New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-03, 08:58 PM   #1

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

هل الأحرف السبعة في القرآن حقيقة؟!


بسمه تعالى

قد نسخ في عقولنا منذ الصغر أن القرآن الكريم قد نزل على سبعة أحرف, فهل هذا الأمر صحيح؟

يجب سماحة الشيخ علي الكوراني في كتابه ألف سؤال و إشكال على المخالفين بهذا الجواب...



إذا كنت مسلماً سنياً وكنت من أعلم العلماء، فلن تستطيع أن تقنع أطفالك بنظرية عمر ، بأن القرآن نزل على سبعة حروف !

بل سوف تتحير من أول الأمر ماذا تقول لهم ؟!

فهل تقول لهم إن الله تعالى أنزل القرآن بسبعة نصوص ؟

يعني أنزل سبعة قرائين ؟! أو أنزله بسبع طبعات منقحة ؟!

وماذا تجيب إذا سألك ولدك الناشئ فقال لك: يا أبتي نحن نعرف أن الملك أو رئيس الجمهورية يصدر المرسوم بنسخة واحدة ونص واحد ! وأنت تقول إن جبرئيل كان يضبط نص القرآن على النبي كل سنة مرة ، فهل تقصد أنه نزل على النبي من الأول سبع نسخ ، وكان جبرئيل يضبط عليه سبعة نسخ ؟!

ولماذا السبع نسخ ، ألا تكفي نسخة واحدة؟!

ثم ما هو الفرق بين هذه النسخ ؟!

تقول لابنك: لا يا ولدي ، القرآن نسخة واحدة ومعنى السبعة حروف أن الله تعالى استعمل فيه سبعة أنواع من لغات العرب .

فيقول لك: ولكن هذا لا يقال له نزل على سبعة حروف ، بل يقال إن ألفاظه مختارة من كلمات سبع قبائل !

ثم تقول له .. ويقول لك .. حتى تعجز أمام ابنك !! ولايمكنك أن تسكته إلا بأن تقول له: أسكت فهذه المقولة حديث نبوي رواه عنه الفاروق عمر ، فيجب عليك أن تقبلها حتى ولو لم تفهمها ولم يفهمها أبوك وعلماؤك !

وقد يسكت ابنك ، لكن يبقى السؤال يجول في نفسه ويقول :

هل يمكن أن يتكلم النبي صلى الله عليه وآله بغير المعقول ؟!

ألا يمكن أن يكون عمر مشتبهاً ؟



لقد تحير كبار علماء السنة ومفسروهم وما زالوا متحيرين إلى يومنا هذا في نظرية عمر (الأحرف السبعة)! فلا هم يستطيعون أن يردوها لأنها بتصورهم حديث نبوي رواه عمر ! ولا هم يستطيعون أن يقنعوا بها أحداً ، أو يقتنعوا هم بها !! وسيظلون متحيرين إلى آخر الدهر ، لسبب بسيط هو أنهم يبحثون عن معنى معقول لمقولة ليس لها معنى معقول !!

من كبار العلماء المتحيرين الإمام ابن جزي المشهود له في التفسير وعلوم القرآن ، فقد نقل في تاريخ القرآن ص87 قوله: (ولا زلت أستشكل هذا الحديث ـ أي حديث نزول القرآن على سبعة أحرف ـ وأفكر فيه وأمعن النظر من نحو نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله عليَّ بما يمكن أن يكون صواباً إن شاء الله تعالى ، وذلك أني تتبعت القراءات صحيحها وضعيفها وشاذها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه ) !! انتهى .

وأنت ترى أن ابن جزي بعد تفكير أكثر من ثلاثين سنة غير مطمئن إلى ما توصل إليه ، وإن سماه فتحاً علمياً ! ولذا عبر عنه بأنه ( يمكن أن يكون صواباً ) ومن حقه أن يشك في هذا الفتح ، لأن معناه أن نسخة القرآن نزلت من عند الله تعالى مفصلة على حسب قراءات سوف يولد أصحابها ! وسوف تكون اختلافاتهم في سبعة وجوه لا أكثر!!

فكيف تعقَّل هذا العالم أن نسخة القرآن نزل بها جبرئيل مفتوحة لاجتهادات القراء الذين سوف يأتون ! ثم اعتبر ذلك فتحاً علمياً ؟!

بالله عليك هل تتعقل أن مؤلفاً يؤلف كتاباً بسبعة نصوص سوف تظهر على يد أشخاص بعد نشره ؟!!



قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن:1/172: (وقال ابن حجر: ذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الإختلاف في الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة ، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا، بعد تتبعي مظانه .

قلت: قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي . فقال: قال ابن حبان اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ) .



وقال السيوطي في ص176: (قال ابن حبان: فهذه خمسة وثلاثون قولاً لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف ، وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً وكلها محتملة ويحتمل غيرها). انتهى.

وهو اعتراف من ابن حبان بأن جميع هذه الأقوال لاتزيد عن كونها احتمالات استنسابية غير مقنعة !



ثم نقل السيوطي تصريحاً مشابهاً لأحد علمائهم فقال: (وقال المرسي: هذه الوجوه أكثرها متداخلة ، ولا أدري مستندها ، ولا عمن نقلت ، ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر ، مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصيص ! وفيها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة ، وأكثرها يعارضه حديث عمر مع هشام بن حكيم الذي في الصحيح ، فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه ، إنما اختلفا في قراءة حروفه . وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع ، وهو جهل قبيح ) انتهى .

هذه نماذج من أقوال هؤلاء العلماء الكبار ، وهي كافية للتدليل على أن النظرية برأيهم غير قابلة للفهم والتعقل.. فهل يجوز نسبتها والحال هذه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وآله ؟!



سبب ابتداع عمر هذه البدعة ؟




السبب ببساطة أن النبي صلى الله عليه وآله كان في حياته يصحح نص القرآن لمن يقرؤه فكان مصدر نص القرآن واحداً مضبوطاً .

أما بعد وفاته صلى الله عليه وآله وأحداث السقيفة وبيعة أبي بكر، فقد جاءهم علي بنسخة القرآن بخط يده حسب أمر النبي صلى الله عليه وآله فرفضوا اعتمادها ، لأنه كان فيها برأيهم تفسير بعض الآيات أو كثير منها لمصلحة علي والعترة عليهم السلام ، فأخذها علي وقال: لهم إن النبي صلى الله عليه وآله أمرني أن أعرضها عليكم فإن قبلتموها فهو ، وإلا فإني أحفظها وأقرأ النسخة التي تعتمدونها ، حتى لا يكون في أيدي الناس نسختان للقرآن !

روى الكليني في الكافي:2/633: (عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبدالله: كف عن هذه القراءة ، إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده ، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام .

وقال: أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله وقد جمعته من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً ، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه ) ! انتهى.

من ذلك اليوم ولدت أرضية التفاوت في النص القرآني وأخذ الخليفة والناس يقرؤون ولا مصحح لهم ، ولا مرجع يرجعون إليه في نص القرآن !

وما لبث أن انتشر التفاوت في قراءاتهم ، ثم تحول التفاوت إلى اختلاف بين القراء في هذه الكلمة وتلك ، وهذه الآية وتلك ، فهذا يقرأ في صلاته أو يعلم المسلمين بنحو ، وذاك بنحو آخر ! وهذا يؤكد صحة قراءته وخطأ القراءة المخالفة ، وذاك بعكسه .. وهذا يتعصب لهذه القراءة وقارئها ، وهذا لذاك .. إلى آخر المشكلة الكبيرة التي تهم كيان الدولة الإسلامية وتمس قرآنها المنزل !!



هنا كان لابد أن تتدخل الدولة لحل المشكلة ، وكان الواجب على عمر أن يختار نسخة من القرآن ويعتمدها من علي عليه السلام أو من غيره كما فعل عثمان ، ولكنه لم يرد اعتماد نسخة معينة فاختار حل المشكلة بالتسامح في نص القرآن ! وأفتى بصحة جميع القراءات المختلف عليها ! واستند بذلك إلى حديث ادعاه على النبي صلى الله عليه وآله ولم يدعه غيره بأن في القرآن سعة ، وأنه نزل على سبعة أحرف !!

روى النسائي:2/150:( عن ابن مخرمة أن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام (من الطلقاء)يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله(ص) أقرأنيها ! قلت من أقرأك هذه السورة؟! قال رسول الله (ص) . قلت كذبت ، ما هكذا أقرأك رسول الله(ص)! فأخذت بيده أقوده إلى رسول الله (ص)وقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها ! فقال رسول الله (ص): إقرأ يا هشام فقرأ كما كان يقرأ فقال رسول الله (ص) هكذا أنزلت! ثم قال إقرأ يا عمر فقرأت ، فقال: هكذا أنزلت !! ثم قال رسول الله (ص): إن القرآن أنزل على سبعة أحرف !) . (ورواه البخاري:6/100و:6/110و:3/90و:8/215،ومسلم:2/201بروايتين، وأبوداود:1/331، والترمذي:4/263، والبيهقي:2 /383 ، وأحمد:1/24و39 و45 و264)



وكلام عمر صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله قال: نزلت من عند الله هكذا وهكذا ! أي بنحوين مختلفين بل بسبعة أشكال ! تعالى الله عن ذلك !

وستعرف أن عمر قام بتحريف حديث نبوي في أن القرآن نزل على سبعة أقسام من المعاني ، ولا علاقة له بألفاظ القرآن وحروفه !

فالنظرية إذن ، ولدت على يد عمر عندما واجه مشكلة لايعرفها ، ولم يعالجها بنسخة القرآن ، بل روى عن النبي صلى الله عليه وآله حديث الأحرف السبعة ليثبت مشروعية التسامح والتفاوت في قراءة النص القرآني !

ولكنه بذلك سكن المشكلة تسكيناً آنياً ، ثم حير أتباعه من علماء الأمة أربعة عشر قرناً في تصور معنى معقول لنظريته العتيدة وحديثه الغريب المزعوم عن رسول الله صلى الله عليه وآله !



من أدلة بطلان بدعة عمر


أولاً: أن صاحب المقولة لم يطبقها ! فقد رخص بقراءة القرآن بسبعة أنواع ، لكنه لم يسمح لأحد بذلك ! فكان يتدخل في القراءات ويحاسب عليها ، ويرفض منها ويقبل ، ويأمر بمحو هذا وإثبات ذاك ! وكم وقعت مشاكل بينه وبين أبيِّ بن كعب وغيره من القراء، بسبب أنه قرأ آية بلفظ لم يعجب عمر !

فقد كانت هذه التوسعة المزعومة خاصة به دون غيره !!



ثانياً: أن عثمان نقضها وأوجب أن يقرأ القرآن بالحرف الذي كتب عليه مصحفه ! فأين صارت السبعة أحرف التي قلتم إن حديثها صحيح متواتر ؟!

لقد صار معناها أن القرآن نزل من عند الله تعالى على سبعة أحرف ، ثم صار في زمن عثمان إلى حرف واحد!! فيكون حديث عمر مفصلاً لمشكلة اضطراب القراءة في زمنه فقط ! فهل رأيتم حديثاً نبوياً لادور إلى يوم القيامة إلا أداء وظيفة خاصة وهي تسكين مشكلة اختلاف القراءات آنياً ؟!



ثالثاً: إن التوسعة على الناس والتسامح في نص القرآن مسألة كبيرة وخطيرة! فكيف لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وآله لعامة الصحابة والمسلمين ؟

ثم عرفت على يد عمر عندما وجدت مشكلة تفاوت القراءات ؟!



رابعاً: إذا صحت نظرية عمر في الأحرف السبعة ، وأن الله تعالى قد وسع على المسلمين في قراءة نص كتابه ، فلماذا حَرَمَ الله نبيه من هذه النعمة وحرم عليه تبديل شئ منه فقال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(سورة يونس: 15)، وألزمه بحفظه حرفياً بدقة عالية وكان ينزل عليه جبرئيل كل عام مرة ليضبط عليه نص القرآن، وفي سنة وفاته ضبطه عليه مرتين ليتأكد من دقة تبليغه له؟!

وهل يقبل العقل من رئيس عادي أن يصدر قانوناً ويتشدد مع وزيره في ضبط نصه وطباعته ، وبعد نشره للتطبيق يجيز للناس أن يقرؤوا نصه بعدة ولو بتغيير ألفاظه !!



خامساً: هشام بن حكيم بن حزام الذي قال عمر إن القصة حدثت معه ، هو أحد الطلقاء الذين أسلموا تحت السيف في فتح مكة ، أي في السنة الثامنة للهجرة ، واختلاف عمر معه في القراءة لا بد أن يكون بعد أن جاء هشام إلى المدينة مع ألوف الطلقاء الذين أرسلتهم قريش ليكونوا لها ثقلاً في المدينة !

فزمن القصة نحو السنة الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وآله ومعناها أن النبي صلى الله عليه وآله كان إلى ذلك الوقت يقرأ نص القرآن بصيغة واحدة وحرف واحد ولم يقل لجبرئيل شيئاً ، إلى أن جاءه جبرئيل في أواخر حياته وقال له: ( إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف ، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك! ) فصعد جبرئيل ثم نزل وزاده حرفاً وقال على حرفين ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : (أمتي لا تطيق ذلك) وأخذ يساومه ويستزيده وهو يصعد وينزل ، حتى وصل معه إلى سبعة أحرف ! (النسائي:2/150 ، وغيره من مصادرهم !!) فهل ترون هذا النوع من تعامل الأنبياء عليهم السلام مع ربهم تعالى ، إلا في روايات اليهود ؟!



الأحاديث الصحيحة التي رفضوها من أجل بدعة عمر !


وهي كأحاديث أهل البيت عليهم السلام تفسر الأحرف السبعة في الحديث النبوي بالمعاني ، لكن القوم ظلموها مع أن فيها الصحيح ، ولم يفتحوا أسماعهم لها لمجرد أنها تعارض تفسير عمر ومن تبعه للحديث ونصهم التحريفي له !

وأكبر مرجح لها على حديث عمر وما وافقه أنها ذات معنى معقول ، وأنها تسد ذريعة التوسع في نص القرآن وتحريفه !

