سكوت علي(ع) وأستنكار الزهراء (ع)

[starnoor2000]

بسم الله الرحمن الرحيم....
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.........
سكوت علي (ع) وأستنكار الزهراء (ع)
تعدّ القوم على بيت فاطمة فلماذا سكت علي عليه السلام تجاه ما حدث ؟
رغم شجاعته المثلى ؟ وإباءه المميز ؟
جوابا على السؤال ينبغي بيان مقدمات تمهيدية :
0إسلام دين متكامل مترابط الأطراف عقيدته أخلاقه وتشريعاته مترابطة مع بعض .
0الرسول كان بصدد تأسيس دولة إسلامية يتم فيها تطبيق الإسلام بجميع جوانبه ونجح في ذلك . 0
0كان الفروض أستمرار نفس الأسلوب الذي بعد أرتحاله بواسطة خليفته أمي المؤمنين عليه السلام .
0وأيضا تستمر المسيرة بعده بواسطة الإمام الحسين فالحسين فلأئمة من ولده عليهم السلام .
0دور الإمام المهدي عليه السلام هو وضع آخر لبنة وإكمال الدين وملأ الأرض قسطا وعدلا .
البداية السوداء:
إنعكست المعادلات بعد الرسول ورسخت قواعد الخلافة الزائفة اللاشرعية فتغيرت القيم وأستمر الوضع الجديد متأثرا بالحضارات الدخيلة فاصبح الإسلام غريبا غير مألوف مثل ماكان في عصر الجاهلية وأنقلب أهل الرئاسة ((أفأن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم )) ((آل عمران \44 1 )خسر المسلمون وجرت ورائها خسائر فادحة .
مبدأكل عثرة :
وقعت جريمة الإنحراف والإغفال ,إحراف المغفلين وغرس النفاق يوم سقيفة بني ساعدة وكانت هي مبدأكل عثرة وزلة فهي أشجار خبيثة التي اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار .
علي والخلافة :
أستمرت الجريمة ربع قرن ثم قلد صاحب الحق علي عليه السلام بالخلافة فياترى ماذا عساه أن يفعل ؟ قال (إن الأفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت وعلمو إني إن أجبتكم ركبت بكم ماأعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن تركتموني فأنا أحدكم )) (نهج البلاغة)
التكليف المزدوج وصعوبة الموقف :
مادام الخلافة قد أغتصبت بمكر وأحتيال فقد تحقق ظرف خاص يتطلب المواجهة والثورة من ناحية حفاضا على حقيقة الولاية وأيضا السكوت والتقية من ناحية أخرى حفاظا على ظاهر الأسلام ، فالثورة والأستنكار في هذا الظرف تكليف محمول على عاتق بنت رسول الله والتقية والسكوت تكليف محمول على عاتق أمير المؤمنين وهما روح واحد في جسدين مختلفين .
فينبغي أن يظهر علي نفسه رجلا مسالما وهذا يتطلب إلتزام الهدوء وعدم التعرض للحكم والتساير والتنسيق مع الخليفة . وأما الزهراء فلابد أن تخلق جوا مناقضا تماما لما أوجده علي عليه السلام ..فتصرخ في وجه الطغاة وتقف أمامهم وتدافع عن شخص علي ولكن في مطاوي حديثها لا بالصراحة ويجب عليها أن لاتثير عليا عليه السلام أصلا لأن ذلك سيؤدي إلى فشل الخطة .
فيجب عليها أن تخرج من البيت ولامانع من ذلك فهي طاهرة ولابد أن تخلق أجواء مثيرة فتبكي وفي نفس الوقت تكتم ما تواجهه من المصاعب خاصة عن زوجها علي عليه السلام ، ثم لابد أن توصي بعدم حضور أعدائها تشييع جنازتها فتدفن سرا وتبقى مجهولة القبر .
المعاناة :
هل لنا أن نتصور شدة المعاناة التي كان يعانيه أمير المؤمنين علي عليه السلام ومستوى صبره عليه السلام ؟ يقول : ((فصبت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا )) ( نهج البلاغة ))
ويقول في موضع آخر ((وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم والم للقلب من وخز الشفار )) ( نهج البلاغة )
فدك هو المبرر لهذا الموقف :
الزهراء تحتاج إلى مبرر لصراخها لئلا تتهم بالدفاع عن علي زوجها وليس هناك أفضل من فدك فهي في الظاهر قرية في الحجاز ، بينها وبين المدينة يومان كانت ملكا لرسول قدمها لأبنته الزهراء وفي الواقع هي الولاية بعينها أو من لوازمها التي قد تجسدت في ذلك اليوم ، وهي غصب حياة الخلافة الإسلامية لايمكن الأستقرار على منصة الحكم بدونها ، فالمطالبة بفدك هي المطالبة للولاية في لباس آخر .
الجريمة :
فما هي الحيلة التي ينبغي أن يتخذها الخليفة لإسكات بنت رسول الله ؟ ليس هناك حل إلا الضرب والجرح والحرق ومن ثم القتل والشهادة ، وهذا الأمر هو الذي سوف يفضح الخليفة ومن تبعه .
الهدف=السكوت +الصراخ
قد تحقق الهدف المطلوب من هذا السكوت وذلك الصراخ فبقي الأسلام والقرآن كأطروحةحديثة في صون من شر الجاهلية الثانية وانكشف جرائم من أراد بالأسلام سوء، وذلك بعد إستشهاد بنت الرسول على أيديهم وهي مبغضة لهم غير راضية عنهم بصريح الأحاديث الكثيرة التي نقلها الجمهور ((فهجرته اي الخليفة) فلم تكمله حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ))

((كتاب الجهاد والسير ))

نور

[ملك القلوب]

موضوع يستحق كل اعجابي وتقديري وامتناني لك ايها المبدع

وبالفعل انت رائع بما تحتويه الكلمة من معاني

واسال الله تعالى ان ينير قلبك كما انرت قلوبنا