تُرى أيُ عبدٍ أنا ؟!

[نورس الحب]

منهالنا ..
لقد سرت رعشة اللقاء بالرهبة والخوف والخشوع في أعضائي ..
وأنا أذكر ليلة الإسراء والمعراج كيف كنتُ في أحضان الجنة ..
أبصرُ فراشات النور تطوف حول البيت العتيق كما يطوف البشر ...
والدموع تهرول زلفى على الأخاديد..
وكل الأسقف الروحية قد انقشعت للإذعان والإذلال أمام الخالق..
ولأنفاس وليد هذا البيت ..
كنا نردد ياعلي ونكثر من دعاء الفرج لولينا وإمامنا المنتظر ..
حتى اذا ماشهد الصبح علينا ..
لم نسأم ولم نمل من ذكر مصيبة الحسين ومنفاه عن أمن الله..
منهالنا ..
أخذتنا لأطهر أيامنا ..
فجزاك الله خيرا وبلغنا وإياكم هذه النفحات ..
نورس الحب

[المنهال]

أما الميزاب فلا ادري ماذا دهاه !!
ميزابُ الكعبَة يدرف الدمع في يوم الترويه على الحسين !!
طولهُ متراً وخمساً وسبعينَ سنتيمتراً
وموقعهُ على الحائِط المُطِلُ على حِجرِ إسماعيل . . .
ويستحُبُ الوقوفٌ تحته ، والدعاء ، قليلٌ منّا من يوفَق للشربِ من الماءِ المُنصَبِ من الميزاب. .
ويُقال إنهُ بعدَ كل موسم ، ينزلُ المطر في مكة . .
فائدة

رُوي أن رجلاً من محبي أهل البيتِ عليهم السلام مَرِضَ حتى شارَفَ على الموت ، وكان مُقيماً في مكة ، وسأل عنهُ الإمام الصادق عليهِ السلام فقيل لهُ : تُرِكَ وهو يموت ، فقال عليه السلام : أما لو كنتُ مكانك لأسقَيْتُهُ من ماءِ الميزاب ، فقال الرجل : فطلبناه عند كل أحِد فلم نجِده فبينا نحنُ كذلك ، إذا أرعدَت وأبرقت وأمطرت ، فجِئتُ إلى بعضٍ مّنْ في المسجد ، فأعطيتُهُ درهماً وأخذتُ قدحاً ثُمَ أخذتُ من ماءِ الميزاب ، فأتيتهُ بِه ، فأسقيتُهُ ، فلم أبرح من عندهِ حتى شرب سويقاً وبرئ .

الأركان الأربعة للكعبةِ زادها الله شرفاً فهي :
الركنِ اليماني // من جهةِ الجنوب – غرب ويقابِل جهةِ اليمن وآه لذلك اليوم يوم أن خرج النداء ياحسين ستهتك حُرمتك !!
والركن العراقي // الذي يقابلِ العِراق
والركن الشامي // من جهةِ شمال – غرب ويقابل جهةِ الشمال والركنُ الجنوبي الشرقي // المسمى بركن الحجرِ الأسود لأنهُ فيه

مقامُ إبراهيم عليهِ السلام المكان الذي واجهه الحسين وقال خُط الموت على وِلِد آدم !!
هو الصَخْرَةُ التي كان يقومُ عليها أثناءَ بنائِهِ الكعبَةُ المعظَمة ، وفيها أثر قدميه الشريفتين عليه السلام . . ولونُ الصخرة رمادي يميل إلى الصفرة ، وضلعها خمسونَ سنتيمتراً تقريباً . .
وذُكِرَ المقامَ الشريف في القرآنِ الكريم ، قال الله تعالى : (( فيهِ آيَاتٌ بيناتٌ مقامُ إبراهيم )) سورةُ آل عمران ، آية (( 97 )) .
وقال تعالى : (( واتَّخِذوا من مقامِ إبراهِيمَ مُصلَّى )) سورة البقرة ، آية (( 125 )) .
ولا تنسى أن تشرب من ماءِ زمزم ، وصُبَّ من هذا الماءِ على رأسِكَ وظهرِك وبطنك وتذكر عطش الحسين عليه السلام وقُّل :
(( اللهم اجعلهُ علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً ، وشفاءً من كُلِ سُقم )) .
اشرب مِن ماءَ زمزم للتبرُكِ وإحياءِ السُنَةِ الشريفة ولا تنسى أن الحُسين حُرم منه في عام 61هـ
ولا تستمع إلى ما يقولهُ البعضِ من تشكيك في صحةِ هذا الماء ،
فبلوغ المأمول حاصِل ولو بالقدّرِ اليسير المخلوط مع غيرهِ من الماء . . بل يكفي مجرد نيتنا لذلك . .
والله تعالى يتكفّل الباقي ، وليس عليهِ بعزيز ، فهو يرى ضعفنا وشوقنا ، ويرى القاصدينَ الآتين إليهِ من الأصقاع والأطراف على كُلِ ضامِرٍ ، يأتين من كلِ فجٍّ عميق . . وعلى كُلِ مأتيّ حقٌ لمن أتاهُ وزارهُ ، والله خيرُ مأتيٌّ وأكرمُ مزور . .
ومَنْ أكرمُ من اللهِ تعالى ؟؟؟!