روى الحاكم:1/553 و:2/289: (عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نزل الكتاب الأول من باب واحد على حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجراً وآمراً وحلالاً وحراماً ومحكماً ومتشابهاً وأمثالاً ، فأحلُّوا حلاله وحرِّموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله واعملوا بمُحْكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . (ورواه السيوطي في الدر المنثور:2/6،عن ابن جرير والحاكم وصححه وأبو نصر السجزي في الابانة عن ابن مسعود عن النبي (ص) ... وعن الطبراني عن عمر بن أبي سلمة أن النبي (ص) قال لعبد الله بن مسعود ... إلخ . وعن ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود ... إلخ . وعن البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) : أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده ، فإن القرآن نزل على خمسة أوجه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ، فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال ). انتهى .



وقال السيوطي في الإتقان ص170 وهو يعدد الأربعين وجهاً في تفسير كلام عمر: ( الحادي عشر: أن المراد سبعة أصناف، والأحاديث السابقة ترده ، والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة فقيل: أمر ونهي وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ، واحتجوا بما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي (ص) قال: (كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه ، وأمثال..الخ.). انتهى .

وقصده بالأحاديث السابقة التي ترد هذا الوجه: أحاديث عمر التي تنص على أن السبعة أحرف تقصد ألفاظ القرآن لامعانيه ! وبهذا يكون السيوطي وقف إلى صف الذين أقفلوا باب الحل المعقول لورطة الأحرف السبعة !

وقال في ص172: ( السادس عشر: إن المراد بها سبعة علوم: علم الإنشاد والإيجاد، وعلم التوحيد والتنزيه ، وعلم صفات الذات ، وعلم صفات الفعل ، وعلم العفو والعذاب ، وعلم الحشر والحساب ، وعلم النبوات ). انتهى . ولا بد أنه يرد هذا الوجه أيضاً ، لأن حديث عمر ينص على أن المقصود بالسبعة الألفاظ لا المعاني !

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:7/152: (وعن عبد الله يعني ابن مسعود أن النبي (ص) قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن... الخ. رواه البزار وأبو يعلى في الكبير وفي رواية عنده لكل حرف منها بطن وظهر ، والطبراني في الأوسط باختصار آخره ، ورجال أحدهما ثقات . ورواية البزار عنه محمد بن عجلان عن أبي إسحاق ، قال في آخرها: لم يرو محمد بن عجلان عن إبراهيم الهجري غير هذا الحديث ، قلت: ومحمد بن عجلان إنما روى عن أبي إسحاق السبيعي ، فإن كان هو أبو إسحاق السبيعي فرجال البزار أيضاً ثقات ) .انتهى.



أهل البيت عليهم السلام.. كلامهم نور


روى الكليني في الكافي:2/630: (عن زرارة ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الإختلاف يجئ من قبل الرواة....

عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال: كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد ! ) انتهى .

ويدل قوله عليه السلام :كذبوا أعداء الله ، على أنه كان يوجد جماعة يريدون تمييع نص القرآن بهذه المقولة !

ويدل أيضاً على جواز الجمع بين فاعلين مضمر وظاهر لغرض التأكيد على الفاعل ، مثل تمييز أحد المعطوفات بإعراب آخر لتأكيده ، كما ورد في القرآن ، وأن هذ القاعدة فات النحاة استقراؤها في كلام العرب ، كما فاتهم إضافة (بقي) إلى أخوات كان ، مع أنه لافرق بينهما .



وروى المجلسي في بحار الأنوار:90/3: حديثاً جاء فيه ( عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً فختم به الأنبياء فلا نبي بعده ، وأنزل عليه كتاباً فختم به الكتب فلا كتاب بعده ، أحل فيه حلالاً وحرم حراماً ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فيه شرعكم وخبر من قبلكم وبعدكم ، وجعله النبي صلى الله عليه وآله علماً باقياً في أوصيائه ، فتركهم الناس وهم الشهداء على أهل كل زمان ، فعدلوا عنهم ثم قتلوهم واتبعوا غيرهم... ضربوا بعض القرآن ببعض ، واحتجوا بالمنسوخ ، وهم يظنون أنه الناسخ ، واحتجوا بالمتشابه وهم يرون أنه المحكم ، واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام ، واحتجوا بأول الآية وتركوا السبب في تأويلها ، ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه ، ولم يعرفوا موارده ومصادره ، إذ لم يأخذوه عن أهله... ولقد سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه شيعتُه عن مثل هذا فقال: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف ، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص . وفي القرآن ناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وخاص وعام ، ومقدم ومؤخر ، وعزائم ورخص ، وحلال وحرام ، وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف ، ومنقطع غير معطوف ، وحرف مكان حرف ، ومنه ما لفظه خاص، ومنه ما لفظه عام محتمل العموم ، ومنه ما لفظه واحد ومعناه جمع ، ومنه ما لفظه جمع ومعناه واحد ، ومنه ما لفظه ماض ومعناه مستقبل ، ومنه ما لفظه على الخبر ومعناه حكاية عن قوم أخر ، ومنه ما هو باق محرف عن جهته ، ومنه ما هو على خلاف تنزيله ، ومنه ما تأويله في تنزيله ، ومنه ما تأويله قبل تنزيله ، ومنه ما تأويله بعد تنزيله . ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفها متروك على حاله ، ومنه آيات مختلفة اللفظ متفقة المعنى ، ومنه آيات متفقه اللفظ مختلفة المعنى ، ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعد العزيمة...الخ.).



وينبغي الإلتفات إلى أنه عليه السلام استعمل كلمة (أقسام) وترك استعمال كلمة (أحرف أو حروف)حتى لا يفسرها أحد بألفاظ القرآن كما فسروا السبعة أحرف في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله !



قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة:8/99: ( ثم اعلم أن العامة قد رووا في أخبارهم أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف كلها شاف واف ، وادعوا تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله ، واختلفوا في معناه إلى ما يبلغ أربعين قولاً ، أشهرها الحمل على القراءات السبع. وقدروى الصدوق قدس سره في كتاب الخصال بإسناده إليهم عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني آت من الله عز وجل يقول إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت يا رب وسع على أمتي فقال إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف.

وفي هذا الحديث ما يوافق أخبار العامة المذكورة ، مع أنه عليه السلام قد نفى ذلك في الأحاديث المتقدمة وكذبهم في ما زعموه من التعدد ، فهذا الخبر بظاهره مناف لما دلت عليه تلك الأخبار والحمل على التقية أقرب فيه ) انتهى .



وقال المحقق الهمداني في مصباح الفقيه:2/274: (والحق أنه لم يتحقق أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ شيئاً من القرآن بكيفيات مختلفة ، بل ثبت خلافه فيما كان الإختلاف في المادة أو الصورة النوعية التي يؤثر تغييرها في انقلاب ماهية الكلام عرفاً ، كما في ضم التاء من أنعمت ، ضرورة أن القرآن واحد نزل من عند الواحد كما نطقت به الأخبار المعتبرة المروية عن أهل بيت الوحي والتنزيل ، مثل ما رواه ثقة الإسلام الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد من عند الواحد ولكن الإختلاف يجئ من قبل الرواة ! وعن الفضيل بن يسار في الصحيح قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن الناس يقولون نزل القرآن على سبعة أحرف ، فقال كذبوا أعداء الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد. ولعل المراد بتكذيبهم تكذيبهم بالنظر إلى ما أرادوه من هذا القول مما يوجب تعدد القرآن ، وإلا فالظاهر كون هذه العبارة صادرة عن النبي صلى الله عليه وآله بل قد يدعى تواتره ، ولكنهم حرفوها عن موضعها وفسروها بآرائهم ، مع أن في بعض رواياتهم إشارة إلى أن المراد بالأحرف أقسامه ومقاصده ، فإنهم على ما حكي عنهم رووا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف: أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل . ويؤيده ما روي من طرقنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل قسم منها كاف شاف ، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص..... فظهر مما ذكرنا أن الإستشهاد بالخبر المزبور لصحة القراءات السبع وتواترها عن النبي صلى الله عليه وآله في غير محله . وكفاك شاهداً لذلك ما قيل من أنه نقل اختلافهم في معناه إلى ما يقرب من أربعين قولاً ! ) .



وقال السيد الخوئي في مستند العروة:14/474: (هذا ، وحيث قد جرت القراءة الخارجية على طبق هذه القراءات السبع لكونها معروفة مشهورة ظن بعض الجهلاء أنها المعني بقوله صلى الله عليه وآله على ما روي عنه ، إن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وهذا كما ترى غلط فاحش ، فإن أصل الرواية لم تثبت ، وإنما رويت من طريق العامة ، بل هي منحولة مجعولة كما نص الصادق عليه السلام على تكذيبها بقوله: كذبوا أعداء الله نزل على حرف واحد ). انتهى .



وقال السيد الخوئي في البيان في تفسير القرآن ص180: بعد إيراد روايات السبعة أحرف: ( وعلى هذا فلا بد من طرح الروايات ، لأن الإلتزام بمفادها غير ممكن . والدليل على ذلك :

أولاً: أن هذا إنما يتم في بعض معاني القرآن ، التي يمكن أن يعبر عنها بألفاظ سبعة متقاربة . . . .

ثانياً: إن كان المراد من هذا الوجه أن النبي صلى الله عليه وآله قد جوز تبديل كلمات القرآن الموجودة بكلمات أخرى تقاربها في المعنى ، ويشهد لهذا بعض الروايات المتقدمة ، فهذا الإحتمال يوجب هدم أساس القرآن ، المعجزة الأبدية ، والحجة على جميع البشر... وقد قال الله تعالى: قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي . وإذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وآله أن يبدل القرآن من تلقاء نفسه ، فكيف يجوز ذلك لغيره؟! وإن رسول الله صلى الله عليه وآله علم البراء بن عازب دعاء كان فيه ونبيك الذي أرسلت فقرأ براء:ورسولك الذي أرسلت ، فأمره صلى الله عليه وآله أن لايضع الرسول موضع النبي صلى الله عليه وآله ! فإذا كان هذا في الدعاء فماذا يكون الشأن في القرآن ؟.....

ثالثاً : أنه صرحت الروايات المتقدمة بأن الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف هي التوسعة على الأمة ، لأنهم لا يستطيعون القراءة على حرف واحد ، وأن هذا هو الذي دعا النبي صلى الله عليه وآله إلى الإستزادة إلى سبعة أحرف . وقد رأينا أن اختلاف القراءات أوجب أن يكفر بعض المسلمين بعضاً حتى حصر عثمان القراءة بحرف واحد وأمر بإحراق بقية المصاحف .

ويستنتج من ذلك.... أن الاختلاف في القراءة كان نقمةً على الأمة وقد ظهر ذلك في عصر عثمان ، فكيف يصح أن يطلب النبي صلى الله عليه وآله من الله ما فيه فساد الأمة . وكيف يصح على الله أن يجيبه إلى ذلك؟ وقد ورد في كثير من الروايات النهي عن الإختلاف ، وأن فيه هلاك الأمة ، وفي بعضها أن النبي صلى الله عليه وآله تغير وجهه واحمر حين ذكر له الاختلاف في القراءة..... وحاصل ما قدمناه: أن نزول القرآن على سبعة أحرف لايرجع إلى معنى صحيح ، فلا بد من طرح الروايات الدالة عليه ، ولاسيما بعد أن دلت أحاديث الصادقين عليهم السلام على تكذيبها وأن القرآن إنما نزل على حرف واحد ، وأن الاختلاف قد جاء من قبل الرواة). انتهى.

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 09-12-03, 09:03 PM   #2

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

وفي نهاية المسألة السابقة يوجه سماحة الشيخ مجموعة من الأسئلة الى المخالفين وهي :



1 ـ هل تقبلون أن القرآن الذي هو كلام الله تعالى لم ينزل على حرف واحد بل على سبعة أحرف ؟!



2 ـ إذا قبلتم مقولة عمر فهل تجوزون تبديل كلمات القرآن وتحريفه ؟!



3 ـ ماذا كان موقفكم لو قال شخص غير عمر إن نص القرآن ليس واحداً بل يتسع لسبعة أنواع ؟!



4 ـ لماذا تردون الأحاديث الصحيحة التي تعارض مقولة عمر وتنص على أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، أي سبعة معاني ؟



5- إذا كان عندنا نصان لحديث نبوي ، أحدهما يرويه صحابي وليس له معنى معقول ، والآخر يرويه صحابي آخر وله معنى معقول .. فبأي النصين نأخذ ؟!



6 ـ مالكم أعرضتم عن رواية عبدالله بم مسعود وغيره من الصحابة ، وأعرضتم عن حديث أهل بيت نبيكم ، وقد أوصاكم صلى الله عليه وآله بالقرآن وبهم ، وقد بينوا لكم أن القرآن نزل من عند الواحد على حرف واحد ، على قلب واحد صلى الله عليه وآله ؟!


وهناك تتمة حول هذا الموضوع

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 13-12-03, 08:38 AM   #3

زهرة الحب
عضو مؤسس  







حزين

[ALIGN=CENTER]

..بسـم الله الرحمـن الرحيـم..

سمعنا كثيراً عن الأحرف السبعة في القرآن لكن لم نعرف حقيقتها وعندما نسأل عنها
كان يقال لنا بأن القرآن نزل بسبع لغات ويدورا في فكرنا كيف يتحول الأحرف السبعة
إلى سبع لغات!!؟

عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إن الناس يقولون: إن القرآن نزل
على سبعة أحرف،( فقال كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد)..
وعن أبي جعفر (ع) قال (إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من
قبل الرواة)..

شكراً لك أخي الكريم - عاشق الحسين - على طرح هذا الموضوع المفيد والذي
يجهله الكثيرون.. تابع أخي فنحن معك..


أختك..زهرة

[/ALIGN]

__________________
حنان الوالدة غالي وقليلة كلمة الغالي
ولا الدنيا تعوضها إذا تركت محل خالي

زهرة الحب غير متصل  

قديم 13-12-03, 11:36 PM   #4

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسم الله وكفى والصلاة على المصطفى وعلى آله الأوصياء


سلمت أناملك أيتها الاخت الفاضلة زهرة الحب


نكمل ما بدأنا ومن نفس المصدر يتحدث الشيخ الكوراني

علي عليه السلام يحرك عثمان لتخليص المسلمين من بدعة عمر !


