمفضل ابن عمر : إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى .
قال المفضل : كيف يكون كثير بلا تقوى ؟ قال : نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطئ رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه ، فهذا العمل بلا تقوى

طاعة الامام عليه السلام :
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ذروة الأمر وسنامه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته ، ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يقول : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) .

إن افضل الطرق للوصول للمعرفة هي طاعة الامام عليه السلام فإن :طاعة الإمام عبارة عن التصديق بإمامته والإذعان بولايته والإقرار بتقدمه على جميع الخلق بأمره تعالى ، والمتابعة لأمره ونهيه ووعظه ونصيحته ، ظهر وجه المصلحة أم لم يظهر ، وهي ذروة أمر الإيمان من حيث أنها أعظم أركانه وأعلاها وأشرفها وأسناها وسنامه من حيث شرفها وعلوها بالنسبة إلى سائر أركان الإيمان مع ملاحظة أنها بمنزلة المركب يوصل راكبها إلى سائر منازل العرفان ، ومفتاحه من حيث أنه ينفتح بها أقفال أبواب العدل والإحسان وباب الأشياء والشرائع النبوية والأسرار الإلهية من حيث أنه لا يجوز لأحد الدخول في الدين ومشاهدة ما فيه بعين اليقين إلا بالوصول إلى سدنتها والعكوف على عتبتها ، ورضاء الرحمن تبارك وتعالى من حيث أنها توجب القرب إليه والزلفى لديه والاستحقاق لما وعده للمطيع من الأجر الجميل والثواب الجزيل ، وكل هذا على سبيل الاستعارة والتشبيه الذي لا يخفى على العارف بالعربية حسن موقعه ولطافة موضعه ، وإنما قال « بعد معرفته » للتنبيه على أن أصل معرفته تعالى أفضل منها ، كيف لا وهي أصل لها ؟ وإن كان كمال المعرفة إنما يحصل بها ، وبالجملة نظام الطاعة موقوف على أصل المعرفة وكمال المعرفة موقوف على نظام الطاعة ...
قوله : ( ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يقول ) هذا بمنزلة التأييد لما مر والدليل عليه حيث عد طاعة الرسول نفس طاعته تعالى ومن البين أن طاعة الإمام نفس طاعة الرسول لقوله تعالى ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) فطاعة الإمام نفس طاعة الله تعالى ، ومن هنا ظهر أيضا تقدم معرفته على طاعة الإمام . قوله : ( حفيظا ) أي حافظا لهم عن التولي والإعراض وإنما عليك البلاغ ...

اخي الكريم كتبت هذا المختصر نزولاً على رغبتك وانا أعترف بتقصيري بل وقصوري عن الوصول الى معرفة العرفان وبيان مقاصده وحدوده .. وما اوصيكم به هو الرجوع للرسالة العملية لمرجعكم الخاص والعمل بها وتطبيقها فهي الطريق الامثل للوصول الى اعلى مراتب الكمال والعرفان فاول عبارة لو تتأملها تجدها اعظم وصفة للعروج الى سماء المعارف (العمل بهذه الرسالة مجزئ ومبرئ للذمة والعامل بها مأجور إن شاء الله تعالى )
والله يرعاكم
والسلام
__________________


ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام .
وقال عليه السلام : لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته .

المنهال غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 12:32 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited