العاشق الولهان والشرفة
أزورها مشتاقاً وأدنو مغــــــامرا
على باب تلك الدار وجدي تجاهرا
وانظرُ حتى تغرب الشمس حسرة
فأصبحتُ مشغوفاً وأمسيتُ خاسرا
وأتركُ أثاراً على باب دارهــــــم
لـــتعلم أني قد أتيتــــها زائـــــرا
وكم بتُ من ليلٍ أراقبُ شــــــرفة
وتحملني الأشواق طيراً مهاجـــرا
إذا لاحت الأنوار من شرفة الهوى
يظلُ فؤادي في خيالٍ مســــــــافرا
وإن أُطفئتْ عادت لواعج حســـرة
أقــولُ لقد أغفــتْ وقلــــبها مادرى
ألــــودُ بصمت العاشقين مــــرارة
وأرجعُ مغـــبوناً إذا الصبح بــادرا
فما ضر لو حيـــــتْ وجادت بنظرة
حبيبان في ليل الغرام تســــــــامرا
ولكنها بالوصل عادت بخـــــــــيلة
علىَّ وطال الصمت منها وكـــــابرا
ولـــذَّ لها تركي على نــــار هجرها
أُقلبُ في جمـــــــر الغرام مُحاصرا
لأن طال منها الهجر واستعصى قلبها
وتحسبني طيفـــــــاً في دنياها عابرا
تنبهي ما الأبواب تمـــنع عــــــاشقاً
إذا ما تناهى الشــوق جئتُ مُخاطــرا
أزوركِ حتى تنطفي جمـــــرة النوى
فصبري مع الأشواق خصــــمٌ تنافرا
فأن بان هذا الأمــرُ وافتضح الهـــوى
تقاسمنا وزر العشقِ وصلاً تجـــاهرا
وإلا فقــــولي ما الذي حـــــــال بيننا
وفســـري آيات الصدود وما جــــرى
وهل صدرتْ مني بوادر زلـــــــــــةٍ
فهاكِ أعتذاراً جاء يرجـــوكِ صاغـرا
فحسبكِ إن كان الصــــدود تغنجــــــاً
فقد باح بالأســـــــــرار دمعٌ تناثــــرا
خلعتُ وقـــاري في هواكِ تهـــــــوراً
وعــدتُ صبياً في الغـــرام تجــــاسرا
وصميتُ اذني عن مقــــــــــالة ناصحٍ
وصاحبتُ من واســــى الصبابة عاذرا
كفـــــاني فأن الشــــوق ايبـــس مهجتي
واوقفتُ قلبي في وصالكِ ناظـــــــــــرا