كان علي عليه السلام يضغط على عمر لكي تعتمد الدولة نسخة واحدة من القرآن ، ولم يسمع عمر نصيحته ، بل أجاز قراءة القرآن بأشكال مختلفة محتجاً بأنه نزل على سبعة أحرف ، وإنه مشغول بجمعه !

ولم تمض سنوات حتى سبب عمل عمر تفاوتاً بين مصاحف الصحابة ، ومصاحف أهل المدينة والشام والعراق واليمن ، واختلف فيه الصبيان عند الكتاتيب والمعلمين، واختلف الناس في الأمصار ، حتى وصل الإختلاف إلى الجيش العراقي والجيش الشامي اللذين كانا في فتح أرمينية بقيادة حذيفة بن اليمان، فكفر بعضهم بقرآن بعض وكاد يقع بينهم قتال ، فاستكبر ذلك حذيفة وقصد المدينة وأصر مع علي عليه السلام على عثمان أن يوحد نسخة القرآن قبل أن تصير متعددة كإنجيل النصارى ، وواصلا سعيهما حتى تمت كتابة المصحف المعروف بمصحف عثمان !



وخير شهادة لدور علي عليه السلام العظيم في ذلك ما قاله عبد الله بن الزبير العدو اللدود لعلي وبني هاشم ، والذي بلغ من كرهه لهم أنه ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في خطبه في مكة فعوتب على ذلك فقال: إن هذا الحي من بني هاشم إذا سمعوا ذكره أشرأبت أعناقهم ، وأبغض الأشياء إليَّ ما يسرهم ! وفي رواية : إن له أهيل سوء . . . الخ ! (الصحيح من السيرة :2/153 ، عن العقد الفريد:4/413 ط دار الكتاب العربي ، وأنساب الأشراف:4/28 ، وغيرهما ) .

يقول ابن الزبير كما يروي عنه عمر بن شبة في تاريخ المدينة:3/990:

(حدثنا الحسن بن عثمان قال: حدثنا الربيع بن بدر ، عن سوار بن شبيب قال: دخلت على ابن الزبير في نفر ، فسألته عن عثمان لم شقق المصاحف ولم حمى الحمى؟ فقال قوموا فإنكم حرورية ، قلنا: لا والله ما نحن حرورية. قال: قام إلى أمير المؤمنين عمر رجل فيه كذب وولع!! فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة ، فكان عمر قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة، فطعن طعنته التي مات فيها ، فلما كان في خلافة عثمان ، قام ذلك الرجل فذكر له ، فجمع عثمان المصاحف ، ثم بعثني إلى عائشة فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله القرآن ، فعرضناها عليها حتى قومناها ، ثم أمر بسائرها فشققت ) . انتهى .



فقد اعترض سوار ورفقاؤه القراء على عثمان لأنه وحَّد نسخة القرآن ومزق الباقي ! وقد تعودوا هم على الإختلاف وتعلموا من عمر أن القرآن نزل على سبعة نسخ كلها صحيحة !

ودافع ابن الزبير عن عثمان بأنه لم يخالف عمر ، فقد كان عمر ينوي توحيد نسخة القرآن ، والتنازل عن الأحرف السبعة !

وقال لهم ابن الزبير إن السبب في نية عمر تلك ، أنه يوجد (رجل فيه كذب وولع) كان يصر عليه بهذا العمل ، ثم (قام ذلك الرجل) وأخذ يصر على عثمان ، فجمع القرآن من مصحف خالتي عائشة !

فهذا الرجل الكبير الحكيم الذي كان السبب في توحيد نسخة القرآن هو الذي يكرهه عبدالله بن الزبير ويصفه بأنه (فيه ولع وكذب) وهو الذي واصل مسعاه مع عثمان حتى نجح في هدفه !

فمن هو هذا الشخص الحكيم الحريص على قرآن المسلمين؟!

إنه علي عليه السلام ! الذي قلما تتحدث روايات السلطة عن دوره ، لكنها تحدثت عن دور حذيفة في جمع القرآن ، وهو الشيعي المطيع لإمامه !



روايات السلطة تصف تفاقم أزمة الأحرف السبعة!


قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة:3/991:

(عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق وأفزع باختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.

وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما أنزل بلسانهم ، ففعلوا ذلك، حتى إذا نسخ المصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق). (ورواه البخاري:6/99 بتفاوت يسير. وكنز العمال:2/581 ، وقال في مصادره ( ابن سعد ، خ ، ت ، ن ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري معاً في المصاحف ، حب ، ق ) انتهى .)



ثم أضاف ابن شبة :

( عن ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك أنه اجتمع لغزوة أرمينية وأذربيجان أهل الشام وأهل العراق، فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة ، فركب حذيفة بن اليمان إلى عثمان لما رأى من اختلافهم في القرآن فقال: إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتى والله إني لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الإختلاف ، ففزع لذلك عثمان فزعاً شديداً ، فأرسل إلى حفصة فاستخرج المصاحف التي كان أبو بكر أمر بجمعها زيداً ، فنسخ منها مصاحف بعث بها إلى الآفاق .

عن ابن شهاب الزهري ، عن خارجة بن زيد ، عن زيد بن ثابت أن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام ، فإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبدالله بن مسعود ويأتون بما لم يسمع أهل الشام ، ويقرأ أهل الشام بقراءة أبي بن كعب ويأتون بما لم يسمع أهل العراق ، فيكفرهم أهل العراق ! قال: فأمرني عثمان أن أكتب له مصحفاً فكتبته فلما فرغت منه عرضه .

حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني عمرو بن الحارث أن بكيراً حدث: أن ناساً كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال فإني أكفر بهذه ! ففشا ذلك في الناس واختلفوا في القراءة ، فكلم عثمان بن عفان في ذلك ، فأمر بجمع المصاحف فأحرقها ، وكتب مصاحف ثم بثها في الأجناد). انتهى.



فالسبب الأساسي الذي حرك عثمان لمعالجة فتنة الأحرف السبعة العمرية هو علي عليه السلام ، فقد أصر على عثمان وجعله يصدر مرسوماً خلافياً به ، هو وحذيفة . ويبدو أن خطبة عثمان التالية كانت بعد مجئ حذيفة قائد الجبهة الشرقية للفتوحات ومعه عدد من القادة العسكريين يحذرون من المشكلة .



قال في كنز العمال:2/582: (عن أبي قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل ، والمعلم يعلم قراءة الرجل ، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ، حتى كفر بعضهم بقراءة بعض ، فبلغ ذلك عثمان فقام خطيباً فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون ، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافاً وأشد لحناً ! فاجتمعوا يا أصحاب محمد فاكتبوا للناس إماماً ) انتهى .



أما ما رواه أحمد عن فزع أهل الكوفة إلى ابن مسعود وتسكيته لهم ، فهو يعبر عن سياسة عمر ، ولعل القضية كانت في عهد عمر ! قال أحمد:1/445 : (عن عثمان بن حسان عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر ! فقال: إن القرآن نزل على نبيكم(ص)من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو قال حروف وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد) .



