*سؤال حول زيارة عاشوراء*

[فاطِمة فتح الله]

سلام وتحية اخي المنهال ..

سؤالي :

من هو المقصود بهذا المقطع في زيارة عاشوراء :

(( اللهم العن الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع ))؟!؟!؟

لأني سمعت عدة اراء حول هذا المقطع ...

وشاكرين ..

[المنهال]

عليكم السلام والرحمة
وما اشوقنا لهذه الاسئلة ومن يسألها
لا يخفى عليكم أن مما قام عليه المذهب الحق هو البراءة من كل باطل ومن مظاهر البراءة اللعن لأعداء الدين وهذا لايختلف عليه اثنان من أهل الحق لا من العلماء ولا غيرهم فهو مسلم به بين العالم والجاهل والمؤمن الملتزم وغيره فمنكر ذلك خارج الحق
قال تعالى: (( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )) وقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة )) فالمطلوب اذن البراءة واللعن لمن ظلم آل محمد (عليهم السلام) فيكون السؤال من الذين ظلموا آل محمد حتى نلعنهم ونتبرء منهم ؟
لا اشكال ان زيارة عاشوراء لم تصرح بالاسماء ولكن جاءت بقاعدة كلية وأوصاف عامة يمكن انطباقها وتحققها في هذا الفرد أو ذاك ممن يحمل تلك الأوصاف ومنهم الاول والثاني والثالث والرابع معاوية بقرينة (اللعن يزيد ) الذي صرحت به الزيارة والروايات كما نقل صاحب مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 4 - ص 410
عن جعفر بن محمد بن شريح ، عن ذريح المحاربي ، قال : قال له الحرث بن المغيرة النصري - أي لأبي عبد الله ( عليه السلام ) - ان أبا معقل المزني ، حدثني عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه صلى بالناس المغرب ، فقنت في الركعة الثانية ، فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري وأبا الأعور السلمي ، قال الشيخ ( عليه السلام ) : ( صدق فالعنهم )
وهناك روايات كثيرة بلعن اربعة من الرجال واربعة من النساء وغير ذلك
وهنا ننقل هذه الرواية التي فيها تكليف خاص للعاجز عن النصرة بالبدن كما جاء في تفسير العسكري ( عليه السلام ) :
ان رجلا قال للصادق ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، اني عاجز ببدني عن نصرتكم ، ولست أملك الا البراءة من أعدائكم واللعن ، فكيف حالي ؟ فقال الصادق ( عليه السلام ) : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من ضعف عن نصرتنا أهل البيت ، فلعن في صلاته أعداءنا ، بلغ الله صوته جميع الاملاك من الثرى إلى العرش ، فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنا ، ساعدوه فلعنوا من يلعنه ثم ثنوه فقالوا ، اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ، ولو قدر على أكثر منه لفعل ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم ، وصليت على روحه في الأرواح ، وجعلته عندي من المصطفين الأخيار )
ولمن اراد الوقوف على حقيقة اللعن ادعوه لقراءة هذا الكتاب

[هريسا]

السلام عليكم ..
اسمحي ليي اخيتي فاطِمة سأسأل في موضوعك ..
اخي المنهال .. سمعت مرة من احد الاشخاص انه لابد من ان يكون اللعن والسلام 100 مرة ..
سؤالي ..
مثلاً انا منذُ فترة قراءة زيارة عاشوراء لمده عشرة ايام . وقسمت اللعن والسلام كل يوم 10 مرات يعني اللعن 10 مرات ,, والسلام 10 مرات .. هل ما كنت اقوم به صحيح ,, او لابد من فعلها 100 مرة ؟
اتمنى ان يكون سؤالي واضح ..
وحفظكم الله
لاتنسونا من طاهر دعائكم ..

[المنهال]