وبعدَ كُلِ هذا اجلسْ وتَأمَّلْ . .
فلا تدري أينَ إمامُ زمانِك
أمامَكَ أو من حولِك . .
تشوَّق إليه ،
فاللقاءُ الطيَّبُ معه على الأرضِ الطيبة باتَ قريباً

ياصاحب العصر ادركني

[المنهال]

نورس الحب والايمان
آهٌ مِنْ ذا القَلبْ !
اليُومْ اليُوم !
الحُجَاجُ في عرفةَ ..
والحجَاجُ إلى الحسينِ بقربِه ..

ربي أكتبنا معهم
من العاشقينَ ..

[المنهال]

يا حسين حل من إحرامك وجعلها عمرة مفردة
الآن وقد انتهى الحُسين عليه السلام من الطواف وصلاتِه توجه
ليسعى سبعَةِ أشواطٍ بينَ الصفا والمروة
قال الله تعالى : (( إن الصفا والمروة من شعائِرِ الله فمن حجَ البيتَ أو اعتمَر فلا جُنَاحَ عليهِ أن يطوَّفَ بهما ))
فامشِ معه بهدوء وسكينة
بعد أن تكون قد تملَّيت من ماءِ زمزم ، وأصعدّ إلى الصفا وكبِّر وهلل وصلِّ على النبي وآلِه صلى الله عليه وآلِهِ ، وأذكر المأثور من الأدعية ، وتابِع المناسِك المفروضة عليك
وأعلم أن التردد بين الصفا والمروة مرة بعد أخرى علامَةُ الإخلاص ، ورجاءُ الرحمة والقبول
فأنتَ لَمْ تُقْبَل في الأولى فلعلَكَ تُقْبَل في الثانية أو الثالثة
وتذكَّر قول الإمام الصادِق عليه السلام في حديثِهِ الجامع حول معاني الحج عندما يقول في شأنِ السعي :
(( . . . وهرولْ هرباً من هواكَ ، وتبرياً من جميع حولك وقوتِك ، وصَفِّ روحكَ وسرّك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفِكَ على الصفا ، وكُن ذا مروّة من الله نقياً أوصافك عند المروة . . )) .
ورويَ عن أبي عبد الله الصادِق عليه ِالسلام :
(( ما للهِ عز وجل نُسكٌ أحبُ إلى اللهِ تبارَكَ وتعالى من موضِعِ السعي ، وذلك أنه يُذِّلُ فيهِ كُلَ جبارٍ عنيد )) .
واذكر كيف أن الله تعالى رحم إسماعيل النبي ، عندما كان صبياً صغيراً ، عطشاناً ، فأجرى من تحتِ قدميه الماء التي سُميت فيما بعد بزمزم اشتقاقاً من زمزمةِ الماء أي صوتِه . . ثُمَ أصبح المكانُ مقصداً للعالمين إلى يومِ القيامة . .
قال تعالى : (( ربنا إني أسكنتُ من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتِكَ المحرم ربنَّا ليقيموا الصلاةَ فاجعَل أفئِدَةً من الناس ِ تهوِّيْ إليهم وارزقهم من الثمراتِ لعلهم يشكرون ،، ربنا إنكَ تعلمُ ما نُخفي وما نُعلنُ وما يخفى على الله من شيءٍ في الأرضِ ولا في السماء ،، الحمدُ للهِ الذي وهبَ لي على الكبرِ إسماعيلَ وإسحاقَ إن ربي لسميعُ الدعاء )) سورة إبراهيم ، الآيات (( 37 – 38 – 39 )) .
وقال عزّ وجل : (( وإذا قال إبراهيمُ ربِّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزُق أهلهُ من الثمراتِ مَنْ آمَنْ منهم باللهِ واليومَ الآخِر )) سورة البقرة ، آية (( 126 )) .
فيا راحم إسماعيل وأمه ، ومجيب دعوةِ إبراهيم ، استجب دعائِي وارحمني