كانت مشكلة وأزمة خطيرة إذن ، شملت التلاميذ ومعلميهم في مكاتب القرآن ، والمصلين في المساجد ، وحكام الأمصار والمجاهدين في جيوش الفتح ، بسبب فتنة أحرف عمر السبعة ! وكان علاجها الوحيد تدوين القرآن على حرف واحد وجمع المسلمين عليه !

حذيفة يحمل بأمر علي عليه السلام لواء توحيد القرآن


قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:42/457: (قالت بنو عبس لحذيفة إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا ؟ قال آمركم أن تلزموا عماراً . قالوا: إن عماراً لايفارق علياً ! قال: إن الحسد أهلك الجسد ! وإنما ينفركم عن عمار قربه من علي؟! فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب ، وإن عماراً لمن الأخيار . وهو يعلم أنهم إن لزموا عماراً كانوا مع علي). (وهو في كنزالعمال:13/532) .

وقال الذهبي في السير:2/361: (حذيفة بن اليمان . من نجباء أصحاب محمد (ص) ، وهو صاحب السر... حليف الأنصار ، من أعيان المهاجرين... عن ابن سيرين أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن إسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم . . . وليَ حذيفة إمرة المدائن لعمر ، فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان ، وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة . . . وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله (ص) ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو . وعلى يده فتح الدينور عنوة . ومناقبه تطول ، رضي الله عنه .

...خالد عن أبي قلابة عن حذيفة قال: إني لأشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله...

أبو نعيم: حدثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى قال : بلغني أن حذيفة كان يقول : ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض. قالوا: وأنت ؟ قال: وأنا والله ! ) انتهى .



وكما كان حذيفة من حواريي النبي صلى الله عليه وآله وموضع سره، صار بعده من خاصة شيعة علي عليه السلام وموضع سره ، وهذا يؤكد أنه لايقوم بعمل مهم إلا بأمر علي عليه السلام ، وأنه عليه السلام كان وراء حركة توحيد نسخة القرآن !

وقد اعترف الجميع أن الذي قام بدور (يا للقرآن..يا للمسلمين) هو حذيفة الذي كان حاكماً على المدائن ، وقائداً لجيش الفتح في آذربيجان وأرمينية ، وقد جاء إلى المدينة خصيصاً مع وفد من جيش الفتح ، شاكياً إلى عثمان طالباً حل مشكلة خطيرة داخل جيوش الفتح فاستجاب له عثمان بعد أن كانت المسألة نصف ناضجة في ذهنه ، وأصدر مرسومه التاريخي بتوحيد نسخة القرآن ، وبقي حذيفة في المدينة يواكب تدوين القرآن ، ثم قام بتنفيذ المرسوم عملياً بأمر عثمان ونفوذ حذيفة الأدبي باعتباره من خاصة أصحاب النبي عليه السلام ، وكان عليه أن يصادر المصاحف التي فيها تغيير عن المصحف العثماني ، وهي مصحف عمر الذي عند حفصة ، ومصحف أبي موسى الأشعري ، ومصحف أبي ، ومصحف ابن مسعود .

أما مصحف عمر فقد استعصت به حفصة ولم تسلمه إلى عثمان حتى توفيت ، فأخذه مروان وأحرقه .

وأما مصحف أبي بن كعب فيظهر أن عثمان أخذه من ورثته بدون مشكلة . فقد روى في كنز العمال:2/585 : ( عن محمد بن أبيّ بن كعب أن ناساً من أهل العراق قدموا عليه فقالوا ، إنا تحملنا إليك من العراق ، فأخرج لنا مصحف أبيٍّ ، فقال محمد قد قبضه عثمان قالوا: سبحان الله أخرجه ، قال : قد قبضه عثمان ـ أبوعبيد في الفضائل وابن أبي داود ) انتهى .

وأما مصحف أبي موسى فقد ذهب حذيفة إلى البصرة وصادره منه وهو يتأسف على زياداته ويترجاه أن يبقيها !

بينما استعصى ابن مسعود بمصحفه حتى توفي !

قال ابن شبة في تاريخ المدينة:3/998:(حدثنا عمرو بن مرة الجملي قال: استأذن رجل على ابن مسعود فقال الآذن: إن القوم والأشعري ، وإذا حذيفة يقول لهم: أما إنكما إن شئتما أقمتما هذا الكتاب على حرف واحد فإني قد خشيت أن يتهون الناس فيه تهون أهل الكتاب! أما أنت يا أبو (كذا) موسى فيطيعك أهل اليمن ، وأما أنت يا ابن مسعود فيطيعك الناس. قال ابن مسعود: لو أني أعلم أن أحداً من الناس أحفظ مني لشددت رحلي براحلتي حتى أنيخ عليه قال: فكان الناس يرون أن حذيفة ممن عمل فيه حتى أتى على حرف واحد !

حدثنا عبد الأعلى بن الحكم الكلابي قال: أتيت دار أبي موسى الأشعري فإذا حذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري فوق إجار ، فقلت: هؤلاء والله الذين أريد ، فأخذت أرتقي لهم فإذا غلام على الدرجة فمنعني أن أرتقي إليهم فنازعته حتى التفت إليَّ بعضهم فأتيتهم حتى جلست إليهم ، فإذا عندهم مصحف أرسل به عثمان فأمرهم أن يقيموا مصاحفهم عليه ، فقال أبو موسى: ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادة فلا تنقصوها ، وما وجدتم من نقصان فاكتبوه فيه ! فقال حذيفة: فكيف بما صنعنا ؟!والله ما أحد من أهل هذا البلد يرغب عن قراءة هذا الشيخ يعني ابن مسعود ، ولا أحد من أهل اليمن يرغب عن قراءة هذا الآخر يعني أبا موسى .

وكان حذيفة هو الذي أشار على عثمان أن يجمع المصاحف على مصحف واحد ! ) انتهى .



ويبدو أن محل هذه الحادثة البصرة مركز ولاية أبي موسى الأشعري ، ولا بد أن حذيفة ذهب خصيصا لمصادرة مصحف أبي موسى! وأن عبد الله بن مسعود كان زائراً ، لقول حذيفة فيها (من أهل هذا البلد) وهو يدل على أن أهل البصرة غير اليمانيين كانوا يقرؤون بقراءة ابن مسعود ، واليمانيين بقراءة أبي موسى ! ولو كانت الحادثة في المدينة لما صح ذلك لأن أهلها كانوا يقرؤون بقراءة أبيّ !

ويظهر من كلام أبي موسى أنه سلم نسخته إلى حذيفة خوفاً من عثمان ومنه ، رغم إضافاتها العزيزة على قلبه ! ولابد أنهم أتلفوا نسخته وخلصوا الأمة الإسلامية من زياداتها السامرية ، كما خلصوها من زيادات عمر وفتنة أحرفه السبعة.. جزاهم الله خيراً .

