قف على قـــــــــبر فاطم بالبقيع ... بعد مزق الحشا وسكب الدموع
والثم الترب مـن حواليه وانشق ... مـــــــن شذاه نسيم زهر الربيع
وأبلغها السلام عــــــــنـي فإنني ... لـــمـــــــروع فيها بخطب مريع
وتـــذكــر أذيـــة الــقـــوم فــيـها ... وابـــك حزنا وعج بقبر الشفيع
قــف به مـوقف الـــحــزين ولكن ... لابـسـا بــردتـــي تقى وخشوع
واشـك مــا نــال بـنـته من كروب ... مـفـجعات تشيب رأس الرضيع
قـل لــه: أيـهـا الـنـبـــي شـــكـــاة ... لك عــنـدي مشفوعة بدموعي
فــأعــزنــي مــنـــك المسامع فيها ... فـصـداهـــــا يصم أذن السميع
إن تلك الـتـي عــلـى بابها الأمـ ... ـلاك تبدي الخشوع بعد الخضوع
قــد أحــاطوا بالنار منزلها السا ... مـــي بـتــطــهــيــره بـشأن رفيع
أســقـطوها بالباب محسن عصرا ... بـعـد تـألـيـمـهــا بكسر الضلوع
دخـلــوا بـيـتــهــا هـلـيـها وقادوا ... بـعـلـهــا الـمـرتضى بحال فظيع
عـجـبـا كـيـف فـي نـجـاد لــه قيـ ...ــد وقـــد كـــان قـــائــدا للجموع
فـعــدت خـلـفـه تـجــر مـن الصو ... ن ذيــولا جــيـــوبـها من دموع
ودعت فيهم: ارجعوا لي ابن عمي ... أو لأشكو الى المجيب السميع
فـتـلافــوا مــن الـبـتــولة مــا لـو ... أغـفـــلــــوه لزلزلوا عن سريع
غـصــبــوهــا حقوقها منك ظلما ... وبـعـيـن الالـــه غــصـب الجميع
طلعـت تـصـحب الـشهود من البيـ ... ـت كشمس النهار عند الطلوع
وبــدت تـفـرغ الـبـراهـين من فيـ ... ـها بـأسـمـاعـهـم بأي سطوع !
فـأجـيـبـت ولـكـن بــرر شهـــود ... وبـعـــد تكذيب صوتها المسموع
مـنـعــوهــا مــن الـبـكـاء على رز ... ئـك ياخـيــر فــاجــــع مفجوع
قــل لــــدار الأحزان ما زلت لازا ... لت ضلوعي تحوى قبور البقيع
مــاهـــو الـــسر حين تدفن سرا ... وجــهـــــــــارا أتوا الى التشييع ؟
يـالــهـــا مـــــن مصائب قد دهتها ... رمث الشم من شجى بصدوع .
------------------------------------------------------------------------
حب فاطمة الزهراء عليها السلام
فاطمة الزهراء عليها السلام من أهل البيت الذين وجبت علينا محبتهم , و حب الزهراء عليها السلام نابع من حب رسول ((ص)) لها , فهي أم أبيها و بضعته و روحه التي بين جنبيه , و كان ((ص)) يحبها حباً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم , تلك المحبة التي تنبعث من العاطفة الأبوية و حسب , بل كان حبه ((ص)) لها مشوباً بالاحترام و التبجيل , و ذلك لما تمتع به الزهراء عليها السلام من الفضائل الفريدة و المواهب و المزايا الفذة , فهي ابنة الاسلام الاولى التي درجت و ترعرعت في أحضان النبوة و شبت في كنف الإمامة و هي المعصومة من كل دنس و عيب , فكانت المرأة المثلى في الاسلام , و الجديرة بالاقتداء بها في كل عصر و مصر .
و ما كان رسول الله ((ص)) يدع فرصة أو مناسبة تمر إلا و نوه بعظمة الزهراء عليها السلام و إظهار فضلها و بيان مكانتها عند الله تعالى و رسوله ((ص)) , و ذلك لكي يحث المسلمين على مودتها و التقدير لها من بعده , لأنها بقيته الباقية و أم الائمة المعصومين و قادة المسلمين المحافظين على رسالة الإسلام و سنة جدهم المصطفى ((ص)) .
و فيما يلي بعض ما جاء عن الرسول الأكرم ((ص)) و ما حكي من سيرته صلى الله عليه وآله وسلم في محبة الزهراء عليها السلام :
1- قال رسول الله ((ص)) : (( فاطمة بضعة مني , من أغضبها أغضبني )) .
2- و قال رسول الله ((ص)) : (( فاطمة بضعة مني , يريبني ما أرابها , و يؤذيني ما آذاها )) .
3- و قال رسول الله ((ص)) : (( يا فاطمة , إن الله يغضب لغضبك , و يرضى لرضاك)).
4- روى عن عائشة أنها قالت : ما رأيت أحدا اشبه حديثا و كلاما برسول الله ((ص)) من فاطمة , و كانت إذا دخلت عليه قان إليها فقبلها و أجلسها في مجلسه و كان النبي ((ص)) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته و أجلسته في مجلسها.
5- وروى أن عائشة سئلت : أي الناس كان أحب الى رسول الله ؟ قال : فاطمة . قيل : و من الرجال ؟ قالت : زوجها .
6- و عن بريدة , قال : كان أحب النساء الى رسول الله ((ص)) فاطمة و من الرجال علي .
ورغم ثبوت محبة الزهراء عليها السلام قرآناً و سنة , فانها تعرضت عقيب أبيها (( ص)) لأبشع أنواع التعسف و الظلم , فقد سلبوها ميراث ابيهاوأغتصبوه و آذوها حتى اضطرت الى المواجهة و الاحتجاج بما جاء على لسان أبيها المصطفى ((ص)) من فرض محبتها و مودتها على المسلمين حيث قالت : (( نشدتكما الله , ألم تسمعا رسول الله ((ص)) يقول : رضا فاطمة من رضاي , و سخط فاطمة من سخطي , فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني )) قالا : نعم .
و كأم القوم لم يسمعوا بذلك , بل لم يسمعوا أن الله يغضب لغضبها و يرضى لرضاها و أن الله تعالى قال : (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخره و أعد لهم عذاباً مهيناً )) فباءوا بهذا الخطر العظيم حينما ودعت الزهراء عليها السلام هذه الحياة و هي غضبى عليهم غير راضية عنهم .
السلام عليك يا سيدتي يا فاطمة الزهراء .
ولأي الأمــور تدفــن ليــلا ؛؛؛؛ بضعة المصطفى و يعفى ثراها.
فمضت وهي أعظم الناس شجـوا ؛؛؛؛ في فم الدهر غصة من جـواها.
و ثوت لا يرى لها النـاس مثوى ؛؛؛؛ أي قــدس يضمـه مثـواها .
000000000000000
نسألكم الدعاء