[ALIGN=CENTER]كتمان الأسرار!!!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
أحبتي في الله....
ظلت النميمة والتلهي بسير الناس ، تهمة تلتصق بالنساء طويلا دون أن يثبت أن حواء وحدها هي التي تمد لسـانها ليعزف مقطوعات تنبعث منها أسرار الآخرين والأخريات.
فالرجال يفعلون ذلك أيضا، وربما كانوا اقل نميمة لأنهم كانوا اكثر انشغالا في الماضي ، لكن المرأة خرجت للعمل الآن وأصبحت تنشغل مثل الرجل الذي قلت ساعات عمله في الوقت ذاته فاصبح لديها وقت أكبر للنميمة.
يضيق صدر أحدنا بما يحمل من هموم، أو تتملكه الحيرة في أمر يشغله، فيلجأ إلى صديق يفضفض إليه تلك الهموم، ويسأله رأيه في ما يشـغله ويحرمه النوم والصفاء، ويتوقع ذلك الصديق من صديقه أن يكتم السر وأن يشعر بالامتنان لأن صديقه المهموم خصه بتلك الفضفضة وطلب منه الرأي.
لكن صدر الصديق يضيق بما سمع، فيسارع إلى نقل أسرار صديقه إلى الآخرين، بحسن نية ربما، وبخبث غالبا، وقد يعجبه أن يستنبط في الحديث مع أصحابه في إحدى الجلسات، أو يحاول أن يكون محور اهتمام السامعين، فيقول لهم بدافع التسلية أسرارا سوف تحظى باهتمام فضولهم، وينشر غسيل الصديق الغائب، فيسارعون بنقلها للغير، ليجعل ذلك المسكين مفضوحا-على الهواء مباشرة-.
أنا انقل لكم حادثة قد حصلت بالفعل هناك امرأة اختارت صديقة بالخطأ، لم تتحسس جيدا موضع قدميها قبل أن تغوصا بها في الرمال المتحركة...تعرفت عليها خلال العمل وأحبتها منذ أول لقاء واقتربت منها ، فقد رأتها إنسانة رقيقة شديدة الطيبة وثقت بها وامتدت صداقتهما اكثر من خمس سنوات قضوا فيها أجمل الأوقات معا، حتى أطفالهم اصبحوا أصدقاء، وعرفت صديقتها من خلال هذه العلاقة الجميلة كل تفاصيل حياتها، وباحت لها بالكثير من أسرارها وحكاياتها وحتى عن زوجها...ووقعت بينهما مشكلة فانقلبت الدنيا و ظهرت صديقتها على حقيقتها عدوانية بل وشريرة.فقد أفشت كل أسرارها لمن هب ودب حتى زوجها لم يسلم منها ولكنه عرف هدفها السيئ وطبيعة شخصيتها، فندمت هذه المرأة، وأفاقت من هذه التجربة، وقررت ألا تثق بأحد وأن تحتفظ بأسرارها لنفسها ، ولم يعد لها صديقة تبوح لها بأسرارها...
إن الإنسان الذي لديه القدرة على تحديد ما يقال وما لا يقال هو الأنجح والأكثر تفاديا للوقوع في براثن الآخرين، وان درجة الاستعداد لإفشاء الأسرار تتوقف على مستوى تربية وثقافة الإنسان والتزامه الأخلاقي.
فأما الذين يفشون الأسرار يعانون من فراغ نفسي وديني وفكري، وان كشف الأسرار يهدم بيوتا ويفكك علاقات اجتماعية ويدمر المجتمع؛ فأما السلوك الأمثل وطبيعة هذا العصر أن نغلق الأبواب على أسرارنا و مشكلاتنا.
وهناك مقولة للإمام علي المرتضى عليه السلام:- مصرع الإنسان تحت طي لسانه .
إخواني و أخواتي...
من هم أكثر الناس إفشاءً للأسرار؟؟ الرجال ام النساء؟؟و لماذا لصقت بالنساء؟؟؟
ما هو مدى ثقتك بصديقك عندما تخبره بسر من أسرارك؟؟ و هل تضمن انه لن يخرج سر من اسرارك؟؟
هل حدثت لكم حادثة عن إفشاء الأسرار؟؟؟[/ALIGN]