ثُم بعدَ ذلك يأتي دور تقصير الشعر ، لتنتهي من العمرة . .
لِتُصبِح في حلِّ مما حُرِّمَ عليكَ بإحرامِك
وفي هذا الوقت وقبل التوجِه إلى عرفات أكثر من الطوافِ والصلاة ، وإن ختم القرآن الكريم في مكة ، فافعل ذلك فلذلكَ أجرٌ عظيم .
أكثر من التعرف على المسجدِ الحرام ، خاصَةً بعدما أصبَحَ واسِعاً جِدَاً . . واجلس في الطابِقِ العلوي ، فإنكَ ترى الطائِفينَ وحركتهم أكثر . . وإذا قُدِرَ لكَ أنترى الحجر الأسود عن قُرب فأذكر أنهُ نزل من الجنة وكان َ أشَدُ بياضاً من اللبَنْ ، فَسَوَدَّتْهُ خَطَايا بني آدم . . .
ورويَ عن الصادِقِ عليهِ السلام :
(( كانَ الحَجَرُ الأسود أشَدُّ بياضاً من اللبَنِ ، فلولا ما مّسَهً من أرجاسِ الجاهِليَة ، ما مسَّهُ ذوو عاهَةٍ إلا برئ )) .
وفي هذا إشارة إلى أربابِ القلوبِ
فإذا حصَلَ هذا مع الحجرِ الصلبِ ، فكيفَ بقلبِ الإنسانِ الذِيْ يتأثر بالذنوبِ والمعاصي . .

الآن
كُنْ مُسْتَعِدَاً للمغادَرَةِ إلى عرفاتِ ليلةِ التاسع من ذي الحجة . .
فالموعِدُ مع إمامِ زمانِك باتَ قريباً . .
ولا تنسَ قولَ الإمامِ الصادِقِ عليه السلام :
(( يفقدُ الناسُ إمامهم ، فيشهدهم الموسم فيراهم ولا يرونَه ))
قريباً نعود

[نورس الحب]

رائع يامنهالنا..
انها لمشاهد تسري في الدم كالغداء للجائع ..
وتشوق العبد لهذه المراسم الذي تحوي من الاسرار مايغفل عنها الكثير ..
أذكر كلما شربنا من ماء زمزم لم نرتوي ..
وكأننا نطلب مزيدًا من القرب ..
وكلما سعينا ذهابا وايابا..
لم نتعب.. بل فيها نفس هاجر وزمزمة الماء تحت قدمي نبي الله اسماعيل عليه السلام..
واللباس الابيض يلفنا كأكفان بيضاء لفت بها اعوامنا ..
وكلما ابصرتنا فوج الحجاج ..
نشتاق لصرخة مدوية بين الجموع ( لبيك يامهدي )
..متى الفرج يامولاي !! وكبف لا نناشدك ودم الحسين يسري في عروقنا ..وصرخة زينب تبكي عيوننا ..
..متى الملتقى !!
ازدنا يامنهالنا فنحن متعطشون ..
دعائي لك
نورس الحب

[المنهال]

