تغيَّرتِ يا حبيبتي ..
و أنا مُشتاقٌ لِحبيبتي الأولى
تِلكَ الَّتي تُحِبُّني بِشقاوةٍ كأنَّها تِلميذَةٌ في المدرسة
تقفِزُ على صدري كطِفلةٍ لم تدخُل المدرسة ..
تشتاقُ لي كثيراً .. تُعامِلُني كأنَّني صَبيٌّ في العاشِرة
تتدلَّعُ عليَّ كَصبيَّةٍ في الخامِسة
كيفَ صِرتِ يا حبيبتي كامرأةٍ تزوَّجَت مُكرهةً
حمَلَت و أجهضَت و حمَلَت و أنجَبَت عِشرينَ مرَّةً
كيفَ صِرتِ يا طِفلَتي كامرأةٍ يائسة ..!!
إنِّي أدعوكِ يا حبيبتي لِغفوةٍ فوقَ صدري ..
فهل تأتينَ معي ؟
خلفَ المدينةِ يُوجَدُ مكانٌ بعيدٌ عن الضَّجيج .. و الخِداعِ و الكذِب
و فيهِ خُضرةٌ و حُمرةٌ و زُرقةُ السماء
و فيهِ نهرٌ ماؤهُ ذَهَب
ذلِكَ المكانُ يَنقُصهُ جمالُ وجهِكِ النَّاعمِ البريئ ..
و همْسِكِ الدَّافئ .. و خدِّكِ الرَّطِب
أُنظُري هُناك .. فوقَ تِلكَ الشَّجرةِ الكبيرة .. يوجَدُ كوخٌ من قَصَب ..
لائقٌ بِشاعـرٍ حزيـن .. و حبيبتهُ المخلوقةُ من ذَهَب
أنتِ و أنا يا حبيبتي لوحدِنا ..
ليسَ مَعَنا سِوى هذا الحُب الصَّبي الَّذي لَم يبلُغِ الرَّابعة
إن كانَ يُزعِجُك .. فَسوفَ أُغمِضُ عيني ..
و اشنُقيهِ فوقَ الشجرةِ و ارحلي
أنا سوفَ أبكيهِ و أدفُنُه .. و أعِدُكِ أن لا أموتَ بعده
و لن أبنيَ عليهِ ضريحاً .. و لن أعودَ لِأَحُجَّ إليه
و إن كانَ يُهِمُّكِ أمرهُ .. فهوَ طِفلُنا نحنُ الإثنين
دعينا نحتويه .. فَكَم شَقِينا من أجلِهِ و حاربنا لِنحميه ..
لِيَكبُرَ فَيَحمينا
تعالي ..
أنا أدعوكِ لِغفوةٍ فوقَ صدري ..
ماذا تغيَّرَ يا عُمري ؟
هل زَعَّلَتْكِ الدُّنيا ؟
و مُنذُ متى كانت الدُّنيا تُصالِحُ النُّبلاء ..!!
هل زعَّلتُكِ أنا ؟
أتأسَّفُ جِداً .. لن تَتَكرَّر .. و لْتَشْهَد كُلُّ الأشياء
أعِدُكِ يا حبيبتي أن أجعَلَ الدُّنيا على ذوقِك .. و أن أجعلها تُراضيكِ و تُقبِّلُ يديك
أعِدُكِ يا جميلَتي أن تكونَ غمَّازتُكِ الفاتِنةَ دائمةَ الظُّهور
أعِدُكِ يا مُدلَّلتي أن تستحِمِّينَ في بُركةٍ من لبن العصفور
بوحي بِما تُخبِّئينَ و اكسِري جرَّةَ البلُّور
صَدري لَم يُخلَق كسريرٍ صوفيٍّ إلَّا لِتضعينَ عليهِ رأسكِ
و يدي لم تُخلَق كريشةِ طاووسٍ إلَّا لِتُدلِّلَكِ أنتِ
و هذهِ الأُذُنُ لَم تُخلَق إلَّا لِتسمَعَ صوتَكِ الطُّفولي ..
قولي .. إبكي .. أُصرُخي .. حطِّمي .. أشتُمي
فأنتِ و أنا يا حبيبتي لِوحدِنا ..
ليسَ مَعَنا سِوى هذا الحُب الصَّبي
الَّذي لم تعودي تكوينَ قَميصهُ .. و لم تعودي تُمشِّطينَ شعرهُ الذَّهبي
صِرتِ يا طفلتي كامرأةٍ أعيتها كثرةُ الأطفال ..
كثيرةُ التقلُّبِ و الإنشغال ..
كأنَّما تُهيِّئينَ جوَّ الإنفِصال
و لْتَعذُري قصِيدةَ الحُبِّ و العِتاب
فإنِّي أُلقي قصائِدي لِمرَّةٍ واحدة ..
أنا شاعِرٌ يأبى كِبرياؤهُ أن يُكرِّرَ قصائِده
Ahmad
2/6/2012