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 13-12-03, 11:40 PM   #5

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

والأسئلة التي وجهها سماحة الشيخ الكوراني للمخالفين تعليقا على المسألة السابقة هي:



1- أين جمع أبي بكر وعمر للقرآن الذي تدعونه ! وأين عمل اللجنة العتيدة التي هي كلجان حكوماتنا المعاصرة ! وقد بلغ الأمر بالمسلمين من أعمال عمر أنه: (جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل ، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين ، حتى كفر بعضهم بقراءة بعض ، فبلغ ذلك عثمان فقام خطيباً فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون ، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافاً وأشد لحناً ! )؟!!



2 ـ رأيتم تعبير الرواة والصحابة بأن عثمان كتب القرآن على حرف واحد ! وهل معنى ذلك إلا أنه أبطل الأحرف السبعة العمرية ؟!



3 ـ من الذي حفظ الله به القرآن: هل هو عمر الذي رفض أن تتبنى الدولة نسخة رسمية من القرآن ، واخترع الأحرف السبعة، وأفتى بتعويم نص القرآن وسبَّبَ كل هذه المصيبة في المسلمين ؟

أم علي عليه السلام الذي جاء بنسخة القرآن إلى أبي بكر وعمر فرفضاها ، ثم سعى في خلافة عمر وعثمان لأن تعتمد الدولة نسخة القرآن على حرف واحد ، وتخلص المسلمين من فرية الأحرف السبعة وغيرها ؟!



4- ما رأيكم في قول عبدالله بن الزبير أن القرآن كتب عن نسخة خالته عائشة ؟



5 ـ ما رأيكم بقول حذيفة : (ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض . قالوا: وأنت ؟ قال: وأنا والله ! ) ؟!

6 ـ روى البخاري أن حذيفة بن اليمان موضع سر النبي صلى الله عليه وآله ، فقال في:4/215 و:7/139: ( عن إبراهيم قال ذهب علقمة إلى الشام فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليساً صالحاً فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء: ممن أنت ؟ قال من أهل الكوفة ، قال: أليس فيكم أو منكم صاحب السر الذي لايعلمه غيره ؟ يعني حذيفة ، قال قلت: بلى ، قال: أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله على لسان نبيه (ص) يعني من الشيطان يعني عماراً ؟ قلت : بلى . . . ) . وروى عنه وصف نفوذ المنافقين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله فقال:8/100: (عن حذيفة بن اليمان قال: إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي (ص) كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون.... إنما كان النفاق على عهد النبي (ص) فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان !! ) انتهى .

فمَن هم هؤلاء الذين كانوا يجهرون بالنفاق ، في عهد أبي بكر وعمر وعثمان ، وما هو النفاق المجهور به الذي صار عادياً ؟!


والسلام

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

قديم 14-12-03, 12:25 AM   #6

خادم بقية الله
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى


[ALIGN=RIGHT]الأخ العزيز عاشق الحسين
بوركت أياديك المعطأة و نتمنى أن تتحفنا بالمزيد
مما وقت عليه عيناك المبصرتين لنور الحق
و الولاية لآل محمد عليهم السلام .
و دمت موفقا لكل خير .
و السلام .
[/ALIGN]

__________________

خادم بقية الله غير متصل  

قديم 14-12-03, 08:57 AM   #7

أرض الغري
...(عضو شرف)...  






رايق

[ALIGN=CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ العاشق للحسين أدام الله لك هذا العشق وأباق متيما بالثبات على ولاية أهل البيت...




إن لاستحداث هذا القسم أثر كبير علي ..ومنها أنني شخصيا أقرأ الكثير والكثير وهو عين القلةفيما ذكر عن القرآن..

فأبك الله على المجهود ولا حرمنا من هذه الكلمات المباركة التي تسعى جاهدا لنقلها وتوضيحها للقارئ..


أرض الغري[/ALIGN]

__________________
[FLASH=http://www.geocities.com/al_riviera/3abad_1.swf]WIDTH=240 HEIGHT=100[/FLASH]

أرض الغري غير متصل  

قديم 18-12-03, 03:14 PM   #8

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

الأخوة الأعزاء

خادم بقية الله و أرض الغري

حشرنا الله واياكم مع محمد وآله بحق القرآن العظيم



نسخة علي عليه السلام هي النسخة التي كتبوا عنها مصحف عثمان


شكَّل عثمان لجنة لتدوين نسخة القرآن من اثني عشر عضواً ، وجعل رئيسها سعيد بن العاص الأموي ، وكاتبها زيد بن ثابت كاتب عمر ، وقد جعلها البخاري رباعية على عادته في الإختصار والحذف ، قال في:4/156 : (باب نزل القرآن بلسان قريش . . . عن ابن شهاب عن أنس أن عثمان دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف . وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ذلك ) .

وقال عمر ابن شبة في تاريخ المدينة:3/993: ( حدثنا هشام عن محمد قال: كان الرجل يقرأ فيقول له صاحبه: كفرت بما تقول ، فرفع ذلك إلى ابن عفان فتعاظم في نفسه ، فجمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار منهم أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأرسل إلى الرقعة التي كانت في بيت عمر فيها القرآن ، قال وكان يتعاهدهم . قال فحدثني كثير بن أفلح أنه كان فيمن يكتب لهم ، فكانوا كلما اختلفوا في شئ أخروه . قلت لم أخروه؟ قال لا أدري .

قال محمد: فظننت أنا فيه ظناً ولا تجعلوه أنتم يقيناً ، ظننت أنهم كانوا إذا اختلفوا في الشئ أخروه حتى ينظروا آخرهم عهداً بالعرضة الأخيرة فكتبوه على قوله .

حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بنحوه ، وزاد: قال محمد فأرجو أن تكون قراءتنا هذه آخرتها عهداً بالعرضة الأخيرة ) . انتهى.

وعليه ، لابد من القول إن الأعضاء الإستشاريين كانوا كثيرين ، وأن يكون حذيفة في طليعتهم ، وعلي عليه السلام مرجعهم ، وأن الأعضاء الكتاب والنساخين كانوا كثيرين أيضاً ، وكان أبرزهم زيد بن ثابت .

والظاهر أن اسم أبي بن كعب جاء في اللجنة بدل اسم ابنه محمد بن أبي بن كعب ، لأن أبيّاً توفي في زمن عمر ، وقد ورد اسم ولده محمد بأنه سلم مصحف أبيه كعب إلى الخليفة عثمان. وقد أشكل المستشرقون على ذكر أبي بن كعب في لجنة جمع القرآن وضخموا ذلك ، وأرادوا أن يطعنوا بسببه في نسخة القرآن، على عادتهم السيئة !

وقد كتب عثمان رسالة إلى الأمصار وبعثها مع المصاحف ، ولم يذكر فيه اسم أحد من اللجنة ، بل نسب الفعل إلى نفسه لأنه الآمر بذلك ، ولم يذكر الصعوبات التي ذكرتها روايات عمر وزيد في جمع القرآن ، بل بشر المسلمين بأنه لهم نسخ القرآن عن آخر نسخة غضة طرية مسموعة من فم رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونسب النسخة إلى عائشة !!

قال في تاريخ المدينة:3/997: (عن أبي محمد القرشي: أن عثمان بن عفان كتب إلى الأمصار: أما بعد فإن نفراً من أهل الأمصار اجتمعوا عندي فتدارسوا القرآن ، فاختلفوا اختلافاً شديداً ، فقال بعضهم قرأت على حرف أبي الدرداء.