عليكم السلام ورحمة الله

لاشك ولا ريب ان للسن وآدابها ثواب وثمار لايمكن لانسان أن يحصرها خصوصاً لمن يداوم عليها وقد قال المولى عزوجل وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها واي نعمة افاضها الله علينا انها نعمة حب محمد وآل محمد أهل بيت العصمة والطهارة معادن العلم ومهبط الوحي صلى الله عليهم اجمعين وهي من النعم العظمى التي قام عظماء الشيعة وعلماء التشيع بتدوينها وحفظها لنا جزاهم الله عنا خير الجزاء
ومن جملة ما افاض الباري عزوجل عبر ابواب رحمته هذه الزيارة العظيمة زيارة عاشوراء حيث ان لهذه الزيارة فضل كبير لا يمكن لعقولنا القاصرة إدراكه .. حيث ذكر لي شخصيا آية الله المرجع الديني الراحل السيد ابو القاسم الكوكبي اعلى الله في الجنان مقامه ما نصه (زيارة عاشوراء تحيل المستحيل الى ممكن ) فمن منا يدرك هذا المعنى واي عقل يدرك هذه الفضيلة نعم كيف يمكننا ادراك الاثار التشريعية والتكوينية لقولنا ( السلام عليك يابا عبدالله ورحمة الله وبركاته) فإذا كنا عاجزين عن إدارك أثر هذا السلام وهذه الالفاظ التي تبدوا بسيطة سهلة ممكنة في نظر البعض فكيف لنا أن ندرك الآثار التكوينية والتشريعية لزيارة عاشوراء
على اي حال من هذه المقدمة نعلم أن الاثر للقراءة والاجر بحسب ما نقوله ونعمله فان جأنا بما نص عليه الاعلام 100 لعن و100 سلام والصلاة ودعاء علقمة فلهذا الاثر الكبير جداً ومن كان يريد التجزيء فعليه ان يأتي به بالنية المطلقة لا على نحو الورود افضل
نسأل الله ان يثيبنا ويثبتنا وإياكم على المداومة على هذه الزيارة العظيمة

[فاطِمة فتح الله]

سلام وتحية ..

شاكرين اخي المنهال على سعة الصدر في الاجابة ..

وماقصرّت ..

لفتتني جُملة : (زيارة عاشوراء تحيل المستحيل الى ممكن )

هناك من قال انه قرأها 40 يوما دون انقطاع ولم يتغير الحال رغم وجود نية يقينية لما يسمع من فضل هذه الزيارة ..
ثم عاود من جديديقرأها متبوعة بدعاء علقمة ولا تغيير على الحال ..رغم انه يقول بأن المفترض ان فضلها يظهر يوما بعد يوم ..

الاخت الكريمة ..هريسا ...بيتك ومحلك أثريتي الموضوع بتواجدك ..

تحياتي ...

[المنهال]

اقتباس: هناك من قال انه قرأها 40 يوما

هناك فقرة من فقرات دعاء كميل واقعاً مخيفة جداً انقلها للتأمل والتدبر يقول المولى عليه السلام :
اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ
والسؤال لماذا نقول ان هذه الفقرة مخيفة ؟
الانسان قد يكون في موضع اجابة كما هو سؤال الفاضلة الغائبة الحاضرة فاطِمة فتح الله فقد يكون متعلقاً بزيارة عاشوراء بل قد يكون عند قبة ابي عبدالله عليه السلام او عند الميزاب في الكعبة المشرفة المعظمة أو في جوف الليل وهو باكياً داعياً نائحاً معترفاً ندادماً مستقيلاً ولكنه لايعلم أن هذا التقرب هذا التوجه هذا الدعاء له مانع وهنا تكمن المصيبة وهنا يكمن الخطر وهنا يبدأ الابتلاء كيف نتصور المانع
نضرب مثال : النار بطبيعتها تحرق الاغصان فلو جأت بغصن رطب مثلاً ووضعته في النار ورايته لايحترق مباشرة انت تقول ان النار محرقة ولكن الرطوبة التي في الغصن الطري تمنعه من الاحتراق مباشرة لذا فهي اولاً تقوم بالتجفيف وتزيل الرطوبة ثم يبدأ الغصن بالاحتراق اذن وجود المانع منع من الاحتراق المباشر وهنا اقول
انا وانتم مهما اكثرنا من قراءة الدعاء او الزيارة ومهما كثرت المقتضيات فالذي له مانع لايؤثر اثره
ايضا سائق سيارة جالس رجله اليسرى على البنزين والرجل الاخرى على الفرامل (لبريك) فهل ستمشي السيارة لابد من رفع المانع حتى يؤثر المقتضي ومع وجود المانع لا يؤثر المقتضي والدعاء الذي فيه مانع من موانع الاستجابة لا يرتفع وايضا الزيارة والموانع كثيرة جداً قد تكون مصلحة للعبد عدم الاستجابة وتأخيرها له في الاخرة لرفعة الدرجات فليس من الضرورة ان تكون الموانع ذنوب ومعاصي ولكن قد تكون مصلحة لايعلمها الا خالقه وتفصيل المسألة في غير هذا المكان فقط احببت ان اشير اشارة فقط