إلى عرفات
فهو يفتقد الحُسين في عام 61هـ

بعد ظهرِ يوم الثامِن من ذي الحجة
يُحرِمُ الحجيج استعدَاداً للتوجُهِ إلى عرفات
وهذا اليومِ سُمِّيْ بيومِ التروية
وسُئِلَ الإمامِ الصادِق عن ذّلِك فقال :
((لأنَهُ لم يكن بعرفاتِ ماء ، وكانَ الناس يستقونَ من مكَةَ ، من الماءِ ريّهِم ، وكان بعضهم يقولُ لبعضْ : ترويتم ، ترويتم ؟ فَسُّمِي يوم التروية لذلك )) .
عندَ عصرِ هذا اليوم ، ستتغيرُ مكة ، سوفَ ترى الناسَ يستقلونَ آلافَ السيارات والناقِلات ، متوجهين إلى منى فعرفات ، وهم يضجونَ بالتلبيةِ والدعاء . . ولن يمضي وقت كبير من الليل حتى يسودُ مكة هدوء موحش ، لم تنتظره في أيامِكَ القليلة السالفة التي قضيتها فيها . .
ولو قُدِّرَ لم أن تتجولَ ليلةِ التاسِعِ أو يومَهً في مكة وأسواقِهَا لَخُيَّلَ إليكَ أن منعَاً للتَجَولِ يُطَبَّقُ في المدينة
فالناسُ قليل ، والإفرادُ معدودون . . بينما كُنتَ بالأمسِ لا تَجِدُ مكاناً لقدَمِكَ في السوقِ أو للصَلاةِ في المسجْدِ الحرام ، من شِدَةِ الازدِحَامْ . . .
إذا توجهتَ إلى عرفات على ظهرِ ناقلة كبيرة ، وعندما تصلُّ إلى مشارفها سترى مشهداً لم ترهُ في حياتِكَ ، ولنْ تَرَاهُ في أي مكان إلا هُنَا ،،،
ولا في أي زمان إلا مثلِ هذا الزمان ،،،، وهذا الموسم . .
المنظر أشبه ما يكون بما قرأتُ في القرآن الكريم ، من خروجِ الناسِ من الأجداث – القبور – دُفعَةً واحِدَة بأكفانِهِم ليومِ الحساب . . .
قال تعالى : (( خُشَّعَاً أبْصَارُهُمْ يَخْرِجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ كَأنَهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرْ )) سورة المباركة القمر ، آية (( 7 )) .
مشهدٌ عظيم هو ، سوف تتذكر عندها غربتُكَ في الدُنيا ، وخوفُ الغربَةِ في الآخِرَة
(( يومَ يفرُ المرءُ من أخيهِ ،،، وأُمِهِ وأبيه ،،، وصاحِبتِهِ وبنيه ،،، لكُلِ امرئٍ يومئِذٍ شَأنٌ يغنيه )) سورة عبسَ ، آية (( 34 – 35 – 36 - 37 )) .
ترى الناس وقد جُمعت من أقطارها . . من كُلِ حدْبٍ ولون ، من أقصى الدُنيا إلى أقصاها ، جُمِعُوا في حشرٍ واحد ، وعلى هيئَةٍ واحِدَة ، وقيامٍ واحد . . .
(( يقولُ الإنسانُ يومئِذٍ أينَ المَفَر ،،، كلا لا وزر ،،، إلى ربِكَ يومئِذٍ المستقر )) سورة القيامة ، آية (( 10 – 11 – 12 )) .
سأعود بإذن الله

[المنهال]

