سؤال يراودني منذ مدة,, متى عرفتُ الشعر؟
عمي لم يقل الشعر قط,, خالي لم يجده لحظة
أما أبي فطالت سنون إضرابه عن فن القول ,,
فمذ عرفت الشعر يا ترى؟ سؤال زادني حيرة
على حيرتي,, حيرة بدت على جبيني كما بدت
من قبل على محيا حروفي,, لم أترك زاوية من
زوايا التفكير إلا طرقتها مستفسراً أو مستنجدا,,
لا جواب على سؤالي وأعود خالي الوفاض,,
أعلل النفس بآمال أخرى,, ما أضيق العيش
لولا فسحة الأمل,, لكن السؤال رغم كل ذلك
يعود في أوج توهجه,, يدور في خلدي رغما
عني,,أفكر بهدوء بتأني عل وعسا جواب هذا
السؤال يأتيني من حيث لا أدري,, فكل شيء
في هذا الكون كما يقال له سبب,, ليس من
الضروري أن نستوعبه في بداية الأمر,,,
إلا أنه لابد وأن يأتي في حياتنا يوم نفهم فيه
السبب,,وندرك فيه العلل,, استغرق في
التفكير إلا أن أعيا,, وتنهزم أفكاري,,
وأعود من رحلتي غير ظافر بشيء,,,
أعلم جيدا أن أشعاري تعني شخصا
ملك عليّ قلبي وروحي,, شخصا أضحى مهجة
فؤادي وغاية مناه,, شخصا غدا شعوري
وأحاسيسي,, لكن الغموض
في ماهيته قد تسدّل,, مضى لي على
هذا القلب المتيم لا يعرف بمن تعلق
شهور,,وانقضت سنون بسرعة عجيبة
تغيرت فيها ملامح الزمان,, وخرج
كل شيء من طوره إلى طور آخر,,
فجأة ودون سابق إنذار يظهر في حياتي
شخص مذهل بصفاته ورائع بطيبته
شخص ما إن تعرف قلبي عليه حتى
صاح أنتِ أنتِ أيتها الوردة الجميلة,, أنتِ
أيتها الفتاة الحورية,, أنتِ أيتها الغراء
البهية أنتِ أيتها الحسناء البدرية,,
أنتِ أيتها البهجة الروحية,, أنتِ
يا ذات الأوصاف الكاملة من كانت
تعنيها كلماتي وأشعاري,, أنت من كان
يجود بها خاطري دون شعور مني,,,
توقفت عند دون شعور مني أتمعن
بدقة فعلا كانت دون شعور مني,,
فعرفت لماذا عرفت الشعر بل
وعلاوة على ذلك عرفت أن هذا
القلب الميتم كان مسيرا إلى حيث
ينشد بلا اختيار,, أما مذ متى عرفت الشعر؟
فهذا لم يعد يهمني,,,, أنا الآن شاعر
وأعرف بدقة أيضا شعوري,,, وكفى...