سيرة روائية جريئة : اعترافات رجل لا يستحي

[الزهراء عشقي]

لندن - يعود الكاتب العراقي سليم مطر الى السرد الروائي يعد سنوات من صدور روايته الاولى "إمرأة القارورة" وانشغاله بالكتابة السياسية والتاريخية، بعمل يحمل عنوان "إعترافات رجل لا يستحي" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

والكتاب الجديد سيرة روائية جريئة لا تستخدم السرد الزمني المتسلسل الذي تعودنا عليه في السير الشخصية، بل تلجأ الى تقنية مبتكرة.. إذ اختار الكاتب ان يكشف عن حياته من خلال تناوله لموضوعات خصص لكل منها فصلا خاصا: الوطن، المحلة، الاب، الام، السينما، الدين، الهجرة، المرض، الابن، المحبة.. وتم ربط هذه الموضوعات بتسلسل زمني خفي اشبه بموسيقى تصاحب فيلم.

وتمكنت هذه السيرة الروائية من تجنب الاسلوب المتبع بوصف الحقبة المعاشة اجتماعيا وسياسيا وأحداثها التاريخية، بل ركز الراوي اساسا على حياته هو ومعايشاته الشخصية الحميمة، مع وصف دقيق لأعماقه الداخلية بكل فطرتها وتقلباتها بصورة صريحة وجرأة نادرة.

وتدخل "إعترافات رجل لا يستحي" القارئ في انسيابات سحرية وتبقيه مشدودا الى السطور حتى يتفاجأ بأنه قد بلغ السطر الأخير دون ان يدري.

ويقول سليم مطر في تعريفه لروايته الجديدة "منذ البدء أود أن أطمئنكم، بأني لم أزل كما عرفتموني، صديقكم الطيب الذي (يستحي!) أكثر من المعتاد. لكني أيضاً كما عرفتموني، أحب الحقيقة وكشف المسكوت عنه، والصراحة التي يجب أن تبدأ مع الذات. لهذا قررت أن أبدأ بذاتي أنا. أن أتكلم بصوتٍ عالٍ وأكشف لكم حياتي وخبايا نفسي، مثلما يود الجميع أن يقولوه عن حياتهم ولكنهم (يستحون!) فيحتبسون ويتكتمون ويتظاهرون".

ويضيف "نعم يا أصدقائي، في سيرتي هذه حاولت بصدق أن (لا أستحي!) من الصراحة وقول الحقيقة عن ذاتي، ولكني في الوقت ذاته حرصت على تجنب الابتذال والتسفيه والاثارة الرخيصة، لأن هدفي يبقى هو الأدب الرصين الذي يمنح الإمتاع والجمال والتفكير".

وسبق للكاتب العراقي المقيم في جنيف ان أصدر بعد رواية "امرأة القارورة" دراسة تاريخية عن العراق بعنوان "الذات الجريحة".