نعم يانورس الايمان
مع الحجاج بالقلوب
اختي المؤمنة الصادقة نورس
كلما اقتربْتِ أكثر من الأرضِ المباركة ، كلَّمَا توضَحَتِ الصورَةِ أكثر ، ترين الناسَ زُرَافَاتٍ زرافاتٍ ، وجماعاتٍ جماعاتٍ . .
كُلِ امرئٍ محشورٍ مع جماعَتِهِ ومعَ من يُحِبْ !!
فمع مَنْ أُجْمَعُ وَأُحْشَر يا ربَّ يومَ القيامةَ ؟!
تتساءَلُ ومن الأعماقِ عنِ المآلِ والمصير . . .
ثُمَ لا ترى إلا وأصبحْتَ
وسطَ الجموعِ في عرفات
والازدِحَامُ شديد
حتى تخالُ كَأنَ الله جمعَ الأولينَ والآخِرِيْن من العالمين
تظُنُ أنَ هذا يومُ الفَصْلْ
وقدْ جُمِعَ الناسُ للحِسابْ
(( هذا يومُ الفصْلِ جمعنَاكُم والأولين ))
لا تُحَاول أن تُكَلِم أحداً . . فلعلَ كُلُّ واحدٍ مشغولٌ بنفسِه . .
وقد احتطَبَ ذُنُوبه وجمعَ رزاياه في عمره ، وأتى بها إلى عرفات . .
تشعر كأنكَ انتقلتَ من زمانٍ إلى آخر ، إلى زمانٍ بعيد معَ الأولين ،
أو أنَ الأولينَ انتقلوا إلى زمانِك
من الصعبِ جداً ساعتئِذٍ أن تُصَدِقَ أنَكَ لستَ في يومِ القيامَة
الناسُ ذاهِبُونَ آتونَ مختلطونَ مقبلونَ مدبرونَ مضطربونَ حيارى متداخِلونَ في كُلِ جِهَةٍ يهيمون ، كأنهم يودعونَ بقرب انتهاء الزمان
(( وتركنا بعضهم يومئِذٍ يموجُ في بعضٍ ونُفِخَ في الصورِ فجمعناهم جمعاً )) سورة الكهف ، آيةِ (( 99 )) .
تكادُ تصدِقُ أن هذا يوم القيامةِ . .
فهذِهِ مكَةَ أم القرى من خلفِكَ ، وهذا يوم الجمعِ من أمامِكَ ، يكادُ الدليلُ أن يكون حسياً هذه المرة أليس هذا قول الله تعالى :
(( لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى ومَنْ حولَهَا وتُنْذِرَ يومَ الجَمْعِ لا ريبَ فيه )) .
تكَادُ أن تسأل عن الرسُلِ والأنبياء والآباءِ والأجداد بينَ الجموع
(( يومَ يجمَعُ الله الرُّسُلِ . . . )) .
إلا أن دعسَةٌ شديدة من كابِح الناقِلَة ، يعيدُكَ إلى واقعِكَ
ويعلو صوت المُعرِّف : انزلوا مع أغراضكم ، لقد وصلنا

فتتذكر أنكَ في عرفات ، وتعلو مجدداً التلبيات :
(( لبيكَ اللهم لبيك ، لبيكَ لا شريكَ لك لبيك ))
سأعود ان شاء الله تعالى
اللهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدْ
وَعَجِلْ فَرَجَ صَاحِبِ الزَمَانْ
شكراً لهم على التوفيق
ولكِ نورس الحب الخالص

[نورس الحب]

كيف بي وأنا ابصر هذا المشهد !!
إن لأعضائي لترتجف ..وقلبي يعركه الخفقان ..
ومن فوقي خالقي يبصرني ويبصر جمع الحجاج ..
والكل ُّ يصف ذنوبه ويستغفر الباري منها ,,
وقد ثقل متنه بذنوبٍ لوثته بياضه ..
وبانوارْ خمسة والاربعة عشر معصومًا تتوسل غلى الله ان يتقبل حجته ..
ولأنها جامعة لكل العبادات ..
سؤال يامنهالنا !!
لماذا وضع الحج آخر الأركان وهو جامعٌ لكل العبادات !!
وكان شرطه لمن استطاع إليه سبيلا..!!
ألم يكن مفروضًا أن تكون له الاولوية لأنه جامع لكل العبادات..؟؟

دعائي لقلوبكم الحاجة
نورس الحب

[المنهال]

يانورس
إن من الذنوب ما لا يكفره إلا الوقوف بعرفة
لماذا وضع الحج آخر الأركان وهو جامعٌ لكل العبادات !!
وكان شرطه لمن استطاع إليه سبيلا..!!
ألم يكن مفروضًا أن تكون له الاولوية لأنه جامع لكل العبادات..؟؟

نعم اختنا الفاضلة الحج من أعظم أركان الاسلام ، لما فيه من أتعاب البدن وصرف المال والتجرد عن الشهوات والتغرب عن الوطن ورفض العادات وغير ذلك

وقد قال الإمام أبو الحسن ( عليه السلام )
على ما في خبر محمد بن مسلم :
من قدم حاجا حتى إذا دخل مكة دخل متواضعا فإذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله فطاف بالبيت طوافا وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة وشفعه في سبعين ألف حاجة وحسب له عتق سبعين ألف رقبة قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) كما في خبر معاوية نقلا عن آبائه عليهم السلام :
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقيه أعرابي فقال له : يا رسول الله إني خرجت أريد الحج ففاتني وأنا رجل مميل فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : انظر إلى أبي قبيس فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت به ما يبلغ الحاج ، ثم قال :
إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات فإذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ...

ومع هذا يانورس الحب ايتها الفاضلة

في صحيحة زرارة الآتية عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
بني الإسلام على خمسة أشياء :
على الصلاة
و
الزكاة
و
الحج
و
الصوم
و
الولاية
قال زرارة : فقلت :
وأي شئ من ذلك أفضل ؟
فقال :
الولاية أفضل ، لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن

لا اشكال يا أختي
أن الحج فرضه ونفله جل شأنه
عظيم فضله
خطير أجره
جزيل ثوابه
جليل جزاؤه
وكفاه ما تضمنه من وفود العبد على سيده ونزوله في بيته ومحل ضيافته وأمنه ، وعلى الكريم إكرام ضيفه وإجارة الملتجئ إلى بيته كما بينا
لكن لاحج بلا ولايه فمفتاح كل عبادة الولاية
فأرجو التأمل

[المنهال]

الدعاء في عرفة
هو من أنفاس الحسين عليه السلام !!

عرفات
ساحَةُ الدعوات ، ومظنَّ الإجابات ، من أهم العبادات المستحبة في عرفات على الإطلاق
الدعاء
ومن أهم الأدعية المستحبة في عرفات ، دعاء الإمام الحسين عليه السلام . . . فلا يمكن أن تتحدث عن الوقوف في عرفات ، من دون أن تذكر دعاء الحسين عليه السلام فيه ، فهما صُنوانِ . . لذا أنصحك أن تقرأ هذا الدعاء المبارك أكثر من مرة قبل الموسم ، لتكون متأهباً مستعداً له . .
يوم الوقوف في عرفة
يومٌ عظيم للدعاء والمسألة ، كثيرُ البركة عميم الفيض

تُستَحَبُ فيهِ
التوبة والاستغفار والتسبيح والتمجيد والذكر
بل عبَّر بعضُ الفقهاء بأن الأحوط عدم تَركُ الدُعاءِ والاستغفار فيه
فعندما تتم صلاة الظهر والعصر ، لن تسمع في عرفات إلا دعاءٌ ومناجَاة أينما ذهبت وأينما حللت لن تسمع إلا دُعاءً ينبعِثُ من الخيم وأصواتاً تناجي . . وتعترف . .
سُئِلَ الإمام الصادق عليه السلام عن عرفات لم سميت عرفات ؟ فقال : إن جبرائِيل عليه السلام خرج بإبراهيم عليه السلام ، يوم عرفة ، فلما زالت الشمس قال له جبرائِيل :
يا إبراهيم أعترف بذنبك ، وأعرفِ مناسكك ، فسُميت عرفات ، لقول جبرائِيل أعترف فأعرف ..

ربما تستطيع الخروج لدقائِق معدودة ، والتجول ، فالشمس شديدة الحرارة عادةً . . ولا يستطيع الإنسان العادي أن يتحملها لفترة طويلة . .
ستسمع تضرعاً يقول :
وهو للدعواتِ سامِع ، وللكرباتِ دافِع ، وللدرجاتِ رافِع ، وللجبارَةِ قامِع . . .
أذكُر هُنَاك نعمَ الله عليك قدر الميسور .
أخرجتني للذي سبق لي من الهدى إلى الدنيا تاماً سوياً ، وحفظني في المهدِ طفلاً صبياً ، ورزقني من الغداءِ ، لبناً مرياً
وأشكر الله على توفيقه لك وهدايتك
ونبهنتِّي لشكرك وذكرك ، وأوجبت عليَّ طاعتكَ وعبادتك ، وفهمتنِّي ما جاءَت به رسلك . . ورزقتني من أنواعِ المعاشْ وصنوفِ الرياش بمنِّك العظيم الأعظم . . .
فإن دعوتُكَ أجبتني ، وإن سألتكَ أعطيتني ،وإن أطعتكَ شكرتني ، وإن شكرتُكَ زدتني

اللهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدْ
وَعَجِلْ فَرَجَ صَاحِبِ الزَمَانْ

أعتذر فقد سبقني الوقت
وقد أعود

[المنهال]

من روائِع الكلم ، الذي ستسْمَعُهُ هناك ، وتردده طوال حياتِك في صلاتك وغيرها ما قالهً الإمام الحسين عليه السلام وعيناهُ تسيلان دموعاً .
اللهم أجعلني أخشاك ، كأني أراكَ ، وأسعدني بتقواك ، ولا تشقني بمعصيتك ، وخِرْ لي في قضائِك ، وبارِك لي في قدرِك ، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ،ولا تأخير ما عجلت ..
كان الأمام الحسين عليه السلام يدعو بهذا الدعاء
متذللاً خاشعاً واقفاً
رافعاً يديهِ تلقاءَ وجهه
مستقبلَ القبلة
كاستطعامِ المسكين . .
ومما قاله مبهراً العقول مخاطباً ربه جلّ جلاله :
كيف يستدلُ عليكَ بما هو في وجودِهِ مفتقرُ إليك ، أيكونُ لغيركَ من الظهورِ ما ليس لك ، حتى يكون هو المظهر لكَ ، متى غبت تحتاجُ إلى دليل يدلُّ عليكَ ، ومتى بعدتَّ حتى تكونَ الآثارُ هي التي توصِلُ إليكَ ، عميت عينٌ لا تراك عليها رقيباً . . .
أيُها المؤمن العزيز
إن من أكثر الروايات الملفتة التي ينبغي التوقف عندها ولا تنسى مطلقاً ما روي
أن من الذنوبِ ما لا يغفر إلا بعرفة والمشعر الحرام
قال الله تعالى : فإذا أفضتم إلى عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ..
وفي نصٍ آخر : أعظم الناس جُرماً من أهل عرفات الذي ينصرفُ من عرفات وهو يظنُ أنه ُ لم يُغفرُ له ..
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام :
أنهُ إذا كان يوم عرفة لم يرد سائِلاً . .
وسمع الصادق عليه السلام يقول :
الحاج إذا دخل مكة ، وكلّ الله له ملكين يحفظان عليه طوافه ، وصلواته وسعيه ، فإذا وقف بعرفة ضربا على منكبه الأيمن ثم قالا : أما ما مضى فقد كفيتهُ فانظر كيف تكون فيما تستقبل ..

ونظر علي بن الحسين عليه السلام يوم عرفة
إلى قومٍ يسألون الناس فقال :
ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم لم في بطونِ الحبالى ، أن يكون سعيداً ..
فانظر أيها المؤمن العزيز
في هذه النصوص الشريفة الواردة عن المعصومين عليهم السلام وتأمل في مدلولها ، وتفكر في معانيها ، فإنها من أسرار الله المكنونة .
لا تنسى التفكر وذكر هذه النصوص
وأنت واقفٌ على أرضِ عرفة
وتيقن
أن الله يعلم سرِّك وفكرك وما يجول في ذهنك . .
الزم قلبك الضراعة والابتهال
واعلم أنك من المرحومين بوقوفك هنا
فالموقف شريف، والرحمة نازلة واصلة ، والقلوب العزيزة متلهِّفة
اجتمعت من أقطار الدنيا إلى ربها ، ترجوه في هذه الساعَة ، والكل ناظِرٌ إلى السماء
ينتظر نزول الرحمة
فكن منهم ، ولا تظنن أن الله يخيب آمالهم ويضيع سعيهم ، ، فهو سبحانه الآمر بالدعاء والضامن للإجابة .
وقد حذركَ قبل قليل كما رأيت من أن تشهد عرفات ، وتظن أن الله لن يغفر لك . . .
فالموقف لا يضاهيه موقفٌ
والمشهد فريد
فقد اجتمعت الهمم والقلوب بصوتٍ واحد
ونداءٍ واحد ، ورجاءٍ واحد
على صعيدٍ واحِد
على الأرضِ المباركَة في عرفات
واعتذر لاني قد لا اعود لهذا الموضوع
والله يرعاكم

اللهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدْ
وَعَجِلْ فَرَجَ صَاحِبِ الزَمَانْ

[نورس الحب]

متابعين لهذه النفحات الإيمانية ,,
رعاكم الله
نورس الحب

[المنهال]

اللهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدْ
وَعَجِلْ فَرَجَ صَاحِبِ الزَمَانْ
أسألكم الدعاء بأن استطيع ان أكمله
وإن كان الحج إنتهى

[المنهال]

إمام الموسم ( عليه السلام )