وقال بعضهم قرأت على حرف عبد الله بن مسعود ، وقال بعضهم قرأت على حرف عبد الله بن قيس ، فلما سمعت اختلافهم في القرآن والعهد برسول الله (ص)حديث ، ورأيت أمراً منكراً ، فأشفقت على هذه الأمة من اختلافهم في القرآن ، وخشيت أن يختلفوا في دينهم بعد ذهاب من بقي من أصحاب رسول الله (ص) الذين قرأوا القرآن على عهده وسمعوه من فيه، كما اختلفت النصارى في الإنجيل بعد ذهاب عيسى بن مريم ، وأحببت أن نتدارك من ذلك ، فأرسلت إلى عائشة أم المؤمنين أن ترسل إليَّ بالأدم الذي فيه القرآن الذي كتب عن فم رسول الله (ص) حين أوحاه الله إلى جبريل ، وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه ، وإذا القرآن غض ، فأمرت زيد بن ثابت أن يقوم على ذلك ، ولم أفرغ لذلك من أجل أمور الناس والقضاء بين الناس، وكان زيد بن ثابت أحفظنا للقرآن ، ثم دعوت نفراً من كتَّاب أهل المدينة وذوي عقولهم ، منهم نافع بن طريف ، وعبد الله بن الوليد الخزاعي ، وعبد الرحمن بن أبي لبابة ، فأمرتهم أن ينسخوا من ذلك الأدم أربعة مصاحف وأن يتحفظوا ) . انتهى.

فالمصحف الذي بأيدينا مكتوب عن تلك النسخة الفريدة المكتوبة من فم النبي صلى الله عليه وآله ، والتي لم يدع أحد غير علي عليه السلام أنها عنده . وهو لاينطبق إلا على قراءة علي عليه السلام ويخالف ما ثبت في نسخ غيره !

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:2/426: (حفص ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن قال: لم أخالف علياً في شئ من قراءته ، وكنت أجمع حروف عليٍّ ، فألقى بها زيداً في المواسم بالمدينة فما اختلفنا إلا في التابوت كان زيد يقرأ بالهاء وعليٌّ بالتاء ). انتهى .



فلايمكن أن يكون عن نسخة مصحف عمر الذي كان عند حفصة ، لأنها استعصت بها حتى أحرقها مروان يوم وفاتها ، ولأن عثمان نسب النسخة الغضة في رسالته إلى الأمصار إلى عائشة ولم يذكر حفصة !

ثم إن نسخة حفصة لابد أن تكون فيها قراءات عمر الثابتة عنه والتي لاتوجد في مصحفنا والحمد لله .

وعليه يجب رد الروايات التي تقول إنه نسخ من مصحف حفصة .

قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة:3/1003: (قال الزهري: فحدثني سالم قال ، لما توفيت حفصة أرسل مروان إلى ابن عمر بعزيمة ليرسلن بها ، فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها ابن عمر ، فشققها ومزقها مخافة أن يكون في شئ من ذلك خلاف لما نسخ عثمان !! ) .

كما لايمكن أن يكون عن نسخة مصحف عثمان ، لأنهم رووا أن عثمان لما أكملوا نسخ القرآن وعرضوه عليه نظر فيه وقال: ( إن فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها !

ففي كنز العمال:2/586 ، عن كتاب المصاحف لابن الأنباري وابن أبي دؤاد ، قال: ( عن قتادة أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال: إن فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها.... وعن عكرمة قال: لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا ) !



كما لايمكن أن يكون عن نسخة عائشة ، لأن أحداً لم يدع أن عائشة كان عندها نسخة ذلك القرآن الذي وصفه عثمان في رسالته إلى الأمصار: (القرآن الذي كتب عن فم رسول الله صلى الله عليه وآله حين أوحاه الله إلى جبريل وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه، وإذا القرآن غض) .

فلو كان عندها لما استكتبت نسخة من القرآن المتداول كما في رواية مسلم:2/112: (عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، فلما بلغتها آذنتها فأملت عليَّ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ، وقوموا لله قانتين) !

ولو كان عندها مثل هذه النسخة لاحتجت بها على نساء النبي صلى الله عليه وآله عندما خالفنها في مسألة رضاع الكبير ومسألة كفاية خمس رضعات.. فقد قالت كما في صحيح مسلم:4/167: (كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرِّمن ، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن ! ) .

وقال أحمد:6/271: (كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيراً خمس رضعات ثم يدخل عليها ! وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس ، حتى يرضع في المهد .. ) انتهى .

فقد كان مهماً عند عائشة أن تحتج لمسألة الرضاعة ، لأن نساء النبي صلى الله عليه وآله خالفنها وانتقدنها ، وكانت متحمسة لإثبات صحة عملها !



فالقرآن الفعلي يختلف عما ثبت في كل هذه النسخ ، ولاينطبق إلا على نسخة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وما روي عنه عليه السلام من قراءات ، وقد تقدم من سير الذهبي(2/426) أن عاصماً روى عن أستاذه أنه قال: ( لم أخالف علياً في شئ من قراءته ، وكنت أجمع حروف عليّ ٍ).



وعليه ، لا بد من حمل ما ورد في رسالة عثمان إلى الأمصار من نسبة النسخة إلى عائشة ، أنه قول سياسي لغرض من الأغراض .



الأسئلة


1 ـ مادام علي عليه السلام هو الذي سعى في توحيد نسخة القرآن ، وهو الذي أعطى عثمان النسخة التي كتبها سماعاً من فم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف تقولون إن أبا بكر وعمر جمعا القرآن ثم جمعه عثمان ولم يجمعه علي عليه السلام ؟ !



2 ـ كيف تحلون الروايات المتناقضة في نسخة حفصة ، فمنها يقول إن القرآن كتب عنها ، ومنها ما يقول إنها استعضت بها حتى ماتت !



3 ـ كيف تحلون الروايات المتناقضة في نسخة عائشة ، فمنها يقول إنها غضة طرية مكتوبة من فم النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها يقول إنها استكتبت نسخة وأضافت إليها كلمة صلاة العصر بعد الصلاة الوسطى ؟!



4 ـ ما رأيكم في قول عثمان عن القرآن الفعلي ( إن فيه لحناً ) وأين هو اللحن ، وهل قومته العرب كما زعم ؟



5 ـ هل تفتون بفسق أو كفرمن قال إن القرآن الفعلي فيه لحن ، كما قال عثمان ، أو يقول إن فيه نقصاً لآيات وخطأً من الكتاب كما تقول عائشة ؟!

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تحفظ القران الكريم ؟؟؟ ولد تاروت منتدى القرآن الكريم 2 27-10-08 03:28 PM
برنامج القرآن الكريم ..كل ما عليكم هو اختيار السورة المطلوبة حسين الرويعي منتدى الثقافة الإسلامية 3 08-05-02 02:50 PM
الى كل من يعشق القرآن الكريم أقدم ...... الصراط المستقيم المنتدى الثقافي والأدبي 2 06-05-02 04:12 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 11:42 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited