بسمه تعالى
السلام عليكم
القرآن الكريم وهو الكتاب المنزل على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه كتاب عجزت الجن والأنس أن تأتي بمثله ، وهو كتاب حير العقل والألباب بما فيه من معجزات سواء كانت علمية أو طبية أو لغوية أو أدبية .
وهنا سأتكلم عن جانب من إعجاز القرآن الكريم وسيكون في الجانب الأدبي و في الجناب البنائي للسورة أو الهيكل المعماري للسورة
نلاحظ أن القرآن الكريم مقسم إلى سور وكل سورة بها عدد من الآيات وهذه الآيات يوجد بينها ترابط وبمجموعها نخرج بموضوع عام للسورة فنأخذ مثلا أحد سور القرآن وننظر في هذا الجانب مثلا سورة الكهف
سورة الكهف جميعها تدور حول موضوع واحد وهو " نبذ زينة الحياة الدنيا " فقد أتى في بداية السورة في الآية رقم 7 " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ، وإنا جاعلون ما عليها صعيدا جرزا "
فهذه هي الفكرة الأساس في السورة ثم بقية المواضيع المطروحة في السورة كلها تحوم هذه الفكرة فتبدأ المواضيع بقصة أصحاب الكهف بدأ من الآية 9 إلى الآية 26 وهذه الحادثة تمثل سلوكا عمليا لنبذ زينة الحياة الدنيا .
الموضوع الذي بعد هذا الموضوع هو الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله بقوله تعالى في الآية 28 " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا "
ثم بدأ موضوع آخر وهو موضع الرجلين اللذين جعل لأحدهما جنتين من أعناب وهذه الحادثة تبدأ من الآية 32إلى الآية 45 في هذه الموضوع طرح التعامل مع زينة الحياة الدنيا من الطرف السلبي وهي مقابل قصة أصحاب الكهف فيقول تعالى عن جنة الرجل " فتصبح صعيدا زلقا " وهي مقابل قوله تعالى في بداية السورة " وإنا لجاعلون ما عليها صعبدا جرزا " .
الموضوع الرابع : الذي تطرقت له السورة في قوله تعالى في الآية 46 وما بعدها " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير ربك ثوابا وخير أملا" تحدثت عن الزينة وتذييله بموضوعات تتصل بنمط الكافرين من الآدميين وتعاملهم مع الشيطان .
الموضوع الخامس : هو قصة موسى مع العالم وتبدأ من الآية 60إلى الآية 82 في الوهلة الأولى قد يقال أنه لا علاقة لها بموضوع السورة ولكن بالتمعن نجد أن العالم الذي انبهر النبي موسى أمام شخصيته إنما تمثل انعزالا كاملا عن الدنيا بحيث لا يعرف هذه الشخصية حتى الأنبياء .
الموضوع السادس : قصة ذي القرنين وهي مقابلة لقصة صاحب الجنتين فهناك صاحب الجنتين مع أنه لم يملك إلا جنتين وهي مساحة محدودة بهرته الدنيا وزينتها وهنا نجد أن ذي القرنين الذي ملك الشرق والغرب لم تبهره الدنيا وزينتها .
فهنا نجد أن السورة المباركة تطرقت الموضوع زينة الحياة الدنيا وكيفية التعامل معه سواء سلبا أو إيجابا
والسلام