أيها الأخ العزيز
طالما ناجيت وقلتَ بصوتٍ مرتفع :
(( هل إليكَ يا ابن أحمدَ سبيلٌ فتلقى . .)).
فربما تقبل الله دعاءك . . فها أنت الآن في عرفات . . التي لا يغيب عنها أمام الزمان عليه السلام . . وهو أميرُ الحج على مدى الدهر . .
تصور وأنت معهُ الآن . . على أرضٍ واحِدة ، لا يبعد إلا مئاتِ الأمتارٍ . . وقد يكون على بعد أمتار فقط . . وقد يكون عليه السلام في الخيمةِ المجاورة . .
من يدري ؟!
ربما مررتَ بجانبه قبل قليل . . ربما نظرت إليه ولم تعرفه . . لا تدري ، فقد يكون منكبكَ قد لامس منكبهُ الشريف . .
أيهُا الحاج الحبيب : وبكلمةٍ واحدَة . .
أنت في عرفات مجتمعٌ مع مولاك . .
ما كان هذا ، ولن يكون لك في أي مكان أو زمان آخر . .
(( هل لك يا بن أحمدٍ سبيلٌ فتلقى ، هل يتصِلُ يومنا منكَ بعدةً فنحظى ، متى تردُ مناهلك الرويةَ فنروى ، متى ننتفعُ من عذبِ مائِكَ فقد طال الصدى ، متى نغاديكَ ونراوحك فنقرَّ عيناً . . .)) .
(( . . تُرى أترانا نحفُ بكَ وأنتَ تأمُ الملأ . . . ))
يا مولاي : أينَ أنتَ من شيعتَك ، تنظر إليهم ، تحنُّ عليهم ، وتردُّ الظلمَ عنهم . . .
كيف تترك يا مولاي هؤلاء يتحكمون برقاب الناس . . وما كانوا أولياء إن أولياءُهُ إلا المتقون . .
ألستَ أنت المعدُّ لقطع دابر الظلمة . . ألست المنتظر لإقامة الأمت والعوج . .
(( . . أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان ، أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن ، . . أين محيي معالم الدين وأهله ، أين قاصم شوكةِ المعتدين ، أين هادم أبنية الشرك والنفاق . . )) .
(( أين بابُ اللهِ الذي منهُ يُؤتى ، أينَ وجهُ اللهِ الذي إليهِ يتوجهُ الأولياء ، أينَ السببُ المتصلُ بين الأرضِ والسماء ، أينَ صاحبُ يومِ الفتحِ ، وناشرُ رايةِ الهدى . . )) .
أيُها العزيز : لا تذهب للتفتيش عليه - عليه السلام - . .فقد قضت سنة الله تعالى ، أن لا تجدهُ لاقياً كما تُحب وتتخيّل . . تقبلهُ وتشمُهُ تتمسحُ بقدميه . . تحتضِنُه . . فهذا لن يكون . . و إلإ لتغيرتْ سنةُ الكون ، ومستقبل البشرية . .
ربما تراه في عرفات أو المشعر . . أو عند الحجرِ الأسود أو الركن اليماني كما رآهُ البعض، وقد تراه في مدينةٍ جَدِهِ رسول الله صلى الله عليه وآلِهِ وسلم . .
سيبقى الشوق متأججاً . .
ولن يكون المنال سهلاً كما تتصور . . فلله في أمرهِ وشؤونه وغيبته واختفائِهِ حكمٌ وأسرار لا يدركها إلا ذوو الأنظار ، وأهل الاعتبار . . .
نُقِلَ عن الإمام الصادق عليه السلام :
(( يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم ، فيراهم ولا يرونه )) .
غداً أيُها العزيز : ترجع إلى وطنك وتبقى تناجي
" هل إليكَ يا ابن أحمد سبيلٌ فتلقى . ."
حتى يأذن الله . . .
اللهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدْ

وَعَجِلْ فَرَجَ صَاحِبِ الزَمَانْ

[بلاقيود]

متى ترانا ونراك .. ؟؟!!
عزيز ان نرى الخلق ولا تُرى !!


الاخ العزيز .. المنهال..

جعلك الله من المنظورين بعين اللطف والرعاية ..


حلقت بارواحنا الى عالم الملكوت اخي الفاضل


جعله الله في ميزان اعمالك ببركة الصلاة على محمد وال محمد