اللهم صل على محمد وآل محمد
تحية عطرة بعطر الإيمان للأخت الكريمة الأمل موجود
كلامك صحيح أختي حول نقطة تقديم الحلول للغير
ولكن على المستوى الشخصي الواحد يحتار
سأذكر آيتين كريمتين
قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ
وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) } سورة التغابن
وقال تعالى : { المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ ثوابًا وخيرٌ أمَلا } [الكهف : 46]
إن من يقرأ هاتين الآبتين المباركتين من كلام الله تعالى
يقف بين أمرين عبر سؤال نطرحه على عقولنا
لست في مجال تفسير الآيتين فمثلي ليس أهل لذلك
وإنما إشارة من بعيد لعلها تقرب لنا مقاصد الآيتين
ذكرت الآية الألى أن الأولاد فتنة
والآية الثانية أشارت إلى أنهم زينة
الآية الأولى/ أشارت للعفو والصفح والمغفرة عند ورود بعض التصرفات الطفولية والتي يفهمها البعض على أنها عدائية
فيقومون بالرد عليها بقوة وعنف ولكن الحق تبارك وتعالى أشار
أن نلتزم بالعفو والصفح والمغفرة كي نغرس في روح الطفل حب
الرحمة من صغره مهما بلغت أخطائه فهو متعلم ولابد من ورود خطأه
شئنا أم أبينا وإذا كنا ندعو لأنفسنا بالمغفرة فكيف تأتينا المغفرة ونحن لا نطبقها فقابلية استقبال المغفرة مفقودة أرضيتها في جوهرنا
فلذلك لن نستطيع نيل اللطف الغفراني من الله تعالى
فالأولاد جزء من الإمتحان الإلهي لنا وعلينا أن نرى مانقدم
وهنا أحب ذكر قصة أحد الانبياء عليهم السلام
كان نبياً من الانبياء أرسله الله إلى قوم من الأقوام فدعاهم حتى
أيقن أن دعوتهم غير نافعة فقام بالدعاء عليهم
ذلك النبي الكريم كان يعمل على صناعة الخزفيات ولديه محل لبيع
الفخاريات جاءه شخص فقام بشراء قطعة وبعد أن دفع ثمنها قام بكسرها وهكذا في المرة الثانية فعل ولكن عندما أراد الشراء في المرة الثالثة رفض بيعه
وقال له أن أتعب في صناعة هذه وأنت تكسرها
هنا تكلم ذلك الشخص (وهو ملك في هيئة إنسان أرسل من قبل الله عزوجل) وقال أن تصنع هذه الخزفيات وانزعجت من كسري لها
وقلت لي أنها من صنيعتي فكيف تدعو على من خلقهم الله وهم صنعه تبارك وتعالى
ففهم النبي رسالة ربه وعرف .
الآية الثانية / ذكرت أنهم زينة الحياة الدنيا ولكن هنالك بعد إيماني
قرآني كان يشير لوجود باقيات صالحات هم خير من تلك الزينة
كما جاء في الرواية عن أحد المعصومين عليه السلام" إذا مات أبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ,أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له "
فالباقيات يقصد بها ماوراء هذه الحياة من زينة فمهما
كان الولد جميلاً وسعينا في أن يلبس أحسن اللبس
ويركب أحسن سيارة ويحصل على أفضل شهادة جامعية
فإذا كانت تربيتنا على أساس المظهر وليس الجوهر
فالأولاد عدوا من الزينة التي لاتنفعنا مهما بذل في تزيينها
أي ثواب يذكر لأن تلك الزينة زينة ستزول بزوال الدنيا
فلنحاول غرس جذور أولادنا بالرحمة والخير واللطف
كي تنمو أرواحهم في صفاء
وتشتعل قلوبهم حباً وشوقاً لله تعالى
ونرى إنجازنا واضحاً وجلياً عبر تربيتنا الأخلاقية لهم
وقيم الإسلام المحمدي الأصيل
أطلت الحديث هنا فلعذر منكم أخت الإيمان
كما أتمنى أن حديثي لم يخرج عن نطاق موضوعكم
وتقبلي تحياتي السماوية
عاشق السماء